قصة الوضوء للأطفال: هيّا نتوضأ!

لنقرأ معًا قصة الوضوء للأطفال! هي قصّة قصيرة هادفة تعلّم صغارنا كيفية أداء الوضوء بصورة صحيحة، وكذلك أهميته وموجباته ومبطلاته، بأسلوب سهل مبسّط وممتع أيضًا!

صوت الأذان…

ارتفع صوت المؤذّن الجميل: “الله أكبر”، فالتفتت مريم إلى أخيها سليم وهما في ساحة المدرسة ينتظران صلاة الظهر.
قالت مريم: “سليم، أريد أن أصلّي معك في المصلى، لكن لا أعرف كيف أتوضأ بطريقة صحيحة.”
ابتسم سليم وقال: “فكرة رائعة يا مريم! الوضوء مثل المفتاح، ومن لا يملك المفتاح لا يستطيع أن يفتح باب الصلاة.”

سمعت المعلّمة آية كلامهما، فاقتربت قائلة: “تعالوا معي إلى ركن الماء في المصلى، سأقصّ عليكما حكاية صغيرة في كل خطوة، لتتذكّروها دائمًا.”

مشى سليم ومريم بجانب المعلمة، قالت المعلمة: “تخيّلوا أن قلوبنا مثل حديقة جميلة، والوضوء مثل المطر الذي يغسل أوراقها من الغبار، فيجعلها خضراء وزاهية في الصلاة.”

سألت مريم بفضول: “وهل الوضوء عبادة بحدّ ذاته؟”
أجابت المعلمة: “نعم، هو عبادة وطهارة، ومن ينوي الوضوء لله يكون له نورًا يوم القيامة.”

قال سليم بحماس: “إذن فلنبدأ الآن، خطوة خطوة!”

النيّة والبسملة… وترشيد الماء

وقفوا عند المغسلة، فقالت المعلمة آية:
“أول خطوة في الوضوء هي النية: أن أنوي في قلبي أن أتوضأ للصلاة طاعة لله. النية مكانها في القلب ولا داعي لأن نقولها بصوت عالٍ. وبعدها نقول: بسم الله، ثم نفتح الماء قليلًا فقط. فالمؤمن يقدّر النعمة ويحافظ عليها.”

أدار سليم المقبض بهدوء، فخرج خيط صغير من الماء. ابتسمت المعلمة وقالت:
“هذا يكفي. قبل أن نبدأ، سنتأكد أن المكان نظيف، وأننا سنتبع الترتيب الصحيح؛ فالوضوء مثل الحروف، إذا تغيّر ترتيبها في الكلمة تغير معنى الكلمة كاملًا!”

سألت مريم: “هل أقول بسم الله كل مرة؟”
أجابت المعلمة: “نعم، ونقول الحمد لله في النهاية أيضًا. الوضوء ليس ماءً فقط، بل أدب وهدوء. لا نلعب، لا نرشّ الآخرين، ولا نضيّع الماء.”

قال سليم بحماس: “أعدك أننا سنحافظ على الماء!”
وأضافت المعلمة: “وإذا طال الوقوف، نغلق الصنبور حتى لا يُهدَر الماء. وإذا سقطت قطرات على الأرض، نمسحها، لأن النظافة تجعل العبادة أجمل وتزيد الخشوع.”

اليدان والفم والأنف والوجه

قالت المعلّمة آية:
“نبدأ بغسل الكفّين ثلاث مرات، فهما مفتاح بقية الأعضاء.”

غسل سليم يديه، وحرّك أصابعه بين الماء حتى وصل الماء لكل جزء. ثم قالت المعلمة:
“الآن نتمضمض ثلاث مرات، نحرك الماء في الفم ثم نبصقه برفق. وبعدها نستـنشق الماء قليلًا بالأنف ونخرجه ثلاث مرات.”

ضحكت مريم وهي تشعر ببرودة الماء في أنفها، فقالت المعلمة مبتسمة:
“هذه البرودة توقظنا للصلاة!”

ثم أضافت:
“بعد ذلك نغسل الوجه من منابت الشعر حتى الذقن، ومن الأذن إلى الأذن، ثلاث مرات. لا تنسوا الشفتين وأطراف الخدّين، لكن دون إسراف في الماء.”

نظرت مريم إلى المرآة فوق الحوض، فرأت قطرات تلمع على وجنتيها. فسألت:
“هل يكفي أن أمسح وجهي فقط؟”

ابتسمت المعلمة وأجابت:
“لا يا مريم، الوجه لا يكفي فيه المسح، بل يجب غسله بالماء. وتذكروا دائمًا: الرفق في الحركة، والترتيب في العد، والتأكد أن الماء يصل لكل مكان.”

ثم قالت:
“ومن الجميل أن نستعمل السواك أو نغسل الأسنان قبل الصلاة، فهذا يجعل الفم طيبًا، فيجتمع جمال الشكل والقلب، وتصبح الابتسامة نفسها عبادة”

وبينما كانوا يعدّون المرّات همسًا، صار العد مثل نشيد صغير يعلّمهم الصبر، ويجمع بين النظافة والابتسامة، ويهيّئ القلوب للخشوع في الصلاة.

اليدان إلى المِرفقين ومسح الرأس والأذنين

قالت المعلّمة آية:
“نغسل اليد اليمنى حتى المرفق ثلاث مرات، ثم نغسل اليسرى مثلها، ولا ننسى أن نبدأ دائمًا باليمين وأن نمرر الماء بين الأصابع”

راقبت مريم الماء وهو يصل حتى مرفقها، وتأكدت أن كل جزء قد ابتلّ. ثم تابعت المعلمة:
“بعدها نمسح الرأس مرة واحدة: نبلل اليدين قليلًا، ونمررهما من مقدمة الرأس إلى الخلف ثم نعود بهما للأمام، دون إكثار في الماء.”

رفع سليم يده وسأل: “وماذا عن الأذنين؟”
ابتسمت المعلمة وقالت: “الأذنان من الرأس. نمسحهما برفق: نُدخل السبابتين في داخل الأذن، ونمسح ظاهرها بالإبهامين.”

ضحكت مريم قائلة: “كأن أذني تسمع صوت الماء!”
فأجابت المعلمة: “الأهم أن نفعل كما علّمنا النبي ﷺ، بإتقان وخشوع. الوضوء يدرّبنا على الانتباه: نغسل اليد كلّها، ونمسح الرأس كلّه أيضًا.”

وفي النهاية اتفقوا أن يراقب كل واحد صاحبه بلطف، فإذا رأى مكانًا لم يصله الماء ذكّره بخير، حتى يكتمل الوضوء وتصبح هذه العادة الجميلة خلقًا دائمًا.

القدمان… وخطوات إلى النور

قالت المعلمة آية:
“الآن نغسل القدمين مع الكعبين ثلاث مرات. تأكدوا أن الماء دخل بين الأصابع، ويمكن أن نرفع القدم قليلًا ليصل الماء إلى أسفلها.”

رفع سليم قدمه على حافة المغسلة بحذر، فقالت المعلمة:
“أحسنت يا سليم، لكن بهدوء حتى لا ينزلق أحد.”

ثم تابعت:
“تذكروا الترتيب: أولًا الكفّان، ثم الفم والأنف، ثم الوجه، وبعدها اليدان إلى المرفقين، ثم الرأس والأذنان، وأخيرًا القدمان. هذا الترتيب مثل طريق مستقيم، وإذا خلطناه ضاعت منا الخطوات.”

سألت مريم: “وماذا نقول بعد أن ننتهي؟”
ابتسمت المعلمة وأجابت:
“نقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين.

شعر الأطفال براحة وهدوء في قلوبهم. فقالت المعلمة:
“الوضوء يجعل وجوهنا وأيدينا وأقدامنا منيرة يوم نلقى الله. ومع كل قطرة ماء تخرج الخطايا، وإذا أخلصنا النية زاد الأجر، وصارت خطواتنا إلى الصلاة خفيفة ومطمئنة.”

ومعًا خطوا جميعًا نحو المصلى بفرح، وكأن الطريق مفروش بضوء ناعم يذكّرهم أن الطهارة تصلح القلب والجسد، وتفتح باب الخشوع بسهولة.

اقرأ الآن: قصة للأطفال عن العناية بالأسنان | نورة والأسنان السعيدة

لماذا نتوضأ؟ وما الذي يبطل الوضوء؟

جلست المعلّمة آية مع مريم وسليم على سجادة المصلى وقالت:
“الوضوء ليس غسلًا بالماء فقط، بل هو تجهيز القلب والجسم للصلاة. عندما نغسل أيدينا نتذكر أن نعمل بها الخير، وعندما نغسل وجوهنا ننوي أن ننظر للشيء الطيّب فقط، وعندما نمسح رؤوسنا نطلب من الله أن يعطينا الحكمة، وعندما نغسل أقدامنا نعاهد أنفسنا أن نمشي في طريق يرضيه.”

قالت مريم وهي تبتسم: “أشعر أن همومي راحت مع قطرات الماء.”

أكملت المعلّمة:
“انتبهوا يا أحبّتي، هناك أمور تُبطل الوضوء: مثل أن يخرج شيء من مكان قضاء الحاجة، أو أن ينام الإنسان نومًا عميقًا لا يشعر فيه بنفسه. وعندما يحدث ذلك، نعيد الوضوء بهدوء ورضا، لأنه فرصة جديدة لنكون أنقى.”

رفع سليم يده بحماس وقال: “سأعلّم أخي الصغير خطوات الوضوء!”
ابتسمت المعلمة: “بارك الله فيك، علّموها للآخرين بلطف، وابدؤوا دائمًا بقول: بسم الله، واختموا بقول: الحمد لله.”

بعدها اصطفّ الأطفال للصلاة، ووجوههم تضيء من أثر الماء والذكر. وقالت المعلمة:
“الوضوء يطرد الكسل ويجعل القلب يقظًا لذكر الله. وإذا أخطأ أحدكم فليتُب ويتوضأ من جديد، لتعود روحه نقية ووجهه مبتسمًا.”

شاهد الآن: فيديو قصير لتعليم الوضوء للأطفال

اقرأ المزيد من القصص الدينية الهادفة للأطفال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version