7 نصائح لاختيار القصص المناسبة للأطفالك

تُعد القصص جزءًا ضروريًا في حياة الأطفال، فهي ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل تُعّد أداة فعّالة لغرس القيم، وتنمية الإبداع والخيال وزيادة مفرادات الطفل وحصيلته اللغوية، كما تشجّع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم. ولذلك أصبح اختيار القصص للأطفال من أهم الخطوات التي يجب أن يحرص عليها الآباء، لأنهم يدركون أن القصة تترك أثرًا واضحًا في تفكيره وآرائه.

في هذا المقال، نوضح أفضل 7 معايير يجب مراعاتها عند اختيار القصص لأطفالك مع أمثلة لأفضل هذه القصص العربية والعالمية.

القصص المناسبة لكل عمر

تتميّز كلّ مرحلة عمرية بقدرات مختلفة من حيث فهم المفردات، وطريقة التفكير. فالقصص التي تناسب الأطفال في سن الثالثة تختلف كثيرًا عن التي تناسب طفلاً في السادسة أو العاشرة، سواء في اللغة أو الفكرة. لذلك، يجب الحرص على اختيار قصص تناسب مستوى طفلك اللغوي والمعرفي وطريقة تفكيره وإدراكه للأشياء من حوله.

القصص المناسبة للاطفال من عمر سنتين إلى 4 سنوات

في هذه المرحلة العمرية، يبدأ الطفل في اكتساب عدد كبير من الكلمات والمفردات المختلفة، ولكنه لا يتمكن من فهم الجملة الطويلة أو الإنشائية البلاغية. كما أنه ينتبه أكثر إلى الصور والرسومات الملونة، لذلك يجب على الوالدين اختيار القصص التي تغطي الجوانب الأساسية التالية:

  • كلمات بسيطة وسهلة الفهم.
  • رسومات كبيرة ملونة وموضحة لكل أجزاء القصة.
  • قصص قصيرة تناقش الأشياء اليومية التي يراها الطفل من حوله، مثل: الطعام، أو الحيوانات، أو الألعاب.

من عمر 4 إلى 7 سنوات

في هذه المرحلة، يبدأ الطفل في فهم الجمل الطويلة، وتزداد حصيلته اللغوية بشكل كبير. كما تتطور قدرته على التركيز والانتباه للأشياء من حوله. ويصبح الطفل أكثر وعيًا بمشاعره ومشاعر الآخرين ويتمكن من التعاطف معهم. لذلك، يجب على الآباء اختيار القصص التي تحتوي على:

  • جمل طويلة ومبدعة.
  • تحتوي على القيم والأخلاق، مثل: الصدق والاحترام والتعاطف والإيثار والمشاركة والتعاون. فهذه فرصة مثالية لغرس هذه القيم.
  • تحتوي على حبكة قصصية تساعده على فهم القصة ومشاركة رأيه حولها.

من عمر 7 إلى 9 سنوات

في هذا العمر، يكون الطفل قد تجاوز مرحلة الطفولة المبكرة، وبدأ عقله في النمو وتزداد قدرته على التفكير والإبداع والتعبير عن رأيه بوضوح. كما يصبح قادرًا على فهم الحبكة الدرامية واللغوية في القصص التي يقرأها، لذا يجب على الوالدان اختيار قصص تحتوي على العناصر التالية لتنمية مهارة الإبداع لدى أطفالهم:

  • قصص تدور حول المغامرات أو الأصدقاء وتأثيرهم على بعضهم البعض.
  • قصص تدور حول التفوق الدراسي وكيفية تحديد هدف والوصول إليه.
  • الحوار العميق.
  • قصص تحتوي على جمل إنشائية وإبداعية.

لهذه الأسباب نقول أن اختيار القصص يعتمد اعتمادًا كليًا على عمر الطفل، فلا يمكننا أن نُعلّم طفل في الثالثة من عمره قواعد اللغة أو مفاهيم القيم السامية، مثل: الإيثار والتعاون، لأن قدراته لم تتطور بعد لتستوعب هذه المفاهيم. كلّ ما يحتاجه في هذا العمر هو اكتشاف العالم من حوله بطريقة بسيطة. وكذلك للأطفال الأكبر سنًا لا يُفضل اختيار قصص مصورة فقط.

اقرأ أيضًا: 5 نصائح لتنظيم استخدام الأجهزة الذكية للأطفال

ما أفضل معايير اختيار القصص للأطفال؟

هناك العديد من المعايير المهمة التي يجب أن تكون على دراية بها لكي تتمكن من اختيار القصص المناسبة للأطفال. تُؤثر القصص بشكل كبير في نمو الطفل الفكري والخيال وشخصيته، لذا، يجب مراعاة المعايير التالية عند اختيارك للقصة.

1. عمر الطفل

قبل اختيار أي قصة، يجب مراعاة اللغة والمفردات المستخدمة، ويجب اختيار لغة تناسب مستوى فهم طفلك وعمره. كما من الضروري أن تحتوي القصة على أفكار ومفاهيم بسيطة، بعيدًا عن العبارات المعقدة أو المفاهيم التي يصعب على الطفل فهمها.

كما يجب أن يكون الأسلوب السردي مشوقًا وبسيطًا، ليتمكن الطفل من التركيز والاستمتاع بالقصة دون أي ارتباك.

2. قصص ترسخ المشاعر المختلفة

يشعر الطفل، مثل البالغين، بمجموعة متنوعة من المشاعر المختلفة، مثل: السعادة، والحزن، والحماس، والشك، والخوف، والفضول، والأمل. لذا، من الضروري اختيار قصص تضمّ هذه المشاعر المختلفة لمساعدتهم على التعرف وفهم هذه المشاعر بطريقة صحيحة وكيفية التعامل معها بأسلوب إيجابي. ينصح الخبراء باختيار القصص التي تركز على مشاعر الأبطال وأفكارهم بوضوح وكيفية التغلب على المشاعر السلبية.

3. قصص ممتعة ولكن لا تسخر من الآخرين

يجب أن يدرك الطفل أن المتعة يمكن أن تتحقق بطرق مختلفة وإيجابية، دون اللجوء إلى الترفيه القائم على السخرية من الآخرين أو التنمر على اختلافهم. ويمكن للقصص أن تكون ممتعة بطرق متعددة، ولكن من المهم ألا يكون هذا الترفيه يتعلق بالسخرية أو التنمر على الأشخاص وفقًا لطريقة حديثهم، أو لهجتهم، أو مظهرهم.

لذا، من المهم اختيار قصص تُعلّم الطفل كيف يستمتع مع أصدقائه باللعب أو تحقيق الأهداف مع التركيز على القيم والأخلاق الجيدة، وتعلمه تقبل الآخرين والتعامل معهم بناءً على شخصياتهم وليس شكلهم الخارجي أو مكانتهم الاجتماعية. وأيضًا، تأكد من اختيار قصة مشوقة تجذب انتباه الطفل باستخدام الشخصيات الكرتونية المفضله له لتحفزه على الاستمرار في القراءة أو الاستماع.

اقرأ أيضًا: أهمية اللعب في تنمية مهارات أطفالنا وذكائهم

4. قصص ذات تجارب حياتية مختلفة

في السنوات الأولى، تكون تفاعلات الأطفال محدودة غالبًا ضمن نطاق الأسرة والأقارب. ولهذا، تُعد القصص وسيلة فعّالة لتعريف الطفل بالعالم من حوله، بما في ذلك ثقافات، ولغات، وأعراق مختلفة. يساعد اختيار قصص تُظهر أماكن وأشخاصًا جددًا أو مختلفين (مثل، قصة طفل في بلد أجنبي أو طفل يسافر لبد أخرى أو قصة تناقش وجهات نظر مختلفة عن بيئة الطفل الأصلية) على توسيع أفق الطفل، وتنمية الفضول لديه، كما تُعزّز من قيم التسامح والتنوع وتقبّل الآخر. لن تُقدّم هذه القصص وجهات نظر جديدة فحسب، بل ستُثري أيضًا مفردات جديدة.

5. اختر قصص ذات رسوم جذابة

اختيار الرسوم في قصص الأطفال ليس أمرًا ترفيهًا فقط، بل هو عنصر أساسي يؤثر في فهم سياق القصة، وتفاعله معها. تساعد الرسوم الكرتونية والألوان الجذابة على تحفيز الخيال وتنمية الإبداع وخاصةً في المراحل العمرية المبكرة، حيث يعتمد الطفل في هذه المرحلة على التعلم البصري.

تعمل الرسوم كحلقة وصل بين النص والمعنى، وتوضح المشاعر، الأحداث، والمكان. لذلك تأكد من اختيار قصصًا برسوم توضيحية تتوافق مع أحداث القصة.

6. اختيار القصص الخيالية

يميل بعض الآباء إلى تجنّب اختيار القصص الخيالية، بسبب تصويرها للأدوار الجندرية بشكل نمطي، مثل: الأميرة الضعيفة التي تنتظر الأمير لإنقاذها. كما أن بعض هذه القصص تصوّر الشخصيات الشريرة بمظاهر قبيحة، مما يجعل الطفل يربط بين بين الشكل والشخصية بشكل غير واعٍ. ولكن على عكس ما يظنه البعض، فإن القصص الخيالية ليست سيئة للأطفال، بل تلعب دورًا مهمًا في تنمية خيالهم وإبداعهم، وتساعدهم على التفكير خارج حدود الواقع، وتفتح أمامهم أبوابًا الاستكشاف، وتغرس فيهم القدرة على الحلم والتخيل.

 الأمر المهم هو اختيار الصحيح لقصص خيالية تقدم شخصيات متنوعة تقدم قيم تربوية إيجابية، مثل: الشجاعة، والمبادرة، والتعاطف، بغض النظر عن الشكل أو النوع.

7. شعبية القصص

هل شعبية القصص تعني أنها مناسبة لطفلك؟ للأسف الإجابة هي لا. فشعبية القصة لا تضمن لك ما بداخلها أو جودة محتواها أو ملاءمتها من حيث القيم التربوية. لذلك، تأكد من قراءة كل قصة قبل تقديمها لطفلك، واختر القصص الجيدة المناسبة لعمر طفلك وتحمل رسائل هادفة.

يمكنك البحث عبر الإنترنت على القصص الرائجة والشعبية أو سؤال أولياء الأمور الآخرين، أو تفقّد وسائل التواصل الاجتماعي لتعرّف على أحدث القصص. وتأكد من قضاء الوقت الكافي لقراءة القصة لتأكد من محتواها.

اقرأ أيضًا: أساليب التربية الحديثة: كيف تربّي أطفالك بذكاء؟

أفضل القصص للأطفال

تُعدّ هذه القصص من أفضل القصص الشعبية والشائعة للأطفال، وقد قمنا بترتيبها وفقًا لعمر الطفل مع ذكر نبذة صغيرة عنها:

أفضل القصص للأطفال من 3 إلى 5 سنوات

  • بيتي هو الأفضل (دار الشروق): تحكي القصة عن أرنب يزور بيت صديقه ويبدأ في مقارنة بيته الصغير ببيت صديقه الفخم والمليئ بالأثاث، لكنه في النهاية يتكشف أن الحب والدفء في بيته هو ما يجعله أفضل من أي بيت آخر.
  • قصص حيوانات الغابة: تُعدّ قصص الحيوانات من أفضل أنواع القصص فهي تمزج بين الترفيه والتعلّم بطريقة ممتعة، حيث تتحدث هذه القصص مغامرات الحيوانات في الغابة وتبرز روح التعاون والتسامح وغيرها. وفي موقعنا ستجد العديد من القصص المسلية والمفيدة التي تزرع فيهم القيم الحميدة.
  • سلسلة الحلزونة (دار السلوى): تضم السلسلة 10 قصص مختلفة تدور حول جود وعائلتها وأصدقائها، وفي كل قصة تتعلم جود قيمة جديدة، مثل: الصداقة والتعاون والشجاعة والمسؤولية.

اقرأ أيضًا: قصص حيوانات

أفضل القصص للأطفال من 5 إلى 7 سنوات

  • سلسلة السمكة الصغيرة (دار السلوى): تتكون السلسلة من 7 قصص متنوعة تناقش قصص مختلفة، مثل: الذهاب إلى المدرسة لأول مرة والرحلات العائلة والمزرعة.
  • قصة ليلى والذئب: من القصص الكلاسيكية الشائعة التي تناقش ضرورة استماع الطفل لحديث والديه.
  • قصة النملة والجندب: قصة جميلة تُعلّم الأطفال الإيثار والتخطيط الجيد للمستقبل، يمكنك قرائتها لطفلك من خلال الضغط على عنوان القصّة.
  • قصة صندوق العجائب (دار الحدائق): تحكي القصة عن طفل يفتح صندوق العجائب ويصطحبه إلى عالم خيالي من المغامرات والأحداث.
  • الدبّ ويني “Winnie the pooh”: تتحدث هذه القصة بطريقة فكاهية بسيطة حول مغامرات الدب ويني مع أصدقائه في الغابة. تعلّم طفلك العديد من القيم الجميلة، مثل: الصداقة والتعاون والمشاركة.

اقرأ أيضًا: قصص للأطفال عن مهارات الحياة

أفضل القصص للأطفال من 7 إلى 9 سنوات

  • حكايات جحا: من أشهر القصص والنوادر الكلاسيكية التي تحكي حكايات ساخرة لبطلنا جحا.
  • كتاب كليلة ودمنة: قصص صغيرة رمزية على لسان الحيوانات، وتُعلّم الطفل العديد من القيم الأخلاقية.
  • السندباد البحري: مغامرات السندباد البحري في رحلاته عبر البحار، حيث يواجه المخاطر ويقابل مخلوقات عجيبة، وتعلم القصة الأطفال أهمية الشجاعة والمثابرة.
  • قصة علي بابا والأربعون حرامي: من القصص العربية الكلاسيكية، وتحكي قصة على بابا ومغامرته في كهف الأربعين حرامي.
  • قصة مغامرات في أعماق البحار: قصة مصرية جميلة تتحدث عن أخ وأخته وكيف تحولا إلى عقلة الإصبح وذهبا إلى مغامرة في أعماق البحار وتروي مغامرتهما مع الكائنات البحرية المختلفة. إذا كان طفلك مهتم بعالم البحار، فهذه القصة قد تكون مفيدة له.

اقرأ أيضًا: قصص أطفال لعمر 9-11

أفضل القصص العالمية للأطفال

تساعد القصص الأجنبية على تعزيز الخيال والإبداع لدى الأطفال، بالإضافة إلى تنمية المفردات اللغوية. إذا كان طفلك قد تجاوز سن الخامسة، ويجيد القراءة باللغة العربية أو الإنجليزية، يمكنك شراء النسخ المبسطة من هذه القصص وتشجيعه على قرائتها بنفسه. إليك مجموعة من أفضل القصص العالمية التي يمكنك مشاركتها مع طفلك.

  • قصة سندريلا: من القصص الكلاسيكية التي نالت شهرة كبيرة في عالمنا العربي، وتتدور أحداثها حول فتاة طبية القلب تعيش مع زوجة أبيها القاسية التي تعاملها مثل الخادمة، وبمساعدة الجنية الطيبة تتمكن سندريلا من الذهاب إلى الحفل الملكي ومقابلة الأمير. تعلمنا هذه القصة أهمية الأمل والثقة في النفس وضرورة تحقيق أحلامنا على الرغم من الصعوبات.
  • قصة ملكة الثلج (frozen): تحكي القصة عن الأختين “إلسا” و”آنا”، ورحلة آنا في العثور على أختها وإقناعها بالعودة إلى المملكة. وتُعد من أبرز القصص التي تُظهر قوة الحب الأخوي، وتُعلّم الأطفال أن التفاهم والحب يمكن أن يُذيب حتى أقسى الحواجز.
  • Beauty and the Beast (الجميلة والوحش): قصة ساحرة تخطف القلوب من اللقطة الأولى لبطلتنا بيل، وهي تحاول إنقاذ والدها من سجن القلعة التي يحكمها الوحش، وكيف يمكن للحب الصادق أن يحول القلب المتحجر إلى قلب ينبض بالحب. تُعدّ من القصص الجميلة التي دبلجت أيضًا للغة العربية واللغة المصرية وتمت ترجمتها رسميًا إلى العديد من اللغات ليشاهدها الأطفال حول العالم.
  • Aladdin (علاء الدين): قصة مغامرات تجمع بين علاء الدين وبساطه السحري والمصباح السحري. قصة مغامرات مليئة بالخيال والعديد من القيم الجميلة، مثل: الشجاعة، والصدق، ومساعدة الآخرين.
  • Tangled (رابونزل): فتاة جميلة تمتلك شعر ذهبي سحري طويل تقابل رجل يصطحبها في رحلة لتحقق حلمها الوحيد في رؤية أضواء السماء. من القصص الجميلة والتي تعلم الأطفال أهمية الحب ومساعدة الآخرين والإيثار والصدق في حياتنا.
  • Moana: فتاة شجاعة تقرر الذهاب في رحلة عبر المحيط لتنقذ قومها من الجفاف الذي حل بهم. قصة رائعة تعلم طفلك أهمية الشجاعة.
  • Pirates of the Caribbean (قراصنة الكاريبي): قصة مغامرة لقراصنة في بحر الكاريبي ومغامراتهم طوال الرحلة.
  • Star Wars (حرب النجوم): من القصص التي نالت إعجاب ملايين المراهقين حول العالم، وهي سلسلة قصص تتحدث عن الصراع بين الخير والشر وكيف للأبطال الخارقين أن يوحدوا قواتهم لنصرة الخير والقضاء على الشر والحفاظ على مجرتهم من الحروب.
  • The Lion King (الأسد الملك): تتحدث القصة عن سيمبا الأسد الصغير ورحلته ليصبح ملك الغابة بعد وفاة والده. وتمت دبلجة هذه القصة إلى اللغة العربية وتفوقت الدبلجة المصرية كثيرًا، حيث أشادت ديزني نفسها بهذه الدبلجة وروعة المؤيدين وجمال أدائهم.

اقرأ أيضًا: أفضل قنوات يوتيوب للأطفال: تعليم ممتع وإبداع بلا حدود

تُعدّ القصص من أهم وأفضل الوسائل التربوية التي يوصي بها خبراء التربية، لما لها من دور فعّال في غرس القيم والأخلاق، وتنمية الخيال والإبداع، وتعليم الطفل كيفية التعبير عن أفكاره ومشاعره. لذا، يجب على الآباء اختيار القصص المناسبة لأطفالهم، بحيث تتوافق مع مستوى استيعابه للمفردات والجمل المستخدمة. كما يُفضل إشراك طفلك في عملية اختيار القصص، وسؤاله عن رأيه في القصة التي أحبها أكثر من غيرها، ولماذا أحبها تحديدًا. يساعد هذا الحوار على تنمّية شخصيته ويجعله يشعر بأهمية رأيه.

طفلك غدًا هو نتاج ما تزرعه فيه اليوم، لذا احرص على تربيته وغرس القيم والمبادئ في نفسه وامنح طفلك الفرصة ليحلم، ويتخيل، فلعله يصبح في يوم من الأيام قائدًا عظيمًا، أو رسامًا مبدعًا، أو طبيبًا ناجحًا، أو كاتب قصص وروايات مبدع.

المصادر

قصة عن أهمية التفكير الإيجابي: كيف غيّرت أفكاري عالمي الصغير

قيل قديمًا أن العقل كالحديقة، إن زرعت فيه أفكارًا إيجابية، ستحصد نتائج إيجابية، والعكس صحيح. تشير هذه المقولة الجميلة إلى أهمية التفكير الإيجابي والأفكار التي نغذّي بها عقولنا.

كلّ فكرة إيجابية هي شمعةٌ، تضيء طريقتك في مواجهة اليأس والخوف والفشل. وفي قصتنا اليوم، نقّدم قصة مؤثرة عن التفكير الإيجابي، ونحكي قصة الفتاة “أمل” وكيف تمكنّت بفكرة واحدة فقط أن تغيّر حياتها بأكملها.

قصة قصيرة عن أهمية التفكير الإيجابي

تبدأ أحداث قصتنا مع طفلة جميلة تُدعى أمل وتبلغ من العمر إحدى عشرة سنة. كانت أمل تحب الذهاب إلى المدرسة، لكنّ أكثر ما تحبه هو الرسم والتلوين. شاركت أمل في العديد من مسابقات الرسم، لكنّها لم تحصد أيّ نتائج مُرضية، وبالرغم من موهبتها المتميّزة، إلاّ أنّها لم تتمكّن من الفوز إطلاقًا في أيّ من هذه المسابقات، ممّا سبّب لها الحزن والإحباط، وبدأت الأفكار الرمادية المتشائمة تسيطر عليها.

وفي أحد الأيام، أعلنت المدرسة عن مسابقة جديدة للرسم، فقرّرت أمل الاشتراك فيها. وعند بداية المسابقة، حاولت أمل رسم لوحة، لكنها لم تتمكن من رسم ما تخيّلته في عقلها. جربت مرة، واثنتين، وثلاثًا، لكن بلا فائدة.

شعرت أمل بالإحباط، فتركت فرشاتها وانسحبت من المسابقة في النهاية، وقالت في لنفسها: “أنا سيئة في الرسم، ولا أملك المهارة الكافية لتحقيق الفوز”.

عادت أمل إلى منزلها واليأس يملأ قلبها، وكانت تفكّر في ترك الرسم وترى العالم حولها باهتًا بلا ألوان. عندما رأتها جدّتها، سألتها عن سبب حزنها. فردت أمل قائلة: “لم أتمكّن من إكمال لوحتى، إنني حزينة، وأريد ترك الرسم نهائيًا”.

احتضنت الجدة حفيدتها وابتسمت بلطف، ثم قالت: “يا ابنتي العزيزة إنكِ موهوبة ورسوماتك جميلة. لكنك دائمًا تفكرين بطريقة متشائمة، وهذا ما يجعلك في النهاية ترسمين بطريقة سيئة. ما رأيك أن تنظري إلى نفسك بطريقة مختلفة؟”

نظرت أمل إلى جدتها بدهشة وسألتها: “لكن، كيف يمكن لفكرة في عقلي أن تغيّر الواقع من حولي”.

ابتسمت الجدة وقالت: “سأحكي لكِ قصة قصيرة توضّح لكِ أهمية التفكير الإيجابي في حياتنا، وكيف يمكن أن تؤثّر الأفكار على ما نقوم به، وعلى الأشياء من حولنا أيضًا”.

بدأت الجدة في سرد القصة قائلةً: “سأحكي لكِ يا أمل عن قصة فتى يُدعى باسم. كان يحب لعب كرة القدم كثيرًا، ويحلم بأن يصبح لاعبًا مشهورًا. وكان موهوبًا لدرجة أنّ كلّ من يراه يلعب يشعر وكأنه يشاهد لاعبًا كبيرًا في أحد الأندية العالمية.

في أحد الأيام، ذهب باسم إلى مدرسته، وعندما بدأ الفصل، سأل المعلم عن حلم كل طالب. رفع صديقة سامي يده وقال: “أريد أن أصبح طبيبًا ناجحًا مثل والدي.”

ثم قال أحمد: “أريد أن أصبح مهندسًا”.

وعندما جاء دور باسم، ابتسم وقال بكل ثقة: “أنا أحلم بأن ألعب كرة القدم مع فريقي المفضل”.

فجأة، عمت أصوات الضحك في الفصل وسخر الطلاب من حلمه، وقال أحدهم: “هل تمزح؟ كيف لفتى يعيش في قرية صغيرة أن يصبح لاعبًا في نادٍ عالمي؟”

حزن باسم من سخرية أصدقائه، وجلس طوال اليوم الدراسي يفكر في ما قاله أصدقائه، وبدأت الأفكار المتشائمة تتسلل إلى عقله ببطء. ومع انتهاء النهار، ذهب إلى تدريباته، لكنّه لم يستطع اللعب بمهاراة، فوبّخه مدرّبه. عندها شعر بأن أصدقائه على صواب.

حزن باسم بسبب سخرية أصدقائه، وبقي يفكّر في كلماتهم لعدّة أيام. بدأت الأفكار المتشائمة تتسلّل إلى عقله ببطء، حتى شعر بالضعف والحزن. وكان يذهب في كلّ يوم إلى تدريب كرة القدم حزينًا متشائمًا. فيما مضى، كان باسم يلعب بحماس ويركض ويصوّب بدقة. لكنّه الآن يسقط أكثر من مرة ويفقد الكرة بسهولة.

وبّخه المدرّب بحزم، وقال: “ما بك يا باسم؟ لماذا لا تلعب بمهارة مثل كلّ مرة؟”

طأطأ باسم رأسه حزينًا وقال: “ربّما لم أكن ماهرًا من البداية”.

توجّه باسم إلى منزله وهو يشعر بالإحباط، ويردّد في سرّه كلمات أصدقائه عن حلمه المستحيل. تعجّبت والدته من حديثه المتشائم، فسألته عن سبب هذا الكلام، أخبرها بما حدث معه في الفصل وكيف سخر أصدقائه من حلمه، وكيف وبخّه المدرب.

قاطعته والدته قائلة: “لقد أخطأت يا باسم، لا يجب أن تسمع لحديث المتشائم، ما رأيك إذا لبسنا النظارة السحرية”.

ردّ باسم: “النظارة السحرية”.

أجابت الأم: “نعم، ولكنها ليست نظارة حقيقية، بل هي نظارة التفكير الإيجابي، هي طريقة جديدة لرؤية العالم من حولنا”.

ثم تابعت حديثها: “يا بُنيّ، الأحلام هي أهداف مؤجلة تنتظر من يسعى لتحقيقها. يجب عليك أن تؤمن بحلمك وتسعى لتحقيقه مهما كانت الظروف. تحقيق الأحلام لن يكون سهلاً دائمًا، بل يتطلب مواجهة التحديات والقضاء عليها، والعزيمة، والصبر، والإصرار على النجاح”.

تأثّر باسم بكلام والدته، وصعد إلى غرفته. وظلّ يفكّر طوال الليل في نصائح والدته وفي أمر النظارة السحرية. وفي صباح اليوم التالي، أسرع إلى والدته وأخبرها بأنه سيكمل تدريباته وسيسعى لتحقيق حلمه ولن يلتفت إلى كلام أصدقائه. فرحت الأم بإصرار طفلها، ثم استأذنها للذهاب إلى النادي. أدّى باسم جميع تدريباته بنشاط وقوة.

كان باسم يحرص على الذهاب إلى التمرينات في مواعيدها، ويهتم بتناول طعام صحي، استعدادًا ليوم المنافسة الكبير. وعند عودته إلى المنزل، يُنهي واجباته المدرسية ويُراجع دروسه بانتظام، دون أن يُقصّر في أي جانب. مضت السنوات، وهو يحول كل موقف سيء إلى موقف إيجابي بنظارته السحرية. وفي أحد الأيام، أعلن النادي عن يوم مهم سيحضر مدربون من كافة الفرق، لاختيار أفضل اللاعبين لضمهم إلى فرقهم.

شعر باسم بأن هذا اليوم هو الفرصة التي انتظرها طويلًا، وقال لنفسه: “هذا هو اليوم الذي تدرّبتُ من أجله لسنوات. هذا هو اليوم الذي سأبدأ فيه تحقيق حلمي.”

وفي يوم المنافسة، حضر باسم برفقة والدته التي كانت تشجعه باستمرار وتسانده بكلماتها الإيجابية. نزل باسم إلى الملعب وتمكن من خطف أنظار كل المدربين بأدائه الرائع، وفي نهاية اليوم، تمكّن من الانضمام إلى المنتخب القومي لبلاده. شعر باسم بالسعادة والفرح الشديد لاقترابه من تحقيق حلمه، وأدرك أن الإصرار والتفكير الإيجابي كانا المفتاح الحقيقي لنجاحه.

أصبح باسم لاعبًا مشهورًا، وكان يصنع أهدافًا رائعة في كل مباراة، وبدأت شهرته تزداد يومًا بعد يوم. وفي أحد الأيام، أثناء ذهابه إلى التمرين، تفاجأ بأن مدرّب ناديه المفضل قد أرسل مندوبًا لمقابلته، ليقنعه بالانضمام إلى الفريق واللعب معهم. لم يصدق باسم نفسه، فقد كان هذا حلمه الكبير منذ الطفولة، والآن أصبح حقيقة بعد كل الجهد والتعب.

وبالفعل، سافر باسم إلى خارج البلاد، وبدأ تدريباته مع زملائه الجدد في الفريق. وقبل أول مباراة له مع ناديه المفضل، دعا والدته وكل أصدقائه لحضور المباراة، لرؤيتهه وهو يلعب مع ناديه المفضل.

وعندما انتهت المباراة، قال باسم بسعادة وهو يلوّح بيده للجمهور: “اليوم حققت حلمي الذي لم يصدّقه أحد، ووصلتُ لما حلمت به. أنصح كل من يسمعني أن يسعى وراء حلمه، ولا يستسلم أبدًا، ولا يلتفت إلى الكلمات المحبِطة. فالعمل الجاد والتفكير الإيجابي هما طريق تحقيق الأحلام”.

في نهاية القصة، سألت الجدة أمل: “هل تعرفين من هو باسم يا حفيدتي؟” هزّت أمل رأسها بالنفي، فأخرجت الجدة هاتفها، وعرضت عليها فيديو للاعب على الإنترنت، ثم أخبرتها: “هذا هو باسم، الذي أخبرتك عنه، هي قصة حقيقية”.

ذُهّلت أمل، وفهمت أخيرًا كيف يمكن للأفكار الإيجابية أن تؤثر على تصرفاتها وتساعدها على تحقيق أهدافها. وبعد تلك اللحظة، قرّرت أمل أن تلبس النظارة السحرية، وألا تترك مجالاً للأفكار المتشائمة لتتسلل إلى عقلها.

قالت لنفسها: “أنا أمتلك موهبة الرسم، ويمكنني أن أرسم لوحات جميلة”.

ذهبت أمل، وأحضرت أدواتها ولوحتها، وجلست بجانب جدتها ترسم لوحة جميلة للزهور. وفي صباح اليوم التالي، أخذت اللوحة إلى مدرستها لتُريها لمعلمتها، فاندهشت المعلمة من جمال اللوحة وتفاصيلها.

قالت المعلمة: “رسمتك جملية للغاية يا أمل. ستقيم المدرسة مسابقة للرسم، والفائز سيسافر إلى باريس لتعلّم الرسم خلال العطلة الصيفية. يجب أن تشتركي في هذه المسابقة”.

بدأت أمل في التدرّب على الرسم من جديد، وانضمت إلى نادي الرسم لتتعلم أكثر وتُطوّر مهاراتها استعدادًا للمسابقة. وفي يوم المسابقة، استيقظت أمل وجهزت أدواتها، لكن بدأ الخوف يتسلّل إلى عقلها وقلبها. لاحظت جدّتها ذلك، فاقتربت منها وقالت: “تذكّري يا أمل قصة باسم، وكيف حقق حلمه. فكّري بالأفكار الإيجايبة. أنا أثق بأنك ستفوزين بالمركز الأول”.

نظرت إلى جدّتها، وقالت: “لن أدع الأفكار المتشائمة تسيطر عليِّ، أنا أستطيع تحقيق الفوز اليوم، سأرسم لوحة جميلة تنبض بالحياة وتعجب كل من يراها”.

غادرت أمل المنزل، وهي عازمة على تحقيق المركز الأول. جلست في مكانها المخصص، وبدأت ترسم اللوحة بهدوء شديد، وهي تردد: “أنا أستطيع الفوز”.

وبعد عدة ساعات، انتهت أمل من لوحتها، وانتظرت رأي الحكّام. وبعد عدة مناقشات، صدرت نتائج المسابقة وحصلت أمل على المركز الأول. قفزت أمل من مكانها بسعادة، وركضت إلى جدتها التي كانت تنتظرها بفخر، وعانقتها بقوة. قالت الجدة بابتسامة: “ألم أقل لكِ إن التفكير الإيجابي يصنع المعجزات؟”

ذهبت أمل لتستلم جائزتها وسط تصفيق أصدقائها، اقترب منها أحد الحكام وسألها عن اسم لوحتها. نظرت أمل إلى لوحتها وقالت: “سأسمي لوحتي الفكرة المضيئة”. وأكملت حديثها قائلة: “كنت أرغب في رسم لوحة تعبّر عن أهمية التفكير الإيجابي في حياتنا. أردت أن يشعر كل من يراها بالقوة ويسعي لتحقيقه”.

عادت أمل إلى المنزل وهي تحمل الجائزة، تملأها السعادة، وشكرت جدتها وقالت: “شكرًا لك يا جدتي، اليوم تعلمت الدرس جيدًا، وفهمت كيف يمكن لكلمة واحدة أن تغيّر مسار حياتنا. ومن اليوم فصاعدًا، سأحرص دائمًا على قول كل الكلمات والأفكار الإيجابية لنفسي وللآخرين”.

ابتسمت الجدة ورتبت على كتفها قائلة: “وهكذا تبدأ الفكرة المضيئة في الانتشار.”

اقرأ أيضًا: قصة للأطفال عن توفير المال: سامر والديناصور الأخضر

المغزى من القصة

وفي نهاية القصة، تعلمنا من أمل كيف يمكن أن يساعدنا التفكير الإيجابي على تغيير نظرتنا لأنفسنا، ويحفّزنا على السعي لتحقيق أهدافنا وأحلامنا. وكيف يمكن للأفكار السلبية التي نُصدّقها عن أنفسنا أن تؤثر على ثقتنا بأنفسنا وأحلامنا.

يساعدنا التفكير الإيجابي على تحويل الخوف واليأس إلى إصرار وتحدٍّ، يعقبه نجاح وتحقيق الأهداف. كما نتعلّم أيضًا كيف يمكننا أن نشجع الآخرين، تمامًا كما كانت الجدة تشجع أمل باستمرار.

وتذكّر يا طفلي العزيز، قد لا تنجح محاولتك الأولى، ولكن بالسعي والمحاولة يمكننك أن نصل إلى ما نحلم به. لا تُصدّق كل ما يُقال عنك، أنت لست ما يقوله الآخرون عنك، بل ما تؤمن به عن نفسك. لذا، ثق بنفسك وفكر بإيجابية. وتذكّر في النهاية أن التفكير الإيجابي هو مفتاح النجاح.

اقرأ أيضًا: مالك الغاضب!| قصة قصيرة حول السيطرة على الغضب

ماذا تعرف عن التفاؤل المزيّف؟ اقرأ المقال كاملاً الآن.

Exit mobile version