

يعد إدارة الوقت واحدة من أهم المهارات التى يحتاج المرء إلى تعلمها؛ فهى تساعده على تحقيق أقصى إفادة ممكنة من الأنشطة المختلفة التى يقوم بها على مدار اليوم. ونقدم لك اليوم قصة قصيرة إدارة الوقت مع سليم، الطفل الذكي الذي يعاني من صعوبة في تنظيم وقته، مما أثر على قدرته في الدراسة جيدًا والنجاح في الاختبار. هي قصة جميلة ومناسبة للأطفال من عمر 6 إلى 8 سنوات لتعليمهم أهمية تنظيم أوقاتهم.
في منزل جميل أمامه حديقة خضراء مليئة بالزهور والورود، عاش سليم مع والديه وأخيه عبد الرحمن. كان سليم فتى طيب القلب ومرح، يحب اللعب مع أخيه في الحديقة. ولكنه لم يكن ينظم وقته جيدًا، كان يؤجل دروسه وواجباته، ويضيع اليوم بالكامل في اللعب ومشاهدة التلفاز.
يعمل والده مهندس في إحدى شركات البترول، يذهب إلى العمل كل يوم في الصباح الباكر، ويعود الساعة الخامسة عصرًا ليتناول الغداء مع عائلته. أما والدته، فتعمل طبيبة أطفال في المستشفي القريب من منزلهم.
شعر الأب بالقلق من تصرفات سليم وإهماله المتكرر لواجباته. ذات مساء، جلس والد سليم إلى جواره، يحدثه عن تقصيره في دراسته ووجباته، محاولًا أن يشرح له كيف أن إدارة الوقت وتنظيمه هي المفتاح أجل النجاح.
في أحد الأيام، ذهب سليم إلى مدرسته، وقابل أصدقائه خالد ومحمد وأحمد، وتحدثوا عن عطلة نهاية الأسبوع.
قال خالد بحماس: “ما رأيكم يا أصدقاء أن نتقابل يوم الجمعة في النادي لنلعب بالكرة معًا؟”
رد عليه محمد قائلاً: “نعم، فكرة رائعة، لنذهب سويًا في يوم الأجازة لنستمتع قليلاً.”
هز أحمد رأسه بالموافقة، ثم التفوا إلى سليم ليسألوه عن رأيه. وافق سليم أيضًا، وقال لهم: “سأخبر والدي أننا سنذهب معًا لنلعب بالكرة في يوم الجمعة.”
بعد انتهاء اليوم الدراسي، أسرع سليم إلى المنزل ليخبر والده عن يوم الجمعة.
قائلاً: “أتسمح لي يا أبي بالذهاب مع أصدقائي في يوم الجمعة إلى النادي لنلعب بالكرة معًا”.
أجابه الأب: “يمكنك أن تذهب، ولكن بعد أن تنهي واجباتك الدراسية أولاً”.
فرد عليه سليم قائلًا: “لا تقلق يا أبي، سأقوم بحل واجباتي بسرعة لأذهب للعب الكرة”.
مرت الأيام، ولم يلتزم سليم بكلامه مع والده، وذهب مع أصدقائه إلى النادي قبل أن يُكمل واجباته المنزلية. عندما عاد سليم في الليل، كان متعبًا جدًا ولم يتمكن من أداء واجباته المدرسية بسبب الإرهاق.
حدث نفسه قائلًا: “أنا متعب للغاية، سأنام الآن وفي الصباح سأقوم بحل واجباتي المنزلية.”
في صباح يوم السبت، استيقظ سليم وبدأ في أداء واجباته وفروضه المنزلية. في المساء، عاد الأب من العمل وكان غاضبًا بشدة بسبب عدم التزام سليم بوعده وعاتبه على عدم إدارة الوقت وإضاعته في اللعب. وأثناء تناول العشاء، كان التعب والإرهاق واضحين على سليم، فشعر بأسفٍ شديد لأنه لم يستغل وقته بشكل جيد.
أخبرته والدته بلطف: “سليم، يجب أن تتعلم كيف تنظم وقتك بشكل جيد، إن تأخير الدراسة أمر خاطئ ولن يعود عليك بالنفع.”
وقال له والده: “لقد أصُبت بالتعب، لأنك تضيع وقتك في اللعب ولم تتمكن من إدارة وقتك جيدًا.”
تابع الأب حديثه: “أنت ولد ذكي، ولكنك بحاجة إلى تنظيم وقتك وتخصيص وقت لكل شيء لتتمكن من استغلال يومك جيدًا. الوقت ثمين جدًا يا بني، ويجب عليك أن تدرك أهمية الوقت جيدًا.”
وأنهى والد سليم كلامه قائلاً: “يا أولادي، هناك مقولة قديمة تقول: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك. وتعلمنا هذه المقولة أهمية الوقت في حياتنا، لأنه العامل الأساسي لنجاحنا أو فشلنا في حياتنا جميعًا.”
اقرأ أيضًا: مغامرة مها وإيمان في الغابة
وفي صباح يوم الأحد، ذهب سليم إلى المدرسة وقابل أصدقائه. وإثناء الدرس، أخبرهم المعلم أن امتحانات منتصف العام ستقام بعد أسبوع لتقييم مستواهم. شعر الأصدقاء بالقلق، ولكن سليم لم يهتم، وقال لهم:
“لا تقلقوا يا أصدقائي، ما زال أمامنا الكثير من الوقت، يمكننا اللعب والمذاكرة في وقت لاحق.”
لم يوافق الأصدقاء على رأي سليم، وأخبروه أنهم سيبدؤون في الدراسة الآن، وبعد إنتهاء اليوم الدراسي، عاد الأصدقاء إلى منزلهم، بينما بقى سليم يلعب في الحديقة.
شعر سليم بالملل، وقرر أن يذهب إلى المنزل ليكمل اللعب. وعندما عاد أخبر والدته بموعد الامتحان، ونصحته أمه أن يبدأ بالدراسة الآن حتى يتمكن من الاستعداد إلى الامتحان.
أجاب سليم: “لا تقلقي يا أمي سوف أنتهي من اللعب سريعًا وأعود لأكمل دراستي.”
في يوم الاثنين استيقظ سليم وقام باللعب مع أخيه عبد الرحمن طول اليوم ولم يفكر في الدراسة مطلقًا. وفي اليوم التالي قال سليم لنفسه: “ما زال هناك الكثير من الوقت، يمكنني اللعب اليوم أيضًا والدراسة غدًا.”
مرت الأيام بهذه الطريقة، والأم تنصح سليم بترك اللعب. وفي يوم السبت استيقظ سليم عند الساعة 12 ظهرًا.
وقال: “اليوم سابدأ مذاكرة دروسي لاستعد من أجل الاختبار.”
مر الوقت بسرعة، وانتهى اليوم دون أن يتمكن من مراجعة جميع دروسه، فاضطر إلى النوم متأخرًا، مما جعله يستيقظ وهو يعاني من التعب والإرهاق.
ذهب سليم إلى المدرسة واستعد للاختبار، وفوجئ عند أداء الاختبار بعدم قدرته على الإجابة على كل الأسئلة. وانتهي وقت الاختبار وأصيب سليم بالحزن لعدم تمكنه من الإجابة على الاختبار جيدًا.
وعاتب نفسه قائلًا: ” كان يجب أن ابدأ مذاكرة دروسي من قبل، ولا أضيع وقتي في اللعب.”
عندما ظهرت النتيجة، ورأى سليم درجته، شعر بالحزن عندما اكتشف أنه فشل في الاختبار، مما جعله يبكي طوال اليوم. وعندما عاد إلى منزله، أخبر والديه بنتيجة الاختبار.
قال والده: “سليم ولدي، أنت ذكي وموهوب في دراستك، ولكن يجب أن تحسن تنظيم وقتك لتتمكن من التفوق في دراستك”.
ووبخته أمه: “يابني، أخبرتك أن تبدأ في الدراسة منذ اليوم الأول لتتمكن من الاستعداد جيدًا للامتحان، ولكنك لم تأخذ بنصيحتي.”
ثم قال والده: “هذه فرصة رائعة لتتمكن من تعلم درس مهم في حياتك عن أهمية إدارة الوقت وكيفية استغلاله جيدًا لتتمكن من النجاح في حياتك.”
قال سليم: “أنا أسف يا أبي، لقد تعلمت الدرس جيدًا. ولكن كيف يمكنني أن أتعلم إدارة وقتي؟ أنا دائمًا مشغول باللعب.”
ابتسم الأب وقال: “إن الأمر بسيط، كل ما تحتاجه هو أن تخصص وقتًا لكل مهمة وتلتزم به. قم بتخصيص ساعة واحدة كل يوم للدراسة وساعة للعب، عندها ستجد نفسك تنهي واجباتك في نفس اليوم.”
فكر سليم في كلام والده، وقرر أن يبدأ بتطبيقه. بدأ يحدد أوقاتًا معينة للدراسة، ويخصص وقتًا للراحة وللعب أيضًا. في البداية، كان الأمر صعبًا عليه، ولكن شيئًا فشيئًا بدأ يشعر بالتغيير.
ومنذ ذلك اليوم، أصبح سليم أكثر تنظيمًا، ينهي دراسته وواجباته في نفس اليوم، وبدأ يحقق نتائج مذهلة في دراسته. لم يعد يشعر بالتوتر عندما يحين وقت الامتحانات، بل كان يشعر بالثقة الكاملة في نفسه وفي قدراته. لقد تعلم سليم درسًا مهمًا: أن الذكاء ليس كافيًا لتحقيق النجاح، بل لابد من إدارة الوقت واستثماره بشكل جيد.
في نهاية العام الدراسي، تمكن سليم من الحصول على الدرجات النهائية في كل المواد، وحصل على المركز الأول على فصله بفضل تعلمه أهمية إدارة الوقت.
اقرأ أيضًا: قصة قصيرة للأطفال: نانا تريدُ تقديم يد العون!
في نهاية هذه القصة، تعلمنا أن الوقت مثل الكنز، من يتمكن من إدارته جيدًا، يتمكن من النجاح في حياته ويحقق أهدافه كلها، كما يتمكن أيضًا من الاستمتاع بيومه. وكما تعلم سليم، فإن إدارة الوقت هي سر النجاح، يجب أن نتعلم نحن أيضًا أهمية تنظيم الوقت، ومعرفة الوقت المناسب للعب والدراسة، ومتى يجب أن نرتاح لنتمكن من النجاح وتحقيق أهدافنا في الحياة. لذا يا أطفال، هل أنتم مستعدون لتكونوا مثل سليم، ناجحين ومتفوقين في دراستكم؟ هيا بنا من اليوم ننظم وقتنا معًا لتصبحوا أبطال الغد.