طيور عكا لا تغادر البحر | سلسلة حكايات فلسطين

في أحد الصباحات الصافية، جلسَت ليان على صخرةٍ قريبة من ميناء عكّا بعد طريق سفر متعب، تُراقب صفحة المياه المياه تتلألأ تحت أشعّة الشمس، وتستمتع بالأمواج الخفيفة تتكسّر على رصيف الميناء. كانت النوارس تحلّق قريبة من سطح الماء، ثم تطلق جناحيها، وترتفع مبتعدة مصدرة صياحًا حادًّا يبدو كصرخات فرحة مستمتعة بالحريّة.

“أبي! لماذا تحلّق النوارس دومًا بالقرب من البحر؟”

ابتسم الأب وقال: “ربّما لأن الشاطئ هو بيتها، ومسكنها. وعلى أيّة حال، فطيور عكّا لا تغادر البحر…إنها باقية هنا، متمسّكة بمنازلها.”

“مضى وقت طويل منذ أن أتينا إلى عكّا، إنها مدينة جميلة للغاية، يا أبي…”

“بالطبع يا صغيرتي، عكّا مدينة لا تُشبِه أي مدينة، فهي بوابة فلسطين على البحر، تحكي منذ مئات السنين قصص الشجاعة والصمود.”

وبينما هما يتأملان البحر، مرّ رجل يحمل شبكة على كتفه، يخطو بخطواتٍ واثقة وكأنه يعرف كلّ حجر في الميناء. نظر إليه الأب مليًّا كما لو أنّه يحاول تذكّر ملامحه، ثمّ ناداه فجأة حينما تعرّف عليه “أبو زيد؟» توقّف الرجل والتفت نحو مصدر الصوت، مستغربًا:

“نعم، أنا هو” أجاب.

صافحه الأب بحرارة وقال معرّفًا عن نفسه: “أنا ابن الحاج يوسف… وهذه ابنتي ليان.”

أشرق وجه أبي زيد وقال: “يا سلام! مرّت سنوات طويلة، وها أنتم تعودون إلى عكّا، أهلا بجيراننا الطيبين.”

رفعت ليان رأسها نحوه بفضول، فسألها بلطف: “تحبّين البحر يا صغيرة؟”

أجابت بخجل: “نعم كثيرًا، وأحبّ بحر عكّا أكثر من كلّ البحار في العالم.”

ضحك أبو زيد وقال: “تشتهر مدينة عكّا بجمال ساحلها، ويحكي موج البحر للزائرين قصصًا شيّقة من غابر الزمان عن المدينة وأهلها، كلّ ما عليكِ فعله، هو السير على الشاطئ بهدوء والإنصات!”

“حقاً؟! أريد أن أعرف كلّ قصص وحكايا المدينة!” هتفت ليان وعيناها تلمعان فضولاً وحماسة.

وضحك كلّ من الأب وأبا زيد، ثمّ أردف هذا الأخير قائلا:

“أنا أتجوّل كلّ يوم بين الميناء والسوق والسور بحكم عملي، فما رأيكِ أن ترافقيني يوم الغد، لأقصّ عليكِ حكايات المدينة؟”

تحمّست ليان للفكرة، والتفتت لأبيها ترجوه الموافقة على أن ترافق هي العمّ أبا زيد في جولته اليومية:

“لا مانع لديّ، ولكن بشرط واحد، أن تُحسني التصرّف، ولا تشغلي العمّ عن أعماله وأشغاله!”

“أعدك بذلك يا أبي!” هتفت ليان مجدّدًا بسعادة.

هزّ أبو زيد رأسه موافقًا: “غدًا نبدأ… فكل زاوية هنا تحمل حكاية، وعكّا تعرف كيف ترويها لمن يصغي.”

سوق عكّا… رائحة الأرض والبحر

في ظهيرة اليوم التالي، وبينما كانت الشمس تنسج خيوطها الذهبية على جدران المدينة العتيقة، اصطحب العمّ أبو زيد ليان إلى السوق القريب من الميناء. كانت أزقّة السوق بمثابة ممرات للزمن، ضيّقة لكنّها تعجّ بالحياة والنور، يتسلل الضوء إليها خجولاً من بين الأبنية المعمّرة، تلك الشواهد الصامتة المشيّدة من حجارة تحمل بين طيّاتها عبق القرون الغابرة. شعرت ليان وكأنّ كلّ خطوة تخطوها على تلك الأرض هي مصافحة للأجداد الذين زرعوا الحياة هنا وعمّروا المدينة.

سارت ليان بين دكاكين البهارات التي تفوح منها رائحة الأرض: الزعتر الممزوج بالذاكرة، والسماق الحامض كالحنين، والكمّون الذي يدفئ القلب. لم تكن مجرّد روائح، بل كانت هويّة الأرض التي تُنادي؛ شعرت أن كلّ حبّة زعتر تشبه ورقة من كتاب فلسطين المفتوح، فصارت تتنشّق الروائح بعمق وشغف، وكأنها ترتوي من بئر عذب.

ابتسم أبو زيد بحبّ وأشار إلى بوابة حجرية عالية تلامس السماء:

“هذا هو خان العمدان، يا ليان. هنا كانت ترسو أحلام التجّار القادمين بالسفن، تبادلوا البضائع والأسرار، ورووا قصص السفر. وما زال المكان شاهدًا حيًّا على زمنٍ لم يرحل، بل تحوّل إلى ذكرى متمسّكة بالبقاء.”

مرّا بجانب نحّاسٍ يدقّ أوانيه النحاسية بصبر وحكمة، وخبّازٍ يخرج الفرن فطائر ساخنة تفوح منها رائحة الزعتر الشهية، وصبيّ يبيع أصدافًا لامعة جمعها من الشاطئ، وكأنها حبات لؤلؤ مكنونة.

في زاوية من السوق، جلس حكواتيّ ذو لحية بيضاء اشتعل فيها الشيب، يحمل دفترًا قديمًا ممزّق الأطراف يقول:

“من يريد حكاية من حكايات فلسطين التي لا تنتهي؟”

رفعت ليان يدها الصغيرة بسرعة وحماس. ابتسم الحكواتيّ وقال بصوت عميق يهزّ الروح:

“عكّا يا صغيرتي مدينة عريقة، والسوق هو قلبها النابض وشريانها الذي لا يجفّ. فيه يجتمع الناس، يتبادلون الرزق والضحكات، وفيه يثبتون أن عكّا، رغم كلّ ما مرّت به من عواصف وقهر، ما زالت عامرة بأهلها، فلسطينيةً بروحها وتراثها، لا يكسرها غياب، ولا ينهيها احتلال.”

نظرت ليان حولها بدهشة الطفل الذي يرى العالم للمرّة الأولى، ورأت كيف يلتقي في السوق عبق البحر بعبق الأرض، وكيف تحوّلت الدكاكين إلى صفحات من ذاكرة حيّة، تحفظ قصص فلسطين كما تحفظ الأمّ أطفالها، تحتضنهم ولا تفرّط فيهم أبدًا.

السور الذي لا ينحني

ما إن بدأت الشمس تميل نحو الغروب، حتّى قاد العمّ أبو زيد ليان ووالدها نحو سورضخم جدًا يحيط بالمدينة: إنه سور عكّا العظيم! كان السور يلتف حول عكّا مثل ذراعَي بطل عملاق يحتضنها ويحميها من أي خطر. مدّت ليان يدها ولمست الحجارة الكبيرة والقديمة، شعرت بدفء غريب، وكأنّ هذه الحجارة خزّنت كلّ حرارة الشمس التي أشرقت عليها منذ مئات السنين إلى يومنا هذا. همست لنفسها:

“نحن هنا منذ القدم…وسنبقى إلى الأبد…لن نرحل ولن نغادر أبدًا.

قال العمّ أبو زيد بحماس: “

هذا السور يا ليان ليس مجرد حجارة ضخمة! إنه صديق عكّا القديم، وشاهد على كلّ شيء حدث فيها. حاول الكثيرون أن يهدموه، لكنّه ظلّ واقفًا كالجبل، يخبر الجميع أن عكّا مدينة قوية جدًا ولا يمكن أن تنحني!”

ساروا على طول السور بالقرب من البحر. كانت الأمواج تتلاحق بسرعة ثم تضرب السور بقوة، ثم تعود بهدوء، كما لو أنّها تصافح السور وتحيّيه على شجاعته. سألت ليان بفضول:

“من الذي بنى هذا السور يا عمّ؟”

أجابها:

“بناه أناس كثيرون عبر العصور، وكلّ حجر وُضع هنا كان بمثابة وعد بحماية فلسطين. ولهذا السبب، لا يُشبه سور عكّا أي سور آخر في العالم، إنه حامي المدينة الذي يقف شامخًا بقوة وثبات!”

وصلوا إلى فتحة صغيرة في السور تُطلّ على الميناء. أغمضت ليان عينيها وبدأت تتخيّل: رأت بحّارة شجعانًا يعودون من السفر، يرفعون رايات ملوّنة ويغنّون أغاني الفرح! في تلك اللحظة، قال العمّ أبو زيد وهو ينظر إلى البحر: “حتى النوارس والطيور تعرف هذا السور! إنها تعود كلّ مساء إليه وتهمس له: “هذه مدينتنا، عكّا… مكاننا الجميل الذي لا يغادر القلب!”

المسجد الأخضر… قلب المدينة الهادئ

بالقرب من الميناء، وقف بناء عظيم وجميل جدًا: إنه مسجد الجزار! كانت مآذنه ترتفع نحو السماء وقبّته الخضراء تلمع تحت أشعة الشمس. دخلت ليان مع والدها والعمّ أبا زيد إلى ساحة المسجد الهادئة.

ما أجمل هذا المشهد! كانت حمامات بيضاء جميلة تطير فوق الأقواس الحجرية العالية، والبلاط في أرضية الساحة كان نظيفًا لامعًا.

همس والد ليان بهدوء: “هذا المكان يا ليان، يصلّي فيه الناس منذ مئات السنين. وهنا كانوا يدعون الله أن يحمي البحّارة والمسافرين ويعيدهم سالمين. المسجد ليس فقط مكانًا للعبادة، بل هو بيت كبير يجمع قلوب أهل فلسطين، يحفظ هويتهم وطيبتهم مثلما يحفظ البحر ملوحته دائمًا.”

سألت ليان بفضول الأطفالِ: “هل للمسجد حكايات مثل حكايات السور القوي؟”

ابتسم العمّ الطيب بحبّ قائلاً: “بالتأكيد يا صغيرتي! لكلّ قوس في هذا المسجد حكاية، ولكلّ نافذة قصّة ولكلّ مئذنة رواية، وجميعها تشهد أنّ هذه الأرض المباركة أرضنا.”

جلست ليان تحت ظلّ شجرة كبيرة في ساحة المسجد. أغمضت عينيها وتخيّلت البحّارة سدخلون الجامع بعد أن يعودوا من رحلة طويلة في البحر، يصلّون ويحمدون الله على نعمه الوافرة، ثم ينتشرون في المدينة يملأ السلام يملأ أرواحهم. قالت ليان بصوت حالم:

“المسجد مثل حضن دافئ وكبير يحتضن كلّ الناس.”

ردّ العمّ أبو زيد وهو يبتسم لها: “صحيح يا ليان، حضن الإيمان والهوية! ومن يحتمي بهذين الأمرين، يبقى قويًا جدًا ولا تهزّه أي عواصف أو صعاب في الحياة.”

النوارس وحكاية العودة

عندما حلّ المساء الجميل، وجلسوا عند طرف الميناء الهادئ. اشتعل ضوء المنارة البعيدة، وبدت وكأنها عين عملاقة ساهرة تحرس الطريق البحري وتدلّ السفن. هدأت النوارس البيضاء الصغيرة فوق الأعمدة الخشبية، وصار صوت البحر أعمق وأكثر هدوءًا.

قال أبو زيد بصوت حنون: “الليلة يا ليان، سيخبرنا البحر سرّ طيور عكّا العجيبة.”

أغمضت ليان عينيها بتركيز، وبدأت تُصغي وتتخيّل. تخيّلت بحّارًا قديمًا جدًا، ذو وجه سمح، ينبثق من بين الأمواج ويرفع صوته الوقور قائلًا:

«يا أهل عكّا، يا أحبّاء البحر…هذه النوارس ليست طيورًا عادية، وإنمّا هي صديقات عكّا الوفيّات! في كلّ صباح، تحلّق فوق البحر، تصطاد الأسماك، وتلاعب الأمواج. لكن عندما يأتي المساء، تعود جميعها لتقف على سور عكّا ومينائها. لماذا؟ لأنّها تعرف أنّ عكّا هي بيتها الجميل ومكانها الأوّل الذي تحبّه. علّمتنا النوارس أن نتمسّك ببيوتنا وألا نتركها أبدًا. إنها تحفظ خريطة المدينة في قلوبها الصغيرة، مثلما يحفظ الأطفال قصصهم المفضّلة ولا ينسونها أبدًا.”

فتحت ليان عينيها اللامعتين وقالت وعلى محيّاها ترتسم ابتسامة دافئة: “لقد فهمت الآن يا عمّ أبا زيد… طيور عكّا لا تغادر البحر، لأنها تعرف أن فلسطين هي البيت الدافئ، والميناء هو قلبها الذي لا يتوقف عن النبض أبدًا!

وصيّة البحر لأطفال فلسطين

مع ظهور أول خيوط الفجر، عاد الثلاثة إلى الميناء. كان الهواء نقيًا باردًا منعشًا، وراح الصيّادون يجهّزون شباكهم لرحلة جديدة. فيما حلّقت الطيور من فوقهم بهدوء، كأنها تقول لهم: “صباح الخير، نتمنى لكم صيدًا مباركًا.”

أخرج العمّ أبو زيد من جيبه صَدَفة بيضاء كبيرة لامعة قدّمها إلى ليان:

“هذه هدية من البحر خصيصًا لكِ. كلما وضعتِها على أذنكِ، ستسمعين صوت الموج يقول: هنا عكّا الجميلة… هنا فلسطين الحبيبة.” ضمّت ليان الصدفة إلى قلبها سعيدة بهذا الكنز الثمين.

ثمّ وقفت بجانب المنارة العالية ولوّحت للنوارس: «أعدكِ أيّتها النوارس! حتى وإن سافرتُ يومًا، سأعود إلى عكّا تمامًا مثلما تعودين كلّ مساء. لأنّ عكّا وفلسطين باقيتان في القلب إلى الأبد.”

رفرفت الطيور عالياً وصفّقت بأجنحتها، وكأنها فهمت الوعد الذي قطعته ليان.

أشرقت الشمس، واصطبغ البحر بلون ذهبيٍ لامع، فبدا كلوحة فنيّة رسمتها فرشاة فنّان ماهر. همست ليان محدّثة نفسها:

“سأروي هذه الحكاية لكلّ أصدقائي. سأقول لهم إنّ عكّا مدينة فلسطينية تحبّ البحر، وإنّ ميناءها قلبٌ كبير ودافئ، وطيورها تعلّمنا أن نعود دائمًا إلى أرضنا.”

اقرأ المزيد من قصص المغامرات على حدّوتة.

قصص الحيوان في القرآن الكريم: الهدهد والنبي سليمان

في مساءٍ دافئ، اجتمع الصغار الثلاثة حول جدتهم “أم ياسر” في غرفة الجلوس، حيث كانت تجلس على كرسيها الخشبي المريح، وبجانبها فنجان شاي دافئ تفوح منه رائحة النعناع. كان الجو هادئًا، والستائر تتمايل برفق مع نسيم المساء.

قالت الجدة بابتسامة واسعة وهي تنظر في عيون أحفادها:
“اليوم يا أحبّتي سأقص عليكم قصة من أروع قصص الحيوان التي وردت في كتاب الله الكريم، قصة طائر صغير لكنه كان شجاعًا وذكيًا… إنه الهدهد مع نبي الله سليمان عليه السلام.”

وبدأت الحكاية: كان النبي سليمان عليه السلام ملكًا نبيًّا، أعطاه الله ملكًا لم يعطه لأحد من بعده، وجعل له القدرة على فهم لغات المخلوقات جميعًا، من طيور وحيوانات وحتى حشرات صغيرة. وكان جيشه عظيمًا يضم الإنس والجن والطير، يسيرون جميعًا بانتظام عجيب.

وفي يوم من الأيام، وقف سليمان يتفقد جنوده، فجال ببصره في صفوف الطيور، ولاحظ أن طائر الهدهد لم يكن موجودًا. فتعجّب وسأل عن مكانه، وتوعّد بتعذيبه أو قتله إن لم يكن له عذرٌ مقنع لهذا الغياب. حيث قال (كما جاء في القرآن الكريم):
“ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين، لأعذبنه عذابًا شديدًا أو لأذبحنه، أو ليأتيني بسلطان مبين.” – سورة النمل

رفعت سلمى حاجبيها دهشة وقالت: “جدتي! هل كان سيّدنا سليمان عليه السلام يعرف كلّ طائر في جيشه؟”
ضحكت الجدة برفق وقالت: “نعم يا صغيرتي، فقد كان قائدًا حكيمًا، لا يترك أحدًا من جنوده دون أن يعرف مكانه.”

وأضافت وهي تخفض صوتها قليلًا: “لقد كان سليمان عليه السلام يدرّب جنوده على الانضباط، حتى لو كان الجندي طائرًا صغيرًا مثل الهدهد. فالقائدُ الذي يغفل عن أصغر التفاصيل قد يُضعف جيشَه بأكمله.”

الهدهد يأتي بالخبر

واصلت الجدّة الحكاية قائلة:
“ولم يمضِ وقت كثير حتّى عاد الهدهد إلى عرش سيّدنا سليمان -عليه السلام-، يرفرف بجناحيه بقوّة، فوقف أمام النبيّ على الفور مبرّرًا سبب غيابه، إذ قال بصوت ثابت: “لقد رأيتُ ما لم تره، وأتيتك بخبر مهم عن مملكة سبأ” “أحطت بما لم تُحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين.” – سورة النمل
ثم بدأ يحكي ما رآه: طار بعيدًا حتى وصل إلى أرض بعيدة اسمها سبأ، وهناك وجد قومًا يعبدون الشمس من دون الله، ورأى ملكتهم، وهي امرأة عظيمة تملك عرشًا بديعًا مصنوعًا من الذهب والجواهر، لكنهم جميعًا ضلوا الطريق وتركوا عبادة الله الواحد.

قاطع يحيى القصة وقال: “إذن فالهدهد لم يكن يلعب أو يتجول عبثًا!”
ابتسمت الجدة وأجابت: “بالطبع، لقد كان في مهمة عظيمة، وأراد أن يخبر النبي سليمان بما اكتشفه.”

ثم أضافت: “كان الهدهد صغير الحجم، لكن قلبه كان مليئًا بالغيرة على التوحيد. لم يسكت حين رأى قومًا يسجدون للشمس بدلًا من الخالق العظيم، بل أسرع ليبلغ النبي سليمان بما يحدث. وهذا يعلّمنا أن المؤمن لا يقف متفرجًا أمام الخطأ، بل يسعى لتصحيحه بما يستطيع.”

اقرأ المزيد من القصص الدينية الممتعة للأطفال.

رسالة سليمان

بعد أن استمع سليمان إلى قصّة الهدهد، أراد أن يتأكّد من الخبر، فكتب رسالة إلى ملكة سبأ يدعوها فيها وقومها إلى توحيد الله تعالى، وأمر الهدهد أن يوصلها إليها. قال تعالى: “سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين، اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون.”

طار الهدهد بخفة ورشاقة، يحمل رسالة النبي في منقاره، حتى وصل إلى قصر الملكة بلقيس، ملكةسبأ. كان القصر فخمًا، تحيط به الحدائق والأنهار، وتزينه الأعمدة العالية. دخل الهدهد من نافذة عليا، وأسقط الرسالة برفق أمام الملكة.

فتحت الملكة الرسالة وقرأت ما جاء فيها بصوت عالٍ، كما ورد في القرآن الكريم:
“إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم، ألّا تعلوا علي وأتوني مسلمين.”

جمعت الملكة كبار قومها، واستشارتهم في أمر هذه الرسالة الغريبة، فقالت:

“أيّها القوم، لقد وصلني خطاب من ملك عظيم يُدعى سليمان، يدعونا فيه إلى عبادة الله وتوحيده، فأفتوني في هذا الأمر.

قال الله تعالى على لسان ملكة سبأ: “يا أيها الملأ، أفتوني في أمري، إنه كتاب كريم من ملك عظيم، يدعونا لعبادة الله.”
وبعد نقاش طويل مع الوزراء والمستشارين، قرّرت الملكة بلقيس إرسال مجموعة من الهدايا الثمينة والغالية إلى سليمان، حتّى لا يأتي بجنوده ويدمّر بلادها.

هنا توقفت الجدة قليلًا وقالت: “انظروا يا أحبتي كيف بدأ سليمان رسالته: بسم الله الرحمن الرحيم. هذه الكلمات العظيمة تفتح كل خير، وتدل على أن دعوة الحق تقوم على الرحمة لا على الغلظة.”

ردّ الملكة بلقيس وقرار النبي سليمان عليه السلام

حين وصلت الهديّة إلى سليمان ورآها، غضب غضبًا شديدًا ولم يقبلها، فقد أمّده الله عزّ وجل بملك عظيم، وكان لديه خيرات كثيرة، ولم يكن يريد من الملكة بلقيس مالاً أو هدايا، بل كلّ ما أراده منها وقومها أن يؤمنوا بالله تعالى ويتركوا عباد الشمس. وحينما عاد رجال الملكة بلقيس إليها وأخبروها بما رأوا وسمعوا، قرّرت هي أن تذهب بنفسها إلى سليمان.

وقبل أن تصل، أراد سليمان عليه السلام، أن يريها آية من آيات الله، فسأل جنوده:

“من يستطيع إحضار عرش الملكة بلقيس إليّ قبل أن تصل إلى هنا؟” (“من يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين؟” – سورة النمل

فقال عفريت من الجنّ: “أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك.”، أيّ سأحضره إليك قبل أن تقوم من مجلسك، وقال رجل آخر عُرف عنه الحكمة والوقار: “أمّا أنا فسأحضره إليك قبل أن ترمش عينك.”

وكذلك كان الحال، بمشيئة الله وإذنه، تمّ إحضار عرش الملكة في لمح البصر، ولم يبقَ سوى انتظار وصول الملكة.

قالت الجدة للأحفاد: “لقد أراد سليمان أن يبين للملكة بلقيس أنّ ما عنده ليس منه هو، وإنما هو ملك ورزق من عند الله القادر على كل شيء.” ثمّ أضافت: “وهكذا يا صغاري، يتعلّم الإنسان أن العلم المقرون بالإيمان أعظم من القوة وحدها.”

رحلة الملكة إلى سليمان

كما سبق أن وضّحنا، قرّرت الملكة أن تسافر بنفسها، فأمرت بتجهيز قافلة ضخمة تحمل الذهب والفضة والعطور. وفي الصباح تحرّك الموكب الطويل عبر الصحراء. كانت الجمال تصطف في صفوف، تحمل الصناديق المذهبة والبراميل المليئة بالطيب، وكان الجنود يحيطون بالموكب لحمايته، والطبول تدقّ لإعلان الرحلة العظيمة.

الملكة في هودجها المزخرف، جلست تفكر: هل سيقبل سليمان الجدال؟ هل سيكون قاسيًا أم رحيمًا؟ وكانت في قلبها رهبة كبيرة، لكنها شعرت أيضًا بفضول عظيم لرؤية هذا الملك العظيم.

وعندما اقتربت من مدينة سليمان، رأت ما أدهشها: جيش ضخم مصطفّ في نظام عجيب، الطيور ترفرف فوق الرؤوس كأنها غيوم ملونة، والجنود يقفون بثبات. كل شيء يوحي بالهيبة والتنظيم.

قالت الجدة بابتسامة: “يا أحبتي، إن من يطلب الحق لا يخاف من الرحلة الطويلة، بل يسير بخطوات ثابتة حتى يصل إلى غايته.”

وحينما وصلت ورأت عرشها، ذُهلت وأصابتها دهشة عظيمة وتساءلت: “كيف جاء عرشي من سبأ في اليمن إلى فلسطين بهذه السرعة؟!”

امتحان الإيمان

دخلت الملكة بلقيس القصر، وكان قصرًا عظيمًا تلمع جدرانه كأنها مرصعة بالنجوم، وفي وسطه صرح مبني من أرضية زجاجية شفافة تجري تحتها المياه.

ظنّت الملكة أن الأرض ماء، فرفعت ثوبها لتخطو بحذر، فابتسم سليمان ووضّح لها أنّ الأرضية مصنوعة من زجاج تجري تحته المياه، فأدركت حينها أنّ ما تراه ليس خيالًا ولا سحرًا، بل صنعة متقنة علّمها الله لعبده ونبيّه. لقد عرفت وفهمت أنّ كلّ ما تراه ليس أمرًا عاديًا من صنع الإنسان فقط، وإنّها هو إعجاز من ربّ عظيم.

صمتت لبرهة تتفكّر وتتدبّر، ثمّ قالت أخيرًا بصوت يملؤه الخشوع:

لقد ظلمت نفسي وشعب مملكتي، والآن رأيت عظمة الخالق، لقد آمنت مع سليمان بربّ العالمين. (رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين.) – سورة النمل

صفق يحيى بيديه فرحًا وقال: “إذن فقد آمنت الملكة بالله!”
ابتسمت الجدة وقالت: “نعم يا صغيري، لقد آمنت بلقيس، ملكة سبأ بالله عزّ وجلّ، وأصبحت بذلك قصّتها عبرة لكلّ من يبحث عن الحق، ويسعى للإيمان بالله وتوحيده.”

ثم أضافت بحكمة: “العبرة يا أحبتي أنّ الإيمان قد يأتي بعد رحلة طويلة من التساؤل، لكن من يخلص في البحث يهده الله إلى الصراط المستقيم، وقد كانت ملكة سبأ امرأة حكيمة تبحث عن الحق، فعلى الرغم من قوّتها وملكها، لكنها أدركت أنّ ملك الله أعظم، وآمنت به وأخلصت له إيمانها.”

أردفت سلمى: “وكلّ ذلك كان بفضل الهدهد، إنّه طائر حكيم فعلاً.”

“نعم يا صغيرتي، هذا صحيح. لقد كان لهذا الطائر شأن عظيم، وقصّته تعدّ من أجمل قصص الحيوان في القرآن الكريم.”

“سأكتب عن قصّة الهدهد في موضوع التعبير المقبل. شكرًا لك يا جدّتي على هذه القصّة الجميلة.” قال يحيى.

وهكذا قبّل الأطفال جدّتهم، وخلدوا إلى النوم، وهم يحلمون بعرش الملكة بلقيس، وقصّتها مع النبي سليمان وطائر الهدهد الفريد.

اقرأ المزيد من قصص الحيوانات الممتعة للأطفال.

شاهد قصّة الهدهد والنبي سليمان كاملة على يوتيوب.

قصة عن أهمية النشاط البدني والرياضة | باندا الكسول

باندا يحب النوم

في أعماق غابة الخيزران الكثيفة، حيث الأشجار عالية، والعصافير تغني كل صباح بألحانها الجميلة، كان يعيش باندا صغير يُدعى بونّو. كان بونّو باندا محبوبًا من الجميع، لأنه لطيف وهادئ ومسالم، لكنه كان كسولًا جدًّا ويفضِّل أن يقضيَ ساعات طويلة في النوم مستريحًا تحت ظل شجرة الخيزران على أن يغادر منزلَه، يأكل كثيرًا دون أن يتحرك، ويرفض اللعب أو القفز مع أصدقائه، كان يشعر أن النوم والطعام هما أفضل شيء في الحياة.

لكنّ أصدقاءه كانوا يعشقون المغامرات والنشاط، ويحاولون دائمًا إقناعه بالانضمام إليهم واللعب معهم، غير أنّ بونّو كان يرد بابتسامة خجولة:

“أنا مرتاح هكذا. لماذا أركض وأتعب وأنا أستطيع أن أستلقي وآكل؟”

ضحك ميمو من فوق الشجرة وقال:

“لأن الحركة ممتعة وتُشعرنا بالقوة والحيوية!”

لكن بونّو لم يكن مستعدًّا بعد لتغيير عاداته.

عندما يصبح الكسل ثقيلًا

مرت أيام وأسابيع، والباندا الكسول بونّو يزداد خمولًا. في البداية لم ينتبه، لكن مع الوقت بدأ يشعر بأشياء غريبة: كأن يتعب بعد أن يمشيَ خطوات قليلة! لم يعد يستطيع تسلق شجرة صغيرة كما كان يفعل من قبل، وأصبح يشعر بالنعاس طوال الوقت. ومرة بعد مرّة بدأ يلاحظ أنه وحيد أكثر من قبل، فأصدقاؤه يستمتعون معًا وهو نائمٌ باستمرار.

في أحد الأيام، حاول اللحاق بأصدقائه إلى نزهة عند جدول الماء، لكنه سقط من التعب، وبدأ يلهث بشدة.

جاءت السلحفاة لولو وقالت بهدوء:

“بونّو العزيز، الكسل لا يعني الراحة دائمًا… أحيانًا هو ما يجعل أجسامنا ضعيفة وقلوبنا حزينة وفارغة.”

هزّ بونّو رأسه، وقال بصوت خافت:

“لكنني لا أعرف كيف أبدأ… أشعر بثقل في جسدي من مجرد الوقوف حتى.”

قال الأرنب روني:

“ابدأ بخطوة صغيرة فقط. شاهد سباق الغابة يوم السبت، بإمكانك الاكتفاء بالمشاهدة، لا داعي لأن تركض.”
لم يقل شيئًا…

مع مرور الأيام بدأ الباندا بونّو يشعر بألم في مفاصله عند الاستيقاظ. لم يعد ينام جيدًا كما في السابق؛ صار نومه ثقيلًا ومليئًا بأحلام غريبة. وذات مساء، مرض بونّو بنزلة برد، واستغرق الأمر أيامًا حتى يتعافى، بينما كان ميمو ولولو يزورانه ويحملان له الحساء والعسل. شعر بالخجل والامتنان، وظل صامتًا سارحًا.

بداية التغيير

جاء يوم السباق الكبير، واستيقظت الغابة باكرًا. كانت الطيور تزقزق، والأوراق ترقص مع الرياح، والعصافير الصغيرة تطير فوق الأشجار.

جلس بونّو عند حافة الساحة تحت شجرة خيزران طويلة وهو يتثاءب، وفي نفسه شيء من الفضول… رأى القنفذ رورو يقفز فوق الحلقات، السنجاب تيتو يلوّح بذيله في سباق التسلّق، والسلحفاة لولو تبتسم بثقة رغم بطئها.

أحسّ الباندا بونّو بشيء غريب في صدره… شعور جديد ودافئ وهادئ… كان شيئًا يشبه الغيرة الحميدة والرغبة بالمحاولة.

فكّر في نفسه:

“كلهم يتحركون، يضحكون، يتعاونون… وأنا؟ جالس هنا! مثل صخرة جامدة!”

اقتربت القردة ميمو وقالت له:

“أرأيت يا بونّو؟ هذا ليس مجرد سباق… هذه متعة! الحركة تجعلنا نشعر أننا أحياء!”

قال بونّو بتردد:

“لكنني لا أعرف كيف أبدأ… جسمي لا يساعدني كثيرًا.”

ابتسم ميمو:

“ابدأ حيث أنت. لا أحد يبدأ بالقفز عاليًا، كلنا بدأنا بخطوة… بخطوة واحدة فقط.”

في تلك الليلة، عاد الباندا بونّو إلى بيته، جلس أمام بركة ماء، ينظر إلى صورته المنعكسة. لم يرَ فقط دبًّا كسولًا… بل رأى باندا يملك الكثير من الميزات ويمكنه أن يكون أفضل.

همس لنفسه:

“غدًا سأجرّب أن أمشي قليلًا.”

خطوة… ثم خطوة

في صباح اليوم التالي، استيقظ بونّو مع أول ضوء. تمطّى… ثم مشى

خطوة ثم أخرى، شعر أن الأرض تهتز تحته قليلًا، وأن جسده ثقيل. لكنه واصل ومشى حتى نهاية الجذع الكبير قرب بيته ثم عاد… جلس يلهث وشعر بشيء من التعب الجميل، التعب الذي يعقب الانتصار!

في اليوم التالي مشى نصف المسافة فقط. شعر بألم في ساقيه ومر أمام عينيه وجه ميمو.

 وفي الثالث كان تيتو ينتظره من بعيد بحماس وهتف:

“لنمشِ معًا اليوم.”

ويومًا بعد يوم، صار الأمر أسهل.

لاحظ أن طعم الخيزران صار ألذ بعد التمرين، وجسده أخفّ وحركته أسهل وبدأ يبتسم أكثر ويتحدّث أكثر…

مرّت أسابيع و الباندا بونّو لا يزال يخرج كل صباح، أحيانًا يمشي، وأحيانًا يتسلّق التلال الصغيرة مع تيتو. وفي أحد الأيام، حينما كانوا يستريحون تحت شجرة بلوط، قال السنجاب الصغير:

“هل تعرف يا بونّو لماذا أصبح تسلّق الأشجار أسهل الآن؟”

أجاب بونّو وهو يلهث:

“لأنني أصبحت أخفّ؟”

ضحك تيتو وقال:

“نعم، لكن ليس فقط هذا! عندما تتحرك وتتمرّن، فإن عظامك تصبح أقوى!”

رفَع بونّو حاجبيه بدهشة:

“حقًّا؟”

أجابه ميمو الذي كان يراقبهما من أعلى الغصن:

“بالتأكيد! الحركة تجعل عظامك تعمل، وكلما عملت أصبحت أكثر لياقة ومرونة. عظامنا تحب أن تُستخدم، لا أن تُهمل.”

أومأ بونّو برأسه وهو يمدّ ذراعيه نحو الشمس:

“لم أكن أعلم أن جسدي كان حزينًا من قبل… الآن أشعر أنه سعيد ونشيط!”

ضحك الأصدقاء، وابتسمت السلحفاة لولو من بعيد وقالت:

“الحركة مثل الطعام الصحي للعظام؛ إذ تحفظها قوية لسنين طويلة.”

منذ ذلك اليوم، بدأ بونّو يتخيل عظامه الصغيرة مثل أعواد الخيزران المرنة والقوية… كل مرة يتحرك فيها كأنّما يرويها بالطاقة!

حين تغيّرت الغابة… وتغيّر بونّو

تزامن تغيّر الباندا بونّو مع بداية الربيع. كانت الزهور تتفتح، والغابة تصحو من سبات الشتاء.

في كل صباح، كان يشمّ رائحة الأرض الرطبة والنسيم النقي. صار يرى الفراشات، ويسمع موسيقى الرياح بين الأوراق.

قال لميمو ذات يوم:

“كأنني كنت نائمًا… ليس فقط بجسدي، بل بعينيّ أيضًا!”


نحو خط النهاية

في الليلة التي سبقت السباق، لم يستطع بونّو النوم، لكن هذه المرة لم يكن بسبب الخوف من الفشل، بل حماسًا للتجربة الجديدة التي سيخوضها. تذكّر كل من ساندوه، كل خطوة مشى بها، وكل قطرة عرق بذلها. شعر بالفخر لأنه تخطّى كسله القديم، وأصبح أكثر قوة وثقة.

نظر إلى السماء المليئة بالنجوم وهمس:

“أنا لست مثل السابق. ولا يحزنني ألا أفوز! فقد ربحت الشيء الأهم… صحّتي ومحبّة نفسي.”

وحلم بأنه يركض وسط الأزهار، والطيور تحلّق، وأصدقاؤه يصفقون له.

في يوم السباق، وقف بونّو عند خط البداية بابتسامة عريضة. لم يكن يهمّه الفوز، بل أن يُكمل الرحلة، ويثبت لنفسه أن التغيير ممكن.

ركض بونّو. ركض بقلبه قبل قدميه. وعندما وصل، كان وجهه مبللًا بالعرق، والابتسامة لا تفارقه.

رفع يديه عاليًا وقال:

“كنت أظن أن الراحة في النوم، لكنني وجدتها في الحركة… وجدت نفسي!”

صفّق الجميع، وجاء ميمو يضع على عنقه ميدالية صغيرة، كتب عليها:

“إلى البطل الحقيقيّ”

ضحك بونّو وقال:

“الرياضة ليست فقط للعدّائين، إنها للجميع… خطوة خطوة.”

ومنذ ذلك اليوم، أصبح بونّو يُشجّع كل من يشعر بالتعب أو الخمول أن يبدأ مثله…

بخطوة صغيرة، فقط خطوة، لأن أكبر التغييرات تبدأ من هناك.

وأصبحت قصته تُروى في الغابة كدرس عن قوة الإرادة، وأهمية النشاط البدني، وكيف يمكن لأي واحد منا أن يتحول من كسول إلى بطل، فقط إذا آمن بنفسه وبدأ بخطوة.

اقرأ المزيد من القصص الممتعة للأطفال عن التغذية والصحة.

قصّة قصيرة ممتعة: نجمة البحر

Exit mobile version