5 قصص أطفال لعمر 8 سنوات
تعد قصص الأطفال المخصّصة لأعمار محدّدة من الطرق التعليمية الهادفة التي تساعدك على تعليم أطفالك المبادئ والقيم الحميدة بأسلوب سلس وممتع. على سبيل المثال، هناك قصص أطفال لعمر 8 سنوات...

تعد قصص الأطفال المخصّصة لأعمار محدّدة من الطرق التعليمية الهادفة التي تساعدك على تعليم أطفالك المبادئ والقيم الحميدة بأسلوب سلس وممتع. على سبيل المثال، هناك قصص أطفال لعمر 8 سنوات...
تعد قصص الأطفال المخصّصة لأعمار محدّدة من الطرق التعليمية الهادفة التي تساعدك على تعليم أطفالك المبادئ والقيم الحميدة بأسلوب سلس وممتع. على سبيل المثال، هناك قصص أطفال لعمر 8 سنوات صُمّمت خصيصًا لتفتح بوابة سحرية يتجول الطفل بداخلها مع شخصيات تعلمه القيم الإنسانية، وتزيد من إبداعه، وتعلمه كيفية التفريق بين الصواب والخطأ، وتزيد من قدرته على التفكير والتحليل المنطقي الصحيح.
إليك أفضل 5 قصص أطفال لعمر 8 سنوات فما فوق. تركز هذه القصص القصيرة على تقديم دروس وقيم تستمر معهم مدى الحياة، أو مفاهيم يمكن للآباء مناقشتها مع أطفالهم. تذكر أنّ شخصية كل طفل تختلف عن الآخر. لذا يُرجى استخدام حكمك الخاص ومعرفتك بشخصية طفلك عند اختيار القصص له.
تبرز قصص الأطفال كأداة تعليمية فعّالة تساعدك في غرس المبادئ والقيم لدى أطفالك بطريقة بسيطة وممتعة ومن بين الأنواع المتنوعة، تُعدّ القصص المعبرة والملهمة من أهمها وأفضلها، إذ تجمع بين الترفية والتعليم بأسلوب احترافي فريد. إليك أفضل 5 قصص أطفال لعمر 8 سنوات لا يجب أن تفوتها:
في قديم الزمان، عاش حطّاب فقير في قرية صغيرة تقع قرب غابة كثيفة الأشجار. كان رجلاً مخلصًا في عمله، ومعروفًا بصدقه بين أهل قريته. يخرجُ كلّ يومٍ إلى الغابة ليقطع الأشجار، ثمّ يعود مرّة أخرى إلى القرية ليبيع الخشب ليكسب قوت يومه. ورغم أنَّ عمله شاق، ودخله قليل، إلّا أنّه كان راضيًا بحياته وسعيدًا بما يملكه.
وفي أحد الأيّام، بينما كان يقطع شجرة بجوار النهر، انزلق فأسه من يده وسقط في الماء. كان النهر عميقًا جدًا، ولم يستطع الحطاب استعادة فأسه. شعر بالقلق والحزن، فذلك الفأس كان كلّ ما يملكه. جلس الحطّاب على ضفّة النهر حزينًا ومهمومًا، يتساءل كيف سيتمكن من قطع الأخشاب وكسب رزقه من جديد.
فجأة، ظهرت له جنية طيّبة من داخل الماء، عندما رأته حزينًا سألته: “لماذا أنت حزين هكذا أيّها الرجل؟”.
أجابها بصوت يائس: “لقد سقط فأسي في النهر، وهو الأداة الوحيدة التي أعمل بها”.
ابتسمت الجنيّة، وقالت: “لا تقلق، أيّها الحطاب الطيّب، سأحضر لك فأسك”.
غاصت الجنيّة في الماء، وبعد لحظات، خرجت وهي تلوّح بفأس ذهبي لامع، وسألته: “هل هذا هو فأسك الذي تبحث عنه؟”
نظر الحطّاب إلى الفأس وقال: “لا”. قالت الجنيّة: “هل أنت متأكّد؟ اُنظر مرّة أخرى، هذا فأس ذهبي ثمين جدًا”. ردّ الحطاب: “لا، إنّه ليس لي”.
فأعادته الجنيّة إلى الماء مرّة أخرى، ثم أخرجت فأسًا فضيًا وسألته: “هل هذا هو فأسك؟” نظرَ الحطّاب إلى الفأس، وقال بحزن: “لا، هذا أيضًا ليس لي”.
قالت: “هل أنت متأكّد”. أجاب الحطّاب: “نعم، لا أستطيع قطع الأشجار بفأس فضّي. إنّه ليس مفيدًا”.
ابتسمت الجنيّة من أمانة الحطّاب، وغاصت للمرّة الثالثة، وعادت بفأس خشبي قديم، وسألته مبتسمة: “هل هذا فأسك الضائع؟”
ابتسم الحطّاب، وقال: “أجل. هذا هو، شكرًا لك”.
أُعجبت الجنيّة بصدق وأمانة الحطّاب، وقالت له: “لن أعيد إليك فقط فأسك، بل سأهديكَ الفأسين الآخرين مكافأةً على صدقِك”. اندهش الحطّاب، وشكرها على مساعدتها وكرمها. ثم عاد إلى أهله سعيدًا، وهو يحمل الفؤوس الثلاثة، يروي لهم كيف كافأته الجنيّة على صدقه وأمانته.
تُعدّ قصة الحطاب الأمين واحدة من قصص إيسوب الشهيرة، التي تُعلّم الأطفال أهمية الصدق، وكيف لم يطلب الحطاب إلا فأسه البسيط فقط، ولم يطمع في الفؤوس الثمينة. وتُعدّ هذه واحدة من مجموعة قصص أطفال لعمر 8 سنوات، إذ تتضمن حوارًا ممتعًا وفكرة أخلاقية واضحة تتمثل في أهمية الصدق والأمانة. كما أنّها تتوافق مع مستوى نضجهم الأخلاقي وقدرتهم على فهم المغزى من الأحداث.
اقرأ أيضًا: قصة قصيرة عن الصدق: ياسر والجرّة
في يومٍ من الأيام، قاد مزارعٌ عربته المحملة على طريقٍ ريفي. كان المطر يهطل طوال اليوم، مما جعل الطريق غارقًا في الوحل. وبينما تكافح الخيول بكل قوتها لسحب العربة، غاصت إحدى عجلاتها في حفرةٍ موحلة. لم تستطع الخيول التحرك أو سحب العربة، فنزل المزارع من مقعده ووقف بجانب الخيول يصرخ ويستغيث طلبًا للمساعدة.
لم يحاول المزارع بذل أي جهد لدفع العربة أو تخليص نفسه من المشكلة، بل نادى بأعلى صوته طلبًا للمساعدة وتذمرًا من سوء حظه. وكان في المدينة رجل قوي يدعى هرقل، فنادي المزارع بأعلى صوته: “يا هرقل، ساعدني”.
سمع هرقل الصوت فخرج مسرعًا ليرى ما الأمر. وجد هرقل المزارع يقف بجانب العربة ينادي فقط، والخيول المسكينة هي التي تكافح لجرها. فقال هرقل متعجبًا: “لماذا تقف هكذا ولا تحاول دفع العربة؟”
ردّ المزارع: “لا أستطيع”. قال هرقل: “هل تظنّ أن العربة ستتحرّك بمجرّد أنك تنظر إليها تتذمّر وتصرخ؟ لن أساعدك ما لم تبذل جهدًا بنفسك أولاً. هيا أسرع واذهب إلى مؤخرة عربتك وادفعها بكل قوتك، وساعد خيولك للسحب بكل قوتها”.
لم يجد المزارع ما يفعله سوى الإنصات إلى هرقل ليتخلص من مشكلته. وذهب وبدأ يدفع العربة بكلّ قوّته، ثم نادى الخيول لتجرّ بأقصى ما تستطيع. وبالفعل، بدأت العربة تتحرك شيئًا فشيئًا حتى خرجت العجلة من حفرة الوحل. وسرعان ما ركضت الخيول بحرية، وتحركت العربة بسلاسة على طول الطريق الريفي. ارتسمت على وجه المزارع ابتسامة عريضة، فقد تعلّم درسًا قيّمًا أن المحاولة خيرٌ من التذمّر، وأنه لن يعرف أبدًا ما يمكنه أن يحققه إذا لم يحاول.
اقرأ أيضًا: حكاية إديسون واختراع المصباح الكهربائي
كانت مريم ترى العالم بعينٍ متشائمة، وتنزعج من أبسط الأمور. وذات يوم، شعرت بأن المشاكل تلاحقها من كل مكان، لم تعد قادرةً على تحمّل ما تواجهه. فذهبت إلى والدها وقالت: “أبي، أنا متعبة، كلما حاولتُ حل مشكلة، ظهرت لي أخرى. لقد سئمتُ من هذا، ماذا أفعل؟”
رتّب الأب على كتف ابنته وقال: “لا تقلقي يا صغيرتي، دعيني أريك شيئًا مثيرًا للاهتمام، سيساعدك على مواجهة المشكلات”.
أخذها إلى المطبخ، وأحضر حبّة بطاطس، وبيضة، وبعض أوراق الشاي، ثم أحضر ثلاث أوعية على موقد النار. ووضع في كلّ وعاء كميةً متساوية من الماء، ثم وضع البطاطس في الأول، والبيضة في الثاني، وأوراق الشاي في الثالث، وأشعل النار تحت الأوعية الثلاثة لمدة 15 دقيقة.
تعجّبت مريم مما يفعله والده، وسألته: “ماذا تفعل يا أبي؟ لا أفهم شيئًا”.
ابتسم الأب، وقال: “اصبري قليلاً يا مريم، وستفهمين كلّ شيء بعد ربع ساعة”.
جلست مريم تراقب المشهد بفضول. بدأ الماء يغلي، والدقائق تمرّ ببطء. وبعد مضيّ ربع ساعة، أطفأ الأب النار، وأخرج المكوّنات من الماء، ثم وضعها أمام مريم على المنضدة.
سألها: ماذا ترين؟ قالت مريم: “أرى بطاطس وبيضة وكوب من الشاي”.
ضحك الأب وقال: “لا، انظري مجددًا. ماذا حدث للأشياء في الماء؟ أيُّها تعتقدين أصبحت أقوى وأيّها لم تتأثر بالماء؟”
أجابت مريم: “ما زالت كما هي”.
قال الأب: “لا، دقّقي جيدًا. إذا لمست البطاطس، ستجدينها لم تعد صلبة بل أصبحت طريّة وناعمة. أما البيضة، فقد أصبحت صلبة. أما أوراق الشاي، فقد غيّرت الماء نفسه، وأضافت له نكهةً ورائحةً مميّزتين”.
ثم تابع: “هذه الأشياء الثلاثة مرّت بنفس الظروف وهي الماء المغلي. لكن كلّ واحدة منها تفاعلت بطريقتها مختلفة. كانت البطاطس صلبة، لكنها استسلمت للماء، وخرجت ضعيفة وطرية، بينما واجهت البيضة الموقف وأصبحت أقوى وأصلب، ولم تسمح للماء بالتأثير عليها. وأوراق الشاي لم تتأثر، بل غيّرت البيئة نفسها وصنعت مشروبًا جديدًا مُغيّرة بذلك الظروف تمامًا”.
ثمّ نظر إلى ابنته وقال: “وأنتِ يا مريم، لا يمكنكِ تغيير الظروف دائمًا، لكن يمكنكِ أن تقرّري كيف ستواجهينها، هل ستضعفكِ، أم ستقويكِ، أم ستُخرج منكِ شيئًا جميلًا يُلهم الآخرين؟”
ابتسمت مريم وتعلّمت الدرس: أن بإمكانها أن تكون أقوى مثل البيضة أو كأوراق الشاي، تصنع من الشدائد شيء جديد وفريد.
المشاكل ستحدث دائمًا، لكنّ ردود أفعالنا وتصرفاتنا هي ما ستصنع الفرق وسيحدد مسار حياتك. لا تكنّ يا صغيري مثل البطاطس أو البيض، بل حاول أنّ تكون كأوراق الشاي تُغيّر ما حولك للأفضل.
اقرأ أيضًا: قصة عن أهمية التفكير الإيجابي: كيف غيّرت أفكاري عالمي الصغير
كان هناك ملك يعيش مع بناته الثلاثة، أحب الملك بناته كثيرًا، كما أحببنه هنّ كثيرًا. وفي أحد الأيّام، أراد الملك أن يختبر مدى حبّ بناته له ومن منهنّ تُحبّه أكثر. فنادى الملك بناته، وسألهنّ: “أخبرنني، كم مقدار حبّكنّ لي”.
أجابت الابنة الكُبرى على الفور: “أحبّك يا أبي كما يُحبّ السمك البحر”. شعر الملك بسعادة غامرة عند سمع إجابة ابنته، وقال في نفسه: “إنّ ابنتي تُحبني كثيرًا، فالسمك لا يستطيع الاستغناء عن الماء. يبدو أنها تُحبنّي أكثر مما أتخيّل”. فقرّر الملك إهداءها قصرًا كبيرًا والكثير من المجوهرات.
ثم أجابت الابنة الثانية دون تردّد: “أحبّك يا أبي كما يُحبّ الطير السماء”. فأعجب الملك بإجابة ابنته الثانية أيضًا، وقرّر أن يعطيها قصرًا كبيرًا والكثير من المجوهرات.
ثم تقدّمت الابنة الصّغرى، وقال: “أحبّك بقدر حُبّي للملح”. تغيّرت ملامح الملك، وخيمت علامات الغضب والخيبة على وجهه، فقد كانت أكثر بناته قربًا إلى قلبه، وكان ينتظر منها إجابةً فريدة. وصاح قائلاً: “الملح؟ كيف تجرئين على تشبيه حبك لي بشيء زهيد لا قيمة له؟”
أمر الملك بطردها خارج القصر دون أن يمنحها فرصة لشرح ما تقصده. غادرت الأميرة الصغيرة القصر ودموعها تنهمر على خديها، وبينما كانت تتجوّل في الغابة، صادفها أمير طيب القلب. سمع قصتها، وأعجب بصدقها وذكائها، فطلب منها أنّ تأتي معه إلى قصره، وعرض عليها الزواج.
أعجبت الابنة بطيبة الأمير، ولكنها أخبرته أنها لن تتزوّجه إلا بحضور والدها الملك، ذكّرته بأن والدها غاضبٌ منها وأمرها بعدم العودة إلى المملكة، مما يجعل هذه المهمة شبه مستحيلة.
طمأنها الأمير، وأخبرها: “لا تقلقي، عندي خطة. سأدعو الملك إلى وليمة طعام، ولكن أريد منكِ تحضير الطعام الذي يحبه والدك ولا تضعي به ملح”.
فهمت الابنة قصد الأمير وقرّرت تنفيذ طلبه. وفي الصباح، أرسل الأمير دعوة إلى الملك يدعوه إلى تناول الطّعام في قصره، دون أن يكشف له عن وجود ابنته. قبِل الملك الدعوة، وذهب إلى قصر الأمير، وجلس على مائدة الطّعام، وقدّم الخدم أطباقًا شهيّة ومتنوّعة.
تذوق الملك الطبق الأول، وتعجّب من طعمه السيء، قال في سره:”ربما هذا الطبق فقط؟”، فتناول لقمة من طبق آخر، لكن كانت النتيجة نفسها. بدا الطعام شهيًا لكنه كان بلا نكهة أو طعم، اشتعل غضبًا، وصاح: “ما هذا الطعام السيّء، كيف تأكلون الطعام بدون ملح؟”
هنا، تذكّر حديث ابنته الصّغرى وأخذ يبكي مدركًا خطئه في حق ابنته الصغيرة، تعجبّ الأمير من بكاء الملك وسأله: “لماذا تبكي؟”
أخبره الملك بقصّة ابنته، وكيف أنّه لم يفهم قصدها وطردها من قصره. هنا دخلت ابنته إلى غرفة الطعام حاملة معها الملح، ووقفت أمامه وهي تقول باكية: “هل عرفتَ الآن مقدار حبّي لك؟ لا أحد يأكل الطعام دون ملح، فرغم أنّه رخيص، إلا أنّه مهمّ جدًا ولا نستطيع الاستغناء عنه”.
أدرك الملك خطأه، ودمعت عيناه، وقال: “سامحيني يا ابنتي، لم أفهم قصدك”. ردّت الأميرة فرحًا: “إنّك أغلى شخص على قلبي، وأنا أسامحك”.
فرح الملك، وأخبره الأمير عن رغبته في الزواج من ابنته. فوافق على زواجهما، وقدّم لابنته قصرين والكثير من الهدايا الثّمينة.
تُصّنف قصة الأميرة والملح ضمن مجموعة قصص أطفال لعمر 8 سنوات، إذّ تحمل في طيّاتها العديد من العبر التي قد لا نلتفت إليها بسهولة، مثل: ألا نحكم على الأمور من منظورنا فقط، وألّا نتّخذ قرارات سريعة دون فهم حقيقي للمقصد. كما أنّ قيمة الأشياء لا تُقاس بثمنها، بل بأثرها ودورها الذي تؤديه في حياتنا، فكم من أشياء رخيصة وبسيطة إلا أنّ لها تأثيرًا كبيرًا في حياتنا.
اقرأ أيضًا: أفضل قصص الأميرات: رابونزل والأمير الشجاع
قصة أخرى ضمن مجموعة قصص أطفال لعمر 8 سنوات، تحمل معاني قيمة مثل: أهمية العائلة أهمية العمل والاجتهاد ووهم الثراء السريع.
في إحدى القرى، عاش شاب مع زوجته وكانت حياتهما مليئة بالسلام والحبّ والودّ، حتى جاء أحد الأيام التي قرأ فيها الشاب إحدى الكتب القديمة التي تتحدّث عن تحويل التراب إلى ذهب من خلال بعض التجارب الكيميائية. اقتنع الشاب بالفكرة وقرّر تجربة هذا الأمر، وذهب في اليوم التالي، واستقال من عمله على الرغم من رفض زوجته لهذا القرار غير الصائب. بدأ الشاب في تجهيز معمل صغير في إحدى غرف المنزل واستعان بالعديد من الأدوات والمواد الكيميائية وبدأ في اتّباع الخطوات كما ذكرها الكتاب، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فمرّت الأيام بلا جدوى.
وذّات يوم، دخلت الزوجة على زوجها وهي تشعر بالقلق، وأخبرته قائلة: “يا زوجي العزيز، إن هذه التجارب لم ثبت صحتها، فلم لا تترك هذا الأمر وتبدأ في البحث عن عمل آخر”.
رفض الزوج الإنصات لحديث زوجته، ورّد قائلاً: “لا يا زوجتي، سأظلّ أجرّب حتى نصبح أثرياء، تخيلي مقدار الذهب الذي سنمتلكه، وعندها لن نحتاج إلى العمل أو بدل مجهود”.
قالت الزوجة: “إنّ هذا الكلام غير صحيح، يجب أن تسعى وتعمل لتحصل على المال”.
خرجت الزوجة من الغرفة حزينة على حال زوجها، وبعد تفكير، قرّرت الذهاب إلى والدها لطلب المساعدة، لعله يتمكن من إقناع زوجها عن العدول على ما يفكر به. فطمأنها والدها قائلاً: سأتحدث معه يا ابنتي، لا تقلقي كثيرًا سأحل هذا الأمر.
وفي اليوم التالي، ذهب والد الزوجة إلى بيت ابنته، وجلس مع الزوج يسأله عن أحواله، بدأ الزوج يخبره بالقصة وكيف يمكنه الوصول إلى الثراء بسرعة ودون تعب. أنصت الأب إلى حديث زوج ابنته بتركيز ليشعره بأنه يصدقه. ثم قال الزوج: “هناك شيء واحد لا أستطيع الوصول إليه لأحقق المعادلة بشكل صحيح”.
نظر الأب إلى الزوج، وقال: “ربما أملك القطعة الفقودة التي تبحث عنها”.
فرح الزوج كثيرًا وطلب منه إخباره بالسر. فردّ الأب: سأخبرك بالحل بشرط أن تقوم بأداء كل المهام التي أطلبها منك”.
بدأ الأب في كتابة بعض المواد السحرية والكيميائية التي توجد في أماكن محددة وأعطاها للزوج وطلب منه جمعها بنفسه كي لا يأخذ شخص آخر المواد ويقوم بتحويلها للذهب. وافق الزوج سريعًا دون تفكير، وأخبر زوجته أنه سيذهب لجمع المواد التي طلبها والدها ولا حاجة للقلق عليه.
بدأ الزوج رحلته، بعدما أخبره والد زوجته عن أول مادة مطلوبة تُسمّى “المسحوق السحري”، والتي لا يُمكن العثور عليها إلا في قرية صغيرة تقع على قمّة جبل شاهق، ويحتفظ بها رجل عجوز. صعد الزوج الجبل حتى وصل أخيرًا إلى منزل الرجل العجوز، وطلب منه الحصول على المسحوق السحري.
ابتسم العجوز بهدوء، وقال: “سأعطيك المسحوق، لكن بشرطٍ واحد فقط، يجب أن تجمع لي نبتة الجينسنغ من أعلى قمة الجبل”.
ذهب الزوج لأعلى الجبل وحاول جمع الجيسنيغ ولكنه لم يتمكن من ذلك. بحث طويلاً عن شيء حاد لاستخراجه من الأرض. وفي النهاية، وجد سكين مرميًا على الجانب وتمكن من قطع الجنيسنيغ. عاد الزوج إلى العجوز وأخبره: “لقد حصلت على الجينسينغ ولكنك لم تخبرني أن الموضوع شاق لهذه الدرجة”.
ضحك العجوز وقال: “يا بني، يجب أن تعرف أن الأشياء الثمينة تستحق أن تتعب من أجلها”. ثم أعطاه العجوز الجينسيغ البري وأخبره أنه هدية ليتذكر المجهود الذي بذله لجمعه. تعجّب الزوج من كلام العجوز، ولكن عندما أخذ منه الجينسينغ شعر بداخله بلحظات من السرور والامتنان بعد رؤية نتيجة عمله.
ودّع الزوج العجوز، ثم أكمل رحلته بحماس باحثًا عن المادة الثانية وهي تراب الأرض. تجول الزوج في المدينة حتى وصل إلى محل العطارة الذي تحدث عنه والد زوجته. فتح الزوج الباب، ثم طلب من صاحب العطارة الحصول على المادة. فردّ العطار: : هذه المادة ثمينة للغاية، ولن أعطيها لك إلا إذا لبيّتَ أمنية طفلي الصغير”.
ذهب الزوج ليسأل الطفل عن أمنيته وأخبره الطفل: “أريد أن أرى شروق الشمس على المحيط”. تعجّب الزوج من أمنية الطفل ولكنه وافق ليتمكّن من الحصول على المادة التي يريدها. وفي فجر اليوم التالي، اصطحب الطفل إلى المحيط ليتمكّن من رؤية شروق الشمس.
فرح الطفل كثيرًا عندما رأي الشمس وهي تشرق، وأخبر الزوج قائلاً: “شكرًا لك يا عمي على هذه الفرصة الرائعة لرؤية الشمس وهي تشرق، هل تعلم أن شروق الشمس يُخبرنا أن أمامنا فرصة جديدة لنحلم ونُحقّق أحلامنا؟”
غمرت السعادة قلب الزوج بعدما شاهد شروق الشمس لأول مرة، فأحس بشيء غريب لم يشعر به من قبل. عاد إلى محل العطارة برفقة الطفل. وكما وعده العطار سلّمه مادة تراب الأرض تقديرًا لما فعله.
رجع الزوج إلى منزله وكان يبدو عليه التغيير، تعجّبت الزوجه وسألته: “ماذا حدث معك؟”، طلب من زوجته الجلوس وأخبرها بالقصة كاملة، ثم أنهى كلامه قائلاً: يا زوجتي العزيزة لقد عرفت السر أخيرًا”.
شعرت الزوجة بالقلق وسألته: “ما هو هذا السر؟”.
قال الزوج: “لقد أدركت أن الذهب كان أمامي طوال اليوم في حياتنا سويًا ومجهودنا وعملنا اليومي. نحن نمتلك ما هو أثمن من الذهب، نمتلك حلمنا وسعينا اليومي لتحقيقه”.
ذهب الزوج لشكر والد زوجته على هذه الرحلة، وأخبره أنه فهم اللغز أخيرًا. فرح الأب بكلام الزوج وأخبره: “إنّ الحياة تعطينا مكافآت يومية دون أن نطلبها، وكل ما علينا فعله هو السعي وتحقيق حلمنا والاستمتاع بكل شيء لدينا”.
اقرأ أيضًا: قصة عن التسامح قصيرة للأطفال: أسامة والأصدقاء
في هذا المقال، حرصنا على تقديم قصص أخلاقية تُساعدك في غرس القيم في نفوس أطفالك، لأنّ هذا العمر يُعدّ من أفضل الأوقات لبدء تعليمهم المبادئ والسلوكيات التي ستشكّل شخصياتهم وستُرافقهم طوال حياتهم. وبالطبع، لم ننسَ إضافة الطابع الممتع والتّرفيهي كي لا يشعر الأطفال بالملل ونضمن استمتاعهم بها.
نصيحة أخيرة: عند اختيار قصص أطفال لعمر 8 سنوات، احرص على الجمع بين المتعة والفائدة، واختيار مفردات تناسب عمر طفلك ومستوى فهمه.