7 نصائح لاختيار القصص المناسبة للأطفالك
تُعد القصص جزءًا ضروريًا في حياة الأطفال، فهي ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل تُعّد أداة فعّالة لغرس القيم، وتنمية الإبداع والخيال وزيادة مفرادات الطفل وحصيلته اللغوية، كما تشجّع الأطفال على...

تُعد القصص جزءًا ضروريًا في حياة الأطفال، فهي ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل تُعّد أداة فعّالة لغرس القيم، وتنمية الإبداع والخيال وزيادة مفرادات الطفل وحصيلته اللغوية، كما تشجّع الأطفال على...
تُعد القصص جزءًا ضروريًا في حياة الأطفال، فهي ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل تُعّد أداة فعّالة لغرس القيم، وتنمية الإبداع والخيال وزيادة مفرادات الطفل وحصيلته اللغوية، كما تشجّع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم. ولذلك أصبح اختيار القصص للأطفال من أهم الخطوات التي يجب أن يحرص عليها الآباء، لأنهم يدركون أن القصة تترك أثرًا واضحًا في تفكيره وآرائه.
في هذا المقال، نوضح أفضل 7 معايير يجب مراعاتها عند اختيار القصص لأطفالك مع أمثلة لأفضل هذه القصص العربية والعالمية.
تتميّز كلّ مرحلة عمرية بقدرات مختلفة من حيث فهم المفردات، وطريقة التفكير. فالقصص التي تناسب الأطفال في سن الثالثة تختلف كثيرًا عن التي تناسب طفلاً في السادسة أو العاشرة، سواء في اللغة أو الفكرة. لذلك، يجب الحرص على اختيار قصص تناسب مستوى طفلك اللغوي والمعرفي وطريقة تفكيره وإدراكه للأشياء من حوله.
في هذه المرحلة العمرية، يبدأ الطفل في اكتساب عدد كبير من الكلمات والمفردات المختلفة، ولكنه لا يتمكن من فهم الجملة الطويلة أو الإنشائية البلاغية. كما أنه ينتبه أكثر إلى الصور والرسومات الملونة، لذلك يجب على الوالدين اختيار القصص التي تغطي الجوانب الأساسية التالية:
في هذه المرحلة، يبدأ الطفل في فهم الجمل الطويلة، وتزداد حصيلته اللغوية بشكل كبير. كما تتطور قدرته على التركيز والانتباه للأشياء من حوله. ويصبح الطفل أكثر وعيًا بمشاعره ومشاعر الآخرين ويتمكن من التعاطف معهم. لذلك، يجب على الآباء اختيار القصص التي تحتوي على:
في هذا العمر، يكون الطفل قد تجاوز مرحلة الطفولة المبكرة، وبدأ عقله في النمو وتزداد قدرته على التفكير والإبداع والتعبير عن رأيه بوضوح. كما يصبح قادرًا على فهم الحبكة الدرامية واللغوية في القصص التي يقرأها، لذا يجب على الوالدان اختيار قصص تحتوي على العناصر التالية لتنمية مهارة الإبداع لدى أطفالهم:
لهذه الأسباب نقول أن اختيار القصص يعتمد اعتمادًا كليًا على عمر الطفل، فلا يمكننا أن نُعلّم طفل في الثالثة من عمره قواعد اللغة أو مفاهيم القيم السامية، مثل: الإيثار والتعاون، لأن قدراته لم تتطور بعد لتستوعب هذه المفاهيم. كلّ ما يحتاجه في هذا العمر هو اكتشاف العالم من حوله بطريقة بسيطة. وكذلك للأطفال الأكبر سنًا لا يُفضل اختيار قصص مصورة فقط.
اقرأ أيضًا: 5 نصائح لتنظيم استخدام الأجهزة الذكية للأطفال
هناك العديد من المعايير المهمة التي يجب أن تكون على دراية بها لكي تتمكن من اختيار القصص المناسبة للأطفال. تُؤثر القصص بشكل كبير في نمو الطفل الفكري والخيال وشخصيته، لذا، يجب مراعاة المعايير التالية عند اختيارك للقصة.
قبل اختيار أي قصة، يجب مراعاة اللغة والمفردات المستخدمة، ويجب اختيار لغة تناسب مستوى فهم طفلك وعمره. كما من الضروري أن تحتوي القصة على أفكار ومفاهيم بسيطة، بعيدًا عن العبارات المعقدة أو المفاهيم التي يصعب على الطفل فهمها.
كما يجب أن يكون الأسلوب السردي مشوقًا وبسيطًا، ليتمكن الطفل من التركيز والاستمتاع بالقصة دون أي ارتباك.
يشعر الطفل، مثل البالغين، بمجموعة متنوعة من المشاعر المختلفة، مثل: السعادة، والحزن، والحماس، والشك، والخوف، والفضول، والأمل. لذا، من الضروري اختيار قصص تضمّ هذه المشاعر المختلفة لمساعدتهم على التعرف وفهم هذه المشاعر بطريقة صحيحة وكيفية التعامل معها بأسلوب إيجابي. ينصح الخبراء باختيار القصص التي تركز على مشاعر الأبطال وأفكارهم بوضوح وكيفية التغلب على المشاعر السلبية.
يجب أن يدرك الطفل أن المتعة يمكن أن تتحقق بطرق مختلفة وإيجابية، دون اللجوء إلى الترفيه القائم على السخرية من الآخرين أو التنمر على اختلافهم. ويمكن للقصص أن تكون ممتعة بطرق متعددة، ولكن من المهم ألا يكون هذا الترفيه يتعلق بالسخرية أو التنمر على الأشخاص وفقًا لطريقة حديثهم، أو لهجتهم، أو مظهرهم.
لذا، من المهم اختيار قصص تُعلّم الطفل كيف يستمتع مع أصدقائه باللعب أو تحقيق الأهداف مع التركيز على القيم والأخلاق الجيدة، وتعلمه تقبل الآخرين والتعامل معهم بناءً على شخصياتهم وليس شكلهم الخارجي أو مكانتهم الاجتماعية. وأيضًا، تأكد من اختيار قصة مشوقة تجذب انتباه الطفل باستخدام الشخصيات الكرتونية المفضله له لتحفزه على الاستمرار في القراءة أو الاستماع.
اقرأ أيضًا: أهمية اللعب في تنمية مهارات أطفالنا وذكائهم
في السنوات الأولى، تكون تفاعلات الأطفال محدودة غالبًا ضمن نطاق الأسرة والأقارب. ولهذا، تُعد القصص وسيلة فعّالة لتعريف الطفل بالعالم من حوله، بما في ذلك ثقافات، ولغات، وأعراق مختلفة. يساعد اختيار قصص تُظهر أماكن وأشخاصًا جددًا أو مختلفين (مثل، قصة طفل في بلد أجنبي أو طفل يسافر لبد أخرى أو قصة تناقش وجهات نظر مختلفة عن بيئة الطفل الأصلية) على توسيع أفق الطفل، وتنمية الفضول لديه، كما تُعزّز من قيم التسامح والتنوع وتقبّل الآخر. لن تُقدّم هذه القصص وجهات نظر جديدة فحسب، بل ستُثري أيضًا مفردات جديدة.
اختيار الرسوم في قصص الأطفال ليس أمرًا ترفيهًا فقط، بل هو عنصر أساسي يؤثر في فهم سياق القصة، وتفاعله معها. تساعد الرسوم الكرتونية والألوان الجذابة على تحفيز الخيال وتنمية الإبداع وخاصةً في المراحل العمرية المبكرة، حيث يعتمد الطفل في هذه المرحلة على التعلم البصري.
تعمل الرسوم كحلقة وصل بين النص والمعنى، وتوضح المشاعر، الأحداث، والمكان. لذلك تأكد من اختيار قصصًا برسوم توضيحية تتوافق مع أحداث القصة.
يميل بعض الآباء إلى تجنّب اختيار القصص الخيالية، بسبب تصويرها للأدوار الجندرية بشكل نمطي، مثل: الأميرة الضعيفة التي تنتظر الأمير لإنقاذها. كما أن بعض هذه القصص تصوّر الشخصيات الشريرة بمظاهر قبيحة، مما يجعل الطفل يربط بين بين الشكل والشخصية بشكل غير واعٍ. ولكن على عكس ما يظنه البعض، فإن القصص الخيالية ليست سيئة للأطفال، بل تلعب دورًا مهمًا في تنمية خيالهم وإبداعهم، وتساعدهم على التفكير خارج حدود الواقع، وتفتح أمامهم أبوابًا الاستكشاف، وتغرس فيهم القدرة على الحلم والتخيل.
الأمر المهم هو اختيار الصحيح لقصص خيالية تقدم شخصيات متنوعة تقدم قيم تربوية إيجابية، مثل: الشجاعة، والمبادرة، والتعاطف، بغض النظر عن الشكل أو النوع.
هل شعبية القصص تعني أنها مناسبة لطفلك؟ للأسف الإجابة هي لا. فشعبية القصة لا تضمن لك ما بداخلها أو جودة محتواها أو ملاءمتها من حيث القيم التربوية. لذلك، تأكد من قراءة كل قصة قبل تقديمها لطفلك، واختر القصص الجيدة المناسبة لعمر طفلك وتحمل رسائل هادفة.
يمكنك البحث عبر الإنترنت على القصص الرائجة والشعبية أو سؤال أولياء الأمور الآخرين، أو تفقّد وسائل التواصل الاجتماعي لتعرّف على أحدث القصص. وتأكد من قضاء الوقت الكافي لقراءة القصة لتأكد من محتواها.
اقرأ أيضًا: أساليب التربية الحديثة: كيف تربّي أطفالك بذكاء؟
تُعدّ هذه القصص من أفضل القصص الشعبية والشائعة للأطفال، وقد قمنا بترتيبها وفقًا لعمر الطفل مع ذكر نبذة صغيرة عنها:
اقرأ أيضًا: قصص حيوانات
اقرأ أيضًا: قصص للأطفال عن مهارات الحياة
اقرأ أيضًا: قصص أطفال لعمر 9-11
تساعد القصص الأجنبية على تعزيز الخيال والإبداع لدى الأطفال، بالإضافة إلى تنمية المفردات اللغوية. إذا كان طفلك قد تجاوز سن الخامسة، ويجيد القراءة باللغة العربية أو الإنجليزية، يمكنك شراء النسخ المبسطة من هذه القصص وتشجيعه على قرائتها بنفسه. إليك مجموعة من أفضل القصص العالمية التي يمكنك مشاركتها مع طفلك.
اقرأ أيضًا: أفضل قنوات يوتيوب للأطفال: تعليم ممتع وإبداع بلا حدود
تُعدّ القصص من أهم وأفضل الوسائل التربوية التي يوصي بها خبراء التربية، لما لها من دور فعّال في غرس القيم والأخلاق، وتنمية الخيال والإبداع، وتعليم الطفل كيفية التعبير عن أفكاره ومشاعره. لذا، يجب على الآباء اختيار القصص المناسبة لأطفالهم، بحيث تتوافق مع مستوى استيعابه للمفردات والجمل المستخدمة. كما يُفضل إشراك طفلك في عملية اختيار القصص، وسؤاله عن رأيه في القصة التي أحبها أكثر من غيرها، ولماذا أحبها تحديدًا. يساعد هذا الحوار على تنمّية شخصيته ويجعله يشعر بأهمية رأيه.
طفلك غدًا هو نتاج ما تزرعه فيه اليوم، لذا احرص على تربيته وغرس القيم والمبادئ في نفسه وامنح طفلك الفرصة ليحلم، ويتخيل، فلعله يصبح في يوم من الأيام قائدًا عظيمًا، أو رسامًا مبدعًا، أو طبيبًا ناجحًا، أو كاتب قصص وروايات مبدع.