قصة للأطفال عن العناية بالأسنان | نورة والأسنان السعيدة

قد تكون العناية بالأسنان للأطفال أمرًا في غاية الصعوبة، خاصّة مع حبّهم الشديد للسكاكر والحلوى، وإعراضهم بشكل عام عن تنظيف الأسنان قبل النوم، ما قد يسبّب التسوّس والآلام للصغار. في قصّة اليوم، نكتشف مع نورة أهميّة العناية بالأسنان وتنظيفها بشكل دوري للحفاظ على صحّتها وإشراقتها! قصّة ممتعة لصغارك لتحفيزهم على اكتساب هذه العادة الصحيّة المهمّة.

بداية العطلة

كانت نورة تعيش في مدينة كبيرة تعج بالحياة والألوان، حيث تلمع ناطحات السحاب في النهار وتتلألأ الأنوار ليلًا… في حي هادئ وسط المدينة، كان هناك منزل صغير مليء بالزهور والأشجار العالية، في هذا المنزل عاشت نورة مع أسرتها.

نورة فتاة في العاشرة من عمرها، ذات شعر بني ناعم وعينين لامعتين تبرزان فضولها الدائم لمعرفة كل جديد. كانت طيبة وبشوشة فابتسامتها التي لا تفارق وجهها، لكنها كانت دائمًا مشغولة باللعب والمغامرات. كانت تحب الرسم والركض مع أصدقائها في النادي الصيفي القريب، وتحب استكشاف المدينة مع عائلتها في عطلات نهاية الأسبوع.

في هذا الصيف، ومع بداية العطلة الصيفية، كانت نورة متحمسة لقضاء وقت طويل في النادي الصيفي؛ لأنّها تتوق للحرية واللعب في الهواء الطلق، لكن هناك أمر واحد لم تكن تحبه في أي وقت وتهمله أكثر في العطلة وهو: تنظيف أسنانها.

كانت أمها، التي تهتم كثيرًا بصحة نورة، تحرص على تذكيرها كل صباح:

“نورة، لا تنسي غسل أسنانك جيدًا قبل الذهاب إلى النادي، الأسنان النظيفة تجعل ابتسامتك أجمل.”

لكن نورة كانت ترد بابتسامة طفولية:

“لاحقًا يا أمي… سأغسلها عندما أعود.”

وعندما يعود المساء، وبعد اللعب والمرح في النادي، كانت تقول لنفسها:

“غدًا سأغسلها، الآن أنا متعبة جدًّا.”

أما صديقتها سارة، التي كانت مهتمة بأسنانها، فقد كانت دائمًا تحمل فرشاة أسنانها الصغيرة معها في النادي، وتقول بفخر:

“أنا أغسل أسناني مرتين يوميًّا، وأشعر دائمًا بالراحة والنظافة.”

فتضحك نورة وتقول لها:

“هذا ممل!”

بداية الألم

مرت أسابيع على إهمال نورة، وبدأت تشعر بألم مزعج في أحد أسنانها الخلفية، لكنها لم تخبر أحدًا. استمر الألم في التزايد، وأصبح يزعجها أثناء اللعب في النادي وخاصة عند النوم.

في إحدى الليالي، استيقظت نورة من الألم الشديد وركضت إلى أمها التي احتضنتها بحنان وقالت:

“لا تقلقي يا حبيبتي، سنذهب غدًا إلى طبيبة الأسنان.”

في العيادة، جلست نورة على الكرسي الكبير بقلق، وفتحت فمها لتفحص الطبيبة أسنانها بعناية. قالت الطبيبة بابتسامة مطمئنة:

“لديك تسوّس عميق، ولهذا تشعرين بهذا الألم.”

قالت نورة بخوف:

“هل سأفقد سني؟”

طمأنتها الطبيبة:

“سنحاول علاجه، ولكن كان من الممكن تجنب هذا الألم لو اعتنيت بأسنانك منذ البداية.”

وأوضحت:

“التسوّس يسبب ألمًا شديدًا قد يمتد إلى الرأس والأذن. والأسنان الصحية تساعدك على الابتسام بثقة وتناول الطعام بسهولة.”

ثم أضافت:

“اختاري معجون أسنان يحتوي على مكونات طبيعية مثل زيت النعناع أو الصبار، فهي تساعد على تهدئة اللثة وحماية الأسنان من الجراثيم، ولا تنسي تغيير فرشاة أسنانك كل ثلاثة أشهر لتبقى فعالة.”


الحلم العجيب

أثناء النوم حلمت نورة حلمًا غريبًا، حيث وجدت نفسها داخل عالم عجيب يشبه مملكة كبيرة داخل فمها! هناك، كان كل شيء مصنوعًا من الأسنان اللامعة واللثة الوردية، لكنها لاحظت أن بعض الأسنان كانت حزينة، بعضها مكسور وبعضها مغطى بالبقع السوداء.

فجأة، ظهرت الملكة لؤلؤة، ملكة الأسنان السعيدة، ترتدي تاجًا لامعًا من اللؤلؤ النظيف، وقالت بنبرة لطيفة:

“نورة، هذه مملكتي العظيمة، لكن انظري! بعض الأسنان تعاني بسبب الإهمال، والتسوّس هو عدونا الأكبر.”

ثم ظهرت الفرشاة الحكيمة، التي كانت ذات شعيرات ناعمة وابتسامة ودودة. قالت:

“تعالي، سأعلمك كيف تنظفين أسنانك بطريقة صحيحة. لا تنظفي أسنانك فقط بالتحريك ذهابًا وإيابًا، بل بحركات دائرية ناعمة من الأعلى إلى الأسفل. لا تنسي تنظيف كل الأماكن، تحديدًا خلف الأسنان واللثة؛ لأنها الأماكن التي يحب الجراثيم أن تختبئ فيها.”

أشارت الملكة لؤلؤة إلى خيط الأسنان الذي كان يلمع بين الأسنان وقالت:

“وهذا هو الخيط السحري، يساعدك على تنظيف الأماكن الضيقة بين الأسنان التي لا تصل إليها الفرشاة.”

ثم قالت الملكة:

“كما يجب عليك تنظيف لسانك بلطف، فهو مكان تتجمع فيه الجراثيم التي تسبب رائحة الفم الكريهة.”

وأكملت الفرشاة الحكيمة:

“استعملي معجون أسنان صحّيّ ومناسب لطبيعة لثتك وأسنانك.”

نظرت نورة حولها، ورأت الأسنان السعيدة تبتسم وتتلألأ، بينما ابتعدت الأسنان السوداء وهي تذبل. تعهدت نورة في قلبها أن تعتني بأسنانها جيدًا، وهتف كل سكان المملكة:

“نحن نثق بكِ يا بطلة مملكتنا!”

التغيير في النادي الصيفي و العناية بالأسنان

في صباح اليوم التالي، استيقظت نورة مبكرة قبل الذهاب إلى النادي الصيفي، وأحضرت فرشاة أسنانها الصغيرة ومعجون الأسنان الطبيعي. ذهبت إلى حمام النادي، وأمام مرآة الحمام نظفت أسنانها بحركات دائرية ناعمة، كما تعلمت من الملكة لؤلؤة والفرشاة الحكيمة، كانت تركز على تنظيف الأسنان الخلفية حيث كان الألم، وحرصت على تنظيف لسانها أيضًا بلطف.

خلال استراحة الغداء، أخرجت نورة خيط الأسنان السحري الذي اشترته حديثًا، وتعلمت من والدة صديقتها كيف تستعمله بحذر بين الأسنان. لاحظت سارة هذا التغيير وقالت:

“واو، نورة، تبدين محترفة! هل ستشاركيننا كيف تعتنين بأسنانك؟”

ابتسمت نورة وقالت:

“بالطبع! نظافة الأسنان سهلة وممتعة عندما تعرفين الطريقة الصحيحة.”

نظّم النادي نشاطًا كبيرًا بعنوان “ابتسامتنا سر سعادتنا”، حيث اجتمع الأطفال مع المشرفين، ورسموا ملصقات ولوحات ملونة تُظهر فرشاة الأسنان كبطلة تحارب التسوّس. تعلم الأطفال من خلال عرض مسرحي بسيط كيف يمكن للتسوس أن يدمر الأسنان وكيف تساعدهم الفرشاة والخيط والمعجون في الحفاظ عليها.

شاركت نورة مع أصدقائها ليلى وراكان في تقديم قصة قصيرة عن مملكة الأسنان السعيدة التي تحكمها الملكة لؤلؤة. استخدموا مجسمات وفرشًا وأسنانًا بلاستيكية لشرح كيفية التنظيف الصحيح. كان الجميع مستمتعين وتعلموا الكثير.

في نهاية النشاط، شكر المشرفون الفريق، وقالوا:

“أحسنتم! أنتم أبطال، وستجعلون النادي مكانًا أكثر صحة وسعادة.”

ومنذ ذلك اليوم، أصبحت نورة مصدر إلهام لأصدقائها في النادي، يلاحظونها وهي تحمل فرشاة أسنانها دائمًا، وتحرص على العناية بأسنانها جيدًا، وتعلم الآخرين بنفس الشغف.

نورة بطلة الابتسامة

مع مرور الأيام في النادي الصيفي، تحوّلت نورة من فتاة كانت تهرب من تنظيف أسنانها إلى بطلة حقيقية تهتم بصحة أسنانها وتلهم أصدقاءها بفعل الشيء نفسه. أصبحت نورة مثالًا يُحتذى به بين الأطفال، وكانت دائمًا تحمل معها فرشاة الأسنان ومعجون الأسنان الطبيعي في حقيبتها.

في إحدى جلسات النادي، نظمت المشرفة سعاد مسابقة صغيرة بعنوان “أفضل ابتسامة”. طلبت من الأطفال أن يحكوا قصصهم عن العناية بالأسنان أو يشاركوا نصائحهم. وقفت نورة أمام الجميع، وأخبرتهم عن حلمها في مملكة الأسنان السعيدة والملكة لؤلؤة التي علمتها كيف تنظف أسنانها بطريقة صحيحة.

وتابعت بحماس:

“أنا الآن أغسل أسناني مرتين يوميًّا، بحركات دائرية لطيفة، وأنظف لساني وأستخدم الخيط السحري الذي يساعد على إزالة بقايا الطعام بين الأسنان.”

تحدثت عن الألم الذي عانته في السابق، وكيف أن العناية بالأسنان والاهتمام الجيد بها هو الطريق إلى الابتسامة الجميلة والراحة أثناء الأكل والنوم.

ابتسم الأطفال بفضول، وبدؤوا يطرحون أسئلة حول أفضل الطرق للعناية بالأسنان، فأجابت نورة بكل ثقة مؤكدة أن اللعب والانشغال لا يمنعانها من الاهتمام بأسنانها.

في نهاية المسابقة، أعلنت المشرفة سعاد:

“كلنا فائزون عندما نهتم بصحتنا، لكن نورة استحقت لقب بطلة الابتسامة!”

صفّق الجميع، وعلّقت إدارة النادي لوحة شكر في المدخل كتبوا عليها:

“أبطال الابتسامة – نورة قائدة الصحة والبهجة”

منذ ذلك اليوم، أصبحت نورة بطلة النادي، حيث تلعب دورًا فعالًا في نشر الوعي بين أصدقائها، وتحرص على أن يكون النادي مكانًا نظيفًا وصحيًّا في كل شيء. كانت دائمًا تبتسم بثقة، وتعلم الجميع أن كل شيء نفعله في الحفاظ على صحتنا -مهما بدا سخيفًا- يجعلنا أكثر رضا وسعادة.

تعرّف على أهمية الغذاء المتوازن مع قصّة طبق الألوان المرح.

قنفوذ النَّزِق | قصة قصيرة للأطفال عن النوم المبكّر

يُعدّ النوم المبكر للأطفال من أهمّ العادات التي يجب أن يكتسبها أطفالنا، فهو لبنة أساسية التي تُبنى عليها صحّة الطفل ونموّه. وفي الوقت الذي ننظر إليه كوقت للراحة والسكون، ينطوي النوم على عملية معقّدة تحدث فيها الكثير من المعجزات الصغيرة. خلال النوم، يعمل الجسم على تجديد الخلايا وتقوية الجهاز المناعي وتثبيت المعلومات التي اكتسبها الطفل في النهار.

لكن ما الذي قد يحدث إن تجاهل الطفل أهميّة النوم؟! وأصرّ على السهر واللهو حتى وقتٍ متأخر في كلّ يوم؟ هذا ما سيُخبرنا به قنفوذ الصغير، في هذه القصّة الظريفة عن أهميّة النوم المبكّر للأطفال.

في غابة واسعة مليئة بالأشجار العالية والزهور الملونة، كانت الحيوانات تعيش بسلام ونظامٍ، تبدأ يومها مع بزوغ الفجر، تنشط وتلعب تحت أشعة الشمس، ثم تستعد للنوم عندما يحلّ المساء، ويغمرها هدوء النجوم…

كلّ شيء في الغابة يسير بانسجام؛ الطيور تستيقظ باكرًا لتغني، الأرانب تجري إلى المدرسة بنشاط، والدببة الصغار تنامُ بعد العشاء مباشرة وهي تعانق دُماها المفضّلة.

لكن كان هناك من لا يُشبههم تمامًا…

إنه قنفوذ الصغير، يعيش في بيت دافئ في قلب شجرة بلّوط قديمة، ذكي، محب للاستكشاف، وفضولي إلى حدٍّ كبير… لكنه لا يحب النوم أبدًا!

حين تنام الغابة، يبدأ يوم قنفوذ الحقيقي! فيتسلّل إلى قصصه السرية، يراقب القمر من نافذته الصغيرة، ويقول لنفسه كل ليلة:

“سأنام بعد دقيقة… فقط دقيقة واحدة أخرى!”

تمرّ الليالي وهو يسهر، يضحك، ويؤجل النوم ظنًّا منه أن النوم ممل، وأنّه يفوت عليه الكثير من المغامرات والأحداث، وأنّ المتعة لا تأتي إلا بعد أن ينام الجميع.

لكن…شيئًا فشيئًا، بدأت الغابة تتغير في عينيه… النهار صار متعبًا، اللعب صار مرهقًا، والمزاج صار غائمًا، وكأن السهر سرق منه شيئًا جميلًا لم يعرفه من قبل.

الفوضى الصباحية

لكنّه لم يكن يشعر بالراحة التي يشعر بها الجميع، كان يشعر بثقل في عينيه، وكسل في جسده الصغير.

ركض نحو نافذته لينظر إلى السماء الزرقاء، ثم نظر إلى ساعته الصغيرة.

يا للأسف! لقد تأخر كثيرًا!

حاول بسرعة ارتداء ملابسه، لكنّه وقع في فوضى: حذاؤه الأيسر غير موجود، وحقيبته ملقاة على الأرض.

ركض خارج البيت وهو يلهث.

تبعته الدبة الصغيرة “ماما توت” بابتسامة مُحِبّة لكنها قلقة:

“يا قنفوذ، هل نمت جيدًا الليلة؟ أنت تبدو متعبًا جدًّا.”

لم يرد قنفوذ، ركض نحو الحافلة التي بدأت تتحرك.

حاول اللحاق بها لكن قدمه انزلقت على حجر صغير، وسقط على ركبتيه، فأصاب يده بالوحل.

وقف، نظف يده بعجل، وأسرع للحاق بالحافلة، لكنه كان متأخرًا بالفعل.

شاهد الحافلة تبتعد أمامه، ووقف على الرصيف يشعر بالحزن.

وصل إلى المدرسة بعد قليل سيرًا على الأقدام، وجهه متعب، وملابسه متسخة قليلًا.

الحصة المتعبة

جلس قنفوذ في صفه، ورفع رأسه ببطء محاولًا التركيز، لكنّ عينيه كانتا ترفرفان من التعب.

كانت “بومة الحكيمة” تشرح درسًا عن الكواكب بنبرة هادئة وصوت شجي، يعانق كل كلمة فيه شغفًا وعلمًا.

لكنّ قنفوذ لم يكن يستمع؛ كان يفكر في لعبته التي تركها في البيت، وفي قصته المفضلة التي لم يكملها، وفي حلمه بأن يسهر أكثر.

حين سألته المعلمة فجأة عن أكبر كوكب في المجموعة الشمسية، لم يستطع الرد بسرعة، فقال بحيرة:

“ممم… كوكب العسل؟”

ضحك الطلاب جميعًا، واحمرّ هو خجلًا.

اقترب منه الأرنب رعد وهمس له:

“قنفوذ، النوم مهم يا صاحبي! لا يمكنك أن تنجح إن كنت تشعر بالنعاس في الصف طوال الوقت!”

تمنّى قنفوذ لو استطاع أن ينام جيدًا، لكنه لم يعرف كيف يغيّر عادته.

نسيان وغضب

في وقت توزيع الواجبات، جاء دور قنفوذ ليُسلّم ورقته.

بحث في حقيبته، لكنه لم يجدها! قلب حقيبته مرارًا، وأدرك أنه نسيها في البيت.

تملّكه الغضب والخجل، فصرخ:

“لا أحتاج مساعدتكم! أستطيع حلها وحدي!”

تفاجأ الأصدقاء من تصرفه، وابتعدوا عنه بهدوء.

جلست بجانبه السلحفاة روان، التي تعرف أن التعب يؤثر على المزاج، وقالت له بلطف:

“قنفوذ، أنت تعبان جدًّا. عندما لا ننام كفاية، نصبح سريعي الغضب وننسى الأشياء بسهولة.”

نظر قنفوذ إلى الأرض، وشعر بالحزن. كان يريد أن يكون كائنًا سعيدًا وهادئًا كما كان قبل فترة.

حديث المساء

عاد قنفوذ إلى بيته الصغير تحت شجرة البلوط.

كان المنزل دافئًا وهادئًا، مع نوافذ صغيرة تفتح على الغابة المظلمة.

في زاوية البيت، جلست جدته “ميمو” تنتظره، تحمل كوبًا دافئًا من الحليب بالعسل.

قالت له بابتسامة دافئة:

“يا قنفوذ، الجسم يحتاج للراحة كي يكبر ويكون قويًّا. النوم هو وقت العلاج والتعافي.”

جلس قنفوذ بجانبها، وأخذ رشفة من الحليب الدافئ، وأغمض عينيه للحظة.

قال بصوت خافت:

“أنا أشعر بالتعب، ولا أستطيع التركيز… ماذا أفعل يا جدتي؟”

ابتسمت جدته وقالت:

“جرب أن تنام مبكرًا الليلة. أجربها معك، وسنرى كيف ستشعر في الصباح.”

التجربة الجديدة

في تلك الليلة، أطفأ قنفوذ ألعابه، وغسل أسنانه، واستلقى على سريره المصنوع من أوراق البلوط الناعمة.

الهدوء كان يعم الغرفة، والنجوم تلمع كحبات الماس من نافذته.

تنفس بعمق، وغلق عينيه.

بدأ يحلم بأماكن جميلة، حيث كان يركض ويلعب بسعادة دون تعب أو غضب.

صباح المفاجأة

في الصباح التالي، استيقظ قنفوذ مبكرًا قبل أن تشرق الشمس بقليل.

شعر بنشاط لم يشعر به منذ زمن بعيد، وأصبح كل شيء يبدو أجمل وأوضح.

تناول فطوره بسرعة، وحزم حقيبته بكل حماس، ووصل إلى المدرسة قبل أصدقائه.

في الصف، أجاب عن الأسئلة بسهولة، وتذكر كل شيء تعلّمه... وفي وقت اللعب ركض بسعادة مع الجميع، وابتسامته تملأ وجهه.

قالت المعلمة بومة الحكيمة بسعادة:

“يا له من تغيير رائع! يبدو أن النوم الجيد يفعل العجائب.”

ابتسم قنفوذ وقال بفخر:

“النوم المبكر هو سر الطاقة والسعادة!”

الخاتمة

منذ ذلك اليوم، تغير قنفوذ كثيرًا، وصار ينام باكرًا كل ليلة، لا يؤجل النوم كما كان يفعل من قبل. أصبح يستيقظ مع شروق الشمس، مليئًا بالنشاط والطاقة، جاهزًا ليوم جديد من المغامرات واللعب والتعلم.

في المدرسة، لاحظ الجميع الفرق الكبير في قنفوذ. لم يعد يتأخر أو ينسى واجباته، بل صار من أكثر الأطفال انتباهًا واجتهادًا. كان يرفع يده ليجيب على الأسئلة بحماس، ويشارك في الأنشطة بابتسامة مشرقة لا تفارقه.

وفي وقت اللعب، أصبح قنفوذ سريع الحركة، يلعب مع أصدقائه بفرح، ويضحك من قلبه. حتى أنه أصبح يساعد من كانوا يعانون مثله سابقًا، يُخبرهم بقصة نومه الجديدة، ويشجعهم على النوم مبكرًا ليشعروا بسعادة ونشاط مثله.

ذات يوم، اجتمعت حيوانات الغابة الصغيرة في حفلة مسائية، وطلبوا من قنفوذ أن يخبرهم بسرّ نشاطه الجديد. وقف قنفوذ أمام الجميع، وابتسم قائلًا:

“السرّ هو النوم المبكر يا أصدقائي! النوم ليس فقط للراحة، بل هو وقت ينمو فيه جسدكم، ويزداد فيه ذكاؤكم، ويهدأ فيه قلبكم.”

ابتسم الجميع، وقرروا أن يجعلوا النوم عادة جميلة في حياتهم.

عاد قنفوذ إلى بيته الصغير تحت شجرة البلوط، فتح نافذته لينظر إلى النجوم المتلألئة، وقال لنفسه وهو سعيد:

“النوم صديقي الجديد، وشريك كل مغامراتي القادمة.”

وهكذا، عاش قنفوذ سعيدًا ونشيطًا، وكل ليلة ينام باكرًا ليستيقظ بطل الغابة الصغير مستعدًا لتحقيق أحلامه الكبيرة.

نصيحة من قنفوذ

لا تؤجل النوم من أجل اللعب أو القصص أو الأجهزة.

عقلك يحتاج النوم لينمو، وقلبك يحتاج الراحة ليكون مطمئنًا،

وجسمك يحتاج الليل كي يستعد ليوم جديد ومليء بالمغامرات.

اقرأ أيضًا: 5 قصص أطفال لعمر 8 سنوات

اقرأ المزيد من القصص القصيرة الملهمة للكبار والصغار.

قصة الفراولة للأطفال: مغامرة ماري في المملكة السحرية

يواجه العديد من الآباء صعوبة يومية في إقناع أطفالهم بتناول الفواكه والخضراوات. فغالبًا ما يزداد عناد الأطفال حين محاولة إقناعهم بتناول الأطعمة المفيدة. لذلك، يلجأ الآباء إلى البحث عن حلول مبتكرة لتشجيع أطفالهم على تناول الفواكه. ومن بين هذه الحلول الفعّالة استخدام القصص التي تتناول الفواكه والخضروات، حيث يمكنك تقديمها على أنها أبطال مغامرات شيقة. بهذه الطريقة، يمكنك تغيير نظرة الأطفال تجاه الطعام الصحي وتشجيعهم على تناوله.

في مغامرة جديدة، ستخوض ماري تحدّيات في مملكة الفراولة السحرية، حيث ستتعرف على الفوائد العجيبة للفراولة التي لم تكن تعلمها. ماذا ستتعلم ماري؟ وهل ستغير رأيها بعد هذه المغامرة؟ لنتابع معنًا قصة ماري والمملكة السحرية.

قصة الفراولة للأطفال: مغامرة ماري في المملكة السحرية

تدور أحداث قصتنا حول ماري ذات التسعة أعوام. ماري فتاة مرحة وذات قلب طيب، لكن هناك أمرًا واحدًا يُعكّر صفو سعادة والديها هو كرها الشديد لتناول الفواكه، وخاصةً الفراولة. ومهما حاول والداها إقناعها بتناول الفراولة الحمراء بطرق شتى، كانت تهز رأسها بعناد وترفض بشدة. لم يعرف الأب ماذا يفعل لإقناع ابنته، وهو يعلم جيدًا فوائدها الصحية العديدة. وذات يوم، وبينما كان يجلس الأب في حديقة البيت، خطرت له فكرة. وقرر أن يزرع الفراولة في مكان مميز بالحديقة، أملًا في أن تتعلّق ابنته بها شيئًا فشيئًا.

في أحد الأيام، جلست ماري بجانب والدها في الحديقة، تتأمل الأزهار وتستنشق عبيرها الفواح، متجاهلةً نبتة الفراولة التي زرعها والدها. وبينما كانت تلعب بين الأزهار، لفت انتباهها فراشة بديعة، تزهو أجنحتها بألوان لم ترَ مثلها من قبل. انطلقت ماري خلف الفراشة الجميلة، تجري وتلعب معها. بينما كانت تتبع الفراشة، ظهر فجأة ضوء ذهبي غريب، يشعّ بقوة من خلف الشجرة الكبيرة.

اقتربت ماري من الشجرة بفضول لمعرفة مصدر الضوء الغريب. وما إن وصلت، حتى خرج من بين الأوراق مخلوق صغير له جناحان رقيقان يلمعان كالزجاج. قال المخلوق بابتسامة: “مرحباً يا ماري، هل ترغبين في الانضمام إليّ في مغامرة ممتعة؟”

شعرت ماري بالدهشة والخوف، فسألت بفضول: “من أنت؟ وكيف خرجت من الشجرة؟”

أجاب المخلوق: “أنا أدعى “وميض”، حارس مملكة الفراولة السحرية. ولقد تم اختياركِ لزيارة مملكتنا واكتشاف فوائد الفراولة العجيبة بنفسك. هيا، اصعدي على أجنحتي، لننطلق في مغامراتنا”.

تحمّست ماري للفكرة، ومدت يدها إلى وميض، وبمساعدته صعدت على ظهره. في تلك اللحظة، أحاط بهما ضوء ذهبي لامع، دُهشت مارى للحظة وأغمضت عينيها بخوف. وعندما فتحتهما مجددًا، وجدت نفسها في عالم مذهل لم ترَ مثله من قبل.

رأت تلالاً خضراء واسعة مغطاة بآلاف حبات الفراولة الحمراء. كما رأت أنهارًا من عصير الفراولة اللذيذ، وبيوتًا على شكل حبّات عملاقة من الفراولة، لقد كان عاملًا سحريًا مثيرًا للدهشة.

قال وميض مبتسمًا: “مرحبًا بكِ يا ماري في مملكتنا السحرية. كل شيء هنا مصنوع من الفراولة. لكننا لا نأكلها فقط بسبب طعمها اللذيذ، بل لأنها تمتلك فوائد كثيرة”.

ردّت ماري: “أنا لا أحبها، لكنني جئت معك لأرى هذا العالم السحري”.

قال وميض: “أعلم ذلك، ولهذا السبب اخترناكِ أنت تحديدًا. أعدك بأنكِ ستُغيرين رأيك في نهاية رحلتنا”.

ثم تابع حديثه قائلًا: “إنها ليست مجرد فاكهة عادية. كل حبّة تحمل قوة سحرية خاصة. عندما تأكلينها، فإنها تمنحكِ جزءًا من قوتها. وكلما أكلتِ أكثر، زادت القوة التي تكتسبينها”.

اتسعت عينا ماري بدهشة، وقالت وهي تنظر إليه بفضول: “قوة سحرية؟ لم أسمع بهذا من قبل. ما هي هذه القوة؟ أخبرني”.

ابتسم وميض وقال: “هيا بنا إلى نتجول في المملكة، وهناك ستكتشفين الأسرار السحرية للفراولة”.

انطلق وميض وماري في رحلتهما السحرية، وبينما كانا يحلقان بين التلال، مرّا على نهر يتدفق منه عصير الفراولة الطازج، ورأت حوله أطفال يلعبون بنشاط وسعادة على ضفّتيه. ملأت رائحة الفراولة المكان، فتوقفت ماري فجأة، واضعة يدها على أنفها، وقالت بتردد: “رائحة الفراولة قوية جدًا، لا أستطيع التقدم”.

شجّعها وميض على التقدّم، وقال: “لا تقلقي يا ماري، ستتعودين عليها. هذا هو نهر المناعة. تحتوي الفراولة على كميات كبيرة من فيتامين C، وهو فيتامين مهم يساعد الجسم على مقاومة الأمراض والفيروسات. يُعدّ بمثابة درع قوي لحمايتك وتقوّية جهازكِ المناعي”.

تعجّبت ماري وقالت: “حقًا؟ لم أكن أعلم أنّ هذه الفاكهة تملك هذه القدرة العجيبة على الحماية من الأمراض”.

وفي تلك اللحظة، شاهدت ماري مجموعة من سكان المملكة يحملون طفلًا يعاني من زكام، ويضعونه بالقرب من النهر، وقدموا له كأسًا من العصير. شرب الطفل العصير، وما هي إلا لحظات حتى بدأت أعراض المرض تقل تدريجيًا، وشعر بتحسّن. لم تصدق ماري ما شاهدته، وقالت: “هل هذا بسبب ذلك العصير؟”

أجابها وميض: “إنها فقط البداية يا ماري. هل ترغبين بتجربة العصير؟”

ترددت ماري قليلًا، ثم هزّت رأسها وقالت: “لا، ليس الآن”.

ابتسم وميض وقال: “حسنًا، لن أضغط عليكِ. ما زالت أمامنا مغامرات كثيرة. هيا بنا نُكمل جولتنا”.

ثم انطلقت ماري مع وميض نحو حديقة شاسعة تملؤها الألوان. وجدت مجموعة من الأطفال يجلسون في أركان الحديقة، يقرأون الكتب ويلعبون ألعاب ذهنية ممتعة.

تعجّبت ليلى من قدرة الأطفال، وسألت وميض: “كيف يستطيع هؤلاء الأطفال حلّ هذه الألغاز المعقدة”.

أجاب وميض: “هذه الفائدة الثانية للفراولة، فهي تحتوي على مضادات أكسدة تساعد على تحسين التركيز، وتدعم وظائف الدماغ والذاكرة. كما أنها تُقلل من خطر الإصابة بأمراض خطيرة، مثل: الزهايمر”.

قاطعته ماري، وقالت بثقة: “أنا لا أحتاجها، يمكنني حل اللغز بسهولة”.

أخذت ماري ورقة اللغز وبدأت تفكر في الإجابة، لكنها لم تتمكن من حلّه. بدا عليها التوتر، فابتسم وميض وأخرج قطعة صغيرة من حلوى الفراولة وقدمها لماري لتتناولها، وقال: “جرّبي هذه”. ترددت ماري قليلًا ولكنها كانت ترغب في حلّ اللغز. فأخذتها وما إن مضغتها حتى شعرت بقوة غريبة، وبدأت الأفكار تتدفق في عقلها بسرعة. وخلال لحظات، استطاعت حلّ اللغز بسهولة.

تعجّبت ماري: “لم أكن أعرف أن للفراولة مثل هذه الفائدة”.

ضحك وميض، ثم أخذها إلى بحيرة سحرية تتلألأ مياهها وتفوح منها رائحة الفراولة. نظرت ماري بدهشة، فقد رأت مجموعة من الأشخاص ذوي الوزن الزائد ينزلون إلى البحيرة، وعندما يخرجون، يكونون أكثر رشاقة ونشاطًا.

دُهشّت ماري، قالت” كيف هذا؟”  

أجابها وميض: “هذه هي الفائدة الثالثة،. تلعب الفراولة دورًا مهمًا في عملية التمثيل الغذائي وحرق الدهون. كما أنها تحتوي على الألياف التي تزيد الشعور بالشبع لفترة أطول، مما يقلل الرغبة في تناول الطعام، ويساعد على خسارة الوزن”.

واصل الاثنان السير حتى وصلا شجرة كبيرة. كانت الشجرة مغطاة بحبات فراولة الشفافة والمتلألئة وكأنها مصنوعة من الزجاج. اقتربت ليلى من الشجرة، ولاحظت أن بشرتها أصبحت أكثر إشراقًا.

لاحظ وميض دهشتها، فقال: “الفراولة غنية بفيتامين C وحمض الساليسيليك، مما يساعد على نضارة البشرة، وتقليل ظهور التجاعيد، وتحافظ على شباب الجلد. كما أنها تُقلل من ظهور حب الشباب وتمنح البشرة إشراقًا طبيعيًا”. 

فجأة، ظهرت فتاة جميلة من خلف الشجرة، اقتربت من ماري وقالت: “أنا أستخدم قناع الفراولة الطبيعي مرة في الأسبوع، ولهذا بشرتي بهذا الصفاء”.

سألت وميض عن ماري، فأخبرها أنها في زيارة إلى مملكتهم لتتعلم فوائد الفراولة. تفاجأت الفتاة عندما علمت أن ماري لا تحب الفراولة، لكنها لم تقل شيئًا. بل قطفت حبة فراولة كبيرة، وتناولتها. وما إن مضغتها، حتى شعرت بالهدوء والسكينة.

فقال وميض: “هذه فائدة أخرى يا ماري، تساعد الفراولة على تهدئة الأعصاب وتخفف التوتر والقلق. كما أنها تُنظّم ضغط الدم لاحتوائها على عنصر البوتاسيوم”.

اتسعت عينا ماري أكثر فأكثر، فقد اكتشفت عالمًا جديدًا تمامًا. فلم تتخيّل أن فاكهة صغيرة بهذا الحجم قد تُخفي في داخلها قوى عجيبة.

طار وميض نحو طبق كبير مملوء بحبات الفراولة الحمراء اللامعة، وقال: “تفضلي يا ماري، هل تريدين تجربتها الآن”.

تردّدت ماري للحظة، لكنها تغلبت على تردّدها بدافع الفضول، ورغبتها في الاستفادة من هذه القوى السحرية. تناولت حبة صغيرة، وضعتها في فمها ببطء. في البداية، شعرت بطعم حلو ممزوج بالحموضة، لكن بعد لحظات، تسللت طاقة جديدة في جسدها. وشعرت برغبة مفاجئة في الركض والقفز.

ضحك وميض وقال: “هذا هو السحر يا ماري. هل تغيّر رأيك؟”

ردّت ماري: “نعم، يبدو أنني كنت مخطئة. إنها لذيذة”.

بعد أن تعلّمت ماري عن فوائد الفراولة المختلفة، قادها وميض إلى بوابة العودة، وقال: “سُعدت بزيارتكِ يا ماري. آمل أن أراك مرة أخرى وأنت تستمتعين بالفراولة “.

شكرت ماري وميض على الرحلة الممتعة. وبحركة سحرية منه، أحاط بها الضوء الذهبي مرة أخرى، وعادت ماري إلى منزلها في لمح البصر. وقفت ماري تحدّق حولها في الحديقة. ولم تدري هل كانت تحلم؟ أم أنها فعلاً زارت مملكة الفراولة السحرية؟ لكن الشيء الوحيد الذي تأكّدت منه أنها أحبت رائحة الفراولة التي زرعها والدها في الحديقة.

اقرأ أيضًا: قصة للأطفال عن توفير المال: سامر والديناصور الأخضر

ومنذ ذلك اليوم، لم تتوقف ماري عن تناول الفراولة. فقد تعلّمت درسًا مهمًا عن أهميتها الحقيقية، وعرفت أنها ليست مجرد فاكهة لذيذة، بل هي كنز مليء بالفوائد. فهي غنية بمضادات الأكسدة التي تحافظ على نضارة بشرتها، كما تمنحها الطاقة والنشاط لتلعب وتتعلم وتستكشف العالم بكل حماس.

قصة قصيرة حول تقبل الآخرين| الثعلب واللقلق

خلقنا الله مختلفين في أشكالنا وصفاتنا، فكلٌّ منا يحمل جماله الخاص بطريقته الفريدة. وفي عالمنا الكبير، قد نصادف من لا يشبهنا، وهذا لا يعني أبدًا أن نسخر أو نتنمّر على غيرنا، بل هي فرصة رائعة لتعلّم كيفية تقبل الآخرين واحترام مشاعرهم.

وفي قصتنا اليوم، تعلّم الثعلب درسًا لا يُنسى، درسًا مهمًا عن أن الاختلاف ليس عيبًا، بل ميزة مهمّة تزهر بها حياتنا. فلنقرأ معًا قصة “الثعلب واللقلق” ونتعلّم منها الاحترام وتقبل اختلافات الآخرين.

قصة الثعلب واللقلق ودرس في تقبل الآخرين

في قديم الزمان، في غابة خضراء مليئة بالأشجار والحيوانات المختلفة، عاش ثعلب ذكي وماكر، وكان الثعلب يشتهر بدهاءه وسخريته من باقي الحيوانات. أما جاره، طائر اللقلق، فكان طيب القلب، ولا يؤذي أحدًا، ويكنّ الاحترام للآخرين ويتقبل اختلاف كل واحد منهم، ويرى أن اختلافهم هو سرّ جمال الغابة، على عكس طبيعة الثعلب المكار.

على الرغم من كونهما جارين لا يفصل بين منزليهما سوى خطوات معدودة، إلا أن الثعلب واللقلق لم تربطهما أيّة صداقة. فقد كان الثعلب يُحب مضايقة اللقلق كثيرًا، ويسخر من منقاره الطويل وشكله المختلف عن باقي الحيوانات. ولم يكتف بذلك فقط، بل ويتفنن في صنع المقالب واختيار كلمات تُضحك بقية الحيوانات على مظهره المختلف. لم يملك اللقلق المسكين سوى الصمت وتجنب السخرية الجارحة.

وفي إحدى الليالي، شعر الثعلب بالملل، فجلس يُفكّر مليًا في طريقة لكسر هذا الملل. وما لبث أن خطرت في ذهنه خطة ماكرة يتسلّى بها على حساب مشاعر اللقلق الطيب. وما إن أشرقت الشمس، حتى توجّه الثعلب مسرعًا إلى منزل جاره اللقلق وقال بإبتسامة ماكرة: “مرحبًا يا جاري، أودّ أن أدعوك لتناول العشاء في بيتي غدًا.”

فرح اللقلق كثيرًا بدعوة الثعلب على العشاء، فهو يُحب مشاركة الأصدقاء على العشاء وقضاء وقت ممتع معهم. ظنّ اللقلق أن الثعلب ربما يريد أن الاعتذار عن تصرفاته السابقة، ولم يكن يدرك نية الثعلب الحقيقية. فابتسم اللقلق وردّ قائلاً: “بالطبع سأحضر في الموعد أيها الثعلب، أتمنى أن نقضي وقتًا ممتعًا سويًا. أشكرك على هذه الدعوة اللطيفة”.

وفي صباح اليوم التالي، شرع الثعلب في تنفيذ خطته الماكرة. فقد قرر أن يُحرج اللقلق، لا أن يعتذر له كما ظنّ. بدأ بترتيب منزله وأعدّ العشاء. جهّز حساءً لذيذًا، ولكنه سكبه في طبقين مسطحين، وهو يتخيل منظر اللقلق المسكين وهو يحاول أن يأكل بمنقاره الطويل دون جدوى.

وصل اللقلق في الموعد المتفق عليه مبتسمًا، وأحضر معه هدية لطيفة ليُقّدمها للثعلب ليشكره على دعوته. دقّ اللقلق جرس الباب، وعندما فتح الثعلب الباب، قال اللقلق: “مساء الخير يا جاري، شكرًا لدعوتي إلى منزلك، وأرجو أن تقبل هذه الهدية مني”.

أجاب الثعلب بخبث: “تفضل يا صديقي، لنجلس ونتناول العشاء ونتسامر سويًا”.

ثم ذهب إلى المطبخ وأحضر الأطباق، وقال مبتسمًا: “تفضل هذا الحساء لقد أعددته خصيصًا لك”.

جلس الاثنان سويًا على طاولة العشاء، وتناول الثعلب الحساء بسرعة وراحة، بينما حاول اللقلق أن يتناول الحساء ولكنه لم يتمكّن من ذلك بسبب منقاره الطويل المدبب، سكت اللقلق ولم يرد أن يُحرج الثعلب وقال: “إنني لا أشعر بالجوع هذه الليلة”.

لم يبال الثعلب بما قاله اللقلق، ورد ساخرًا: ” لم آكل حساء بهذه اللذة منذ زمن، لقد استمتعت كثيرًا بهذه الوجبة المذهلة”.

شعر اللقلق بالاستياء من خدعة الثعلب المكّار، لكنه لم يظهر علامات للغضب أو الحزن، بل بقي هادئًا، وفهم أن الثعلب خطط لهذه المكيدة مسبقًا.

شكر اللقلق الثعلب على وجبة العشاء، وعاد إلى بيته حزينًا ومستاءً مما فعله الثعلب. فكر بهدوء وقال لنفسه: ” أحيانًا لا يفهم الآخرون أننا مختلفون عنهم. وربما يعتقدون أن السخرية على اختلافنا شيء ممتع. سأعلمك درسًا لن تنساه أيها الثعلب”.

وبعد أسبوع من تلك الليلة، تفاجأ الثعلب حين فتح الباب ووجد اللقلق واقفًا أمام منزله. استغرب الثعلب من وجود اللقلق، فهو لم يره منذ ذلك الليلة.

قال اللقلق: “مساء الخير يا صديقي العزيز، أريد دعوتك لتناول وجبة العشاء معي غدًا، هل ترغب بالقدوم؟”.

لم يشك الثعلب في سبب الدعوة، وقال في نفسه:” ربما يودّ أن يرد لي الوجبة التي أعددتها له سابقًا، يالها من طائر ساذج”.

قطع اللقلق تفكير الثعلب، وقال: “ما رأيك يا صديقي؟”.

وأجاب مبتسمًا: “حسنًا، سآتي أيها اللقلق، انتظرني غدًا”.

وفي اليوم التالي، توجّه الثعلب إلى منزل اللقلق فرحًا ومتشوقًا لتناول الوجبة. استقبله اللقلق بابتسامة رقيقة، وقال: “تفضل يا صديقي، أشكرك على تلبية دعوتي، هيا لنتناول العشاء، لقد أعددت لك أشهى الأطباق”.

عندما دخل الثعلب إلى المنزل، اندهش من طاولة الطعام الممتلئة بالأطباق اللذيذة والشهية، وجلس على كرسيه وبدأ ينظر إلى الطعام ويعلو على وجهه ابتسامة كبيرة. ثم استأذنه اللقلق ليحضر الطبق الرئيسي من المطبخ.

عاد اللقلق بعد لحظات حاملاً بين يديه طبقين، وصعق الثعلب ممّا رآه! لقد كان اللقلق يحمل جرّتين طويلتين فيهما سمك مشوي تفوح رائحته الرشهية في الأرجاء. ابتسم اللقلق وقال: “تفضل يا صديقي، لقد أعددت لك السمك الذي تحبه”.

حاول الثعلب التقاط الطعام، لكنه لم يستطع إدخال فمه داخل الجرة، لأنها كانت طويلة وضيقة جدًا على فمه القصير، بينما استمتع اللقلق بتناول السمك بسهولة.

شعر الثعلب بالحزن والإحراج، لأنه لم يتمكن من تناول الطعام الشهي اللذيذ. نظر إلى اللقلق وقال: “أعتقد أنني فهمت الآن ما تريد قوله.”

أنهى اللقلق طعامه وقال بهدوء: “لم أرد أن أؤذيك أو أغضبك في تلك الليلة، رغم أنك آذيت وجرحت مشاعري. ولكني اليوم أردتك أن تعرف ما شعرتُ به أنا في تلك الليلة. وأن تحسّ بما يحسّ به الآخرون عندما يكونون في مكان لا يقبل اختلافهم. أردتك يا صديقي أن تعرف أن اختلافنا لا يعني أن نسخر من بعضنا البعض، بل أن نحترم بعضنا.”

نظر الثعلب إليه بخجل وقال: “كنت أظن أن السخرية ممتعة، ولم أدرك أن ذلك يؤذي مشاعرك ويسبب لك الحزن”. وتابع كلامه قائلاً: “لقد تعلمت الدرس، فهمت أننا يجب أن نحترم اختلاف بعضنا ونتقبل الآخرين كما هم، ونفكر في طريقة تناسب الجميع لنحافظ على صداقتنا”.

اعتذر الثعلب، وعانق اللقلق، وقال:” أعتذر يا صديقي، أتمنى أن تسامحنى على ما فعلته بك، وأود أن تكوني صديقي على الرغم من اختلافتنا الخارجية”.

مدّ اللقلق جناحيه وضم الثعلب إليه، ثم قال مبتسمًا: “بالطبع يا صديقي، اختلافنا لا يُفرقنا، بل يجعل صداقتنا مميزة.”

وفي تلك اللحظة، نهض اللقلق، ودخل إلى المطبخ، وعاد وهو يحمل طبقًا مسطّحًا عليه السمك الذي يحبه الثعلب، وقال: “لقد أعددتُ هذا لك، لتأكله كما تحب.” ضحك الصديقان وتناولا الطعام وتحدثا معًا طوال الليل.

ومنذ ذلك اليوم، أصبح كلّ من الثعلب واللقلق صديقين مقرّبين، وأخذا يمضيان الوقت معًا، ويتحدثان ويتسامران معًا، ويلعبان الألعاب، ويُحضّران الوجبات معًا بطريقة تناسب كليهما.

اقرأ أيضًا: قصة عن الكذب للأطفال: الراعي والذئب

تعلّم الثعلب درسًا مهمًّا في تلك الليلة، وأدرك أهمية تقبل الآخرين، وأدرك أنّ اختلافهم عنه لا يُبرر السخرية منهم والتنمرّ عليهم، بل يجب عليه أن يتقبّل ويحترم اختلافهم، ويفكّر في طريقة تناسب الجميع، ليتمكن من الحفاظ على صداقته معهم. ومنذ ذلك اليوم، قرّر أن يتغير ويصاحب الجميع، مهما كان شكلهم أو صفاتهم.

وأنت يا صغيري، تذكّر دائمًا أن جميعنا مختلفون، لكل منا لونٌ وشكلٌ خاص به، هذا الاختلاف هو السر الذي يضيف جمالاً خاصًا إلى الحياة. تخيّل لو أنّنا جميعًا متشابهون! لن تكون الحياة حينها ممتعة أو مميزة، بل مملّة باهتة! لذلك، تعلّم من قصتنا أن تتقبل الآخرين كما هم، وألاّ تسخر من اختلافاتهم أو تتنمر عليهم. بدلاً من ذلك ساعدهم وكن لهم صديقًا وفيًا. فالأصدقاء الحقيقيون هم من يتقّبلون بعضهم البعض على الرغم من اختلافهم.

اقرأ المزيد من القصص الملهمة.

مغامرة مها وإيمان في الغابة

في إحدى أيّام الربيع الجميلة، خرجت أسرة مها وإيمان في نزهة  إلى الحديقة على طرف المدينة، وذلك للاستمتاع بالجو الجميل، وقضاء الوقت بين أحضان الطبيعة حيث الهواء النقي، وأشعة الشمس الدافئة، والأزهار والطيور كلها تحتفل بقدوم فصل الربيع.

فرحت مها وإيمان كثيرًا بهذه النزهة، وبمجرّد أن وصلت العائلة إلى الحديقة، حتى انطلقت الفتاتان تركضان وتقفزان هنا وهناك، تلاحقان الفراشات، وتتأملان النملات الصغيرة، وتغنيان مع الطيور، لكنّهما سرعان ما شعرتا بالملل، وجلستا تحت ظلّ إحدى الأشجار تفكّران في أمر ممتع آخر للقيام به.

فجأة قالت مها لإيمان:

“ما رأيك أن نذهب إلى الغابة الكبيرة، ونستكشف ما فيها؟”

أجابت إيمان:

“ولكن، لا أعتقد أنا ماما ستسمح لنا بذلك…”

ردّت مها:

“لا تقلقي، سنذهب دون أن تلحظ هي أو بابا غيابنا، وسنعود بسرعة…اُنظري، تلك الغابة تبدو كعالم سحري مليئ بالطيور الجميلة والحيوانات الظريفة المتنوعة.”

تحمّسست إيمان، ووافقت على هذه الخطّة. وهكذا تسلّلت الفتاتان إلى الغابة بينما كانت أمهما منشغلة بإعداد وجبة خفيفة، وكان الأب يقرأ كتابًا تحت إحدى الأشجار.

بدأت مها وإيما تستكشفان المكان، ومع كلّ خطوة كانتا تخطوانها في الغابة كان حماسهما يزداد وفضولهما يشتدّ. نظرتا إلى الأشجار العالية الباسقة وأغصانها تعانق السماء، ورأتا أشجارًا أخرى تتشابك أغصانها معًا في منظر جميل ساحر. 

وسارتا بين الحشائش الخضراء المنعشة، واستنشقتا عبير أزهار الأقحوان وشقائق النعمان بألوانها الجذابة المفرحة، بل وقطفتا باقات منها لتصنعا منها تاجًا جميلاً من الزهور الربيعية الفوّاحة.

قالت إيمان بفرح:

“المكان جميل للغاية، يبدو حقاً كعالم سحري!”

أجابت مها:

“نعم، فصل الربيع يزيد الغابة جمالاً، كما لو أنّ الطبيعة تحتفل بقدومه، وتعبّر عن سعادتها بعودة الدفء بعد أشهر الشتاء الباردة”.

وبينما كانت الفتاتان تتحدّثان، سمعتا فجأة صوت حفيف من خلف الشجيرات، فشعرتا بالخوف لأنهما اعتقدتا أنه حيوان مفترس، لكن خوفهما سرعان ما تلاشى عندما رأتا أرنبًا صغيرًا أبيض اللون يظهر من خلف الشجيرات، وينظر إليهما بعينيه البرّاقتان.

صاحت مها بفرح:

“اُنظري! يا له من أرنب ظريف!”

ردّت إيمان:

“ظريف جدًّا!”

وأضافت مها على الفور، بحماس:

“هيا لنمسك به ونلعب معه!”

لكن إيمان كانت متردّدة بعض الشيء، فقالت:

“لكنّه سريع للغاية، لن نتمكّن من إمساكه بسهولة!”

أجابت مها:

“سنحاول على أيّة حالّ”

ثم انطلقت نحو الأرنب الصغير تحاول الإمساك به، فقفز هذا الأخير، وهرب بعيدًا ولحقت به مها وعيناها تلمعان سرورًا وإثارة، ومن ورائها إيمان.

وأثناء لحاقهما بالأرنب، لم تلحظ الأختان أنّهما قد توغّلتا كثيرًا في الغابة، وابتعدتا عن الحديقة حيث أبواهما.

وبعد مطاردة لوقت طويل، شعرت الفتاتان بالتعب، واختفى الأرنب بين الشجيرات الكثيفة دون أثر. فتوقفت الفتاتان لبرهة، وانتبهتا حينها أنهما قد توغلتا في أعماق الغابة دون أن تشعرا بالوقت، وهما الآن لا تعرفان طريق العودة.

قالت إيمان بخوف:

“يا إلهي نحن ضائعتان الآن، كيف سنعود إلى الحديقة؟”

أجابت مها:

“لا تقلقي… سنجد حلاًّ!”

في حينها، ظهر لهما الأرنب من جديد، وكان يبدو عليه الخوف، وسمعتا مجدّدًا حفيفًا من أعلى الشجرة فنظرتا إلى الأعلى، ورأتا ثعبانًا طويلاً يتدلّى من إحدى الأغضان، ويتجه نحو الأرنب الصغير المسكين.

أصيبت الفتاتان بالذعر، لكن مها استجمعت قوّتها، ونظرت من حولها، فوجدت غصنًا كبيرًا، فحملته وركضت نحو الثعبان وضربته على رأسه بكامل قوّتها. 

سقط الثعبان على الأرض من شدّة الضربة، وكان في حالة ذهول، فلم يعرف ما أصابه، ثمّ فرّ هاربًا.

قالت مها للأرنب الذي كان ما يزال في مكانه:

“أنت بأمان الآن!”

اقترب الأرنب بخطوات متردّدة من الفتاتين، فقد عرف أنّهما طيبتان ولا تريدان به سوءًا، وأمسكته إيمان أخيرًا وربّتت عليه، فبدا سعيدًا جدًّا، ثمّ قفز مجدّدًا على الأرض، وركض مبتعدًا، لكنه توقّف قبل أن يختفي عن الأنظار، والتفت نحو الفتاتان.

نظرت مها وإيمان إلى بعضهما البعض مستغربتين، ثمّ قالت مها:

“أظّنه يريدنا أن نلحق به…”

أجابت إيمان:

“لنفعل ذلك إذن”.

قالت مها:

“هيّا!”

وهكذا تبعت الاختان الأرنب الصغير، الذي راح يقفز ويركض هنا وهناك، ثمّ يتوقف لبضع لحظات حتى لا تضيّع الصغيرتان أثره. وبعد بعض الوقت بدأت ملامح الغابة تتلاشى، وظهرت الحديقة من بعيد.

“انظري يا مها!، إنّها الحديقة”

صاحت مها:

“لقد ساعدنا الأرنب على العثور على طريقنا إلى الحديقة”

قالت إيمان:

“أظن أنّه يريد أن يشكرنا لأننا أنقذناه من الثعبان”

“صحيح!”

قالت مها أخيرًا:

“لقد كانت مغامرة ممتعة، اليس كذلك!”

وأجابت إيمان:

“نعم! استمتعت كثيرًا بوقتي!”

وصلت الفتاتان أخيرًا إلى الحديقة حيث كان أبواهما يبحثان عنهما بعد أن لاحظا غيابهما. وجلست العائلة أخيرًا لتناول طعام العداء في الهواء الطلق، بينما راحت مها وإيمان تحكيان مغامرتهما في الغابة.

قالت الأمّ معاتبة:

“كيف ذهبتما إلى هناك دون إخبارنا؟ لا تفعلا هذا مجدّدًا!”

أمّا الأب فلم يستطع إخفاء سعادته وفخره بابنتيه الشجاعتين المغامرتين، وقال:

“حمدًا لله على سلامتكما، أنا فخور بشجاعتكما وروح المغامرة في قلبيكما! لكن في المرة المقبلة، أخبرانا عن مكانكما!”

ووعدت الفتاتان أبواهما بأنّهما لن تفعلا ذلك مجدّدًا، لكنهما كانتا سعيدتين جدّصا بمغامرتهما الصغيرة في الغابة، وعندما عادو جميعًا إلى المنزل في المساء، لبستا ثياب النوم، وخلدتا إلى النوم على الفور حيث حلمت كلّ منهما بمغامرات سحرية في الغابة مع الأرنب الظريف وأشجار الغابة الجميلة وزهورها الفوّاحة.

اقرأ المزيد من قصص المغامرات على حدّوتة.

قصة قصيرة للأطفال: نانا تريدُ تقديم يد العون!

لنقرأ معًا قصّة “نانا” التي تريد تقديم العون ولكن لكونها صغيرة فهي لا تستطيع المساعدة في الكثير من الأعمال. قصة قصيرة مسلية وممتعة للأطفال من عمر سنة إلى 3 سنوات، مع أسئلة تفاعلية يمكن للأهل طرحها على الصغار بعد انتهاء القصّة.

نانا تريدُ تقديم يد العون

في كلّ مرّة ترغب فيها نانا بتقديم يد العون، يردّ عليها الجميع: “لا”!

أمسكت ماما فرشاة أسنان نانا.

“هل يمكنني أن أضع معجون الأسنان على الفرشاة؟” تسأل نانا.

لكن ماما تجيب:

لا، ما زلتِ صغيرة يا حبيبتي!

يبحث بابا عن مفاتيح سيارته.

“بابا، هل يمكنني قيادة سيارتك؟” تسأل نانا.

لكن بابا يجيب:

“كلاّ، ما زلتِ صغيرة يا عزيزتي!”

يُخرج الجدّ، دجاجاته إلى الباحة، وتسأل نانا:

“جدّي، هل يمكنني أن أطعم الدجاجات؟”

لكنّ الجدّ يجيب:

“لا يا حلوتي، مازلتِ صغيرة!”

تدخل نانا إلى المطبخ وتجد ماما هناك تعدّ الشاي.

تسأل نانا:

“هل يمكنني أن أغلي الماء للشاي؟”

لكن ماما تجيب:

لا يا طفلتي، ما زلتِ صغيرة!”
خرجت نانا إلى الحديقة، ورأت البستاني يعتني بالأزهار.

تسأل نانا:

“عمي البستاني! هل يمكنني أن أسقي نباتات الحديقة؟”

لكن البستاني يجيب:

“كلاّ يا بنيّتي، مازلتِ صغيرة!”

دخلت نانا إلى المنزل، وأخذت كتابًا من فوق الطاولة.

تسأل نانا:

“ماما، هل يمكنني أن أقرأ كتابًا لدبدوبي؟”

وتجيب ماما:

“بالطبع يا حلوتي!”

أسئلة تفاعلية حول القصّة:

  • هل يمكنك التفكير بطرق أخرى تستطيع بها نانا تقديم المساعدة، ويقول لها والداها “نعم؟”
  • هل حاولت يومًا تقديم المساعدة، ولكن الأمر كان صعبًا؟ ماذا حدث وقتها؟

تصفّح المزيد من قصص الأطفال من عمر 1-3 سنوات.

قصة قصيرة عن الصدق: ياسر والجرّة

في بيت صغير تحيط به حديقة مليئة بالأزهار الملونة، كان يعيش فتى يُدعى ياسر مع والديه. كان ياسر ولدًا نشيطًا ومحبًا للمغامرات، لكنه كان يجد صعوبة في الاعتراف بأخطائه، خوفًا من العواقب.

ذات يوم، بينما كانت أمه تُحضّر الغداء، نادته قائلة: “ياسر، هل يمكنك إحضار جرّة الماء من المطبخ؟”

أجاب ياسر بحماس: “طبعًا يا أمي!” وانطلق بسرعة نحو المطبخ، ولكن في حماسه، لم ينتبه إلى السجادة الصغيرة التي انزلقت تحت قدميه. تعثر وسقطت الجرّة من يده، فتحطمت إلى قطع متناثرة على الأرض!

وقف ياسر متجمّدًا، وهو يراقب شظايا الجرة التي كانت قبل لحظات ممتلئة بالماء البارد المنعش. تسارعت نبضات قلبه، وأخذ يفكر في ما سيقوله لأمه. وفجأة، لمح قطّتهم الصغيرة “لوزة” تجلس بالقرب من الحطام وهي تحدق فيه بعينيها الواسعتين.

فكر بسرعة وقال لنفسه: “ماذا لو ظنّت أمي أن القطة هي من كسرت الجرّة؟ هكذا لن تغضب مني!”

عندما دخلت أمه لترى ما حدث، نظر إليها ياسر وقال بسرعة: “أمي! القطة كسرت الجرّة! لقد قفزت عليها وأسقطتها!”

نظرت الأم إلى الجرّة المكسورة، ثم إلى القطة التي كانت تلعق مخلبها بهدوء، وكأنها لم تفهم ما يجري. رفعت حاجبها قليلاً، ثم ابتسمت بلطف وقالت: “يا ياسر، هل أنت متأكد؟”

تلعثم ياسر وقال: “أجل… أظن ذلك. ربما قفزت دون أن أنتبه.”

جلست الأم بجانبه وربتت على كتفه بحنان قائلة: “ياسر، هل تعلم أن النبي محمد ﷺ حثّنا على الصدق؟ فالإنسان الصادق يحبه الله والناس، والكذب قد يبعدنا عنهم. فكر جيدًا قبل أن تجيبني مرة أخرى.”

لكن هذه المرة، قررت الأم أن تعلّم ياسر درسًا عمليًا عن عواقب الكذب. عندما عاد الأب إلى المنزل، أخبرته الأم قائلة: “لقد كسرت لوزة الجرة اليوم، ويبدو أنها أصبحت مشاغبة أكثر من اللازم. ربما يجب أن تبقى خارج المنزل من الآن فصاعدًا.”

نظر الأب إلى القطة، ثم هز رأسه قائلاً: “إذا كانت تسبب الفوضى، فقد يكون من الأفضل أن تعيش في الحديقة بدلاً من الداخل.”

شعر ياسر وكأن قلبه سقط من مكانه! هل سيخسر قطته المحبوبة بسبب كذبته؟ نظر إلى “لوزة”، التي كانت تتمسح بقدميه، وكأنها ترجوه أن ينقذها.

تردد للحظة، لكنه لم يستطع تحمّل شعور الذنب أكثر. تنفس بعمق وقال بصوت مرتجف: “أبي، أمي… لوزة لم تكسر الجرة، أنا من فعل ذلك. كنت خائفًا من أن أعترف، فاختلقت هذه القصة.”

نظر إليه أبوه بهدوء، ثم ابتسم وقال: “أحسنت يا ياسر، الاعتراف بالحقيقة يتطلب شجاعة كبيرة. لكن تذكر أن الكذب يمكن أن يؤذي الآخرين، حتى لو لم تقصد ذلك.”

عانقته أمه وقالت: “أنا فخورة بك لأنك قلت الحقيقة، يا بني. كلنا نخطئ، لكن الشجاعة الحقيقية هي أن نعترف بأخطائنا ونتعلم منها.”

أحس ياسر براحة عجيبة، كأن حجراً ثقيلاً قد أُزيح عن قلبه. نظر إلى القطة “لوزة” وضحك قائلاً: “أظن أنها غاضبة مني لأنها كادت تُتَّهم بجريمة لم ترتكبها!”

ضحكت أمه وقالت: “يبدو ذلك! والآن، لننظف هذا المكان معًا، وسأعلمك كيف تحمل الجرّة بطريقة أكثر أمانًا في المرة القادمة.”

ومنذ ذلك اليوم، قرر ياسر أن يكون صادقًا دائمًا، لأنه أدرك أن الصدق يجعل القلب مطمئنًا، ويقرب الإنسان من الله ومن قلوب الناس.العبرة: الصدق فضيلة عظيمة، وهو طريق إلى الخير والجنة. علينا أن نتحلى به في كل المواقف، حتى عندما نرتكب الأخطاء.

قصّة عن التعاون: مايا والكرسي المتحرك

تستخدم مايا كرسيًا بعجلات، لذا فهي لا تستطيع اللعب في ساحة المدرسة. لكن أصدقاءها هنا لمساعدتها! ماذا سيفعلون يا ترى؟

تستخدم مايا كرسيًا متحركًا بعجلات.

“رجلاي لا تعملان!” هذا ما تقوله للآخرين عندما يسألونها.

مع ذلك، مايا تستطيع القيام بالكثير من الأشياء التي يقوم بها الآخرون…لكن، ليس كلّ شيء.

إنها تذهب إلى المدرسة، وتستطيع اللعب هناك…لكن، لا يمكنها لعب جميع الألعاب.

تذهب مايا للعب في الحديقة، إنها تلعب بالرمل، وتمسك بالطابة، لكنها بعد ذلك تجلس حزينة وهي ترى أصدقاءها يتأرجحون في الأرجوحة أو يتزحلقون على السحسيلة.

“لماذا لا يوجد ألعاب للأطفال على الكراسي المتحرّكة”
سألت مايا أمها بحزن.

وسمعتها سيدة عجوز كانت تجلس بقرب أمها، فقالت:
“ما هي الألعاب التي تريدينها يا صغيرتي؟”

أجابت مايا:
“أرجوحات، وسحاسيل، وألعاب دوّارة…”

قالت السيّدة العجوز:
“لكن، هنالك ألعاب دوّارة للأطفال على الكراسي المتحرّكة…”

ردّت مايا بحزن:
“ليس في هذه الحديقة…”

وراحت السيدة تتحدّث مع والدة مايا، فتململت مايا وقالت لنفسها:
“أحاديث الكبار…مملّة…”
ثمّ واصلت بناء قلعتها الرملية، وما هيسوى لحظات حتى انضمّت إليها صديقتها زينة، وراحت تبني معها قلعة ثانية فثالثة حتى أصبح لديهما مدينة كاملة من القلاع!

في طريق العودة، تحدّثت والدة مايا عن السيدة العجوز قائلة:
“تعتقد السيدة زهرة أنّ إحضار لعبة دوّارة مخصّصة للأطفال على الكراسي المتحرّكة، فكرة جميلة…لذا، سنحصل على واحدة في حديقة الحيّ!”

اندهشت مايا وقالت:
“حقًا! هل سنحصل على واحدة؟!”

وهذا ما حصل بالفعل، شيئًا فشيئًا، تحقّق هذا الأمر.
في البداية قال حارس الحديقة:
“الأمر ممكن، ولكنّه يكلّف كثيرًا…”
فقالت الأمهات في الحيّ:
“لا بأس، سنطلب العون من سكّان الحيّ!”

تعاون الجميع، ورسمت مايا لوحة مع صديقتها زينة، كتبت عليها:”ساعدوا مايا للحصول على لعبة دوّارة لكرسيّها المتحرك! نحن بحاجة لعونكم وللمال حتى نشتري اللعبة…”

عثر والد زينة على دوّارة مخصّصة للأطفال على الكراسي المتحركة للبيع. لم تكن جديدة لكنها كانت بحال جيّدة.

وبعدها بأيام عثر أيضًا على معاونين ليساعدوه على حمل اللعبة الدوارة وإحضارها للحديقة.

أمّا السيدة زهرة فقد بدأت حملة لجمع التبرّعات من أجل شراء اللعبة.

“أوه… لا يمكنني أن أرفض الآن…” قال حارس الحديقة، ثمّ أضاف:

“إن تمكنّتم من جمع نصف ثمن اللعبة، واستطعتم العثور على مساعدين لتركيبها في الحديقة، فسوف تحصل مايا على لعبتها الدوارة الخاصّة!”

في الأسابيع التالية، بدأ سكّان الحيّ بتنظيم حفلات لجمع التبرعات، اطلقوا عليها اسم “حفلات اللعبة الدوّارة”!

في تلك الحفلات، كان هنالك أقسام لبيع البسكويت والعصير وجمع التبرعات من أجل لعبة مايا.

وفي هذه الأثناء تمكّن والد زينة من الحصول على سعر مخفّض للعبة، وأحضر أحد الجيران شاحنته لنقل اللبعة إلى الحديقة.

تحتاج اللعبة الدوارة الخاصّة بالكرسي المتحرّك إلى حفرة كبيرة ليتمّ تثبيتها فيها. وقام سكّان الحيّ بتنظيم حفل خيري أسموه: “حفلة الحفر!”

حضر جميع الجيران إلى الحديقة في ذلك اليوم، وبدأوا بالحفر والحفر حتى صنعوا حفرة كبيرة جدًا مناسبة لتثبيت اللعبة فيها.

شيئًا فشيئًا، أصبحت اللعبة جاهزة! لقد قام حارس الحديقة بالتعاون مع باقي رجال الحيّ بتثبيت اللعبة، وتمّ اختبارها للتأكّد من أنّها آمنة وثابتة جيّدًا، وحان أخيرًا موعد الحفلة الأكبر: حفلة اللعبة الدوّارة!

كانت حفلة جميلة وممتعة، تمّ فيها توزيع البسكويت والعصير مجانًا، وتمّ تعليق البالونات الملوّنة على اللعبة الدوارة، وامتلأت الحديقة بالأطفال الذي أتوا لمشاركة مايا فرحتها بلعبتها الخاصّة الجديدة.

“مايا، يجب أن تكوني أول من يجرّب اللعبة الدوّارة، فقد صُنعت خصّيصًا لكِ، لقد جرّبتها بالأمس، وكانت جيدة، لكن المهمّ هو رأيكِ أنتِ!”

قال حارس الحديقة مخاطبًا مايا.

وهكذا، دفعت مايا كرسيّها المتحرك نحو اللعبة الدوارة، وصعدت عليها، وصعد معها ثلاثة أطفال آخرين. 

لكن…

نحتاج من يدفعها الدفعة الأولى لتبدأ بالدوران.

ضحك حارس الحديقة وقال:

“هذه مهمّتي! سأفعل أنا ذلك…”

كان رجلاً قويًا ذو عضلات مفتولة، فتمكّن بسهولة من دفع اللعبة الدوارة، وبدأت اخيرًا بالدوران.

دارت ودارت، وضحكت مايا سعيدة بلعبتها، وصفّق الجميع محتفلين بهذا الإنجاز الكبير… 

“أنا سعيدة جدًا…أخيرًا لديّ لعبتي الدوّارة الخاصّة بي…لم أحلم في يوم من الأيام أن يكون لي واحدة!”

قالت مايا وهي تدور وتدور وتدور.

أخيرًا قالت والدة مايا:

“هايا يا مايا، يجب أن تتوقّفي قليلاً، وتدعي بقيّة الأطفال يجربون اللعبة، لقد تعاونوا جميعًا لإحضارها إلى هنا، ويجب أن يجرّبوها أيضًا!”

ضحكت مايا وقالت:

“نعم…صحيح، هذه اللعبة ليست لي وحدي، وإنّما لجميع أطفال الحيّ وكلّ الأطفال الذين يستخدمون كراسي متحرّكة!”

ابتسم حارس الحديقة وهمس لوالدة مايا:

“أعتقد أننا سنركّب أرجوحة للأطفال على الكراسي المتحرّكة أيضًا!…ولكن بعد أن نرتاح قليلاً!…”

وهذه قصّة لوقت لاحق!

أسئلة تفاعلية للأهالي والأطفال حول قصة مايا والكرسي المتحرك

  • كيف ساعد سكّان الحيّ مايا للحصول على لعبتها الدوّارة؟
  • هل تظنّ أنّه كان بإمكان شخصٍ واحد فقط أن يحضر اللعبة الدوارة لمايا ويركّبها في الحديقة بمفرده؟
  • ما الذي تعلّمته من القصة؟

مغامرة دودي الكبيرة

مرحبًا يا أصدقاء! اسمي ناشا، أنا بومة ظريفة وحكيمة كما ترون. أجلس عاليًا على قمم الأشجار الباسقة حيث لا يراني أحد، وحيث أستطيع أن أرى الجميع.

مرحبًا بكم معي، وأهلاً بكم…أنا سعيدة لأنكم هنا قد أتيتم لسماع القصّة التي سأرويها لكم اليوم… وهي قصّة أحد أصدقائي…فلنقرأها معًا.

مغامرة دودي الكبيرة

كان صباحًا باردًا من صباحات بدايات الربيع في الحقل، وبينما أنا جالسة أعلى قمّة الشجرة، رأيتُ الدودة دودي… 

كان دودي دودة عادية، يعيش حياة عادية، ويقوم بامور عاديّة كلّ يوم..

لكنّه اليوم، كان يتحرّك ويسير بطريقة لا تبدو عادية!

يبدو وكأنّه ضائع…

في الواقع، كان دودي يبحث عن أحد يتحدّث إليه ويلعب معه. لكنّه لم يجد أحدًا من حيوانات الحقل الأخرى ليتحدّث معها أو يلعب برفقتها….

لم يجد دودة أخرى، ولا خنافس ولا دعسوقة ولا حتّى قطّ!!

وهنا قرّر دودي القيام بأمر غير عادّي على الإطلاق! لقد قرّر الذهاب إلى الحقل المجاور ليعثر على صديق هناك ويتحدّث إليه ويلعب معه!

كان يبدو متأكدًّا أنّه سيعثر على رفيق في الحقل المجاور، وهكذا… انطلق في مغامرته الكبيرة.

كما تعلمون، دودي كان مجرّد دودة صغيرة عادية، ولم يكن سريعًا جدًا في الزحف…لكن…بالنسبة لدودة، لم يكن بطيئًا أيضًا. وهكذا، زحف وزحف باتجاه الحقل المجاور.

ومع مسيره، بدأت الشمس تطلع، وتغمر الأرجاء بنورها ودفئها. وهنا قرّر دودي اخذ قسط من الراحة تحت إحدى أوراق الشجر الكبيرة.

فجأة سمع صوتًا يقول:

“أين تذهب يا دودي؟!”

نظر دودي إلى الأعلى ورأى يرقة جميلة على ورقة الشجر، فابتسم وأجاب:

“أنا ذاهب إلى الحقل المجاور لأعثر على صديق جديد أتحدّث إليه وألعب معه!”

وقالت اليرقة:

” هذا أمر جميل، أتمنى أن تعثر على الكثير من الأصدقاء هناك…كن حذرًا!”

ابتسم دودي لليرقة، وواصل المسير.

كما سبق أن قلت، لم يكن دودي سريعًا جدًا، لكنه كان يحرز تقدّمًا لا بأس به، وكان مركّزًا جدًا لدرجة أنّه ومن شدّة تركيزه على السير نحو الحقل، فقد اصطدم فجأة بالنملة لولي.

“آآآخ” قالت لولي: “انتبه إلى أين تمشي!”

قال دودي:

“أووه انا آسف، لقد كنتُ في طريقي للبحث عن أصدقاء في الحقل المجاور.”

وأجابت لولي:

“حسنًا يا صديقي، ان استمررت في المسير في هذا الاتجاه، فستعثر على الكثير منهم!”

ابتسم دودي، وواصل المسير.

بدأت السماء تتلبّد بالغيوم، وتحوّل لونها الأزرق الجميل إلى الرمادي الغامق…. وبدأت الرياح تشتدّ شيئًا فشيئًا، فقرّر دودي أنّه من الأفضل أن يختبئ تحت إحدى الأشجار ويحتمي بأوراقها من المطر. وكذلك فعل!

فجأة سمع صوتًا يقول:

 “المعذرة!”

نظر دودي من حوله ولم يرَ أحدًا، فقال الصوت من جديد:

“المعذرة يا صديقي!”

وهنا رأى دودي تحته عينان برّاقتان! لقد اختبأ من غير قصد فوق جناح فراشة معتقدًا أنّها ورقة شجر.

“أووبس…أنا آسف!”

كانت الفراشة رفيف طيبة القلب، فلم توبّخ دودي، وابتسمت له قائلة:

“لا عليك يا عزيزي!”

قال دودي:

“أنا في طريقي لأعثر على أصدقاء أتحدّث إليهم في الحقل المجاور!”

ضحكت رفيف وأجابت:

“أمر رائع!” وتحدّثت مع دودي اكثر عن الجوّ والمطر.

بعد بعض الوقت، توقّف المطر، وأشرقت الشمس من جديد. وقرّر دودي أنّه قد حان الوقت للرحيل، فودّع رفيف الفراشة، وانطلق من جديد نحو الحقل.

بينما هو يسير في طريقه، ظهرت أمامه فجأة كرة غريبة. ابتعد عنها يمينًا  فتدحرجت الكرة يمينًا، فابتعد عنها إلى اليسار فتدحرجت إلى اليسار أيضًا!

تنهّد دودي، وعندها انفتحت الكرة وتحوّلت إلى بيلو، قملة الغابة.

سأل بيلو:

“إلى أين تذهب؟”

أجاب دودي:

“لأعثر على أصدقاء أتحدّث إليهم في الحقل المجاور!”

قال بيلو بصوت خشن ولكن طيّب:

“جميل، جميل… حظّا موفقًا!… لا تسبّب المتاعب!”

ابتسم دودي وردّ قائلاً:

“حسنًا!…إلى اللقاء!”

وانطلق مجدّدًا في طريقه إلى الحقل.

شعر دودي بالسعادة وهو في طريقه إلى الحقل، ووصل أخيرًا إلى طريق ترابي مليء بالحفر السوداء العميقة والضحلة التي تسبّبت بها الشاحنات الكبيرة التي تعبر من الطريق. 

فجأة سمع صوتًا يقول:

“مكانك! لا تتحرّك!”

قال القنفذ شوكي فجأة.

لحسن الحظ أنّ دودي أنصت إلى شوكي، ولم يتحرّك خطوة إضافية، فقد نظر أمامه ورأى حفرة كبيرة مليئة بالماء والزيت. كانت لامعة وتبدو كما لو أنّها بقعة من العشب.

قال دودي:

“شكرًا جزيلاً!”

سأل شوكي:

“إلى أين تذهب؟”

وأجاب دودي:

“إلى الحقل المجاور كي أبحث عن أصدقاء أتحدّث إليهم.”

قال شوكي مجدّدًا:

“يمكننا أن نصبح أصدقاء إن شئت!”

وقبل أن يجيب دودي، ظهر فجأة من خلف الأشجار كلب ضخم أبيض اللون، ونظر إلى دودي وشوكي.

خاف الإثنان كثيرًا، وتجمّدا في مكانهما، لكن الكلب قال:

“مرحبًا! كيف حالكما؟ هل تريدان أن نصبح أصدقاء؟!”

كان صوت الكلب لطيفًا هادئًا، فعرف دودي وشوكي أنّه طيّب القلب ولا ينوي إيذاءهما. 

“نعم! بالطبع!”

أجاب الإثنان، وأضاف دودي:

“يمكنك أن تأتي معنا إلى الحقل إن شئت؟!”

الآن أصبح هناك دودي، وشوكي والكلب بوبي، يسيرون معًا نحو الحقل المجاور!

حطّ عصفور ملوّن صغير على سياج الحقل، وقال للأصدقاء الثلاثة الذين كانوا يقفون هناك:

“إلى أين تذهبون؟”

أجاب دودي:

“نحن ذاهبون إلى الحقل لنعثر على أصدقاء نلعب معهم.

أجاب زقزوق العصفور:

“هذا جميل، هل يمكنني القدوم أنا أيضًا؟”

وأجاب الجميع بـ “نعم!”

وصل الأصدقاء أخيرًا إلى الحقل.

“لقد وصلنا!!”

صاح دودي سعيدًا.

قفز الكلب بوب سعيدًا، وتدحرج شوكي متحمّسًا، ورفرف زقزوق فوقهم منشدًا، أمّا دودي فقد راح ينظر إليهم متفاجئًا!

“والآن ماذا؟” قال شوكي متسائلاً بعد لحظات.

شعر دودي بالحيرة للحظة، فلم يعرف الجواب على شوكي، لكنّه وحينما فكّر قليلاً وجد أنّه قد عثر على أصدقاء بالفعل، وهاهم جميعًا في الحقل يلعبون ويتحدّثون معًا… وقد عثر عليهم في طريقه إلى الحقل!

“الآن…سنلعب!”

قال دودي.

أعجبتك هذه القصّة؟ اقرأ قصّة الضفدع نطّاط الذي حاول أن يمسك النجوم.

كالدي والفاكهة العجيبة: قصة اكتشاف القهوة

لنتعرّف على قصّة اكتشاف القهوة مع الجدّة وحفيدها الفضولي أمجد!

جلست الجدّة في إحدى الصباحات الرائقة على كرسيّها المفضّل تحتسي كوبًا من القهوة الساخنة، وتستمتع بمذاقها اللذيذ الشهي. كانت تبدو مستمتعة للغاية، فقد ارتسمت على محيّاها الطيب ابتسامة عريضة مستمتعة.

اقترب منها حفيدها أمجد، وسألها بفضول:

– جدّتي! هل مذاق القهوة لذيذ؟ 

ابتسمت الجدّة بلطف وقالت:

– نعم يا صغيري! إنها لذيذة جدًا، وتمنحني شعورًا بالنشاط والحيوية.

قال أمجد:

– آآه كم أرغب بشرب القهوة أنا أيضًا.

ضحكت الجدّة وأجابت:

– عندما تكبر قليلاً سيصبح بإمكانك شربها، والاستمتاع بمذاقها أيضًا. لكن ما رأيك أن أخبرك الآن عن قصة اكتشاف القهوة؟

ردّ أمجد على الفور:

– بالطبع… احكي لي القصّة كاملة من فضلك يا جدّتي.

ثمّ جلس ببجانب الجدّة وكلّه حماس لسماع القصّة.

قصّة كالدي والفاكهة العجيبة

تنحنحت الجدّة، وارتشفت بعضًا من قهوتها، ثمّ بدأت الحكاية:

في قديم الزمان، وفي أرضٍ بعيدة وجميلة جدّا تسمّى إثيوبيا، كان هنالك فتى في مقتبل العمر اسمه “كالدي”. كان كالدي يعمل راعيًا للماعز، ويقضي أيامه في الحبال يراقب ماعزه وهي ترعى بين الأشجار الخضراء.

وفي أحد الأيام، لاحظ كالدي شيئًا غريبًا! بدت الماعز فجأة أكثر نشاطًا ممّا اعتاد عليها. كانت تجري وتقفز هنا وهناك دون كلل أو ملل. بدا كما لو أنها أصبحت تمتلك طاقة سحرية.

تعجّب كالدي من حال الماعز، وتساءل:

– ما الذي أصابها يا ترى؟ لم هي نشيطة وسعيدة إلى هذا الحدّ؟

وقرّر اكتشاف السرّ وراء نشاط ماعزه الغريب غير المعهود. فتبعها عبر التلال والوديان، حتى وصل إلى منطقة لم يسبق له أن زارها قبلاً. هناك…رأى أشجارًا من نوع غريب خضراء، تحمّل ثمارًا على شكل حبّات صغيرة حمراء لامعة. ولاحظ أنّ الماعز كانت تأكل هذه الحبّات بشراهة كبيرة.

فكّر كالدي:

– هل يُعقل أن تكون هذه الحبّات هي ما يجعل ماعزي نشيطة هكذا؟

وحتى يتأكّد، جمع بعضًا من هذه الحبات، وعاد بها إلى قريته ليخبر الحكيم العجوز في القرية بما رآه. وكذلك كان الحال.

عندما سمع الحكيم القصّة، ورأى الحبّات الحمراء الصغيرة، قرّر أن يجربها هو أيضًا، فقام بغليها في الماء، وشرب بعدها ذلك السائل، فشعر بعد بضع لحظات بنشاط وحيوية كبيرين!

قال الحكيم:

– هذه الحبّات هي بلا شكّ السبب وراء نشاط ماعزك يا كالدي. وأعتقد أنني سأبدأ بتناولها بانتظام أنا أيضًا، فهي تمنحني الطاقة والنشاط والحيوية، وتجعلين أشعر وكأني أصغر سنًّا!

وهكذا، بدأ الناس في القرية يتعرّفون شيئًا فشيئًا على هذا المشروب الجديد، ويتناولونه للشعور بالنشاط، وليتزوّدوا بالطاقة، ثمّ أطلقوا عليه فيما بعد اسم القهوة، وسُميّت الحبات الحمراء الصغيرة “البُنّ”. 

ومع مرور الوقت انتشرت أخبار القهوة في أرجاء العالم، وأصبحت مشروبًا محبوبًا يحتسيه الناس، ويستمتعون به. كما تطوّرت طريقة إعداد القهوة، وأصبحت تُحمّص وتُطحن لإعداد مسحوق القهوة، وأصبحت تُخلط أيضًا مع مكونات أخرى كالحليب مثلاً… لكن مهما تعدّدت طرق إعداد القهوة، فهي تبقى مشروبًا لذيذًا يمنحك النشاط والطاقة… 

ولكن…لابدّ من شربها باعتدال، وإلاّ فسوف تسبّب لك الأرق، والتوتر.

أنصت أمجد لقصّة الجدّة باهتمام، وقال أخيرًا بعد أن أنهت القصّة:

– واو، لقد فهمت الآن لم تحبّين القهوة كثيرًا يا جدّتي! إنها تجعلك نشيطة وقوية لتلعبي معي وتحكي لي الحكايات على الدوام.

ضحكت الجدّة وأجابت:

– نعم يا صغيري! كما أنّها تذكّرني دومًا بكالدي وفضوله الذي مكّنه من اكتشاف هذا المشروب اللذيذ.

– عندما أكبر قليلاً سأبدأ بشرب القهوة معك يا جدّتي وسأنصت للمزيد من حكاياتك الممتعة، أمّا الآن، فسوف أكتفي بشرب الحليب الغني بالكالسيوم والفيتامينات المهمّة لنموّي.

وافقته الجدّة، وقالت بفخر:

– هذا هو صغيري الذكي! أحسنت يا أمجد!

ومنذ ذلك اليوم، أصبح أمجد يحضّر كوبًا من الحليب ويجلس مع جدّته وقت احتسائها لقهوتها ليستمع إلى المزيد من قصص الاكتشافات والمغامرات الممتعة والمثيرة.

قصّة عن التواضع: الأرنب والسلحفاة

يُحكى أنّه عاش في إحدى الغابات البعيدة الجميلة أرنبٌ مغرور يُدعى “برق”. كان برق سريعًا جدًّا ودائما يفتخر بسرعته الفائقة ويسخر من الحيوانات الأخرى التي لا يمكنها أن تجاري سرعته. 

وفي أحد الأيام بينما كان برق ينطّ هنا وهناك في أرجاء الغابة، لمح سلحفاة صغيرة تمشي ببطء شديد نحو إحدى أوراق الأشجار لتأكل منها. فراح يضحك ساخرًا منها وهو يقول:

– يا لك من سلحفاة بطيئة جدًّا، سيحلّ الليل قبل أن تتمكّني من الوصول إلى طعامك…هههههه.

كانت السلحفاة صبورة ومثابرة، وعلى الرغم من مضايقات برق لها، فهي لم تستلم وواصلت المسير بثبات وجدّ، لكنّ برق استمرّ في السخرية منها والاستهزاء بخطواتها البطيئة.

أخيرًا قالت السلحفاة:

– قد تكون سريعًا يا برق، لكنّ السرعة والعجلة الدائمة ليست كلّ شيء. المثابرة أهمّ من كلّ شيء، وكذلك التواضع.

فأجابها الأرنب المغرور:

– تقولين هذا لأنك بطيئة ولا يمكنك تحقيق شيء بخطواتك الثقيلة هذه… لو أننّا تسابقنا، فسوف أفوز عليك، وأحقق النصر، وسنرى عندها ما أهمية السرعة.

استاءت السلحفاة من كلام الأرنب المغرور وقرّرت أن تعلمه درسًا، فقالت:

– حسنًا، انا أقبل التحدّي، فلنتسابق ولِنرى من سيفوز.

استغرب الأرنب من ثقتها، وفكّر مع نفسه أنّها بلا شكّ سلحفاة بلهاء، ولا تعرف ما تقول، لكنّه وافق على التحدّي وقال:

– حسنًا، وأنا قبلت التحدّي أيضًا، لنتسابق يوم الغد، وليكن خطّ النهاية هو شجرة السنديان الكبيرة عند البحيرة.

انتشر خبر السباق بين برق السريع والسلحفاة في الغابة، واجتمعت الحيوانات في اليوم التالي لتشاهد هذا التحدّي المثير للاهتمام. كان الجميع متأكدًا أنّ برق سيفوز، فهو سريع جدًّا ولا يمكن للسلحفاة أن تلحق به أبدًا.

وقف الأرنب والسلحفاة عند خطّ البداية، وقال برق ساخرًا:

– سأراكِ بعد أيّام عند خطّ النهاية، فأنا متأكد أنّك لن تصلي إلى هناك قبل عدّة أيام أو ربّما أسابيع…هههه.

لم تردّ السلحفاة على سخرية الأرنب، وبقيت صامتة، وتمّ الإعلان عن بداية السباق، فانطلقت بجدّ واجتهاد بخطوات بطيئة ولكن ثابتة باتجاه شجرة السنديان.

أمّا برق، فلم ينطلق، وجلس إلى ظلّ شجرة قريبة يأكل حبّة من الجزر. 

استغرب الحيوانات ذلك، لكنّه قال لها:

– ما زال الوقت مبكرًّا، سآكل وجبة خفيفة وآخذ قيلولة صغيرة قبل أن أنطلق… فأنا برق السريع وسألحق بالسلحفاة البطيئة في وقت قليل.

وكذلك كان الحال. أكل الأرنب جزرته، وغطّ في النوم. أمّا السلحفاة فلم تتوقّف أبدًا، واستمرّت في السير نحو خطّ النهاية بثبات وإصرار.

مرّت عدّة ساعات، وغرق برق في نوم عميق، لكنه عندما استيقظ، أدرك أنّه قد نام لوقت طويل، وأنّه تأخر كثيرًا…أكثر ممّا كان يعتقد.

انطلق بأقصى سرعته نحو خطّ النهاية ليلحق بالسلحفاة، لكنه مع ذلك لم يكن سريعًا بما فيه الكفاية، وعبثًا حاول اللحاق بالسلحفاة والفوز عليها، لكنّها كانت قد اقتربت كثيرًا من خطّ النهاية، وكان هو لا يزال بعيدًا بسبب تهاونه واستخفافه بالسباق.

وهكذا وصلت السلحفاة إلى خطّ النهاية، وفازت بالسباق قبل أن يتمكّن برق من اللحاق بها.

هتفت جميع الحيوانات وصفّقت للسلحفاة الفائزة، التي علّمتهم وعلّمت الأرنب المغرور درسًا لا يُنسى، ألا وهو أن الغرور خلق سيء وقبيح يكلّف صاحبه كثيرًا، والسخرية من الآخرين تصرّف مُشين لا يجب أن يتحلّى به الطيبّون.

شعر برق بالخجل من نفسه، واعتذر للسلحفاة على سوء تصرّفه، ومنذ ذلك اليوم أصبح أكثر تواضعًا وتهذيبًا، وأصبح يستخدم سرعته الكبيرة في مساعدة غيره من الحيوانات الأبطأ، فصار محبوبًا بين جميع حيوانات الغابة، وعاش الجميع بسعادة وهناء.

قصّة قصيرة معبّرة: الأسد والفأر

في إحدى الغابات الجميلة الواسعة بعيدًا عن المدينة وضجيجها، عاش أسدٌ قويّ كان يحظى باحترام جميع الحيوانات لشجاعته وقوّته. لقد كان ملك الغابة، ودائمًا يتجوّل فيها بفخر وعزّة، وكانت جميع الحيوانات تخاف منه ولا تتجرّأ على الاقتراب منه.

في إحدى أيام الربيع الجميلة، قرّر الأسد أن يأخذ قيلولة تحت ظلّ شجرة كبيرة بعد يوم طويل من الصيد، والركض في الغابة. فغرق في النوم، وكان شخيره يتردّد في أرجاء الغابة. 

فجأة مرّ فأر صغير بالقرب منه. كان هذا الفأر مشاغبًا وفضوليًا، وقرّر أن يتسلّق ظهر الأسد النائم. لقد أراد أن يرى كيف يبدو العالم من منظور الأسد، وأن يعرف شعوره وهو قريب إلى هذا الحدّ من ملك الغابة.

وهكذا صعد الفأر على ظهر الأسد، وراح يتحدرج ويقفز هنا وهناك، غير مدركٍ أنّ الأسد قد يستيقظ في أيّ لحظة. أمّا الأسد، فقد شعر بشيء يدغدغ ظهره، وراح يُبدي انزعاجه، ثمّ استيقظ من نومه بعد لحظات غاضبًا، فأمسك الفأر بين مخالبه وقال له مزمجرًا:

– كيف تجرؤ على إزعاج ملك الغابة، وإيقاظه من غفوته؟! هل تريد الموت؟

ارتعب الفأر المسكين من كلام الأسد، وأجاب مرتجفًا من الخوف:

– أرجوك سامحني أيّها الملك العظيم، لا تؤذني! فأنا مجرّد فأر صغير، ولن أفيدك بشيء. دعني أعيش وأعدك بأني سأردّ لك الجميل يومًا ما.

أشفق الأسد على الفأر الصغير الخائف، ثمّ ضحك قائلاً:

– وما الذي يمكن لفأر صغير أن يفعله ليردّ لي الجميل… إنّك مضحك حقًا… لكني سأسامحك هذه المرّة. هيا اذهب ولا تُعِد الكرّة.

شكر الفأر الصغير الأسد على رحمته، ثمّ هرب بعيدًا سعيدًا بنجاته.

مرّت الأيام والأسابيع، واستمرّ الأسد في حياته ملكًا للغابة قويًا، يخافه الجميع. وفي أحد الأيام، بينما كان يتجوّل في الغابة وقع في فخّ نصبه له الصيادون، وعلق في شبكة كبيرة من الحبال. فراح يتخبّط ويحاول أن يمزّق الشبكة بمخالبه لكن دون جدوى.

بدأ الأسد يصرخ ويزأر طالبًا العون، دون جدوى، فلم يسمعه أحد، ولم يأتِ لمساعدته أحد، لقد رأته بعض حيوانات الغابة، ولكنها كانت خائفة جدًا من الاقتراب منه، أو من الوقوع في الفخّ مثله.

وفجأة، ظهر الفأر الصغير من بين الأشجار، وركض مسرعًا نحو الأسد قائلاً:

– لا عليك يا صديقي، أنا هنا لأنقذك!

ثمّ راح يقضم حبال الشبكة بأسنانه الصغيرة الحادّة حتّى مزّقها كلّها وتمكّن من تخليص الأسد منها.

شكر الأسد الفأر كثيرًا على صنيعه وقال له:

– لقد علّمتني درسًا مهمًّا اليوم، فالقوّة ليست بالحجم، ولكلّ منّا قدراته الخاصّة التي لا يمتلكها الآخرون. لقد سخرتُ منك عندما قلت لي أنّك ستردّ لي الجميل، لكنّك بالفعل أنقذت حياتي اليوم. شكرًا لك.

ابتسم الفأر للأسد، وأصبح الاثنان من يومها صديقين حميمين. كان الأسد يحمي الفأر من الحيوانات المفترسة المخيفة، وكان الفأر يحذّر الأسد دومًا من الصيادين وفخاخهم، وهكذا عاش الصديقان سعيدين في الغابة الجميلة.

Exit mobile version