قصّة عن النظافة الشخصية للأطفال | السُّعال العنيدُ
تعدّ النظافة الشخصية من أهمّ العادات الإيجابية التي يجب أن يتعلّمها الطفل في سنوات مبكّرة، وقد تتساءل بعض الأمهات عن الطريقة الأمثل لإكساب الطفل هذه العادات. في الواقع، تعتبر القصص...

تعدّ النظافة الشخصية من أهمّ العادات الإيجابية التي يجب أن يتعلّمها الطفل في سنوات مبكّرة، وقد تتساءل بعض الأمهات عن الطريقة الأمثل لإكساب الطفل هذه العادات. في الواقع، تعتبر القصص...
تعدّ النظافة الشخصية من أهمّ العادات الإيجابية التي يجب أن يتعلّمها الطفل في سنوات مبكّرة، وقد تتساءل بعض الأمهات عن الطريقة الأمثل لإكساب الطفل هذه العادات. في الواقع، تعتبر القصص القصيرة من أهمّ الطرق التفاعلية لتعليم الأطفال عادات جديدة. وفي قصّة اليوم نشارككم مغامرة آدم والسعال العنيد الذي أصابه نتيجة إهمال النظافة الشخصية. يمكنك قراءة القصّة لطفلك وإتباعها بأسئلة تفاعلية، أو نشاط ترسمان فيه معًا أهمّ العادات الإيجابية التي يجب الالتزام بها للحفاظ على النظافة الشخصية.
في صباح مشمس من أيام الربيع، استيقظ آدم من نومه متحمسًا ليوم دراسي جديد. كان في الصف الثاني الابتدائي، ويحب اللعب مع أصدقائه في الساحة المدرسية. غسل وجهه وارتدى ثيابه، لكنه نسي غسل يديه قبل الإفطار، جلس إلى المائدة وبدأ يأكل دون أن ينتبه.
سألته أمُّه:
“آدم، هل غسلت يديك؟”
هزَّ رأسَه وقال:
“لا، يداي ليستا متسختين”.
ابتسمت أمُّه وقالت:
“لا يا بنيّ، حتى لو لم ترَ بقعًا ظاهرة على يديك، فهناك جراثيم لا نراها. وغسل اليدين من أساسيات النظافة الشخصية”
لكن آدم لم يهتمَّ كثيرًا، وأكمل فطوره ثم انطلق إلى المدرسة.
في الاستراحة، لعب آدم مع أصدقائه في الحديقة. تدحرج على الأرض، تسلق الألعاب، وملأت يديه الرِّمالُ… وعندما رن جرس الحصة، دخل الصف وجلس على مقعده، ثم أخرج قطعة الحلوى من حقيبته وأكلها دون أن يغسل يديه.
في اليوم التالي، بدأ آدم يشعر بألم في حلقه. في البداية ظن أنه شيء بسيط، لكن بدأ السعال يزداد أكثر مع حلول المساء؛ فقد بُحَّ صوته قليلًا، وأحس بحرارة خفيفة في جسده. لم يرد أن يخبر أمه، لأنه ظنّ أنه سيشفى من تلقاء نفسه.
اشتدّ السعال في الليل، ولم يستطع النوم جيدًا. استيقظ عدة مرات وهو يسعل بشدة، وشعر بأن حلقه يحترق! نام بصعوبة كبيرة واستيقظ بصوت ضعيف، وعينين محمرتين.
قالت أمه بقلق:
“يا إلهي، يبدو أنك مريض فعلًا. كان يجب أن تخبرني ليلة البارحة!”
أخذته إلى الطبيب الذي فحص حلقه وحرارته، وسمع صدره بالسماعة.
قال الطبيب:
“لديه التهاب خفيف في الحلق، وبعض الاحتقان في الصدر. سبب ذلك غالبًا عدوى انتقلت من اليدين إلى الفم، أو من الهواء عند السعال.”
سأل آدم:
“هل هو خطير؟”
ابتسم الطبيب وقال:
“ليس خطيرًا، لكنه مزعج. عليك أن ترتاح، وتشرب الكثير من الماء، وتتناول الدواء في وقته. والأهم: لا تنسَ النظافة الشخصية وغسل اليدين.”
هزّ آدم رأسه بخجل وشعر بأن إهماله هو السبب في مرضه…
صباح اليوم التالي، ذهب آدم إلى المدرسة رغم السعال، جلس بجوار صديقه كريم، وأثناء الحصة بدأ يسعل بشدة دون أن يغطي فمه، تطاير رذاذ السعال في الهواء، فانزعج كريم والتفت إليه قائلًا:
“آدم، غطِّ فمك عند السعال!”
أجابه آدم:
“لم أجد منديلًا.”
سمعت المعلمة الحديث، فاقتربت وقالت:
“إذا لم تجد منديلًا، يمكنك أن تغطي فمك بكوعك. هذا يمنع انتشار الجراثيم إلى من هم حولك.”
هز آدم رأسه بإحراج. أخرجت المعلمة علبة مناديل ووضعتها على طاولته، ثم قالت:
“من المهم أن نحافظ على نظافة بيئتنا وعلى صحة أصدقائنا ونهتمّ بالنظافة الشخصية أيضًا.”
بعد الحصة، لاحظ آدم أن أصدقاءه يبتعدون عنه قليلًا، ليس لأنهم لا يحبونه، بل لأنهم خافوا من أن تنتقل العدوى إليهم. شعر بالحزن، وتمنى لو أنه كان أكثر حرصًا.
في اليوم التالي، أحضر آدم طعامه من البيت. جلس إلى جانب زميله سامي، وبدأ يأكل. طلب سامي أن يشاركه جزءًا من السندويش، فمد له آدم قطعة من الجهة نفسها التي أكل منها.
تناول سامي القضمة وقال:
“لذيذة، شكرًا!”
لكن زميلتهم ليلى تدخلت قائلة:
“كان الأفضل أن تعطيه قطعة من جهة لم تأكل منها، حتى لا تنتقل الجراثيم.”
نظر إليها سامي وقال:
“هل تنتقل الجراثيم بهذه السهولة؟”
أجابت:
“نعم، فالفم يحتوي على بكتيريا، وإذا كان أحدنا مريضًا، فقد ينقل العدوى للآخرين بهذه الطريقة!”
بدأ آدم يلاحظ أن هناك عادات كثيرة كان يظنها بسيطة، لكنها في الحقيقة قد تؤثر على صحته وصحة أصدقائه.
في الحصة التالية، وبينما كان الأطفال يرسمون، جلست المعلمة إلى جانب آدم ولاحظت أن أظافره طويلة وتحتها بقايا تراب. قالت له:
“آدم، هل تنظف أظافرك بانتظام؟”
رد:
“ليس كثيرًا… أحيانًا فقط.”
قالت:
“الأوساخ تحت الأظافر قد تحمل جراثيم ضارة، يجب أن تنظفها باستمرار، وتقصّها إذا طالت. قصّ الأظافر من أساسيات النظافة الشخصية يا آدم.”
نظر آدم إلى أصابعه باستغراب؛ فهو لم يكن يعرف أن هناك جراثيم قد تسكن تحت أظافره.
وفي اليوم التالي، انتبهت المعلمة أن آدم يرتدي القميص نفسه الذي ارتداه في اليوم السابق. سألته بلطف:
“آدم، ألم تبدّل قميصك منذ البارحة؟”
قال:
“لا، لأنه لا يبدو متسخًا.”
قالت:
“الملابس تلتقط العرق والغبار، حتى إن لم تُظهر بقعًا. من الأفضل تبديلها يوميًّا خاصة في فترة المرض.”
أومأ آدم موافقًا، وأضاف إلى قائمة عاداته الجديدة عادة غسل الملابس وتبديلها باستمرار.
خلال أسبوع، بدأت صحة آدم تتحسن. أصبح يغسل يديه قبل الأكل وبعد اللعب، ويستخدم المنديل عند السعال، ويبتعد عن وضع يده في فمه أو أنفه. كما صار يقصّ أظافره وينظفها، ويبدل ملابسه بانتظام. ما إن تعافى آدم تمامًا، لاحظت المعلمة تغيرًا كبيرًا في سلوكه، كما لاحظته في سلوك بعض تلاميذ الصف الآخرين. فرحت بذلك كثيرًا، وابتسمت قائلة:
“أحسنتم يا أبطال. ما رأيكم أن نشارك هذا التغيير مع المدرسة كلها؟”
رفع كريم يده وقال بحماس:
“كيف يا معلمتي؟”
أجابت:
“ننظم حملة توعوية داخل الصف، وندعو الصفوف الأخرى لزيارتنا. نسميها:
النظافة الشخصية: عادات صحية… صحة سليمة.”
فرح الأطفال بالفكرة، وبدؤوا يتناقشون حول المهام. قسّمت المعلمة الصف إلى مجموعات:
🖌️ المجموعة الأولى: الرسّامون الصغار
أشرفت ليلى على هذه المجموعة. رسموا لوحات ملونة تُظهر عادات النظافة الشخصية الصحية والجيدة، فرسمت سارة طفلًا يغسل يديه، ورسم كريم صديقًا يغطّي فمه بكوعه أثناء العطاس، ورسم آدم نفسه وهو يقف أمام مرآة ينظف أظافره.
ألصقت المعلمة اللوحات على الحائط وقالت:
“هذه اللوحات ستكون أول ما يراه الزائرون، وستُشجعهم على التعلم.”
📜 المجموعة الثانية: كُتّاب الشعارات
تولى سامي تنسيق شعارات قصيرة وهادفة. كتبوا:
“نظافتك عنوان صحتك”.
“غسل اليدين يحميك ويحمي غيرك”.
“غطِّ فمك، لتَحمي من تحب”.
“لنتشارك الابتسامة، لا الجراثيم”.
خطّ الأطفال الشعارات بخط جميل على أوراق ملوّنة، وزيّنوها بالنجوم والملصقات.
🎭 المجموعة الثالثة: فريق التمثيل
فكرت المعلمة في عرض مسرحي صغير. كتبت نصًّا بسيطًا، وأشركت فيه من مرّوا بتجارب حقيقية. كان آدم بطل القصة، وأعاد تمثيل ما حصل معه حين كان يسعل دون أن يغطي فمه، مثّلت ليلى دور الطبيبة التي شرحَت له كيف تنتقل الجراثيم، ومثّل سامي دور الصديق الذي أصيب بالعدوى لأن الطعام كان مشتركًا.
ضحك الأطفال وتفاعلوا كثيرًا أثناء التدريب… حرصت المعلمة على أن تكون المسرحية تعليمية وممتعة في آنٍ واحد.
📚 المجموعة الرابعة: مقدّمو الحملة
في يوم الحملة، ارتدى الأطفال زِيًّا موحّدًا: قميصًا أبيض ووشاحًا ملوّنًا. وقف آدم في بداية العرض وقال:
“مرحبًا بكم في صفّنا! نحن أبطال النظافة، ونريد أن نشارككم ما تعلّمناه.”
ثم قدّموا الفقرات واحدة تلو الأخرى: اللوحات، الشعارات، المسرحية، وأخيرًا فعالية تفاعلية مع الجمهور.
وزّع الأطفال أوراقًا على الزائرين تتضمّن اختبارًا بسيطًا:
“ما هي الخطوة الصحيحة بعد اللعب؟”
“متى يجب تغطية الفم؟”
“ما ضرر مشاركة زجاجة ماء؟”
أجاب التلاميذ من الصفوف الأخرى بحماس، ثم حصل كل مشارك على ملصق كتب عليه:
“أنا بطل النظافة!”
✨ نتائج حملة التوعية بالنظافة الشخصية للأطفال
مرّ مدير المدرسة صدفة على الحملة، فوقف يشاهد. انبهر بالجهد المبذول، وقال للمعلمة:
“هذا ما نحتاجه فعلًا. التعلّم من خلال الموقف والتجربة. شكرًا لك ولأطفالك.”
كما كتبت المرشدة الصحية تقريرًا عن النشاط وعلّقته في لوحة الإعلانات تحت عنوان:
“حين يقود الأطفال التغيير”
في نهاية اليوم، جلست المعلمة مع الأطفال وقالت:
“أنا فخورة بكم جميعًا. نقلتم تجربتكم إلى غيركم، وصرتم قدوة. من كان يتخيّل أن السعال العنيد سيكون بداية هذا التغيير الجميل؟”
ابتسم آدم وقال:
“لقد علّمني مرضي الكثير… والآن أنا سعيد لأني ساعدت أصدقائي ليتعلموا من تجربتي.
علقت المعلمة لوحة كبيرة على جدار الصف، كتب عليها الأطفال أهم عادات النظافة الشخصية التي تعلّموها، مثل:
وقف آدم أمام اللوحة، وشعر بالفخر. لم يعد “صاحب السعال العنيد”، بل صار يعرف جيدًا كيف يعتني بصحته ويحمي أصدقاءه.
اقرأ المزيد من القصص الممتعة عن الصحة والتغذية للأطفال
اقرأها الآن على موقع نثري: قصص وعبر للأطفال