أساليب التربية الحديثة: كيف تربّي أطفالك بذكاء؟

هل سبق لك أن توقَّفت للتفكير في أسلوب تربيتك لطفلك؟ لا شكّ أنّك ترغب في أن يكون طفلك أفضل شخص بالعالم، ولكن هل تعتقد حقًا أنَّ النهج الذي تتبعه في التربية هو النهج المثالي؟ إذا كُنت غير مُتأكد من مدى صحّة أسلوبك في التربية، فأنت لست وحدك! فغالبًا ما يواجه الآباء صعوبة في تحديد الأسلوب الذي يجب أن يتبعوه لتربية أطفال أسوياء وناجحين. 

ومع ظهور الكثير من التحديّات الأخلاقيّة والتربويّة في القرن الحادي والعشرين، أصبح الآباء يبحثون عن استراتيجيَّات جديدة ومُناسبة لطبيعة العصر لتلبية الاحتياجات الفريدة لأطفالهم وتعزيز تطوُّرهم العقلي والنفسي. اعتمادًا على الأبحاث العلميّة، وبالنظر إلى المعايير المُجتمعيَّة المُتغيرة، وفهم الطبيعة النفسيّة للأجيال الجديدة، قدّم خبراء التربية منظورًا جديدًا حول تربية الأطفال، وأتوا بما يُعرف بأساليب التربية الحديثة.

لذا، إذا كان سؤال “ما هو نوع الوالد الذي أريد أن أكونه؟” يخطر على بالك باستمرار، فإنّ هذا المقال هو من أجلك! سنتعمَّق في هذا المقال في عالم التربية الحديثة، ونستكشف مجموعة من الأساليب التي ظهرت في السنوات الأخيرة، والتي تعكس فهمًا عميقًا لنمو الأطفال، وتعترف بأصواتهم واستقلاليَّتهم.

ما هي التربية الحديثة؟

التربية الحديثة هي نهج مُعاصر لتربية الأطفال يأخذ في الاعتبار بعض تعقيدات مجتمعنا الحالي، بما في ذلك التقدُّم التكنولوجي، وتغيير المعايير الثقافية، وانفتاح الأطفال على مفاهيم جديدة، ويُراعي قواعد علم النفس الحديث لنمو الطفل. إنَّ هذا النوع من التربية ينطوي على الابتعاد عن النماذج التقليديَّة والتلقين ويعتمد على الأساليب التي تعطي الأولويَّة للتعاطف والتواصُل والمرونة في التربية. 

من وجهة نظر التربية الحديثة، فالأطفال هم أسياد قرارهم، وتتمثَّل مهمة الوالدين ببساطة في مُساعدة الطفل وتوجيهه على اتّخاذ القرار وتعليمه الصواب والخطأ وتركه ليُنفّذ ما تعلّمه دون فرض أي نوع من السيطرة أو الإجبار عليه. هذا  لا يعني أنّه ليس هناك حدود للطفل، ولكن عادةً ما تكون هناك حريَّة ضمن هذه الحدود، بمعنى أنّ الحدود والمبادئ التوجيهيَّة واضحة، ولكن يُسمح للأطفال في النهاية بارتكاب أخطائهم والتعلُّم منها.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى مناهج التربية الحديثة إلى اتِّباع نهج موثوق في التربية يُحقِّق التوازن الصحيح بين الاستعداد للعالم الحقيقي من ناحية وخلق رابطة عاطفيَّة قويَّة تقوم على الحب والاحترام بين الآباء والأطفال من ناحية أخرى.

اقرأ أيضًا: تربية ذكية: أسرار تنمية مهارات طفلك وتعزيز قدراته

أساليب التربية الحديثة

إنَّ استراتيجيات التربية الحديثة مُتنوِّعة، حيث إنّ لكل أسلوب من هذه الأساليب تأثيرات مُختلفة على سلوك الأطفال، ويُمكن تحديده من خلال خصائص معينة. لذلك، يجب تطبيق الأسلوب الذي يتناسب مع شخصيّة كل طفل، فما قد يُجدي نفعًا مع طفل قد لا يُجدى مع آخر. وفيما يلي أشهر أساليب التربية الحديثة، والتي تتناسب مع مُختلف الأطفال باختلاف طبائعهم:

1. التربية المُتساهلة

يتميّز أسلوب الأبوَّة والأمومة المُتساهلة بمستويات عالية من الدفء والتعاطف من جانب الوالدين بالإضافة إلى مستويات مُنخفضة من السيطرة وإعطاء الأوامر. في الأبوة والأمومة المُتساهلة، يقوم الآباء برعاية أطفالهم بمنتهى الحب والاهتمام ولكنَّهم في نفس الوقت يميلون إلى أن يكون لديهم القليل من التوقُّعات.

بالإضافة إلى ذلك، يحرص الآباء على أن يكونوا أصدقاءً لأطفالهم بدلًا من اتّباع دور الوصاية الأبويّة، حيث يسمحون لأطفالهم بفعل ما يريدون ويُقدِّمون توجيهًا محدودًا. وغالبًا ما يرتبط أسلوب التربية هذا بنهج أكثر تساهلاً فيما يتعلّق بالانضباط، مما يمنح الأطفال قدرًا كبير من الحرية في اتخاذ قراراتهم الخاصَّة واستكشاف اهتماماتهم دون توجيهات أو عواقب صارمة. 

وفيما يلي بعض الخصائص والصفات الأساسيَّة حول التربية المُتساهلة:

  • استجابة عالية لمُتطلبات الطفل النفسيّة، مع إعطاء أقل عدد مُمكن من الأوامر والتعليمات.
  • التواصل مع الطفل بشكلٍ مُنفتح والنظر إليه كشخصٍ بالغ، مع السماح له عادةً باتِّخاذ القرار بنفسه، بدلاً من إعطاء التوجيهات.
  • عدم وضع قواعد صارمة، وإذا تم وضعها فعادةً ما يكون هناك بعض المرونة بشأن تنفيذها مع لفت نظر الطفل إلى أهميّة تنفيذ ما قاموا بالاتِّفاق عليه من قبل.
  • بذل جهود كبيرة للحفاظ على الصحّة النفسيّة للطفل وإبقائه سعيدًا وواثقًا بذاته.

2. التربية الحازمة

تُعتبر الأبوَّة والأمومة الحازمة واحدة من أكثر أساليب التربية الحديثة فعاليَّة وإفادة، حيث تجمع بين مُستويات عالية من الاستجابة والتعاطف تجاه الطفل إلى جانب وضع مجموعة من الحدود والتوقُّعات الواضحة من الطفل. في هذا الأسلوب، يُوفِّر الآباء الحازمون التوجيه اللازم بينما يقومون أيضًا برعاية استقلاليَّة أطفالهم واعتمادهم على ذواتهم. بمعنى أنّهم يُوجِّهون أطفالهم من خلال مُناقشات مفتوحة وليس من خلال إعطاء الأوامر المُباشرة.

وغالبًا ما يرتبط هذا الأسلوب بنتائج إيجابيَّة من حيث التطوُّر النفسي والعاطفي والاجتماعي للأطفال، حيث يميل الأطفال الذين يتعرّضون لهذا الأسلوب من التربية الحديثة إلى الانضباط الذاتي، كما يُمكنهم التفكير بأنفسهم في قراراتهم ومُراجعة أخطاءهم بمفردهم.

وفيما يلي بعض الخصائص والصفات الأساسيَّة للتربية الحازمة:

  • استجابة عالية لمُتطلبات الطفل النفسيّة، وفي نفس الوقت إعطاء الأوامر والتعليمات.
  • وضع قواعد وتوقُّعات واضحة لأطفالهم مع التحلي بالمرونة والتفاهُم.
  • التواصل مع الأطفال بشكلٍ مُتكرِّر، والاستماع إلى أفكار أطفالهم ومشاعرهم وآرائهم وأخذها بعين الاعتبار.
  • تقبُّل حدوث إخفافات طبيعيَّة من جانب الطفل (على سبيل المثال، فشل الطفل في الاختبار عندما لا يدرُس)، ولكن في نفس الوقت استخدام هذه الفرص لمُساعدة الطفل على التفكير والتعلُّم من الأخطاء.

تصفّح أجدد القصص التربوية لتعليم الأطفال الأخلاق والقيم.

3. التربية الإيجابيَّة 

تُركّز التربية الإيجابيّة على تعزيز السلوكيات الإيجابيَّة لدى الطفل من خلال التشجيع والتعاطف والتواصُل البنَّاء، بدلاً من الاعتماد على العقاب أو التخويف، كما تنطوي على بناء علاقة إيجابيّة بين الوالدَين والأطفال. وتتمثّل التربية الإيجابيَّة كذلك في مبادئ الاحترام المُتبادل والتفاهُم والتعاون بين الآباء والأطفال، بهدف تربيتهم على القيم السليمة وفي نفس الوقت تعزيز احترام الذات لديهم.

وفيما يلي بعض الخصائص والصفات الأساسيَّة حول التربية الإيجابيَّة:

  • إعطاء الأولويَّة لبناء علاقة عاطفيَّة عميقة بين الوالدين والأطفال، حيث يسعى الآباء جاهدين لفهم مشاعر أطفالهم والمُحافظة عليها.
  • مدح ومكافأة الطفل على السلوكيَّات المرغوبة لتشجيعه على تكرارها وتحفيزه على مُواصلة اتِّخاذ الخيارات الجيدة.
  • الاهتمام بتجارب الأطفال ووجهات نظرهم ورؤية العالم من خلال عيونهم، والاعتراف بمشاعرهم واحتياجاتهم واهتماماتهم. 
  • في حين أنَّ التربية الإيجابية تُؤكِّد على الدفء والدعم، فإنَّها تتضمن أيضًا وضع توقُّعات وحدود واضحة للسلوك. لذلك، يقوم الآباء في هذا الأسلوب من التربية بوضع القواعد بطريقة واضحة، مما يُساعد الأطفال على فهم ما هو مُتوقَّع منهم، مع الحفاظ على الشعور بالأمن والاستقرار لديهم.
  • التركيز على نقاط القوة لدى الأطفال والبناء عليها بدلاً من التركيز فقط على نقاط الضعف. وبذلك، يُساعد الآباء الأطفال على التعرُّف على مواهبهم واهتماماتهم وقدراتهم الفريدة، مما يعزز الشعور بالثقة بالنفس وتقدير الذات لديهم.
  • التواصل العاطفي مع الأطفال وتعزيز شعورهم بالاستقلاليّة بدلًا من التحكُّم في سلوكهم أو استخدام القوة والسلطة لإجبارهم على الامتثال للأوامر، وبالتالي يتعلّم الأطفال اتِّخاذ القرارات مُسترشدين بقيمهم ومبادئهم الخاصَّة.

4. التربية التعاونيّة

التربية التعاونيَّة هي أسلوب تربوي يُركِّز على إشراك الأطفال في عمليات صنع القرار، وحل المشكلات، وتعزيز الشعور بالاستقلاليَّة والمسؤوليَّة. بمعنى آخر، يعترف هذا الأسلوب بالطفل كمشارك نشط في عملية التربية ويعطيه شيئًا من التحكُّم في حياته الخاصّة ويُشجِّع الشراكة بين الوالدين والأطفال. وفيما يلي بعض الجوانب الرئيسيَّة للتربية التعاونية:

  • الحفاظ على التواصُل الفعّال بين الآباء والأطفال، حيث يستمع الآباء باهتمام إلى وجهات نظر أطفالهم ويُشجِّعونهم على التعبير عن أنفسهم بحرية. يُساهم هذا الأمر في تقوية شخصيّة الطفل بشكلٍ كبير، ويدفعه إلى فعل الصواب عن اقتناع وليس لمُجرّد الخوف من العقاب.
  • إشراك الأطفال بنشاط في المهام المنزليَّة، مثل الطبخ والتنظيف، وزيادة مسؤوليَّاتهم تدريجيًا مع تقدُّمهم في السن. وهذا بدوره سيُساعد الأطفال على تطوير المهارات الحياتيَّة الأساسية، والشعور بأنَّهم ذوو قيمة في الأسرة.
  • تعزيز احترام كل فرد من أفراد الأسرة بما في ذلك الطفل، والتأكيد على أنّ الأطفال لديهم أفكار ومشاعر صحيحة، وبالتالي تشجيع الآباء على معاملة أطفالهم باحترام. يتضمَّن ذلك تجنُّب التقليل من أفكارهم وآرائهم أو رفضها، والاعتماد على مُناقشة الطفل حول صحّة أفكاره.
  • تعزيز استقلاليَّة الطفل من خلال توفير الفرصة له لاتِّخاذ القرارات وتحمُّل المسؤوليات، في ظل إشراف الوالدين ومُتابعتهما. يُمكن أن يشمل ذلك السماح للأطفال بأن يكون لهم رأي في روتينهم اليومي أو أعمالهم المنزليَّة، وهو الأمر الذي يُطوّر من ثقة الطفل بنفسه وقدرته على اتّخاذ القرار.

5. التربية بالارتباط

تؤكّد التربية بالارتباط على أهميَّة إنشاء رابطة عاطفيَّة قويَّة بين الوالدين والأطفال، وهي تعتمد على مبادئ نظرية التعلُّق، التي تشير إلى أنَّ الارتباط الآمن بين الأطفال والآباء هو أمر ضروري للنمو العاطفي والاجتماعي للطفل. 

تُركِّز التربية بالارتباط على رعاية احتياجات الأطفال العاطفيَّة والاستجابة لها، وتعزيز التقارب الجسدي مثل الاحتضان لخلق شعور بالترابط الآمن عند الطفل. بهذه الطريقة، يضمن الآباء تعلّق الأطفال التام بهم، مما بدوره يضمن سهولة توجيههم إلى السلوكيّات الجيدة فيما بعد.

فيما يلي بعض الخصائص والصفات حول التربية بالارتباط:

  • الاستجابة السريعة والمُستمرة من الآباء لإشارات أطفالهم واحتياجاتهم، حيث يتضمَّن ذلك مراقبة أي تغييرات في تعبيرات وجه الطفل، وتوفير الدعم النفسي والطمأنينة له في الوقت المناسب.
  • التقارب الجسدي بين الوالدين والأطفال، خاصةً أثناء مرحلة الطفولة المبكرة. تُعد المُمارسات مثل العناق والتقبيل والاحتضان أثناء النوم أمورًا أساسيّة في التربية الحديثة بالارتباط، حيث من شأنها أن تُعزِّز الترابط العاطفي بين الوالدين والطفل.
  • حضور الوالدين ومُشاركتهم بشكلٍ كامل في حياة الأطفال. فلا يكفي الترابط العاطفي وإجراء الحديث مع الطفل بشأن شعوره فحسب، ولكن يجب مُشاركته أيضًا في تفاصيل حياته، مما يُوفِّر قاعدة آمنة يمكن للأطفال من خلالها استكشاف العالم والتعرُّف عليه.
  • احترام احتياجات الطفل وتفضيلاته الفرديَّة، من خلال فهم طبيعة ومزاج الطفل وشخصيَّته وتكييف مُمارسات الرعاية الأبويّة وفقًا لذلك.

ختامًا، صحيحٌ أنَّ الأبوَّة والأمومة في العصر الحديث تأتي مع مجموعة كبير من التحديَّات، ولكن مع اتّباع الأساليب التربويّة الفعَّالة يُمكن للوالدين التغلُّب على هذه التحديَّات وتنشئة أطفالهم التنشئة المثاليّة.

اقرأ أيضًا: 5 فوائد لتعليم القرآن للأطفال

أثناء استكشافنا لأساليب التربية الحديثة، رأينا أهميَّة كل أسلوب منها وكيف يُمكن لكل أسلوب أن يؤثّر على الطفل بطريقةٍ مُختلفة. وعلى الرغم من عدم وجود نهج واحد يُناسب الجميع في تربية الأبناء، فإنَّ أساليب التربية الحديثة هذه تهدف إلى تسليط الضوء على مجموعة مُتنوِّعة من الطرق التي يُمكن للوالدين مراعاتها والجمع بينها للوصول إلى التربية المثاليّة الخاصّة بهم.

أخبرنا في التعليقات عن الأسلوب التربوي الذي تُفضله لتربية طفلك، وما هي النصائح التي قد ترغب في تقديمها للآباء الجُدد. وأخيرًا، لا تنسَ الاشتراك في مُدونتنا ليصلك كل جديد من مقالاتنا.

المصادر: cnbc، gottman، health.ucdavis، ddsmlaw، webmd

أفضل 15 لعبة في المنزل للأطفال لزيادة نشاطهم وإبداعهم

مع ظهور التكنولوجيا، تغيّرت أنماط لعب الأطفال بشكلٍ كبير حيث أصبحوا يُفضّلون الاستمتاع بألعاب الفيديو عبر الإنترنت بدلًا من قضاء الوقت في الأنشطة الترفيهيّة المفيدة، وهو الأمر الذي يأتي بأضرار كبيرة على نموهم العقلي والجسدي.

ونظرًا لأنّه من المستحيل عزل الأطفال عن التكنولوجيا تمامًا، تظهر أهميَّة تحقيق التوازن بين الوقت الذي يقضونه أمام الشاشة وأشكال اللعب الأخرى التي تُشجِّع الحركة الجسدية والتفاعل الاجتماعي وتُحفز العقل والإبداع. 

وفي حين أنَّ الأنشطة الخارجيَّة توفر عددًا لا يُحصى من الفوائد، إلا أنَّه في بعض الأحيان تتطلَّب الظروف الجويَّة أو القيود الأخرى بدائل ترفيهيّة في المنزل. لذلك، نُقدّم لك في هذا المقال مجموعة من الألعاب المنزليّة الأكثر شعبيّة والتي تتنوّع بين ألعاب الحركة وألعاب تحفيز العقل وألعاب تنمية الإبداع عند الطفل ونُسلِّط الضوء على فوائدها.

إذا كنت قلقًا بشأن الوقت الذي يقضيه طفلك أمام الشاشات، ستُوفّر هذه الألعاب له مجموعة كبيرة من الفرص للتعلُّم والاستكشاف والأهم من ذلك، الاستمتاع!

تعرّف على أهمية اللعب في تنمية قدرات الأطفال ومهاراتهم.

أولًا: الألعاب البدنيّة

1. البولينج المنزلي

تُعد هذه اللعبة طريقة رائعة لإعادة استخدام زجاجات المياه الفارغة – أو يُمكنك أيضًا شراء مجموعة البولينج الداخليَّة من محل الألعاب. ضع من 6 إلى 10 زجاجات مياه (أو زجاجات البولينج) في نهاية غرفة المعيشة أو أي مكان يتسّع لذلك في المنزل. إذا كُنت بحاجة إلى تثبيت زجاجات المياه أو جعل اللعبة أكثر صعوبة، فاملأها ببعض الماء.

ضع خطًا من الشريط اللاصق عند خط البداية، واستخدم بعض الصناديق الكرتونيَّة كمصدات. بعد ذلك، كل ما عليك فعله هو أن تحصل على كرة بلاستيكيّة مُتوسطة الحجم وليبدأ لعب البولينج!
تضمن هذه اللعبة توافر عامل الحركة في روتين اللعب الخاص بطفلك، وهو أمر مُهم لتقويّة اللياقة البدنيّة للطفل كما وضّحنا في مقال أهميّة اللعب للأطفال. مرةً أخرى، إذا أردت أن تكون تجربة اللعب أكثر واقعيّة، يُمكنك شراء مجموعة بولينج كاملة رخيصة الثمن من أحد محلات لعب الأطفال.

2. كرة السلة الداخليًّة

لعبة جديدة تُضاف إلى قائمتنا من الألعاب التي تقوم على الحركة المطلوبة لنمو الطفل بشكلٍ سليم هي لعبة كرة السلة الداخليَّة/المنزليّة. تُعتبر هذه اللعبة وسيلة مُمتعة ورياضيّة للأطفال للاستمتاع برياضة كرة السلة أثناء التواجد في المنزل، وهي خيار رائع للأيَّام التي لا يكون فيها اللعب في الهواء الطلق مُمكنًا.

كل ما تحتاجه هو دلو وكرة بلاستيكيّة خفيفة، حيث يأخذ كل طفل دوره في رمي الكرة في الدلو. يُمكنك إما وضع الدلو على الأرض أو تعليقه عاليًا على الحائط. عندما يسجل أحد الأطفال هدفًا، فإنَّه يأخذ خطوة إلى الوراء ويرمي مرةً أخرى حتى يُضيِّع. وفي النهاية، اللاعب الذي يطلق الكرة في الدلو من أبعد مسافة هو الفائز.

وبالطبع إذا أردت ذلك، يُمكنك شراء مجموعة كرة السلّة الكاملة من أحد محلّات الألعاب والتي تضم الكرة والسلّة والحامل الذي يُثبتها في الحائط.

اقرأ أيضًا: 5 نصائح لتنظيم استخدام الأجهزة الذكية للأطفال

3. الكرة الطائرة بالبالون

ستكون لعبة الكرة الطائرة بالبالون اللعبة المثالية لطفلك إذا كان يحب اللعب بالبالونات. كل ما تحتاجه هو بالون، وترك الأطفال يستمرون في ضربه بهدوء حتى يبقى في الهواء لأطول فترة. يتناوب اللاعبون لضرب البالون، وإذا لم يتمكَّن أحدهم من إبقاء البالون في الهواء وسقط على الأرض، يخسر اللعبة. 

ستعمل هذه اللعبة على تحسين المهارات الحركيَّة لدى الأطفال حيث يقومون بحركات كثيرة أثناء الركض حول البالون، كما أنّها تعمل على تحسين التنسيق بين اليد والعين حيث يتعيَّن على الأطفال مُشاهدة البالون وهو ينزل ثم رميه مرةً أخرى في الهواء. 

تُعتبر لعبة كرة الطائرة بالبالون من أفضل وأسهل الألعاب المنزليّة لزيادة النشاط البدني للأطفال، حيث يُمكن لعبها بسهولة في غرفة المعيشة.

4. الحجلة

الحجلة هي لعبة تقليديَّة ومُمتعة وهي من الألعاب المُعتمدة على الحركة والنشاط الجسدي. يبدأ الأطفال بصُنع مستطيلات على الأرض ورسم أرقام داخلها من 1 إلى 8، ثم يأخذ كل طفل دورًا لرمي حجر صغير داخل صندوق ثم يسترجعه. يُساعد القفز والتوازن على قدم واحدة – أثناء التنقُّل في شبكة الحجلة – الأطفال على تطوير المهارات الحركيَّة واكتساب المزيد من التوازن والقوّة الجسديّة.

عادةً، يتم لعب الحجلة في الخارج. ومع ذلك، يُمكنك أن تجعل أطفالك يلعبون الحجلة في المنزل أيضًا. يمكنك لصق شريط مُلوَّن على الأرض لصنع الحجلة أو قطع الورق المقوى إلى قطع كبيرة مربعة أو مستطيلة، وكتابة الأرقام عليها من واحد إلى ثمانية، ولصقها على الأرض بشريط لاصق. الآن، أعط الأطفال شيئًا صغيرًا لرمي الأرقام ودعهم يستمتعون باللعبة.

ثانيًا: ألعاب تحفيز العقل

5. الألغاز

تُعد ألعاب الألغاز من الكلاسيكيَّات الخالدة في عالم ألعاب الأطفال، حيث تُوفِّر ساعات من الترفيه المرتبط بتنمية المهارات المعرفيَّة المُهمَّة للطفل. يُمكنك تمرين العضلات الإبداعيَّة والمعرفيَّة ومهارات حل المُشكلات لطفلك باستخدام أي من الأحاجي التي تختلف في مستوى صعوبتها باختلاف الفئة العمريّة. 

يُمكن أن تكون الألغاز أيضًا نشاطًا مُشتركًا بين الأخوة، لتعليم الأطفال التعاون أثناء عملهم معًا لتحقيق هدف مشترك. إنَّها لعبة تنمو مع الطفل، وتقدم تحديات أكثر تعقيدًا مع تقدم مهاراته.

لذلك، يُمكن أن يؤدي دمج ألعاب الألغاز في روتين اللعب اليومي لطفلك إلى تطوُّر ذهني شامل، مما يجعلها واحدة من أفضل الألعاب المنزلية للأطفال.

6. مكعب روبيك

يتكوَّن مُكعَّب روبيك من مكعبات صغيرة مُلوَّنة بشكلٍ مُختلف، ويكمن الهدف من هذه اللعبة في خلط المُكعبات الصغيرة مُختلفة الألوان عن طريق تدوير الطبقات الفرديَّة للمكعب ثم إعادته إلى حالته الأصلية حيث يعرض كل وجه من وجوه المكعب لونًا واحدًا.

الأمر المُميّز في مُكعَّب روبيك هو أنّه ليس مُجرَّد لغز لتجميع الألوان، بل أداة لتعزيز قوّة الدماغ والتي يُمكن أن تفيد نمو طفلك بشكلٍ كبير. عندما يقوم الطفل بلف المكعب وتحويله لمحاذاة الألوان، فإنّه يتحدى عقله من خلال تطوير استراتيجيات فعَّالة لحل اللغز وبالتالي يُعزِّز مهاراته في حل المشكلات.

بالإضافة إلى ذلك، يعمل المكعب على تحسين الذاكرة والتركيز، حيث يتعلم الأطفال توقع وتذكر تسلسل الحركات. ولذلك، فإنَّ إدخال مكعب روبيك بين ألعاب طفلك يُمكن أن يؤدي إلى تحسين المهارات المعرفيَّة لديه بشكلٍ كبير.

7. ألعاب الورق

بجانب التسلية التي تُقدمها ألعاب الورق، فهي يُمكن أن تُقدِّم فوائد عديدة لعقل طفلك. تتضمَّن العديد من ألعاب الورق القيام بعمليّات العد والجمع والطرح والتفكير، مما يُمكن أن يساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم في الرياضيَّات بطريقة مُمتعة وجذَّابة. على سبيل المثال، تتضمَّن ألعاب مثل “War” و”Go Fish” و”Uno” التعرُّف على العمليات الحسابية والرقميّة الأساسية.

بالإضافة إلى ذلك، فألعاب الورق القائمة على الذاكرة تتحدى الأطفال لتذكر موقع البطاقات ومُطابقة الأزواج، مما يُحسِّن ذاكرتهم وقدراتهم على التركيز. يُمكنك ببساطة ترتيب مجموعة من الأوراق بشكلٍ عشوائي وإعطاء مُهلة للطفل لتذكُّر مكان كل ورقة، ثم قلب جميع الأوراق وجعله يُحدد مكان كل رقم اعتمادًا على ذاكرته.

8. ماذا يوجد بداخل الصندوق؟

تتضمّن هذه اللعبة وضع أشياء مُختلفة داخل صندوق أو حاوية، بحيث يتمكّن الأطفال من لمسها دون رؤيتها، ويُحاولون تخمين ما هو الشيء الموجود داخل الصندوق من خلال نسيجه وتركيبه الخارجي.

ابحث عن أي صندوق به غطاء في منزلك، وقم بعمل فتحة في أحد جوانب الصندوق بحيث تكون كبيرة بما يكفي ليضع طفلك يده فيها. بعد ذلك، اجمع مجموعة مُتنوِّعة من الأشياء ذات الملمس المُختلف. على سبيل المثال، يُمكنك وضع أشياء مثل حجارة ملساء، أو قطعة من القماش الناعم، أو كرة مطاطيَّة، أو قطعة من ورق الصنفرة، أو إسفنجة، أو أي شيء آخر في متناول يدك.

عندما تكون مستعدًا للعب، ضع شيئًا داخل الصندوق واطلب من أطفالك تخمينه. يُمكنهم طرح أسئلة حول هذا الشيء إذا احتاجوا لذلك، أو يُمكنك تقديم أدلَّة.

عندما يستكشف طفلك محتويات الصندوق، فإنَّه سيزيد من إدراكه الحسي علاوةً على تحفيز قوَّة التخيُّل لديه حيث يستخدم الأطفال خيالهم بجانب حاسّة اللمس أثناء محاولة استشكاف ماهيَّة الشيء الموجود في الصندوق.

9. البحث عن الكنز 

يحب الأطفال العثور على الأشياء المخفيَّة، خاصةً عندما تكون هناك جائزة قيِّمة في النهاية. ما عليك سوى كتابة بعض الأدلَّة على قصاصات من الورق لتوجيه الطفل إلى مكان الكنز، وكُن مبدعًا. ضع الدليل الأوَّل في مكان يسهُل العثور عليه، مثل داخل وعاء الوجبات الخفيفة أو وعاء الحبوب الخاص بطفلك. ثم اترك العديد من الأدلَّة التي تُريدها في جميع أنحاء المنزل، والتي تؤدي جميعها إلى الدليل النهائي.

بدلًا من وضع جائزة واحدة في النهاية، يُمكن أن يؤدي البحث عن الكنز إلى عملات معدنيَّة مُتفرقة في جميع أنحاء المنزل. بهذه الطريقة يتمكَّن الأطفال من جمع كل القطع النقدية ووضعها في حصَّالاتهم في النهاية.

10. تطبيقات تمرين العقل

في قائمتنا لأفضل ألعاب الأطفال في المنزل، قررنا أنّه يجب أن يكون للتكنولوجيا نصيب! ولأنّ الكثير من الألعاب الإلكترونيّة قد تكون مُشتِّتة أو بلا فائدة، فإنّ تطبيقات تدريب العقل للأطفال قد تم تصميمها لتجمع بين المرح من ناحية، وتنمية المهارات العقليّة للطفل من ناحيةٍ أخرى.

تُقدِّم هذه التطبيقات مجموعة مُتنوِّعة من الأنشطة الجذَّابة المُصمَّمة لتحسين الذاكرة والتركيز ومهارات حل المشكلات والتفكير المنطقي عند الأطفال وغيرها. وبالتالي فإنَّ هذه التطبيقات ليست مُجرَّد مصدر للترفيه، ولكنّها أيضًا وسيلة لبناء المهارات الأساسية التي يمكن أن تفيد الأداء الدراسي للأطفال. إنَّها طريقة ذكية لدمج التكنولوجيا مع التعليم، مما يضمن أن يكون وقت اللعب مُثمرًا وممتعًا.

اقرأ أيضًا: 7 نصائح فعّالة لتنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال

ومن بين هذه التطبيقات، اخترنا لك أشهر وأفضل ثلاثة منها:

  • MentalUP
  • Mensa Brain Training
  • BrainHQ

ثالثًا: ألعاب تنمية الإبداع

11. الأوريجامي

الأوريجامي هو الفن الياباني لطي الورق بهدف تحويل ورقة مُربَّعة مسطحة إلى شكل مُجسّم مثل الحيوانات أو الزهور أو الأشكال الهندسيَّة دون استخدام المقص أو الغراء. يُشجِّع الأوريجامي الإبداع عند الأطفال بشكلٍ كبير حيث يقومون بتجربة أساليب الطي المختلفة لتكوين أشكال عديدة.

ونظرًا لأنّ فن الأوريجامي يتضمّن الطي المُعقَّد والتلاعب الدقيق بالورق، فإنّه يُساعد الأطفال على تطوير المهارات الحركيَّة الدقيقة والتنسيق بين اليد والعين علاوةً على مهارة التفكير المُتسلسل. بالإضافة إلى ذلك، يتطلَّب الانخراط في فن الأوريجامي التركيز والاهتمام بالتفاصيل، مما يساعد الأطفال على تحسين تركيزهم ووعيهم الذهني.

12. الصلصال (عجينة اللعب)

مهما تطوّرت الألعاب مع الوقت، يظل الصلصال محتفظًا بمكانته الدائمة كأحد أكثر الألعاب إمتاعًا لدى الأطفال والكبار على حدٍ سواء. تكمن جاذبية الصلصال في تنوُّعه ولا محدوديّته، فعلى عكس الألعاب المصنوعة مُسبقًا والتي توفر خيارات لعب محدودة، يعمل الصلصال على تمكين الأطفال من تجسيد خيالهم في عدد لا يُحصى من الأشكال.

من الأشكال البسيطة إلى المنحوتات المُعقَّدة، يُعزِّز الصلصال من قوّة الإبداع لدى الأطفال بشكلٍ كبير. ولا تقتصر ألعاب الصلصال على مُجرّد تكوين الأشكال فحسب، فعندما يقوم الأطفال بالضغط والنحت على قطعة الصلصال لتكوين الشكل، فإنَّهم يعززون التنسيق بين اليد والعين ويُعززون من المهارات الحركيَّة لديهم.

13. المُكعبات

من منّا لم يلعب لعبة المُكعَّبات في طفولته؟! تلك اللعبة الرائعة التي تقوم على استخدام المُكعبات الصغيرة أو أي أشكال هندسية أخرى، لبناء الهياكل أو إنشاء التصميمات. إنَّها بلا شك أحد أشكال اللعب الذي يُحفِّز الإبداع لدى الأطفال.

يُمكن أن يتضمَّن اللعب بمُكعبات البناء أنواعًا مختلفة، بما في ذلك المكعبات الخشبيَّة أو المكعبات البلاستيكيَّة المُتشابكة (مثل LEGO) أو المكعبات الإسفنجيَّة أو المكعبات المغناطيسيَّة، وتتراوح اللعبة من الأشكال البسيطة إلى الأشكال الأكثر تعقيدًا مثل المباني أو الجسور أو بعض الهياكل الخياليَّة من إبداع الطفل.

تُوفِّر هذه اللعبة للأطفال الحريَّة في استكشاف وتفكيك وإعادة تجميع أي بناء يُمكنهم التفكير فيه، وهو الأمر الذي سيأخذ مهارات حل المُشكلات والإبداع والتخيُّل عندهم إلى المستوى التالي.

14. الرسم والتلوين

يُعد الرسم والتلوين أحد أفضل الأنشطة الترفيهيّة لزيادة إبداع الطفل وتمكينه من التعبير عن نفسه واستكشاف مواهبه الفنيّة.  كل ما عليك فعله هو تزويد الطفل بمواد الرسم مثل الورق وأقلام التلوين وأقلام التحديد وأقلام الرصاص المُلوَّنة، وتشجيعه على رسم أي أشكال يرغب في رسمها بناءً على خياله. يُمكنك كذلك شراء كُتيّب يضم عدد من الرسومات التي يُمكن للطفل تلوينها مباشرةً.

وبالطبع لا يوجد أفضل من الإمساك بأدوات الرسم واللعب بها لتطوير مهارات الأطفال الحركيّة والتنسيق بين اليد والعين. أضف إلى ذلك أنّ ألعاب الرسم والتلوين تُشجِّع الأطفال على استخدام خيالهم لإنشاء قصص حيث يُمكنهم اختراع الشخصيات والأماكن.

15. ألعاب النرد

وفي آخر قائمتنا لأفضل ألعاب الأطفال في المنزل، تأتي ألعاب النرد – مثل السلّم والثعبان والليدو – والتي تُعد من أقدم الألعاب وأكثرها شهرةً عند مُختلف الأجيال. تضمّن المقال حتى الآن ألعابًا لتنشيط الجسم وتحفيز العقل وتنمية الإبداع، ولكن لم يتطرّق أي منها بشكلٍ مُباشر لواحدة من أهم الصفات التي يجب أن يكتسبها الأطفال وهي صفة الصبر.

فهذه الألعاب تتطلّب بطبيعتها من اللاعبين انتظار دورهم، ومن خلال هذا الانتظار، يتعلَّم الأطفال كيفيَّة إدارة عواطفهم، وفهم أن دورهم سيأتي وأنَّ التسرع أو مقاطعة الآخرين ليس مناسبًا.

تصفّح مكتبة حدوتة من القصص الخيالية لتنمية إبداع طفلك ومخيّلته!

وفي النهاية، بينما نختتم قائمتنا لأفضل الألعاب المنزليّة للأطفال، يصبح من الواضح أنّ هذه الألعاب تُوفِّر كنزًا من الفرص لطفلك للاستمتاع والتعلُّم والنمو أثناء البقاء في المنزل. ومن خلال دمج مجموعة متنوعة من الألعاب، ستضمن تحقيق مجموعة مُتنوعة كذلك من الفوائد بدءًا من تنمية الإبداع ومهارات التفكير إلى توفير الحركة المطلوبة لتعزيز صحّة ونشاط طفلك.

والآن بعد أن قدّمنا لك مجموعة من أفضل ألعاب الأطفال في المنزل، يأتي دورك لتشجيع طفلك على ممارسة هذه الألعاب من خلال جعلها مُمتعة ومليئة بالمرح. ابدأ اليوم بهذه الألعاب الرائعة، وشاهد بنفسك تأثيرها الإيجابي على تطوُّر طفلك العقلي والنفسي والجسدي!

وأخيرًا، شاركنا في التعليقات بأحد الألعاب المُسليّة والمفيدة التي تمارسها مع طفلك. ولا تنسَ كذلك الاشتراك في مدونتنا ليصلك كل جديد من مقالاتنا التي ستضعك على الطريق الصحيح لتربية طفلك، كما ستُزودك بأحدث المعلومات فيما يتعلّق بعلم التربية الحديثة! 

المصادر: todaysparent، ourlittlejoys

أفضل 20 فكرة لهدايا تعليمية للأطفال

تخيَّل أنّك مع كل هديّة تُقدمها لطفلك، فإنّك تُساهم في تطوير جانب مُعيّن من شخصيّته ومهاراته وأفكاره. فهذه الهدايا ليست مُجرّد وسيلة لإسعاد الطفل فحسب، بل قد تساهم في إثارة فضوله، وإشعال شغفه للتعلُّم، وتغذية خياله، بشرط أن يتم اختيارها بالشكل الصحيح. 

تصوَّر عالِمًا صغيرًا وهو ينظر إلى المجهر لأول مرة، وتتسع أعينه عندما يكتشف التفاصيل المعقدة لورقة الشجر أو فنانًا طموحًا يستخدم مجموعته من الألوان والفرش، ويطلق العنان لخياله على لوحة قماشيَّة فارغة أو مستكشفًا صغيرًا يضيع في أحجية مُفصَّلة لخريطة العالم. هذه اللحظات هي أكثر من مُجرَّد لعب، إنّها بمثابة نقطة انطلاق لحالة من الفضول والرغبة في التعلُّم مدى الحياة.

وفي مُجتمع اليوم المُعتمد على التكنولوجيا، قد يكون العثور على هدايا تعليمية للأطفال توازن بين المرح والتعليم وتلفت انتباه الطفل أمرًا صعبًا، ولهذا أعددنا لك هذا المقال! من مجموعات العلوم التفاعليَّة والكتب الجذَّابة إلى مجموعات الفنون والحرف الإبداعيَّة وألعاب المنطق والألغاز، هناك دومًا شيء يلهم الاهتمامات والمواهب الفريدة لكل طفل. هل أنت مستعد لاكتشاف الهدايا المثالية التي من شأنها أن تساعد في تعليم وترفيه طفلك؟ إذًا، لنبدأ!

اقرأ أيضًا: الأجهزة الذكية والأطفال: الموازنة بين الفوائد والمخاطر

أولًا: هدايا تعليمية للأطفال لتطوير الوظائف المعرفيّة

1. الكتب 

لا شكّ أنّ الكتب تُقدِّم مجموعة واسعة من الفوائد المعرفيّة للأطفال من خلال تعريضهم لعوالم وأفكار جديدة، حيث تُساعد في تعزيز القدرات المعرفية مثل التفكير النقدي وحل المشكلات. وبالرغم من أهميّتها، فإنّ غياب عنصر الإمتاع منها قد يُشكّل عائقًا أمام رغبة الطفل في قراءتها. 

لذلك، من المهم أن تقوم باختيار الكتب المناسبة لعمر الطفل والتي تلبي اهتماماته وتجمع بين الإفادة والإمتاع سواءً كانت كتب خياليَّة أو واقعيَّة.

اطلب قصّة طفلك المصممة خصيصًا له من حدّوتة.

2. القلم القارئ

يُمكّن القلم القارئ طفلك من الاستماع إلى الكلمات والنصوص من القصص وغيرها، وبالتالي يجعل تجربة القراءة أكثر تفاعليَّة وجاذبيَّة للأطفال. من خلال السماح لهم بالاستماع إلى النص الذي تتم قراءته بصوت عالٍ أثناء متابعة الكتاب، يُمكن أن يحسن القلم القارئ الفهم والاحتفاظ بالمعلومات لدى الأطفال.

بالإضافة إلى ذلك، سيُساعد القلم القارئ في تمكين الأطفال من استكشاف الكتب بأنفسهم دون الحاجة إلى مساعدة الآباء، مما يعزز مهارات القراءة المستقلة لديهم.

3. مجموعات الألغاز

تُساعد مجموعات الألغاز على تطوير مهارات حل المشكلات والتفكير المنطقي والنقدي لدى الأطفال. ولا يوجد تفضيل للعبة مُعيّنة، حيث إنّ أي نوع منها سيؤدي الغرض. كل ما عليك هو أن تبحث عن الألغاز المُناسبة لعمر الطفل والتي تتناسب مع قدراته المعرفيَّة واهتماماته.

4. مجموعات تعليم البرمجة

تعتبر البرمجة مهارة قيمة ولا غنى عنها للمستقبل. لذلك، يُمكنك تقديم بعض هدايا تعليم البرمجة المُصمَّمة للأطفال، مثل LEGO Boost أو littleBits، والتي تُقدّم مفاهيم البرمجة بطريقة عمليَّة وجذابة، مما يُعزِّز بدوره مهارات التفكير المنطقي وحل المشكلات عند الأطفال.

5. ألعاب الذاكرة

تعمل الألعاب التي تعتمد على الذاكرة مثل البطاقات المُطابقة على تحسين مهارات الذاكرة والتركيز وزيادة الانتباه. ولا شكّ أنّ هذه الهدايا ستكون مُمتعة ومليئة بالتحديات للأطفال من مختلف الأعمار!

6. مجموعات العلوم التفاعليّة

تسمح مجموعات العلوم للأطفال بإجراء التجارب واستكشاف المفاهيم العلميَّة، كما تُشجِّع على الفضول والملاحظة والتفكير النقدي. ابحث عن مجموعات ذات صلة بموضوعات مثل الكيمياء أو الفيزياء أو علم الأحياء وغيرها. على سبيل المثال، يُمكنك شراء مجموعة المجهر للأطفال من ناشيونال جيوغرافيك والتي تُمكنهم من مراقبة ودراسة الكائنات المجهرية، مما يعزز الفضول والتفكير العلمي لديهم.

7. ألعاب الطاولة

تتطلَّب العديد من ألعاب الطاولة مثل الشطرنج التفكير الاستراتيجي واتخاذ القرار وحل المشكلات. وبالتالي، يُمكن لهذه الألعاب أن تُعزِّز الوظائف المعرفيَّة للطفل بجانب توفير الترفيه.

8. الألعاب المُحفِّزة للدماغ

تتحدى الألعاب المُحفِّزة للدماغ – مثل مكعب روبيك أو الألغاز المنطقيَّة – قدرات الأطفال على حل المشكلات والتفكير النقدي، وبالتالي تُعد ذات أهميّة كبيرة في تطوير المهارات المعرفيّة لديهم.

ثانيًا: هدايا تعليمية للأطفال لتنمية الإبداع والخيال

9. أدوات الرسم والتلوين

تلعب أدوات الرسم والتلوين دورًا حيويًا في تعزيز الإبداع والخيال لدى الأطفال، حيث تُوفِّر لهم وسيلةً للتعبير عن أنفسهم، واستكشاف أفكارهم، وإطلاق العنان لخيالهم. من خلال الرسم والتلوين، يُمكن للأطفال توصيل أفكارهم وعواطفهم وتجاربهم بطريقة مرئية وشخصية. 

كما تمنح هذه الأدوات الأطفال الحرية في استكشاف خيالهم وإنشاء عوالمهم الخاصة. سواءً كان ذلك رسم مخلوقات خياليَّة، أو مناظر طبيعية خلّابة، فإنَّ الفن في جميع الحالات يسمح للأطفال بالاستفادة من خيالهم، وإضفاء الحيوية على أفكارهم

10. القصص المُصوَّرة والتفاعليَّة

تلعب القصص المصورة والتفاعلية دوراً حاسماً في تعزيز الإبداع والخيال لدى الأطفال، حيث تجمع هذه القصص بين العناصر البصريَّة والسرد الممتع، مما يجذب انتباه الأطفال ويُحفِّز خيالهم.

كما تتيح الرسوم التوضيحيَّة الملونة والميزات التفاعلية – مثل ميزات رفع الغطاء واللمس والإحساس للأطفال – تصوُّر القصة والشخصيات، مما يعزز الإبداع ويشجعهم على تخيل سيناريوهات وإمكانيات جديدة تتجاوز النص. 

تصفّح مكتبة حدّوتة المميزة من القصص القصيرة المسلية لجميع الأعمار.

11. مكعبات البناء

تعتبر مكعبات البناء – مثل LEGO أو غيرها من ألعاب البناء – أدوات ممتازة لتنمية الإبداع والخيال لدى الأطفال، حيث تُوفِّر هذه المكعبات إمكانيات لا حصر لها لبناء الهياكل الواقعيّة أو حتى المباني الخياليَّة. وتُشجِّع مكعبات البناء أيضًا اللعب الخيالي، حيث يقوم الأطفال بإنشاء قصص وسيناريوهات حول مبانيهم لإضفاء الحيويَّة إليها

12. الآلات الموسيقيَّة

تُوفِّر الآلات الموسيقية منفذًا فريدًا للإبداع والخيال لدى الأطفال. عندما يعزف الأطفال على الآلات الموسيقية، تتاح لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم وإنشاء الألحان واستكشاف الأصوات والإيقاعات المُختلفة. وبالتالي، تُعزِّز هذه العملية التفكير الإبداعي وتساعد الأطفال على تطوير أفكارهم الموسيقية الخاصَّة. ومن خلال الارتجال والتأليف، يُمكن للأطفال إطلاق العنان لقدراتهم الإبداعيَّة!

13. مجموعات الحرف اليدويَّة

تم تصميم مجموعات الحرف اليدويَّة لإشراك الأطفال في الأنشطة العمليّة والإبداعيّة وتعزيز الخيال. وغالبًا ما تتضمن هذه المجموعات مواد وتعليمات وأفكارًا لمختلف الحرف اليدوية، مثل صناعة المجوهرات أو الحرف الورقيَّة كالأورجامي أو بناء النماذج. 

تسمح مجموعات الحرف اليدوية للأطفال باستكشاف الأنسجة والأشكال والألوان المختلفة أثناء اتباع التعليمات أو تكييفها مع أفكارهم الخاصة. وبالتالي، تُحفِّز هذه المجموعات الإبداع عند الأطفال من خلال تشجيعهم على تحويل المواد إلى إبداعات فريدة.

14. الصلصال

يُعد الصلصال أحد أفضل الألعاب لتحفيز الإبداع والخيال لدى الأطفال من خلال تحويل كتلة بسيطة إلى أشياء أو شخصيات أو عوالم بأكملها، مما يعزز التعبير عن الذات ويسمح لهم بتحويل أفكارهم إلى حقيقة . علاوةً على تنمية الإبداع، عندما يقوم الأطفال باللعب بالصلصال، فإنَّهم يطورون المهارات الحركية الدقيقة ومهارات التنسيق بين اليد والعين. 

ثالثًا: هدايا تعليميّة للأطفال لتطوير اللغة

15. القصص القصيرة 

من خلال التعرُّض لمجموعة من الكلمات في سياقات مُختلفة أثناء قراءة القصص، يتعلّم الأطفال مفردات جديدة ويفهمون كيفية استخدام الكلمات بفعاليَّة. بالإضافة إلى ذلك، تُقدِّم القصص القصيرة أمثلة على القواعد النحوية وتركيبات الجملة الصحيحة، مما يساعد الأطفال على تحسين مهاراتهم في الكتابة والتواصل. لكن من المهم أن تختار القصص القصيرة المُناسبة لعمر الطفل والمليئة بالصور لجعل القراءة أكثر إمتاعًا.

قصص تعليمية للأطفال من مختلف الأعمار…اقرأها الآن!

16. ألعاب الكلمات

يُمكن أن تكون ألعاب الكلمات وسيلةً رائعة لتقوية المفردات اللغويّة للطفل مع الحفاظ على تجربة التعلُّم مُسلية ومُمتعة. وبجانب توسيع المفردات وتقوية الحصيلة اللغويّة، يُمكن أن تُعزز هذه الألعاب التفاعل الاجتماعي وتبادل الأدوار إذا تم لعبها في مجموعة.

17. الحروف الأبجدية المغناطيسية

تُوفِّر مجموعات الحروف الأبجديَّة المغناطيسيَّة تجربة عمليَّة للأطفال لاستكشاف الحروف وتهجئة الكلمات وإنشاء الجمل. يمكن استخدامها على الثلاجة أو اللوحة المغناطيسية، مما يسمح للأطفال بتجربة كلمات وعبارات مختلفة، وتعزيز التعرف على الحروف وتحسين مهارات القراءة لديهم.

18. الكتب الصوتيَّة

تُوفِّر الكتب الصوتيَّة طريقة فريدة للأطفال للتفاعل مع النصوص، وهي تُعد بديلًا مناسبًا للأطفال الذين لا يُفضلون القراءة. يساعد سماع القصص المقروءة بصوت عالٍ على تحسين مهارات الاستماع علاوةً على توسيع المفردات وتعريف الأطفال بأساليب وأصوات سرديَّة مُختلفة. ولذلك، فإنّ أسطوانة تحتوي على مجموعة من الكتب الصوتيّة سيكون بمثابة هديّة تعليميّة رائعة لجعل الكتب صديقًا أكثر متعةً لطفلك.

19. قواميس الصور

تُوفِّر قواميس الصور تمثيلًا بصريًا للكلمات، مما يُسهِّل على الأطفال ربط المفردات بالصور. وبالتالي، تُساعد هذه القواميس على توسيع المفردات وتحسين التعرُّف على الكلمات وتسهيل حفظها. ابحث عن القواميس المُصمَّمة خصيصًا للأطفال والتي تحتوي على رسوم توضيحيَّة مُلوَّنة وتعريفات بسيطة.

20. دفاتر اليوميَّات

تُشجِّع دفاتر اليوميّات أو المُذكرات اليوميّة الأطفال على الكتابة بانتظام، مما يُساعدهم على تحسين مهاراتهم اللغويّة في الكتابة والتهجئة ويُعزز من أساسيّات اللغة لديهم. أضف إلى ذلك أنّه من خلال تسجيل أفكارهم وتجاربهم اليوميَّة، تُتاح للأطفال الفرصة لتوسيع مفرداتهم والتعبير عن أنفسهم بشكلٍ أكثر وضوحًا.

اقرأ أيضًا: أفضل 6 طرق لتعليم اللغة الإنجليزية للأطفال

ختامًا، في عالمٍ مليء بالمُشتِّتات، أصبح تقديم هديَّة تعليميّة مُمتعة للطفل أكثر قيمةً من أي وقت مضى. تُقدِّم هذه الهدايا التعليمية أكثر من مجرد تسلية مؤقتة، إنّها توفر فرصة لزيادة القدرات المعرفيّة وتنمية الإبداع والخيال. ومن خلال اختيار الهدايا التي تجذب اهتمام الطفل، فإنَّك لا تغذي اهتماماته الحالية فحسب، بل تزرع فيه أيضًا بذور الإنجازات المستقبلية.

سواءً كان ذلك من خلال الاستكشاف الملموس لمجموعة العلوم أو تقوية الخيال من خلال قراءة القصص الخياليَّة  أو التعبير الإبداعي من خلال الرسم والتلوين أو التفكير الاستراتيجي عبر ألعاب المنطق والألغاز، فإنَّ هذه الهدايا تخلق فرصًا للأطفال للتعلُّم والنمو.

وعندما تشرع في رحلة اختيار الهديَّة التعليميَّة المثاليَّة، تذكَّر أن أفضل الهدايا هي تلك التي تلهم الأطفال وتُمكِّنهم من استكشاف العالم من حولهم. وتذكّر دومًا أنّه مع كل هديَّة، فإنَّك تساعد في تشكيل مستقبل يكون فيه التعلُّم مغامرة رائعة والفضول لا حدود له!

المصادر: explorelearning

أفضل 6 طرق لتعليم اللغة الإنجليزية للأطفال

لا شكّ أنّ تعلُّم اللغة الإنجليزيّة أصبح أحد أهم مُتطلبات عصرنا الحالي. في الواقع، لن نبالغ إذا قلنا أنّ عشرات الفرص الوظيفيّة من المُمكن أن تضيع على أي شخصٍ لمُجرّد أنّه لا يُتقن اللغة الإنجليزيّة. وبالتالي، أصبح تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال أوّل خطوة لضمان أن يكون مستقبلهم مُشرقًا ومليئًا بالفرص.

لكن قبل البدء في رحلة تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال، من المهم البحث عن طرق فعَّالة وسهلة بحيث تجعل عملية التعلُّم مزيجًا بين التعليم والمتعة.

في هذا المقال، نُقدّم مجموعة من أفضل الطرق لتعليم اللغة الإنجليزية للأطفال، مع التركيز على الجوانب التفاعليّة التي تجعل تعلُّم اللغة أبسط بكثير. ومن خلال اتّباع هذه الطرق، نضمن لك أن تكون تجربة تعلُّم اللغة الإنجليزيّة بمثابة رحلة ترفيهيّة مُمتعة لطفلك أيًا كان عمره.

أسهل طرق تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال

لضمان تجربة تعلُّم مُفيدة ومُمتعة، قدّمنا لك 6 من أسهل طرق تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال، وهي: 

1. استخدام الألعاب في تعليم اللغة الإنجليزية

يُعد استخدام الألعاب في تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال نهجًا فعّالاً للغاية، ويرجع ذلك إلى ميل الأطفال الطبيعي للعب، مما يُحوِّل عمليّة التعلُّم إلى تجربة مُمتعة وجذَّابة. تخلق الألعاب بطبيعتها بيئة تعليمية ممتعة وتفاعلية تشرك الأطفال وتحفزهم على المشاركة. فعندما يكون التعلم ممتعًا، فمن المرجح أن يشارك الأطفال بنشاط أثناء عمليَّة تعلُّم اللغة.

بالإضافة إلى ذلك، تقوم الألعاب على ما يُعرف بأسلوب التعلم النشط، حيث تُشجِّع الأطفال على استخدام اللغة الإنجليزية بشكل فعال في سياقٍ مفيد بدلًا من الاكتفاء بحفظها كما هي. بمعنى آخر، تُوفِّر الألعاب فرصًا لممارسة مهارات اللغة الأساسيّة، مثل التحدُّث والاستماع والقراءة والكتابة، مما بدوره يُحسّن من استيعابهم للغة بشكلٍ كبير. وفيما يلي بعض الأمثلة على بعض الألعاب التعليميّة للغة الإنجليزيّة:

  • القلم القارئ: وهو يُمكّن الطفل من الاستماع إلى الكلمات والنصوص باللغة الإنجليزية مما يقوي من مهارات الاستماع لديه ويُعلمه النطق الصحيح للكلمات.
  • ألعاب البطاقات التعليمية: وفيها يتم استخدام البطاقات التعليميَّة لمطابقة الكلمات بالصور أو لعب ألعاب الذاكرة لتعزيز المُفردات.
  • بينجو: وفيها تقوم بإنشاء بطاقات تحتوي على مفردات أو صور، ثم تنطق الكلمات أو تعرض الصور، ويقوم الأطفال بوضع علامة على المربعات المقابلة على بطاقاتهم. أول طفل يحصل على صف كامل يُصبح هو الفائز.
  • ألعاب بناء الجملة: وفيها يتم تزويد الأطفال ببطاقات تحتوي على كلمات ثم يقومون بتكوين جمل صحيحة من هذه البطاقات.
  • لعبة سيمون يقول: وهي لعبة كلاسيكيَّة حيث تطلب من الأطفال القيام بفعلٍ ما من خلال قول “سيمون يقول”، متبوعًا بالفعل الذي تريدهم أن يقوموا به. على سبيل المثال، “يقول سيمون انهض”. إذا لم تقل “يقول سيمون” وقام الطفل بالنهوض، فسيخرُج من اللعبة. في هذه اللعبة، يجب أن تستخدم كلمات يعرفها الطفل بالفعل، فأنت هنا تقوم بالتأكيد على حفظه وليس تعليمه مفردات جديدة.
  • لعبة عشرين سؤالًا: وفيها يُفكِّر أحد الأطفال في أي شيء، ثم يقوم باقي الأطفال بطرح الأسئلة والتي تصل إلى 20 سؤالًا حتى يتمكنوا من استنتاج ما هو هذا الشيء. تُشجِّع هذه اللعبة الأطفال على طرح الأسئلة باللغة الإنجليزية علاوةً على التفكير بها.

اقرأ أيضًا: أفضل 15 لعبة في المنزل للأطفال لزيادة نشاطهم وإبداعهم

2. استخدام الصور لشرح المفردات الجديدة

يُعد دمج الرسومات التوضيحيّة في دروس اللغة الإنجليزية وسيلة مُمتازة لمُساعدة الأطفال على التعلُّم بشكلٍ أسرع، حيث يُمكن لهذه المُساعدات البصريَّة أن تُعزِّز بشكلٍ كبير من الفهم والاحتفاظ بالمفردات الجديدة. على سبيل المثال، إنّ الإشارة إلى أعضاء الجسم كالرأس والكتفين والركبتين على صورةٍ لرجلٍ مُبتسم أسهل بكثير من كتابتها في قائمة مفردات نظريّة.

تمامًا مثلما يستخدم البالغون بعض الحيل البصرية الشائعة لتذكُّر المعلومات مثل استخدام قلم التحديد أو الدوائر أو إنشاء المخططات الانسيابيَّة (Flowcharts)، فنفس الأمر ينطبق على المُتعلمين الصغار. من خلال عرض المُفردات عليهم في صورة رسومات، سيتمكّنون من البدء في تصوُّر كيف تبدو هذه الكلمات الإنجليزيَّة في الحقيقة. 

يُمكنك استخدام الخرائط الذهنيَّة لربط المفردات الجديدة بالكلمات والمفاهيم ذات الصلة. ابدأ بكلمة مركزيَّة وتفرَّع إلى المصطلحات ذات الصلة. على سبيل المثال، يُمكن أن تتضمَّن الخريطة الذهنية لكلمة “الطقس” فروعًا لكلمات “مطر” و”شمس” و”غيوم” و”ثلج” و”عواصف”.

قم كذلك باستخدام قواميس الصور حيث تكون كل كلمة جديدة مصحوبة بصورة لها. على سبيل المثال، صورة تفاحة بجوار كلمة “Apple” تساعد الأطفال على الربط بين الكلمة والشيء أفضل بكثير من مُجرّد وضع الكلمة بالإنجليزيّة وإضافة ترجمة لها بالعربيّة.

كما يُمكنك أيضًا استخدام البطاقات التعليميَّة التي تحتوي على صور على جانبٍ واحد والكلمة المقابلة لها على الجانب الآخر، مما سيسمح بالممارسة السريعة والتفاعليَّة. بالإضافة إلى ذلك، قم باستخدام القصص المُصوَّرة التي توضح المفردات الجديدة ضمن سياق قصّة مُعيّنة. لا يساعد هذا الأمر الأطفال على معرفة المُفردات فحسب، بل يُساعدهم أيضًا على معرفة كيفيّة استخدام الكلمات في الجمل وسردها بشكلٍ صحيح.

3. استخدم الأغاني في حفظ الكلمات

يُعد استخدام الأغاني في تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال طريقة فعالة ومُمتعة للغاية، حيث تجذب الأغاني انتباه الأطفال بشكل طبيعي وتجعل عملية التعلُّم أكثر جاذبية. يخلق اللحن والإيقاع في الأغاني رابطًا قويًا للكلمات في الذاكرة، مما يُسهِّل على الأطفال تذكرها. وبالتالي، تُساعد الطبيعة المُتكرِّرة للأغاني على تعزيز المُفردات وتحسين النطق، مما يمكّن الأطفال من اكتساب كلمات جديدة ونطقها بشكلٍ صحيح دون أي عناء.

كما تعمل هذه الطريقة أيضًا على تحسين مهارات الاستماع، حيث يجب على الأطفال الانتباه جيدًا إلى كلمات الأغاني للغناء معها. ومن خلال الاستماع إلى الأغاني وترديدها بشكلٍ مُتكرِّر، يُمكن للأطفال استيعاب أنماط اللغة والنطق.

يُمكنك البحث عبر يوتيوب واختيار الأغاني المُناسبة لعمر طفلك ومستوى لغته، وضع في اعتبارك أنّ الأغاني البسيطة وذات الكلمات المتكررة هي الاختيار المثالي للأطفال الصغار. بالإضافة إلى ذلك، اختر الأغاني التي تتوافق مع المواضيع التي يتعلَّمها طفلك، مثل الحيوانات أو الأرقام أو الألوان أو الأنشطة اليومية.

ومن المُهم كذلك اختيار الأغاني التي تُعرض مع الصور، حيث يُعد الجمع بينهما أمرًا أساسيًا لتسهيل فهم معاني الكلمات على الطفل. فعندما يرى الطفل الصور التي تتماشى مع كلمات الأغنيّة، فإنّه يُصبح أكثر قدرةً على فهم هذه المفردات الجديدة والاحتفاظ بها في ذاكرته.

4. اربط الأشياء المُحيطة باللغة الإنجليزيّة

لديك عالمًا كاملًا غنيًا بالأشياء التي يُمكن استخدامها لتعليم طفلك اللغة الإنجليزيَّة. من خلال وضع علامات على الأشياء الموجودة في المنزل بأسمائها الإنجليزية، يُمكنك إنشاء بيئة تعليميَّة حيث يتعلّم طفلك المفردات الجديدة بكل سهولة. تسمح هذه الاستراتيجيّة للأطفال بربط الكلمات الإنجليزية بأشياء ملموسة، مما يُعزِّز فهمهم وذاكرتهم. 

على سبيل المثال، يساعد تصنيف الأدوات المنزلية الشائعة مثل “الكرسي” و”الطاولة” و”الثلاجة” الأطفال على رؤية هذه الكلمات واستخدامها بانتظام، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من مفرداتهم اليوميَّة.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الاستفادة من التجارب اليوميَّة خارج المنزل يُمكن أن يُعزِّز من تعلُّم اللغة أيضًا. على سبيل المثال، يُوفِّر الذهاب إلى السوبر ماركت أو الحديقة فرصة مُمتازة لتعليم مفردات جديدة. إنَّ الإشارة إلى أشياء مختلفة وتسميتها – مثل الفواكه أو الخضروات أو الحيوانات – باللغة الإنجليزيَّة يساعد الأطفال على توسيع مفرداتهم. 

ولا تعمل هذه الطريقة على تعزيز المفردات فحسب، بل تساعد الأطفال أيضًا على التدرب على بناء الجمل والتعبير عن ملاحظاتهم باللغة الإنجليزية. ولا شكّ أنّ هذا النوع من التعلُّم التفاعلي سيكون مفيدًا تمامًا للأطفال، حيث من الأسهل لهم التعامل مع الأشياء اليوميّة التي يرونها باستمرار مقارنةً بأسلوب التلقين غير المُعتمد على السياق.

اقرأ أيضًا: 5 فوائد لتعليم القرآن للأطفال

5. استخدم تطبيقات تعليم اللغة الإنجليزية

تتميَّز تطبيقات تعليم اللغة المُصمَّمة خصيصًا للأطفال بمجموعة من خوارزميّات الذكاء الاصطناعي لجعل تجربة التعلُّم فريدة لكل طفل، حيث تتواكب درجة صعوبة هذه التطبيقات مع المستوى الحالي للطفل. تًقدِّم هذه التطبيقات مجموعة كبيرة من الألعاب والأنشطة، كما تضم دروسًا وتمارين تُقدّم تفسيرات للقواعد اللغويّة بطريقة مُوجزة وبسيطة. علاوةً على ذلك، تُعزّز هذه التطبيقات من مهارات الاستماع والتحدُّث لدى الأطفال بشكلٍ كبير. 

ولأنّ المُمارسة المُنتظمة هي الأساس لتعلُّم اللغة، ضع جدولًا منتظمًا لطفلك لاستخدام هذه التطبيقات، وقم بدمج الدروس اليوميّة التي يتعلمها الطفل من التطبيق في الأنشطة اليوميَّة لتثبيتها في ذاكرته. على سبيل المثال، إذا كان التطبيق يُعلم أسماء الأطعمة، فاستخدم هذه الأسماء عند تناول الطعام.

تتميّز هذه التطبيقات أيضًا بميزات تتبُّع المستوى مما يتيح لك مراقبة تقدُّم طفلك مع الوقت، ورؤية الإنجازات أو المجالات التي تحتاج إلى مزيد من التدريب. 

6. ادخل في محادثات مع طفلك بالإنجليزيّة

يُعد دمج المفردات والعبارات الإنجليزيَّة في المحادثات اليوميَّة وسيلة فعّالة لتعزيز مهارات الطفل اللغويَّة بشكلٍ كبير، حيث يساعد هذا التعرُّض المستمر للعبارات الإنجليزيَّة في سياق المعاملات اليوميّة على حفظها بسهولة. عند إعطاء بعض التوجيهات للطفل، يُمكنك إدخال بعض الكلمات الإنجليزيّة في الجملة. وبمرور الوقت، لن يتعلّم الطفل المفردات فحسب، بل سيتعلّم أيضًا كيفيَّة استخدامها في المواقف اليوميَّة.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذا الأمر يُحسّن من مهارات الاستماع والتحدُّث لدى الأطفال بشكلٍ كبير، وبذلك يتعلّمون كيفيّة فهم الكلمات عند سماعها علاوةً على تكوين العبارات الخاصّة بهم.

للقيام بذلك، لن تحتاج إلى أكثر من إضافة بعض الكلمات الإنجليزيّة إلى كلامك، فلا داعي لجعل الجمل كاملةً باللغة الإنجليزيّة. كما يُمكنك أيضًا الإضافة على ما يقوله الطفل. على سبيل المثال، إذا قال طفلك: “ball”، يُمكنك الإضافة على ذلك بقول: “Yes, it’s a wonderful blue ball؟” وبذلك تكون قد ذكّرته بكلمتَي “Wonderful” و “Blue”

وبذلك تكون قد تعرّفت على 6 من أسهل طرق تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال، وعرفت ميزة كلٍ منها وكيفيّة تطبيقها مع طفلك. فتعلُّم اللغة الإنجليزيّة لم يعد مهمةً صعبة ومُرهقة على الأطفال كما كان من قبل. كل ما عليك الآن هو البدء في تنفيذ هذه الطرق الفعّالة مع طفلك، وسترى بنفسك كيف يتطوّر مستواه في اللغة الإنجليزيّة بسرعةٍ كبيرة.

ومن المُهم كذلك أن تضع في اعتبارك أنَّ لكل طفل مهاراته الخاصّة، ولذلك ينبغي أن تقوم بتخصيص تجربة التعلُّم للطفل لتتناسب مع قدراته. فالتكيُّف مع قدرات الطفل هو المفتاح لتجربة تعليميّة مفيدة ومُثمرة!

وللمزيد من المقالات حول تعليم الأطفال، قم بالتسجيل في مدونتنا، ولا تتردَّد في الاطّلاع على باقي المقالات المُتاحة ومشاركتها لتعم الفائدة!

المصادر: goabroad، ،britishcouncil

أهمية اللعب في تنمية مهارات أطفالنا وذكائهم

في عالم اليوم الذي أصبح تنافسيًا للغاية، غالبًا ما يُهيمن التعليم والأنشطة التربويّة على أولويّات الآباء تجاه حياة أطفالهم. ما بين تعليم اللغات الأجنبيّة أو البرمجة أو غيرهما، يحرص الآباء على تزويد أطفالهم بكل مُتطلبات العصر العلميّة في مرحلة مُبكرة من حياتهم. 

وفي ظل هذا الحرص على تزويد الطفل بالمعارف الضروريّة، قد يبدو اللعب مُجرّد شيئًا ثانويًا لا أهميّة له، ولكن الحقيقة غير ذلك تمامًا. فاللعب ليس مُجرَّد استراحة من التعلُّم، إنَّه في الواقع جوهر التعلُّم نفسه. فمن خلال اللعب، يستكشف الأطفال العالم من حولهم، ويطورون المهارات الأساسيَّة، ويشكلون الروابط التي ستشكل فهمهم لأنفسهم وللآخرين.

في هذا المقال، نتطرّق إلى الدور المحوري الذي يُساهم به اللعب في التنمية المعرفيَّة والجسديَّة والعاطفيَّة والاجتماعيَّة للأطفال، ونستكشف كيف أنّ اللعب هو جزء لا يتجزّأ من نموهم. وفيما يلي أهم فوائد اللعب بالنسبة للأطفال:

1. تنمية الإبداع والخيال

يُعد اللعب جانبًا أساسيًا وهامًا لنمو الجانب الإبداعي لعقل الطفل، حيث يلعب دورًا حاسمًا في بناء الخيال. سواءً كانوا يلعبون في المنزل، أو يتظاهرون بأنَّهم أبطال خارقون، أو ينخرطون في مُغامرات خياليَّة، يستخدم الأطفال خيالهم لإضفاء طابع من الحيويَّة على هذه السيناريوهات. وعندما يخترع الأطفال القصص والشخصيات والأماكن، فإنّ هذا بدوره يُعزِّز من قدرتهم على التخيُّل ويُوسِّع قدراتهم الإبداعيَّة بشكلٍ كبير.

وبجانب التخيُّل، غالبًا ما يتضمَّن اللعب التغلُّب على التحديات وحل المشكلات. سواءً كانوا يقومون بالبناء باستخدام المكعبات، أو يحلون بعض الألغاز – أو غير ذلك – فإنَّ الأطفال ينخرطون في عملية مُبسّطة من التفكير التحليلي وحل المشكلات. ومع استمرار هذا النوع من التفكير بمرور الوقت، فإنّ الطفل يكتسب قدر كبير من الإبداع أثناء استكشافه لأساليب مُختلفة وتجربة أفكار جديدة وإيجاد حلول مبتكرة. 

بالإضافة إلى ذلك، تُوفّر بعض الألعاب للأطفال – مثل الرسم والتلوين – فرصةً كبيرة لتنمية الحس الفني لديهم. يُحفِّز هذا النوع من الألعاب الإبداع ويُنمِّي الموهبة الفنيّة من خلال السماح للأطفال باستكشاف مُختلف المواد والألوان واستخدامها لتحويل ما يدور في خيالهم إلى حقيقة وهو الأمر الذي يُحفّز الخيال بدرجةٍ كبيرة.

وبالطبع لا يُمكن إنكار دور ما يُعرف باللعب الرمزي، وهو قدرة الطفل على تخيُّل شيء ما على أنه شيء آخر. على سبيل المثال، يُمكن للطفل استخدام أحد أوعية المنزل وتخيّله كعجلة قيادة لسيارة ثم تخيُّل نفسه وهو ينطلق مسرعًا بهذه السيارة متفاديًا الحواجز التي أمامه. يُعد هذا النوع من اللعب جزءًا هامًا من التطوُّر العقلي للطفل، فهو يبني المهارات ويُحسّن الإبداع الذي يحتاجه الأطفال للتعلُّم في المستقبل.

اقرأ أيضًا: أفضل 15 لعبة في المنزل للأطفال لزيادة نشاطهم وإبداعهم

2. تعزيز النمو المعرفي

تعتمد العديد من أنواع اللعب – مثل ألعاب الذاكرة والألغاز وسرد القصص – على الذاكرة والتركيز، حيث يجب على الأطفال أن يتذكَّروا الأشكال والقواعد والأنماط ويُركزوا في التفاصيل للمُشاركة في هذه الأنشطة. طبقًا لإحدى الدراسات، من خلال ممارسة هذا النوع من الألعاب بشكلٍ مُتكرِّر أو المشاركة في الأنشطة التي تتطلب عصفًا ذهنيًا للوصول إلى الحلول، يتم تقوية قشرة الفص الجبهي للدماغ فيكتسب الأطفال ذاكرة قويّة وقدرة كبيرة على التركيز لفترات أطول.

علاوةً على ذلك، تتضمَّن بعض الألعاب الأخرى تفكيرًا رياضيًا ومنطقيًا حتى يتمكّن الطفل من إكمال اللعبة بنجاح. على سبيل المثال، تشمل بعض الألعاب فرز الأشياء حسب الحجم أو الشكل أو اللون والعد والتصنيف والقيام ببعض العمليات الحسابيَّة البسيطة أو رسم بعض الخطط الاستراتيجيّة أثناء اللعب. يُساهم هذا النوع من الألعاب في تعزيز التفكير المنطقي، حيث يتعلَّم الأطفال تحليل السبب والنتيجة، وتوقُّع النتائج.

ونظرًا لأنّ اللعب يتضمَّن نشاطًا بدنيًا بجانب النشاط العقلي، فهو يُساعد على تطوير المهارات الحسيَّة الحركيَّة لدى الأطفال، والتي تعني وجود ترابط وتواصل قوي بين المخ والجسم. ولأنّ الألعاب التي تقوم على الحركة تتطلَّب وجود تنسيق بين التفكير والحركة، فإنّ الأطفال يكتسبون مع الوقت مهارة التحكُّم الحركي، علاوةً على تعزيز الوعي المكاني لديهم.

3. فوائد سلوكيَّة وعاطفيَّة

يُعد اللعب مُعلمًا مُمتازًا للأطفال، حيث يُساهم بشكلٍ كبير في تشكيل سلوكهم وشخصيّاتهم ومشاعرهم. اعتمادًا على مستوى الصعوبة، يُوفِّر اللعب فرصة كبيرة للأطفال لمواجهة التحديَّات والنكسات والخسارة، مما يُساهم في تطوير المرونة العاطفيَّة ومهارات التأقلم لديهم. من خلال اللعب والتأرجح بين الخسارة والمكسب، يتعلَّم الأطفال التكيُّف والمُثابرة ويُطورون قدرة طبيعيّة على تنظيم مشاعرهم، والتعافي من الخسارة، وهو الأمر الذي ينعكس بشكلٍ كبير على عواطفهم فيما بعد.

وفي حالة الألعاب الجماعيّة، فإنّ التفاعُل مع الأطفال الآخرين يُعزِّز المهارات الاجتماعيَّة والشخصيَّة لدى الطفل. نتيجةً لذلك، يتعلَّم الأطفال المُشاركة والتفاوض وحل النزاعات والتعاون أثناء اللعب واحترام وجهات نظر الآخرين، مما يُعزِّز قدرتهم على التعامُل في المواقف الاجتماعيَّة المُختلفة. ولذلك، فإنّ الأطفال الذين يُحيطهم الأهل بدرجةٍ كبيرة من الرعاية تصل إلى حد الانعزال عن الآخرين، غالبًا ما يكونون مُفتقدين للمهارات الاجتماعيّة بشكلٍ كبير ويواجهون صعوبة في التعامل مع الآخرين.

أضف إلى ذلك أنّ اللعب يُعزِّز الثقة بالنفس واحترام الذات لدى الأطفال. فأثناء انخراطهم في اللعب، يقوم الأطفال بتجربة أفكار مُختلفة للوصول إلى الحلول، ثم يشعرون بالإنجاز إذا نجحت أفكارهم في اجتياز اللعبة. تُساعد هذه النجاحات والإنجازات الصغيرة الأطفال في تكوين صورة ذاتية إيجابيَّة عن أنفسهم، والتي ستنتقل معهم بعد ذلك إلى باقي مراحل حياتهم.

4. تحسين المهارات اللغويّة والقراءة والكتابة

من خلال تصميم الألعاب لتشمل الأنشطة المُتعلِّقة بتقوية اللغة – مثل قراءة وكتابة القصص، أو المشاركة في ألعاب الحروف والكلمات – يُمكن تعزيز المهارات اللغويّة بشكلٍ كبير لدى الأطفال، بما في ذلك التعرُّف على الحروف وتوسيع مفرداتهم اللغويّة وفهم العلاقة بين الأصوات والكلمات المكتوبة. ومن خلال دمج القراءة والكتابة باللعب، يطور الأطفال ارتباطًا إيجابيًا بالقراءة والكتابة، مما يُشجعهم على الحفاظ عليها كعادة دائمة طوال الحياة.

بالإضافة إلى ذلك، يتضمَّن اللعب فهم القواعد واتِّباع التعليمات حتى يتمكّن الطفل من المُشاركة في اللعبة سواءً كانت لعبة ماديّة أو تطبيقًا على الهاتف المحمول. من خلال هذه الأنشطة، يقوم الأطفال بتطوير مهارات فهم اللغة لديهم، وفهم الإشارات اللفظيَّة والاستجابة لها، واتَِّباع التوجيهات، وكلها بالطبع أمور ضروريَّة للتواصل الفعال وفهم معنى اللغة المنطوقة.

نتيجةً لذلك، تقوم العديد من تطبيقات تعلُّم اللغات الأجنبيّة على فكرة مزج التعلُّم باللعب، وهو الأمر الذي يُساعد الطفل على تعلُّم اللغة بشكلٍ أسرع وأكثر كفاءة.

اقرأ المزيد: أفضل 6 طرق لتعليم اللغة الإنجليزية للأطفال

5. تنمية الشعور بالاستقلاليَّة

غالبًا ما يكون لدى الأطفال القليل من السُلطة أو القدرة على التعبير عن أنفسهم خلال أنشطتهم اليوميَّة، حيث يقضون معظم أيَّامهم في الاستماع إلى ما يجب عليهم فعله، ومتى يفعلون ذلك، وأين يجب عليهم الذهاب. أما في عالم اللعب، يُصبح لديهم الفرصة لممارسة سلطتهم ووضع قواعدهم الخاصّة.

أثناء اللعب، يتمتَّع الأطفال بالحريَّة في اتخاذ الخيارات والقرارات بشأن أنشطتهم وأدوارهم وتفضيلاتهم. تتيح لهم هذه الاستقلالية تطوير مهارات اتخاذ القرار وتعلُّم تحمُّل المسؤولية عن اختياراتهم. بمعنى أخر، يتعلَّم الأطفال من خلال اللعب تقييم الخيارات، والنظر في العواقب، واتخاذ القرارات بشكلٍ مُستقل، مما يعزز شعورهم بالاستقلاليّة.

علاوةً على ذلك، يُوفِّر اللعب الفرصة للأطفال لمواجهة التحديات وحل المشكلات بأنفسهم. سواءً كان الأمر يتعلق بمعرفة كيفية بناء برج، أو حل لغز، فإنَّ الأطفال يطورون مهارات حل المشكلات بأنفسهم من خلال اللعب وإيجاد الحلول بشكلٍ مستقل، مما يُعزِّز شعورهم بالاستقلاليَّة والاعتماد على الذات.

لذلك، لا يقل اللعب الانفرادي (المُستقل) أهميةً عن اللعب الجماعي مع الآخرين، حيث يُساعد الأطفال على الشعور بأنَّهم أكثر قدرةً على التعامل مع المهام الأخرى والوصول إلى الحلول بمفردهم ومعرفة مدى ملاءمتها لهم.  وكما قال ألبرت أينشتاين: “إنَّ العزلة في الحياة الهادئة تُحفِّز العقل الإبداعي”.

6. تعزيز اللياقة البدنيَّة

سواءً أدرك الأطفال ذلك أم لا، فإنَّ أجسامهم مُبرمجة تلقائيًا على الحركة والنشاط. فالألعاب البدنيَّة – وخاصةً الأنشطة التي تنطوي على تمارين تحمُّل الوزن مثل الجري أو القفز – تدعم نمو العظام والعضلات لدى الأطفال. وبدون الحركة في مرحلة الطفولة، قد يُعاني الأطفال من مشاكل جسديّة في مراحل مُتقدمة من حياتهم. 

تُساعد الألعاب التي تتطلّب نشاطًا جسديًا الأطفال على تطوير مهاراتهم الحركيَّة وصقلها، بما في ذلك المهارات الحركية الإجماليَّة مثل المشي والجري والمهارات الحركيَّة الدقيقة مثل التعامل مع الأشياء أو الرسم أو البناء بالمكعبات. ومن خلال الانغماس في أنشطة اللعب التي تتضمَّن الحركة، يكتسب الأطفال خفة حركة وترابطًا بين اليد والعين ولياقة بدنيّة عالية.

تصفّح أجدد القصص حول الرياضة والتغذية الصحية للأطفال على حدّوتة.

واللعب المنتظم والنشط له آثار صحيَّة إيجابية وطويلة المدى طوال حياة الطفل. وبغض النظر عن قدرات الطفل واهتماماته، فإنَّ اللعب الذي يضم أنشطة بدنيّة يُساعد الطفل على

  • تحسين ردود الفعل وزيادة سرعتها.
  • التحكُّم بسهولة في الحركة.
  • تحسين المهارات الحركيَّة الإجمالية.
  • تحقيق توازن أكبر للجسم.
  • بناء عضلات قويَّة.
  • تحسين كثافة العظام.
  • زيادة وظيفة القلب والأوعية الدمويَّة.

والرائع في الأمر أنّ كل هذه الفوائد تحدُث أثناء الاستمتاع باللعب!

ختامًا، يُعد اللعب أكثر بكثير من مُجرَّد مُتعة للطفل، فهو حجر الزاوية الذي تُبنى عليه شخصيّته بعد ذلك. وكما اكتشفنا في هذا المقال، لا يقتصر اللعب فقط على الترفيه أو قضاء بعض الوقت المُمتع، بل هو عنصر حاسم في تشكيل رؤية الطفل للعالم، وتعزيز نموه المعرفي، وصقل مهاراته في حل المشكلات، وتنمية إبداعه وشعوره بالاستقلاليّة وقدراته الاجتماعيَّة

ومن خلال انتقاء أنواع اللعب التي يقضي فيها الأطفال أوقاتهم، فإنّنا نُوفِّر لهم تربة خصبة تتجذَّر فيها بذور ذواتهم وشخصيّاتهم المستقبليَّة. لذلك، يقع على عاتق أولياء الأمور إدراك أهمية اللعب والتأكُّد من حصول كل طفل على فرصة المشاركة في هذه التجربة الأساسيَّة والتكوينيَّة الهامّة في حياتهم

وأخيرًا، لا تنسوا الاشتراك في المدوّنة ومُشاركة هذا المقال مع الأهل والأصدقاء لتعُمَّ الفائدةالمصدر: epl

الأجهزة الذكية والأطفال: الموازنة بين الفوائد والمخاطر

في عالم اليوم الذي صار يعتمد على التكنولوجيا بشكلٍ كبير، أصبحت الأجهزة الذكية أدوات أساسيّة في حياتنا. من الترفيه والتواصُل إلى التعلُّم وجمع المعلومات، تُوفِّر الأجهزة الذكية إمكانات لا حصر لها لجميع الفئات العمريّة. ولكن مع استمرار ارتفاع مُعدَّل انتشار الهواتف الذكيَّة في البيوت، بدأت الكثير من المخاوف المُتعلقة بتأثيرها على نمو الأطفال وسلامتهم تلوح في الأفق.

لذا، إذا بدأت تشعر بالقلق حيال تعلُّق طفلك بالأجهزة الذكية وترغب في حمايته من آثارها السلبيّة وفي نفس الوقت الاستفادة من فوائدها العديدة، فإنّ هذا المقال من أجلك.

في هذا المقال، نتعمَّق في العلاقة المُعقَّدة بين الأجهزة الذكية والأطفال، ونستكشف الفوائد المحتملة التي تقدمها بالإضافة إلى الأضرار التي تنشأ عن استخدامها، كما نتطرّق إلى الاعتبارات التي يجب على الآباء التعامل معها لجعل علاقة الأطفال بالأجهزة الذكية أكثر توازنًا.

التأثير السلبي للأجهزة الذكية على الأطفال

ينطوي استخدام الأطفال للأجهزة الذكية على بعض المخاطر التي قد تنشأ من الاستخدام المفرط أو غير المناسب. وفي حين أنَّ الهواتف الذكية والأجهزة الذكية الأخرى توفر فوائد عديدة، فإنَّها تُشكِّل أيضًا العديد من المخاطر على صحة الأطفال الجسديَّة والعقليَّة والعاطفية. وتشمل بعض تلك الآثار السلبيّة ما يلي:

1. اضطراب النوم

طبقًا لدراسة أجرتها الأكاديميَّة الأمريكيَّة لطب الأطفال، فإنَّ استخدام الأجهزة الذكية قبل النوم يُمكن أن يُؤثّر على قدرة الأطفال على الدخول في النوم، حيث يتداخل الضوء الأزرق المُنبعث من شاشات الأجهزة الذكية مع إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم دورات النوم والاستيقاظ. 

بالإضافة إلى ذلك، قد ينخرط الأطفال الذين يستخدمون الهواتف الذكية قبل وقت النوم في أنشطة مُحفِّزة للعقل مثل ممارسة الألعاب أو مشاهدة مقاطع الفيديو مما يجعل من الصعب عليهم الاسترخاء قبل النوم. وعندما لا يحصل الأطفال على قسط كافٍ من النوم، يصبحون أكثر مزاجيَّة، ويصبح التركيز أكثر صعوبةً بالنسبة لهم، وهو الأمر الذي سيُؤثِّر بلا شك على جودة أدائهم الدراسي.

تصفّح قصص قبل النوم للأطفال على حدّوتة.

2. انخفاض النشاط البدني

نظرًا لأنّ استخدام الهواتف الذكية يتضمّن الجلوس أو الاستلقاء لفتراتٍ طويلة، فإنّها غالبًا ما تؤدي إلى نمط حياة يغلب عليه الخمول والكسل. فالوقت الذي يقضيه الأطفال على الهواتف الذكية يحل محل الوقت الذي كان من المُمكن أن يقضوه في مُمارسة أي نشاط بدني آخر كاللعب في الخارج، أو المشاركة في إحدى الألعاب الرياضيَّة.

ربما يرى البعض أنّه لا تعارض بين استخدام الأجهزة الذكية وممارسة الأنشطة البدنيّة، حيث يُمكن الجمع بينهما بسهولة. ردًا على هذه النقطة، أثبتت دراسة تم نشرها في المكتبة الوطنية للطب (NLM) أنّه يُمكن للهواتف الذكية أن تتنافس على جذب انتباه الأطفال من المشاركة في الأنشطة البدنيَّة. 

فمع جاذبيَّة الألعاب أو مقاطع الفيديو أو وسائل التواصل الاجتماعي، قد يكون الأطفال أقل ميلاً للمشاركة في اللعب في الهواء الطلق أو الذهاب إلى النادي الرياضي لمُمارسة رياضة مُعيّنة. إنَّ الإشباع الفوري الذي تُوفِّره الهواتف الذكية قد يجعل الأنشطة البدنية تبدو أقل جاذبيةً بالمقارنة.

وقد تتفاقم هذه المشكلة إلى مشاكل صحيّة أكبر، حيث يرتبط هذا النقص في النشاط البدني بزيادة خطر الإصابة بالسمنة والمشاكل الصحيَّة ذات الصلة. بالإضافة إلى ذلك، قد يتّخذ بعض الأطفال وضعيّة جلوس غير صحيحة أثناء استخدام الجهاز الذكي مع انحناء أكتافهم وثني رؤوسهم، مما يؤدي إلى ألم في الكتفين والظهر والرقبة على المدى الطويل.

اقرأ أيضًا: أهمية اللعب في تنمية مهارات أطفالنا وذكائهم

3. مشاكل الانتباه والتركيز

تُوفِّر الأجهزة الذكية عددًا كبيرًا من التطبيقات والألعاب والإشعارات المُستمرة التي يُمكن أن تُشتِّت انتباه الأطفال بشكلٍ كبير وتجعل من الصعب عليهم الاستمرار في التركيز على المهام. أضف إلى ذلك أنّ الاستخدام المُفرط للأجهزة الذكية – خاصةً عند الانخراط في أنشطة سريعة الوتيرة مثل الألعاب أو التمرير عبر الفيديوهات القصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي – قد يُساهم في تقصير فترات الانتباه لدى الأطفال. وهذا يُمكن أن يجعل من الصعب عليهم مواصلة التركيز على الأنشطة التي تتطلَّب اهتمامًا وتركيزًا طويلًا، مثل القراءة أو الواجبات المنزليَّة.

وكما ذكرنا سابقًا، يُمكن للهواتف الذكية أن تؤثّر على دورة النوم لدى الأطفال، مما يؤدي إلى انخفاض الانتباه والتركيز خلال النهار، وهو الأمر الذي سيؤثّر على الأداء الدراسي بشكلٍ كبير.

4. العزلة الاجتماعيَّة

في حين أنَّ الأجهزة الذكية تُمكِّن الأطفال من البقاء على اتِّصال مع الأصدقاء والعائلة من خلال الرسائل النصيَّة ووسائل التواصل الاجتماعي ومكالمات الفيديو، إلا أنّ الاعتماد المُفرط عليها قد يُقلِّل من فرص التفاعل الاجتماعي وجهًا لوجه، وهو أمرٌ بالغ الأهميَّة لتطوير مهارات التواصل والتعامل مع الآخرين. 

وبعيدًا عن التواصل مع الأهل والأصدقاء، يُمكن للأجهزة الذكية أيضًا أن تُثني الطفل عن المشاركة في الأنشطة الخارجيَّة مع الأطفال الآخرين، والتي تُعتبر أمرًا مُهمًا للتنشئة الاجتماعية واكتساب مهارة التعامل مع الناس. وبمرور الوقت، يُمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم مشاعر العزلة والوحدة، والتي ستترك أثرًا سلبيًا على شخصيّة الطفل وذكائه الاجتماعي والعاطفي حتى بعد البلوغ.

اقرأ أيضًا: 7 نصائح فعّالة لتنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال

5. التأثير على الصحَّة العقليَّة

قامت دراسة حديثة أجراها أعضاء هيئة التدريس في قسم الطب النفسي بجامعة Yale وكليَّة التمريض بجامعة كولومبيا بتتبُّع الوقت الذي يقضيه مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 9 و 10 سنوات أمام الأجهزة الذكية. وجدَت الدراسة أنَّ الأطفال الذين أمضوا وقتًا أطول أمام الأجهزة كانوا أكثر عرضةً لحدوث تغييرات في نمو الدماغ والتي تسبَّبت بدورها في مشاكل دماغيّة أكبر ظهرت في غضون عامين. تتمثّل هذه المُشكلات في الشعور بالاكتئاب والقلق والآلام الجسديَّة، علاوةً على بعض المُشكلات النفسيّة. 

وتشير غالبيّة الأبحاث إلى أن الأطفال الذين قضوا وقتًا أطول أمام الشاشات كانوا أكثر عرضةً بشكل ملحوظ لما يلي:

  • مشاكل في تنظيم عواطفهم متمثلةً في فقدان القدرة على الحفاظ على الهدوء، والجدال أكثر من اللازم، وصعوبة الانسجام مع الآخرين.
  • عدم القدرة على إنهاء المهام.
  • انخفاض الفضول والرغبة في الاستكشاف.
  • صعوبة أكبر في تكوين صداقات.
  • انخفاض القدرة على ضبط النفس.
  • صعوبة التعامل معهم وتربيتهم بواسطة الوالدين.

اقرأ المزيد: 5 من أهم فوائد النوم المبكر للأطفال

فوائد استخدام الأجهزة الذكية للأطفال

في حين أنَّه قد يبدو من البديهي منع الأطفال من استخدام الأجهزة الذكية تمامًا لتجنُّب عواقبها، إلَّا أنَّه لا ينبغي كذلك غض الطرف عن فوائدها التعليميّة. فباستخدام هذه الأجهزة الصغيرة، يُمكن للأطفال من مُختلف الأعمار تطوير الكثير من المهارات والمعارف في وقتٍ مُبكر مقارنةً بالأطفال الآخرين الذين لا تتوفّر لديهم هذه الأجهزة. وفيما يلي أهم إيجابيّات استخدام الأجهزة الذكية للأطفال:

1. توفير العديد من أدوات التعلُّم

تُوفِّر الأجهزة الذكية ثروة من الموارد التعليميَّة، بما في ذلك التطبيقات التعليمية والكتب الإلكترونيَّة ومنصات التعلم عبر الإنترنت. يُمكن لهذه الأدوات أن تكون مكملةً لأساليب التعلم التقليدية، مما يُوفِّر للأطفال فرصًا لتجارب تعليميَّة مُصمَّمة خصيصًا لتناسب اهتماماتهم ومستوياتهم.

2. سهولة الوصول إلى المعلومات 

تتيح الأجهزة الذكية للأطفال إمكانيَّة الوصول إلى كميَّة هائلة من المعلومات والمعرفة في متناول أيديهم دون الحاجة إلى اللجوء للطرق التقليديّة مثل الذهاب إلى المكتبة واستعارة الكتب. فمن خلال الاتصال بالإنترنت، يُمكن للأطفال استكشاف مواضيع متنوعة وإجراء أبحاث للمشاريع المدرسيَّة علاوةً على إشباع فضولهم العلمي.

وبذلك، فإنّهم سيتفوَّقون بلا شك على أقرانهم الذين لا يستخدمون الأجهزة الذكية لمثل هذه الأغراض.

3. محو الأميَّة الرقميَّة

عندما يستخدم الأطفال الأجهزة الذكية، فإنَّهم يُعدون أنفسهم للتعامُل مع التقنيَّات الذكية التي لا غنى عنها. ففي عصرنا الحالي، لا يُمكن التعامل مع العالم إلا من خلال استخدام أجهزة الكمبيوتر والإنترنت والتطبيقات والأنظمة الذكية. وبدون التحلي بهذه المهارات الأساسيّة، لن يكون للشخص مكان في سوق العمل. وبالتالي، يجب السماح للأطفال باستخدام الأجهزة الذكية حتى لا يتخلّفوا عن باقي أبناء جيلهم.

4. الترفيه

تُوفِّر الأجهزة الذكية للأطفال إمكانيّة الوصول إلى مجموعة واسعة من المحتوى، بما في ذلك الرسوم المتحركة ومقاطع الفيديو القصيرة فضلًا عن الألعاب المُناسبة لمُختلف الفئات العمريّة. وبالرغم من خطورة الاعتماد الكامل على هذا النوع من الترفيه، إلّا أنّه قد يكون مناسبًا في حالة عدم إمكانيّة القيام بأي أنشطة ترفهيّة أخرى وبشرط التزام الطفل بالتوقيت المُحدّد لاستخدام الجهاز.

طرق للتحكُّم في استخدام الأطفال للأجهزة الذكيّة

بعد معرفة التأثير السلبي للأجهزة الذكية على الأطفال، لا شكَّ أنّ التحكُّم في استخدام الأطفال لهذه الأجهزة أصبح أمرًا ضروريًا لضمان سلامتهم. وفيما يلي بعض الطرق المُختلفة التي يمكن من خلالها للآباء تنظيم استخدام الأطفال للهواتف الذكية بشكلٍ مُتوازن ومسؤول:

1. تأجيل استخدام الأجهزة الذكيَّة حتى دخول المدرسة 

طبقًا لمُنظّمة الصحّة العالميّة، تتطوّر أدمغة الأطفال وأجسامهم بسرعة خلال مرحلة ما قبل المدرسة، وبالتالي يُمكن أن يتداخل وقت استخدام الجهاز الذكي مع الأنشطة البدنيَّة المُهمّة لنموهم وتطوير مهاراتهم الحركيَّة. ولذلك، فإنَّ الحد من استخدام الهواتف الذكية خلال هذه المرحلة يُشجِّع على المزيد من اللعب والاستكشاف، وهو أمرٌ حتمي للنمو البدني والذهني.

بالإضافة إلى ذلك، يستفيد الأطفال في هذه الفترة بشكلٍ كبير من التفاعلات مع أقرانهم حيث تُساعدهم في تطوير المهارات الاجتماعيّة والعاطفيّة، وهو الأمر الذي سيتضرَّر بشكلٍ كبير في حالة انشغال الطفل بالجهاز الذكي. وبالتالي، يُتيح تأخير استخدام الهواتف الذكية لما بعد هذه المرحلة للأطفال التركيز على بناء هذه المهارات الأساسيَّة من خلال التفاعل وجهًا مع العالم الحقيقي.

2. تحديد وقت للاستخدام 

إذا كان لا بد من استخدام الأطفال للأجهزة الذكية، فإنّ تخصيص وقت مُحدّد وتقليل فترات الاستخدام قدر المُستطاع يُمكن أن يُساعد في الخفض من أي آثار سلبيّة مُحتملة. من خلال وضع حدود واضحة للوقت اليومي الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشة يوميًا، يُمكنك تشجيعهم على القيام بعدد من الأنشطة البديلة مثل اللعب في الهواء الطلق أو القراءة.

ويبقى للوالدين مُطلق الحريّة في اختيار الوقت الذي يستطيع فيه الأطفال استخدام أجهزتهم الذكية. وطالما ظلَّ الأطفال مُلتزمين بهذه الأوقات، سيكونون أكثر قابليّة لبناء علاقة صحيَّة مع التكنولوجيا! 

يُمكنك القيام بذلك إما من خلال تنبيه الطفل بشكلٍ مُباشر بانتهاء الوقت المسموح لاستخدام الجهاز الذكي، أو من خلال استخدام أحد تطبيقات الرقابة الأبويَّة مثل Google Family Link على الهاتف والتي تقوم بإطفاء الجهاز تلقائيًا بعد انتهاء الفترة التي حددتها مُسبقًا.

3. تفعيل إجراءات الرقابة الأبويّة

تأتي العديد من الأجهزة الإلكترونيَّة مُزوَّدة بخيارات الرقابة الأبويّة التي يُمكن للوالدين الاستفادة منها للتحكُّم في وقت التشغيل ونوع المحتوى الذي يُِشاهده الأطفال. ونظرًا لأن تكنولوجيا الأجهزة الذكيّة يُمكن أن تُعرِّض الأطفال لمحتوى غير لائق مثل العنف أو اللغة الفاضحة أو المواضيع الخاصَّة بالبالغين، يجب على الآباء أن يكونوا سبَّاقين في حماية أطفالهم من هذا النوع من المحتوى.

يُمكن لميزات الرقابة الأبويَّة أيضًا دعم التطوير التعليمي للأطفال من خلال إتاحة تشغيل التطبيقات والفيديوهات التعليميَّة فقط مما يضمن حصول الأطفال على المواد التعليميَّة المُناسبة لأعمارهم والتي تدعم تعلُّمهم ونموهم.

4. تنقيح المحتوى الذي يُشاهده الأطفال 

تُعد طبيعة المحتوى الذي يُشاهده الأطفال أمرًا بالغ الأهمية لنموهم بشكلٍ صحي، ولذلك فإنّ فحص المحتوى بواسطة الوالدين يضمن عدم تعرُّض الأطفال لمواد غير مناسبة. في وقتنا الحالي، تُوفِّر الأجهزة الذكيَّة إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من المحتوى، بما في ذلك مواقع الويب ومقاطع الفيديو والتطبيقات ومنصَّات التواصل الاجتماعي. 

بدون التأكّد من المحتوى الذي يظهر للأطفال، قد يُصادفهم عن غير قصد محتوى عنيفًا أو للبالغين فقط أو غير مناسب بأي شكل من الأشكال، مما قد يكون له آثار سلبيَّة على تكوينهم النفسي.

وبدلًا من النظر إلى التكنولوجيا كمصدر للخطر فقط، يُمكن للآباء استغلالها جيدًا لمصلحة أطفالهم من خلال تنظيم المحتوى الذي يتوافق مع قيم ومعتقدات الأسرة. فمن خلال الإشراف على المحتوى، يُمكن للوالدين التأكُّد من تعرُّض أطفالهم للمواد التي تُروِّج للرسائل الإيجابيَّة والصفات الجيدة.

ختامًا، مع استمرار الأجهزة الذكية في الاندماج في حياتنا اليوميَّة، يجب أن يكون تأثيرها على أطفالنا محل مُراقبة دائمًا. وفي حين تُقدِّم الأجهزة الذكية فوائد لا يُمكن إنكارها من حيث سهولة الوصول إلى المعلومات وتوافر أدوات التعلُّم والترفيه، فإنَّها تفرض أيضًا مجموعة من التحديات، بما في ذلك المخاوف بشأن أضرارها الصحيّة والنفسيّة على الأطفال. 

ولذلك بدلًا من منعها بالكليّة، يُمكن للآباء وضع حدود واضحة بشأن استخدام أطفالهم للأجهزة الذكية، والتي تضمن الاستفادة من إمكاناتها مع تخفيف المخاطر المُرتبطة بها إلى أقصى درجة.

اقرأ أيضًا: الأجهزة الذكية والأطفال: الموازنة بين الفوائد والمخاطر

وأنت ماذا عنك؟ هل كان لديك تجربة مع تعلُّق طفلك بالأجهزة الذكية؟ أخبرنا في التعليقات كيف تمكّنت من معالجة الأمر، وما هي النصائح التي قد ترغب في توجيهها للآباء لعدم الوقوع في هذه المُشكلة؟ وأخيرًا، لا تنس الاشتراك في مدونتنا ليصلك كل جديد!

المصادر: aap، ncbi، medicine.yale، who، cune، conwaymedicalcenter

تربية ذكية: أسرار تنمية مهارات طفلك وتعزيز قدراته

لا شكّ أنّ الجميع يرغبون في رؤية أطفالهم وهم يزدهرون ويؤدون أداءً استثنائيًا في كل المجالات – سواءً في الدراسة أو في الحياة بشكلٍ عام – وأن يحققوا إمكاناتهم الكاملة. ولكن في نفس الوقت، وسط هذا البحر الهائل من نصائح الأبوة والأمومة، والنظريات التربويَّة، فإنَّ الطريق لزيادة مهارات طفلك قد يكون شاقًا

فالإنترنت مليء بالأفكار العمليَّة للآباء لتعليم وتنمية أطفالهم، ولكنَّ معظم الآباء قد يشعرون بالحيرة في وسط هذا الكم من الموارد! ولكن الخبر السار هو أنَّ هناك العديد من النصائح العمليّة والمُجرَّبة التي يُمكن للوالدين من خلالها تنمية أطفالهم بشكلٍ كبير ليكونوا مُتفوقين ومُتميزين بين أقرانهم

لذا، قمنا في هذا المقال بتجميع قائمة بأفضل وأهم النصائح التي تُغطي جميع القواعد عندما يتعلَّق الأمر بدعم نمو طفلك. سواءً كنت والدًا جديدًا تسعى للحصول على بعض التوجيه أو كنت تبحث عن وجهات نظر تربويّة حديثة وترغب في الاستثمار في رفاهية طفلك، فقد تم تصميم هذه المقالة لتزويدك بالمعرفة والأدوات اللازمة لتحسين نمو طفلك نفسيًا وعقليًا أيًا كان عمره.

1. تعزيز احترام طفلك لذاته

يبدأ الطفل في تكوين رؤيته عن نفسه وتطوير إحساسه بذاته عندما يُشاهد نفسه من خلال عيون والديه. هذا يعني أنّ طفلك يتلقَّى نبرة صوتك، ولغة جسدك، وكل تعبيراتك ويستوعبها جيدًا. وبالطبع، ستُؤثِّر كلماتك وأفعالك على نظرة طفلك لنفسه أكثر مما سيفعل أي شيء آخر. كما أنّ السماح له بتجربة الأشياء بشكلٍ مُستقل دون تدخلك سيجعله يشعر بالقدرة والقوّة

إنَّ الثناء على إنجازات الطفل – مهما كانت صغيرة – سيجعله يشعر بالفخر والثقة بالنفس. على النقيض من ذلك، فإنّ التعليقات التي تُقلِّل من شأن الطفل أو تُقارنه بشكل سلبي مع طفل آخر ستجعله يشعر بأنّه لا قيمة له، وهو الأمر الذي سينعكس على شخصيّته بشكلٍ كبير طوال حياته.

لذلك، تجنَّب مُطلقًا الإدلاء بعبارات سلبيّة وكن على يقين أنّ كلماتك لها تأثير لا يقل ضررًا عن الضربات الجسديَّة. حتى عندما يُخطئ الطفل، قم بتنبيهه وفي نفس الوقت اختر كلماتك بعناية ودعه يعرف أنَّ الجميع يرتكبون أخطاء وأنَّك لا تزال تحبه، حتى عندما لا تحب سلوكه.

2. تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي

إنَّ مساعدة طفلك على تعلُّم مهارات حل المشكلات والتفكير الإبداعي تؤهله للنجاح في جميع مجالات الحياة. كما هو الحال مع كل شيء، الممارسة تؤدي إلى الكمال. لذلك، شجِّع طفلك على ممارسة التفكير النقدي من خلال طرح أسئلة مفتوحة تتطلَّب منه التحليل والتقييم وتقديم التفسيرات أو من خلال شراء بعض الألعاب التي تُنمي التفكير الإبداعي لديه. 

بالإضافة إلى ذلك، قم بمنح الفرصة لطفلك للمشاركة في الأنشطة الإبداعيَّة مثل الفنون والتي من شأنها أن تُحفّز الخيال وتُساعد على تطوير الجانب الإبداعي ومهارات حل المشكلات لدى طفلك.  

من المُهم أيضًا ألَّا تقوم بتقديم الحلول الفوريّة لمشاكل طفلك. بدلاً من ذلك، شجِّعه على التفكير بشكل مُستقل من أجل التوصُّل إلى حلول خاصّة به. بالطبع ستُقدِّم له التوجيه والدعم، ولكن اسمح له باستكشاف الاحتمالات المختلفة والتعلُّم من أخطائه.

اقرأ أيضًا: تنمية المهارات الإبداعية للأطفال من خلال الرسم.

3. مكافأة الطفل على السلوك الجيد

هل فكّرت يومًا في عدد المرات التي تتفاعل فيها يوميًا بشكلٍ سلبي مع طفلك؟ هل ترى أنّك تنتقد طفلك كثيرًا بينما لا تُثني عليه إلا نادرًا؟ حسنًا، ما هو شعورك تجاه مديرك الذي يُعاملك بنفس القدر من النقد السلبي، بينما لا يتوقّف كثيرًا عند أي إنجاز تقوم به؟ شعورٌ مزعج، أليس كذلك؟!

لذلك، فإنّ النهج الأكثر فعاليَّة هو الجمع بين الأمرين بنفس القدر، بمعنى أنّك تقف عند الأخطاء وعند السلوك الجيد كذلك. على سبيل المثال، يُمكنك أن تقول لطفلك عبارات مثل “لقد رتبت سريرك دون أن أطلب منك ذلك، هذا رائع!” أو “كنت أشاهدك وأنت تلعب مع أختك وكنت صبورًا للغاية، أحسنت”.

ستعمل هذه العبارات على تشجيع السلوك الجيد لطفلك على المدى الطويل، وستُحفزه ليقوم بالمزيد من الأشياء الجيدة ليحظى بالمزيد من التشجيع والكلام الإيجابي. علاوةً على ذلك، كن كريمًا بالمكافآت، فحبك واحتضانك وإطرائك يُمكن أن يصنع العجائب في شخصيّة طفلك. ومن خلال اتِّباع هذا النهج، ستجد أنّ طفلك يُطوّر المزيد من السلوكيَّات التي ترغب في رؤيتها. 

وفي نفس الوقت، من المُهم العثور على سلوك يستحق فعلًا الثناء عليه، لأنّ مدح الطفل على أي شيء حتى لو كان لا يستحق قد يأتي بنتائج عكسيّة ويُنمي شعورًا بالاستحقاقيّة السامّة لدى طفلك.

4. تنمية المهارات الاجتماعيَّة والعاطفيَّة للطفل

في مرحلة الطفولة، تخلق المُشاركة والاحتكاك مع الآخرين أساسًا قويًا لتطوير الذكاء العاطفي والقدرة على التعامُل مع الناس في المُستقبل. لذلك، احرص دومًا على تعليم طفلك مهارات التواصل الفعَّال، بما في ذلك الاستماع النشط، والتعبير عن نفسه بوضوح، وفهم الإشارات غير اللفظيَّة، والتعبير عن أفكاره ومشاعره بكل صراحة، ومن المُهم أن تمنحه الفرصة للحديث كما يريد.

عندما يبدأ الطفل في أولى مراحل التواصُل، فإنَّ أفضل ما يُمكنك القيام به من أجله هو أخذه للعب جنبًا إلى جنب مع الأطفال الآخرين، فتلك هي الطريقة المثاليَّة لدعم تنمية مهارات طفلك الاجتماعيَّة والعاطفيَّة. شجِّع طفلك على المشاركة في الأنشطة الجماعيَّة أو النوادي أو الألعاب الرياضيَّة حيث يمكنه التفاعل والتعاون مع غيره.

ومن الناحية الأخرى، من المُهم أن تُعلِّم طفلك أن يفهم مشاعر الآخرين ويُشاركهم قدر المُستطاع، وأن يتخيّل ما قد يشعر به الآخرون في المواقف المُختلفة وأن يُظهر التعاطف تجاههم. ولتحقيق كل ذلك، لا غنى عن توفير بيئة داعمة في المنزل حيث يشعر طفلك بالراحة في التعبير عن مشاعره ومناقشة تجاربه الاجتماعيَّة بحريّة.

اقرأ أيضًا: 10 كتب يجب أن يقرأهم طفلك لتنمية عقله وشخصيَّته!

5. كن قدوةً حسنة

يتعلَّم الأطفال الصغار الكثير عن كيفيَّة التصرُّف من خلال مراقبة والديهم بشكلٍ مُستمر. وكُلَّما كانوا أصغر سنًا، كلما أخذوا المزيد من الأفعال والصفات منهم. لذلك، قبل أن تقوم بأي فعل سيء أمام طفلك، فكِّر في هذا: هل تريد أن يتصرف طفلك بهذه الطريقة عندما يكبر؟ في الواقع، أظهرت العديد من الدراسات أنَّ الأطفال الذين لديهم سلوك عدواني عادةً ما يأتون بهذا السلوك من المنزل. 

ولهذا، انتبه إلى أنَّ أطفالك يراقبونك باستمرار وكُن نموذجًا للصفات التي ترغب في رؤيتها في أطفالك مثل: الاحترام، والود، والصدق، واللطف، والتسامح، والتعبير عن الشكر وتقديم الثناء، وتجنُّب العصبيّة. بمعنى آخر، تعامل بالطريقة التي تريد أن يتعامل بها أطفالك عندما يكبرون وتحلى بالسلوكيّات التي تُريدهم أن يتحلوا بها.

6. تواصل مع طفلك

لا يُمكنك أن تتوقَّع من طفلك أن يفعل كل شيء تطلبه منه لمُجرَّد أنك كوالد تقول ذلك. فالطفل يحتاج إلى التوضيحات بقدر ما يفعل الكبار. لذلك، يجب عليك أن تُخصص وقتًا ومجهودًا للشرح، حيث تُوضح فيه للطفل لماذا يجب عليه أو لا يجب عليه أن يقوم بسلوكٍ مُعيّن. فمن دون هذا النوع من التواصل والتوضيح، سيبدأ الطفل في التساؤل عن مدى أهميّة هذه القيم أو السلوكيّات وما إذا كان لها أي أساس، وقد يقوم بكسر قواعدك عندما لا تكون متواجدًا. 

إذا كانت هناك مشكلة أو سلوك سيء عند طفلك، قُم بوصفه والتعبير عنه أمام طفلك، وأشركه في الأمر للعمل معك على إيجاد حل على قدر استيعابه. وبجانب تضمين العواقب والتهديدات في كلامك، تأكّد أيضًا من تقديم الاقتراحات والخيارات والأسباب المُقنعة لطفلك. فتوضيح أسبابك أمام طفلك لمنع سلوك مُعيّن، سيجعله أكثر تحفيزًا لتنفيذ كلامك.

7. تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة

عند الحديث عن تنمية الطفل سواءً جسديًا أو ذهنيًا، فلا يوجد أفضل من الرياضة لتُقدمها له. فمن خلال مُمارسة الرياضة، يُمكنك تحسين الصحّة العامّة واللياقة البدنيّة لطفلك، علاوةً على تطوير المهارات الحركيَّة وتحسين الترابط الذهني العضلي. بالإضافة إلى ذلك، تُشير الأبحاث إلى وجود علاقة إيجابيَّة بين المُشاركة الرياضيَّة والأداء الدراسي. يرجع السبب وراء ذلك إلى أنّ النشاط البدني المُنتظم يعمل على تحسين الوظائف الإدراكيَّة والتركيز والذاكرة، مما بدوره يُساهم في تحقيق الإنجازات الدراسيّة. 

أضف إلى ذلك أنّ مُمارسة الرياضة في سن مبكرة تُعزِّز نمط الحياة الصحي والنشط الذي يُمكن أن يمتد إلى مرحلة البلوغ. فكما أنّ العلم في الصغر كالنقش على الحجر، فإنّ العادات المُكتسبة في الطفولة تمتد إلى باقي مراحل الحياة. ولذلك، من المُرجَّح أن يستمر الأطفال في ممارسة الرياضة طوال حياتهم، وهو الأمر الذي سينعكس إيجابيًا على صحتهم على كلٍ من المدى القريب والبعيد. 

ونظرًا لأنّ ممارسة الرياضة تتطلَّب مهارات الانضباط وإدارة الوقت، سيتعلَّم الأطفال الموازنة بين التزاماتهم الرياضيَّة وبين الواجبات المدرسيَّة والمسؤوليات الأخرى، مما يؤدي إلى تطوير مهارات حياتيَّة مهمة يُمكن أن تساهم في نجاحهم في المستقبل.

اقرأ أجدد القصص القصيرة للأطفال حول الصحة والتغذية على حدّوتة.

8. خصِّص وقتًا لأطفالك

غالبًا ما يكون من الصعب على الآباء والأطفال الاجتماع معًا لتناول وجبة عائلية، ناهيك عن قضاء وقت ممتع معًا. ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أنّه لا يوجد شيء يرغب فيه الأطفال أكثر من ذلك! وبالطبع لا حاجة للحديث عن مدى الآثار النفسيّة السيئة التي ستعود على الطفل إذا لم يجد الاهتمام الكافي من والديه. لكن يكفي القول أنّه غالبًا ما يتصرَّف الأطفال الذين لا يحصلون على الاهتمام الذي يريدونه من والديهم بشكلٍ سيء فقط لأنّهم يريدون أن تتم ملاحظتهم ليس أكثر. 

لذلك، من الأهميّة بمكان جدولة بعض الوقت مع طفلك. استيقظ مبكرًا بعشر دقائق في الصباح حتى تتمكَّن من تناول وجبة الإفطار مع طفلك وإجراء حديث قصير معه. وإذا كان جدولك مُزدحمًا، قُم بإنشاء ليلة خاصَّة كل فترة لتكونا معًا ودعه يُساعدك في تحديد كيفيَّة قضاء الوقت. 

ابحث عن طرق مُختلفة للتواصل مع طفلك، واستمع إليه قدر المُستطاع، لأنّ ذلك من شأنه أن يُساهم في الاستقرار النفسي لطفلك سواءً في مرحلة الطفولة أو بعدها. ولا تُشعر بالذنب إذا كنت لا تجد أي وقت لتقضيه مع طفلك، فحتى بعض الأشياء الصغيرة التي تقوم بها معه مثل صنع الفشار أو لعب الورق كفيلة بأداء المُهمّة بنجاح.

ختامًا، بينما ننهي مقالنا عن كيفيّة تنمية الطفل، من المُهم الأخذ في الاعتبار أنّه لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع، فكل طفل له طبيعته الخاصّة، وله نقاط قوته ونقاط ضعفه. ومع ذلك، فإنّ المبادئ المذكورة في هذا المقال هي مبادئ إرشاديّة هامّة يُمكنك الاعتماد عليها  في رحلتك لتنمية طفلك.

لذا، قم بتطبيق هذه السلوكيّات الثمانية الهامّة مع طفلك، وسوف تُحسِّن بشكل كبير فرص طفلك في النمو نفسيًا وذهنيًا في المستقبل. إنَّ منح طفلك أفضل الأدوات لتحقيق النجاح في المستقبل لا علاقة له بالمال أو موارد التعلُّم الباهظة، بل بتعلّق الأمر بك وبوقتك وبمستوى مشاركتك. وأخيرًا، لا تنسَ الاشتراك في مدونتنا حتى يصلك كل جديد من مقالاتنا المُفيدة والمُمتعة.

المصادر: connectionsacademy، magrid.education، futurekayan

كيفية التعامل مع بكاء الأطفال: دليل شامل للآباء

يُعد بكاء الأطفال جزءًا طبيعيًا وأساسيًا من مرحلة الطفولة، وهو أحد أهم أشكال التواصل وأكثرها فعاليَّة بالنسبة لهم. وعلى الرغم من شيوع هذا الأمر، إلا أنَّ الكثير من الآباء قد يجدون أنّ التعامل مع طفل يبكي هو أمر مُقلق ومُرهق للأعصاب في كثيرٍ من الأحيان. في الواقع، يُمكن لصوت بكاء الأطفال أن يثير مجموعة من الاستجابات العاطفية لدى الآباء، بدءًا من التعاطف والقلق وحتى الغضب والإحباط. 

وبالتالي، فإنّ تعلُّم بعض الاستراتيجيَّات الفعَّالة لتهدئة الطفل الذي يبكي ودعمه عاطفيًا يُمكن أن يُسهّل الأمر كثيرًا ويُحوِّل هذه اللحظات الصعبة إلى فرص لتقوية العلاقة بين الآباء والأطفال.

في هذا المقال، سوف نُقدّم 5 أساليب تم إثبات فعاليّتها علميًا في التعامل مع بكاء الأطفال، والتي تتناسب مع مُختلف الفئات العمرية ومُختلف المواقف. وفي النهاية، سيكون لديك فهم أعمق للأبعاد المُختلفة لبكاء الأطفال وستكون مستعدًا للتعامل بشكلٍ أفضل مع هذه المواقف بثقةٍ وتعاطف.

6 نصائح للتعامل مع بكاء الأطفال

1. كن هادئًا

قد يكون تحمُّل بكاء الأطفال أمرًا صعبًا، لكنَّ الحفاظ على الهدوء هو أمر ضروري للتعامل مع هذا الأمر. بغض النظر عمَّا إذا بدأ طفلك في البكاء في المنزل أو في أحد الأماكن العامَّة، فإنَّ أفضل شيء يُمكنك القيام به هو التزام الهدوء لمُساعدته في التغلب على مشاعره.  فعلى أي حال، تحتاج تلك الدموع إلى الخروج ويجب أن تكون أنت الملاذ الآمن لخروجها.

سيتيح لك الحفاظ على الهدوء تقييم الموقف بشكلٍ أكثر فعاليَّة واستيعاب طفلك بدلاً من الرد بعصبيّة. غالبًا ما يبكي الأطفال لأسباب مختلفة: قد يكونون متعبين، أو جائعين، أو مُحبطين، أو خائفين، أو ببساطة يبحثون عن الاهتمام. ولن يُمكنك النظر في كل هذه الاحتمالات ومعالجة السبب وراءها إلا من خلال التحلي بالهدوء.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الأطفال لديهم درجة عالية من الإدراك، حيث يُمكنهم الشعور عندما يكون البالغون متوترين أو مضطربين، مما قد يؤدي إلى تفاقم مشاعرهم. ومن خلال التزامك بالهدوء، فإنَّك تمنح شعورًا لا إراديًا للطفل بالاستقرار والأمان، مما يُسهِّل عليه تنظيم مشاعره في نهاية الأمر.

لا شكّ أنّه قد يكون من الصعب على الجميع اتِّباع هذه النصيحة عند التعامل مع بكاء الأطفال، خاصةً إذا كُنت متعبًا أو مُتوترًا، لكن تأكّد أنّ الأمر يستحق!

2. لا تُجبره على التوقُّف عن البكاء

عندما تواجه طفلاً يبكي، فمن الطبيعي أن ترغب في توقُّفه عن البكاء بسرعة. ومع ذلك، فإنّ من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض الآباء عند التعامل مع بكاء الأطفال هي إخبار الطفل أن يتوقّف عن البكاء فورًا أو أي عبارات مشابهة لمنعه من البكاء.

إنَّ مطالبة طفلك بالتوقف عن البكاء يُشبه تمامًا مطالبته بالتوقف عن الرغبة في الحصول على الكعكة اللذيذة التي يرغب في تناولها! ورغم أنَّ هذا الأسلوب قد يبدو حسن النيَّة، إلا أنَّه ليس مفيدًا على الإطلاق ومن المُمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسيّة.

تذكّر دومًا أنّ بكاء الأطفال هو وسيلة طبيعيَّة وصحيَّة للتعبير عن أنفسهم عندما يشعرون بالانزعاج أو الإرهاق أو الشعور بعدم الراحة في المُطلق. من خلال تجاهل بكائهم وأمرهم بالتوقُّف، فإنّك تُشير عن غير قصد إلى أنَّ مشاعرهم ليست مهمة. ويُمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتباك الطفل أو شعوره بالإحباط، مما قد يؤدي بدوره إلى إطالة نوبة البكاء أكثر.

لذلك، بدلاً من إخبار الطفل بالتوقف عن البكاء، هناك أشياء أفضل بكثير يمكنك قولها لمساعدته على الهدوء. ابدأ بالنزول إلى مستوى عينه، وقم بعمل تواصل بصري لطيف، واستخدام نبرة صوت هادئة. بعد ذلك، يُمكنك توفير الطمأنينة والدعم له وإخباره بأنّك موجود لمساعدته كما سنذكر في الخطوات التالية. 

اقرأ أيضًا: 5 نصائح فعّالة للتعامل مع الطفل العصبي

3. ساعده على التعبير عمّا بداخله

يُعد أحد الأسباب الرئيسيّة وراء بكاء الأطفال هو أنّهم غالبًا ما يُعانون من صعوبة في التعبير عمّا بداخلهم من مشاعر أو حتى فهمها بشكلٍ كامل. لذلك، تُعد مساعدة طفلك في العثور على الكلمات التي تعبر عن مشاعره خطوة حاسمة لتعزيز التواصل الفعَّال بينكما وحثّه ليتوقّف عن البكاء. ومن خلال توجيهه للإفصاح عمّا بداخله، فإنَّك لا تساعده في التعبير العاطفي فحسب، بل تعلمه أيضًا مهارات قيِّمة عن الوعي الذاتي والتحكُّم في المشاعر.

أولًا، قم بإنشاء بيئة آمنة وداعمة حيث يشعر طفلك بالراحة في مشاركة مشاعره دون خوف منك. يُمكنك أن تقول شيئًا مثل: “لقد لاحظت أنك تبدو منزعجًا. هل يُمكنك أن تخبرني ما الذي يزعجك؟” أو “لا بأس أن تشعر بالحزن. هل ترغب في التحدث عمَّا حدث؟”

من المُهم أيضًا أن تشجِّع طفلك على استخدام اللغة الوصفيَّة للتعبير عن مشاعره، وساعده على تحديد وتصنيف مشاعر مُعيَّنة مثل الحزن أو الإحباط أو الغضب أو الخوف أو خيبة الأمل. على سبيل المثال، يُمكنك أن تطرح أسئلة مثل: “هل تشعر بالغضب لأن لعبتك انكسرت؟” أو “هل أنت حزين لأنك تفتقد صديقك؟” ومهما يكن، تجنَّب تمامًا تجاهل مشاعره أو التقليل من شأنها، حتى لو بدا لك الموقف تافهًا لا يستحق!

ومن خلال مُساعدة طفلك في العثور على الكلمات التي تُعبِّر عمّا يجري بداخله، فإنَّك تمكنه من التواصل والتحكُّم في عواطفه بشكلٍ أكثر فاعليّة. وبهذه الطريقة، فإنّك تضع حجر الأساس لطفلك للتعامل مع المُشكلات، والتحلي بالمرونة العاطفيَّة في المستقبل – وهو ما يُعد أمرًا هامًا للتعامل مع بكاء الأطفال

4. أظهر تفهمك

يُعد بكاء الأطفال بمثابة طريقتهم المُثلى للتعبير عمّا بداخلهم. فعندما يُعبِّر الأطفال عن مشاعرهم – سواءً من خلال البكاء أو الغضب أو الحزن – فمن الضروري الاعتراف بهذه المشاعر وتقبُّلها بدلاً من رفضها أو إنكارها. لذا بمُجرَّد أن تفهم ما يشعر به طفلك، تأكّد من صحة هذه المشاعر، وأظهر تفهمك لها.  يتضمَّن ذلك التعاطف مع وجهة نظر الطفل، حتى لو كنت لا تتفق تمامًا معها أو ترى أنّها لا تستحق. على سبيل المثال، إذا كان طفلك منزعجًا لأن صديقه لم يرغب في اللعب معه، فيمكنك أن تقول: “أستطيع أن أرى أنك تشعر بالحزن الآن، فالأمر يكون صعبًا عندما لا يرغب الأصدقاء في اللعب”. 

ولا يعني هذا بالضرورة الموافقة على سلوك الطفل أو التغاضي عنه، حيث يُمكنك إظهار تفهمك لمشاعر طفلك مع الاستمرار في وضع الحدود المناسبة أو معالجة السلوك بشكلٍ حازم. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يبكي لأنه لم يحصل على ما يريد، يمكنك أن تقول له: “أتفهم أنَّك تشعر بالإحباط، لكنّك لن تحصل على هذا الشيء والبكاء ليس أمرًا مقبولًا. دعنا نجد طريقة مُختلفة لحل هذه المشكلة”.

بهذه الطريقة، ستُوصّل لطفلك أنَّ مشاعره مُهمَّة وتستحق الاهتمام – وهو الأمر الذي سينعكس بالإيجاب على نفسيّة الطفل أثناء لحظات الضيق أو البكاء – دون الاضطرار إلى تنفيذ كل ما يطلبه. ومع الوقت، ستضمن تقوية علاقتك بطفلك وبناء ما يكفي من الثقة لجعله يأتي إليك مع جميع مخاوفه ومشاعره في المستقبل. 

5. الإلهاء بشيء يُحبه

إذا قمت بكل الحيل التي ذكرناها للتعامل مع بكاء الأطفال وما زال طفلك لا يهدأ، فقد يكون الوقت قد حان لإلهائه قليلاً. إنَّ جعل الطفل يتخلى عن سبب بكائه من خلال منحه شيئًا يحبه في المقابل يُمكن أن يكون وسيلة فعَّالة حقًا لمنعه من البكاء. من المُمكن أن يكون ذلك أي شيء يرغب فيه بدءًا من الخروج للعب أو تناول وجبة لذيذة. 

ويُمثّل هذا النهج طريقة فعّالة لإظهار التعاطُف مع طفلك. فمن خلال تقديم شيء يحبه الطفل، فإنك تعترف بمعاناته وأنك موجود لدعمه. وفي حين أنَّ هذه الطريقة يمكن أن تكون مفيدة على المدى القصير، فمن المهم استخدامها بعناية للتأكُّد من أنَّها لا تجعل الطفل يعتمد على البكاء كوسيلة ضغط للحصول على مكافآت إضافيّة. ولمنع ذلك، عليك اللجوء إلى هذه الطريقة في النهاية إذا لم تكن الأساليب السابقة كافية في هذه الحالة.

بالإضافة إلى ذلك، تأكَّد من أن البدائل التي تُقدِّمها للطفل مناسبة ولا تعزز السلوكيات السلبيَّة عن غير قصد. على سبيل المثال، قد تكون زيادة وقت استخدام الهاتف الذكي في كل مرة يبكي فيها الطفل وسيلة جيدة لتهدئته في الوقت الحالي، ولكنَّها قد تؤدي إلى خرق وقت الشاشة المُحدّد مُسبقًا. بدلًا من ذلك، اختر خيارات صحيَّة أو أكثر حياديَّة، مثل لعبة مُفضَّلة أو زيارة للحديقة أو وجبة لذيذة.

اقرأ أيضًا: أسرار تنمية مهارات طفلك وتعزيز قدراته

6. تقديم الحلول إذا كان ذلك مُمكنًا

بعد أن قمت بتحديد سبب البكاء، وساعدت طفلك على التعبير عمّا بداخله بحريّة وأظهرت تفهمك لما يشعر به، يُمكنك الآن مُساعدته في العثور على حل. أشرك الطفل معك بطريقة هادئة وعاطفيَّة، وانزل قليلًا إلى مستوى تفكيره. على سبيل المثال، إذا قال الطفل: “أنا حزين لأنَّ صديقي لا يريد اللعب معي”، اسأله: “ما الذي يُمكنك فعله لتشعر بالتحسن؟” وإذا كان في حيرةٍ من أمره، فاقترح بعض الأشياء التي يُمكن أن تجعله يشعر بالارتياح مثل دعوة طفل آخر للعب. 

ومع القليل من الممارسة، سيبدأ الطفل قريبًا في التوصُّل إلى حلول خاصة به دون أي مُساعدة منك. ويتمثّل الهدف من هذا الأمر في توفير خطوات صغيرة وقابلة للتنفيذ تعالج مشكلة الطفل وتُعلِّمه مواجهة التحديَّات المستقبليَّة بمفرده.

في بعض الأحيان، قد لا يؤدي الحل الأوّلي الذي قدمته إلى معالجة المشكلة بشكلٍ كامل، وقد تكون هناك حاجة إلى بعض المتابعة مع طفلك. لذلك، تحقَّق مع الطفل بعد مرور بعض الوقت لمعرفة ما يشعُر به وما إذا كان هناك أي شيء آخر يحتاجه. وتأكّد من أنّ هذا الدعم المُستمر سيقوي من علاقتكما أكثر مما قد تتوقّع!

ختامًا، يُعد التعامل مع بكاء الأطفال جزءًا لا مفر منه من تجربة الأبوَّة والأمومة والذي قد يكون أمرًا مزعجًا بعض الشيء، ولكنَّه أيضًا أحد أهم الفرص لبناء علاقة قويَّة مبنية على الثقة مع الطفل. فبينما تتنقل بين الصعود والهبوط في علاقتك مع طفلك، تذكّر أن كل نوبة بكاء هي فرصة لتعميق اتصالك بطفلك، وبناء رابطة من شأنها أن تدعم نموه لسنوات قادمة. 

خلال هذا المقال، استكشفنا استراتيجيَّات مُختلفة مصممة لمختلف الفئات العمرية والتي تُعد بمثابة أدوات لا تقدر بثمن للتعامل مع بكاء الأطفال. ومن خلال اتّباع هذه الطرق، ستكون جاهزًا لتحويل هذه اللحظات العصيبة المُزعجة إلى فرص لتنمية الطفل نفسيًا وعاطفيًا.

وفي نهاية المطاف، تذكّر أنّ الأمر لا يقتصر على إيقاف بكاء الأطفال فحسب، بل فهم احتياجاتهم وتلبيتها، وتعزيز صحتهم العاطفية والنفسيّة بشكلٍ عام. من خلال التعامُل مع هذه اللحظات الصعبة بالفهم والرعاية، فإنَّك تساعد في وضع الأساس لطفل منضبط عاطفيًا ولا يعاني من أي تشوهات نفسيّة.

وأخيرًا، لا تنسَ الاشتراك في مدونتنا ليصلك كل ما هو جديد في عالم تربية الأطفال استنادًا على معايير التربية الحديثة المُعترف بها في علم نفس الأطفال. ولا تتردد كذلك في استعراض مقالاتنا السابقة ومشاركتها لتعم الفائدة.

المصادر: caribu، parents

تنمية المهارات الإبداعية للأطفال من خلال الرسم

لا شكّ أنّ الإبداع أصبح مهارة حيويّة لا غنى عنها في وقتنا الحالي وسببًا هامًا للتفوُّق في مختلف المجالات. وبالتالي، تزداد أهميّة تنمية الإبداع عند الأطفال يومًا بعد يوم، حيث لم تعد تقل أهميةً عن تعليمهم العلوم المُختلفة كالبرمجة والرياضيّات وغيرها. ومن بين الكثير من السبل، يأتي الرسم كأحد أهم وسائل تنمية المهارات الإبداعية للأطفال.

لا يُعد الرسم مُجرّد وسيلة للترفيه والتسلية فحسب، بل يعزز أيضًا مجموعة واسعة من المهارات الإبداعية والمعرفيَّة والعاطفيَّة لدى الأطفال. من تعزيز التفكير النقدي إلى تحفيز الخيال، يوفر الرسم فرصة فريدة للأطفال للاستكشاف والتجربة وتطوير قدراتهم الإبداعيَّة. 

في هذا المقال، نتعمَّق في الإمكانات الهائلة للرسم كوسيلة لتعزيز وتطوير المهارات الإبداعية لدى الأطفال. سوف نستكشف الطرق المختلفة التي يغذي بها الرسم الخيال، والتعلُّم، والتفكير الإبداعي والمنطقي، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تمكين الأطفال من إطلاق العنان لإمكاناتهم الإبداعية ليصبحوا أشخاصًا أكثر نجاحًا في حياتهم المهنيّة وأكبر تأثيرًا في محيطهم.

أهميّة الرسم في تنمية المهارات الإبداعية للأطفال

1. تعزيز الخيال

يُتيح الرسم للأطفال إطلاق العنان لخيالهم بلا أي حدود، مما يمنحهم الحريَّة في اختراع عوالم وشخصيات وقصص جديدة. عندما ينخرط الأطفال في الرسم، فإنَّهم غالبًا ما يخلطون الواقع مع الخيال، وهو الأمر الذي لا غنى عنه لتنمية المهارات الإبداعية لديهم وتنمية قدرتهم على توليد الأفكار الفريدة والمُبتكرة في المستقبل. 

بالإضافة إلى ذلك، يُساعد الرسم الأطفال على فهم مفهوم التمثيل الرمزي، حيث يتعلَّمون أن الخط أو الشكل البسيط يُمكن أن يمثل شيئًا أو فكرة أو يساهم في إحداث تغيير. وبالطبع يثير هذا الفهم خيالهم لاستكشاف طرق مختلفة لتمثيل الأشياء ويُشجِّع التفكير المجرد.

أضف إلى ذلك أنّه عندما يرسم الأطفال، فإنّهم يحتاجون إلى تصوُّر ما يريدون رسمه على الورق. إنَّ عملية تصوُّر الأفكار هذه وترجمتها إلى رسومات تساهم بشكلٍ كبير في تدريب خيالهم وتقوية قدرتهم على تصوُّر المفاهيم والأشياء عقليًا.

تصفّح مكتبة حدّوتة الرقمية من القصص الخيالية لتنمية إبداع طفلك وتحفيز خياله.

2. تحسين المهارات الحركيَّة الدقيقة

يبدأ مُعظم الأطفال في رسم رسوماتهم العشوائيّة الأولى بين عمر 12 و18 شهرًا، على الرغم من عدم وجود سبب يمنع تشجيعهم على التقاط قلم التلوين والبدء في الرسم على الورق في وقت أقرب من ذلك. ويتطلَّب الرسم من الأطفال تنسيق حركات أيديهم مع ما يرونه على الورقة. ومن خلال ممارسة هذا التنسيق، فإنهم يُحسِّنون قدرتهم على التحكم في حركات أيديهم ويطورون تنسيقًا أفضل بين اليد والعين، وهو الأمر الذي يساعد على  تنمية المهارات الإبداعية للأطفال.

كما يُشجِّع الرسم الأطفال على القيام بحركات دقيقة بأصابعهم وأيديهم. وبينما يحاولون البقاء داخل الخطوط، أو رسم الأشكال، أو التتبع والتظليل ورسم التفاصيل المعقدة، ​​فإنهم يقومون بصقل مهاراتهم الحركية الدقيقة ويتعلمون القيام بحركات مدروسة ومنضبطة.

بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الإمساك بقلم رصاص أو قلم تلوين أو فرشاة رسم يُساعد الأطفال على تقوية عضلات اليد وتحسين قبضتهم على القلم. وبمرور الوقت، يتعلمون كيفية الإمساك بأداة الكتابة بقبضة مريحة ويطورون القوة والتحكم اللازمين في أصابعهم وعضلات أيديهم.

اقرأ أيضًا: أهمية اللعب في تنمية مهارات أطفالنا وذكائهم

3. المساعدة على التعلُّم

يُساعد الرسم الأطفال على فهم وتصوُّر مُختلف الأفكار والمفاهيم بشكلٍ كبير، كما يُمكّنهم من تقسيم المفاهيم المعقدة إلى مكونات أبسط. وبالتالي، يُمكنهم تمثيل العلاقات والعمليات بصريًا، مما يساعدهم على فهم المفاهيم المُجرَّدة أو الصعبة بسهولة أكبر. بمعنى آخر، يُتيح لهم الرسم إقامة روابط بين العناصر المختلفة، مما يعزز فهمهم لكلٍ منها.

في الواقع، تُشير بعض الدراسات إلى أنَّ استخدام الرسم كنشاط تعليمي يُمكن أن يزيد من فهم الأطفال في مجالات أخرى، مثل العلوم والرياضيات. في هذه الدراسة، تم تعليم مجموعة من الأطفال استراتيجيتين لمساعدتهم على تعلم مفهوم علمي مُعيّن. تضمَّنت إحدى الاستراتيجيات رسم الأفكار بينما لم تتضمّن الأخرى ذلك. من بين الطلاب الذين طبّقوا كلا الاستراتيجيَّتيْن، تمكّن أولئك الذين استخدموا الرسم من تطوير فهم أفضل للموضوع. 

4. التعبير العاطفي

يُوفِّر الرسم منفذًا غير لفظي للأطفال للتعبير عن مشاعرهم مما يسمح لهم بتوضيح مخاوفهم أو أفراحهم أو مشاعرهم الصعبة من خلال الرسومات. في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب على الأطفال التعبير عن مشاعرهم من خلال الكلمات وحدها. وبالتالي، يتيح لهم الرسم تمثيل مشاعرهم بصريًا، مما يمنحهم منفذًا آمنًا ومبدعًا للتعبير عن الذات.

بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يساعد الانخراط في أنشطة الرسم الأطفال على تطوير الوعي العاطفي، أي أنّهم عندما يرسمون موضوعات أو مشاهد مختلفة، يمكنهم استكشاف وتحديد المشاعر المرتبطة بتلك العناصر. يُشجِّع هذا الأمر بشكلٍ كبير على تحقيق الفهم العميق للمشاعر، مما يُعزِّز الذكاء العاطفي مع الوقت.

وكثيرًا ما يُستخدم الرسم كأداة علاجيَّة، حيث يُستخدم لمساعدة الأطفال على معالجة الصدمات والتعامل مع التجارب الصعبة واستكشاف مشاعرهم ومعالجتها.

5. تعزيز التطوُّر المعرفي

يُحفِّز الانخراط في الرسم الكثير من العمليَّات المعرفيَّة المختلفة، بما في ذلك الاهتمام بالتفاصيل والتخطيط والتذكُّر. عندما يرسم الأطفال، يجب عليهم التفكير مسبقًا والتخطيط للشكل العام لعملهم الفني. وبالتالي، يُعزِّز هذا الأمر قدرتهم على تنظيم الأفكار وتسلسلها، وهي مهارة مفيدة في موضوعات مثل الرياضيات والعلوم.

يُساهم الرسم أيضًا في زيادة إشراك الأطفال بنشاط في عملية التعلم. عندما يرسمون، فإنّ الأطفال يعالجون وينظمون المعلومات في أذهانهم بشكلٍ فعَّال، وبالتالي، تُعزِّز هذه المعالجة من الحضور الذهني والتركيز والانتباه، مما يُسهِّل بدوره الانخراط في عمليّة التعلُّم.

بالإضافة إلى ما سبق، يُوفِّر الرسم تجربة متعددة الحواس من خلال دمج العناصر البصرية والحركية وأحيانًا اللمسيَّة. لقد ثبت أنَّ إشراك الحواس المتعددة أثناء التعلم يعزز الذاكرة بشكلٍ كبير. إنَّ الإمساك بالقلم، والقيام بحركات مُتعمدة به أثناء الرسم، ثم رؤية النتيجة البصريَّة في النهاية يخلق اتصالاً متعدد الحواس يُعزِّز بدوره قوة الذاكرة واستدعاء المعلومات.

اقرأ أيضًا: 5 فوائد لتعليم القرآن للأطفال

6. تنمية مهارات حل المشكلات

عندما يبدأ الأطفال في رسم أشكال أكثر تعقيدًا، فإنَّهم يصبحون بحاجة إلى التفكير في بعض الأشياء مثل تخطيط وتنظيم العناصر على الورق، واختيار الألوان التي يجب استخدامها، وكيف يبدو الشكل ثلاثي الأبعاد، بالإضافة إلى مفاهيم أكثر تعقيدًا مثل المنظور والمقياس والتناسب. وبالتالي، يتعلَّم الأطفال كيفية اتخاذ القرارات بشأن ما يرسمونه وكيفية تمثيل أفكارهم. 

تُترجم هذه العملية إلى مهارات حل المشكلات التي تُعد إحدى الأعمدة الأساسيّة للإبداع، حيث يتعلم الأطفال تقسيم المشكلات المعقدة إلى أجزاء أصغر والتعامل معها على حدة، وتنظيم نهجهم بشكل استراتيجي لإيجاد حل إبداعي في النهاية. بمعنى آخر، يُعد التغلُّب على هذه التحديات الفنية أثناء الرسم بمثابة تعزيز لقدرات الطفل على حل المشكلات والتفكير الابتكاري والمهارات الإبداعية

7. تطوير مهارات الملاحظة

يتطلَّب الرسم مراقبة دقيقة للتفاصيل، فعندما يرسم الأطفال يتعلمون الانتباه إلى الأشكال والخطوط والألوان المحددة للأشياء التي يرسمونها. يعمل هذا الانتباه إلى التفاصيل على تحسين قدرة الأطفال على ملاحظة وتقدير الأشياء في محيطهم. بالإضافة إلى ذلك، يُشجِّع الرسم الأطفال على التحليل البصري للموضوعات والمشاهد، حيث يتعيَّن عليهم ملاحظة وتفسير العلاقات بين العناصر المختلفة، مثل النسب والزوايا والترتيبات المكانية، مما بدوره يقوم بتدريب عيونهم على إدراك وتفسير المعلومات المرئية بدقة.

وبالطبع تُعد هذه القدرة الدقيقة على الملاحظة سمة مُهمّة من سمات الشخصيّة الإبداعية. فالمبدع يلاحظ أولًا ثم يضفي لمساته الإبداعية على محيطه والأشياء من حوله.

كيف يُمكنك مساعدة طفلك؟

يُمكن للوالدين أن يلعبوا دورًا حاسمًا في تعزيز الإبداع لدى أطفالهم من خلال الرسم عبر خلق بيئة داعمة ومحفزة. طبقًا لإحدى تقارير مجلس الفنون في إنجلترا، فإنّ العديد من الأطفال لا يتلقون التشجيع للمشاركة في الأنشطة الفنية. لكن الأطفال الذين يحظون بتشجيع كبير من أهلهم كانوا أكثر مشاركةً في الأنشطة الفنيّة سواءً كأطفال أو بعد البلوغ. يشير هذا إلى أنَّ التشجيع قد يكون مهمًا، ليس فقط للمشاركة الحالية، ولكن أيضًا في المستقبل. وفيما يلي عدة استراتيجيات لتعزيز الإبداع عند طفلك من خلال الرسم:

  • تأكَّد من حصول طفلك على مجموعة من أدوات الرسم مثل أقلام التلوين وأقلام الرصاص الملونة وأقلام التحديد والألوان المائية وأنواع مختلفة من الورق، لتشجيعه على التجربة وإلهام إبداعه.
  • قم بإعداد منطقة مُحدَّدة في المنزل حيث يمكن للأطفال الرسم بحرية. يجب أن تكون هذه المساحة مجهزة بجميع الأدوات الضروريَّة ويجب أن تكون مكانًا يشعرون فيه بالراحة دون وجود أي مُشتِّتات.
  • أطلب من الطفل الرسم بناءً على طلب يسمح له بالتفسير المفتوح، مثل “ارسم منزل أحلامك” أو “اصنع حيوانًا جديدًا”. تجنَّب إعطاءه تعليمات مُحدَّدة قد تحد من خياله.
  • امتدح الجهد والفكر الذي يبذله طفلك في رسوماته بغض النظر عن المنتج النهائي. فهذا بدوره يبني ثقته ويُشجعه على الإبداع دون خوف من الفشل.
  • شجّع طفلك على خلق القصص من خلال الرسم، حيث يُمكن أن يتضمَّن ذلك رسم سلسلة من الأحداث أو توضيح السرد الذي قام بإنشائه من خلال الصور. 
  • ادمج الرسم في المهام اليوميَّة لطفلك مثل إنشاء قوائم التسوُّق بالصور، أو رسم أي شيء رآه في يومه. سيكون هذا الأمر كفيلًا بجعل الرسم عادةً يوميّة عند طفلك ويبقيه منشغلًا بإخراج إبداعه في هذه الرسومات.
  • دع طفلك يستكشف ويرسم ما يهتم به دون فرض الكثير من القيود أو القواعد. إنَّ السماح للطفل بالتمتُّع بالحريَّة أثناء الرسم يُساعده على تطوير المزيد والمزيد من مهاراته الإبداعية.
  • قم بتقديم تحديَّات أو موضوعات ممتعة لجلسات الرسم، مثل الرسم دون رفع القلم الرصاص من الورقة أو استخدام لون محدد فقط. يمكن لهذه القيود أن تلهم الإبداع أكثر مما تتوقّع.

ختامًا، يُعد الرسم بمثابة بوَّابة لإطلاق العنان لقدرات الأطفال الإبداعيَّة. فمن خلال هذه الوسيلة المرنة مُتعددة الاستخدامات، يمكن للأطفال تطوير عدد لا يحصى من المهارات التي تتجاوز القدرات الفنيَّة. فالرسم يغذي الخيال والمهارات الحركيّة ومهارات حل المشكلات والقدرة على الملاحظة، وجميعها تساهم في تقوية الإبداع بشكلٍ كبير. 

ومن خلال تشجيع الأطفال على المشاركة في أنشطة الرسم، فإننا نوفر لهم مساحة آمنة لاستكشاف أفكارهم وتجربة مفاهيم مختلفة والتفكير بشكل إبداعي. لذلك، إذا كنت ترغب في تنمية المهارات الإبداعية لطفلك، فإنّ تزويده بالأدوات والموارد اللازمة وتشجيعه على الرسم يُعد وسيلة قويَّة لتحقيق ذلك.

وأخيرًا، لا تنسَ الاشتراك في مدونتنا ليصلك المزيد من مقالاتنا التي ستساعدك في تنمية مهارات طفلك أيًا كانت مرحلته العمريّة. ولا تتردد كذلك في الاطّلاع على مقالاتنا السابقة ومشاركتها لتعم الفائدة.

المصادر: futurekayan، lovepaper، edgeearlylearning

5 من أهم فوائد النوم المبكر للأطفال

في عصر تهيمن فيه الشاشات والجداول الزمنية المُزدحمة على حياتنا، أصبح ضمان حصول الأطفال على قسط كافٍ من النوم أمرًا صعبًا للغاية. وبالتالي، فإنَّ ترسيخ عادة النوم المبكر للأطفال أصبحت أكثر أهميّة من أي وقتٍ مضى حيث يُمكن أن تؤدي إلى فوائد كبيرة تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد ليلة مريحة. من تعزيز التطور المعرفي والأداء الأكاديمي إلى تعزيز المرونة العاطفيَّة والصحة البدنيَّة، تعد مزايا النوم المبكر أمرًا بالغ الأهمية لنمو الطفل ورفاهيته بشكل عام. 

في هذا المقال، نستكشف الفوائد الكثيرة التي تنتج عن النوم المبكر للأطفال، ونُسلِّط الضوء على سبب ضرورة إعطاء الآباء الأولويَّة لهذا الجانب الأساسي من روتين أطفالهم اليومي.

أولًا: فوائد النوم المبكر للصحة الجسديّة

1. تعزيز النمو الجسدي

يُعد هرمون النمو (GH) ضروريًا للنمو البدني للأطفال، فهو يُحفِّز نمو العظام والأنسجة والعضلات، ويُساعد الجسم على الاستفادة من البروتينات والكربوهيدرات والدهون. ويبلغ إفراز هرمون النمو ذروته أثناء الجزء الأول من الليل. ولذلك، فالأطفال الذين يذهبون إلى الفراش مبكرًا ويحصلون على ليلة نوم كاملة هم أكثر عرضةً لإطلاق هرمون النمو بشكل مثالي. وعلى العكس، يُمكن أن يؤدي النوم المُتأخّر إلى تعطيل إفراز هرمون النمو، مما قد يؤدي إلى تأخُّر النمو البدني.

بالإضافة إلى ذلك، يُعد النوم المبكر أمرًا حيويًا لتقوية الجهاز المناعي لدى الطفل. فقد أثبتت الدراسات أنّ الأطفال الذين ينامون مبكرًا أقل عرضةً للإصابة بالأمراض بشكلٍ مُتكرِّر مقارنةً بالذين يسهرون لساعات مُتأخرة من الليل.

تصفّح أجمل قصص قبل النوم للأطفال على حدّوتة.

2. ضبط الوزن

يُؤثِّر النوم على الهرمونات التي تنظم الجوع والشبع، مثل هرمون الليبتين والجريلين، حيث يرسل اللبتين إشارات إلى الدماغ عندما يكون الجسم ممتلئًا، بينما يحفز الجريلين الشهيَّة. وقد يؤدي النوم في وقتٍ مُتأخر أو عدم أخذ القسط الكافي من النوم إلى زيادة مستويات هرمون الجريلين وتقليل مستويات هرمون الليبتين في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالجوع والإفراط في تناول الطعام. وبالطبع يُمكن أن يُسبّب هذا الخلل الهرموني الناتج عن النوم المُتأخِّر زيادة الوزن مما بدوره يزيد من خطر السمنة لدى الأطفال.

علاوةً على ذلك، يُساعد النوم المبكر والمتواصل في الحفاظ على وزن صحِّي من خلال تعزيز عملية التمثيل الغذائي المتوازن. لذلك، يكون الأطفال الذين ينامون مبكرًا أفضل في تنظيم السعرات الحرارية التي يتناولونها. 

أضف إلى ذلك أنّ الأطفال الذين يذهبون إلى الفراش في وقت متأخر عادةً ما يكون لديهم عادات غذائيَّة سيئة حيث يكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) أعلى مقارنةً بأولئك الذين ينامون في وقت مبكر. في الواقع، أثبتت إحدى الدراسات التي نُشرت في المكتبة الوطنيّة للطب أن الأطفال الذين ذهبوا إلى الفراش في وقت متأخر كانوا أكثر عرضة بنسبة 1.5 مرة للإصابة بالسمنة وأكثر عرضة بنسبة 2.9 مرة لعدم النشاط البدني.

ثانيًا: فوائد النوم المبكر للصحة العقليّة

3. تعزيز الوظائف المعرفيّة

يُمكن أن يكون لوقت النوم المبكر الكثير من الفوائد لصحة طفلك العقليَّة، حيث يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الوظائف المعرفيَّة للطفل مثل التفكير والاستدلال وحل المشكلات وغيرها، كما يضمن قدرة الطفل على معالجة المعلومات الجديدة بفعاليَّة. طبقًا لدراسة حديثة، فإنّ الأطفال الذين ينامون مبكرًا يتمتَّعون بوظائف إدراكيّة ولغويَّة أفضل من قرنائهم الذين ينامون مُتأخرًا.

وفي إحدى الدراسات الأخرى، قارن العلماء أدمغة الأطفال الذين ذهبوا إلى الفراش بعد الساعة 10 مساءً – وحصلوا على قيلولة نهاريَّة أطول – مع أدمغة أولئك الذين ناموا في وقتٍ مُبكّر. وقد توصّلوا إلى أنَّ وقت النوم المبكر ساعد بشكلٍ كبير في تعزيز نمو الخلايا والناقلات العصبيّة بمُعدّل أكبر، وهو الأمر الذي ينعكس إيجابًا على الكفاءة في أداء جميع المهام العقليّة التي نقوم بها.

اقرأ أيضًا: فوائد تعليم القرآن للأطفال.

4. الانتباه والتركيز

يُعزّز النوم المبكر من قدرة الطفل على الانتباه والتركيز على المهام لفترات طويلة، وهو الأمر الذي ينعكس بشكلٍ مُباشر على الأداء الأكاديمي للطفل. فالأطفال الذين يبدأون دورة النوم في أوّل الليل غالبًا ما يكونون أقل عرضةً للتشتُّت وفقدان التركيز بسهولة بواسطة أي مُلهيات خارجيّة، مما يُمكِّنهم من الاستمرار في المشاركة بفعاليّة في يومهم الدراسي.

أظهرت إحدى الدراسات أنَّ تأخير ساعة واحدة من النوم في الليلة كان كافيًا لتقليل القدرة على التركيز خلال اليوم التالي لطفل يبلغ من العمر 12 عامًا مقارنةً بطفل يبلغ من العمر 9 أعوام سبقه في النوم بساعة. ووفقًا لدراسة أخرى تم نشرها في مجلّة أبحاث النوم، كلما تأخّر نوم الأطفال، كلما كانت درجاته الدراسيّة أسوأ في المتوسط.

وقد أثبتت النتائج أيضًا أنَّ هناك علاقة مباشرة بين النوم المبكر والاستقرار العاطفي، مما بدوره يُقّلل من الشرود الذهني والتفكير المُشتّت لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 11 عامًا أثناء التواجد في الفصل الدراسي.

ثالثًا: فوائد النوم المبكر العاطفيّة والسلوكيّة

5. تنظيم الحالة المزاجيّة

يعرف أي والد/ة أنّه عندما يشعر الأطفال بالتعب، فإنَّهم يصبحون مُتعبين وغريبي الأطوار قليلاً، ولا يوجد متعة في التواجد حولهم، ويُثبت العلم هذا أيضًا! فغالبًا ما يكون الأطفال الذين يخلدون إلى النوم مُبكرًا أكثر قدرة على تنظيم عواطفهم، حيث يميلون إلى التمتُّع بمزاج أكثر استقرارًا، ويعانون من تقلُّبات مزاجية ونوبات عاطفيَّة أقل. وعلى العكس، فإنّ الأطفال الذين يسهرون لساعات مُتأخرة من الليل غالبًا ما يظهرون تقلُّبات مزاجيّة حادّة.

عندما يُفوّت الطفل موعد نومه في وقتً مُبكّّر، يبدأ جسمه في ضخ الهرمونات المُحفِّزة مثل الأدرينالين والكورتيزول لإبقائه مستيقظًا طوال الليل، وعندئذٍ لن يكون من السهل جعله ينام مع وجود هذه الهرمونات المحفزة في الجسم.

وبالطبع يتسبَّب هذا الأمر في  العديد من الآثار الجانبيَّة السيئة على حالة الطفل العاطفيّة مثل العصبيَّة، ونوبات الغضب، والشجار مع الإخوة، وغيرها من مشاكل السلوك. وبالتالي، فإنّ نوم طفلك قبل أن يصل إلى هذه المرحلة يمكن أن يساعد في تقليل كل هذه السلوكيّات أثناء اليوم بشكلٍ كبير.

اقرأ المزيد: كيفية التعامل مع بكاء الأطفال: دليل شامل للآباء

كيفيّة عمل جدول نوم مثالي لطفلك

كما ذكرنا، فالنوم المبكر يُعد أمرًا حيويًا لنمو الطفل. ولكن، ما هو تحديدًا الوقت المُبكّر الذي يجب على الطفل النوم فيه؟ وما مقدار النوم الذي يجب أن يحصل عليه طفلك بشكلٍ مثالي حتى يحصل على قسط كافٍ من النوم؟ فيما يلي بعض النصائح حول ضبط جدول النوم لطفلك وفقًا لعمره.

أولًا: الأطفال الصغار: من سنة إلى سنتين

يجب أن يحصل الطفل في هذا العمر على ما بين 11 إلى 14 ساعة من النوم كل يوم، من بينها حوالي ساعة أو ساعتين يقضيها في القيلولة. قد يبدأ الطفل في هذه المرحلة بغفوتين في اليوم، ولكن في وقت لاحق، قد يتخطى قيلولته الصباحيَّة تمامًا ويأخذ قيلولة قصيرة في فترة ما بعد الظهر. وفيما يلي بعض الأرقام الهامّة بشأن جدول النوم للأطفال في هذه الفئة العمريّة:

  • وقت النوم المثالي: بين الساعة 6:30 مساءً و8:00 مساءً.
  • وقت الاستيقاظ المثالي: بين الساعة 6:00 صباحًا و 8:00 صباحًا.
  • عدد ساعات النوم المطلوبة ليلاً: من 10 إلى 12 ساعة.
  • القيلولة: من قيلولة إلى اثنتين خلال النهار، بمجموع من ساعة إلى 3 ساعات.

قصص قصيرة للأطفال من عمر 1-3 سنوات على منصّة حدّوتة.

ثانيًا: مرحلة ما قبل المدرسة: 3-5 سنوات

يجب أن يحصل الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة على حوالي 10-13 ساعة من النوم يوميًا، وفقًا لإرشادات مؤسسة النوم الوطنيّة. خلال هذا الوقت، قد تصبح القيلولة أقصر، أو قد يتخطى طفلك النشيط الذي يمارس الرياضة القيلولة تمامًا. وفيما يلي بعض الأرقام الهامّة بشأن جدول النوم للأطفال في هذه الفئة العمريّة:

  • وقت النوم المثالي: بين الساعة 7:00 مساءً و8:30 مساءً.
  • وقت الاستيقاظ: بين الساعة 6:00 صباحًا و 8:00 صباحًا.
  • عدد ساعات النوم المطلوبة ليلاً: من 10 إلى 12 ساعة.
  • القيلولة: غالبًا ما يتم تقليلها إلى قيلولة واحدة، أو تخطيها تمامًا في سن الخامسة.

خلال هذه الفترة، ينتقل العديد من الأطفال من القيلولة إلى القدرة على البقاء مستيقظين طوال اليوم. وبالتالي، يُعد الحفاظ على جدول نوم ثابت أمرًا بالغ الأهميَّة لضمان حصولهم على قسط كافٍ من الراحة.

ثالثًا: الأطفال في سن المدرسة: 6-13 سنة

تنصح مؤسسة النوم الوطنية الأطفال في سن المدرسة بالحصول على حوالي 9-11 ساعة من النوم كل ليلة. ونظرًا لأنّ أعمار الأطفال في سن المدرسة تشمل نطاقًا واسعًا، يُمكن أن تختلف احتياجات النوم الفردية لكل طفل. بشكل عام، يحتاج الأطفال الأصغر سنًا إلى نوم أكثر من الأطفال الأكبر سنًا. وفيما يلي بعض الأرقام الهامّة بشأن جدول النوم للأطفال في هذه الفئة العمريّة:

  • وقت النوم المثالي:
    • للأطفال الصغار (6-7 سنوات): بين الساعة 7:00 مساءً و 9:00 مساءً.
    • للأطفال الأكبر سنًا (8-13 سنة): بين الساعة 8:00 مساءً و 9:30 مساءً.
  • وقت الاستيقاظ: بين الساعة 6:00 صباحًا و8:00 صباحًا.
  • عدد ساعات النوم المطلوبة ليلاً: من 9 إلى 11 ساعة.
  • القيلولة: بشكل عام، لا يحتاج الأطفال في هذه الفئة العمرية إلى القيلولة.

في الختام، فإن فوائد النوم مبكرًا للأطفال عديدة، وتُؤثِّر على كل جانب من جوانب نموهم وحياتهم اليومية. إنَّ إعطاء الأولوية لأوقات النوم المبكرة يمكن أن يؤدي إلى تحسين الوظيفة الإدراكية، وتحسين الأداء الأكاديمي والانتباه والتركيز، وتعزيز الاستقرار العاطفي والحالة المزاجيّة، وتوفير صحة بدنية أقوى للطفل.

ومن خلال عمل جدول نوم لطفلك كما هو مُوضّح في المقال، فلن نبالغ إذا قلنا أنّك بذلك تكون قد وضعت حجر الأساس لحياة مثاليّة مليئة بالصحّة والنشاط والاستقرار النفسي والعاطفي لطفلك. وأخيرًا، لا تنسَ الاشتراك في مدونتنا ليصلك كل ما يتعلّق

المصادر: ncbi، sciencedaily، kingofsleep، mumsatthetable، ohbabyconsulting، leesa

5 فوائد لتعليم القرآن للأطفال

عندما يتعلق الأمر بتعليم أطفالنا الدين، فلا شك أن القرآن يجب أن يكون على رأس قائمتنا. إنَّ تعليم القرآن للأطفال في سن مبكرة ليس مجرد مسعى تربوي، بل هو جانب محوري في تربيتهم الروحيَّة والأخلاقيَّة. ولكن لماذا من المهم بالنسبة لنا كآباء تعليم أطفالنا الصغار القرآن؟ ولماذا لا نتركهم ببساطة يتعلمونه عندما يكبرون؟ وكيف يُمكننا التأكُّد من أنهم يفهمون تعاليمه ويطبقونها في حياتهم؟ 

في هذا المقال، سنجيب على هذه الأسئلة بينما نكتشف المزيد حول مدى أهميّة القرآن ليس فقط للنمو الروحي والإيماني ولكن أيضًا لتربية أطفالنا على القيم والأخلاق الحميدة.

أهمية تعليم القرآن للأطفال

1. غرس القيم والأخلاق

يُوفِّر القرآن الكريم خارطة طريق لعيش حياة جيدة، وهو أهم مورد لتربية الأطفال على الأخلاق الحميدة. فالقرآن الكريم هو مصدر التوجيه والحكمة الذي يُمكن أن يُساعد بشكلٍ كبير في تشكيل شخصيَّة الأطفال. ومن خلال تعليم القرآن للأطفال، يُمكن للوالدين غرس القيم والأخلاق في أطفالهم في سنٍ مُبكّر وهو الأمر الذي سيكون بمثابة الأساس لمُعتقداتهم وأفعالهم طوال حياتهم.

يؤكّد القرآن الكريم على العديد من القيم الأساسيّة مثل أهميَّة معاملة الآخرين بلطف واحترام، وعمل الخير والصدق في القول وغيرها. وبالتالي، سيُشجِّع القرآن الأطفال على مراعاة أقوالهم وأفعالهم ومعاملة الآخرين معاملة حسنة. 

ويلعب القرآن أيضًا دورًا حيويًا في بناء الشخصية من خلال قصص الأنبياء والصالحين، حيث يُقدِّم للأطفال قدوة يحتذى بها. تعلم هذه القصص فضائل مهمة مثل الصدق والصبر وشكر الله على نِعَمه، والتي تُعتبر ضرورية لتشكيل شخصية الطفل. ومن خلال استيعاب هذه الدروس، يتعلم الأطفال كيفية التعامل مع الحياة بأساس أخلاقي قوي.

وبذلك، ستضمن من خلال تعليم القرآن للأطفال أنّك ستُمدهم ببوصلة أخلاقية قويَّة ترشدهم أثناء تغلبهم على التحديَّات الأخلاقيّة التي سيواجهونها في الحياة.

 تصفّح مكتبة حدّوتة الرقمية من القصص التربوية لتعليم الأخلاق.

2. تقوية الإيمان

لا شكّ أنّ فهم القرآن الكريم وتدبُّره هو أمرُ لا غنى عنه لتعزيز إيمان الأطفال من خلال توفير أساس متين لمعتقداتهم. من خلال تعاليمه الأساسية، يغرس القرآن المبادئ الأساسية للعقيدة الإسلامية، مثل وحدانية الله والإيمان بالأنبياء والكتب واليوم الآخر. تُساعد هذه التعاليم الأطفال على فهم المبادئ الأساسيَّة للإسلام وبناء قاعدة قويَّة لرحلتهم الإيمانيّة طوال حياتهم. 

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ التطوُّر الروحي هو جانب آخر مهم لدى الطفل يتأثَّر بالقرآن الكريم. إن قراءة الآيات القرآنية وتلاوتها وتدبُّر معانيها يُعزز الارتباط بالله، ويُشكّل أساسًا هامًا للنمو الروحي للأطفال. ويُغذي هذا الارتباط الروحي بدوره العلاقة مع الله.

وحتى تتمكّن من تعزيز إيمان طفلك من خلال القرآن، يجب عليك أن تحرص على التزام طفلك بالتلاوة اليوميَّة، والمشاركة في برامج الحفظ، وفهم معاني الآيات وتفسيراتها. ومن خلال جعل القرآن الكريم روتين يومي في حياة طفلك، ستضمن حصوله على قوّة إيمانيّة وروحيّة تُرشده طوال حياته.

3. تقوية الحفظ والفهم

يُعتبر تعليم القرآن للأطفال خير وسيلة لتعزيز مهارات الحفظ لدى الطفل بشكلٍ كبير. ومن خلال الاستمرار في حفظ الآيات القرآنيّة، يقوم الدماغ بتكوين المزيد من الخلايا والروابط العصبيّة للمساعدة في تطوير القدرة على الحفظ فيما يُعرف بالمرونة العصبيّة. وبذلك، سيمتد هذا التأثير إلى جوانب أخرى من حياة الطفل مثل الأنشطة الدراسيّة وغيرها.

أضف إلى ذلك أنّ حفظ القرآن الكريم يتطلَّب مستوى عاليًا من التركيز والتدقيق، مما بدوره يُساهم في تطوير القدرات المعرفيَّة. على سبيل المثال، يُعلّم القرآن ما يُعرف بالانضباط العقلي حيث يتعلم الأطفال تذكر الآيات بدقة وبالترتيب الصحيح. يعمل هذا التمرين العقلي الصارم على تقوية الروابط العصبية وتحسين الوظائف الإدراكيَّة بشكل عام. 

في الواقع، أظهرت الدراسات أنَّ الأطفال الذين ينخرطون في حفظ القرآن الكريم بانتظام يميلون إلى اكتساب قدرة على الانتباه لفترات أطول علاوةً على قدرات أكبر على الاحتفاظ بالمعلومات وتذكرها.

وبعيدًا عن الحفظ، فإنَّ فهم آيات القرآن يُعد أمرًا بالغ الأهمية لاكتساب رؤى أعمق حول تعاليمه. عندما يتعلم الأطفال معاني وتفسيرات الآيات التي يحفظونها، فإنهم يطورون فهمًا أفضل للنص. ويساعدهم هذا الفهم على توسيع مداركهم بشكلٍ كبير، مما يجعل عمليّة الاستيعاب لديهم أفضل بشكلٍ عام.

اقرأ أيضًا: 10 كتب يجب أن يقرأهم طفلك لتنمية عقله وشخصيَّته!

4. تعزيز مهاراتهم في اللغة العربيَّة

من خلال تعليم القرآن للأطفال، يتعلّم الأطفال اللغة العربيَّة الفصحى، وهي أكثر ثراءً من اللغة العربيَّة العامية التي يتحدثونها في بلدانهم. يُعد هذا التعرُّض للغة اللعربيّة الفصحى أمرًا بالغ الأهمية لفهم الفروق الدقيقة فيها، بما في ذلك المفردات المتقدمة والقواعد المعقدة التي غالبًا ما لا تكون موجودة في المحادثة اليومية. وبالتالي، تجعل قراءة القرآن الكريم قواعد اللغة العربيَّة أسهل في التعلم.

بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ تلاوة القرآن ودراسته بشكلٍ مُنتظم يعرض الأطفال لمجموعة واسعة من الكلمات والعبارات، والكثير منها لا يستخدم عادة في الكلام اليومي. فالقرآن مليء بمفردات متنوعة وواسعة مما بدوره يُساعد الأطفال على توسيع مفرداتهم بشكل كبير.

كما أنّ تلاوة القرآن تتطلب نطقًا دقيقًا، بما في ذلك إتقان قواعد التجويد. مع الوقت، يُساعد هذا التركيز على النطق والتعبير الصحيحين الأطفال على تطوير أنماط كلام واضحة ودقيقة. علاوةً على ذلك، يُقدِّم القرآن العديد من الأمثلة على قواعد اللغة العربية الفصحى وبناء الجملة في أكثر أشكالها بلاغة. وبالتالي، فإنَّ دراسة القرآن تتيح للطفل رؤية هذه القواعد النحوية في سياقها، مما يساعد على فهمها وتطبيقها بشكل صحيح. 

5. تعزيز التدبُّر والتفكُّر وحب التعلُّم

يولي القرآن قيمة عالية للمعرفة والتعليم، حيث إنّ أول آية نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت “اقرأ باسم ربك الذي خلق”. ويدعو القرآن القُرَّاء – سواءً كانوا مؤمنين أم غير مؤمنين – في كثيرٍ من آياته إلى التفكُّر في الكون من حولهم، والتأمُّل في الوجود البشري، وآيات خلق الكائنات الحيّة. وبالتالي، فإنّ تعليم القرآن للأطفال سيُحفّز الفضول لديهم ويُشجِّعهم على طرح الأسئلة والبحث عن إجابات. 

بالإضافة إلى ذلك، فالقرآن يُشجِّع المشاركة الفكرية والتفكير النقدي. آيات مثل “أفلا يتدبرون القرآن”؟ (سورة النساء) و”قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟” (سورة الزمر) يعززان التأمل والتحليل العميقين. وبالتالي فإنَّ التعامل مع القرآن بهذه الطريقة يساعد الأطفال على تطوير مهارات تحليلية وتطوير أعمق لعمليَّة التعلُّم.

ويضرب القرآن أمثلة عديدة للأنبياء والصالحين الذين كرسوا أنفسهم لطلب العلم، حيث تم تصوير الأنبياء مثل إبراهيم، وموسى، ويوسف كأفراد يسعون وراء الحكمة والفهم. وهذه النماذج تلهم الأطفال تقدير المعرفة وطلبها، والسير على خطى هؤلاء الأنبياء المُوقّرين.

نصائح لتعليم القرآن للأطفال

1. شارك القصص القرآنيَّة الملهمة معهم

تلعب القصص دورًا مهمًا في مختلف المجالات التعليمية بما في ذلك تعليم القرآن، حيث إنَّ مشاركة القصص القرآنية مع أطفالك لها أهمية كبيرة في تغرس حبها في قلوبهم. إن تعليم الأطفال القرآن من خلال القصص يحمل أيضًا أهدافًا مختلفة مثل إثارة التفكير أو أن يكون قدوة جيدة لهم ليتبعوها. 

يُمكنك تحقيق ذلك بسهولة عن طريق استخدام كتب القصص قبل النوم أو مقاطع فيديو الرسوم المتحركة الإسلامية التي من شأنها أن تزيد من فهمهم للقرآن.

اقرأ أجمل القصص التعليمية للأطفال على منصّة حدّوتة.

2. اجعل الأمر سهلاً 

لا تجبر أطفالك أبدًا على قضاء الكثير من الوقت في قراءة القرآن وحفظه، لأنَّ مثل هذا الموقف يمكن أن يثبط عزيمة طفلك تمامًا. ما يهم حقًا هو الاستمراريّة والانتظام في تعلُّم القرآن حتى لو كان ذك بوتيرة بطيئة. فقط تحلى بالصبر وذكّر نفسك دائمًا أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة!

3. خصّص وقتًا يتناسب مع قدرات طفلك

إحدى الطرق السهلة لتعليم القرآن لطفلك بشكلٍ فعَّال هي تخصيص وقت محدد كل يوم لتلاوة وتجويد القرآن أو تدبُّره  لتقريب القرآن من قلبه وتطوير علاقة ذات معنى أكبر مع الله سبحانه وتعالى. فقط ضع في اعتبارك أنَّ بضع دقائق من التعلُّم السهل يمكن أن تكون أكثر فعالية من ساعات كاملة من إجبار طفلك على دراسة القرآن أو حفظه ضد إرادته.

إنَّ إنشاء روتين دراسي مُنتظم يضمن أن يصبح التعلم عادة وجزءًا من الأنشطة اليومية لطفلك. لذلك، ضع جدولًا مُحددًا لدراسة القرآن، وحاول الالتزام بهذا الجدول قدر الإمكان. وهذا لا يساعد فقط في تحقيق تقدم مطرد ولكنه يغرس أيضًا شعورًا بالانضباط والالتزام لدى طفلك.

4. التكرار هو أصل التعلُّم!

لا شك أن التكرار من أهم الوسائل التعليمية المثمرة في تعليم القرآن للأطفال. لذلك، حاول قراءة السور القصيرة أمامهم مرارًا وتكرارًا، وتشغيل القرآن في المنزل قدر استطاعتك لجعله مألوفاً لهم. يومًا بعد يوم، ستلاحظ فرقا كبيرا في مستواهم.

5. ابحث عن مُعلِّم لتعليم طفلك القرآن

إذا كنت لا تستطيع متابعة الأمر بنفسك، فمن الأفضل العثور على مدرس ماهر لأطفالك، يمكنه تعليمهم قراءة القرآن بدقة دون أخطاء في النطق. هناك العديد من المزايا للتعلم مع مدرس قرآن مُتخصِّص في كيفية تعليم الأطفال، حيث يعرف المعلمون ذوو الخبرة كيفية جعل الدروس جذابة باستخدام تقنيات عملية متنوعة مناسبة للأطفال.

ختامًا، لا شكّ أنّ تعليم القرآن للأطفال هو بمثابة استثمار مهم في مستقبلهم لما له من أهميّة في غرس القيم والأخلاق لديهم، وتقوية إيمانهم، وتعزيز حب التعلم لديهم بجانب تقوية مهاراتهم في اللغة العربيَّة. وبالتالي، فإنَّ أهميّة تعليم القرآن للأطفال تمتد إلى ما هو أبعد من نطاق التعليم الديني. 

ولذلك، تقع على عاتق الآباء مسؤولية تشجيع الأطفال على تعلّم القرآن وإتقانه دون الضغط عليهم لبذل ما هو أقصى من طاقتهم. ومن خلال تعليمهم القرآن، فإنَّنا لا نرشد أطفالنا في رحلتهم الروحية فحسب، بل نساهم أيضًا في تكوين أفراد يتحلون بأفضل القيم والأخلاق الحميدة. 

وتذكّر دومًا أنّ تعلُّم القرآن هو رحلة مُستمرة، ولذلك فإنّ قطع خطوات صغيرة مُستمرة أفضل بكثير من قطع خطوات كبيرة مُرهقة تؤدي في النهاية إلى توقّف رحلة التعلُّم تمامًا. وأخيرًا، لا تتن

المصادر: riwaqalquran، al-dirassa

10 كتب يجب أن يقرأهم طفلك لتنمية عقله وشخصيَّته!

في عصرنا الحالي الذي سادت فيه التكنولوجيا وانتشرت المُشتِّتات الإلكترونيّة بشكلٍ كبير، لا يزال الكثير من الآباء يرغبون في غرس حب القراءة في أطفالهم لما لها من دور كبير في تشكيل عقولهم وتطوير شخصيّاتهم. طبقًا لدراسة تم نشرها في المكتبة الوطنيّة للطب، فالكتب لديها القدرة على نقل عقول الأطفال إلى عوالم جديدة، وتوسيع خيالهم، وتعزيز حب التعلُّم لديهم. 

ولأنّ القراءة قد تكون نشاطًا مُملًا عند الكثير من الأطفال، فإنَّ اختيار الكتب التي تجمع بين المتعة والفائدة يظل تحديًا كبيرًا عند الكثير من الآباء. ولكن لا تقلق، ففي هذا المقال جمعنا لك مجموعة من أفضل كتب الأطفال التي تجمع بين عنصري الإمتاع والاستفادة، وتُلبّي احتياجات وقدرات الأطفال من مختلف الأعمار.

من المغامرات الرائعة التي تُثير الخيال إلى المواقف الحياتيّة التي تُعلِّم الأطفال العديد من الدروس، تم اختبار كل كتاب في هذه القائمة بعناية بهدف تعزيز الفضول الفكري وتحسين مهارات التفكير لدى الأطفال.

تصفّح الآن أجمل قصص الأطفال لتعزيز مهاراتهم الحياتية.

لذا، سواءً كان طفلك مُحبًا للقراءة أو على وشك أن يبدأ رحلته في عالم القراءة، فإنَّ هذا المقال سيكون بمثابة دليلك الشامل بشأن أهم الكتب التي يجب أن يقرأها.

1. الأمير الصغير

تدور أحداث الكتاب حول صبي يُعرف باسم “الأمير الصغير” يعيش على كويكب صغير بحجم منزل ويسافر عبر الكون. خلال سفره، قام الأمير الصغير بزيارة العديد من الكويكبات التي يسكنها العديد من الشخصيّات البالغة المُنعزلة.

في النهاية، يصل الأمير الصغير إلى الأرض ويلتقي بالراوي، وهو طيار تحطّمت طائرته في الصحراء الكبرى. على مدى الأيام الثمانية التي حُوصر فيها الراوي في الصحراء الكبرى بينما يحاول إصلاح طائرته، يروي الأمير الصغير قصَّة حياته. ومن خلال محادثاتهما، يتعرَّف الطيار على مغامرات الأمير الصغير. 

تتعمَّق القصَّة في موضوعات الوحدة والصداقة والحب والخسارة، وتُعلِّم الأطفال أهميّة الموازنة بين أوقات الفرح واللعب وأوقات العمل والجديّة، كما تُساعدهم على معرفة كيفيّة التعبير عن مشاعرهم، وتؤكّد على فكرة أنّ أهم الأشياء في الحياة غير مرئية للعين ولا يمكن رؤيتها إلا بالقلب. 

يُعد هذا الكتاب من أكثر الكتب ترجمةً في تاريخ الأدب العالمي، حيث تُرجم إلى مئات اللغات ولا يزال أحد أكثر الكتب مبيعًا على الإطلاق. الكتاب مُناسب للأطفال من عمر 8 سنوات فما فوق.

قصص خيالية ممتعة لطفلك، اقرأها له الآن من موقع حدّوتة.

2. كن إيجابيًا

إنَّ الشعور بالتفاؤل هو عنصر أساسي للنجاح في الحياة، ولذلك من المُهم توجيه الأطفال الصغار لتطوير نظرة إيجابيَّة عن الحياة واكتشاف كيف يُمكن أن تؤدي الاختيارات التي يتَّخذونها إلى الشعور بالسعادة. 

يُقدِّم هذا الكتاب المُسلي للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة وفي المرحلة الابتدائية طرقًا للتفكير والتصرُّف من شأنها أن تساعدهم على الشعور بالرضا تجاه أنفسهم وحياتهم، والبقاء على المسار الصحيح عندما لا تسير الأمور كما يريدون، علاوةً على المُساهمة في سعادة الآخرين أيضًا. ويتضمَّن الكتاب أيضًا بعض الألعاب والأنشطة والأسئلة للمُناقشة للتأكيد على الدروس المُستفادة من هذا الكتاب.

هذا الكتاب هو واحد من ضمن سلسلة فريدة من نوعها لتنمية شخصيَّة الطفل تُعرف باسم “Be the Best Me!”. تُساعد هذه السلسلة الأطفال على تعلُّم وفهم وتطوير المواقف والسمات الشخصية الإيجابيَّة التي تُعزِّز الثقة بالنفس والشعور بالهدف في الحياة. 

يُركِّز كل كتاب في السلسلة على سمة شخصيَّة مُعيّنة مثل التفاؤل، واحترام الذات، والحزم، والمرونة، والنزاهة، والتسامح. وكتاب كن إيجابيًا هو أفضل ما يُمكن لطفلك البدء به!

3. جائزة كل يوم

يُعد هذا الكتاب أحد أفضل الكتب التحفيزيّة للأطفال، وهو يروي قصَّة طفل يُدعى عامر يحلم بالفوز بجائزة نوبل مقابل عمل عظيم ونبيل يقوم به. وبينما يسعى بفارغ الصبر إلى تحقيق هدفه النبيل، تتكشَّف القصة بلطف لتكشف عن حقيقة أعمق: إنّ القيام بالإنجازات الصغيرة كل يوم له نفس أهميّة الفوز بجائزة نوبل، لأنَّ الأعمال الجيدة هي جائزة في حد ذاتها.

من خلال يوميّات عامر وتجاربه، يتعلَّم الأطفال أنَّ الأفعال اللطيفة لها تأثير كبير وتمس حياة الآخرين بطرق مُختلفة سواءً كان ذلك من خلال مد يد العون، أو تقديم كلمة تشجيع، أو رسم الابتسامة على وجوه الآخرين.

وبالتالي، يحتفي الكتاب بفكرة أنَّ الإنجاز الحقيقي لا يوجد في الإنجازات الكبرى أو الأوسمة، ولكن في الروابط الحقيقيَّة التي نُقيمها والفرق الإيجابي الذي نحدثه في حياة الآخرين. هذا الكتاب مُناسب للأطفال من عمر 6 إلى 9 سنوات.

4. احلم!

الخيال والتحفيز هما مفتاح سعادة الأطفال الصغار ونموهم العقلي والنفسي، فالتفكير في الأحلام والأهداف يُمكن أن يساعد الأطفال على التغلُّب على التحديَّات عند ظهورها ورؤية الحياة من خلال عدسة مفعمة بالأمل. تدور أحداث الكتاب حول صبي صغير يعتقد أنَّ كل شيء يتخيّله في ذهنه مُمكن الحدوث، حيث يحلم بالذهاب إلى الفضاء الخارجي ولعب كرة القدم مع الأصدقاء ومساعدة الآخرين.

يقوم هذا الكتاب المُشجِّع بتعزيز خيال الأطفال ومُساعدتهم على استكشاف أحلامهم من خلال بعض النصائح الهامّة لتحفيزهم وتعليمهم كيفيَّة تحديد الأهداف في المنزل والمدرسة. بالإضافة إلى ذلك، يُغذِّي الكتاب روح تحمُّل المسؤوليّة عند الأطفال حيث يُشجِّعهم على تحمُّل نتيجة اختياراتهم وأهدافهم، ويُعلِّمهم أنَّ قراراتهم مهمة وأن عليهم الاعتماد على أنفسهم لتحقيق ما يريدون.

هذا الكتاب مُناسب للأطفال من عمر 5 سنوات فما فوق.

تصفّح المزيد من قصص الأطفال لعمر 5 سنوات.

5. من أين تأتي الأشياء؟

“من أين تأتي الأشياء” هو كتاب تعليمي رائع مُصمّم لإشباع فضول الأطفال من خلال الإجابة على أسئلتهم الأكثر إلحاحًا بطريقة بسيطة وجذَّابة. مع كل جزء، ينطلق الأطفال في رحلة اكتشاف مُثيرة، حيث يستكشفون أصل العديد من الأشياء.

يُغطِّي الكتاب مجموعة متنوعة من المواضيع، بدءًا من أصول المواد مثل الصوف، وكيف يتحوّل الخشب إلى ورق، وما أهميّة الموارد الطبيعية مثل البترول، إلى كيفيّة إنتاج الشوكولاتة اللذيذة. من خلال الخوض في هذه المواضيع، يكتسب الأطفال رؤى مُهمّة حول الطرق التي تتقاطع بها البراعة البشرية مع المبادئ العلميَّة لتشكيل العالم الذي نعيش فيه.

من خلال قراءة هذا الكتاب، ستزداد مهارات التفكير النقدي لدى الأطفال بشكلٍ كبير، مما سيُحفِّز فضولهم العلمي مدى الحياة. يُوفّر هذا الكتاب أسئلة وأجوبة للأطفال من سن 3 إلى 6 سنوات.

6. كن مُهذبًا ولطيفًا

يهدُف هذا الكتاب إلى مُساعدة الأطفال على فهم أهميَّة أن يكونوا مهذبين في تعاملاتهم مع الآخرين. فبينما يتنقَّل الأطفال عبر صفحات هذا الكتاب، فإنَّهم يشرعون في اكتشاف أهميَّة الأخلاق والأثر الإيجابي الذي تُحدثه على العلاقات بين الأشخاص.

يتنقّل الكتاب بمهارة في مُختلف المواقف الاجتماعيَّة، مُوضِّحًا كيف يُمكن لإظهار المجاملة والتعاطف أن يُعزِّز الروابط والتفاهم المتبادل بين الأشخاص. سواءً أكان ذلك مُشاركة الألعاب، أو تبادُل الأدوار، أو تقديم يد المساعدة، يتعلَّم القراء الصغار أنَّ لفتات اللطف الصغيرة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مشاعر الآخرين.

وتكمُن إحدى نقاط القوة في هذا الكتاب في منهجه العملي في تعليم الأخلاق. فمن خلال الأنشطة التفاعليَّة، يتم تشجيع الأطفال على استخدام الجمل المُهذَّبة مثل “من فضلك” و”شكرًا لك” و”معذرة”، كما يُقدِّم طرقًا عمليَّة للبالغين لتعزيز هذه الدروس ومساعدة الأطفال على تطوير المهارات الاجتماعية التي ستجعلهم محبوبين ومُقدَّرين من حولهم.

هذا الكتاب مُناسب للأطفال بدءًا من عمر 5 سنوات.

7. أطلس العالم للأطفال (موسوعتي الصغيرة)

في هذا الكتاب، يُقدِّم خبراء الخرائط في ناشيونال جيوغرافيك أطلسًا جديدًا يُصوِّر عجائب عالمنا من خلال حقائق مُمتعة ومُثيرة للأطفال. هذا الكتاب من شأنه أن يُوسّع آفاق الطفل عبر أخذه في جولةٍ سريعة حول العالم، حيث سيتعلّم كل شيء عن الأشخاص والأماكن والاتجاهات والتطوُّرات في عالمنا. ويتميّز هذا الكتاب برسومات رائعة تُقدِّم الحقائق بتنسيق سهل القراءة، بالإضافة إلى تصوير فوتوغرافي مُلوَّن يُظهر جمال عالمنا وتنوعه.

الأمر المُلفت في هذا الكتاب والذي جعله في قائمتنا هو مدى البراعة في اختيار المعلومات المُناسبة للأطفال بشأن العالم وعجائبه وتقديمها بصورة بسيطة ومُمتعة. فأسلوب هذا الكتاب مُعد خصيصًا لجذب الأطفال للقراءة وتحفيز فضولهم بشكلٍ كبير، علاوةً على استخدام الصور بطريقة تُشعر الطفل بأنّه قد سافر بالفعل إلى هذه الأماكن واستكشفها بنفسه.

يشتمل هذا الكتاب على ألعاب ذات مواضيع جغرافيَّة وكلمات مُتقاطعة وألغاز مُصوَّرة والمزيد، وهو مُناسب للأطفال من 6 إلى 10 سنوات.

8. البيضة الجيِّدة

يحكي هذا الكتاب الرائع عن قصَّة بيضة تسعى إلى الكمال وتحرص على رعاية الآخرين على حساب رفاهيَّتها الخاصّة. تعيش البيضة الجيدة في علبة بها أحد عشر بيضة سيئة، وتُحاول أن تُنظِّم حياتهم، ولكنَّهم لا يُقدِّرون تصرفاتها. تشعر البيضة الجيدة بالإرهاق والتوتر إلى حد كسر قشرتها، فتأخذ استراحة لبعض الوقت، وتنخرط في بعض أنشطة الرفاهية للشفاء من الداخل والخارج. وتختتم القصَّة بتعلُّم البيضة الطيبة كيف تعيش حياة أكثر توازنًا وتقبل العيوب في نفسها وفي الآخرين.

تُعد قراءة كتاب البيضة الجيدة أمرًا مهمًا لطفلك لأنها تُعزِّز العديد من القيم الأساسيِّة مثل أهميّة الاهتمام بذاته وعدم إثقال نفسه بالسعي وراء الكمال. كما يُشجِّع الكتاب الأطفال على قبول أنفسهم والآخرين – حتى مع وجود عيوب – مما يعزز الشعور بالتعاطف لديهم. 

وأخيرًا، من خلال رحلة البيضة الجيدة، يُمكن للأطفال التعرُّف على مبادئ إدارة التوتُّر وأهمية الاسترخاء والترفيه. يتميّز الكتاب برسومات رائعة وهو مُناسب للأطفال من سن 4 سنوات فما فوق.

9. جبل ضخم من الأشياء

نظرًا لأنَّ الأطفال قد لا يُحدِّدون الأولويات بنفس الطريقة التي يحددها الكبار، فإنَّ مساعدتهم على معرفة أولويَّاتهم والتنقُّل بينها هو أمرٌ مهم بالفعل لتنميتهم. وهنا يأتي دور هذا الكتاب الرائع الذي يحمل في طيَّاته دروسًا قيمة حول التنظيم وتحديد الأولويات. 

من خلال رواية القصص الجذَّابة، يأخذ الكتاب القُرَّاء الصغار في رحلة جنبًا إلى جنب مع شخصيَّات الكتاب التي تواجه تحدي كتابة قائمة بالأشياء المُهمَّة التي يحتاجونها. بينما تتنقل الشخصيَّات في هذا التحدي، فإنَّها تواجه دروسًا قيِّمة حول التمييز بين ما يهم حقًا، وما يحمل أهميَّة أكبر، وما يمكن تنحيته جانبًا. 

ومن خلال تجارب الشخصيَّات، يتم إلهام الأطفال للتفكير بشكل نقدي حول الاختيارات التي يتَّخذونها، وكيف تتماشى هذه الاختيارات مع أهدافهم وقيمهم الشخصية، وهو الأمر الذي يُمكّن الأطفال من تولي مسؤولية قراراتهم وأفعالهم. وفي عالم اليوم المليء بالمُشتِّتات والمُتطلِّبات التي لا نهاية لها، فإنَّ هذه الدروس لا تُقدَّر بثمن بالنسبة للأطفال.

10. عندما أشعر بالخوف

لدى الأطفال اليوم الكثير من المخاوف – سواءً كانت حقيقيَّة أو خياليّة – والتي يُمكن أن يكون لها تأثير كبير على سعادتهم وسلامهم النفسي. يهدف كتاب “عندما أشعر بالخوف” إلى مُساعدة الأطفال على فهم مخاوفهم والتعامل معها، حيث يُرشدهم من خلال الكلمات التشجيعيَّة والرسوم التوضيحيَّة الداعمة لمواجهة مخاوفهم ويُعلِمهم بالأماكن التي يلجأون إليها للحصول على المساعدة. 

بالإضافة إلى ذلك، يُعلِّم الكتاب الأطفال طرقًا بسيطة لمساعدة أنفسهم على الشعور بالتحسُّن والقوَّة والأمان. ويتضمَّن الكتاب قسمًا خاصًا للكبار، حيث يعرض أفكارًا لدعم الأطفال عندما يشعرون بالخوف. إنَّه كتاب مفيد للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 8 سنوات.

ختامًا، قدّمنا في هذا المقال 10 من أفضل كتب الأطفال التي تتنوّع في موضوعاتها بين تطوير الشخصيّة وتحفيز العقل وتوسيع آفاق الخيال والتي لديها القدرة على ترك تأثير دائم على القُرَّاء الصغار. تغرس هذه الكتب العديد من القيم عند الأطفال وتُعزِّز التعاطف لديهم وتُشجِّعهم على التفكير النقدي وتنمي من حسهم الإبداعي وتعطُّشهم للمعرفة.

لذا، شجّع طفلك على فتح الصفحات والبدء في مغامرات جديدة، ودع سحر هذه الكتب الرائعة يرشد طفلك نحو حياة من التعلم والنمو والتطوُّر.

أخبرنا في التعليقات عن الكتب التي تنوي البدء بها مع طفلك، ولا تتردّد في مُشاركتنا بأحد الكتب التي قرأها طفلك وتركت تأثيرًا جيدًا عليه لتعم الفائدة. وأخيرًا، لا تنسَ الاشتراك في مدونتنا حتى يأتيك كل ما هو جديد أولًا بأوّل.

المصادر: jarirreader، arabicpost، ajnet، goodreads، ncbi

Exit mobile version