5 قصص أطفال لعمر 8 سنوات

تعد قصص الأطفال المخصّصة لأعمار محدّدة من الطرق التعليمية الهادفة التي تساعدك على تعليم أطفالك المبادئ والقيم الحميدة بأسلوب سلس وممتع. على سبيل المثال، هناك قصص أطفال لعمر 8 سنوات صُمّمت خصيصًا لتفتح بوابة سحرية يتجول الطفل بداخلها مع شخصيات تعلمه القيم الإنسانية، وتزيد من إبداعه، وتعلمه كيفية التفريق بين الصواب والخطأ، وتزيد من قدرته على التفكير والتحليل المنطقي الصحيح.

إليك أفضل 5 قصص أطفال لعمر 8 سنوات فما فوق. تركز هذه القصص القصيرة على تقديم دروس وقيم تستمر معهم مدى الحياة، أو مفاهيم يمكن للآباء مناقشتها مع أطفالهم. تذكر أنّ شخصية كل طفل تختلف عن الآخر. لذا يُرجى استخدام حكمك الخاص ومعرفتك بشخصية طفلك عند اختيار القصص له.

قصص أطفال لعمر 8 سنوات

تبرز قصص الأطفال كأداة تعليمية فعّالة تساعدك في غرس المبادئ والقيم لدى أطفالك بطريقة بسيطة وممتعة ومن بين الأنواع المتنوعة، تُعدّ القصص المعبرة والملهمة من أهمها وأفضلها، إذ تجمع بين الترفية والتعليم بأسلوب احترافي فريد. إليك أفضل 5 قصص أطفال لعمر 8 سنوات لا يجب أن تفوتها:

1. قصة الحطاب الأمين

في قديم الزمان، عاش حطّاب فقير في قرية صغيرة تقع قرب غابة كثيفة الأشجار. كان رجلاً مخلصًا في عمله، ومعروفًا بصدقه بين أهل قريته. يخرجُ كلّ يومٍ إلى الغابة ليقطع الأشجار، ثمّ يعود مرّة أخرى إلى القرية ليبيع الخشب ليكسب قوت يومه. ورغم أنَّ عمله شاق، ودخله قليل، إلّا أنّه كان راضيًا بحياته وسعيدًا بما يملكه.

وفي أحد الأيّام، بينما كان يقطع شجرة بجوار النهر، انزلق فأسه من يده وسقط في الماء. كان النهر عميقًا جدًا، ولم يستطع الحطاب استعادة فأسه. شعر بالقلق والحزن، فذلك الفأس كان كلّ ما يملكه. جلس الحطّاب على ضفّة النهر حزينًا ومهمومًا، يتساءل كيف سيتمكن من قطع الأخشاب وكسب رزقه من جديد.

فجأة، ظهرت له جنية طيّبة من داخل الماء، عندما رأته حزينًا سألته: “لماذا أنت حزين هكذا أيّها الرجل؟”.

أجابها بصوت يائس: “لقد سقط فأسي في النهر، وهو الأداة الوحيدة التي أعمل بها”.

ابتسمت الجنيّة، وقالت: “لا تقلق، أيّها الحطاب الطيّب، سأحضر لك فأسك”.

غاصت الجنيّة في الماء، وبعد لحظات، خرجت وهي تلوّح بفأس ذهبي لامع، وسألته: “هل هذا هو فأسك الذي تبحث عنه؟”

نظر الحطّاب إلى الفأس وقال: “لا”. قالت الجنيّة: “هل أنت متأكّد؟ اُنظر مرّة أخرى، هذا فأس ذهبي ثمين جدًا”. ردّ الحطاب: “لا، إنّه ليس لي”.

فأعادته الجنيّة إلى الماء مرّة أخرى، ثم أخرجت فأسًا فضيًا وسألته: “هل هذا هو فأسك؟” نظرَ الحطّاب إلى الفأس، وقال بحزن: “لا، هذا أيضًا ليس لي”.

قالت: “هل أنت متأكّد”. أجاب الحطّاب: “نعم، لا أستطيع قطع الأشجار بفأس فضّي. إنّه ليس مفيدًا”.

ابتسمت الجنيّة من أمانة الحطّاب، وغاصت للمرّة الثالثة، وعادت بفأس خشبي قديم، وسألته مبتسمة: “هل هذا فأسك الضائع؟”

ابتسم الحطّاب، وقال: “أجل. هذا هو، شكرًا لك”.

أُعجبت الجنيّة بصدق وأمانة الحطّاب، وقالت له: “لن أعيد إليك فقط فأسك، بل سأهديكَ الفأسين الآخرين مكافأةً على صدقِك”. اندهش الحطّاب، وشكرها على مساعدتها وكرمها. ثم عاد إلى أهله سعيدًا، وهو يحمل الفؤوس الثلاثة، يروي لهم كيف كافأته الجنيّة على صدقه وأمانته.

تُعدّ قصة الحطاب الأمين واحدة من قصص إيسوب الشهيرة، التي تُعلّم الأطفال أهمية الصدق، وكيف لم يطلب الحطاب إلا فأسه البسيط فقط، ولم يطمع في الفؤوس الثمينة. وتُعدّ هذه واحدة من مجموعة قصص أطفال لعمر 8 سنوات، إذ تتضمن حوارًا ممتعًا وفكرة أخلاقية واضحة تتمثل في أهمية الصدق والأمانة. كما أنّها تتوافق مع مستوى نضجهم الأخلاقي وقدرتهم على فهم المغزى من الأحداث.

اقرأ أيضًا: قصة قصيرة عن الصدق: ياسر والجرّة

2. قصة هرقل والمزارع

في يومٍ من الأيام، قاد مزارعٌ عربته المحملة على طريقٍ ريفي. كان المطر يهطل طوال اليوم، مما جعل الطريق غارقًا في الوحل. وبينما تكافح الخيول بكل قوتها لسحب العربة، غاصت إحدى عجلاتها في حفرةٍ موحلة. لم تستطع الخيول التحرك أو سحب العربة، فنزل المزارع من مقعده ووقف بجانب الخيول يصرخ ويستغيث طلبًا للمساعدة.

لم يحاول المزارع بذل أي جهد لدفع العربة أو تخليص نفسه من المشكلة، بل نادى بأعلى صوته طلبًا للمساعدة وتذمرًا من سوء حظه. وكان في المدينة رجل قوي يدعى هرقل، فنادي المزارع بأعلى صوته: “يا هرقل، ساعدني”.

سمع هرقل الصوت فخرج مسرعًا ليرى ما الأمر. وجد هرقل المزارع يقف بجانب العربة ينادي فقط، والخيول المسكينة هي التي تكافح لجرها. فقال هرقل متعجبًا: “لماذا تقف هكذا ولا تحاول دفع العربة؟”

ردّ المزارع: “لا أستطيع”. قال هرقل: “هل تظنّ أن العربة ستتحرّك بمجرّد أنك تنظر إليها تتذمّر وتصرخ؟ لن أساعدك ما لم تبذل جهدًا بنفسك أولاً. هيا أسرع واذهب إلى مؤخرة عربتك وادفعها بكل قوتك، وساعد خيولك للسحب بكل قوتها”.

لم يجد المزارع ما يفعله سوى الإنصات إلى هرقل ليتخلص من مشكلته. وذهب وبدأ يدفع العربة بكلّ قوّته، ثم نادى الخيول لتجرّ بأقصى ما تستطيع. وبالفعل، بدأت العربة تتحرك شيئًا فشيئًا حتى خرجت العجلة من حفرة الوحل. وسرعان ما ركضت الخيول بحرية، وتحركت العربة بسلاسة على طول الطريق الريفي. ارتسمت على وجه المزارع ابتسامة عريضة، فقد تعلّم درسًا قيّمًا أن المحاولة خيرٌ من التذمّر، وأنه لن يعرف أبدًا ما يمكنه أن يحققه إذا لم يحاول.

اقرأ أيضًا: حكاية إديسون واختراع المصباح الكهربائي

3. قصة مواجهة الشدائد

كانت مريم ترى العالم بعينٍ متشائمة، وتنزعج من أبسط الأمور. وذات يوم، شعرت بأن المشاكل تلاحقها من كل مكان، لم تعد قادرةً على تحمّل ما تواجهه. فذهبت إلى والدها وقالت: “أبي، أنا متعبة، كلما حاولتُ حل مشكلة، ظهرت لي أخرى. لقد سئمتُ من هذا، ماذا أفعل؟”

رتّب الأب على كتف ابنته وقال: “لا تقلقي يا صغيرتي، دعيني أريك شيئًا مثيرًا للاهتمام، سيساعدك على مواجهة المشكلات”.

أخذها إلى المطبخ، وأحضر حبّة بطاطس، وبيضة، وبعض أوراق الشاي، ثم أحضر ثلاث أوعية على موقد النار. ووضع في كلّ وعاء كميةً متساوية من الماء، ثم وضع البطاطس في الأول، والبيضة في الثاني، وأوراق الشاي في الثالث، وأشعل النار تحت الأوعية الثلاثة لمدة 15 دقيقة.

تعجّبت مريم مما يفعله والده، وسألته: “ماذا تفعل يا أبي؟ لا أفهم شيئًا”.

ابتسم الأب، وقال: “اصبري قليلاً يا مريم، وستفهمين كلّ شيء بعد ربع ساعة”.

جلست مريم تراقب المشهد بفضول. بدأ الماء يغلي، والدقائق تمرّ ببطء. وبعد مضيّ ربع ساعة، أطفأ الأب النار، وأخرج المكوّنات من الماء، ثم وضعها أمام مريم على المنضدة.

سألها: ماذا ترين؟ قالت مريم: “أرى بطاطس وبيضة وكوب من الشاي”.

ضحك الأب وقال: “لا، انظري مجددًا. ماذا حدث للأشياء في الماء؟ أيُّها تعتقدين أصبحت أقوى وأيّها لم تتأثر بالماء؟”

أجابت مريم: “ما زالت كما هي”.

قال الأب: “لا، دقّقي جيدًا. إذا لمست البطاطس، ستجدينها لم تعد صلبة بل أصبحت طريّة وناعمة. أما البيضة، فقد أصبحت صلبة. أما أوراق الشاي، فقد غيّرت الماء نفسه، وأضافت له نكهةً ورائحةً مميّزتين”.

ثم تابع: “هذه الأشياء الثلاثة مرّت بنفس الظروف وهي الماء المغلي. لكن كلّ واحدة منها تفاعلت بطريقتها مختلفة. كانت البطاطس صلبة، لكنها استسلمت للماء، وخرجت ضعيفة وطرية، بينما واجهت البيضة الموقف وأصبحت أقوى وأصلب، ولم تسمح للماء بالتأثير عليها. وأوراق الشاي لم تتأثر، بل غيّرت البيئة نفسها وصنعت مشروبًا جديدًا مُغيّرة بذلك الظروف تمامًا”.

ثمّ نظر إلى ابنته وقال: “وأنتِ يا مريم، لا يمكنكِ تغيير الظروف دائمًا، لكن يمكنكِ أن تقرّري كيف ستواجهينها، هل ستضعفكِ، أم ستقويكِ، أم ستُخرج منكِ شيئًا جميلًا يُلهم الآخرين؟”

ابتسمت مريم وتعلّمت الدرس: أن بإمكانها أن تكون أقوى مثل البيضة أو كأوراق الشاي، تصنع من الشدائد شيء جديد وفريد.

المشاكل ستحدث دائمًا، لكنّ ردود أفعالنا وتصرفاتنا هي ما ستصنع الفرق وسيحدد مسار حياتك. لا تكنّ يا صغيري مثل البطاطس أو البيض، بل حاول أنّ تكون كأوراق الشاي تُغيّر ما حولك للأفضل.

اقرأ أيضًا: قصة عن أهمية التفكير الإيجابي: كيف غيّرت أفكاري عالمي الصغير

4. قصة الأميرة والملح

كان هناك ملك يعيش مع بناته الثلاثة، أحب الملك بناته كثيرًا، كما أحببنه هنّ كثيرًا. وفي أحد الأيّام، أراد الملك أن يختبر مدى حبّ بناته له ومن منهنّ تُحبّه أكثر. فنادى الملك بناته، وسألهنّ: “أخبرنني، كم مقدار حبّكنّ لي”.

أجابت الابنة الكُبرى على الفور: “أحبّك يا أبي كما يُحبّ السمك البحر”. شعر الملك بسعادة غامرة عند سمع إجابة ابنته، وقال في نفسه: “إنّ ابنتي تُحبني كثيرًا، فالسمك لا يستطيع الاستغناء عن الماء. يبدو أنها تُحبنّي أكثر مما أتخيّل”. فقرّر الملك إهداءها قصرًا كبيرًا والكثير من المجوهرات.

ثم أجابت الابنة الثانية دون تردّد: “أحبّك يا أبي كما يُحبّ الطير السماء”. فأعجب الملك بإجابة ابنته الثانية أيضًا، وقرّر أن يعطيها قصرًا كبيرًا والكثير من المجوهرات.

ثم تقدّمت الابنة الصّغرى، وقال: “أحبّك بقدر حُبّي للملح”. تغيّرت ملامح الملك، وخيمت علامات الغضب والخيبة على وجهه، فقد كانت أكثر بناته قربًا إلى قلبه، وكان ينتظر منها إجابةً فريدة. وصاح قائلاً: “الملح؟ كيف تجرئين على تشبيه حبك لي بشيء زهيد لا قيمة له؟”

أمر الملك بطردها خارج القصر دون أن يمنحها فرصة لشرح ما تقصده. غادرت الأميرة الصغيرة القصر ودموعها تنهمر على خديها، وبينما كانت تتجوّل في الغابة، صادفها أمير طيب القلب. سمع قصتها، وأعجب بصدقها وذكائها، فطلب منها أنّ تأتي معه إلى قصره، وعرض عليها الزواج.

أعجبت الابنة بطيبة الأمير، ولكنها أخبرته أنها لن تتزوّجه إلا بحضور والدها الملك، ذكّرته بأن والدها غاضبٌ منها وأمرها بعدم العودة إلى المملكة، مما يجعل هذه المهمة شبه مستحيلة.

طمأنها الأمير، وأخبرها: “لا تقلقي، عندي خطة. سأدعو الملك إلى وليمة طعام، ولكن أريد منكِ تحضير الطعام الذي يحبه والدك ولا تضعي به ملح”.

فهمت الابنة قصد الأمير وقرّرت تنفيذ طلبه. وفي الصباح، أرسل الأمير دعوة إلى الملك يدعوه إلى تناول الطّعام في قصره، دون أن يكشف له عن وجود ابنته. قبِل الملك الدعوة، وذهب إلى قصر الأمير، وجلس على مائدة الطّعام، وقدّم الخدم أطباقًا شهيّة ومتنوّعة.

تذوق الملك الطبق الأول، وتعجّب من طعمه السيء، قال في سره:”ربما هذا الطبق فقط؟”، فتناول لقمة من طبق آخر، لكن كانت النتيجة نفسها. بدا الطعام شهيًا لكنه كان بلا نكهة أو طعم، اشتعل غضبًا، وصاح: “ما هذا الطعام السيّء، كيف تأكلون الطعام بدون ملح؟”

هنا، تذكّر حديث ابنته الصّغرى وأخذ يبكي مدركًا خطئه في حق ابنته الصغيرة، تعجبّ الأمير من بكاء الملك وسأله: “لماذا تبكي؟”

أخبره الملك بقصّة ابنته، وكيف أنّه لم يفهم قصدها وطردها من قصره. هنا دخلت ابنته إلى غرفة الطعام حاملة معها الملح، ووقفت أمامه وهي تقول باكية: “هل عرفتَ الآن مقدار حبّي لك؟ لا أحد يأكل الطعام دون ملح، فرغم أنّه رخيص، إلا أنّه مهمّ جدًا ولا نستطيع الاستغناء عنه”. 

أدرك الملك خطأه، ودمعت عيناه، وقال: “سامحيني يا ابنتي، لم أفهم قصدك”. ردّت الأميرة فرحًا: “إنّك أغلى شخص على قلبي، وأنا أسامحك”.

فرح الملك، وأخبره الأمير عن رغبته في الزواج من ابنته. فوافق على زواجهما، وقدّم لابنته قصرين والكثير من الهدايا الثّمينة.

تُصّنف قصة الأميرة والملح ضمن مجموعة قصص أطفال لعمر 8 سنوات، إذّ تحمل في طيّاتها العديد من العبر التي قد لا نلتفت إليها بسهولة، مثل: ألا نحكم على الأمور من منظورنا فقط، وألّا نتّخذ قرارات سريعة دون فهم حقيقي للمقصد. كما أنّ قيمة الأشياء لا تُقاس بثمنها، بل بأثرها ودورها الذي تؤديه في حياتنا، فكم من أشياء رخيصة وبسيطة إلا أنّ لها تأثيرًا كبيرًا في حياتنا.

اقرأ أيضًا: أفضل قصص الأميرات: رابونزل والأمير الشجاع

5. قصة تحويل التراب إلى الذهب

قصة أخرى ضمن مجموعة قصص أطفال لعمر 8 سنوات، تحمل معاني قيمة مثل: أهمية العائلة أهمية العمل والاجتهاد ووهم الثراء السريع.

في إحدى القرى، عاش شاب مع زوجته وكانت حياتهما مليئة بالسلام والحبّ والودّ، حتى جاء أحد الأيام التي قرأ فيها الشاب إحدى الكتب القديمة التي تتحدّث عن تحويل التراب إلى ذهب من خلال بعض التجارب الكيميائية. اقتنع الشاب بالفكرة وقرّر تجربة هذا الأمر، وذهب في اليوم التالي، واستقال من عمله على الرغم من رفض زوجته لهذا القرار غير الصائب. بدأ الشاب في تجهيز معمل صغير في إحدى غرف المنزل واستعان بالعديد من الأدوات والمواد الكيميائية وبدأ في اتّباع الخطوات كما ذكرها الكتاب، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فمرّت الأيام بلا جدوى.

وذّات يوم، دخلت الزوجة على زوجها وهي تشعر بالقلق، وأخبرته قائلة: “يا زوجي العزيز، إن هذه التجارب لم ثبت صحتها، فلم لا تترك هذا الأمر وتبدأ في البحث عن عمل آخر”.

رفض الزوج الإنصات لحديث زوجته، ورّد قائلاً: “لا يا زوجتي، سأظلّ أجرّب حتى نصبح أثرياء، تخيلي مقدار الذهب الذي سنمتلكه، وعندها لن نحتاج إلى العمل أو بدل مجهود”.

قالت الزوجة: “إنّ هذا الكلام غير صحيح، يجب أن تسعى وتعمل لتحصل على المال”.

خرجت الزوجة من الغرفة حزينة على حال زوجها، وبعد تفكير، قرّرت الذهاب إلى والدها لطلب المساعدة، لعله يتمكن من إقناع زوجها عن العدول على ما يفكر به. فطمأنها والدها قائلاً: سأتحدث معه يا ابنتي، لا تقلقي كثيرًا سأحل هذا الأمر.

وفي اليوم التالي، ذهب والد الزوجة إلى بيت ابنته، وجلس مع الزوج يسأله عن أحواله، بدأ الزوج يخبره بالقصة وكيف يمكنه الوصول إلى الثراء بسرعة ودون تعب. أنصت الأب إلى حديث زوج ابنته بتركيز ليشعره بأنه يصدقه. ثم قال الزوج: “هناك شيء واحد لا أستطيع الوصول إليه لأحقق المعادلة بشكل صحيح”.

نظر الأب إلى الزوج، وقال: “ربما أملك القطعة الفقودة التي تبحث عنها”.

فرح الزوج كثيرًا وطلب منه إخباره بالسر. فردّ الأب: سأخبرك بالحل بشرط أن تقوم بأداء كل المهام التي أطلبها منك”.

بدأ الأب في كتابة بعض المواد السحرية والكيميائية التي توجد في أماكن محددة وأعطاها للزوج وطلب منه جمعها بنفسه كي لا يأخذ شخص آخر المواد ويقوم بتحويلها للذهب. وافق الزوج سريعًا دون تفكير، وأخبر زوجته أنه سيذهب لجمع المواد التي طلبها والدها ولا حاجة للقلق عليه.

بدأ الزوج رحلته، بعدما أخبره والد زوجته عن أول مادة مطلوبة تُسمّى “المسحوق السحري”، والتي لا يُمكن العثور عليها إلا في قرية صغيرة تقع على قمّة جبل شاهق، ويحتفظ بها رجل عجوز. صعد الزوج الجبل حتى وصل أخيرًا إلى منزل الرجل العجوز، وطلب منه الحصول على المسحوق السحري.

ابتسم العجوز بهدوء، وقال: “سأعطيك المسحوق، لكن بشرطٍ واحد فقط، يجب أن تجمع لي نبتة الجينسنغ من أعلى قمة الجبل”.

ذهب الزوج لأعلى الجبل وحاول جمع الجيسنيغ ولكنه لم يتمكن من ذلك. بحث طويلاً عن شيء حاد لاستخراجه من الأرض. وفي النهاية، وجد سكين مرميًا على الجانب وتمكن من قطع الجنيسنيغ. عاد الزوج إلى العجوز وأخبره: “لقد حصلت على الجينسينغ ولكنك لم تخبرني أن الموضوع شاق لهذه الدرجة”.

ضحك العجوز وقال: “يا بني، يجب أن تعرف أن الأشياء الثمينة تستحق أن تتعب من أجلها”. ثم أعطاه العجوز الجينسيغ البري وأخبره أنه هدية ليتذكر المجهود الذي بذله لجمعه. تعجّب الزوج من كلام العجوز، ولكن عندما أخذ منه الجينسينغ شعر بداخله بلحظات من السرور والامتنان بعد رؤية نتيجة عمله.

ودّع الزوج العجوز، ثم أكمل رحلته بحماس باحثًا عن المادة الثانية وهي تراب الأرض. تجول الزوج في المدينة حتى وصل إلى محل العطارة الذي تحدث عنه والد زوجته. فتح الزوج الباب، ثم طلب من صاحب العطارة الحصول على المادة. فردّ العطار: : هذه المادة ثمينة للغاية، ولن أعطيها لك إلا إذا لبيّتَ أمنية طفلي الصغير”.

ذهب الزوج ليسأل الطفل عن أمنيته وأخبره الطفل: “أريد أن أرى شروق الشمس على المحيط”. تعجّب الزوج من أمنية الطفل ولكنه وافق ليتمكّن من الحصول على المادة التي يريدها. وفي فجر اليوم التالي، اصطحب الطفل إلى المحيط ليتمكّن من رؤية شروق الشمس.

فرح الطفل كثيرًا عندما رأي الشمس وهي تشرق، وأخبر الزوج قائلاً: “شكرًا لك يا عمي على هذه الفرصة الرائعة لرؤية الشمس وهي تشرق، هل تعلم أن شروق الشمس يُخبرنا أن أمامنا فرصة جديدة لنحلم ونُحقّق أحلامنا؟”

غمرت السعادة قلب الزوج بعدما شاهد شروق الشمس لأول مرة، فأحس بشيء غريب لم يشعر به من قبل. عاد إلى محل العطارة برفقة الطفل. وكما وعده العطار سلّمه مادة تراب الأرض تقديرًا لما فعله.

رجع الزوج إلى منزله وكان يبدو عليه التغيير، تعجّبت الزوجه وسألته: “ماذا حدث معك؟”، طلب من زوجته الجلوس وأخبرها بالقصة كاملة، ثم أنهى كلامه قائلاً: يا زوجتي العزيزة لقد عرفت السر أخيرًا”.

شعرت الزوجة بالقلق وسألته: “ما هو هذا السر؟”.

قال الزوج: “لقد أدركت أن الذهب كان أمامي طوال اليوم في حياتنا سويًا ومجهودنا وعملنا اليومي. نحن نمتلك ما هو أثمن من الذهب، نمتلك حلمنا وسعينا اليومي لتحقيقه”.

ذهب الزوج لشكر والد زوجته على هذه الرحلة، وأخبره أنه فهم اللغز أخيرًا. فرح الأب بكلام الزوج وأخبره: “إنّ الحياة تعطينا مكافآت يومية دون أن نطلبها، وكل ما علينا فعله هو السعي وتحقيق حلمنا والاستمتاع بكل شيء لدينا”.

اقرأ أيضًا: قصة عن التسامح قصيرة للأطفال: أسامة والأصدقاء

في هذا المقال، حرصنا على تقديم قصص أخلاقية تُساعدك في غرس القيم في نفوس أطفالك، لأنّ هذا العمر يُعدّ من أفضل الأوقات لبدء تعليمهم المبادئ والسلوكيات التي ستشكّل شخصياتهم وستُرافقهم طوال حياتهم. وبالطبع، لم ننسَ إضافة الطابع الممتع والتّرفيهي كي لا يشعر الأطفال بالملل ونضمن استمتاعهم بها.

نصيحة أخيرة: عند اختيار قصص أطفال لعمر 8 سنوات، احرص على الجمع بين المتعة والفائدة، واختيار مفردات تناسب عمر طفلك ومستوى فهمه.

المصدر

.moral stories

8 قصص قصيرة ملهمة ومعبرة للأطفال

للقصص أسلوبها وسحرها الخاص في تعليم الأطفال دروس الحياة التي تبقى في ذاكرتهم إلى الأبد. فإلى الجانب الترفيهي الممتع، تلعب القصص دورًا مهمًا في ترسيخ القيم الإيجابية لدى الأطفال، واستيعابهم الصواب من الخطأ بطرقٍ مشوّقة لا تُنسى. لذا، بدلًا من أمرهم أو إخبارهم بالنصائح والقيم مباشرةً، استخدم القصص التي تنسج الدروس في هيئة مغامراتٍ شيقة، مما يجعلها سهلة الفهم.

في هذا المقال، نقدم لك أفضل 8 قصص أطفال قصيرة ومعبّرة يمكنك سردها لطفلك قبل النوم. كُلّ قصة من هذه القصص تأخذك في رحلة ممتعة إلى عالم الخيال، تحمل في نهايتها عبرة تُساهم في تشكيل شخصية الطفل، وتُقوِّم سلوكه بطريقة ممتعة وملهمة.

أفضل 8 قصص أطفال قصيرة

1. قصة الثعلب والعنب

قصة الثعلب والعنب هي واحدة من أفضل 8 قصص الأطفال المعبّرة، لما تحمله من دروس وعبر، أهمّها تعليمهم درسًا مهمًا في تقبل الفشل وعدم تقديم أعذار عندما لا يستطيعون الوصول إلى هدفهم.

أحداث القصة

في صباحٍ مشمس، خرج ثعلبٌ جائع يبحث عن طعام يُسدّ به جوعه ويروي عطشه. وبينما كان يتجول بين الأشجار رأى عنقودًا كبيرًا من العنب يتدلّى من فوق شجرة عالية. كان العنب ناضجًا، وجميلاً يلمع تحت أشعة الشمس الذهبية، ويبدو شهيًا للغاية. قال في نفسه: “يا ليتني أستطيع الحصول على بعض منه، لأروي به عطشي.”

قفز الثعلب بكل قوته، لكن العنب ظل بعيدًا جدًا ولم يستطع الوصول إليه. لذا وقف على رجليه الخلفيتين، ومدّ عنقه قدر استطاعته، لكن العنب كان لا يزال مرتفعًا جدًا.

تراجع عدة خطوات إلى الوراء، ثم ركض وقفز مرة أخرى، لكنه أخطأ الهدف. لم يستسلم الثعلب، وحاول مرة أخرى من الاتجاه الآخر. ركض بأقصى سرعة ممكنة، وقفز في الهواء، لكنه أخطأها مرة أخرى.

حاول الثعلب مرة رابعة وخامسة مصممًا على الحصول على العنب اللذيذ، لكنه لم يستطع الوصول إليه مهما حاول.
بعد محاولات كثيرة، جلس الثعلب على الأرض وهو يلهث من التعب، ثم نظر الثعلب إلى العنب، وقال بغضب: “لا أعرف لماذا أضيع وقتي على هذا العنب الفظيع. أنا متأكد أن طعمه حامضٌ جدًا، لم أعد أريده أصلاً.”

وفي النهاية، نهض الثعلب ومشى مبتعدًا، يحاول أن يقنع نفسه بأنه لم يكن بحاجة لذلك العنب أبدًا وأنه لا يستحق هذا العناء. لكن في أعماقه، كان يعلم أنه استسلم بسرعة، وأنه اختلق عذرًا بدلًا من الاستمرار في المحاولة.

العبرة من القصة

لا تقدم الأعذار عندما يكون الأمر صعبًا، بل استمر في المحاولة وفكّر في طريقة مختلفة لتحقيق أهدافك.

اقرأ أيضًا: الجندب والنملة – قصة قصيرة عن الإيثار للأطفال

2. قصة الكلب والعظمة

قصة الكلب والعظمة هي واحدة من قصص الأطفال القصيرة والمعبرة، والتي تحمل درسًا قيّمًا عن الطمع والجشع، وهي من السمات الأخلاقية السيئة التي يجب توعية الأطفال بها، والحرص على ألاّ يتخلّقوا بها.

أحداث القصة

في أحد الأيّام، عثر كلب على عظمةٍ كبيرةٍ ولذيذة بجوار أحد المنازل. فرح الكلب كثيرًا بهذه العظمة الكبيرة لدرجة أنّه أمسكها وركض يبحث عن مكان هادئ ليأكلها بسلام بعيدًا عن تتطفُّل الكلاب الأخرى.  

بينما كان الكلب يعبر جسرًا صغيرًا فوف النهر، نظر إلى أسفل الجسر، فرأى صورة انعكاسه في الماء وهو يَحملُ العظمة. لكّن الكلب الساذج ظَنّ أن هناك كلبًا آخر يحملُ عظمة أكبر، ولم يعلم أنَّ ما رآه هو مجرد انعاكس صُورته على سطح الماء.

طمع الكلب في العظمة الأخرى، وفكّر في نفسه قائلاً: “هذه العظمة تبدو أكبر من عظمتي، أُريد الحصول عليها.”

نبح الكلب ليُخيف الكلب الأخر فيخطف منه العظمة، لكّنه ما أن فتح فمه حتّى سقطت عظمته في الماء وغرقت. اندهش الكلب عندما لم يجد الكلب الآخر وازدادت دهشتُه أكثر عندما رأى التيّار يحمل عظمته بعيدًا.    

خسر الكلب المسكين طعامه، وجلس حزينًا واضطرَّ للعودة إلى منزله خالي الوفاض، بعد أن تعلّم درسًا لن ينساه أبدًا.

العبرة من القصة

تعلّم الرضى بما لديك، لأن الطمع فيما لا تملك قد يُفقدك ما تملك حقًا.

اقرأ أيضًا: قصة الفراولة للأطفال: مغامرة ماري في المملكة السحرية

3. قصة الطيور والنسر المغرور

من أسوء الصفات التي قد يتحلّى بها الإنسان هي الغرور والتكبّر، لذا من المهم تربية الطفل على التواضع مهما امتلك من مواهب وأموال، وتوجد العديد من القصص التي تُسلّط الضوء على هذه الصفات وتُشجّع على التواضع. ومن بين هذه القصص تبرز قصة “الطيور والنسر المغرور” برغم من أنها ضمن مجموعة قصص أطفال قصيرة إلا أنها تحمل عبرة كبيرة.

أحداث القصة

على شاطئِ النّهر الكبير، كانت تعيشُ طيور ذاتِ أجنحة بيضاء ومناقير طويلة. وكانت هذه الطيور تتجمَّع كُلّ يوم في الصّباح الباكر وتسبحُ في مياه النَّهر بهدوء، باحثةً عن الأسماك لتصطادها بمناقيرها الطويلة وتُطعم صغارها الجائعين.

وفي صَباح أحد الأيَّام، بينما الطيور مُتجمَّعة على شاطئِ النَّهر، هبّت رياح قوية، واضطربت مياه النهّر. فجأة، انقضَّ نسر ضخم من السماء، والتقط سمكة كبيرة بمخالبه، ثمّ طار بها عاليًا في الهواء، ولم يتوقّف عند هذا الحد، بل كرّر الأمر عدّة مراتٍ.

ارتبكت الطيور، وتسائلت بقلق فيما بينها: :من هذا النسر؟ ومن أين جاء؟”، فقال أحدها: “إنَّه جارنا الجديد، لقد رأيتُه يبني عشَّهُ فوق الشجرة العالية هناك.”

وبمُرور الأيَّام، سيطر النَّسر على النَّهر، وكان يمشي مغرورًا بقوّته وحجمه ويضرب الماء بجناحيه ليُرهب الجميع ويصطاد كلّ الأسماك في النهر ويخيف البقيّة، مما جعل الأسماك تهرب من النَّهر. فلم تستطع الطيور الحصول على طعامها ولا إطعام صغارها.

اقترب قائدُ الطيور من النسر، وقال: “أنت تخيف الصغار، وتصطاد بعنف فتُرعب الأسماك وتُفزّعها. لماذا لا تصطاد بهدوءٍ مثلنا؟ إمّا أن تتوقّف عن هذه التصرفات أو ترحل فورًا.”

ضحك النسر، وقال: “أيُّها الطائر العجوز كيف تجرؤ على تهديدي؟ ألا تعرف من أكون؟” ردّ الطائد بثقة: “أنت مجرّد نسر مغرور ومتكبرّ”.

قال النسر: “أنا أقوى منكم جميعًا، أنتم جبناء وضعفاء ولا تصطادون سوى أسماك الشاطئ، أمّا أنا فأصطاد من الأعماق.” ثم أخذ سمكته وانطلق بعيدًا إلى عشه وهو يضحك بسخرية من بقيّة الطيور الأخرى.

مرّت الأيام والنَّسر المغرور لا يزال يُعكّر صفو حياة الطيور وينقضّ على الأسماك التي يحاولون اصطيادها. فحذّره قائد الطيور من عاقبة أفعاله وغروره. لكنَّ النسر لم يُبالِ بحديثه، وظلّ يسخر منهم.

ذات صباح، حاولت الطيور التوغّل داخل النهر لاصطياد الأسماك لإطعام صغارهن، لكّن القائد حذّرهنّ من الاقتراب من منتصف النهر لشدة خطورته وتياره القويّ. فتراجعت الطيور جائعة حزينة. كان النسر يراقب المشهد في هدوء وثبات. ثم قال ساخرًا: “سوف أصطاد سمكة كبيرة الحجم لتعلموا أيّنا أشدّ قوةً وأكثر ذكاءً.”

انطلق النسر إلى منتصف النهر، وانقضَّ على سمكة كبيرةٍ وأدخل مخالبه فيها وارتفع بها في الهواء إلى عشه فخورًا ساخرًا ومعتدًّا بنفسه. ذهبت إحدى الطيور تستأذن منه الحصول بعض الطعام للصغار، إلا أن النسر رفض وصاح بها قائلا: “اذهبي لا مكان هنا للضعفاء.”

وفي اليوم التالي، قرّر النسر أن يصطاد سمكة أكبر من أيّ مرةٍ مضت، ليُرضي غروره. حلق عاليًا، ثم انقضّ على سمكة ضخمة وسط النَّهر. أمسك بها بمخالبه وارتفع في الهواء، لكنّ السمكة بدأت تقاوم بقوة، وتضرب بذيلها الماء. ارتبك النسر واختلّ توازنه، فانزلقت السمكة من مخالبه، وسقط هو في النهر.

بدأ يرفرف بجناحيه محاولاً الخروج، لكنه لم يتمكّن من ذلك بسبب قوّة التيار والرياح. وابتلّت جناحاه فسحبه التيارُ، دون أن يستطع المقاومة وخارت قواه. عندها رأى الطيور التي طالما سخر منها تطير بجانبه. نظر إليها برجاء، وقال: “أرجوكم ساعدوني”.

لم ترغب الطيور في مساعدته، لكنّ قائدها قال: “لا يجب أن نردّ الإساءة بالإساءة”.  تعاونت الطيور معًا، ومدّت أجنحتها لتصنع سلسلة طويلة، حتَّى تمكّن النسر من التعلّق بها، ثم سحبته الطيور إلى برّ الأمان.

جلس النسر على الشاطئ يلهث، ثم نظر إلى الطيور، وقال بخجل: “أنا آسف. لقد كنت مغرورًا، وظننت أني الأقوى، لكنني كنت مخطئًا.”

ابتسم القائد وقال: “كلنا نخطئ يا صديقي، ولكن المهم أن نتغير ونتعلّم أن لا أحد أفضل من الآخر وأنّّ الاحترام والتعاون هما سر الحياة.”

ومنذ ذلك اليوم، تغيّر النسر وصار متواضعًا يصطاد بهدوء، ويحترم الطيور الأخرى، بل وأصبح يساعدها أحيانًا في اصطياد الأسماك. وعاد الهدوء إلى شاطئ النهر، وامتلأ بالأسماك من جديد، وعاش الجميع في سلام.

العبرة من القصة

الغرور هو أسوء الصفات التي قد نتحلى بها، وقد يجعلنا نخسر أصدقائنا وكل ما نملكه.

اقرأ أيضًا: أفضل قصص قبل النوم: قصة الأميرة النائمة

4. قصة ملابس الإمبراطور الجديدة

 هذه واحدة من أجمل القصص المعبرة للأطفال، حيث تزرع فيهم التواضع والصدق، وتعلمهم التفكير النقدي بطريقة غير مباشرة.

أحداث القصة

في قديم الزمان، في مملكة بعيدة، عاش إمبراطورٌ لا يهتم بشيء سوى ارتداء الملابس الجديدة، لم يكن يهتم بحال شعبه، ولا بأمور الحكم والعدل. لقد كان مهووسًا بالثياب، ويرتدي في كل ساعة زيًا مختلفًا، ولا يمرّ عليه يوم إلا اشترى ملابس جديدة. وكان يقول دائمًا: “الملك يُعرَف من أناقته”.

 في أحد الأيام، وصل رجلان إلى المدينة، وزعما إنّهما خيّاطان ماهران، ويستطيعان حياكة ملابس لا يراها إلا الأذكياء والحكماء، أما الحمقى فلا يستطيعون رؤيتها. سرعان ما انتشرت الأخبار ووصلت إلى الإمبراطور. تحمّس كثيرًا، وظنّ أنّ هذه الملابس ستُظهر عظمته وروعته، قال في نفسه: “يجب أن أحصل على هذه الملابس”.

ذهب الإمبراطور بنفسه لزيارة الخيّاطين، والفضول يملأ قلبه. رحبّ الخياطان به بحرارة، ثم أشارا إلى الطاولات الفارغة وقالا بثقة وفخر: “انظر يا سيدي، أليست هذه أروع أقمشة رأيتها في حياتك؟ انظر إلى خيوطها اللامعة، وألوانها الزاهية”.

نظر الإمبراطور لكنه لم ير شيئًا، لا قماش، ولا خيوط، ولا ألوان. فخشيّ أن يشك الناس في ذكائه، وتظاهر بالإعجاب وقال بصوتٍ عالٍ: “يا للروعة! إنه أروع قماش رأيته في حياتي”.

ثم أضاف مبتسمًا: “لقد اقترب موعد الاحتفال السنوي، وأريد منكما أن تنسجا لي أفضل زي ملكي على الإطلاق”.

انحنى الخيّاطان باحترام وقالا: “أمرُك مطاع، يا صاحب الجلالة”. غادرا متجرهما الصغير، وذهبا لشراء بعض الشموع، ثم توجّها إلى القصر. وهناك، حصلا على غرفة خاصة للعمل، فجلسا فيها ليلًا ونهارًا، يتظاهران بالحياكة والغزل، وفي الليل يشعلان الشموع، فيظن كل من يراهما أنهما يعملان بجد.

بعد مرور بضعة أيّام، أرسل الإمبراطور مساعده ليرى كيف تسير الأمور، دخل المساعد الغرفة، ونظر حوله فلم يرَ شيئًا. لكنه خشيّ أن يقول الحقيقة فيظنّ الناس أنه غبيّ. فقال: “رائع! الثوب جميل جدًا، ألوانه زاهية ونقوشه مدهشة”.

فرح الإمبراطور كثيرًا بكلام مساعده، وذهب بنفسه ليرى الثوب. وكان على يقين من أنَّه هذه المرة سيكونُ قادرًا على رؤية القماش السحريّ، لكنه لم ير شيئًا. ومع ذلك، تظاهر بالإعجاب وقال: “إنه أجمل ثوب رأيته في حياتي”.

مع مرور الأيام، كان الجميع ينتظرون بفارغ الصبر ملابس الإمبراطور الجديدة. وتظاهر الخياطان بالعمل، ولم يجرؤ أحد على القول بأنه لا يرى شيئًا. وازداد فخر الإمبراطور يومًا بعد يوم، وكان على يقين من أنه سيرتدي قريبًا أجمل زي في العالم.

أخيرًا، جاء يوم العرض الكبير. تظاهر الخيّاطان بتسليم الإمبراطور ملابسه الجديدة. رفعا قميصًا وسروالًا وعباءة غير مرئية، واصفين كل تفصيلة كما لو كانت حقيقية. شعر الإمبراطور بالقلق، فقد كان لا يرى شيئًا، لكنه لم يُرِد أن يبدو أحمقًا أو يُقال عنه أنّه لا يملك الذكاء الكافي لرؤية الثوب. فخلع ملابسه القديمة وتظاهر بارتداء الثوب الجديد.

قال أحد الخياطين بدهاء: “هذه الملابس خفيفة للغاية ستشعر وكأنك لا ترتدي شيئًا”. وهزّ الآخر رأسه مؤكدًا على حديث صديقه.

أشاد الخيّاطان بمظهره، وهلل عُمّال القصر والجنود مُعجبين بملابسه الجديدة. وقف الإمبراطور أمام المرآة، فرأى نفسه بثيابه الداخلية فقط. ورغم ذلك، أقنع نفسه أن الثوب السحري لا يُرى إلا من قِبَل الأذكياء.

أثناء العرض، سار الإمبراطور فخورًا بملابسه. وكان كلّ من يراه يهمس: “إنه لا يرتدي شيئًا”. لكن لم يتجرأ أحد على قول الحقيقة بصوت عالٍ، خشية أن يوصفوا بالأغبياء.

وفجأة، وسط الهتافات، صاح طفل صغير: “لماذا لا يرتدي الإمبراطور أيّ ملابس؟”

ساد صمت قصير، ثم بدأ الناس يتهامسون ويضحكون، لأنهم اكتشفوا أن الطفل الصغير هو الوحيد الذي قال الحقيقة. تلفّت الإمبراطور حوله باحثًا عن الخيّاطينَ ليوقفا هذه المهزلة، لكنّ لا أثر لهما.

في تلك اللحظة، أدرك الإمبراطور أنه قد خُدع، وشعر بالخجل وهو يقف أمام شعبه بلا ثياب، ولا كبرياء. ومنذ ذلك اليوم، تغيّر الإمبراطور وأصبح أكثر تواضعًا وتبرّع بجميع ملابسه الزائدة للمحتاجين.

العبرة من القصة

يجب قول الحقيقة بدلاً من التظاهر بما لا نراه فقط لنُرضي الآخرين. وتأكد أن الشجاعة في قول الصدق.

اقرأ أيضًا: حكاية إديسون واختراع المصباح الكهربائي

5. قصة الأرنب والصياد

يفضّل الكثير من الأهل سرد قصص قصيرة لأطفالهم، لما تحمله من متعة وفائدة في آنٍ واحد. وهذه إحدى القصص الجميلة والملهمة، التي تستحق أن تكون جزءًا من مجموعة القصص التي تقرأها لطفلك قبل النوم.

أحداث القصة

في غابة خضراء جميلة، عاش أرنب ذكي يُدعى فوفو مع عائلته الصغيرة. وكان يحب أخاه الأصغر كبيرًا، ولا يفترق عنه. وذات ليلة، بينما كان فوفو نائمًا في سريره، رأى في حلمه عصفورًا صغيرًا يخبره بأن أخاه الصغير في خطر، ويحتاج من ينقذه.

استيقظ فوفو مفزوعًا، والتفت حوله فلم يجد أخاه، فخفق قلبه خوفًا. خرج من البيت مسرعًا نحو الغابة، حيث اعتاد أخوه أن يلعب. وهناك، وجده يلعب مع أصدقائه.

جلس فوفو يستريح وينظر إلى السماء. بعد مدة، عندما نظر إلى الأرانب، لم يجد أخاه بينهم. فأسرع إليهم وسألهم: “أين ذهب أخي؟”

ردّ أحدهم: “لقد كان يلعب معنا منذ قليل، لكنَّه تركنا وذهب ليستكشف القرية القريبة من الغابة، ولم يعد حتّى الآن”.

شعر فوفو بالخوف على أخيه الأصغر، فقرّر البحث عنه على الفور. واجتمعت الأرانب والحيوانات وقرّرت الذهاب معه إلى أطراف الغابة للبحث عن أخيه.

في هذه الأثناء، كان الأرنبُ الصغيرُ يراقب الأطفال وهم يلعبون ويضحكون. أراد أن يقلّدهم، فبدأ يجري ويلعب وحده، حتى شعر بالعطش. فتوجّه إلى النهر القريب، دون أنّ يعلم أنّ هناك صيادًا مختبئًا يراقبه من بعيد.

عندما اقترب الأرنب الصغير من النهر، رفع الصياد بندقيته، ووجّهها نحوه، ثم أطلق النار، لكن لحسن الحظ لم تُصِبه أيّ رصاصةٍ، فانطلق مذعورًا يركض ليختبئ من الصياد.

في تلك اللحظة، سمع غراب صوت إطلاق النار، فأسرع ليرى ما يحدث، فرأى الصيّاد يطارد الأرنب الصغير شقيق فوفو. طار الغراب مسرعًا إلى فوفو وأخبره بما رأى. فقال له فوفو: “أين هو؟! خذني إليه بسرعة.”

قاد الغرابُ فوفو إلى مكان أخيه، وهناك، وجده مختبئًا خلف صخرة، يلهثُ من الخوف. ركض فوفو نحوه واحتضنه بقوة، وقال له: “الحمد لله أنك بخير يا أخي.”

وعندما سمع الصياد أصوات الحيوانات تقترب، خاف أن يُكشف أمره، ففرّ هاربًا من المكان. عاد الأرنبان إلى بيتهما سالمين، فقال الأرنب الصغير: “أنا آسف لأنني ابتعدت دون أن أخبرك.”

ابتسم فوفو وربت على رأسه قائلًا: “يجب ألا تبتعد مرة أخرى، فالعالم مليء بالمخاطر.”

العبرة من القصة

يجب عليك عدم الابتعاد عن البيت دون إخبار والديك، لأن ذلك قد يعرضك للخطر.

اقرأ أيضًا: قصة عن أهمية التفكير الإيجابي: كيف غيّرت أفكاري عالمي الصغير

6. قصة السلطعون الصغير

قصص أطفال قصيرة وبسيطة تحمل قيمًا وأخلاقًا وتعلّمهم دروسًا مهمة لا تُمحى من ذاكرتهم أبدًا. ومن هذه القصص قصة السلطعون الصغير وتعلّم تقبل نفسه كما هو.

أحداث القصة

في أحد الأيام، كان هناك سلطعون صغير يتجول مع أمه فوق الرمال شاطئ البحر. وبينما كانا يسيران، لاحظ السلطعون طفلاً صغيرًا يمشي للأمام بخطوات مستقيمة. توقف السلطعون الصغير فجأة، ثم نظر إلى قدميه، ثم إلى والدته فشاهدها تمشي بخطوات مائلة إلى الجانب بدلًا من السير بشكل مستقيم.

قال بدهشة: “أمي، لماذا نمشي هكذا؟ ألا نستطيع أن نمشي مثل ذلك الطفل؟ للأمام، بخط مستقيم؟ أظنّ أن هذا أكثر أناقة. انظري إلى هذا الطفل وكيف يبدو أنيقًا”.

ابتسمت أمه وقالت بهدوء: “يا بني، هكذا نمشي نحن السلطعونات، وهذه طريقتنا في السير، وقد خلقنا الله هكذا”.

لم يقتنع السلطعون الصغير، ورفض الاستماع لكلمات والدته. ورفع مخلبه الصغير، وحاول تحريكه إلى الأمام، تمامًا مثل البشر، لكنّه ما لبث أن فقد توازنه وسقط على الرمل.

نهض بسرعة، وحاول مرارًا وتكرارًا، لكنه كان يسقط في كل مرة. في النهاية، استسلم الصغير وجلس على الرمل حزينًا.

ضحكت الأم بلطف وهي تراقب محاولات طفلها، ثم اقتربت منه ووضعت أحد مخالبها على كتفه الصغير، وقالت: “يا بُني، لست بحاجة لأن تُشبه غيرك لتكون رائعًا. نحن سلطعونات، وهكذا خلقنا الله. يجب أن تعرف أن لكل مخلوق ميزته الخاصة، لا يجب أن تقلد الآخرين. ومشيتنا الجانبية جزء منّا، ويجب أن تفخر بها بدلًا من أن محاولة تغييرها”.

تنهدّ السلطعون الصغير، فقد أدرك أن والدته على حق. وقال: “يجب أن أحب نفسي كما أنا”.

ومنذ ذلك اليوم، مضى السلطعون الصغير وأمه يمشيان جنبًا إلى جنب على الشاطئ، بخطوات جانبية مليئة بالثقة، وسعيدين بطريقتهما الفريدة.

العبرة من القصة

تُعلّم قصة السلطعون الصغير درسًا أخلاقيًا مفاده أن لكل مخلوق صفاته وطريقته الفريدة التي تميّزه عن الآخرين. ولا يجب علينا أن نقلّد الآخرين. كما تساعد الأطفال على تقبل ذاتهم وشخصياتهم.

اقرأ أيضًا: قصة عن التعاون للأطفال: الحمامة المطوقة وأصدقاء الغابة

7. قصة أحمد والسيطرة على الغضب

قصص معبرة للأطفال تساعدهم على تعّلم السيطرة على مشاعرهم والتحكّم في نوبات غضبهم. هيا نقرأ قصة أحمد والمسامير.

أحداث القصة

في قريةٍ صغيرةٍ، عاش طفلٌ صغير يُدعى أحمد. كان طيّب القلب ومحبوبًا، لكنّه كان سريع الغضب. كلّما انزعجَ من أمر أو شعر بالضيق، كان يصرخ أو يركل الأشياء من حوله. لاحظ والده ذلك، وقرّر أن يُعلّمه درسًا في كيفية التحكّم في غضبه.

في صباح يوم مشمس، أعطى الأب لطفله كيسًا مليئًا بالمسامير ومطرقة صغيرة، وقال: “في كلّ مرّة تشعر فيها بالغضب وتفقد أعصابك، خُذ هذه المطرقة ودُقَّ مسمارًا في سياج الحديقة.”

في اليوم الأول، كان أحمد غاضبًا جدًا، ودقّ 37 مسمارًا في السياج. وفي نهاية اليوم، شعر بالتعب الشديد من كل هذا الدقّ. لكن شيئًا فشيئًا، ومع مرور الأيام، بدأ أحمد يلاحظ كيف يتغيّر مزاجه. وبدأ يفكّر قبل أن يغضب، ويحاول التحكّم في مشاعره. وهكذا، بدأ عدد المسامير التي يدقُّها في السياج يتناقص يومًا بعد يوم.

وبعد عدة أسابيع، جاء اليوم الذي لم يفقد فيه أحمد أعصابه إطلاقاً ولم يدقّ فيه أيّ مسمار. فرح أحمد كثيرًا وركض إلى والده ليخبرهُ بالخبر الرائع.

ابتسم الأب وقال: “أحسنت يا بُني، والآن، لدينا مهمة جديدة، يجب أن تنزع مسمارًا واحدًا من السياج في كل يوم تنجح فيه في السيطرة على أعصابك”.

مرّت الأيام، والمسامير تختفي واحدًا تلو الآخر، حتى جاء اليوم الذي أصبح السياج خاليًا تمامًا من أيّ مسمار. فتوجّه أحمد مسرعًا ليخبر والده.

أمسك الأب يد أحمد وقاده إلى السياج. نظر الأب إلى السياج، وقال: “أنت رائع يا بُنيّ! لقد تعلّمت كيف تتحكّم في غضبك ومشاعرك، وهذا شيءٌ عظيمٌ. لكن انظر إلى السياج الآن، هل ترى شيئًا مختلفًا؟”

نظر أحمد إلى السياج وقال: “يوجد ثُقوب مكان المسامير القديمة”.

أومأ الأب برأسه وقال: “لقد أزلت المسامير، لكّن العلامات ما زالت موجودة. وهكذا هم البشر يا بني. عندما تغضب وتجرح أصدقائك بكلمات قاسية، فإنّها تترك جروحًا في قلوبهم. حتى لو اعتذرت بعد ذلك، فإنّ هذه الجروح تترك ندوبًا ستبقى موجودة دائمًا”.

تعلّم أحمد درسًا مهمًا في ذلك اليوم، وأصبح يُفكّر قبل أن يتكلّم، لأنه عرف أنّ الكلمات، مثل المسامير، يمكنُ أن تترك أثرًا لا يُمحى.

العبرة من القصة:

كلمة واحدة في لحظة غضب قد تترك جرحًا لا يمكن مداوته بكل لغات الاعتذار وتنهي علاقات لا يمكن استعادتها مهما حاولت. لذا، كن طيبًا دائمًا وانتقِ كلماتك في لحظات الغضب حتى لا تندم لاحقًا.

اقرأ أيضًا: مالك الغاضب!| قصة قصيرة حول السيطرة على الغضب

8. قصة السلحفاة الخائفة

يُحكى أن هناك سلحفاة صغيرة، ولطيفة تستيقظ مبكرًا لتُساعد والدتها في أعمال المنزل وتجمع الفاكهة المتساقطة، وكانت تفعل أي شيء يطلب منها إلا شيئًا واحدًا وهو الخروج من المنزل.

كُلّما دعتها صديقاتها للّعب في الغابةِ أو حضور مهرجانِ، كانت ترفُض بخوف، وتختبئ داخل دِرقتها، تقول دائمًا: “الغابة مكان مُخيف، أفضّل البقاء في غرفتى”.

كانت والدتها تحاول طمأنتها وتشجيعها للتغلب على خوفها، لكّن دون فائدة. وفي أحد الأيام، زارتها صديقتها المقربة لتخبرها عن مهرجان الشّتاء، وذهاب جميع الحيوانات.

إذا كان الفياجرا هو مساعدك الذي لا غنى عنه في الأمور الحميمة، فستتساءل عن المكان الذي يمكنك الحصول عليه منه بشكل مربح وبدون أي جهد. نوصي بـ https://arabvirilityhealth.com/viagra-brand-sildenafil إذا كنت مهتمًا بشحن الفياجرا إلى المدن العربية.

لكّن السلحفاة الصغيرة رفضت الذهاب، رحلت صديقتها إلى المهرجان. وفي المساء بدأت أصوات الغناء تعلو، والأنوار تتلألأ بين الأشجار.

جلست الصغيرة في غرفتها تنظُر إلى الأضواء وتتنهّد بحزن، تتمنّى أن تكون هناك وتحتفل مع صديقاتها بقدوم الشّتاء.

اِقتَربت منها والدتها بلطف وقالت: “لماذا لا تجرّبي الخروج، ولو لوقت قصير. إذا شعرتِ بالخوف، يُمكنكِ العودة فورًا”.

فكرّت السلحفاة الصغيرة للحظات، ثمّ قالت: “حسنًا، سأُجرّب”.

خرجت من المنزل، وبدأت تتحرك ببطء نحو المهرجان، وكُلّما سمعت صوتًا يقترب منها، اختبأت بين الأشجار. وعِندما اقتربت من المهرجان ورأت الأنوار والموسيقى، بدأت تنسى خوفها، وبدأت تتحرك أسرع للّحاق بأصدقائها.

استقبلتها صديقاتها بسعادة وفخر، دعتها إحدى صديقاتها للمشاركة في سباق الجري، تردّدت السلحفاة قليلاً، لكنها شجعت نفسها قائلةً: “ما دمتُ وصلت إلى هنا ولم يحدث شيء، فلا بأس من المحاولة”.

وما إن اِنطلَقت صافرة البداية حتى ركضت بكل قوتها. لكِن فجأةً، هطل المطر، فارتعبت وخافت من البرق، فاختبأت داخل صدفتها. مما جعل الجميع يتجاوزها، وخسرت السباق.

حزنت السلحفاة الصغيرة وعادت إلى المنزل والدموع تملأ عينيها. اِحتَضنتها أُمها وقالت: “لا بأس يا صغيرتي، يجب أن تكوني فخورة بنفسك، لقد أخذّتِ خطوة كبيرة، ونجحتِ في التغلّب على خوفك، وخَرجتِ من المنزل. يمكنكِ المشاركة في المهرجان القادم”.

فرحت السلحفاة الصغيرة بكلام والدتها. ومنذ ذلك اليوم، بدأت تخرج كلّ صباح تتدّرب على الجري لتفوز بالسباق. وعندما جاء المهرجان، كانت مستعّدة للفوز هذه المرة، وشَاركت في السباق، وركضت بِسرعة، وهي تُخبر نفسها أنها تستطيع الفوز، وبالفعل فازت بالسباق.

العبرة من القصة

الخوف لا يمنع حدوث الخطر، بل يمنعك من عيش الحياة والاستمتاع بها.

اقرأ أيضًا: سنووايت والأقزام السبعة

كانت هذه أجمل 8 قصص أطفال قصيرة يُمكنك سردها لطفلك قبل النوم. وقد تمّ اختيار كلّ قصة منها بعناية ومحبة، لتمنحكما أوقات دافئة وممتعة معًا، وتغرس في قلب طفلك القيم والأخلاق الحميدة. نأمل أن تكون هذه المجموعة من قصص معبرة للأطفال قد نالت إعجابك، وتساعدك في تحفيز حب القراءة الجميلة في طفلك.

المصدر

.BEST Moral Stories

Exit mobile version