قصة الفيل المغرور الذي فقد صوته

في غابة جميلة مليئة بالأشجار، والزهور المتنوعة، كان هناك صوت جميل يملأ الأرجاء بغنائه عن جمال الطبيعة وألوانها الزاهية. كان هذا الصوت يعود إلى الفيل الذّي يسحر كلّ من يسمعه. لكنّ لم يكن هذا الفيل فيلاً عاديًا، بل كان مغرورًا، ومتباهيًا بجمال صوته في كل مكان، ويظنّ أنّه الأفضل بين جميع الحيوانات. حتّى أن الحيوانات الأخرى أطلقت عليه لقب “الفيل المغرور”.

لنقرأ معًا قصة الفيل المغرور الذي فقد صوته، ونتعرّف ما الذي حدث له؟ ولماذا فقد صوته؟

قصص حيوانات: قصة الفيل الذي فقد صوته

في صباح أحد الأيام، كان الفيل المغرور يتجوّل في الغابة مفتخرًا بنفسه، ويغنى بصوته الجميل الذي طالما تباهى به أمام جميع الحيوانات. أثناء سيره بالقرب من أشجار الموز، قابل القرد الذي كان يتأرجح على أغصان الشجر، فقال الفيل: “مرحبًا أيّها القرد. ما رأيك أن تنضمّ إلى الغناء معي؟”

ابتسم القرد وبدأ بالغناء بصوت عالٍ، ولكن ما إن بدأ في الغناء، حتى انفجر الفيل ضاحكًا، وقال: “ما هذا الصوت المقرف أيّها القرد؟ كيف تجرؤ على الغناء بهذا الصوت؟”

استاء القرد من كلام الفيل القاسي وامتلأت عيناه بالدموع. لم يردّ القرد على هذه الكلمات، فقط نزل من الغصن وذهب بعيدًا. لم يتأثر الفيل بدموع صديقه القرد، وأكمل سيره ضاحكًا متباهيًا بصوته الجميل. بعد لحظات قابل الأرنب بالقرب من البحيرة، فقال: مرحبًا يا صديقي، أيمكنك الغناء معي أم أنك تمتلك صوت بشع مثل باقي الحيوانات؟”

شعر الأرنب بالحزن، ثم قال: “أيها الفيل، إن صوتك هبة من الله سبحانه وتعالى. يجب أن تستخدمه في الخير وتغني مع أصدقائك بسعادة، وليس للسخرية من الآخرين”.

لم يهتم الفيل المغرور بكلام الأرنب، وقال في نفسه: “لابد أنّه يشعر بالغبطة من جمال صوتي مثل باقي الحيوانات”.

واصل الفيل سيره، وهو يردّد ألحانه ويتمايل فرحًا بين الأشجار، ويشعر وكأنّه نجم مشهور. كان منشغلًا بأحلامه وخيالاته، دون أن ينتبه إلى طريقه، فجأة وجد نفسه في طريق غريب لم يراه من قبل. نظر حوله، فلاحظ أن الأشجار تختلف من حوله والمكان أصبح غريبًا. توقّف للحظة، نظر حوله وقال: “أين أنا؟ هل تهت؟”

شعر ببعض الخوف، لكنّ غروره دفعه ليتجاهل الأمر، وقال بثقة: “أنا الفيل صاحب الصوت النقي، لا يمكن أن أضيع”. تابع السّير، حتى مرّ بجانب شجرة، فلمح امرأة عجوز تحمل سلة ثقيلة وتتّكئ على عصا غريبة الشكل. قالت العجوز: “هل يمكنك أن تساعدنى في حمل هذه السلة، لقد تعبت كثيرًا في حملها. ولم أعد أستطيع”.

سخر الفيل منها وقال: “هل تريدين من صاحب أفضل صوت في الغابة أنّ يحمل هذه السلة؟ أنا مغني الغابة، لا يمكنني أن أضيع وقتي في حمل أشياءٍ لاسخيفة”.

نظرت العجوز إلى الفيل، وقالت: “هل أنت الفيل المغرور الذي يجوب أنحاء الغابة ويسخر من الآخرين”.

أشار الفيل المغرور بالموافقة وأخبرها: “إذًا، فأنتي تعلمي الآن من أنا. اذهبي أيتها العجوز بعيدًا قبل أن أضربك بخرطومي الطويل”.

ردّت العجوز: ” لا تكن مغرور أيها الفيل، قفد تفقد صوتك في لحظة”.

ضحك الفيل كثيرًا من كلام العجوز، وأجابها بثقة: “لن يزول صوتي في يوم من الأيام، بل سيظل يدوي في الغابة ليسحر كلّ من يسمعه”.

اقتربت العجوز من الفيل المغرور، وفجأة تحوّلت من عجوز كبيرة في السن إلى ساحرة جميلة وصغيرة في العمر، ثم رفعت عصاها وبدأت تُحرّكها بحركات دائرية لدرجة أن الأشجار بدأت تهتز من حولها في مشهد أرعب الفيل. وكانت تتمتم بكلمات غامضة وغريبة. فقال غاضبًا: “ماذا تفعلين؟ اذهبي بعيدًا، واغربي من وجهي أيّتها العجوز المجنونة”.

لم تُجبه الساحرة، واستمرت في تمتماتها حتى أنهت تعويذتها. وعندما انتهت، رفعت رأسها وقالت: “أيّها الفيل المغرور لقد حان الوقت لتتعلّم الدرس”.

همّ الفيل المغرور بأن يرد على العجوز، لكنه ما إن فتح فمه، حتى صُدم، لم يصدر منه أي صوت. حاول الغناء والصراخ لكن لم يتغير شيء. نظر إلى العجوز، وقد اتسعت عيناه بالخوف، فقالت بهدوء: “لقد أخذتُ صوتك، حتى تتعلّم كيف تكون متواضعًا، لا تسخر من الآخرين.”

وفجأة، اختفت الساحرة بعيدًا عن أنظار الفيل الذي يشعر بالألم والحسرة على ذهاب صوته. جلس الفيل على الأرض وعيناه ممتلئتان بالحزن. وأدرك أخيرًا أنّ صوته كان نعمة، لكنّه لم يُحسن استخدامها.

في صباح اليوم التالي، قرّر أن يذهب إلى أصدقائه الحيوانات، لعلّه يجد من يساعده. ذهب إلى القرد، والأرنب، ثم إلى بعض الحيوانات الأخرى. تعجبت الحيوانات، وقالت في دهشة: “ماذا حدث لك أيها الفيل؟ حاول أن يشرح لهم بإشارات ما يشعر به، لكنهم لم يفهموا.

ثم قال القرد: “لماذا سنساعدك؟ لقد كنت تسخر منا دائمًا؟

أردك الفيل خطأه أخيرًا، وشعر أن فقدان صوته لم يكن العقاب الوحيد، بل خسارته لأصدقائه الذين كانوا يحبونه. وجلس وحيدًا تحت الشجرة الكبيرة يبكي على خسارته لأصدقائه وفقدان صوته.

وفي اليوم التالي، استيقظ الفيل عازمًا على تصحيح أخطائه، قرّر أن يكتب رسائل اعتذار لأصدقائه. أمسك بورقة وكتب: “أنا أعتذر من أعماق قلبي، لقد أخطأت في حقكم وسخرت منكم. لقد كنت مغرورًا واعتقدت أنّ صوتي أهم من الصداقة، لكنّي كنت مخطئًا. وأدركت أنّ الأصدقاء لا يُقاسون بأصواتهم، بل بتصرّفاتهم. أرجوكم سامحوني يا أصدقائي”.

ترك هذه الرسالة أمام منازل أصدقائه، وذهب إلى بيته وهو يشعر بالندم على أفعاله. بعد يومين، دق جرس الباب، عندما فتح الفيل الباب، فوجئ بأصدقائه يقفون على باب منزله. قال الأرنب: “هل تسمح لنا بالدخول؟ لقد افتقدناك كثيرًا”.

لم يتمالك الفيل نفسه من الفرحة، وهرول إليهما يحتضنهما بذراعيه، وعيناه تلمعان بالدموع. وأشار لهما بالدخول، جلس الأصدقاء معًا، وبدأ يحكي لهما القصة كاملة. وقرّر الأصدقاء مساعدة الفيل في البحث عن الساحرة ليتمكن من الاعتذار لها.

سار الفيل، والقرد، والأرنب جنبًا إلى جنب يبحثون في كل زاوية عن أثرٍ يدلّهم على بيت الساحرة. وبعد ساعات طويلة من البحث، لمحوا منزل خشبي صغير قريبًا من ضفاف النهر.

قال القرد: “لنسأل صاحب هذا البيت، ربما نجد من يساعدنا”.

اقترب الأصدقاء من المنزل، ثم طرق الفيل الباب. عندها فتح لهم الساحرة الباب، وقالت: “هل تعلمت الدرس الآن؟

شعر الفيل بالخجل وكتب لها في رسالة: “أنا آسف، لقد تعلمت استخدام صوتي في إدخال السرور على جميع من حولي، وليس للسخرية منهم. كما تعلّمت أهمية الصداقة، ومن اليوم سأساعد كل من يطلب مني المساعدة”.

ردّت الساحرة: ” يبدو أنك تعلت الدرس جيدًا. الصوت الجميل نعمة، لكن الأجمل القلب المتواضع. هل أنت مستعد لإسترجاع صوتك”.

رفعت الساحرة عصاها، وأدارتها في الهواء، بينما كانت تتمتم بكلمات غامضة. وفجأة، شعر الفيل بدفء يسري داخله. ما إنّ فتح فمه، حتى خرج صوته العذب مرة أخرى.

عندما سمع صوته مجددًا شعر بالسعادة. لم يغني، بل نظر إلى أصدقائه واعتذر لهم على ما فعله سابقًا. وهنا أدركت الساحرة أن الفيل تعلم الدرس جيدًا، فأهدته سلة مليئة بالفواكه اللذيذة ليتناولها مع أصدقائه.

خرج الثلاث أصدقاء من بيت الساحرة وهم يشعرون بالسعادة لسماع صوت الفيل مجددًا. تغيرت تصرفات الفيل وأصبح يساعد كل حيوانات الغابة ويغني لهم ليشعروا بالسعادة وأصبح رمزًا للطيبة والتواضع والفرح.

اقرأ أيضًا: قصة عن أهمية التفكير الإيجابي: كيف غيّرت أفكاري عالمي الصغير

المغذي من قصة لفيل الذي فقد صوته

واحدة من أفضل قصص الحيوانات التي تحمل في طيّاتها العديد من العبر والقيم التربوية. يتعلّم الأطفال من خلال مغامرة الفيل في استعادة صوته أهمية التواضع مهما امتلك من صفات مميّزة، والحافظ على أصدقائه، فهم كنز حقيقي لا يُقدر بثمن. كما تُعلّمهم ثقافة الاعتذار، وأن الاعتراف بالخطأ والاعتذار لا يُنقص من قيمته.  

قنفوذ النَّزِق | قصة قصيرة للأطفال عن النوم المبكّر

يُعدّ النوم المبكر للأطفال من أهمّ العادات التي يجب أن يكتسبها أطفالنا، فهو لبنة أساسية التي تُبنى عليها صحّة الطفل ونموّه. وفي الوقت الذي ننظر إليه كوقت للراحة والسكون، ينطوي النوم على عملية معقّدة تحدث فيها الكثير من المعجزات الصغيرة. خلال النوم، يعمل الجسم على تجديد الخلايا وتقوية الجهاز المناعي وتثبيت المعلومات التي اكتسبها الطفل في النهار.

لكن ما الذي قد يحدث إن تجاهل الطفل أهميّة النوم؟! وأصرّ على السهر واللهو حتى وقتٍ متأخر في كلّ يوم؟ هذا ما سيُخبرنا به قنفوذ الصغير، في هذه القصّة الظريفة عن أهميّة النوم المبكّر للأطفال.

في غابة واسعة مليئة بالأشجار العالية والزهور الملونة، كانت الحيوانات تعيش بسلام ونظامٍ، تبدأ يومها مع بزوغ الفجر، تنشط وتلعب تحت أشعة الشمس، ثم تستعد للنوم عندما يحلّ المساء، ويغمرها هدوء النجوم…

كلّ شيء في الغابة يسير بانسجام؛ الطيور تستيقظ باكرًا لتغني، الأرانب تجري إلى المدرسة بنشاط، والدببة الصغار تنامُ بعد العشاء مباشرة وهي تعانق دُماها المفضّلة.

لكن كان هناك من لا يُشبههم تمامًا…

إنه قنفوذ الصغير، يعيش في بيت دافئ في قلب شجرة بلّوط قديمة، ذكي، محب للاستكشاف، وفضولي إلى حدٍّ كبير… لكنه لا يحب النوم أبدًا!

حين تنام الغابة، يبدأ يوم قنفوذ الحقيقي! فيتسلّل إلى قصصه السرية، يراقب القمر من نافذته الصغيرة، ويقول لنفسه كل ليلة:

“سأنام بعد دقيقة… فقط دقيقة واحدة أخرى!”

تمرّ الليالي وهو يسهر، يضحك، ويؤجل النوم ظنًّا منه أن النوم ممل، وأنّه يفوت عليه الكثير من المغامرات والأحداث، وأنّ المتعة لا تأتي إلا بعد أن ينام الجميع.

لكن…شيئًا فشيئًا، بدأت الغابة تتغير في عينيه… النهار صار متعبًا، اللعب صار مرهقًا، والمزاج صار غائمًا، وكأن السهر سرق منه شيئًا جميلًا لم يعرفه من قبل.

الفوضى الصباحية

لكنّه لم يكن يشعر بالراحة التي يشعر بها الجميع، كان يشعر بثقل في عينيه، وكسل في جسده الصغير.

ركض نحو نافذته لينظر إلى السماء الزرقاء، ثم نظر إلى ساعته الصغيرة.

يا للأسف! لقد تأخر كثيرًا!

حاول بسرعة ارتداء ملابسه، لكنّه وقع في فوضى: حذاؤه الأيسر غير موجود، وحقيبته ملقاة على الأرض.

ركض خارج البيت وهو يلهث.

تبعته الدبة الصغيرة “ماما توت” بابتسامة مُحِبّة لكنها قلقة:

“يا قنفوذ، هل نمت جيدًا الليلة؟ أنت تبدو متعبًا جدًّا.”

لم يرد قنفوذ، ركض نحو الحافلة التي بدأت تتحرك.

حاول اللحاق بها لكن قدمه انزلقت على حجر صغير، وسقط على ركبتيه، فأصاب يده بالوحل.

وقف، نظف يده بعجل، وأسرع للحاق بالحافلة، لكنه كان متأخرًا بالفعل.

شاهد الحافلة تبتعد أمامه، ووقف على الرصيف يشعر بالحزن.

وصل إلى المدرسة بعد قليل سيرًا على الأقدام، وجهه متعب، وملابسه متسخة قليلًا.

الحصة المتعبة

جلس قنفوذ في صفه، ورفع رأسه ببطء محاولًا التركيز، لكنّ عينيه كانتا ترفرفان من التعب.

كانت “بومة الحكيمة” تشرح درسًا عن الكواكب بنبرة هادئة وصوت شجي، يعانق كل كلمة فيه شغفًا وعلمًا.

لكنّ قنفوذ لم يكن يستمع؛ كان يفكر في لعبته التي تركها في البيت، وفي قصته المفضلة التي لم يكملها، وفي حلمه بأن يسهر أكثر.

حين سألته المعلمة فجأة عن أكبر كوكب في المجموعة الشمسية، لم يستطع الرد بسرعة، فقال بحيرة:

“ممم… كوكب العسل؟”

ضحك الطلاب جميعًا، واحمرّ هو خجلًا.

اقترب منه الأرنب رعد وهمس له:

“قنفوذ، النوم مهم يا صاحبي! لا يمكنك أن تنجح إن كنت تشعر بالنعاس في الصف طوال الوقت!”

تمنّى قنفوذ لو استطاع أن ينام جيدًا، لكنه لم يعرف كيف يغيّر عادته.

نسيان وغضب

في وقت توزيع الواجبات، جاء دور قنفوذ ليُسلّم ورقته.

بحث في حقيبته، لكنه لم يجدها! قلب حقيبته مرارًا، وأدرك أنه نسيها في البيت.

تملّكه الغضب والخجل، فصرخ:

“لا أحتاج مساعدتكم! أستطيع حلها وحدي!”

تفاجأ الأصدقاء من تصرفه، وابتعدوا عنه بهدوء.

جلست بجانبه السلحفاة روان، التي تعرف أن التعب يؤثر على المزاج، وقالت له بلطف:

“قنفوذ، أنت تعبان جدًّا. عندما لا ننام كفاية، نصبح سريعي الغضب وننسى الأشياء بسهولة.”

نظر قنفوذ إلى الأرض، وشعر بالحزن. كان يريد أن يكون كائنًا سعيدًا وهادئًا كما كان قبل فترة.

حديث المساء

عاد قنفوذ إلى بيته الصغير تحت شجرة البلوط.

كان المنزل دافئًا وهادئًا، مع نوافذ صغيرة تفتح على الغابة المظلمة.

في زاوية البيت، جلست جدته “ميمو” تنتظره، تحمل كوبًا دافئًا من الحليب بالعسل.

قالت له بابتسامة دافئة:

“يا قنفوذ، الجسم يحتاج للراحة كي يكبر ويكون قويًّا. النوم هو وقت العلاج والتعافي.”

جلس قنفوذ بجانبها، وأخذ رشفة من الحليب الدافئ، وأغمض عينيه للحظة.

قال بصوت خافت:

“أنا أشعر بالتعب، ولا أستطيع التركيز… ماذا أفعل يا جدتي؟”

ابتسمت جدته وقالت:

“جرب أن تنام مبكرًا الليلة. أجربها معك، وسنرى كيف ستشعر في الصباح.”

التجربة الجديدة

في تلك الليلة، أطفأ قنفوذ ألعابه، وغسل أسنانه، واستلقى على سريره المصنوع من أوراق البلوط الناعمة.

الهدوء كان يعم الغرفة، والنجوم تلمع كحبات الماس من نافذته.

تنفس بعمق، وغلق عينيه.

بدأ يحلم بأماكن جميلة، حيث كان يركض ويلعب بسعادة دون تعب أو غضب.

صباح المفاجأة

في الصباح التالي، استيقظ قنفوذ مبكرًا قبل أن تشرق الشمس بقليل.

شعر بنشاط لم يشعر به منذ زمن بعيد، وأصبح كل شيء يبدو أجمل وأوضح.

تناول فطوره بسرعة، وحزم حقيبته بكل حماس، ووصل إلى المدرسة قبل أصدقائه.

في الصف، أجاب عن الأسئلة بسهولة، وتذكر كل شيء تعلّمه... وفي وقت اللعب ركض بسعادة مع الجميع، وابتسامته تملأ وجهه.

قالت المعلمة بومة الحكيمة بسعادة:

“يا له من تغيير رائع! يبدو أن النوم الجيد يفعل العجائب.”

ابتسم قنفوذ وقال بفخر:

“النوم المبكر هو سر الطاقة والسعادة!”

الخاتمة

منذ ذلك اليوم، تغير قنفوذ كثيرًا، وصار ينام باكرًا كل ليلة، لا يؤجل النوم كما كان يفعل من قبل. أصبح يستيقظ مع شروق الشمس، مليئًا بالنشاط والطاقة، جاهزًا ليوم جديد من المغامرات واللعب والتعلم.

في المدرسة، لاحظ الجميع الفرق الكبير في قنفوذ. لم يعد يتأخر أو ينسى واجباته، بل صار من أكثر الأطفال انتباهًا واجتهادًا. كان يرفع يده ليجيب على الأسئلة بحماس، ويشارك في الأنشطة بابتسامة مشرقة لا تفارقه.

وفي وقت اللعب، أصبح قنفوذ سريع الحركة، يلعب مع أصدقائه بفرح، ويضحك من قلبه. حتى أنه أصبح يساعد من كانوا يعانون مثله سابقًا، يُخبرهم بقصة نومه الجديدة، ويشجعهم على النوم مبكرًا ليشعروا بسعادة ونشاط مثله.

ذات يوم، اجتمعت حيوانات الغابة الصغيرة في حفلة مسائية، وطلبوا من قنفوذ أن يخبرهم بسرّ نشاطه الجديد. وقف قنفوذ أمام الجميع، وابتسم قائلًا:

“السرّ هو النوم المبكر يا أصدقائي! النوم ليس فقط للراحة، بل هو وقت ينمو فيه جسدكم، ويزداد فيه ذكاؤكم، ويهدأ فيه قلبكم.”

ابتسم الجميع، وقرروا أن يجعلوا النوم عادة جميلة في حياتهم.

عاد قنفوذ إلى بيته الصغير تحت شجرة البلوط، فتح نافذته لينظر إلى النجوم المتلألئة، وقال لنفسه وهو سعيد:

“النوم صديقي الجديد، وشريك كل مغامراتي القادمة.”

وهكذا، عاش قنفوذ سعيدًا ونشيطًا، وكل ليلة ينام باكرًا ليستيقظ بطل الغابة الصغير مستعدًا لتحقيق أحلامه الكبيرة.

نصيحة من قنفوذ

لا تؤجل النوم من أجل اللعب أو القصص أو الأجهزة.

عقلك يحتاج النوم لينمو، وقلبك يحتاج الراحة ليكون مطمئنًا،

وجسمك يحتاج الليل كي يستعد ليوم جديد ومليء بالمغامرات.

اقرأ أيضًا: 5 قصص أطفال لعمر 8 سنوات

اقرأ المزيد من القصص القصيرة الملهمة للكبار والصغار.

قصص عن عالم البحار: سمكة المنشار الشجاعة

في عالم البحار، حيث تسبح الأسماك والكائنات البحرية بحرية بين الشعاب المرجانية، تسير بعضها في مجموعات، بينما تفضّل أخرى السباحة بمفردها. في هذا العالم العجيب، هناك دائمًا مغامرات جديدة، مغامرات مليئة بالشجاعة، والفرح، والصداقة، والأمل. كلّ يوم يمضي في عالم البحار يحمل حكاية جديدة تكون بطلتها سمكة جديدة. نحكي اليوم قصة من قصص عن عالم البحار، قصة مليئة بالمغامرات والأحداث.

بطلتها سمكة ذات شكل غريب، لم تكن تشبه باقي الأسماك من حولها. سمكة يخشى الآخرون الاقتراب منها، لكنّ ليس لأنها قوية أو شرسة، بل لأنهم لم يحاولوا حتى التعرّف عليها أو الاقتراب منها، فقط خافوا من شكلها. لكن، ماذا لو كان اختلافها هو سبب نجاة الآخرين من فخ كبير؟ ماذا لو كانت هذه السمكة هي من أنقذت الأسماك من الوقوع في مصيدة الصياد؟ ماذا لو كان الاختلاف هو سر الشجاعة الحقيقي؟

هيا بنا نغوص في عالم البحار والمحيطات ونتعرف على رحلة سمكة المنشار الشجاعة في تقبّل ذاتها، واكتشاف قوتها الحقيقية. هل أنت مستعدّ لترافقها في هذه المغامرة؟

قصص عن عالم البحار: سمكة المنشار الشجاعة

من يحبك سيراك بقلبه لا بعينيه، من هذا المبدأ تبدأ أحداث قصتنا المشوقة من داخل أعماق البحار، حيث تعيش العديد من الكائنات البحرية المتنوعة، لكل منها شكله وطباعه الخاصة.

في أعماق المحيط الأزرق، حيث المياه اللامعة والنقية والكائنات البحرية المختلفة، عاشت سمكة المنشار. كان جسدها صغيرًا وعيناها كبيرتان وتبرز من مقدمة رأسها خيشوم طويل وحادّ كالسيف المُسنّن. ورغم أنّ قلبها كان مليئًا بالحب واللطف، إلّا أنّ الأسماك الأخرى كانت تشعر بالخوف بمجرّد رؤيتها. كُلّما اقتربت من الأسماك لتحاول اللّعب معهم، كانوا يسبحون مبتعدين عنها بسرعة، تاركين إيّاها وحيدة. تملّك الحزن سمكة المنشار بسبب هذه التصرفات، فابتعدت عن الأنظار واختبأت في بيتها، تراقب الأسماك الأخرى وهي تلعب وتمرح بسعادة.

لم يجرؤ أيّ مخلوق بحري على الاقتراب من سمكة المنشار، خوفا من ذلك المنشار الحاد، بل لم يحاول أحد حتّى مجرَّد مصادقتها. سئمت سمكة المنشار وحدتها، فحاولت تغيير مظهرها لتخفّف من خوف الآخرين. فمرّة غطّت نفسها بالأعشاب البحرية، ومرة لفت حول منشارها بعض المرجان. لكنّ كُلّ محاولتها كانت تنتهي بالفشل، بل كان نجم البحر وبعض الأسماك يتجمّعون حولها للسّخرية من مظهرها، وتعلو ضحكاتُهم، فيزيد بذلك حزنها وأسفها.

وذات صباح، بينما كانت تختبأ خلف صخرة كعادتها، لمحت الحوت وسمكة القرش وهما يلعبان سويًا بالكرة ويضحكان. همست في نفسها: “كم أتمنى أن ألعب معهما، لكنّي لا أستطيع بسبب منشاري الطويل”.

فجأة، قطع صوت الحوت تفكيرها، سائلًا: “أيتها السمكة، هل ترغبين في الانضمام إلينا واللعب؟”

لم تصدق ما سمعته، فأجابت بلهفة: “حقًا! هل يمكنني اللعب معكم؟”

أجابت سمكة القرش: “بالطبع”.

انطلقت سمكة المنشار مسرعةً، يملؤها الحماس. عندما أعطوها الكرة، ضربتها بخفة بمنشارها، لكنّ حدّة المنشار تسبّبت في قطع الكرة. تجمّدت سمكة المنشار في مكانها، وصاحت بصوت حزين: “أنا آسفة! لم أقصد ذلك”.

طمأنها الحوت، وقال: “لا بأس، هذا مجرد سوء فهم. يمكننا لعب لعبة أخرى، ما رأيكما بالغميضة؟”

بدأ الأصدقاء في الاختباء خلف الصخور، بينما أغمضت عينيها وبدأت بالعد. عندما انتهت من العد، انطلقت تبحث عنهما. ظلّت سمكة المنشار تبحث عنهما حتى وصلت إلى سفينة غارقة قديمة، عندها لمحت زعنفة القرش تلوح خلف المدخنة، فاندفعت للدخول، لكن طرفها الحاد اصطدم بالمدخنة، محطمًا إياها إلى أجزاء صغيرة.

قالت بنبرة حزينة: “أنا آسفة، يبدو أنني أفسد كل شيء”.

غضب القرش مما حدث، وهمّ بتأنيبها، لكن الحوت أوقفه قائلاً: “توقف يا صديقي، هي لم تفعل ذلك بقصد. لنفكّر في شيء أخر يمكننا فعله”.

عندها، لمعت فكرة في ذهن القرش، فقال بحماس: “ما رأيكما أن نذهب إلى مدينة الملاهي؟”

ردّ الحوت وهو متحمس لاقتراح القرش: هيا بنا، إنها فكرة رائعة حقًا”.

سبحت الأسماك الثلاث إلى مدينة الملاهي، شعرت سمكة المنشار بالحماس والسعادة، فلم يسبق لها أن ذهبت إلى مدينة الملاهي من قبل. عندما وقفوا في صف انتظار لعبة الدوّارة، سبحت سمكة المنشار يمينا ويسارًا بسرعة وحماس، وفي غفلة منها، اصطدم منشارها بأحد أعمدة حائط المرجان، فانكسر العمود، وسقطت اللعبة بالكامل.

خرجت المديرة من غرفتها غاضبة، نظرت إلى الفوضى التي حدثت، وصاحت: “ما هذه الفوضى؟ اخرجي فورًا أنتِ وأصدقاؤكِ”. وطردت الأصدقاء الثلاثة دون أن تعطيهم فرصة للتوضيح.

غضب الحوت والقرش. وظهر الإحباط على وجهيهما. تقدّم الحوت، وقال بصوت غاضب: “لقد تحمّلنا الكثير من المتاعب، وكنت أدافع عنك، ولكنّي لم أعد أستطيع اللَّعب معك.”

أدار ظهره وسبح بعيدًا، وتبعه القرش دون أن ينطق بكلمة. شعرت سمكة المنشار بالحزن واليأس، ولم تعدّ تعرف ماذا تفعل. سبحت بعيدًا إلى الأعماق، وجلست عند الشعاب المرجانية حزينة، تتأمل الفقاعات وهي تصعد نحو السطح، وتتمنى لو أنّها تشبه الأسماك الأخرى، أو لو كان بإمكانها التخلّص من منشارها الطويل الحاد، حتّى تتمكن من اللعب مع أصدقائها.

مرت الأيام، وسمكة المنشار تواصل جلوسها عند الشعاب المرجانية يوميًا، وتراقب الجميع من بعيد، دون أن تزعج أحدًا، أو تحاول اللعب معهم مرة أخرى. وفي أحد الأيام، اقترب منها حصان بحر عجوز، وقال لها بصوت هادئ: “لماذا أنتِ حزينة يا صغيرتي؟ أراكِ تجلسين وحدكِ في هذا المكان كل يوم.”

قصّت سمكة المنشار ما حدث معها، وتفكيرها في التخلص من منشارها. ابتسم حصان البحر، وقال بحكمة: “يجب أن تعلمي يا ابنتي أنه جزء منكِ، وله فوائد عظيمة لم تكتشفيها بعد. يجب أن تحبي نفسكِ كما أنتِ.”

ردّت السمكة: “لكني أؤذي من حولي ولا أستطيع اللعب مع أصدقائي!”

أجاب حصان البحر: “هذا لأنكِ لم تتعلمي بعد كيف تستخدمين قوتكِ وتتحكمين في هذا الجزء المميز”.

وفي صباح اليوم التالي، بينما كانت مجموعة من الأسماك تلعب مع بعضها البعض، من بينهما الحوت وسمكة القرش ونجم البحر الذي كان يشتهر باستهزائه بغيره، ظهرت فجأة شبكة صيد وعلقت بها الأسماك. ارتعب الجميع ولم يستطيعوا الهرب، فبدأوا بالصراخ وطلب المساعدة. لم تتجرأ أي من سمكة من الاقتراب من الشبكة. في تلك اللحظة، كانت سمكة المنشار تجلس كعادتها عند الشعاب المرجانية، فرأت ما يحدث وسمعت الصراخ.

تردّدت سمكة المنشار في البداية، وقالت في نفسها: “ماذا لو أفسدت الأمر مرة أخرى”.

لكن قطع تفكيرها وترددها صرخات الأسماك المتعالية وشبكة الصيد وهي ترتفع ببطء نحو السطح. قالت: “لا يوجد وقت، يجب أن أتصرف!”

سبحت سمكة المنشار بكل سرعتها نحو الشبكة. كانت الشبكة كبيرة، تمتد من قاع البحر إلى منتصفه. رأت الأسماك الصغيرة تبكي، وصديقها الحوت يستغيث، فاندفعت بكل قوتها. بدأت تقطع خيوط الشبكة السميكة بمنشارها الطويل والحاد، وبعد عدة محاولات، تمكّنت من تمزيق الخيوط دون أن تؤذي أحدًا. تمزقت الشبكة، وخرجت الأسماك واحدة تلو الأخرى.

هتفت إحدى الأسماك الصغيرة بفرح: “شكرًا لكِ! لقد أنقذتنا”.

قال الحوت: “أنتِ شجاعة جدًا! شكرًا لكِ يا صديقتي”.

شكرت الأسماك سمكة المنشار على إنقاذها لهم. وقالت سمكة المنشار بتواضع: “لم أستطع أن أترككم في خطر.”

اقتربت الأسماك من سمكة المنشار واعتذروا بصدق عما بدر منهم سابقًا وتجاهلهم لها. ثم دعاها نجم البحر للحضور إلى الحفل الذي سيقيمه في الغد.

تردّدت السمكة، وقالت: “لا شكرًا لك، لا أريد أن أوذي أحدًا”.

قال الحوت: “كلنا نخطئ يا صديقتي، ولكن الأهم هو أن نحاول أن نكون أفضل ونتعلّم من أخطائنا. كما أننا أخطأنا في حقك كثيرًا ولم نحاول التقرب منك أو فهمك. أرجوكِ سامحينا”.

وافقت سمكة المنشار وذهبت معهم. وهناك، استقبلها حصان البحر العجوز بحرارة وقال للحاضرين: “هذه بطلتنا التي أنقذت الأسماك”.

حيّت الأسماك سمكة المنشار وهتف الجميع باسمها، واحتفلوا بها كبطلة حقيقية. ومنذ ذلك اليوم، تغيّر كل شيء في حياة سمكة المنشار. أصبحت محاطة بالأصدقاء، وصاروا يلعبون معها ويسبحون معها، مدركين أن ما كان يبدو عيبًا فيها، كان في الحقيقة ميزة فريدة.

اقرأ أيضًا: قصة عن التسامح قصيرة للأطفال: أسامة والأصدقاء

تعلّمت سمكة المنشار منذ ذلك اليوم أن الاختلاف ليس عيبًا أو ضعف، بل يمكن أنّ يكون مصدر قوة. ولم تعدّ تخجل من منشارها، ولم يعد الآخرون يخافون منها، وأصبحت رمزًا للشجاعة. ومنذ ذلك اليوم، انطلقت السمكة في المحيط تسبح بثقة مع أصدقائها ولم تعدّ تجلس وحدها في الزاوية. وتذكّر يا بني العزيز أن اختلافك هو مصدر قوتك وفخرك، وأن البطل الحقيقي هو من يحب نفسه كما هو ويحاول اكتشاف قوته لاستخدامها في الخير ومساعدة الآخرين.

قصة عن التعاون للأطفال: الحمامة المطوقة وأصدقاء الغابة

قيل قديمًا أن التعاون هو أقوى سلاح في مواجهة التحديات، وأن اليد الواحدة لا يمكنها إنجاز العمل بمفردها. لذلك، سنروي اليوم قصة عن حمامة جميلة الألوان وقعت في فخ الصياد. لكن بفضل مساعدة أصدقائها في الغابة تمكّنت من الهروب من شبكة الصياد. تابعوا معنا هذه القصة المليئة بالمغامرة، والتي ستعلم الأطفال أن العمل الجماعي هو سر النجاح في مواجهة أصعب المواقف.

قصة عن التعاون للأطفال: الحمامة المطوقة وأصدقائها

حدثت قصّتنا في غابةٍ جميلةٍ كثيفة الأشجار ذات منظر بديع. كانت الغابة موطنًا للطيور. لكن، كما هي العادة في الحياة، لا تسلم الطيور والحيوانات من خطر الصيادين الذين ينصبون شباكهم في كل أنحاء الغابة طمعًا في اصطياد الطيور الجميلة التي تعيش فيها.

كثيرًا ما يتردد الصيادون على الغابة، وخاصةً بالقرب من شجرة كبيرة، حيث اعتادت الطّيور التجمع عندها باستمرار. وذات يوم، في الصباح الباكر، خرج غراب من عشه القريب من الشجرة الكبيرة فرأى صيادًا تبدو على وجهه ملامح الدهاء والخبث، يتسلَّل بحذر داخل الغابة، ويحمل في إحدى يديه شبكة صيد كبيرة وحبوبًا، وفي اليد الأخرى عصا غليظة.

ذُعر الغراب مما رآه، وتسمّر في مكانه، وتساءل كثيرًا في نفسه: “لماذا جاء هذا الصياد إلى غابتنا؟ هل جاء لاصطيادي وقتلي؟ أم أنَّ هناك طيورًا أخرى ستكون ضحية خدعته؟” 

اختبأ الغراب وأخذ يُراقب ما يفعله الصياد من بعيد، فرأه يضع شبكته الكبيرة بحذر بين الأعشاب الطويلة، وينثر الحبوب فوقها لتكون فخًا للطيور التي تطير حول الشجرة. لم يمضِ وقت طويل حتى جاء سرب كبير من الحمام، تتقدّمهن في الطيران حمامة بيضاء آسرة الجمال تُدعى “المطوقة”، وسُميت الحمامة بهذا الاسم لشدة جمال ريشها الأبيض اللامع وعنقها الأبيض كحبات اللؤلؤ. كانت المطوقة حكيمة وفطنة، وتكنُّ لها باقي الحمامات احترامًا عظيمًا.

حلّق السرب فوق الشجرة الكبيرة، ولمحت الحمامات الحبوب المتناثرة. فرحت الحمامات بشدة ولم يستطعن مقاومة الطعام المجاني، واندفعن نحو الأرض، وقد أنساهن الجوع أخذ الحذر، فلم ينتبهن إلى الشبكة.

شعرت المطوقة بالريبة، فصاحت في أصدقائها: “احذرن! هذا غريب، قد يكون هذا فخًا”.

وعلى الرغم من إحساسها بالخطر، إلا أنها لم تتمكن من إيقاف السرب، فقد غلبتها أصوات الجوع. وعندما أقبل السرب والحمامة المطوقة نحو الحبوب لالتقطاها، وقف الغراب فوق غصن مرتفع، يحاول تحذيرهن، ولكن لم يصغ إليه أحد.

ما إن لمست أقدامهن أرض الغابة، حتى انطبقت عليهن الشبكة التي نصبها الصياد، فتشابكت أرجلهن في خيوطها. علا صراخ سرب الحمام، وبدأت كل حمامة تضرب بجناحيها بجنون في محاولة يائسة للخلاص من الشبكة، غير آبهة برفيقاتها.

فرح الصياد وهو يراقب المشهد من بعيد، وانطلق مسرعًا لجمع الحمام. وفي تلك اللحظة، حاول الحمام الطيران بعيدًا، لكن دون جدوى، إذ طارت كل حمامة في اتجاه مختلف، فتشابكت الخيوط أكثر، مما زاد الموقف سوءًا

اقترب الصياد من الشبكة وقال بسخرية: “لقد أمسكتُ بصيدٍ ثمينٍ! سأخذ هذه الطّيور إلى السوق وأبيعها وأصبح غنيًا”.

وعندما اقترب الصياد منهن، خاف الحمام كثيرًا، وقال بعضهن لبعض: “سيُقضى علينا جميعًا”.

عندها فكرت الحمامة المطوقة بحكمة وقالت: “توقفن! لن نستطيع النجاة هكذا. أرجوكن، لا تضربن بأجنحتكنّ، ولا تفكرن بإنقاذ أنفسكنّ فقط. علينا التعاون معًا لننقذ أنفسنا”.

قالت إحدى الحمامات في حيرة: “وماذا نفعل؟”

ردت المطوقة بثقة: “يجب علينا الاتحاد والتعاون معًا. يجب أن نرفرف جميعًا بأجنحتنا في نفس الوقت وبقوة واحدة”.

استجاب باقي السرب لكلام الحمامة المطوقة، واتحدن وقرّرن أن يطرن معًا إلى أعلى كي يتخلَّصن من الشبكة العالقة. وعلى الرغم من ثقلها، استطاعوا رفعها عن الأرض بفضل التعاون معًا. لاحظ الصياد ما يحدث، فاندفع مسرعًا لينقضّ عليهن، لكنه لم يستطع، فقد حلّق الحمام بالشبكة عاليًا في الهواء.

تعجّب الصياد مما رأى، وقال: “كيف حدث هذا؟ هذه أول مرة أرى طيورًا تحمل شبكة”.

غضب الصياد واندفع يطاردهن عبر الغابة. وعندما رأت المطوقة أنّ الصياد يتبعهن، صاحت بصوت مرتفع: “هيا، لنطير بين الأشجار الكثيفة حتى لا يتمكن من ملاحقتنا”.

وبالفعل، طار سرب الحمام بين الأشجار المتشابكة، فتعذّر على الصياد اللحاق بهن، وتردد في دخول أعماق الغابة خوفًا من الحيوانات المفترسة. واصل السرب الطيران حتى ابتعد تمامًا عن الصياد، ووصل إلى مكان آمن وسط الغابة. وهناك، ظهر الغراب فجأة، واقترب وهو يقول: “لا تخفن، سأذهب مسرعًا لإحضار السنجاب الحكيم ليساعدكن”.

عُرف السنجاب في الغابة بحكمته وحيلته ومساعدته لجميع الطيور والحيوانات. طار الغراب مسرعًا إلى بيت السنجاب، وقصَّ عليه ما حدث مع سرب الحمام، وقال بلهفة: “أيها السنجابُ الحكيمُ، نحتاج إلى مساعدتك، لقد وقع الحمام في شبكة الصياد”.

أسرع السنجاب مع الغراب إلى مكان السرب. وعندما رأت الحمامة السنجاب قالت: “أيها السنجاب الحكيم، لقد تعاوننا معًا للهرب من الصياد، ولكننا ما زلنا عالقين. نحتاج إلى مساعدتك كي نتخلص من هذه الشبكة وننجو”.

استنكر السنجاب المشهد، وتعجّب كيف للمطوقة أن تقع ضحية هذا الفخ وقال: ما الذي أوقعكِ في هذا الفخ، وأنتِ معروفة بالذكاء والفطنة؟”

ردت الحمامة، وهي تشير إلى الحبوب العالقة في الشبكة بحزن: “إنه الطمع، هو من أوقعني في هذه الورطة”.

ابتسم السنجاب، وقال: “حسنًا، لا تقلقي. سأعمل على تحريركنَّ بأسرع وقت”.

أسرع السنجاب في محاولة فكّ الشباك عن الحمامة المطوقة أولًا. لكنها أوقفته بلطف وقالت: “أرجوك، أنقذ أصدقائي أولًا قبل أن تفكَّ قيدي”.

تعجّب السنجاب من طلب الحمامة وقال: “ألا تريدين أن أنقذكِ أولًا؟”

ابتسمت الحمامة، وقالت: “إني أخاف إن بدأتَ بي أن تشعر بالتعب فتترك أصدقائي. ولكن إذا بدأتَ بفك شباك صديقاتي، فحتى إن أصابك التعب ستواصل العمل من أجل تحريري.”

نظر إليها السنجاب بإعجاب وقال: “كل يوم يزداد إعجابي بحكمتك وذكائك.”

وبينما انهمك السنجاب جاهدًا على قطع خيوط الشبكة بأسنانه، وصل الفأر والأرنب والسلحفاة مسرعين لمساعدته على تحرير الحمام. اجمعت الحيوانات معًا، وبدأوا يعملون كفريق واحد يسوده التعاون.

استخدمت السلحفاة فكّها لشد أطراف الشبكة وقطعها، بينما كان الأرنب والفأر يقطعان الحبال السميكة بمساعدة النحلة التي كانت تدلهما على أماكن العقد المخفية. أما الغراب، فظل يحلق في السماء، يراقب المكان ويحذرهم إذا اقترب الصياد من جديد. وعندما أحس الغراب باقتراب الصياد، طار مسرعًا ونادى الفيل ليساعدهم في مطاردته وإبعاده عنهم.

بفضل التعاون بين الجميع، استطاع الأصدقاء فكَّ الشباك وتحرير الحمام. ورفرفن بأجنحتهنَّ في الغابة فرحات بتحررهن.

شكرت المطوقة السنجاب وأصدقاءه، وقالت بامتنان: لقد نجونا بفضل تعاونكم جميعًا. شكرًا لكم”.

ابتسم السنجاب وقال: “إن التعاون بيننا هو الذي ساعدنا على تحريركن بسرعة.”

وأضافت السلحفاة: “مهما اختلفت أشكالنا وأحجامنا، فإن باتحادنا نستطيع التغلب على أي خطر. فالنجاح لا يتحقق إلا بالتعاون”.

طار سرب الحمام في السماء، وهنّ يلوّحن بأجنحتهن مودعات أصدقائهم الأوفياء. ومنذ ذلك اليوم، ظلّ سكان الغابة يروون قصة الحمامة المطوقة وأصدقائها الذين علّموا الجميع أن التعاون هو أساس النجاح.

اقرأ أيضًا: قصة عن الكذب للأطفال: الراعي والذئب

تُعد قصة الحمامة وأصدقائها واحدة من أفضل قصص الأطفال التي تغرس القيم والأخلاق في نفوسهم، حيث تحمل بين طياتها العديد من المبادئ السامية، فهي قصة عن التعاون والعمل الجماعي.

تُعلّم الأطفال أهمية مساعدة الآخرين وعدم التفكير في أنفسهم فقط، وتؤكد أن أساس النجاح والتغلب على المخاطر يكمن في التعاون. كما تُبرز القصة درسًا مهمًا، وهو ألا نستهين بقدرات الآخرين مهما كان حجمهم أو شكلهم؛ فكما رأينا في قصتنا، رغم صغر حجم الفأر والسنجاب وبطء السلحفاة، إلا أنهم كانوا السبب في تحرير الحمامات من الشبكة.

اقرأ أيضًا: قصة قصيرة عن الصدق: ياسر والجرّة

قصة قصيرة حول تقبل الآخرين| الثعلب واللقلق

خلقنا الله مختلفين في أشكالنا وصفاتنا، فكلٌّ منا يحمل جماله الخاص بطريقته الفريدة. وفي عالمنا الكبير، قد نصادف من لا يشبهنا، وهذا لا يعني أبدًا أن نسخر أو نتنمّر على غيرنا، بل هي فرصة رائعة لتعلّم كيفية تقبل الآخرين واحترام مشاعرهم.

وفي قصتنا اليوم، تعلّم الثعلب درسًا لا يُنسى، درسًا مهمًا عن أن الاختلاف ليس عيبًا، بل ميزة مهمّة تزهر بها حياتنا. فلنقرأ معًا قصة “الثعلب واللقلق” ونتعلّم منها الاحترام وتقبل اختلافات الآخرين.

قصة الثعلب واللقلق ودرس في تقبل الآخرين

في قديم الزمان، في غابة خضراء مليئة بالأشجار والحيوانات المختلفة، عاش ثعلب ذكي وماكر، وكان الثعلب يشتهر بدهاءه وسخريته من باقي الحيوانات. أما جاره، طائر اللقلق، فكان طيب القلب، ولا يؤذي أحدًا، ويكنّ الاحترام للآخرين ويتقبل اختلاف كل واحد منهم، ويرى أن اختلافهم هو سرّ جمال الغابة، على عكس طبيعة الثعلب المكار.

على الرغم من كونهما جارين لا يفصل بين منزليهما سوى خطوات معدودة، إلا أن الثعلب واللقلق لم تربطهما أيّة صداقة. فقد كان الثعلب يُحب مضايقة اللقلق كثيرًا، ويسخر من منقاره الطويل وشكله المختلف عن باقي الحيوانات. ولم يكتف بذلك فقط، بل ويتفنن في صنع المقالب واختيار كلمات تُضحك بقية الحيوانات على مظهره المختلف. لم يملك اللقلق المسكين سوى الصمت وتجنب السخرية الجارحة.

وفي إحدى الليالي، شعر الثعلب بالملل، فجلس يُفكّر مليًا في طريقة لكسر هذا الملل. وما لبث أن خطرت في ذهنه خطة ماكرة يتسلّى بها على حساب مشاعر اللقلق الطيب. وما إن أشرقت الشمس، حتى توجّه الثعلب مسرعًا إلى منزل جاره اللقلق وقال بإبتسامة ماكرة: “مرحبًا يا جاري، أودّ أن أدعوك لتناول العشاء في بيتي غدًا.”

فرح اللقلق كثيرًا بدعوة الثعلب على العشاء، فهو يُحب مشاركة الأصدقاء على العشاء وقضاء وقت ممتع معهم. ظنّ اللقلق أن الثعلب ربما يريد أن الاعتذار عن تصرفاته السابقة، ولم يكن يدرك نية الثعلب الحقيقية. فابتسم اللقلق وردّ قائلاً: “بالطبع سأحضر في الموعد أيها الثعلب، أتمنى أن نقضي وقتًا ممتعًا سويًا. أشكرك على هذه الدعوة اللطيفة”.

وفي صباح اليوم التالي، شرع الثعلب في تنفيذ خطته الماكرة. فقد قرر أن يُحرج اللقلق، لا أن يعتذر له كما ظنّ. بدأ بترتيب منزله وأعدّ العشاء. جهّز حساءً لذيذًا، ولكنه سكبه في طبقين مسطحين، وهو يتخيل منظر اللقلق المسكين وهو يحاول أن يأكل بمنقاره الطويل دون جدوى.

وصل اللقلق في الموعد المتفق عليه مبتسمًا، وأحضر معه هدية لطيفة ليُقّدمها للثعلب ليشكره على دعوته. دقّ اللقلق جرس الباب، وعندما فتح الثعلب الباب، قال اللقلق: “مساء الخير يا جاري، شكرًا لدعوتي إلى منزلك، وأرجو أن تقبل هذه الهدية مني”.

أجاب الثعلب بخبث: “تفضل يا صديقي، لنجلس ونتناول العشاء ونتسامر سويًا”.

ثم ذهب إلى المطبخ وأحضر الأطباق، وقال مبتسمًا: “تفضل هذا الحساء لقد أعددته خصيصًا لك”.

جلس الاثنان سويًا على طاولة العشاء، وتناول الثعلب الحساء بسرعة وراحة، بينما حاول اللقلق أن يتناول الحساء ولكنه لم يتمكّن من ذلك بسبب منقاره الطويل المدبب، سكت اللقلق ولم يرد أن يُحرج الثعلب وقال: “إنني لا أشعر بالجوع هذه الليلة”.

لم يبال الثعلب بما قاله اللقلق، ورد ساخرًا: ” لم آكل حساء بهذه اللذة منذ زمن، لقد استمتعت كثيرًا بهذه الوجبة المذهلة”.

شعر اللقلق بالاستياء من خدعة الثعلب المكّار، لكنه لم يظهر علامات للغضب أو الحزن، بل بقي هادئًا، وفهم أن الثعلب خطط لهذه المكيدة مسبقًا.

شكر اللقلق الثعلب على وجبة العشاء، وعاد إلى بيته حزينًا ومستاءً مما فعله الثعلب. فكر بهدوء وقال لنفسه: ” أحيانًا لا يفهم الآخرون أننا مختلفون عنهم. وربما يعتقدون أن السخرية على اختلافنا شيء ممتع. سأعلمك درسًا لن تنساه أيها الثعلب”.

وبعد أسبوع من تلك الليلة، تفاجأ الثعلب حين فتح الباب ووجد اللقلق واقفًا أمام منزله. استغرب الثعلب من وجود اللقلق، فهو لم يره منذ ذلك الليلة.

قال اللقلق: “مساء الخير يا صديقي العزيز، أريد دعوتك لتناول وجبة العشاء معي غدًا، هل ترغب بالقدوم؟”.

لم يشك الثعلب في سبب الدعوة، وقال في نفسه:” ربما يودّ أن يرد لي الوجبة التي أعددتها له سابقًا، يالها من طائر ساذج”.

قطع اللقلق تفكير الثعلب، وقال: “ما رأيك يا صديقي؟”.

وأجاب مبتسمًا: “حسنًا، سآتي أيها اللقلق، انتظرني غدًا”.

وفي اليوم التالي، توجّه الثعلب إلى منزل اللقلق فرحًا ومتشوقًا لتناول الوجبة. استقبله اللقلق بابتسامة رقيقة، وقال: “تفضل يا صديقي، أشكرك على تلبية دعوتي، هيا لنتناول العشاء، لقد أعددت لك أشهى الأطباق”.

عندما دخل الثعلب إلى المنزل، اندهش من طاولة الطعام الممتلئة بالأطباق اللذيذة والشهية، وجلس على كرسيه وبدأ ينظر إلى الطعام ويعلو على وجهه ابتسامة كبيرة. ثم استأذنه اللقلق ليحضر الطبق الرئيسي من المطبخ.

عاد اللقلق بعد لحظات حاملاً بين يديه طبقين، وصعق الثعلب ممّا رآه! لقد كان اللقلق يحمل جرّتين طويلتين فيهما سمك مشوي تفوح رائحته الرشهية في الأرجاء. ابتسم اللقلق وقال: “تفضل يا صديقي، لقد أعددت لك السمك الذي تحبه”.

حاول الثعلب التقاط الطعام، لكنه لم يستطع إدخال فمه داخل الجرة، لأنها كانت طويلة وضيقة جدًا على فمه القصير، بينما استمتع اللقلق بتناول السمك بسهولة.

شعر الثعلب بالحزن والإحراج، لأنه لم يتمكن من تناول الطعام الشهي اللذيذ. نظر إلى اللقلق وقال: “أعتقد أنني فهمت الآن ما تريد قوله.”

أنهى اللقلق طعامه وقال بهدوء: “لم أرد أن أؤذيك أو أغضبك في تلك الليلة، رغم أنك آذيت وجرحت مشاعري. ولكني اليوم أردتك أن تعرف ما شعرتُ به أنا في تلك الليلة. وأن تحسّ بما يحسّ به الآخرون عندما يكونون في مكان لا يقبل اختلافهم. أردتك يا صديقي أن تعرف أن اختلافنا لا يعني أن نسخر من بعضنا البعض، بل أن نحترم بعضنا.”

نظر الثعلب إليه بخجل وقال: “كنت أظن أن السخرية ممتعة، ولم أدرك أن ذلك يؤذي مشاعرك ويسبب لك الحزن”. وتابع كلامه قائلاً: “لقد تعلمت الدرس، فهمت أننا يجب أن نحترم اختلاف بعضنا ونتقبل الآخرين كما هم، ونفكر في طريقة تناسب الجميع لنحافظ على صداقتنا”.

اعتذر الثعلب، وعانق اللقلق، وقال:” أعتذر يا صديقي، أتمنى أن تسامحنى على ما فعلته بك، وأود أن تكوني صديقي على الرغم من اختلافتنا الخارجية”.

مدّ اللقلق جناحيه وضم الثعلب إليه، ثم قال مبتسمًا: “بالطبع يا صديقي، اختلافنا لا يُفرقنا، بل يجعل صداقتنا مميزة.”

وفي تلك اللحظة، نهض اللقلق، ودخل إلى المطبخ، وعاد وهو يحمل طبقًا مسطّحًا عليه السمك الذي يحبه الثعلب، وقال: “لقد أعددتُ هذا لك، لتأكله كما تحب.” ضحك الصديقان وتناولا الطعام وتحدثا معًا طوال الليل.

ومنذ ذلك اليوم، أصبح كلّ من الثعلب واللقلق صديقين مقرّبين، وأخذا يمضيان الوقت معًا، ويتحدثان ويتسامران معًا، ويلعبان الألعاب، ويُحضّران الوجبات معًا بطريقة تناسب كليهما.

اقرأ أيضًا: قصة عن الكذب للأطفال: الراعي والذئب

تعلّم الثعلب درسًا مهمًّا في تلك الليلة، وأدرك أهمية تقبل الآخرين، وأدرك أنّ اختلافهم عنه لا يُبرر السخرية منهم والتنمرّ عليهم، بل يجب عليه أن يتقبّل ويحترم اختلافهم، ويفكّر في طريقة تناسب الجميع، ليتمكن من الحفاظ على صداقته معهم. ومنذ ذلك اليوم، قرّر أن يتغير ويصاحب الجميع، مهما كان شكلهم أو صفاتهم.

وأنت يا صغيري، تذكّر دائمًا أن جميعنا مختلفون، لكل منا لونٌ وشكلٌ خاص به، هذا الاختلاف هو السر الذي يضيف جمالاً خاصًا إلى الحياة. تخيّل لو أنّنا جميعًا متشابهون! لن تكون الحياة حينها ممتعة أو مميزة، بل مملّة باهتة! لذلك، تعلّم من قصتنا أن تتقبل الآخرين كما هم، وألاّ تسخر من اختلافاتهم أو تتنمر عليهم. بدلاً من ذلك ساعدهم وكن لهم صديقًا وفيًا. فالأصدقاء الحقيقيون هم من يتقّبلون بعضهم البعض على الرغم من اختلافهم.

اقرأ المزيد من القصص الملهمة.

مغامرة دودي الكبيرة

مرحبًا يا أصدقاء! اسمي ناشا، أنا بومة ظريفة وحكيمة كما ترون. أجلس عاليًا على قمم الأشجار الباسقة حيث لا يراني أحد، وحيث أستطيع أن أرى الجميع.

مرحبًا بكم معي، وأهلاً بكم…أنا سعيدة لأنكم هنا قد أتيتم لسماع القصّة التي سأرويها لكم اليوم… وهي قصّة أحد أصدقائي…فلنقرأها معًا.

مغامرة دودي الكبيرة

كان صباحًا باردًا من صباحات بدايات الربيع في الحقل، وبينما أنا جالسة أعلى قمّة الشجرة، رأيتُ الدودة دودي… 

كان دودي دودة عادية، يعيش حياة عادية، ويقوم بامور عاديّة كلّ يوم..

لكنّه اليوم، كان يتحرّك ويسير بطريقة لا تبدو عادية!

يبدو وكأنّه ضائع…

في الواقع، كان دودي يبحث عن أحد يتحدّث إليه ويلعب معه. لكنّه لم يجد أحدًا من حيوانات الحقل الأخرى ليتحدّث معها أو يلعب برفقتها….

لم يجد دودة أخرى، ولا خنافس ولا دعسوقة ولا حتّى قطّ!!

وهنا قرّر دودي القيام بأمر غير عادّي على الإطلاق! لقد قرّر الذهاب إلى الحقل المجاور ليعثر على صديق هناك ويتحدّث إليه ويلعب معه!

كان يبدو متأكدًّا أنّه سيعثر على رفيق في الحقل المجاور، وهكذا… انطلق في مغامرته الكبيرة.

كما تعلمون، دودي كان مجرّد دودة صغيرة عادية، ولم يكن سريعًا جدًا في الزحف…لكن…بالنسبة لدودة، لم يكن بطيئًا أيضًا. وهكذا، زحف وزحف باتجاه الحقل المجاور.

ومع مسيره، بدأت الشمس تطلع، وتغمر الأرجاء بنورها ودفئها. وهنا قرّر دودي اخذ قسط من الراحة تحت إحدى أوراق الشجر الكبيرة.

فجأة سمع صوتًا يقول:

“أين تذهب يا دودي؟!”

نظر دودي إلى الأعلى ورأى يرقة جميلة على ورقة الشجر، فابتسم وأجاب:

“أنا ذاهب إلى الحقل المجاور لأعثر على صديق جديد أتحدّث إليه وألعب معه!”

وقالت اليرقة:

” هذا أمر جميل، أتمنى أن تعثر على الكثير من الأصدقاء هناك…كن حذرًا!”

ابتسم دودي لليرقة، وواصل المسير.

كما سبق أن قلت، لم يكن دودي سريعًا جدًا، لكنه كان يحرز تقدّمًا لا بأس به، وكان مركّزًا جدًا لدرجة أنّه ومن شدّة تركيزه على السير نحو الحقل، فقد اصطدم فجأة بالنملة لولي.

“آآآخ” قالت لولي: “انتبه إلى أين تمشي!”

قال دودي:

“أووه انا آسف، لقد كنتُ في طريقي للبحث عن أصدقاء في الحقل المجاور.”

وأجابت لولي:

“حسنًا يا صديقي، ان استمررت في المسير في هذا الاتجاه، فستعثر على الكثير منهم!”

ابتسم دودي، وواصل المسير.

بدأت السماء تتلبّد بالغيوم، وتحوّل لونها الأزرق الجميل إلى الرمادي الغامق…. وبدأت الرياح تشتدّ شيئًا فشيئًا، فقرّر دودي أنّه من الأفضل أن يختبئ تحت إحدى الأشجار ويحتمي بأوراقها من المطر. وكذلك فعل!

فجأة سمع صوتًا يقول:

 “المعذرة!”

نظر دودي من حوله ولم يرَ أحدًا، فقال الصوت من جديد:

“المعذرة يا صديقي!”

وهنا رأى دودي تحته عينان برّاقتان! لقد اختبأ من غير قصد فوق جناح فراشة معتقدًا أنّها ورقة شجر.

“أووبس…أنا آسف!”

كانت الفراشة رفيف طيبة القلب، فلم توبّخ دودي، وابتسمت له قائلة:

“لا عليك يا عزيزي!”

قال دودي:

“أنا في طريقي لأعثر على أصدقاء أتحدّث إليهم في الحقل المجاور!”

ضحكت رفيف وأجابت:

“أمر رائع!” وتحدّثت مع دودي اكثر عن الجوّ والمطر.

بعد بعض الوقت، توقّف المطر، وأشرقت الشمس من جديد. وقرّر دودي أنّه قد حان الوقت للرحيل، فودّع رفيف الفراشة، وانطلق من جديد نحو الحقل.

بينما هو يسير في طريقه، ظهرت أمامه فجأة كرة غريبة. ابتعد عنها يمينًا  فتدحرجت الكرة يمينًا، فابتعد عنها إلى اليسار فتدحرجت إلى اليسار أيضًا!

تنهّد دودي، وعندها انفتحت الكرة وتحوّلت إلى بيلو، قملة الغابة.

سأل بيلو:

“إلى أين تذهب؟”

أجاب دودي:

“لأعثر على أصدقاء أتحدّث إليهم في الحقل المجاور!”

قال بيلو بصوت خشن ولكن طيّب:

“جميل، جميل… حظّا موفقًا!… لا تسبّب المتاعب!”

ابتسم دودي وردّ قائلاً:

“حسنًا!…إلى اللقاء!”

وانطلق مجدّدًا في طريقه إلى الحقل.

شعر دودي بالسعادة وهو في طريقه إلى الحقل، ووصل أخيرًا إلى طريق ترابي مليء بالحفر السوداء العميقة والضحلة التي تسبّبت بها الشاحنات الكبيرة التي تعبر من الطريق. 

فجأة سمع صوتًا يقول:

“مكانك! لا تتحرّك!”

قال القنفذ شوكي فجأة.

لحسن الحظ أنّ دودي أنصت إلى شوكي، ولم يتحرّك خطوة إضافية، فقد نظر أمامه ورأى حفرة كبيرة مليئة بالماء والزيت. كانت لامعة وتبدو كما لو أنّها بقعة من العشب.

قال دودي:

“شكرًا جزيلاً!”

سأل شوكي:

“إلى أين تذهب؟”

وأجاب دودي:

“إلى الحقل المجاور كي أبحث عن أصدقاء أتحدّث إليهم.”

قال شوكي مجدّدًا:

“يمكننا أن نصبح أصدقاء إن شئت!”

وقبل أن يجيب دودي، ظهر فجأة من خلف الأشجار كلب ضخم أبيض اللون، ونظر إلى دودي وشوكي.

خاف الإثنان كثيرًا، وتجمّدا في مكانهما، لكن الكلب قال:

“مرحبًا! كيف حالكما؟ هل تريدان أن نصبح أصدقاء؟!”

كان صوت الكلب لطيفًا هادئًا، فعرف دودي وشوكي أنّه طيّب القلب ولا ينوي إيذاءهما. 

“نعم! بالطبع!”

أجاب الإثنان، وأضاف دودي:

“يمكنك أن تأتي معنا إلى الحقل إن شئت؟!”

الآن أصبح هناك دودي، وشوكي والكلب بوبي، يسيرون معًا نحو الحقل المجاور!

حطّ عصفور ملوّن صغير على سياج الحقل، وقال للأصدقاء الثلاثة الذين كانوا يقفون هناك:

“إلى أين تذهبون؟”

أجاب دودي:

“نحن ذاهبون إلى الحقل لنعثر على أصدقاء نلعب معهم.

أجاب زقزوق العصفور:

“هذا جميل، هل يمكنني القدوم أنا أيضًا؟”

وأجاب الجميع بـ “نعم!”

وصل الأصدقاء أخيرًا إلى الحقل.

“لقد وصلنا!!”

صاح دودي سعيدًا.

قفز الكلب بوب سعيدًا، وتدحرج شوكي متحمّسًا، ورفرف زقزوق فوقهم منشدًا، أمّا دودي فقد راح ينظر إليهم متفاجئًا!

“والآن ماذا؟” قال شوكي متسائلاً بعد لحظات.

شعر دودي بالحيرة للحظة، فلم يعرف الجواب على شوكي، لكنّه وحينما فكّر قليلاً وجد أنّه قد عثر على أصدقاء بالفعل، وهاهم جميعًا في الحقل يلعبون ويتحدّثون معًا… وقد عثر عليهم في طريقه إلى الحقل!

“الآن…سنلعب!”

قال دودي.

أعجبتك هذه القصّة؟ اقرأ قصّة الضفدع نطّاط الذي حاول أن يمسك النجوم.

قصّة عن التواضع: الأرنب والسلحفاة

يُحكى أنّه عاش في إحدى الغابات البعيدة الجميلة أرنبٌ مغرور يُدعى “برق”. كان برق سريعًا جدًّا ودائما يفتخر بسرعته الفائقة ويسخر من الحيوانات الأخرى التي لا يمكنها أن تجاري سرعته. 

وفي أحد الأيام بينما كان برق ينطّ هنا وهناك في أرجاء الغابة، لمح سلحفاة صغيرة تمشي ببطء شديد نحو إحدى أوراق الأشجار لتأكل منها. فراح يضحك ساخرًا منها وهو يقول:

– يا لك من سلحفاة بطيئة جدًّا، سيحلّ الليل قبل أن تتمكّني من الوصول إلى طعامك…هههههه.

كانت السلحفاة صبورة ومثابرة، وعلى الرغم من مضايقات برق لها، فهي لم تستلم وواصلت المسير بثبات وجدّ، لكنّ برق استمرّ في السخرية منها والاستهزاء بخطواتها البطيئة.

أخيرًا قالت السلحفاة:

– قد تكون سريعًا يا برق، لكنّ السرعة والعجلة الدائمة ليست كلّ شيء. المثابرة أهمّ من كلّ شيء، وكذلك التواضع.

فأجابها الأرنب المغرور:

– تقولين هذا لأنك بطيئة ولا يمكنك تحقيق شيء بخطواتك الثقيلة هذه… لو أننّا تسابقنا، فسوف أفوز عليك، وأحقق النصر، وسنرى عندها ما أهمية السرعة.

استاءت السلحفاة من كلام الأرنب المغرور وقرّرت أن تعلمه درسًا، فقالت:

– حسنًا، انا أقبل التحدّي، فلنتسابق ولِنرى من سيفوز.

استغرب الأرنب من ثقتها، وفكّر مع نفسه أنّها بلا شكّ سلحفاة بلهاء، ولا تعرف ما تقول، لكنّه وافق على التحدّي وقال:

– حسنًا، وأنا قبلت التحدّي أيضًا، لنتسابق يوم الغد، وليكن خطّ النهاية هو شجرة السنديان الكبيرة عند البحيرة.

انتشر خبر السباق بين برق السريع والسلحفاة في الغابة، واجتمعت الحيوانات في اليوم التالي لتشاهد هذا التحدّي المثير للاهتمام. كان الجميع متأكدًا أنّ برق سيفوز، فهو سريع جدًّا ولا يمكن للسلحفاة أن تلحق به أبدًا.

وقف الأرنب والسلحفاة عند خطّ البداية، وقال برق ساخرًا:

– سأراكِ بعد أيّام عند خطّ النهاية، فأنا متأكد أنّك لن تصلي إلى هناك قبل عدّة أيام أو ربّما أسابيع…هههه.

لم تردّ السلحفاة على سخرية الأرنب، وبقيت صامتة، وتمّ الإعلان عن بداية السباق، فانطلقت بجدّ واجتهاد بخطوات بطيئة ولكن ثابتة باتجاه شجرة السنديان.

أمّا برق، فلم ينطلق، وجلس إلى ظلّ شجرة قريبة يأكل حبّة من الجزر. 

استغرب الحيوانات ذلك، لكنّه قال لها:

– ما زال الوقت مبكرًّا، سآكل وجبة خفيفة وآخذ قيلولة صغيرة قبل أن أنطلق… فأنا برق السريع وسألحق بالسلحفاة البطيئة في وقت قليل.

وكذلك كان الحال. أكل الأرنب جزرته، وغطّ في النوم. أمّا السلحفاة فلم تتوقّف أبدًا، واستمرّت في السير نحو خطّ النهاية بثبات وإصرار.

مرّت عدّة ساعات، وغرق برق في نوم عميق، لكنه عندما استيقظ، أدرك أنّه قد نام لوقت طويل، وأنّه تأخر كثيرًا…أكثر ممّا كان يعتقد.

انطلق بأقصى سرعته نحو خطّ النهاية ليلحق بالسلحفاة، لكنه مع ذلك لم يكن سريعًا بما فيه الكفاية، وعبثًا حاول اللحاق بالسلحفاة والفوز عليها، لكنّها كانت قد اقتربت كثيرًا من خطّ النهاية، وكان هو لا يزال بعيدًا بسبب تهاونه واستخفافه بالسباق.

وهكذا وصلت السلحفاة إلى خطّ النهاية، وفازت بالسباق قبل أن يتمكّن برق من اللحاق بها.

هتفت جميع الحيوانات وصفّقت للسلحفاة الفائزة، التي علّمتهم وعلّمت الأرنب المغرور درسًا لا يُنسى، ألا وهو أن الغرور خلق سيء وقبيح يكلّف صاحبه كثيرًا، والسخرية من الآخرين تصرّف مُشين لا يجب أن يتحلّى به الطيبّون.

شعر برق بالخجل من نفسه، واعتذر للسلحفاة على سوء تصرّفه، ومنذ ذلك اليوم أصبح أكثر تواضعًا وتهذيبًا، وأصبح يستخدم سرعته الكبيرة في مساعدة غيره من الحيوانات الأبطأ، فصار محبوبًا بين جميع حيوانات الغابة، وعاش الجميع بسعادة وهناء.

قصّة قصيرة معبّرة: الأسد والفأر

في إحدى الغابات الجميلة الواسعة بعيدًا عن المدينة وضجيجها، عاش أسدٌ قويّ كان يحظى باحترام جميع الحيوانات لشجاعته وقوّته. لقد كان ملك الغابة، ودائمًا يتجوّل فيها بفخر وعزّة، وكانت جميع الحيوانات تخاف منه ولا تتجرّأ على الاقتراب منه.

في إحدى أيام الربيع الجميلة، قرّر الأسد أن يأخذ قيلولة تحت ظلّ شجرة كبيرة بعد يوم طويل من الصيد، والركض في الغابة. فغرق في النوم، وكان شخيره يتردّد في أرجاء الغابة. 

فجأة مرّ فأر صغير بالقرب منه. كان هذا الفأر مشاغبًا وفضوليًا، وقرّر أن يتسلّق ظهر الأسد النائم. لقد أراد أن يرى كيف يبدو العالم من منظور الأسد، وأن يعرف شعوره وهو قريب إلى هذا الحدّ من ملك الغابة.

وهكذا صعد الفأر على ظهر الأسد، وراح يتحدرج ويقفز هنا وهناك، غير مدركٍ أنّ الأسد قد يستيقظ في أيّ لحظة. أمّا الأسد، فقد شعر بشيء يدغدغ ظهره، وراح يُبدي انزعاجه، ثمّ استيقظ من نومه بعد لحظات غاضبًا، فأمسك الفأر بين مخالبه وقال له مزمجرًا:

– كيف تجرؤ على إزعاج ملك الغابة، وإيقاظه من غفوته؟! هل تريد الموت؟

ارتعب الفأر المسكين من كلام الأسد، وأجاب مرتجفًا من الخوف:

– أرجوك سامحني أيّها الملك العظيم، لا تؤذني! فأنا مجرّد فأر صغير، ولن أفيدك بشيء. دعني أعيش وأعدك بأني سأردّ لك الجميل يومًا ما.

أشفق الأسد على الفأر الصغير الخائف، ثمّ ضحك قائلاً:

– وما الذي يمكن لفأر صغير أن يفعله ليردّ لي الجميل… إنّك مضحك حقًا… لكني سأسامحك هذه المرّة. هيا اذهب ولا تُعِد الكرّة.

شكر الفأر الصغير الأسد على رحمته، ثمّ هرب بعيدًا سعيدًا بنجاته.

مرّت الأيام والأسابيع، واستمرّ الأسد في حياته ملكًا للغابة قويًا، يخافه الجميع. وفي أحد الأيام، بينما كان يتجوّل في الغابة وقع في فخّ نصبه له الصيادون، وعلق في شبكة كبيرة من الحبال. فراح يتخبّط ويحاول أن يمزّق الشبكة بمخالبه لكن دون جدوى.

بدأ الأسد يصرخ ويزأر طالبًا العون، دون جدوى، فلم يسمعه أحد، ولم يأتِ لمساعدته أحد، لقد رأته بعض حيوانات الغابة، ولكنها كانت خائفة جدًا من الاقتراب منه، أو من الوقوع في الفخّ مثله.

وفجأة، ظهر الفأر الصغير من بين الأشجار، وركض مسرعًا نحو الأسد قائلاً:

– لا عليك يا صديقي، أنا هنا لأنقذك!

ثمّ راح يقضم حبال الشبكة بأسنانه الصغيرة الحادّة حتّى مزّقها كلّها وتمكّن من تخليص الأسد منها.

شكر الأسد الفأر كثيرًا على صنيعه وقال له:

– لقد علّمتني درسًا مهمًّا اليوم، فالقوّة ليست بالحجم، ولكلّ منّا قدراته الخاصّة التي لا يمتلكها الآخرون. لقد سخرتُ منك عندما قلت لي أنّك ستردّ لي الجميل، لكنّك بالفعل أنقذت حياتي اليوم. شكرًا لك.

ابتسم الفأر للأسد، وأصبح الاثنان من يومها صديقين حميمين. كان الأسد يحمي الفأر من الحيوانات المفترسة المخيفة، وكان الفأر يحذّر الأسد دومًا من الصيادين وفخاخهم، وهكذا عاش الصديقان سعيدين في الغابة الجميلة.

قصة تعليمية عن المثابرة: نطّاط يمسك نجمة

لطالما أحبّ الضفدع الصغير “نطّاط” النظر إلى النجوم ليلاً. وكان في كلّ ليلة يجلس على ورقة زنبق كبيرة، ويتأمل النجوم المتلألئة.

– كم أتمنى لو ألمس هذه النجوم!
كان نطّاط يقول لنفسه في كلّ مرّة يرى فيها نجوم السماء اللامعة.
هذه الليلة، كانت السماء صافية، والجوّ صيفيًا جميلاً. النجوم اللامعة كانت تملأ السماء وتتراقص مثل الجواهر الصغيرة.

قرّر نطّاط تسلّق صخرة كبيرة ليتمكّن من لمس النجوم. ثابر وثابر حتى وصل إلى قمّة الصخرة، ثمّ مدّ يده ليمسك نجمة…ولكن…
يالا الأسف، النجوم لا تزال بعيدة جدًا، ولا يستطيع نطّاط الوصول إليها!

فجأة رأى نطّاط تلّة بالقرب منه، فقال فرحًا:
– أوه سأتسلّق التلّة وساتمكّن من الإمساك بنجمة!

و…ويييييي…تزحلق نطّاط من أعلى الصخرة، وبدأ القفز صاعدًا التلّة.
هيب…هوب…هيب…هوب

وصل أخيرًا إلى أعلى التلّة! ومدّ يده ليمسك نجمة…ولكن..
وأسفاه، لا تزال النجوم بعيدة جدًا، ولا يمكن لنطّاط الوصول إليها!

من أعلى التلّة، رأى نطّاط شجرة جوز هند قريبة منه. كانت طويلة جدًا، وفرح نطّاط:
– إن تسلّقت الشجرة، فسوف أمسك نجمة حتمًا!

وهكذا، نزل نطّاط من التلّة…
هيب…هوب…هيب…هوب…

حتى وصل أخيرًا إلى شجرة جوز الهند، وبدأ يتسلّقها بصعوبة كبيرة!
واحد…اثنان….واحد….اثنان….

وصل نطّاط بعد كثير من الجهد إلى قمّة الشجرة، ومدّ يده ليمسك نجمة….ولكن….
أوه…لا… لا تزال بعيدة جدًا، ولا أستطيع الإمساك بها.

شعر نطّاط بخيبة الأمل، وطأطأ رأسه حزينًا، فرأى كم كان مرتفعًا عن سطح الأرض، وخفق قلبه بقوّة من الخوف…بوم..بوم…بوم…

وضع نطّاط يده على قلبه الصغير، وهمس لنفسه:
– لن أخاف…أستطيع أن أفعلها!

ثمّ نظر مجدّدًا إلى الأسفل نحو الأرض، فرأى منظرًا رائعًا جدًا!
كان هنالك بركة صغيرة في الأسفل، وعلى سطحها تلألأت النجوم بقوّة!

نظر نطّاط إلى النجوم في الماء بإعجاب شديد….استجمع شجاعته، وقفز أخيرًا نحو البركة…
كلّما اقترب نطّاط من البركة، زاد اقترابه أكثر من النجوم المتلألئة على سطحها.

سبلااااش

أخيرًا وصل نطّاط إلى سطح الماء، وغطس في مياه البركة.

خرج نطّاط من البركة، وجلس على ضفّتها، ثمّ راح يتأمل النجوم الصغيرة وهي تتلألأ على السطح في منظر ساحر بديع.

ابتسم الضفدع نطّاط أخيرًا، وقال:
– أخيرًا لقد أمسكت بالنجوم ولمستها!

أسئلة تفاعلية لصغيرك

لقد كان نطّاط يريد الإمساك بنجمة، ماذا فعل كي يحقّق هدفه هذا؟

هل تمكّن نطّاط من الإمساك بالنجوم من المحاولة الأولى؟

ما الذي تعلّمنا إياه هذه القصّة؟

Exit mobile version