قصص دينية: مغامرات الصغير الصائم

الصغير الصائم، قصّة قصيرة للأطفال تدرّب الصغار على الصيام والاستعداد لشهر رمضان المبارك، بأسلوب ممتع جذّاب يحبّب الأطفال في الشهر الفضيل وعبادة الصوم العظيمة.

القرار

إنّها ليلة الأخيرة من شهر شعبان، وفي الغد سيكون أوّل أيام شهر رمضان الكريم، كانت المدينة تتلألأ بزينة رمضان، الأطفال يلعبون في الخارج مع أصدقائهم حاملين فوانيسهم سعداء بقدوم هذا الضيف العزيز الذي طال غيابه عنّا.

دخل عمرُ الصغير ذو الأعوام السبعة على والديه في غرفة الجلوس حاملاً فانوسه الجديد، وقال بفرح:

“أريد أن أصوم معكم غدًا، فأنا كبير الآن!”

ابتسمت الأم، ومسحت على رأسه بلطف قائلة:
“الصوم عبادة عظيمة يا عمر، ويحتاج نية صافية وقوّة، واستعداد أيضًا. سأوقظك قبل الفجر لتناول السحور معنا، ففي السحور بركة، وهي فرصة للذكر وقراءة القرآن، والدعاء.”

“حسنًا!” قال عمر سعيدًا، ثمّ ذهب إلى النوم باكرًا حتى يستطيع الاستيقاظ للسحور.

استيقظ عمر على صوت والده وهو يهمس في أذنه برفق:
“هيا يا بطل، لقد حان وقت السحور.”

فتح عمر عينَيه بتثاقل، ثم ما لبث أن نهض بسرعة متذكّرًا أنّ هذا أوّل يومٍ له في رمضان. جلس إلى المائدة مع والديه، فرأى أصنافًا بسيطة من الطعام: تمر، وحليب، وخبز، وجبنة.

قال الأب مبتسمًا وهو يضع بعض التمر في طبق عمر:
“يا عمر، في السحور بركة، والنبي ﷺ أوصانا به. فهو يُقوّي الجسد على الصيام، ويُذكّرنا أن نبدأ يومنا بذكر الله.”

سأل عمر وهو يأخذ رشفة من الحليب:
“هل يكفيني أن آكل فقط يا أبي؟”

أجاب الأب:
“الأكل مهم، لكن الأهم أن تذكر الله، وأن تنوي الصيام بقلبٍ صادق. وبعد أن نفرغ من السحور، سنصلّي الفجر معًا، فهي صلاة عظيمة، وفي رمضان لها طعم خاص. من يصلّي الفجر كأنما بدأ يومه بنورٍ وبركة.”

أحسّ عمر بالفرح وهو يسمع كلمات أبيه، وقال بحماس:
“أريد أن أجرّب قراءة الأذكار أيضًا بعد الصلاة!”

ضحكت الأم وقالت:
“هكذا يكون الصائم الصغير المجتهد. بالصيام، والصلاة، والذكر، يُصبح قلبك أنقى، وروحك أقرب إلى الله.”

ثمّ نهض الجميع فتوضؤوا، ووقف عمر إلى جوار أبيه في صلاة الفجر، قلبه يخفق بالسعادة لأنه بدأ رحلته الأولى مع الصيام في شهر رمضان المبارك.

بعد أن صلّى عمر الفجر مع والده وقرأ بعض الأذكار، عاد إلى فراشه ليستريح قليلًا. وما إن أشرقت الشمس حتى أيقظته أمّه برفق لتجهيزه للمدرسة. فتح عينيه مبتسمًا، فقد كان يشعر بالفخر أنه صائم مثل الكبار. نهض بحيوية، غسل وجهه، وارتدى ملابسه المدرسية وهو يردّد في نفسه:
“اليوم سأصمد وأُثبت أنني قادر على الصيام!”

ثم تناول حقيبته التي أعدّها ليلًا، وخرج مع والده نحو المدرسة، وفي قلبه بهجة كبيرة لأنه يعيش أوّل تجربة رمضانية حقيقية في حياته.

كان يسير في طريقه وهو يشعر أن قدميه أخفّ من العادة، وأن في صدره طبلة صغيرة تدق بحماس. كانت الشمس دافئة، والهواء مليئًا برائحة الخبز الطازج من المخبز القريب. عندها همس في نفسه بسؤال:
“هل سأتمكّن من الصمود حتى المغرب؟”

ثم ابتسم وقال:
“أنا الصغير الصائم… وسأحاول بكل قوتي.”

أول مواجهة مع وحش الجوع

ما إن رنّ جرس الحصّة الثانية حتى بدأ بطن عمر يُصدر أصواتًا غريبة، كأنه يقرع طبولًا بعيدة. ابتسم بخجل، ثم تخيّل أن في بطنه غابةً صغيرة تسكنها كائنات مضحكة اسمها وحوش الجوع.

ظهر أولهم قصيرًا مستديرًا يقرع الطبول واسمه جائع، والثاني طويل نحيف يمسك شوكة كبيرة اسمه نَهِم، أما الثالث فيلوّح بملعقة لامعة اسمه لُقمة. وراحوا جميعًا يهتفون:
“نريد الطعام! نريد الطعام!”

رفع عمر يده فوق الطاولة مثل قائد شجاع وقال في نفسه:
“لن تهزموني… سلاحي هو الإرادة!”

أغمض عينيه قليلًا، ووضع يده على بطنه وهمس:
“اللهم قوّني.”

فشعر أن الوحوش تتباطأ وتتراجع. فتح عينيه فوجد قلبه أكثر هدوءًا. حاول التركيز مع المعلمة وهو يكتب الإملاء، لكن الطبول عادت تقرع. عندها بدأ يعدّ أنفاسه ببطء:
شهيق… زفير… كأنه ينفخ سحابة صغيرة تطفئ نار الجوع.

نظر إلى الساعة ورأى أن الوقت يمضي، فابتسم وقال:
“كل دقيقة تمرّ خطوة جديدة نحو النصر.”

تفرقت الوحوش قليلًا، وقال جائع وهو يقرع طبلته: “سأعود بعد الاستراحة!” أما نَهِم ولُقمة فجلسا يراقبان هذا الصغير الذي لم يستسلم لهما بسهولة.

مغريات الحلوى في المدرسة

في وقت الاستراحة، فتحت لمى علبة مليئة بالحلوى، ألوانها تلمع مثل قوس قزح. واقترب حسان وهو يلوّح بقطعة شوكولاتة قائلًا:
“خذ نصفها يا عمر!”

ابتلع عمر ريقه بصعوبة، وكأن رائحة الحلوى تهب عليه مثل عاصفة من كل اتجاه. شعر كأن مغريات الحلوى تدور حوله وتدعوه:
“جرّب طعم الفراولة! فقط لقمة صغيرة! لن يلاحظ أحد!”

لكن عمر تذكّر وعده لنفسه. تنفّس بعمق وابتسم بلطف قائلًا:
“شكرًا لكما، لكن اليوم صائمٌ. ادعوا لي أن أستمر.”

قالت لمى بإعجاب: “أنت شجاع حقًّا، أنا لم أستطع صوم يومٍ كامل بعد، أرجو لك التوفيق”
وأضاف حسان وهو يعيد الشوكولاتة: “إن صبرت اليوم، غدًا لك قطعتان!”

ضحكوا جميعًا، فتراجعت تلك المغريات بعيدًا. حاول جائع أن يقرع طبلته في بطن عمر من جديد، وأشار نَهِم بالشوكة، ولوّح لُقمة بملعقته، لكنهم لم ينجحوا؛ فقد كان في قلب عمر نور صغير يزداد قوة كلما قال لنفسه: “أنا أستطيع.”

سلاح الإرادة والخطط الذكية

عاد عمر إلى الصف وهو يشعر ببعض التعب، فتذكّر خطته التي سماها سُلّم الإرادة. كان يتخيّل هذا السلم كدرجات يصعدها كلما شعر بالضعف؛ في الدرجة الأولى يجدّد النية، وفي الثانية يتصور نفسه عند المغرب يبتسم وهو منتصر، وفي الثالثة يقوم بعمل صالح صغير، أما الدرجة الأخيرة فهي أن يغيّر المشهد إذا استطاع.

بدأ بالدرجة الثالثة مباشرة، فرفع يده واستأذن المعلمة أن يرتب مكتبة الصف. وبينما كان يعيد الكتب إلى أماكنها، كان يقرأ العناوين ويبتسم، كأن كل كتاب يقول له: “أنت تستطيع”.

وفي الاستراحة القصيرة، أدّى صلاة الظهر في مصلّى المدرسة مع زملائه، وخرج بعدها إلى الساحة يتمشّى قليلاً، فرأى صديقه ياسين حزينًا لأنه أخطأ في مسألة حسابية. جلس بجانبه وقال: “دعنا نحاول معًا.” جلسا على المقعد الخشبي وشرح له الخطوات حتى قال ياسين بفرح: “فهمت!” عندها شعر عمر بخفة عجيبة، كأن قطعة من السعادة ذابت في قلبه فأشبعت روحه.

وحين عادت وحوش الجوع لتقرع طبولها، وجدها أضعف من قبل، فقد امتلأ قلبه بفرح المساعدة. قال نَهِم بدهشة: “كيف يشبع من غير طعام؟” فردّ لُقمة وهو يحك رأسه: “ربما تشبعه النية والعمل الطيب.”

وهنا أدرك عمر أن سلاحه الحقيقي ليس أن يرفض الطعام فقط، بل أن يشغل نفسه بما ينفعه ويملأ قلبه بالسرور.

طريق العودة إلى البيت

مع انتهاء الدوام المدرسي، خرج عمر من بوابة المدرسة بخطوات بطيئة، فقد بدأ يشعر بجوعٍ أكبر من ذي قبل. وفي الطريق إلى البيت، مرّ بالسوق القريب، حيث كانت المحالّ تزدحم بالناس استعدادًا للإفطار. وقف قليلًا يتأمل الألوان الزاهية للحلويات الرمضانية؛ الكنافة المزيّنة بالفستق، والقطايف المحشوة بالقشطة والجوز، وصواني البقلاوة اللامعة بالعسل. وعلى الجهة الأخرى، رأى الباعة يرفعون أباريق عصائر قمر الدين والتمر الهندي، فتطايرت الروائح العذبة التي أيقظت جوعه أكثر.

توقّف عمر، وشعر أن معدته تصرخ: “أريد فقط لقمة صغيرة!” لكنه تذكّر سُلّم الإرادة الذي بناه في عقله، وأغمض عينيه متخيّلًا نفسه عند المغرب، يبتسم وهو يجلس مع عائلته على المائدة، يفطر بتمرة وكوب ماء بارد. عندها ابتسم وقال لنفسه:
“لن أسمح لهذه الروائح أن تُسقطني. سأصبر، والنصر قريب.”

ومضى في طريقه بخطوات أقوى، كأن صبره غلب الجوع، وحوّل ضعفه إلى قوة.

في البيت وأجواء رمضانية دافئة

ما إن وصل عمر إلى البيت، حتى استقبلته أمّه بابتسامة واسعة، وقالت وهي تفتح له الباب:
“مرحبًا بالصائم الصغير، كيف كان يومك؟”

خلع عمر حقيبته وجلس قليلًا ليستريح، ثم أخذ يحكي لها بحماس عن سلّم الإرادة، وكيف ساعد صديقه ياسين، وكيف قاوم روائح الحلويات في الطريق. استمعت إليه أمّه بفخر وربّتت على كتفه قائلة:
“هكذا يكون الصائم حقًا، صبر وعمل صالح.”

في تلك الأثناء، كانت رائحة الكنافة الساخنة تعبق في أرجاء البيت، وصوت أباريق العصائر ينسكب في الأكواب: قمر الدين، تمر هندي، وليمون بالنعناع. وعلى المائدة بدأت تظهر أطباق الشوربة، والسلطة، والسمبوسك. نظر عمر إليها بعينين تلمعان، ثم ابتسم وهو يقول:
“سأصبر قليلًا بعد، حتى نسمع الأذان.”

ساعة العصر والاختبارات

حين حلّت ساعة العصر، شعر عمر أن عقارب الساعة تمشي ببطء شديد، كأنها لا تريد الوصول إلى المغرب أبدًا. ومن بيت الجيران تسلّلت رائحة طعام شهيّة، فبدت له مثل لحن طويل يزداد إغراءً كل دقيقة. عندها تخيّل أصدقاءه في عقله: جائع يقرع طبله بقوة، ونَهِم يلوّح براية كتب عليها “استسلام”، بينما لُقمة يرفع ملعقته الفضية متحديًا.

كاد قلب عمر يستسلم، وشعر بعينيه تلمعان من التعب، لكنه تذكّر الدرجة الأخيرة من سلّم الإرادة: غيّر المشهد. فاستأذن أمّه وخرج مع أبيه إلى الحديقة القريبة. هناك جلسا يلعبان لعبة “عدّ الغيمات”. ابتسم الأب وقال:
“كل غيمة تمرّ فوقنا تعني أن الأذان صار أقرب.”

ضحك عمر، وشعر أن معدته تهدأ شيئًا فشيئًا. وفي طريق العودة، مرّا بمركز خيري صغير، فدخل عمر مع أبيه ليساعد المتطوعين في ترتيب صناديق الطعام التي ستوزّع عند المغرب. حينها أحسّ أن الجوع يذوب، وأن قلبه امتلأ بالطمأنينة.

قال نَهِم بدهشة في خياله: “إنه يساعد في إطعام الآخرين… فيشبع هو!”

وعلى الطريق، مرّا بجانب بائع يترنّم بلحن شعبي، فأخذ عمر يردّد معه ببساطة. وكل نغمة كان يغنيها تُبعد عنه التعب وتقرّبه من لحظة النصر.

عاد عمر إلى البيت أكثر صبرًا، كأن على كتفيه جناحين صغيرين من العزيمة.


اقرأ أيضًا: قصص الحيوان في القرآن الكريم: الهدهد والنبي سليمان

أذان المغرب والنصر الصغير

تلوّنت السماء بدرجات الغروب؛ برتقالي يذوب في زرقة المساء، والبيت يملؤه دفء وانتظار. جلست الأم تُرتّب المائدة بحب، فوضعت التمر والماء أولًا، ثم أطباق الشوربة والسمبوسك، وكوب اللبن الأبيض يلمع كهدية صغيرة. التفّت الأسرة حول الطاولة، وكل واحد منهم يهمس في قلبه بدعاء وذكر.

كان قلب عمر يخفق مثل طبلة فرح، ومع ذلك بقي هادئًا متماسكًا. وفجأة دوّى صوت الأذان من المئذنة القريبة، فأحسّ وكأن نافذة نور فُتحت في صدره.

أغمض عينيه، رفع دعاءً قصيرًا، ثم شرب أول رشفة ماء ببطء، كأن جدولًا باردًا يجري في عروقه. أخذ تمرتين كما علّمه والده، وأتبعها بدعاء لأسرته وأصدقائه. ابتسم وقال بصوت واثق:
“لقد تغلّبت اليوم على وحوش الجوع ومغريات الطريق.”

صفق أخوه الصغير بحماس وصاح: “عمر بطل رمضان!”، فضحك الأب وقال:
“هذا هو النصر الحقيقي يا عمر: أن تختار الصبر وتثبت عليه.”

أضافت الأم بعينين تلمعان بالفخر:
“والأجمل أنك لم تصبر وحدك؛ بل استعنت بالذكر، والعمل الطيب، ومساعدة الآخرين.”

وفي خيال عمر، رأى جائع يطوي طبلته مطأطئ الرأس، ونَهِم يلوّح براية بيضاء مستسلمًا، أما لُقمة فوضع ملعقته جانبًا مبتسمًا:
“نعرف الآن أن قلبك أقوى… لكننا سنجرب حظنا غدًا.”

رفع عمر نظره إلى السماء فرأى النجمة الأولى تشرق في الأفق، فابتسم ووعد نفسه أن يجعل من كل يوم في رمضان مغامرة جديدة وانتصارًا صغيرًا، يقرّبه أكثر من سرّ الصيام: الصبر، والشكر، ونشر الخير بين الناس.

الأمسية الرمضانية الأولى

بعد أن انتهت الأسرة من الإفطار وجلست قليلًا تتبادل الضحكات والحديث، نهض الأب قائلًا:
“هيا يا أحبّتي، لنستعد لصلاة التراويح.”

ارتدى عمر ثوبه الصغير ومشى بجانب والده إلى المسجد، حيث كانت أصوات التكبير والقرآن تملأ المكان بهدوء مهيب. وقف عمر بين الصفوف، يستمع إلى الإمام وهو يتلو آياتٍ عذبة، فأحسّ كأن الكلمات تنير قلبه مثل الفوانيس المضيئة في الشارع.

وبعد الصلاة، جلس مع والده يرددان الأذكار، ثم عادا إلى البيت فوجد الأم تقرأ في المصحف، فأخذ عمر مصحفه الصغير وجلس بجانبها يقلّدها، يمرّر إصبعه على السطور ويحاول قراءة بعض الآيات التي يحفظها.

وفي تلك اللحظة، شعر أن قلبه ممتلئ بالسكينة، وأن تعبه طوال النهار تحوّل إلى طمأنينة جميلة. ابتسم وقال لنفسه:
“أريد أن أصوم غدًا أيضًا… وأكمل مغامرتي مع رمضان.”

وهكذا، انتهت أمسيته الرمضانية الأولى، لكنه كان يعلم أن كلّ يوم جديد سيحمل له دروسًا صغيرة، وانتصارات أكبر، وقربًا أعمق من الله.

استمع الآن إلى مجموعة من الأغاني الرمضانية المميزة للأطفال.

قصة الوضوء للأطفال: هيّا نتوضأ!

لنقرأ معًا قصة الوضوء للأطفال! هي قصّة قصيرة هادفة تعلّم صغارنا كيفية أداء الوضوء بصورة صحيحة، وكذلك أهميته وموجباته ومبطلاته، بأسلوب سهل مبسّط وممتع أيضًا!

صوت الأذان…

ارتفع صوت المؤذّن الجميل: “الله أكبر”، فالتفتت مريم إلى أخيها سليم وهما في ساحة المدرسة ينتظران صلاة الظهر.
قالت مريم: “سليم، أريد أن أصلّي معك في المصلى، لكن لا أعرف كيف أتوضأ بطريقة صحيحة.”
ابتسم سليم وقال: “فكرة رائعة يا مريم! الوضوء مثل المفتاح، ومن لا يملك المفتاح لا يستطيع أن يفتح باب الصلاة.”

سمعت المعلّمة آية كلامهما، فاقتربت قائلة: “تعالوا معي إلى ركن الماء في المصلى، سأقصّ عليكما حكاية صغيرة في كل خطوة، لتتذكّروها دائمًا.”

مشى سليم ومريم بجانب المعلمة، قالت المعلمة: “تخيّلوا أن قلوبنا مثل حديقة جميلة، والوضوء مثل المطر الذي يغسل أوراقها من الغبار، فيجعلها خضراء وزاهية في الصلاة.”

سألت مريم بفضول: “وهل الوضوء عبادة بحدّ ذاته؟”
أجابت المعلمة: “نعم، هو عبادة وطهارة، ومن ينوي الوضوء لله يكون له نورًا يوم القيامة.”

قال سليم بحماس: “إذن فلنبدأ الآن، خطوة خطوة!”

النيّة والبسملة… وترشيد الماء

وقفوا عند المغسلة، فقالت المعلمة آية:
“أول خطوة في الوضوء هي النية: أن أنوي في قلبي أن أتوضأ للصلاة طاعة لله. النية مكانها في القلب ولا داعي لأن نقولها بصوت عالٍ. وبعدها نقول: بسم الله، ثم نفتح الماء قليلًا فقط. فالمؤمن يقدّر النعمة ويحافظ عليها.”

أدار سليم المقبض بهدوء، فخرج خيط صغير من الماء. ابتسمت المعلمة وقالت:
“هذا يكفي. قبل أن نبدأ، سنتأكد أن المكان نظيف، وأننا سنتبع الترتيب الصحيح؛ فالوضوء مثل الحروف، إذا تغيّر ترتيبها في الكلمة تغير معنى الكلمة كاملًا!”

سألت مريم: “هل أقول بسم الله كل مرة؟”
أجابت المعلمة: “نعم، ونقول الحمد لله في النهاية أيضًا. الوضوء ليس ماءً فقط، بل أدب وهدوء. لا نلعب، لا نرشّ الآخرين، ولا نضيّع الماء.”

قال سليم بحماس: “أعدك أننا سنحافظ على الماء!”
وأضافت المعلمة: “وإذا طال الوقوف، نغلق الصنبور حتى لا يُهدَر الماء. وإذا سقطت قطرات على الأرض، نمسحها، لأن النظافة تجعل العبادة أجمل وتزيد الخشوع.”

اليدان والفم والأنف والوجه

قالت المعلّمة آية:
“نبدأ بغسل الكفّين ثلاث مرات، فهما مفتاح بقية الأعضاء.”

غسل سليم يديه، وحرّك أصابعه بين الماء حتى وصل الماء لكل جزء. ثم قالت المعلمة:
“الآن نتمضمض ثلاث مرات، نحرك الماء في الفم ثم نبصقه برفق. وبعدها نستـنشق الماء قليلًا بالأنف ونخرجه ثلاث مرات.”

ضحكت مريم وهي تشعر ببرودة الماء في أنفها، فقالت المعلمة مبتسمة:
“هذه البرودة توقظنا للصلاة!”

ثم أضافت:
“بعد ذلك نغسل الوجه من منابت الشعر حتى الذقن، ومن الأذن إلى الأذن، ثلاث مرات. لا تنسوا الشفتين وأطراف الخدّين، لكن دون إسراف في الماء.”

نظرت مريم إلى المرآة فوق الحوض، فرأت قطرات تلمع على وجنتيها. فسألت:
“هل يكفي أن أمسح وجهي فقط؟”

ابتسمت المعلمة وأجابت:
“لا يا مريم، الوجه لا يكفي فيه المسح، بل يجب غسله بالماء. وتذكروا دائمًا: الرفق في الحركة، والترتيب في العد، والتأكد أن الماء يصل لكل مكان.”

ثم قالت:
“ومن الجميل أن نستعمل السواك أو نغسل الأسنان قبل الصلاة، فهذا يجعل الفم طيبًا، فيجتمع جمال الشكل والقلب، وتصبح الابتسامة نفسها عبادة”

وبينما كانوا يعدّون المرّات همسًا، صار العد مثل نشيد صغير يعلّمهم الصبر، ويجمع بين النظافة والابتسامة، ويهيّئ القلوب للخشوع في الصلاة.

اليدان إلى المِرفقين ومسح الرأس والأذنين

قالت المعلّمة آية:
“نغسل اليد اليمنى حتى المرفق ثلاث مرات، ثم نغسل اليسرى مثلها، ولا ننسى أن نبدأ دائمًا باليمين وأن نمرر الماء بين الأصابع”

راقبت مريم الماء وهو يصل حتى مرفقها، وتأكدت أن كل جزء قد ابتلّ. ثم تابعت المعلمة:
“بعدها نمسح الرأس مرة واحدة: نبلل اليدين قليلًا، ونمررهما من مقدمة الرأس إلى الخلف ثم نعود بهما للأمام، دون إكثار في الماء.”

رفع سليم يده وسأل: “وماذا عن الأذنين؟”
ابتسمت المعلمة وقالت: “الأذنان من الرأس. نمسحهما برفق: نُدخل السبابتين في داخل الأذن، ونمسح ظاهرها بالإبهامين.”

ضحكت مريم قائلة: “كأن أذني تسمع صوت الماء!”
فأجابت المعلمة: “الأهم أن نفعل كما علّمنا النبي ﷺ، بإتقان وخشوع. الوضوء يدرّبنا على الانتباه: نغسل اليد كلّها، ونمسح الرأس كلّه أيضًا.”

وفي النهاية اتفقوا أن يراقب كل واحد صاحبه بلطف، فإذا رأى مكانًا لم يصله الماء ذكّره بخير، حتى يكتمل الوضوء وتصبح هذه العادة الجميلة خلقًا دائمًا.

القدمان… وخطوات إلى النور

قالت المعلمة آية:
“الآن نغسل القدمين مع الكعبين ثلاث مرات. تأكدوا أن الماء دخل بين الأصابع، ويمكن أن نرفع القدم قليلًا ليصل الماء إلى أسفلها.”

رفع سليم قدمه على حافة المغسلة بحذر، فقالت المعلمة:
“أحسنت يا سليم، لكن بهدوء حتى لا ينزلق أحد.”

ثم تابعت:
“تذكروا الترتيب: أولًا الكفّان، ثم الفم والأنف، ثم الوجه، وبعدها اليدان إلى المرفقين، ثم الرأس والأذنان، وأخيرًا القدمان. هذا الترتيب مثل طريق مستقيم، وإذا خلطناه ضاعت منا الخطوات.”

سألت مريم: “وماذا نقول بعد أن ننتهي؟”
ابتسمت المعلمة وأجابت:
“نقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين.

شعر الأطفال براحة وهدوء في قلوبهم. فقالت المعلمة:
“الوضوء يجعل وجوهنا وأيدينا وأقدامنا منيرة يوم نلقى الله. ومع كل قطرة ماء تخرج الخطايا، وإذا أخلصنا النية زاد الأجر، وصارت خطواتنا إلى الصلاة خفيفة ومطمئنة.”

ومعًا خطوا جميعًا نحو المصلى بفرح، وكأن الطريق مفروش بضوء ناعم يذكّرهم أن الطهارة تصلح القلب والجسد، وتفتح باب الخشوع بسهولة.

اقرأ الآن: قصة للأطفال عن العناية بالأسنان | نورة والأسنان السعيدة

لماذا نتوضأ؟ وما الذي يبطل الوضوء؟

جلست المعلّمة آية مع مريم وسليم على سجادة المصلى وقالت:
“الوضوء ليس غسلًا بالماء فقط، بل هو تجهيز القلب والجسم للصلاة. عندما نغسل أيدينا نتذكر أن نعمل بها الخير، وعندما نغسل وجوهنا ننوي أن ننظر للشيء الطيّب فقط، وعندما نمسح رؤوسنا نطلب من الله أن يعطينا الحكمة، وعندما نغسل أقدامنا نعاهد أنفسنا أن نمشي في طريق يرضيه.”

قالت مريم وهي تبتسم: “أشعر أن همومي راحت مع قطرات الماء.”

أكملت المعلّمة:
“انتبهوا يا أحبّتي، هناك أمور تُبطل الوضوء: مثل أن يخرج شيء من مكان قضاء الحاجة، أو أن ينام الإنسان نومًا عميقًا لا يشعر فيه بنفسه. وعندما يحدث ذلك، نعيد الوضوء بهدوء ورضا، لأنه فرصة جديدة لنكون أنقى.”

رفع سليم يده بحماس وقال: “سأعلّم أخي الصغير خطوات الوضوء!”
ابتسمت المعلمة: “بارك الله فيك، علّموها للآخرين بلطف، وابدؤوا دائمًا بقول: بسم الله، واختموا بقول: الحمد لله.”

بعدها اصطفّ الأطفال للصلاة، ووجوههم تضيء من أثر الماء والذكر. وقالت المعلمة:
“الوضوء يطرد الكسل ويجعل القلب يقظًا لذكر الله. وإذا أخطأ أحدكم فليتُب ويتوضأ من جديد، لتعود روحه نقية ووجهه مبتسمًا.”

شاهد الآن: فيديو قصير لتعليم الوضوء للأطفال

اقرأ المزيد من القصص الدينية الهادفة للأطفال

قصص دينية للأطفال: يوم في الجنة

في مساءٍ هادئ، جلست «ليان» عند نافذة غرفتها تنظر إلى النجوم. كان يومها مليئًا بالخير؛ ساعدت أمها في ترتيب البيت، وأخرجت من حصّالتها صدقةً وضعتها في صندوق المدرسة، وابتسمت لصديقتها التي كانت حزينة.

قبل أن تنام، همست بصوتٍ خافت: «اللهمّ ارزقني الجنة، وأعِذْني من النار»، ثم غفت وقلبها مليء بالطمأنينة.

رأت في حلمها عصفورًا أبيض صغيرًا، يطير حولها ويغرّد بلحنٍ رقيقٍ كأنه يقول: «تعالي معي». تبعته، فإذا بساحة واسعة لامعة كأنها من اللؤلؤ، وعلى طرفها باب كبير يضيء بنورٍ لطيف لا يؤذي العين، وفوقه مكتوب «سلام». اقتربت ليان بخطوات مترددة، فإذا بروائح طيبة مثل رائحة الياسمين تملأ المكان وتغمر قلبها براحةٍ لم تعرفها من قبل.

سمعت صوتًا هادئًا يشبه حفيف الأشجار يقول: «سلامٌ عليكم…». لم ترَ أحدًا… التفتت لترى خلف الباب حدائق بلا نهاية، وأنهارًا صافية تجري بهدوء، وأشجارًا خضراء مليئة بالثمار كأنها تبتسم لها. قال العصفور: «هذا المكان له مفتاحان: توحيد الله، والعمل الصالح». ابتسم قلبها فرحًا، وتذكرت مساعدتها لصديقتها وصدقتها الصغيرة، فعرفت أن كل عملٍ تفعله إرضاءً لله يقرّبها من هذا الباب.

مدّت يدها لتلمس أزهارًا تضيء مثل المصابيح، سألت العصفور: «هل يمكنني الدخول؟» فغرّد: «باب الجنة يُفتح لمن أحب الله وأحسن للناس. ادخلي بسلامٍ آمنة». أخذت نفسًا عميقًا، وشعرت أن العالم كله يبتسم لها وهي تخطو أول خطوة…

أنهارٌ من نور

ما إن خطت ليان أول خطوة حتى انكشفت أمامها سهولٌ خضراء واسعة، وفي وسطها أنهار كأنها خيوط من نور تجري بهدوء. نهرٌ ماؤه صافٍ أحلى من العسل، وآخر أبيض مثل الحليب، وثالث يجري بعصير من أنواع فاكهة لم ترَها من قبل، لكن رائحتها تملأ القلب فرحًا. اقتربت ليان ومدّت كفها في النهر الصافي، فشعرت ببرودةٍ جميلة وانتعاش لطيف.

قال العصفور الأبيض الذي كان يرافقها: «هذه عطايا الله لعباده الذين أحبوه وأطاعوه». سألت ليان: «هل يمكن لأهل الجنة أن يشربوا منه متى أرادوا؟» غرّد العصفور: «هنا لا عطش ولا قلق؛ كل ما تتمنينه يتحقق». جلست ليان على العشب الأخضر، أغمضت عينيها قليلًا وهي تتذكر دعاءها قبل النوم، ثم فتحت عينيها وعزم جديد يضيء قلبها: حين أعود، سأزيد من طاعة الله.

اقرأ المزيد من القصص الدينية الهادفة للأطفال

ثمار القلوب

سارت ليان في ممرٍ ذهبي تحيط به الأزهار، حتى وصلت إلى شجرة أوراقها لامعة وثمارها على شكل قلوب صغيرة تضيء مثل المصابيح. أشارت إلى ثمرة قريبة منها، فقال العصفور: «هذه ثمار تنبتها الأعمال الصالحة. كل قلب هنا هو عمل صالح لك في الدنيا».

مدّت يدها ولمست ثمرة، فوجدت طعمها حلوًا وتذكرت ابتسامة أعطتها لصديقة حزينة، واليوم الذي ساعدت فيه أمها. قالت ليان بدهشة: «إذن لا يضيع أي خير؟» رد العصفور: «عند الله لا يضيع شيء. الكلمة الطيبة، والصدقة، وبرّ الوالدين؛ كلها تتحول هنا إلى خير كبير».

قطفت ثمرة أخرى، فشعرت بقلبها خفيفًا كأن جناح طائر يلمسه. همست: «ما أجمل أن يثمر الحب!» ثم وعدت نفسها أن تزرع قلوبًا أكثر حين تستيقظ.

بيوتٌ من سلام

على بعد خطوات، ظهرت بيوت بيضاء كأنها من لؤلؤ، نوافذها مفتوحة يدخل منها النور، وعلى أبوابها لافتات مكتوب عليها «سلام». اقتربت ليان، فسمعت أصواتًا رقيقة تملأ قلبها بالطمأنينة: «سلامٌ عليكم بما صبرتم».

دخلت بيتًا، فرأت غرفًا مضيئة بلا مصابيح، وسجادًا ناعمًا كالغيم يتحرك مع خطواتها، وأكوابًا موضوعة على موائد من نور. جلست على أريكة دافئة وخفيفة، فقال العصفور: «هذه البيوت لأهل الإحسان، يزور بعضهم بعضًا بلا تعب ولا ملل».

تخيّلت ليان أصدقاءها، وتمنت أن يجلسوا هنا معها. ثم رأت في زاوية البيت مرآة تشبه صفحة ماء هادئة، وحين نظرت فيها تذكرت كل مرة صبرت فيها على الغضب أو سامحت من أخطأ، عندها امتلأ قلبها بفخر هادئ، لأنها أدركت أن الصبر والرضا سلام في الدنيا والآخرة.

مجلس الأناشيد والذكر

أخذها العصفور إلى بستان واسع، أشجاره متشابكة، وفي وسطه منصة من نور يجتمع حولها الأطفال. لا أحد يرفع صوته؛ المكان كله هادئ لكنه مبهج… تتعالى فيه أنغام جميلة، ليست عالية ولا خافتة، كلها شكر لله وحمد على نعمه.

كان كل طفل يجلس ومعه «سجل الأعمال الحسنة»؛ كل صفحة فيه تلخص عملًا صالحًا فعله في الدنيا. فتحت ليان سجلها، فرأت حروفًا مضيئة: «صدقة صغيرة، مساعدة صديقة، استئذان مؤدب، استغفار».

همست لها طفلة قريبة: «هنا يذكّرنا كلّ واحد بقصة لخير فعله في الدنيا». ابتسمت ليان وقالت: «سأجمع قصصًا أكثر بكثير». وفي تلك اللحظة ارتفع في البستان نشيد لطيف: «السلام لأهل الإحسان»، فازدادت الأشجار نضارة واخضرارًا.

رحلة على أجنحة الطيور

رأت ليان طيورًا بيضاء كبيرة الأجنحة، تشبه سفنًا خفيفة تطير ببطء… اقترب أحدها منها، وانحنى بجناحه كأنه يدعوها للركوب. جلست ليان فوق ظهر الطائر، وما إن أمسكت بريشه حتى شعرت بخفة غريبة؛ ارتفعت عاليًا فوق الحدائق، فرأت الأنهار تتلألأ كالشرائط، والثمار تلمع مثل نجوم صغيرة، والبيوت البيضاء كأنها لآلئ فوق بساط أخضر.

قال العصفور الصغير وهو يطير بجانبها: «في الجنة لا خوف من السقوط». أخذ الطائر يحلق فوق «سوق الهدايا»، حيث يتبادل أهل الجنة العطايا بلا بيع ولا ثمن.

تمنّت ليان كتابًا من نور يحكي قصص الأنبياء والصالحين من غير صور، فصار الكتاب بين يديها. ضمته إلى صدرها وقالت بسعادة: «الحمد لله».

حديقة البذور الصغيرة

هبطت ليان في حديقة مشرقة، وفيها أحواض مرتبة بعناية، كل حوض منها يحمل اسم خُلُق جميل: «رحمة، أمانة، صدق، برّ». وبجانب كل حوض جَرّة ماء مكتوب عليها «بسم الله». قال العصفور: «هذه البذور هي الأعمال التي ينوي العبد فعلها، فإذا سقاها بالدعاء والعمل كبرت».

أخذت ليان الماء وسقت «الصدق» و«البرّ»، فإذا بالأزهار تنبت بألوان زاهية فورًا. همست: «أريد أن أزرع عادة الاستئذان دائمًا، وأن أنهي واجباتي قبل اللعب». وما إن نوت ذلك حتى ظهرت زهرتان جديدتان تتفتحان أمامها، فعرفت أن النية باب عظيم.

ثم كتبت على لوحة صغيرة: «لن يمرّ يوم بلا ذكر أو مساعدة لأحد». فجاءت نسمة طيبة رفعت اللوحة إلى قوس من نور، فثبتت فيه كأنها وعد محفوظ.

الجسر الذي يعيدنا إلى البيت

اقترب المساء في الجنة، لكنه مساء بلا ظلام، بل نور دافئ يملأ القلب بالسكينة. ظهرت أمام ليان قنطرة رقيقة تمتد فوق جدول صغير، وعلى حافتها لافتة مكتوب عليها: «جسر الدعاء». قال العصفور: «من هنا تعودين إلى عالمك، ومعك هدايا لا تُرى: عزيمة، وطمأنينة، وحب للخير».

مشت ليان على الجسر، فسمعت أصواتًا تعرفها: دعاء أمها لها، وابتسامة أبيها حين يراها تحسن إلى الآخرين، وكلمة «جزاكِ الله خيرًا» التي قالتها معلمتها يومًا.

وقفت في منتصف الجسر، وشكرت ربها على النعم، ووعدت نفسها أن تجعل من كل يوم طريقًا للجنة: صلاة بخشوع، برّ بالوالدين، صدقة ولو قليلة، وابتسامة ترفع الحزن. ثم سألت العصفور: «هل أراك من جديد؟» فأجاب بصوت كأغنية لطيفة: «أنا معك في كل عمل صالح تفعلينه».

أغمضت ليان عينيها… واستيقظت على نور الفجر.

وعدُ ليان

فتحت ليان نافذتها فرأت الهلال يلمع في السماء، فابتسمت وقالت: «يا رب، اجعلني من أهل الجنة». أخذت حصالتها وأخرجت منها نقودًا لتضعها في صندوق الصدقة، وساعدت أمها قبل أن تذهب إلى المدرسة، ووعدت نفسها ألا يمر يوم بلا طاعة.

كلما تذكرت ثمار القلوب وأنهار النور، ازداد شوقها لتكون من الذاهبين إلى الجنة. وهكذا صار حلمها الذي رأته عن الجنّة بداية لأيام مليئة بالطاعات في الدنيا… وطريقًا إلى نعيم لا ينتهي.

استمع الآن إلى نشيد “أن تدخلني ربي الجنة” للأطفال.

Exit mobile version