قصة تعليمية عن المثابرة: نطّاط يمسك نجمة

لطالما أحبّ الضفدع الصغير “نطّاط” النظر إلى النجوم ليلاً. وكان في كلّ ليلة يجلس على ورقة زنبق كبيرة، ويتأمل النجوم المتلألئة.

– كم أتمنى لو ألمس هذه النجوم!
كان نطّاط يقول لنفسه في كلّ مرّة يرى فيها نجوم السماء اللامعة.
هذه الليلة، كانت السماء صافية، والجوّ صيفيًا جميلاً. النجوم اللامعة كانت تملأ السماء وتتراقص مثل الجواهر الصغيرة.

قرّر نطّاط تسلّق صخرة كبيرة ليتمكّن من لمس النجوم. ثابر وثابر حتى وصل إلى قمّة الصخرة، ثمّ مدّ يده ليمسك نجمة…ولكن…
يالا الأسف، النجوم لا تزال بعيدة جدًا، ولا يستطيع نطّاط الوصول إليها!

فجأة رأى نطّاط تلّة بالقرب منه، فقال فرحًا:
– أوه سأتسلّق التلّة وساتمكّن من الإمساك بنجمة!

و…ويييييي…تزحلق نطّاط من أعلى الصخرة، وبدأ القفز صاعدًا التلّة.
هيب…هوب…هيب…هوب

وصل أخيرًا إلى أعلى التلّة! ومدّ يده ليمسك نجمة…ولكن..
وأسفاه، لا تزال النجوم بعيدة جدًا، ولا يمكن لنطّاط الوصول إليها!

من أعلى التلّة، رأى نطّاط شجرة جوز هند قريبة منه. كانت طويلة جدًا، وفرح نطّاط:
– إن تسلّقت الشجرة، فسوف أمسك نجمة حتمًا!

وهكذا، نزل نطّاط من التلّة…
هيب…هوب…هيب…هوب…

حتى وصل أخيرًا إلى شجرة جوز الهند، وبدأ يتسلّقها بصعوبة كبيرة!
واحد…اثنان….واحد….اثنان….

وصل نطّاط بعد كثير من الجهد إلى قمّة الشجرة، ومدّ يده ليمسك نجمة….ولكن….
أوه…لا… لا تزال بعيدة جدًا، ولا أستطيع الإمساك بها.

شعر نطّاط بخيبة الأمل، وطأطأ رأسه حزينًا، فرأى كم كان مرتفعًا عن سطح الأرض، وخفق قلبه بقوّة من الخوف…بوم..بوم…بوم…

وضع نطّاط يده على قلبه الصغير، وهمس لنفسه:
– لن أخاف…أستطيع أن أفعلها!

ثمّ نظر مجدّدًا إلى الأسفل نحو الأرض، فرأى منظرًا رائعًا جدًا!
كان هنالك بركة صغيرة في الأسفل، وعلى سطحها تلألأت النجوم بقوّة!

نظر نطّاط إلى النجوم في الماء بإعجاب شديد….استجمع شجاعته، وقفز أخيرًا نحو البركة…
كلّما اقترب نطّاط من البركة، زاد اقترابه أكثر من النجوم المتلألئة على سطحها.

سبلااااش

أخيرًا وصل نطّاط إلى سطح الماء، وغطس في مياه البركة.

خرج نطّاط من البركة، وجلس على ضفّتها، ثمّ راح يتأمل النجوم الصغيرة وهي تتلألأ على السطح في منظر ساحر بديع.

ابتسم الضفدع نطّاط أخيرًا، وقال:
– أخيرًا لقد أمسكت بالنجوم ولمستها!

أسئلة تفاعلية لصغيرك

لقد كان نطّاط يريد الإمساك بنجمة، ماذا فعل كي يحقّق هدفه هذا؟

هل تمكّن نطّاط من الإمساك بالنجوم من المحاولة الأولى؟

ما الذي تعلّمنا إياه هذه القصّة؟

قصص أميرات للبنات: قصة سندريلا

كان يا مكان، في قديم الزمان، وفي إحدى البلدان البعيدة، عاشت فتاة جميلة طيبة القلب اسمها سندريلا، مع أبويها اللذين يحبّانها ويعطفان عليها. كانت تعيش حياة سعيدة إلى أنّ جاء يوم مرضت فيه والدتها مرضً شديدًا، ولم يتمكّن الأطباء من علاجها، ففارقت الحياة، تاركة سندريلا المسكينة وحيدة.

حزن الأب على فراق زوجته حزنًا شديدًا، وأصبح وحيدًا يشعر بألم الفراق. وكان كلّما نظر إلى ابنته الصغيرة، شعر بمزيد من الحزن لأنه أصبحت يتيمة دون أمّ ترعاها وتعطف عليها. فقرّر أن يتزوّج بامرأة أخرى تحلّ محلّ أمها، فتعتني بها وتقدّم لها الحبّ والعناية.

وكذلك كان الحال، تزوّج الأب بامرأة أرملة، لديها ابنتان أكبر من سندريلا بقليل. وانتقلن للعيش في منزل سندريلا. 

كانت زوجة الأب وابنتاها يعاملن سندريلا معاملة حسنة، وفرحت هذه الأخيرة لأنه أصبح لديها أختان تتتسلّى معهما. 

فرح الاب لرؤية ابنته وقد عادت إلى محياها الابتسامة، واطمأن قلبه أنها ستكون بخير أثناء سفره للعمل، وهكذا، بعد عدّة أسابيع من زواجه، سافر الأب مبحرًا إلى بلاد بعيدة لإحضار البضاعة من أجل عمله. وهنا تغيّرت الأمور تمامًا.

أصبحت زوجة الأب هي سيّدة المنزل، فأجبرت سندريلا على الانتقال إلى العليّة المظلمة، وأعطتها ملابس رثّة ممزقة لترتديها بدلاً من ثيابها الجميلة. ليس هذا وحسب، بل جعلتها تقوم بجميع أعمال المنزل من تنظيف وترتيب وطبخ.

تحوّلت حياة سندريلا بين ليلة وضحاها، وصارت خادمة لزوجة أبيها القاسية وابنتيها المدللتين، فكانت تستيقظ باكرًا لتعدّ لهنّ طعام الفطور، وتغسل ثيابهنّ وترتب غرفهن، في حين كانت الأختان المغرورتان تقضيان نهارهما في النوم والأكل والتنزّه في الأسواق لشراء الأثواب والمجوهرات الفاخرة.

على الرغم من قسوة الحياة ومعاملة زوجة الأب وابنتاها السيئة، لكنّ سندريلا لم تفقد الأمل، وحافظت على طيبة قلبها ورقّتها في التعامل، وكان لديها أصدقاء صغار من الحيوانات يخفّفون عنها وحدتها ويساعدونها في بعض أعمالها. فكانت بعض العصافير تقدّم لها العون لنشر الغسيل على الحبال، والفئران الظريفة تمدّ لها يدّ العون في حمل بعض الخضار والفواكه والأواني، والقطّ ميشا يساعدها في المسح وتنظيف الأرضيات، ممّا أدخل السعادة إلى قلبها، وشجّعها على الاستمرار في العيش برضى.

في أحد الأيام شاع خبر رغبة الأمير ابن حاكم المملكة في الزواج، وأعلن الملك عن إقامة حفل كبير في القصر الملكي، تحضره جميع الفتيات ممّن هنّ في سنّ الزواج ليختار الأمير عروسه من بينهنّ.

وتلقّت زوجة الأب وابنتاها دعوات لحضور الحفل الراقص، كما تلقّت سندريلا أيضًا دعوة لحضور الحفل، وكم أفرحها وأسعدها ذلك، لكنها طلبت الإذن من زوجة أبيها للسماح لها بحضور الحفل:

  • هل يمكنني أن أذهب أنا أيضًا إلى الحفل الراقص؟

سألت سندريلا بحذر.

ضحكت زوجة الأب بسخرية، وردّت:

– سأسمح لك بالذهاب إن استطعتِ إنهاء جميع أعمالك المنزلية، وعثرتِ على ثوب مناسب للحفل، أمّا الآن فأريد منك أن تساعدي ابنتيّ على الاستعداد للحفل، أريد أن تكونا أجمل الفتيات في القصر حتى يقع اختيار الأمير على إحداهما.

وهكذا ازداد ضغط العمل على سندريلا التي أصبحت الآن مكلّفة بإتمام جميع أعمال التنظيف والترتيب والطبخ، وكذلك تحضير وخياطة أثواب الحفل لأختيها ومساعدتهما لاختيار المجوهرات والأحذية المناسبة لحضور هذه المناسبة الراقية.

كانت تعمل بجدّ طوال النهار، وتسهر ليلاً على حياكة ثياب أختيها، واستطاعت بفضل أصدقائها الطيبين أن تصلح أحد أثواب والدتها الراحلة وتزيّنه بالشرائط الحريرية والخرز اللامع حتى أصبح ثوبًا أنيقًا وجميلاً.

في يوم الحفل، استيقظت سندريلا باكرًا، فأعدّت الفطور لأختيها، وقامت بتنظيف وترتيب المنزل كاملاً، ثمّ ساعدت الفتاتان المغرورتان على تجربة فساتين الحفل واختيار ما يلائم من الجواهر والأحذية، فكانتا تلبسان وتخلعان الفساتين والموجوهرات، وسندريلا تساعدهما على اختيار ما يلائم وما لا يلائم، حيث قضت معهما ساعات طوال تستمع إلى أرائهن وتصلح ما يحتاج إلى إصلاح أو تضييق أو توسيع من الثياب والفساتين.

ومع غروب الشمس، كانت الفتاتان وزوجة الأب في أبهى حلّة لهنّ، يرتدين فساتين من الحرير مطرّزة بالخيوط الذهبية ومزيّنة بالخرز والجواهر، واستغلّت سندريلا فترة تناولهنّ الطعام، فارتدت فستان والدتها الراحلة البسيط الذي أصلحته مع أصدقائها الحيوانات، وربطت شعرها بشريط حريري، ونزلت إلى الأسفل تحمل دعوتها.

كانت زوجة الأب والفتاتان على وشك ركوب العربة المتجهة إلى القصر عندما نادتهنّ سندريلا:

– انتظروني! ألن آتي معكنّ أنا أيضًا!

والتفتت الأختان وأمهما إلى سندريلا، ثمّ انفجرن ضاحكات بسخرية:

– هل ستأتين معنا بهذا الثوب القديم البالي؟!

قالت إحدى الأختان، وأضافت الأخرى:

– وهذا الحذاء البشع القبيح؟!

قالت زوجة الأب

– لن أسمح لكِ بإفساد فرصة الزواج من الأمير على ابنتيّ، فإن رآكِ معهما سيسخرّ منّا وينفر من الحديث معهما، ستحرجينني مع العائلة المالكة والطبقة الثرية من الحضور.

– لكن…

وقاطعتها زوجة الأب مجدّدًا:

– كفى….لن تحضري الحفل، ثمّ إنّ المنزل غارق في الفوضى، عليك ترتيب المكان وتنظيفه قبل عودتنا، لا أريد أن أرى ذرّة غبار واحدة عندما أعود.

ثمّ اقتربت منها، وأخذت منها دعوة الحفل، فمزّقتها ورمتها أرضًا حتى تتأكّد من أنّ سندريلا لن تحضر الحفل، وغادرت بعدها مع ابنتاها وهنّ يضحكن بخبث، تاركات سندريلا وحدها في المنزل.

شعرت سندريلا بالظلم، والحزن الشديد، واندفعت إلى غرفتها في العلية حيث ارتمت على السرير وراحت تبكي بكاءً مريرًا، فيما حاول أصدقاؤها الصغار التخفيف عنها، ولكن بلا جدوى.

ومن شدّة تعبها، غفت سندريلا لبضع لحظات، لكنّها عندما استيقظت من جديد رأت أمامها سيدة طيبة الملامح، ترتدي ثوبًا أزرق لامعًا، وتحمل بيدها عصًا غريبة الشكل.

– من أنتِ؟

سألت سندريلا بفضول.

– أنا الجنيّة الطيبة، وقد أتيتُ لمساعدتك يا سندريلا، فامسحي دموعك، ولا تحزني لأنط ستذهبين إلى الحفل الراقص.

– وكيف أذهب من دون ثوب أو عربة أو حتى بطاقة دعوة، زوجة أبي وأختاي محقّات، سأكون مصدر إحراج لهنّ ولنفسي إن ذهبت.

قالت سندريلا بحزن، وابتسمت الجنية الطيبة وهي تستمع إليها ثمّ قالت:

– لا عليك… ستكونين أجمل فتاة في الحفل، وستخطفين الأبصار بحضورك!

ثم لمست بعصاها سندريلا، فأشعّ نور قويّ، وفجأة تحوّل ثوبها القديم إلى فستان رائع الجمال من الحرير الثمين، مطرّز بخيوط فضيّة دقيقة وخرزٍ نجمي لامع.

ولمست الجنيّة شعر سندريلا، فمُشّطَ تلقائيًا ووُضع عليه تاج ثمين مرصّع باللآلئ والألماس، وعلى رقبتها استقرّ عقدٌ من اللؤلؤ والمرجان.

وأمّا حذاؤها الممزّق، فتحوّل هو الآخر إلى حذاء من الزجاج الشفاف اللامع. 

– أنتِ مستعدّة الآن للحفل، ولم يتبقَ سوى إعداد العربة… هيا لننزل إلى الأسفل!

قلت الجنية، ثمّ نزلت إلى المطبخ في الطابق السفلي، فاختارت منه حبّة يقطين كبير، وحملتها إلى المدخل، ثمّ ضربتها بعصاها، فتحوّلت في الحال إلى مقصورة عربة رائعة الجمال، وبضربة أخرى، تحوّلت الفئران من أصدقاء سندريلا إلى جياد بيضاء أصيلة ذات عدّة ذهبية بديعة.

– أخيرًا، نحتاج إلى سائق عربة، وخادم لمساعدتك على الركوب والنزول!

ونظرت من حولها فرأت زوج العصافير من أصدقاء سندريلا، فلمست كلّا منهم بعصاها السحرية، وكما هو الحال مع الفئران، تحوّلا في الحال إلى رجلين ببزّة رسمية أنيقة.

ذُهلت سندريلا من كلّ ما رأت، وشعرت بالسعادة الغامرة. فراحت تدور حول نفسها بثوبها الساحر وهي تشكر الجنيّة الطيبة.

– شكرًا لك أيتها الجنية الرائعة، لا أنسى لك معروفك ما حييت!

ابتسمت الجنيّة بطيبة، ثمّ قالت:

– هيا يا عزيزتي، حان وقت الذهاب… لكن تذكّري، عليك العودة إلى المنزل قبل منتصف الليل، فعند الدقّة الثانية عشرة من منتصف الليل سيختفي أثر السحر وتعود ثيابك إلى حالتها الأولى وكذلك العربة وكلّ شيء آخر.

– فهمت لن أنسى ذلك، وسأغادر قبل حدوث ذلك.

ثمّ ركبت العربة، وودّعت الجنية وانطلقت نحو الحفل.

هناك في القلعة، كانت الفتيات يحاولن التقرّب من الأمير، والتعريف بنفسهن أمامه، لكن علامات الملل والضجر كانت بادية على محيّاه، فلم يرَ في أيّ منهن صفات الزوجة المناسبة، وفجأة رفع نظره نحو مدخل القاعة، فرأى سندريلا وهي تقف عند المدخل بثوبها الساحر وحليّها الفاخرة. 

وقف الأمير على الفور، واتجه نحوها، وتتبّع جميع الحضور خطواته نحو سندريلا.

– آنستي الجميلة، أهلاً بك في هذا الحفل الراقص، لا شكّ أنّك من النبلاء أو أميرة من أميرات الممالك المجاورة.

لم تعرف سندريلا ما تقول، فانحنت للأمير باحترام وشكرته على دعوتها لمثل هذا الحفل المميز، ومدّ الأمير يده إليها طالبًا منها مشاركته الرقصة التالية، فوافقت وابتسامة مشرقة ترتسم على محيّاها.

وانطلق العزف من جديد في الأرجاء، فرقصت سندريلا والأمير لوقت طويل، وأسرت جميع الحضور بجمالها وروعة حضورها.

وبعد الرقص، تمّ تقديم العشاء في الحفل، فرافق الأمير سندريلا، وتناول عشاءه معها، ثمّ خرج الإثنان إلى حديقة القصر، وراحا يتحدّثان ويتسامران، فأعجب كلّ منهما بشخصية الآخر ودماثة أخلاقه وطيبة قلبه، ولم تنتبه سندريلا لتأخر الوقت في حضرة الأمير، إلى أن سمعت فجأة الساعة تدقّ معلنة منتصف الليل.

ارتبكت سندريلا وتوتّرت، واعتذرت على عجل من الأمير:

– أرجو المعذرة يا مولاي، ولكن يجب أن أغادر الآن!

– مهلاً انتظري…لم أعرف اسمك حتى الآن…

لكنّ سندريلا لم تكن تملك من الوقت ما يكفي للإجابة عن سؤال الأمير، فحيّته، وركضت نحو الخارج، وأثناء نزولها الدرج باتجاه العربة سقطت منها فردة حذائها، إلاّ أنها لم تبالي وتركتها وراءها وركبت العربة وغادرت على عجل.

حار الأمير في أمرها، ولم يعرف ما أصابها ودفعها للرحيل على هذا النحو، ثمّ حمل فردة الحذاء الزجاجي الذي تركته، وعاد به إلى الحفل، الذي بدا له حينها مملاً لا معنى له.

في اليوم التالي، راح الأمير يسأل حاشيته عن صاحبة الحذاء، لكنّ أحدًا لم يعرف من تكون أو ما اسمها، ممّا زاد من حزنه على رحيلها. وأصدر أمرًا بالبحث عنها والعثور عليها، ولكن دون جدوى، فلم يعثر أحد على هذه الأميرة الغامضة.

أخيرًا أعلن الأمير أنّه سيتزوّج الفتاة التي تناسب قدمها الحذاء الزجاجي، وأمر خدمه بزيارة كلّ المنازل في المملكة وجعل الفتيات يجرّبن فردة الحذاء الزجاجي حتى يعثروا على عروسه.

جاب الحرّاس أنحاء المملكة، يطرقون أبواب المنازل، ويعرضون فردة الحذاء على الفتيات، وحاولت الكثير منهنّ ارتداءه لكنّه لم يناسب أيًّا منهن.

وبعد عدّة أيام، وصل حرّاء الملك إلى منزل سندريلا، فبادرت الأختان بقياس فردة الحذاء، لكنه كان صغيرًا جدًّا عليهما. وقال أحد الحراس بعدها:

– بحسب معلوماتي فهنالك فتاة أخرى تعيش في هذا المنزل.

قالت زوجة الأب:

– هذا صحيح، لكنّها مجرّد خادمة، ولا يمكن أن تكون تلك الأميرة الساحرة التي رأيناها في الحفل، فلا داعي لإضاعة وقتكم الثمين معها.

أجاب الحارس:

– إنّ الأوامر تنصّ على أن تجرّب كلّ فتاة في المملكة فردة الحذاء بغضّ النظر عمّن تكون، فأرجو منك استدعاءها الآن.

وعلى مضض، نادت زوجة الأب سندريلا من المطبخ، فجاءت وجلست على الأريكة، ووُضع الحذاء في قدمها، فانزلق بسهولة كأنه خُلق لها! دهش الجميع، وفجأة، أشرق نور سحري من حولها، ليعود فستانها الملكي ويتألّق تاجها من جديد، وسط شهقات الذهول من زوجة الأب وابنتيها.

– هذا مستحيل، سندريلا لم تذهب إلى ذلك الحفل، فمن أين لها بذلك الثوب الرائع وتلك الجواهر الثمين.

أخذها الخدم إلى القصر، حيث كان الأمير ينتظرها بفارغ الصبر. وعندما رآها، أشرق وجهه بالسعادة وقال: “أخيرًا وجدتكِ!” لم يكن بحاجة لسماع أيّ شيء آخر، فقد كان متأكدًا أنّها هي الفتاة التي يريدها. وبعد أيام قليلة، أُقيم حفل زفاف كبير، وتوّجت سندريلا أميرة، لتعيش مع الأمير بسعادة وهناء.

أما زوجة الأب وابنتاها، فتعلمّن درسًا قاسيًا، حيث أدركن أن الجمال الحقيقي ليس في الملابس الفاخرة، بل في القلب الطيب والروح النقية.

قصة ليلى والذئب

في قرية صغيرة وسط الغابة، عاشت فتاة طيبة القلب تُدعى ليلى. كانت ليلى مشهورة بمعطفها الأحمر الذي أعطتها إياه جدتها الحبيبة. في يوم من الأيام، طلبت والدة ليلى منها أن تزور جدتها المريضة لتطمئن عليها وتأخذ لها سلة مليئة بالطعام اللذيذ.

قالت لها والدتها قبل أن تخرج:
“كوني حذرة يا ليلى، وامشي في الطريق المستقيم ولا تتحدثي مع الغرباء.”

انطلقت ليلى عبر الغابة وهي تغني بفرح، حتى وصلت إلى مكان جميل مليء بالأزهار. قررت قطف بعض الأزهار لإسعاد جدتها. أثناء ذلك، ظهر أمامها ذئب كبير، ولكنه بدا لطيفًا وقال:
“مرحبًا يا صغيرة! إلى أين أنت ذاهبة؟”

ببراءة ردت ليلى:
“أنا ذاهبة إلى بيت جدتي لأطمئن عليها وأعطيها هذه السلة.”

فكر الذئب بمكر وقال لنفسه: “إنها فرصة للحصول على وجبة لذيذة!”
ثم قال بصوت ودود:
“لِمَ لا تقطفين المزيد من الأزهار الجميلة؟ ستفرح جدتك كثيرًا.”

أعجبت ليلى بالفكرة واستغرقت في قطف الأزهار، بينما ركض الذئب بسرعة نحو بيت الجدة. وعندما وصل، طرق الباب.
“من هناك؟” سألت الجدة بصوت ضعيف.
قال الذئب مقلدًا صوت ليلى:
“أنا ليلى يا جدتي. أحضرت لك الطعام!”

فتحت الجدة الباب، لكن الذئب قفز وأخافها حتى اختبأت داخل الخزانة. لبس ملابس الجدة واستلقى في السرير بانتظار ليلى.

عندما وصلت ليلى إلى البيت، لاحظت أن شكل جدتها مختلف قليلاً. فقالت:
“جدتي، لماذا أذناك كبيرتان؟”
أجاب الذئب بصوته الماكر: “لأسمعك جيدًا يا صغيرتي.”
“وجدتي، لماذا عيناك كبيرتان؟”
“لأراك جيدًا يا صغيرتي.”
“لكن، لماذا أسنانك حادة؟”
فجأة قفز الذئب قائلاً: “لأكلك!”

صرخت ليلى بكل قوتها، وسمع صيحتها حطّاب قوي كان يعمل قريبًا. هرع الحطاب إلى البيت، وضرب الذئب فهرب بعيدًا في الغابة، وأخرج الجدة من الخزانة.

شكرته ليلى وجدتها، وتعلمت ليلى درسًا مهمًا: يجب دائمًا الاستماع لنصائح الأهل والحذر من الغرباء.

5 نصائح فعّالة للتعامل مع الطفل العصبي

قد يكون التعامل مع الطفل العصبي تجربة شاقَّة ومُرهقة نفسيًا للآباء، ولكن من المُهم أن نُدرك أنّنا جميعًا نشعر بالغضب في بعض الأحيان. فالغضب هو علامة على أنَّ شيئًا ما ليس على ما يرام معنا مما يمنحنا الفرصة لتغييره للوصول إلى حياة أكثر هدوءً وراحة. يُمكن أن يظهر الغضب لأسباب مُختلفة عند الأطفال، خاصةً عندما يكونون مُتعبين أو يشعرون بالتوتُّر. إنَّه أيضًا رد فعل شائع للمواقف التي تبدو غير عادلة أو غير آمنة أو خارجة عن سيطرتهم. 

أضف إلى ذلك أنّ الأطفال لا يعرفون بعد كيفيَّة التعامل مع مشاعرهم السلبيّة، ولم يتعلموا مهارات مثل حل المشكلات. وفي بعض الأحيان، قد تكون مشاكل الغضب لدى الأطفال ناجمة عن مشكلة أخرى تحتاج إلى علاج مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو القلق أو صعوبات التعلُّم أو مشكلات المعالجة الحسية وغيرها.

في جميع الأحوال، يُعد الغضب شعورًا طبيعيًا، ولكن عندما يصبح أمرًا مُتكررًا في حياة الطفل اليوميَّة، فإنَّه يُمكن أن يؤثر على الانسجام الأسري، وعلى تفاعلات الطفل الاجتماعيَّة، ويعوق نموه النفسي والعاطفي، وهنا يجب التدخُّل!

لذلك، يُعد فهم الأسباب التي تدفع الطفل العصبي للغضب باستمرار وتنفيذ استراتيجيَّات فعالة للتحكُّم فيه أمرًا بالغ الأهميَّة للحفاظ على الصحة النفسيّة للطفل ومنع أي تشوهات نفسيّة مُحتملة في المُستقبل. في هذا المقال، نُقدّم لك بعض النصائح الفعّالة لمساعدتك على التعامل مع طفلك العصبي وتحسين سلوكه والتخلُّص من عصبيّته المُفرطة.

اقرأ أيضًا: أساليب التربية الحديثة: كيف تربّي أطفالك بذكاء؟

نصائح للتعامل مع الطفل العصبي

يجب أن تأخذ في الاعتبار أنّ رد فعلك المبدئي على سلوك الطفل العصبي سيكون له تأثير كبير على ما إذا كان سيستمر في التصرُّف بنفس الطريقة أم سيتعلَّم كيفيّة التحكم في غضبه وإظهار سلوك أكثر هدوءً واحترامًا. لذلك، عندما يُظهر طفلك سلوكًا غاضبًا، فإنّ أوّل ما يجب عليك فعله هو:

1. كن هادئًا

عند مواجهة طفل غاضب، من السهل أن تشعر بالغضب وفقدان  السيطرة على نفسك، حيث لا تلبث أن تجد نفسك تبدأ بالصراخ عليه أنت أيضًا. لكن عندما تصرخ، تُصبح فرصتك في التواصل مع طفلك وفهم ما يشعر به أقل بكثير. لذلك، تجنَّب إظهار رد فعل غاضب من جانبك أنت أيضًا، حيث من المُرجَّح أن يؤدي هذا إلى تفاقم الوضع وزيادة عصبيّة الطفل أكثر. 

على الرغم من صعوبة الأمر، إذا تمكنت من الحفاظ على هدوئك والتحكم في أعصابك، فيُمكنك أن تكون نموذجًا لطفلك لتشجيعه أن يفعل الشيء نفسه. حاول قدر المُستطاع أن تبقى مُسترخيًا، واستخدم صوتًا هادئًا ولغة جسد منفتحة، وركّز على فهم ما يريده الطفل.

2. لا تستسلم لرغبات الطفل

لا يُعد الاستسلام لرغبات الطفل العصبي عندما يكون غاضبًا لمُجرَّد جعله يهدأ استراتيجيَّة تربوية فعالة. في حين أنَّه قد يوفر راحة مؤقتة ويسترضي الطفل في الوقت الحالي، إلا أنَّه يُمكن أن يعزز أنماط السلوك السلبيَّة لدى الطفل ويعلمه أن الغضب هو وسيلة مقبولة للحصول على ما يريد.

فعندما يتعلم الطفل أنَّ التعبير عن الغضب أو الإصابة بنوبة غضب يؤدي إلى حصوله على ما يريد، فإنَّه يكون أكثر عرضة لتكرار هذا السلوك في المستقبل. 

بالإضافة إلى ذلك، يحتاج الأطفال إلى تعلُّم كيفيّة التحكُّم في عواطفهم عندما يشعرون بالغضب. لكن من خلال السماح لهم بالحصول على ما يريدون عندما يكونون غاضبين، فإنَّك تفوت عليهم هذه الفرصة لتعلُّم كيفيّة التحكُّم في الغضب. أما إذا استسلمت لمطالب طفلك عندما يكون غاضبًا ولكنَّك فرضت القواعد والحدود في أوقات أخرى، فقد يؤدي ذلك إلى إرباكه بشأن السلوك المقبول. وقد يُصبح أكثر تطلبًا واستحقاقًا، عندما يعلم أنَّ نوبات غضبه تتم مكافأتها في بعض الحالات.

3. تحقَّق من مشاعره

إنَّ التحقُّق من مشاعر الطفل العصبي يعني الاعتراف بمشاعره وقبولها باعتبارها حقيقيَّة ومفهومة، حتى لو لم تكن بالضرورة صائبة، ولا شكّ أنّ هذا الأمر يُمثّل جانبًا مُهمًا من الدعم العاطفي للطفل. انتبه تمامًا لطفلك عندما يعبر عن مشاعره وحافظ على التواصل البصري، وأعطِ إشارات غير لفظيَّة لإظهار أنك تستمع بنشاط، مثل الإيماء برأسك أو قول “أنا أفهم”. 

يُمكنك أيضًا أن تُكرِّر أو تُعيد صياغة كلمات طفلك لإظهار أنك تفهم ما يشعر به. على سبيل المثال، إذا قال طفلك: “أنا غاضب جدًا لأني أريد أن استخدم هاتفي الذكي”، يُمكنك الرد بـ “يبدو أنك غاضب حقًا لأنّك تشعر بالملل وأنا أتفهّم هذا”.

من المُهم أيضًا أن تضع نفسك مكان طفلك وتحاول فهم وجهة نظره من خلال التعبير عن تعاطفك معه بقول أشياء مثل: “أستطيع أن أرى السبب وراء شعورك بالإحباط” أو “لا بد أن الأمر كان مخيبًا للآمال بالنسبة لك”.

وفي جميع الأحوال، لا تتجاهل مشاعر طفلك مطلقًا أو تُقلِّل من شأنها، حتى لو كنت تعتقد أن رد فعله غير متناسب مع الموقف. عبارات مثل “أنت تبالغ في رد فعلك” أو “الأمر ليس بالأمر الكبير” يُمكن أن تزيد الأمر سوءًا. بدلًا من ذلك، ركز على فهم مشاعره دون إصدار أي أحكام.

4. تصرّف بلطف

حتى تبدأ هذه الخطوة، يجب عليك أولًا أن تتحكّم في مشاعرك بشكلٍ كبير عندما يكون طفلك غاضبًا. إنَّ أخذ نفس عميق أو العد إلى عشرة أو الابتعاد للحظات لتجميع شتات نفسك يُمكن أن يكون بداية جيدة للبدء في تنفيذ هذه النصيحة.

بعد ذلك، احرص على التحدُّث بنبرة لطيفة، حيث يُمكن أن يساعد الصوت الهادئ واللطيف في تهدئة عصبيّة الطفل. تجنَّب الصراخ أو استخدام الكلمات القاسية، لأنها قد تؤدي إلى تصعيد غضبه وجعل الوضع أسوأ. امنح طفلك اهتمامك الكامل واستمع بفعالية إلى ما سيقوله، وشجعه على التعبير عمّا بداخله وأظهر اهتمام حقيقي بفهم وجهة نظره.

بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن تكون اللمسة الجسديَّة الحنونة سببًا هامًا لتهدئة الطفل الغاضب، فالتواصل الجسدي ينقل الشعور بالحب والدعم ويساعد على الشعور بالأمان . لذلك، يُمكنك معانقته أو إمساك يده أو الربت على ظهره بلطف لتوفير الراحة والطمأنينة. 

تصفّح مكتبة حدّوتة الرقمية من القصص التعليمية لتعزيز مهارات طفلك وقدراته.

5. ابدأ النقاش

بمُجرَّد أن يبدأ الطفل الغاضب في الشعور بالهدوء قليلًا، فقد حان وقت خوض مناقشة صغيرة معه حول الأشياء التي تُزعجه. أثناء المحادثة، دعه يعرف مرةً أخرى أنَّه على الرغم من أن الغضب أمر طبيعي، إلا أنه ليس من المقبول كسر الأشياء أو الصراخ.

شجِّع الطفل على التعبير عن مشاعره وأفكاره من خلال طرح أسئلة مفتوحة، مما بدوره سيساعده على توضيح الخطأ بشكلٍ أكثر وضوحًا. على سبيل المثال، يُمكنك أن تقول: “هل يمكنك أن تخبرني ما الذي جعلك تشعر بالغضب؟” أو “ماذا حدث قبل أن تبدأ بالشعور بهذه الطريقة؟”

وبلطفٍ، قم بتوجيه الطفل لتحديد المشكلة الأساسيَّة بنفسه. في بعض الأحيان، قد لا يفهم الأطفال تمامًا ما يزعجهم حتى يتحدثوا عنه. يُمكنك على سبيل المثال أن تقول: “إذَا، يبدو أنك منزعج لأنك شعرت بالإهمال عندما كان الجميع يلعبون معًا. هل هذا صحيح؟”

تحديد مدى قوّة نوبة الغضب

تعتمد كيفية استجابتك لنوبة الغضب لدى طفلك على مدى شدتها. القاعدة الأولى في التعامل مع نوبات الغضب غير العنيفة هي تجاهلها قدر الإمكان، حيث إنَّ التجاهل في هذه الحالة قد يكون وسيلة فعّالة لإقناع الطفل العصبي أنّ الغضب والعصبيّة لن يجديا نفعًا. 

ولكن عندما يتصاعد الأمر ويصل إلى الصراخ الشديد أو تكسير الأشياء من حوله، لا يُنصح بالتجاهل على الإطلاق لأنَّه قد يؤدي إلى الكثير من الأضرار النفسيّة لطفلك. في هذه الحالة، يُنصح بتطبيق الاستراتيجيّات المذكورة سابقًا. أما إذا كانت هذه النصائح لا تُجدي نفعًا، فيُمكنك وضع الطفل الغاضب في بيئة آمنة لا تتيح له الوصول إليك أو إلى أي مكافآت مُحتملة أخرى.

قد يبدو الأمر قاسيًا أو قد يتسبب في عزلة عاطفيَّة للأطفال، لكنّ الأبحاث تُظهر أنَّ هذه الطريقة فعَّالة ولا تسبب ضررًا للأطفال. ومع ذلك، من المهم جدًا استخدامها فقط عندما لا تنجح الاستراتيجيّات السابقة. من المُهم أيضًا أن تتأكَّد من تحقيق التوازن بين عزل طفلك عندما يظهر سلوكًا عصبيًا وبين أن تُثني على سلوكيّاته الإيجابيّة بعد ذلك. 

إذا كان الطفل صغيرًا – عادةً بعمر 7 سنوات أو أقل –  فحاول وضعه على الكرسي المخصص له. إذا لم يرغب في البقاء على الكرسي، فخذه إلى مكان بالبيت حيث يُمكنه أن يهدأ بمفرده دون وجود أي شخص آخر في الغرفة. مرةً أخرى، لكي ينجح هذا النهج، لا ينبغي أن يكون هناك أي ألعاب في المكان.

يجب أن يبقى طفلك في تلك الغرفة لمدة دقيقة واحدة على الأقل، ويجب أن يكون قد هدأ بالفعل قبل السماح له بالخروج. طبقًا لخبراء علم نفس الطفل، ما يفعله هذا الأمر هو أنَّه يمنح طفلك نتيجة فوريَّة لتبعات غضبه أو سلوكه العدواني ويزيل كل إمكانيَّة للوصول إلى الأشياء التي يُحبها. وبذلك، سيُدرك الطفل في عقله الباطن أنّ الغضب لا يُحل المشاكل أو يُحقق له ما يريد، بل على العكس فإنّه يؤدي به إلى العقاب والحرمان من ألعابه.

ختامًا، يُعد التعامل مع الطفل العصبي بمثابة تحدي يتطلّب التحلي بالصبر والتفهُّم والهدوء. وكأي مرض، يجب البحث عن الأسباب الجذريّة وراء هذا المرض ومعالجتها بدلًا مُجرَّد الاستجابة للأعراض. إنَّ خلق بيئة آمنة للطفل حيث يُمكنه التعبير بوضوح عمّا بداخله وتقبُّل مشاعره دون إصدار أحكام هو الخطوة الأولى للتقليل من نوبات الغضب لديه.

ساعد طفلك على الشعور بالهدوء قبل النوم من خلال قراءة هذه القصص المهدئة قبل النوم.

ومن خلال اتّباع النصائح المذكورة في هذا المقال، يُمكن أن تُمكِّن الطفل الغاضب من إيجاد طرق بناءة للتعامل مع مشاعره، بدلًا من إظهارها في صورة غضب. 

ومع ذلك، على الرغم من بذل أفضل الجهود، قد يستمر بعض الأطفال في المعاناة من الغضب المستمر بسبب مشاكل نفسيَّة أعمق. في مثل هذه الحالات، من الضروري طلب المساعدة المهنيَّة من طبيب نفسي مُختص حتى يتمكّن من اكتشاف أي مشكلات نفسيّة في بدايتها وعمل خطة علاجيّة مُصممة خصيصًا لتلبية احتياجات طفلك، مما يضمن حصوله على الدعم اللازم لسلامته العاطفيَّة.

هل تعرف ما الذي يختفي وراء شعورك بالغضب؟

وأخيرًا، لا تنسَ الاشتراك في مدونتنا لتصلك مقالاتنا الجديدة عن التربية الحديثة للأطفال أولًا بأوّل، ولا تتردد كذلك في مشاركتها لتعم الفائدة!

المصادر: ncbi، youngminds، childmind

5 نصائح لتنظيم استخدام الأجهزة الذكية للأطفال

مع انتشار الأجهزة الذكية بشكلٍ كبير وغير مسبوق، أصبح من الطبيعي أن تجد أطفالًا يستخدمون هذه الأجهزة لفترات طويلة من اليوم، وغالبًا ما يكون ذلك على حساب التفاعل في العالم الحقيقي مثل ممارسة الرياضة أو اللعب مع الأصدقاء أو أداء الواجبات المنزلية، وغيرها.

وبينما قد يلجأ بعض الآباء إلى منع استخدام الأجهزة الذكية نهائيًا، إلّا أنَّ هذا الحل ليس عمليًا على الإطلاق نظرًا لما لهذه الأجهزة من فوائد عديدة مثل التعليم والترفيه، علاوةً على ما قد يُسببه هذا المنع الكامل من عزل للطفل عن عالمه الرقمي الذي يعيش فيه جميع أقرانه. وفي المقابل، فإنَّ الاستخدام المُفرط للأجهزة الذكيّة ينطوي على أضرار ومخاطر وتأثيرات سلبيّة كثيرة على صحة الطفل الجسدية والعقلية.

إذًا، كيف يُمكنك تحقيق التوازن الصحيح بين السماح لطفلك بالاستمتاع بفوائد التكنولوجيا وفي نفس الوقت حمايته من مخاطرها؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال من خلال توضيح ما يُعرف بأدوات الرقابة الأبويّة.

ما هي أدوات الرقابة الأبويَّة على الأجهزة الذكية؟

أدوات الرقابة الأبويَّة هي أدوات مُصمَّمة لمساعدة الآباء على التحكُّم في المحتوى الرقمي والأنشطة التي يتفاعل معها أطفالهم. يتم تنفيذ هذه المراقبة عبر أجهزة مختلفة، مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر، لضمان تجربة آمنة ومناسبة لعمر الأطفال. 

تُوفِّر أدوات الرقابة الأبويَّة مجموعة من القيود التي يُمكن تطبيقها لتقييد الأنشطة التي يقوم بها الأطفال عبر الأجهزة الذكية. ويُمكن إعداد هذه الأدوات للقيام بأشياء مثل:

  • تصفية المحتوى وتمكين الآباء من وضع قيود على أنواع المحتوى التي يُمكن لأطفالهم الوصول إليها. يتضمن ذلك حظر مواقع الويب أو فلترة مقاطع الفيديو أو الصور غير المُناسبة لعمر الطفل. قد تعتمد تصفية المحتوى على معايير مُحدَّدة مسبقًا أو يُمكن تخصيصها لتلبية متطلبات محددة.
  • التحكُّم في التطبيقات أو الألعاب التي يمكن للأطفال تنزيلها واستخدامها. تساعد هذه الميزة على ضمان وصول الأطفال فقط إلى التطبيقات والألعاب المناسبة لأعمارهم.
  • التحكُّم في وقت الشاشة ووضع حدود لمقدار الوقت الذي يمكن أن يقضيه الأطفال على الأجهزة الذكية. يُمكن للوالدين وضع حدود زمنيَّة يوميَّة أو أسبوعيَّة أو حتى جدولة فترات محددة ينطفئ فيها الجهاز تلقائيًا مثل وقت النوم أو ساعات الدراسة.
  • مراقبة الاستخدام وتتبُّع أنشطة الأطفال عبر الإنترنت. قد يشمل ذلك مراقبة سجل التصفُّح واستخدام التطبيقات والبحث عبر جوجل وعدد مرّات البحث وغيرها. تُساعد هذه المراقبة الآباء على اكتشاف أي سلوك غير مناسب قد يظهر على الطفل ومعالجته على الفور.

اقرأ أيضًا: أسرار تنمية مهارات طفلك وتعزيز قدراته

طرق القيام بالرقابة الأبويّة على الأجهزة الذكية

1. ضبط إعدادات الأجهزة الذكية

تتيح لك أنظمة تشغيل Apple بدءًا من iOS12 تقييد الوصول إلى المُتصفحات والتطبيقات، والشبكات الاجتماعيَّة، ومحتوى الإنترنت غير المناسب للأطفال، والألعاب عبر الإنترنت، بالإضافة إلى منع مشاركة البيانات بما في ذلك الصور والموقع الجغرافي.

لذا، إذا كنت قلقًا بشأن رؤية طفلك لصور ومقاطع فيديو غير مناسبة لسنه، فيُمكنك تفعيل ميزة “Sensitive Content Warning” أو “تحذير من المحتوى الحساس” على الجهاز الخاص به. يُمكنك القيام بذلك من خلال البحث عن “Communication Safety” أو “أمان الاتصالات” في الإعدادات.

أما بالنسبة للأجهزة الذكيَّة التي تعمل بنظام Android، فعلى الرغم من أنَّ نظام Android لا يحتوي على ميزات عامة مدمجة للرقابة الأبوية، إلا أنه يمكن التحكم في أجهزة Android باستخدام برنامج Google Family Link. يُمكنك أيضًا استخدام ميزة الرفاهية الرقمية والرقابة الأبوية على أجهزة Android لتعيين حدود وقت الشاشة اليوميَّة وتصفية المحتوى غير الملائم.

تذكَّر أنك ستحتاج إلى إعداد أدوات الرقابة الأبويَّة على هذه الأجهزة الذكية بنفسك لأنّها ليست تلقائية. ويجب عليك أيضًا التحقُّق منها من وقت لآخر للتأكد من عدم تغيير إعداداتك في حالة حدوث تحديثات لنظام الجهاز.

2. استخدام تطبيقات وبرامج الرقابة الأبوية

إذا كنت ترغب في الحصول على مستوى من التحكُّم أكثر من الموجود في الجهاز، فإنّ تطبيقات الرقابة الأبويّة – أو ما تُعرف بتطبيقات الطرف الثالث – تُوفّر العديد من الأدوات الشاملة لمُساعدة الآباء على مراقبة وإدارة استخدام أطفالهم للأجهزة الذكيَّة بإشرافٍ أكثر دقّة وصرامة. 

في البداية، من المُهم أن تتأكّد أن التطبيق يتوافق مع جميع الأجهزة الذكية مع طفلك (الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية). وحدّد ما إذا كان التطبيق يناسب ميزانيتك، مع الأخذ في الاعتبار الخيارات المجانية والمميزة.

تشمل تطبيقات الرقابة الأبويَّة الشهيرة تطبيق Qustodio و Net Nanny و Bark و Norton Family و OurPact. ومن خلال هذه التطبيقات، يُمكنك القيام بما يلي:

  • تعيين حد يومي لوقت الشاشة لمنع الاستخدام المفرط، وتخصيص أوقات مُحدَّدة يُسمح فيها باستخدام الجهاز، مثل أيام عطلات نهاية الأسبوع أو ساعات مُعيّنة من اليوم.
  • منع الوصول إلى مواقع الويب وأنواع المحتوى غير المناسبة وتمكين البحث الآمن على المتصفحات.
  • الحصول على تقارير مُفصَّلة عن استخدام التطبيقات وسجل التصفح ووقت الشاشة.
  • إعداد تنبيهات للأنشطة المشبوهة، مثل محاولات الوصول إلى المحتوى المحظور أو التواصل مع أشخاص غير معروفين.
  • مراقبة التفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي بحثًا عن علامات التنمر عبر الإنترنت أو السلوك غير اللائق أو أي تهديدات مُحتملة.
  • تتبُّع موقع طفلك في أي وقت من خلال ال GPS لضمان سلامة طفلك أو إعدادما يُعرف بالسياج الجغرافي لتلقي التنبيهات عندما يدخل طفلك أو يغادر مناطق معينة (مثل المنزل أو المدرسة).
  • عرض سجل الأماكن التي زارها طفلك.
  • قفل جهاز طفلك عن بعد لفرض فترات راحة أو أثناء أوقات الاستخدام غير المُناسبة.
  • حظر التطبيقات أو إلغاء حظرها على الفور حسب الحاجة.

3. التحكُّم في شبكة الواي فاي

تأتي بعض أجهزة التوجيه (Routers) مزودةً ببرنامج يسمح لك بإعداد أدوات الرقابة الأبويَّة عبر شبكة الواي فاي العائليَّة بأكملها. تتمثَّل أهميّة هذا الأمر في أنَّ كل القواعد التي تضعها يتم تطبيقها على أي عدد من الأجهزة المُتصلة بالشبكة سواءً كانت أجهزة كمبيوتر أو أجهزة لوحيَّة أو هواتف ذكيَّة وحتى وحدات تحكم الألعاب وأجهزة التلفزيون الذكيَّة. 

ابحث عبر الإنترنت عن أجهزة توجيه آمنة للأطفال، حيث يُزود بعض موفري خدمة الإنترنت أجهزة التوجيه بميزات الرقابة الأبوية كجزء من المنتجات الخاصَّة بهم.

من خلال هذه الأجهزة، يُمكنك تنظيم استخدام طفلك للأجهزة الذكية من خلال:

  • تخصيص أوقات محددة يكون فيها الإنترنت متاحًا أو غير متاح.
  • إعطاء الأولوية لأجهزة معينة على الأجهزة الأخرى، مما يضمن حصول الأجهزة الذكية الخاصّة بالواجبات المنزليَّة – على سبيل المثال – على إمكانية الوصول إلى الإنترنت دون الأجهزة الأخرى.
  • حظر مواقع الويب غير المفيدة على مستوى الشبكة، مما يضمن عدم إمكانيّة زيارة هذه المواقع من خلال الاتَصال بالشبكة.

اقرأ المزيد: الأجهزة الذكية والأطفال: الموازنة بين الفوائد والمخاطر

4. متصفحات الويب ومُحرِّكات البحث

تُعد متصفحات الويب بمثابة الباب إلى عالم الإنترنت، ومُحرِّكات البحث هي الطريقة التي نستكشف بها هذا العالم. نحن جميعًا نستخدم محركات البحث للعثور على المعلومات عبر الإنترنت، وكذلك يفعل أطفالنا، ولكن مع هذا الوصول غير المحدود يأتي خطر رؤية مواد غير مناسبة للأطفال. لهذا، يجب عليك التحكُّم فيما يراه طفلك عبر الإنترنت، وفيما يلي دليل شامل حول كيفيَّة القيام بذلك بفعاليَّة.

في حالة استخدام متصفح جوجل كروم، قم بما يلي:

  • قم بإعداد ملف تعريف خاضع للإشراف لطفلك للتحكم في تجربة التصفح الخاصة به.
  • استخدم تطبيق Family Link للتحكُّم في زيارة موقع الويب ونشاطه.
  • قم بتفعيل ميزة البحث الآمن لتصفية المحتوى غير الملائم من نتائج بحث Google.
  • استخدم الامتدادات التالية:
    • BlockSite: يُمكنك استخدام هذا الامتداد لحظر مواقع الويب غير المناسبة وتعيين جداول زمنية للوصول إلى الموقع.
    • StayFocusd: يعمل هذا الامتداد على تحديد الوقت الذي يقضيه الطفل في مواقع ويب مُحدَّدة، حيث يتم حظر الموقع تلقائيًا بعد انتهاء المدة.

وفي حالة استخدام متصفح موزيلا فايرفوكس، قم بما يلي:

  • قم بتثبيت ميزة FoxFilter لحظر المحتوى غير المناسب وتعيين عوامل تصفية بناءً على بعض الكلمات الرئيسيَّة التي تُحددها.
  • يُمكنك أيضًا تثبيت ميزة LeechBlock NG لتقييد الوصول إلى المواقع التي تهدر الوقت.

وفي حالة استخدام متصفح مايكروسوفت ايدج، يُمكنك إعداد ميزة Microsoft Family Safety لإدارة وقت الشاشة وحظر المحتوى غير المناسب.

وإذا كنت تريد اختصار هذا الأمر على نفسك، فيُمكنك استخدام المُتصفحات المصممة خصيصًا للأطفال، والتي توفر بيئة أكثر أمانًا وتحكمًا عبر الإنترنت مثل:

  • متصفح Kiddle – المدعوم من Google – والذي يقوم بتصفية نتائج البحث لإظهار المحتوى المناسب للأطفال فقط بشكلٍ تلقائي.
  • متصفح KidRex وهو يستخدم تقنية Google SafeSearch لتصفية المحتوى غير المناسب، ويتميّز بواجهة بسيطة مُصمَّمة ليسهل على الأطفال التنقل فيها.
  • متصفح Maxthon Kid-Safe والذي يقوم أيضًا بحظر المحتوى الضار مُسبقًا ويتميّز بإمكانيّة إضافة أو إزالة مواقع الويب من القائمة الآمنة وفقًا لما يراه الآباء مناسبًا.

5. التحكُّم في الألعاب عبر الإنترنت

أصبحت الألعاب عبر الإنترنت هواية شائعة لدى الأطفال، حيث تُوفِّر الترفيه والتفاعل الاجتماعي وحتى بعض الفوائد التعليميَّة. ومع ذلك، فإنّها تُمثِّل أيضًا بعض التحديَّات مثل الوقت المفرط أمام الشاشة، والتعرض لمحتوى غير لائق، والتفاعلات المحتملة مع الغرباء. 

وعلى عكس الألعاب التي يتم لعبها على أجهزة مثل PlayStation و Xbox، نادرًا ما تحتوي الألعاب عبر الإنترنت التي يتم تشغيلها على الأجهزة الذكية أو في متصفحات الويب على أدوات تحكم أبوية أو ميزات أمان مُدمجة.  لذلك، يُمكنك التحكُّم في نوع ووقت الألعاب التي يلعبها طفلك، من خلال القيام بما يلي:

  • في حالة نظام ويندوز، يُمكنك استخدام إعدادات Microsoft’s family لإدارة وقت الشاشة وتقييد الألعاب حسب التصنيف العمري.
  • إذا كانت نظام التشغيل هو نظام Mac، فيُمكنك استخدام أدوات التحكم المضمنة في Apple للحد من استخدام التطبيق وتعيين قيود زمنية كذلك.
  • إذا كان الجهاز الذكي يعمل بنظام Android، فمرةً أخرى يُمكنك استخدام برنامج Google Family Link لمنع تنزيل التطبيقات غير المناسبة للفئة العمريّة لطفلك.
  • إذا كان الطفل يستخدم جهاز Apple، فيُمكنك التحكُّم في التطبيقات التي يتم تنزيلها وتقييد عمليات الشراء داخل اللعبة، علاوةً على التحكُّم في وقت الشاشة.

اقرأ أيضًا: أهمية اللعب في تنمية مهارات أطفالنا وذكائهم

ختامًا، قد يكون مراقبة نشاط الأطفال على الأجهزة الذكية طوال اليوم أمرًا صعبًا إذا ما تم بالطريقة التقليديّة، ولكن باستخدام الأدوات التكنولوجيّة المُناسبة، يُمكن للوالدين تنظيم استخدام أطفالهم لهذه الأجهزة بشكلٍ فعَّال، مما يضمن تجربة آمنة ومثمرة. من خلال استخدام أساليب الرقابة الأبويَّة المذكورة في هذا المقال، نضمن لك تحقيق التوازن بين السماح لطفلك بالاستفادة من التكنولوجيا وحمايته من مخاطرها المُحتملة.

وتذكَّر أنَّ الهدف ليس تقييد استخدام طفلك للجهاز أو حظره تمامًا، بل توجيه طفلك نحو العادات الصحيَّة التي ستفيده جيدًا في مرحلة البلوغ. لذلك، يجب أن توفّر بديلًا للوقت الذي سيقضيه الطفل بعيدًا عن الأجهزة الذكية، فلا فائدة من حظر استخدام الجهاز الذكي ثم الجلوس بدون فعل أي شيء.

وأخيرًا، لا تنسَ الاشتراك في مدونتنا ليصلك المزيد من مقالاتنا التي ستمدُّك بأحدث أساليب التربية الحديثة وستجعلك متماشيًا مع مُتطلبات التربية والتعليم في العصر الحالي خطوةً بخطوة.

المصدر: esafety، connectsafely

6 طرق لتعليم الأطفال الأمانة والصدق

في عالم اليوم الذي طغى فيه الاهتمام بالجوانب الماديّة كالتفوُّق الدراسي والرياضي على الجوانب الأخلاقيّة، أصبح غرس القيم الجيدة في أطفالنا أمرًا لا غنى عنه، حيث تُشكِّل هذه القيم – كتعليم الأطفال الأمانة والصدق- حجر الأساس لسلوكهم الأخلاقي طوال حياتهم. ويُعد الأمانة والصدق اثنان من أهم هذه القيم الأخلاقيّة، فهي صفات أساسيَّة تشكل شخصيَّة كل فرد وتفاعلاته مع الآخرين.

ولا شكّ أنّ كل والد يرغب في تربية أطفاله على قول الصدق. ومع ذلك، عندما يكبر الطفل بشكلٍ مُستقل ويتعرّض لتجارب مُختلفة ويُطوِّر تفكيرًا خاصًا به، قد يلاحظ الآباء أنَّه يبدأ في قول بعض الأكاذيب البيضاء الصغيرة أو حتى الكذبات الكبيرة. بدءًا من سن الثانية، ينمي طفلك القدرة المعرفيَّة على نسج القصص التي تتناسب مع ما يريده أو يحتاجه.

قد يكذب بعض الأطفال لتجنُّب الوقوع في المشاكل، بينما يختلق آخرون الأكاذيب للحصول على شيء يريدونه. قد تنزعج من عدم الأمانة، لكن من المهم أن تعرف أن الكذب أمر طبيعي بالنسبة للأطفال الصغار. في الواقع، كل الأطفال يكذبون. لكنَّ هذا لا يعني أنَّه يُمكنك السماح لهم بالتمادي! فالصدق والأمانة قيمتان أساسيَّتان يجب غرسها في طفلك في سن مبكرة جدًا.

وفي هذا المقال، سنُقدّم إليك ستة طرق عمليَّة بسيطة ومُؤثِّرة لتعليم الأطفال الأمانة والصدق بغض النظر عن فئتهم العمريّة!

6 نصائح عمليّة لتعليم الأطفال الأمانة والصدق

1. قل دائمًا الحقيقة

من أجل تعليم الأطفال الأمانة والصدق، عليك الالتزام بمبدأ بسيط وهو أن تقوم ببساطة بنفس الأمر، حيث يتعلَّم الأطفال بشكلٍ أفضل من خلال مراقبة سلوك الوالدين من حولهم. تجَّنب الكذب أمام طفلك أو على طفلك وأخبر الحقيقة أيًا يكن الأمر، حيث إنّ هذه الخطوة من شأنها أن تُمهِّد الطريق لغرس عادة الأمانة والصدق في طفلك مدى الحياة. وإذا كان من الصعب حقًا قول الحقيقة، فمن الأفضل الاعتراف بأنَّ بعض الأشياء يصعب التحدث عنها بدلاً من محاولة الكذب. 

عندما ترتكب خطأ ما، اعترف به أمام أطفالك، فالاعتراف بأخطائك وإظهار كيف تُخطِّط لتصحيحها يُعلِّم الطفل أنَّه لا بأس من ارتكاب بعض الأخطاء وأنَّ الطريقة الصحيحة للتعامل معها هي الاعتراف بها وتحمُّل المسؤوليَّة.

لذلك، التزم من الآن بسياسة منزليَّة صارمة تقضي بأنَّ الصدق مطلوب من كل فرد في الأسرة في جميع الأوقات، وغير مسموح بالكذب في أي حال من الأحوال. يتضمَّن ذلك عدم مطالبة طفلك أبدًا بالكذب على الآخرين مثل أن يجيب على الهاتف ويُخبر المُتصّل أنك نائم على سبيل المثال. فأنت بحاجة دائمة إلى إظهار الصدق أمام أطفالك، حتى عندما يكون الأمر صعبًا أو يتعيَّن عليك مواجهة العواقب. 

2. كن منفتحًا بشأن أخطاء طفلك

إنّ التحلي برد فعل هادئ وعقلاني عندما يقوم طفلك بأمر خاطئ سيساعده كثيرًا على فعل الشيء الصحيح وقول الحقيقة والتعلُّم من خطئه بدلاً من محاولة الهروب من العقاب عن طريق الكذب. لذلك، من المهم أن تقوم بالتعامل مع الأخطاء كجزء طبيعي من حياة الطفل. اشرح له أنَّ الجميع – بما في ذلك البالغين – يرتكبون أخطاء وأنَّه من المقبول الاعتراف بها، مما بدوره سيُساعد الطفل على تقليل الشعور بالخجل أو الخوف من أخطائه.

كشخصٍ بالغ، كن صادقًا دائمًا مع أطفالك عندما ترتكب خطأً أو تفسد شيئًا ما. عندما تُخطئ، ناقش الأمر بصراحة مع طفلك وشاركه ما تشعر به تجاه الخطأ، وما تعلمته منه، وكيف تُخطِّط لتصحيحه. فإذا كنت تريد تعليم أطفالك الصدق وتقديم مثال جيد، فمن الأفضل على المدى الطويل الإشارة إلى أخطائك وكيفية تعاملك معها. ومع الوقت، ستضمَن خلق جو داعم حيث يشعر الأطفال بالأمان عند الاعتراف بأخطائهم دون الحاجة للجوء إلى الكذب. 

ومهما يكن، تجنَّب العقوبات القاسية التي قد تجعل طفلك ينفر من فكرة المصارحة والاعتراف بالخطأ، وبدلاً من ذلك ركز على التعليقات البنَّاءة لجعل الطفل يُفكّر فيما قام به. بيِّن لطفلك أنّ عليه تحمُّل المسؤولية من خلال الاعتراف بالخطأ، وفهم تأثير أفعاله، واتخاذ الخطوات اللازمة لتصحيح الأمور. وفي نهاية الأمر، سيكتسب الطفل الأمانة والصدق كصفتَيْن أساسيتين في حياته.

اقرأ أيضًا: أساليب التربية الحديثة: كيف تربّي أطفالك بذكاء؟

3. كافئ طفلك على الصدق والأمانة

تُعتبر مكافأة الطفل على السلوك الجيد عمومًا أحد أهم الوسائل لتعزيز هذا السلوك لديه وضمان أنّ الطفل سيستمر في القيام به حين يرى أنّ هذا السلوك هو أمر مرغوب ومُقدّر. والأمانة والصدق ليسا استثناءً! عندما يرى الطفل أنَّ صدقه وأمانته مُقدّرين بشكلٍ كبير، فمن المُرجَّح أن يستمر في كونه صادقًا وأمينًا.

عندما يعترف الطفل بخطأ ما، أو يقول الحقيقة بشأن موقف صعب، أو يقاوم إغراء الكذب، فقدّر ذلك وافعل كل ما بوسعك لتحويل تلك التجربة السلبيَّة إلى تجربة إيجابيَّة

يُمكن أن تكون هذه المكافآت ملموسة أو غير ملموسة، حيث تشمل المكافآت الملموسة بعض الهدايا الصغيرة، بينما تشمل المكافآت غير الملموسة العناق أو منحه وقت لعب إضافي، لكنّ أحد أكثر المكافآت فعاليَّة للسلوك الجيد هو بلا شك الثناء اللفظي.

كن محددًا في مديحك، مع تسليط الضوء على السلوك الذي تكافئه. على سبيل المثال، قل: “أنا فخور جدًا بك لأنك قلت الحقيقة بشأن ما حدث. إنه يظهر مدى صدقك ومسؤوليتك.” يُمكن أن يكون كلا النوعين فعالين، لكن المكافآت غير الملموسة غالبًا ما يكون لها تأثير أكثر استدامة لأنها تقوي الرابطة العاطفية مع الطفل أكثر.

وفي حين أنَّ المكافآت الفورية يمكن أن تكون فعالة جدًا، إلا أن المكافآت المتأخرة قد تكون مفيدة أيضًا في بعض الأحيان. على سبيل المثال، يمكنك تحديد أهداف لمكافآت طويلة المدى، مثل نزهة خاصَّة أو هدية أكبر في نهاية الأسبوع إذا استمر الطفل في الصدق. وهذا بدوره سيُعلِّم الأطفال قيمة الاستمرار في الصدق وليس مُجرّد قول الحقيقة في موقفٍ ما والامتناع عنها في موقفٍ آخر!

4. علّم طفلك عواقب الكذب أو عدم الأمانة

إن معرفة عواقب الكذب أو عدم الأمانة يُعد أمرًا بالغ الأهميَّة لمساعدة الطفل على تجنُّب هذه الصفات. لذلك، ابدأ بشرح العواقب المباشرة والملموسة للكذب. على سبيل المثال، يحتاج الأطفال إلى أن يفهموا أن الكذب يُمكن أن يؤدي إلى فقدان بعض الامتيازات، مثل تقليل وقت الشاشة، أو فقدان وقت اللعب، أو تفويت نشاط مُمتع. ويجب أن تكون العواقب مُناسبة لعمر الطفل ومدى شدَّة الكذب.

بالإضافة إلى ذلك، علّم طفلك أنّ من أهم عواقب عدم الأمانة هو فقدان الثقة، واشرح له أنَّ الثقة يتم بناؤها بمرور الوقت من خلال الصدق المستمر، وبمجرد كسرها قد يكون من الصعب جدًا إعادة بنائها. ساعد طفلك كذلك على فهم التأثير العاطفي للكذب على نفسه وعلى الآخرين من خلال توضيح كيف للكذب أن يؤذي مشاعر الناس، ويؤدي إلى خيبة الأمل، ويخلق شعورًا بالخيانة، واسأله عن شعوره إذا كذب عليه شخص ما.

شارك أمثلة من الحياة الواقعيَّة مع طفلك تُوضِّح له كيف يُمكن أن تؤدي عدم الأمانة إلى عواقب وخيمة. يُمكن أن يتضمَّن هذا بعض القصص من تجاربك الخاصَّة أو حتى حكايات من الروايات والقصص. ناقش معه نتائج هذه الأمثلة وكيف كان من الممكن أن يؤدي الصدق إلى نتائج أفضل.

5. اعتذر عندما تكون مخطئًا

من الصعب دائمًا الاعتراف عندما نخطئ، لكن الاعتذار يُثبت قدرتنا على النظر إلى أنفسنا بصدق ومن ثمَّ أن نكون صادقين مع الآخرين. لهذا السبب، عند الاعتذار، من المهم تسمية الخطأ الذي فعلته أمام طفلك بصدق وصراحة، ثم تحمُّل المسؤولية الشخصية باستخدام كلمة “أنا”، بدلاً من التحدث وكأن شيئًا حدث من تلقاء نفسه.

كونك والدًا يعني أن أطفالك ينظرون إليك كمثلٍ أعلى، لكن هذا لا يعني أنه يجب عليك أن تكون مثاليًا طوال الوقت، لا أحد كذلك!. وبالتالي، فإنّ إحدى أفضل الطرق التي يمكنك من خلالها تعليم أطفالك الأمانة والصدق هي ممارسة ذلك بنفسك، والاعتراف عندما ترتكب خطأ، والاعتذار بدلًا من محاولة إنكار الخطأ.

6. علّم طفلك من خلال القصص

يُعد تعليم الأطفال الأمانة والصدق من خلال القصص طريقة رائعة لغرس هذه القيم في نفوسهم، حيث تتمتَّع القصص بالقدرة على أسر خيالهم ونقل دروس ذات معنى إلى عقلهم الباطن بصورة غير واعية. يُمكنك اختيار القصص المُناسبة لعمر طفلك ومستوى استيعابه، والبحث عن الحكايات التي تدور حول شخصيات تواجه معضلات أخلاقية وتتخذ خيارات مبنيَّة على الأمانة والصدق. يجب أن تؤكّد هذه القصص على عواقب الكذب وقيمة الصدق. على سبيل المثال، يُمكن لقصص مثل “الراعي الكاذب” أن تُوضِّح التبعات الخطيرة لعدم الأمانة والصدق.

بعد قراءة أو حكي القصة، قم بإشراك طفلك في مُحادثة حول الدروس الأخلاقيَّة المنقولة واطرح أسئلة مفتوحة حول تصرفات الشخصيات ودوافعها، وشجع طفلك على مشاركة أفكاره ومشاعره. سيساعده هذا الأمر على استيعاب هذه القيم بسهولة أكبر وتطبيقها على مواقف الحياة الحقيقيَّة.

علاوةً على ذلك، يُمكنك إنشاء قصصك الخاصّة أو تعديل القصص الموجودة لتناسب اهتمامات طفلك أو تُحاكي المواقف التي يُمكن أن يتعرّض لها. في جميع الأحوال، يجب أن تتطلَّب القصص من الشخصيات اتخاذ خيارات صادقة، وأن تؤكّد على الأمور الجيدة التي تنتج عن التحلي بالأمانة والصدق.

ختامًا، يُعد تعليم الأطفال الأمانة والصدق بمثابة مسؤوليَّة كبيرة تقع على عاتق الآباء نظرًا لما لهذه الصفات من دور في تشكيل شخصيتهم والتأثير على تفاعلاتهم الاجتماعيّة. ففي عالمٍ قد تبدو فيه الصفات الحميدة نادرة في بعض الأحيان، تصبح جهودنا المتفانية لغرس الفضائل والقيم في أطفالنا أكثر أهميةً من أي وقت مضى. 

ومن خلال اتّباع النصائح المذكورة في هذا المقال، فإنّك ستساهم بشكلٍ كبير في غرس هذه القيم في طفلك حتى تصبح متأصّلة فيه وجزءًا لا يتجزّأ من طباعه ومبادئه. فما سيصبح عليه طفلك عندما يكبر يبدأ من عند هذه المرحلة!

المصادر: cefonline، babycenter

7 نصائح فعّالة لتنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال

نعلم جميعًا مدى أهميّة المهارات الاجتماعية في حياتنا سواءً الشخصيّة أم المهنيّة، وغالبًا ما يكون الأشخاص الأكثر نجاحًا هم الأفضل اجتماعيًا. هذه المهارات هي الأساس لبناء علاقات صحيَّة، والتعايش مع مُختلف البيئات الاجتماعيّة، وتحقيق جميع الأهداف المهنيَّة والشخصيّة. 

وتُؤكِّد العديد من الدراسات أن المهارات الاجتماعية تبدأ في التطور في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث تعد التفاعلات التي يجريها الأطفال مع الوالدين والزملاء في السنوات الأولى من حياتهم أمرًا بالغ الأهمية لتطوير مهاراتهم الاجتماعية فيما بعد. لذلك، فإنّ تنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال هو أمر لا بد منه لحياة اجتماعيّة مُزدهرة فيما بعد.

ونظرًا لأنّ تكوين صداقات وروابط جديدة مع الآخرين قد يكون أمرًا صعبًا، بل قد يبدو بالنسبة للطفل وكأنَّه أصعب شيء في العالم، فإنّ مساعدتك له على تحسين مهاراته الاجتماعية يُمكن أن يجعل الأمر أسهل بكثير

في هذا المقال، سنُقدّم بعض الاستراتيجيَّات والنصائح العمليَّة والفعَّالة لتنمية المهارات الاجتماعية لطفلك، وسنزودك بالأدوات والأفكار اللازمة لمساعدة طفلك على أن يصبح فردًا واثقًا من نفسه وماهرًا اجتماعيًا.

أهميّة تنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال

تتمثّل أهميّة تنمية المهارات الاجتماعية عند الأطفال في أنّها تضع حجر الأساس للتفاعلات الشخصيَّة الناجحة مع الآخرين. تُمكِّن هذه المهارات الأطفال من التواصل بفعالية، وبناء الصداقات والحفاظ عليها، والتعامل في مُختلف البيئات الاجتماعية بثقة. في الواقع، يُمكن للمهارات الاجتماعية القوية أن تساعد طفلك بعدة طرق مثل:

  • فهم الإشارات الاجتماعيَّة وتفسيرها جيدًا، مثل لغة الجسد ونبرة الصوت.
  • تمكين الأطفال من التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم واحتياجاتهم بوضوح.
  • التعامل مع المشاعر الكبيرة، مثل الغضب أو الحزن، بطريقة مُناسبة اجتماعيًا.
  • التعرُّف على مشاعر الآخرين والتعاطف معها.
  • النظر في وجهات نظر أو آراء الآخرين
  • تعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات من خلال التفاعلات الاجتماعية الإيجابية.
  • إيجاد طرق مثمرة لحل النزاعات مع الآخرين
  • تحسين قدرة الأطفال على مواجهة التحديَّات الاجتماعية وإيجاد الحلول لها.

تصفّح مكتبة حدوتة من القصص القصيرة لتنمية المهارات.

كيف تُنمي المهارات الاجتماعية لطفلك؟

في بعض الأحيان، قد لا نعرف من أين نبدأ أو أين نبحث عن طرق فعّالة لمُساعدة أطفالنا على تطوير المهارات الاجتماعية. لذا، ألقِ نظرة على القائمة التالية من النصائح لتنمية المهارات الاجتماعية لطفلك، وجرِّب بعضها في وقتك الخاص:

1. علِّم طفلك التعاطف مع الآخرين

التعاطُف هو أحد أهم الركائز الأساسيّة التي تقوم عليها المهارات الاجتماعية، فمن النادر أن تجد هذه المهارات عند شخص لا يمتلك القدرة على التعاطف والشعور بالآخرين. ونظرًا لأنّ منظور الطفل محدود، فقد يواجه صعوبة في فهم كيفيَّة وضع نفسه مكان شخص آخر. لذلك، حاول أن تبذل جهدًا لمُساعدة طفلك على الشعور بالتعاطف.

ولفعل ذلك، يجب أن تجعل طفلك يرى منك هذا السلوك. فالأطفال يتعلّمون أفضل من خلال مراقبة والديهم. لذا، فإنَّ إظهار التعاطف أمام طفلك عند التعامل مع الآخرين يُعد خير وسيلة لتعليمه. على سبيل المثال، أظهر أنّك تستمتع باهتمام عند الحديث مع الآخرين، وأنّك تُشارك المُتحدث شعوره وتفهم وجهة نظره، وهذا بدوره سيُعلم الطفل أن يفعل الشيء نفسه.

بالإضافة إلى ذلك، يُعد التعامل بلطفٍ مع طفلك وتقدير ما يقوم به أمر هام لتعليمه التعاطف. على سبيل المثال، عندما يقوم طفلك بأمر جيد فأظهر له امتنانك وشجِّعه على فعل هذا الشيء مرةً أخرى. كذلك فإنَّ إشراك الطفل في أعمال الخير، مثل مساعدة الجيران أو العمل التطوعي، سيكون وسيلة رائعة لتعليمه كيفيّة فهم احتياجات الآخرين والاستجابة لها.

2. علّم طفلك فن إجراء المحادثات

يُعد التدريب على إجراء محادثة فعّالة أحد أهم طرق تنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال. غالبًا ما يكون الأطفال الصغار غير بارعين في التحدُّث مع الآخرين، وخصوصًا إذا كانوا عرضةً لقطع حديثهم في المنزل أو تجاهل ما يقولون باستمرار. لذلك، من المُهم أن تترك مجالًا لطفلك للحديث كما يشاء وأن تقوم بتعليمه أساسيّات إجراء المحادثات.

على سبيل المثال، تحدّث مع طفلك حول كيفيَّة بدء محادثة مع الآخربن. ابدأ معه بالتحيّة الأساسيّة بأن تطلب منه أن يُحيي الآخرين بقول كلمات مثل “مرحبًا! و “كيف حالك؟” أو التعليق على شيء مشترك بينهم. اشرح له كذلك الإشارات غير اللفظيَّة مثل التلويح، والابتسام، والإيماء، والمُصافحة، وعلّمه كذلك التواصل بالعين عند التحدث والاستماع.

بالإضافة إلى ذلك، اشرح لطفلك أنَّه يجب أن ينتظر حتى يأخذ دوره في المحادثة. أخبره ألَا يبدأ في الكلام حتى ينتهي الشخص الآخر من الحديث، وأن يستمع جيدًا لكل ما يقول. كذلك يجب ألّا يتجاهل أي شيء يسمعه من الآخرين مُطلقًا، وأن يُقدّم تعليقات تثير الاهتمام مثل “يبدو هذا ممتعًا!”

والأهم من كل ما سبق هو أن تدخل في مُحادثات مُختلفة مع طفلك لتدريبه على كل ما علّمته له. يُمكن القيام بذلك بنفسك أو من خلال تشجيع طفلك على مشاركة في الأنشطة الجماعيَّة التي تتطلب التواصل والعمل الجماعي، والتي تُوفّر بدورها فرصًا طبيعيَّة لإجراء المُحادثات. 

3. علِّم طفلك التواصل

يُعد التواصل أحد الجوانب الأكثر أهميَّة لتنمية المهارات الاجتماعية لدى الطفل، حيث يُسهّل من فهم الطفل للآخرين وفهم الآخرين له. وعندما يتمكَّن الأطفال من التعبير عن أنفسهم بوضوح، فسيتمكنون من نقل أفكارهم ومشاعرهم بدقَّة، وهو الأمر الذي سينعكس بالايجاب على جميع تفاعلاتهم الاجتماعيّة.

يلعب الآباء دورًا محوريًا في مساعدة أطفالهم على تطوير هذه المهارة المهمة من خلال خلق بيئة يشعر فيها الأطفال بالراحة في التعبير عن أنفسهم بحريَّة. إنَّ تشجيع طفلك على التعبير عن نفسه بشكل علني هو الخطوة الأولى في تطوير مهارات التواصل لديه. 

يتضمَّن ذلك خلق بيئة آمنة وداعمة حيث يشعر الطفل أنَّ أفكاره ومشاعره موضع تقدير. وخذ دومًا في اعتبارك أنّ السماح للطفل بالتعبير عن نفسه دون خوف من النقد أو التقليل ييُعزِّز ثقته في قدراته على التواصل. للقيام بذلك، شجِّعه على التحدُّث عن يومه ومشاركة آرائه والتعبير عن مشاعره، والأهم من ذلك أن تستمع إلى حديثه بانتباه وتُظهر اهتمامك بما يقول.

اقرأ أيضًا: 10 كتب يجب أن يقرأهم طفلك لتنمية عقله وشخصيَّته!

4. علّم طفلك المشاركة

تُعد المشاركة صفة اجتماعيَّة هامّة تضع الأساس لتنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال، حيث تنطوي على فهم احتياجات ومشاعر الآخرين ومد يد العون لهم. عندما يشارك الأطفال أشياءهم مع الآخرين، فإنّهم يتعلمون رؤية الأشياء من منظور شخص آخر، ويفهمون أنَّ الآخرين لديهم احتياجات ورغبات مُماثلة لاحتياجاتهم ورغباتهم. يُعزِّز هذا الفهم الشعور بالتعاطف ويساعد الأطفال على بناء علاقات إيجابية مع أقرانهم.

يُمكنك مُساعدة طفلك على تعزيز هذه الصفة من خلال تشجيعه على مشاركة ألعابه مع الأطفال الآخرين أو مشاركة طعامه مع المُحتاجين. تأكَّد من الثناء عليه عندما يفعل ذلك، حتى تترك شعورًا إيجابيًا لديه يُشجعه على القيام بذلك باستمرار.

كما يُمكنك مساعدة طفلك على فهم النتائج الإيجابية للمُشاركة، بأن تشرح له كيف أنّ المُشاركة يمكن أن تؤدي إلى وقت لعب أكثر متعة وصداقات أقوى وبيئة أكثر سعادة. اربط ذلك بتجاربهم الخاصة، واطرح أسئلة مثل: “كيف شعرت عندما شارك صديقك لعبته معك؟”

ومع ذلك، من المُهم أن تُدرك أنّ القدرة على المُشاركة تتطوَّر عند الطفل مع مرور الوقت. قد يجد الأطفال الأصغر سنًا صعوبةً في المشاركة لأنهم ما زالوا يطورون إحساسًا بالملكيَّة والحدود الشخصية. ولذلك، من المُهم أن تتحلى بالصبر وتُقدّم التوجيه المُستمر.

5. علم طفلك التعامل مع النزاعات

يُعد الصراع أمرًا لا مفر منه، سواءً كان بين الأشقاء أو الأصدقاء أو في الحياة بصفة عامّة. ولذلك، بدلًا من محاولة تجنيب طفلك النزاعات بأي شكل، علّمه كيف يتعامل معها بشكل عقلاني. 

للقيام بذلك، علّمه مهارة الاستماع النشط لمساعدته على فهم وجهات النظر مُختلفة. بمعنى آخر، شجِّع طفلك على الاستماع بانتباه للآخرين وفهم وجهات نظرهم ومشاعرهم. ومن خلال الاستماع النشط، سيتعلّم الطفل احترام آراء الآخرين، بدلًا من محاولة فرض رأيه فقط. وهذا ينقلنا إلى المهارة التالية: التسوية.

تُساعد مهارة التسوية الأطفال على إيجاد أرضيِّة مُشتركة والتوصُّل إلى حلول مفيدة للطرفين. لذلك، من المُهم أن تُشجع طفلك على التفكير في وجهات النظر البديلة ليفهم أنّ حل النزاعات لا يعني بالضرورة أن يخسر شخص واحد بينما يفوز الآخر.

من المُهم كذلك أن تُعلّم طفلك التعبير عن نفسه واحتياجاته وحدوده بكل وضوح دون إلقاء اللوم على الآخرين أو مهاجمتهم. ومن خلال ذلك، سيتعلَّم الطفل الدفاع عن نفسه مع مراعاة مشاعر واحتياجات الآخرين.

مرةً أخرى، لا تنسَ أنّ تنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال يتجاوز مُجرَّد التدريس. باعتبارك أحد الوالدين، فإنَّك تلعب دورًا أساسيًا في تشكيل سلوك طفلك من خلال أفعالك. وعندما يشاهدك طفلك وأنت تقوم بحل النزاعات سلميًا وباحترام، سيتعلّم أنّه يُمكن أن يحصل على حقّه دون اللجوء إلى العنف!

6. شجِّع طفلك على تكوين صداقات

تُعد القدرة على تكوين الصداقات أحد أهم أنواع المهارات الاجتماعية على الإطلاق، ويُعد تشجيع الأطفال على ذلك أمرًا بالغ الأهميّة لحياتهم الاجتماعيّة فيما بعد.

في البداية، يجب أن تكون على دراية بالأنشطة التي تتوافق مع اهتمامات طفلك وهواياته. سواءً كان الأمر يتعلق بالرياضة أو الموسيقى أو الفن أو أي مجال آخر، فإنَّ تسجيله في أحد الأماكن التي تُوفّر هذه الأنشطة يُمكن أن يوفر بيئة مواتية له للقاء أقرانه ذوي التفكير المماثل. تعمل هذه الاهتمامات المشتركة كأساس طبيعي لبناء الصداقات، حيث يُمكن للأطفال التقرُّب من بعضهم أثناء المشاركة في الأنشطة معًا.

يمُجرّد تشجيع طفلك على تكوين صداقات، سيُساعده التفاعل مع أصدقائه على تطوير المهارات الاجتماعية الحيويَّة مثل التواصل والتعاون والتعاطف وحل النزاعات. ويجب عليك كوالد أن تكون متواجدًا طوال هذه العملية من خلال تعليم طفلك آداب المحادثة الأساسيَّة مثل تقديم نفسه، وطرح أسئلة مفتوحة، والاستماع بفعالية للآخرين، بالإضافة إلى حثِّه على أن يكون لطيفًا مع أصدقائه.

7. وفّر التعزيز الإيجابي لطفلك

من خلال الاعتراف بسلوك طفلك الإيجابي والإشادة به، يُمكنك تعزيز أهميَّة تلك التصرفات وتحفيزه على مواصلة ممارستها. عندما ينخرط طفلك في سلوكيات اجتماعيَّة إيجابيَّة كمساعدة الآخرين أو التعامل مع النزاعات بهدوء، قدِّم تعليقات إيجابيّة حول ما فعله بشكل جيد. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: “لقد لاحظت كيف شاركت لعبتك مع صديقك. لقد كان ذلك لطيفًا جدًا منك!”. ومن خلال تسليط الضوء على العمل الإيجابي الذي قام به، فإنَّك تُساعد طفلك على فهم قيمة سلوكه.

ومع ذلك، تأكَّد من أنَّك تمدح طفلك على شيءٍ يستحق حقًا المدح، حيث يُمكن للثناء غير الصادق أن يأتي بنتائج عكسيّة تمامًا، ويُكسب طفلك نوعًا من الغرور والاستحقاقيّة!

اقرأ أيضًا: تربية ذكية: أسرار تنمية مهارات طفلك وتعزيز قدراته

في الختام، فإنَّ تنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال هو أمر بالغ الأهميَّة لنجاحهم في الحياة. وكما وضّحت الدراسات التي أجرتها مؤسسات مثل مركز هارفارد لتنمية الطفل، فإنَّ السنوات الأولى من عمر الطفل هي وقت محوري لتطوير المهارات الاجتماعية لديهم.

ما عليك سوى اتّباع النصائح المذكورة في هذا المقال، وسترى بنفسك كيف ستتمكّن من نقل المهارات الاجتماعية لطفلك إلى مستوى هائل. وتذكّر دومًا، بدعمٍ من الآباء الرائعين مثلك، ليس هناك حدود لما يُمكن للأطفال تحقيقه!

وأخيرًا، أخبرنا في التعليقات عن الأساليب التي تلجأ إليها عادةً لتطوير المهارات الاجتماعية لطفلك. وما النصائح إلى قد ترغب في توجيهها للآباء الآخرين لتحسين المهارات الاجتماعية لأطفالهم؟ لا تنس الاشتراك في مدونتنا ليصلك كل جديد من مقالاتنا في علم تربية الأطفال، ولا تتردَّد كذلك في استعراض المقالات السابقة ومُشاركتها لتعم الفائدة!

المصادر: wikihow، learninglinks، nytimes

أساليب التربية الحديثة: كيف تربّي أطفالك بذكاء؟

هل سبق لك أن توقَّفت للتفكير في أسلوب تربيتك لطفلك؟ لا شكّ أنّك ترغب في أن يكون طفلك أفضل شخص بالعالم، ولكن هل تعتقد حقًا أنَّ النهج الذي تتبعه في التربية هو النهج المثالي؟ إذا كُنت غير مُتأكد من مدى صحّة أسلوبك في التربية، فأنت لست وحدك! فغالبًا ما يواجه الآباء صعوبة في تحديد الأسلوب الذي يجب أن يتبعوه لتربية أطفال أسوياء وناجحين. 

ومع ظهور الكثير من التحديّات الأخلاقيّة والتربويّة في القرن الحادي والعشرين، أصبح الآباء يبحثون عن استراتيجيَّات جديدة ومُناسبة لطبيعة العصر لتلبية الاحتياجات الفريدة لأطفالهم وتعزيز تطوُّرهم العقلي والنفسي. اعتمادًا على الأبحاث العلميّة، وبالنظر إلى المعايير المُجتمعيَّة المُتغيرة، وفهم الطبيعة النفسيّة للأجيال الجديدة، قدّم خبراء التربية منظورًا جديدًا حول تربية الأطفال، وأتوا بما يُعرف بأساليب التربية الحديثة.

لذا، إذا كان سؤال “ما هو نوع الوالد الذي أريد أن أكونه؟” يخطر على بالك باستمرار، فإنّ هذا المقال هو من أجلك! سنتعمَّق في هذا المقال في عالم التربية الحديثة، ونستكشف مجموعة من الأساليب التي ظهرت في السنوات الأخيرة، والتي تعكس فهمًا عميقًا لنمو الأطفال، وتعترف بأصواتهم واستقلاليَّتهم.

ما هي التربية الحديثة؟

التربية الحديثة هي نهج مُعاصر لتربية الأطفال يأخذ في الاعتبار بعض تعقيدات مجتمعنا الحالي، بما في ذلك التقدُّم التكنولوجي، وتغيير المعايير الثقافية، وانفتاح الأطفال على مفاهيم جديدة، ويُراعي قواعد علم النفس الحديث لنمو الطفل. إنَّ هذا النوع من التربية ينطوي على الابتعاد عن النماذج التقليديَّة والتلقين ويعتمد على الأساليب التي تعطي الأولويَّة للتعاطف والتواصُل والمرونة في التربية. 

من وجهة نظر التربية الحديثة، فالأطفال هم أسياد قرارهم، وتتمثَّل مهمة الوالدين ببساطة في مُساعدة الطفل وتوجيهه على اتّخاذ القرار وتعليمه الصواب والخطأ وتركه ليُنفّذ ما تعلّمه دون فرض أي نوع من السيطرة أو الإجبار عليه. هذا  لا يعني أنّه ليس هناك حدود للطفل، ولكن عادةً ما تكون هناك حريَّة ضمن هذه الحدود، بمعنى أنّ الحدود والمبادئ التوجيهيَّة واضحة، ولكن يُسمح للأطفال في النهاية بارتكاب أخطائهم والتعلُّم منها.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى مناهج التربية الحديثة إلى اتِّباع نهج موثوق في التربية يُحقِّق التوازن الصحيح بين الاستعداد للعالم الحقيقي من ناحية وخلق رابطة عاطفيَّة قويَّة تقوم على الحب والاحترام بين الآباء والأطفال من ناحية أخرى.

اقرأ أيضًا: تربية ذكية: أسرار تنمية مهارات طفلك وتعزيز قدراته

أساليب التربية الحديثة

إنَّ استراتيجيات التربية الحديثة مُتنوِّعة، حيث إنّ لكل أسلوب من هذه الأساليب تأثيرات مُختلفة على سلوك الأطفال، ويُمكن تحديده من خلال خصائص معينة. لذلك، يجب تطبيق الأسلوب الذي يتناسب مع شخصيّة كل طفل، فما قد يُجدي نفعًا مع طفل قد لا يُجدى مع آخر. وفيما يلي أشهر أساليب التربية الحديثة، والتي تتناسب مع مُختلف الأطفال باختلاف طبائعهم:

1. التربية المُتساهلة

يتميّز أسلوب الأبوَّة والأمومة المُتساهلة بمستويات عالية من الدفء والتعاطف من جانب الوالدين بالإضافة إلى مستويات مُنخفضة من السيطرة وإعطاء الأوامر. في الأبوة والأمومة المُتساهلة، يقوم الآباء برعاية أطفالهم بمنتهى الحب والاهتمام ولكنَّهم في نفس الوقت يميلون إلى أن يكون لديهم القليل من التوقُّعات.

بالإضافة إلى ذلك، يحرص الآباء على أن يكونوا أصدقاءً لأطفالهم بدلًا من اتّباع دور الوصاية الأبويّة، حيث يسمحون لأطفالهم بفعل ما يريدون ويُقدِّمون توجيهًا محدودًا. وغالبًا ما يرتبط أسلوب التربية هذا بنهج أكثر تساهلاً فيما يتعلّق بالانضباط، مما يمنح الأطفال قدرًا كبير من الحرية في اتخاذ قراراتهم الخاصَّة واستكشاف اهتماماتهم دون توجيهات أو عواقب صارمة. 

وفيما يلي بعض الخصائص والصفات الأساسيَّة حول التربية المُتساهلة:

  • استجابة عالية لمُتطلبات الطفل النفسيّة، مع إعطاء أقل عدد مُمكن من الأوامر والتعليمات.
  • التواصل مع الطفل بشكلٍ مُنفتح والنظر إليه كشخصٍ بالغ، مع السماح له عادةً باتِّخاذ القرار بنفسه، بدلاً من إعطاء التوجيهات.
  • عدم وضع قواعد صارمة، وإذا تم وضعها فعادةً ما يكون هناك بعض المرونة بشأن تنفيذها مع لفت نظر الطفل إلى أهميّة تنفيذ ما قاموا بالاتِّفاق عليه من قبل.
  • بذل جهود كبيرة للحفاظ على الصحّة النفسيّة للطفل وإبقائه سعيدًا وواثقًا بذاته.

2. التربية الحازمة

تُعتبر الأبوَّة والأمومة الحازمة واحدة من أكثر أساليب التربية الحديثة فعاليَّة وإفادة، حيث تجمع بين مُستويات عالية من الاستجابة والتعاطف تجاه الطفل إلى جانب وضع مجموعة من الحدود والتوقُّعات الواضحة من الطفل. في هذا الأسلوب، يُوفِّر الآباء الحازمون التوجيه اللازم بينما يقومون أيضًا برعاية استقلاليَّة أطفالهم واعتمادهم على ذواتهم. بمعنى أنّهم يُوجِّهون أطفالهم من خلال مُناقشات مفتوحة وليس من خلال إعطاء الأوامر المُباشرة.

وغالبًا ما يرتبط هذا الأسلوب بنتائج إيجابيَّة من حيث التطوُّر النفسي والعاطفي والاجتماعي للأطفال، حيث يميل الأطفال الذين يتعرّضون لهذا الأسلوب من التربية الحديثة إلى الانضباط الذاتي، كما يُمكنهم التفكير بأنفسهم في قراراتهم ومُراجعة أخطاءهم بمفردهم.

وفيما يلي بعض الخصائص والصفات الأساسيَّة للتربية الحازمة:

  • استجابة عالية لمُتطلبات الطفل النفسيّة، وفي نفس الوقت إعطاء الأوامر والتعليمات.
  • وضع قواعد وتوقُّعات واضحة لأطفالهم مع التحلي بالمرونة والتفاهُم.
  • التواصل مع الأطفال بشكلٍ مُتكرِّر، والاستماع إلى أفكار أطفالهم ومشاعرهم وآرائهم وأخذها بعين الاعتبار.
  • تقبُّل حدوث إخفافات طبيعيَّة من جانب الطفل (على سبيل المثال، فشل الطفل في الاختبار عندما لا يدرُس)، ولكن في نفس الوقت استخدام هذه الفرص لمُساعدة الطفل على التفكير والتعلُّم من الأخطاء.

تصفّح أجدد القصص التربوية لتعليم الأطفال الأخلاق والقيم.

3. التربية الإيجابيَّة 

تُركّز التربية الإيجابيّة على تعزيز السلوكيات الإيجابيَّة لدى الطفل من خلال التشجيع والتعاطف والتواصُل البنَّاء، بدلاً من الاعتماد على العقاب أو التخويف، كما تنطوي على بناء علاقة إيجابيّة بين الوالدَين والأطفال. وتتمثّل التربية الإيجابيَّة كذلك في مبادئ الاحترام المُتبادل والتفاهُم والتعاون بين الآباء والأطفال، بهدف تربيتهم على القيم السليمة وفي نفس الوقت تعزيز احترام الذات لديهم.

وفيما يلي بعض الخصائص والصفات الأساسيَّة حول التربية الإيجابيَّة:

  • إعطاء الأولويَّة لبناء علاقة عاطفيَّة عميقة بين الوالدين والأطفال، حيث يسعى الآباء جاهدين لفهم مشاعر أطفالهم والمُحافظة عليها.
  • مدح ومكافأة الطفل على السلوكيَّات المرغوبة لتشجيعه على تكرارها وتحفيزه على مُواصلة اتِّخاذ الخيارات الجيدة.
  • الاهتمام بتجارب الأطفال ووجهات نظرهم ورؤية العالم من خلال عيونهم، والاعتراف بمشاعرهم واحتياجاتهم واهتماماتهم. 
  • في حين أنَّ التربية الإيجابية تُؤكِّد على الدفء والدعم، فإنَّها تتضمن أيضًا وضع توقُّعات وحدود واضحة للسلوك. لذلك، يقوم الآباء في هذا الأسلوب من التربية بوضع القواعد بطريقة واضحة، مما يُساعد الأطفال على فهم ما هو مُتوقَّع منهم، مع الحفاظ على الشعور بالأمن والاستقرار لديهم.
  • التركيز على نقاط القوة لدى الأطفال والبناء عليها بدلاً من التركيز فقط على نقاط الضعف. وبذلك، يُساعد الآباء الأطفال على التعرُّف على مواهبهم واهتماماتهم وقدراتهم الفريدة، مما يعزز الشعور بالثقة بالنفس وتقدير الذات لديهم.
  • التواصل العاطفي مع الأطفال وتعزيز شعورهم بالاستقلاليّة بدلًا من التحكُّم في سلوكهم أو استخدام القوة والسلطة لإجبارهم على الامتثال للأوامر، وبالتالي يتعلّم الأطفال اتِّخاذ القرارات مُسترشدين بقيمهم ومبادئهم الخاصَّة.

4. التربية التعاونيّة

التربية التعاونيَّة هي أسلوب تربوي يُركِّز على إشراك الأطفال في عمليات صنع القرار، وحل المشكلات، وتعزيز الشعور بالاستقلاليَّة والمسؤوليَّة. بمعنى آخر، يعترف هذا الأسلوب بالطفل كمشارك نشط في عملية التربية ويعطيه شيئًا من التحكُّم في حياته الخاصّة ويُشجِّع الشراكة بين الوالدين والأطفال. وفيما يلي بعض الجوانب الرئيسيَّة للتربية التعاونية:

  • الحفاظ على التواصُل الفعّال بين الآباء والأطفال، حيث يستمع الآباء باهتمام إلى وجهات نظر أطفالهم ويُشجِّعونهم على التعبير عن أنفسهم بحرية. يُساهم هذا الأمر في تقوية شخصيّة الطفل بشكلٍ كبير، ويدفعه إلى فعل الصواب عن اقتناع وليس لمُجرّد الخوف من العقاب.
  • إشراك الأطفال بنشاط في المهام المنزليَّة، مثل الطبخ والتنظيف، وزيادة مسؤوليَّاتهم تدريجيًا مع تقدُّمهم في السن. وهذا بدوره سيُساعد الأطفال على تطوير المهارات الحياتيَّة الأساسية، والشعور بأنَّهم ذوو قيمة في الأسرة.
  • تعزيز احترام كل فرد من أفراد الأسرة بما في ذلك الطفل، والتأكيد على أنّ الأطفال لديهم أفكار ومشاعر صحيحة، وبالتالي تشجيع الآباء على معاملة أطفالهم باحترام. يتضمَّن ذلك تجنُّب التقليل من أفكارهم وآرائهم أو رفضها، والاعتماد على مُناقشة الطفل حول صحّة أفكاره.
  • تعزيز استقلاليَّة الطفل من خلال توفير الفرصة له لاتِّخاذ القرارات وتحمُّل المسؤوليات، في ظل إشراف الوالدين ومُتابعتهما. يُمكن أن يشمل ذلك السماح للأطفال بأن يكون لهم رأي في روتينهم اليومي أو أعمالهم المنزليَّة، وهو الأمر الذي يُطوّر من ثقة الطفل بنفسه وقدرته على اتّخاذ القرار.

5. التربية بالارتباط

تؤكّد التربية بالارتباط على أهميَّة إنشاء رابطة عاطفيَّة قويَّة بين الوالدين والأطفال، وهي تعتمد على مبادئ نظرية التعلُّق، التي تشير إلى أنَّ الارتباط الآمن بين الأطفال والآباء هو أمر ضروري للنمو العاطفي والاجتماعي للطفل. 

تُركِّز التربية بالارتباط على رعاية احتياجات الأطفال العاطفيَّة والاستجابة لها، وتعزيز التقارب الجسدي مثل الاحتضان لخلق شعور بالترابط الآمن عند الطفل. بهذه الطريقة، يضمن الآباء تعلّق الأطفال التام بهم، مما بدوره يضمن سهولة توجيههم إلى السلوكيّات الجيدة فيما بعد.

فيما يلي بعض الخصائص والصفات حول التربية بالارتباط:

  • الاستجابة السريعة والمُستمرة من الآباء لإشارات أطفالهم واحتياجاتهم، حيث يتضمَّن ذلك مراقبة أي تغييرات في تعبيرات وجه الطفل، وتوفير الدعم النفسي والطمأنينة له في الوقت المناسب.
  • التقارب الجسدي بين الوالدين والأطفال، خاصةً أثناء مرحلة الطفولة المبكرة. تُعد المُمارسات مثل العناق والتقبيل والاحتضان أثناء النوم أمورًا أساسيّة في التربية الحديثة بالارتباط، حيث من شأنها أن تُعزِّز الترابط العاطفي بين الوالدين والطفل.
  • حضور الوالدين ومُشاركتهم بشكلٍ كامل في حياة الأطفال. فلا يكفي الترابط العاطفي وإجراء الحديث مع الطفل بشأن شعوره فحسب، ولكن يجب مُشاركته أيضًا في تفاصيل حياته، مما يُوفِّر قاعدة آمنة يمكن للأطفال من خلالها استكشاف العالم والتعرُّف عليه.
  • احترام احتياجات الطفل وتفضيلاته الفرديَّة، من خلال فهم طبيعة ومزاج الطفل وشخصيَّته وتكييف مُمارسات الرعاية الأبويّة وفقًا لذلك.

ختامًا، صحيحٌ أنَّ الأبوَّة والأمومة في العصر الحديث تأتي مع مجموعة كبير من التحديَّات، ولكن مع اتّباع الأساليب التربويّة الفعَّالة يُمكن للوالدين التغلُّب على هذه التحديَّات وتنشئة أطفالهم التنشئة المثاليّة.

اقرأ أيضًا: 5 فوائد لتعليم القرآن للأطفال

أثناء استكشافنا لأساليب التربية الحديثة، رأينا أهميَّة كل أسلوب منها وكيف يُمكن لكل أسلوب أن يؤثّر على الطفل بطريقةٍ مُختلفة. وعلى الرغم من عدم وجود نهج واحد يُناسب الجميع في تربية الأبناء، فإنَّ أساليب التربية الحديثة هذه تهدف إلى تسليط الضوء على مجموعة مُتنوِّعة من الطرق التي يُمكن للوالدين مراعاتها والجمع بينها للوصول إلى التربية المثاليّة الخاصّة بهم.

أخبرنا في التعليقات عن الأسلوب التربوي الذي تُفضله لتربية طفلك، وما هي النصائح التي قد ترغب في تقديمها للآباء الجُدد. وأخيرًا، لا تنسَ الاشتراك في مُدونتنا ليصلك كل جديد من مقالاتنا.

المصادر: cnbc، gottman، health.ucdavis، ddsmlaw، webmd

أفضل 15 لعبة في المنزل للأطفال لزيادة نشاطهم وإبداعهم

مع ظهور التكنولوجيا، تغيّرت أنماط لعب الأطفال بشكلٍ كبير حيث أصبحوا يُفضّلون الاستمتاع بألعاب الفيديو عبر الإنترنت بدلًا من قضاء الوقت في الأنشطة الترفيهيّة المفيدة، وهو الأمر الذي يأتي بأضرار كبيرة على نموهم العقلي والجسدي.

ونظرًا لأنّه من المستحيل عزل الأطفال عن التكنولوجيا تمامًا، تظهر أهميَّة تحقيق التوازن بين الوقت الذي يقضونه أمام الشاشة وأشكال اللعب الأخرى التي تُشجِّع الحركة الجسدية والتفاعل الاجتماعي وتُحفز العقل والإبداع. 

وفي حين أنَّ الأنشطة الخارجيَّة توفر عددًا لا يُحصى من الفوائد، إلا أنَّه في بعض الأحيان تتطلَّب الظروف الجويَّة أو القيود الأخرى بدائل ترفيهيّة في المنزل. لذلك، نُقدّم لك في هذا المقال مجموعة من الألعاب المنزليّة الأكثر شعبيّة والتي تتنوّع بين ألعاب الحركة وألعاب تحفيز العقل وألعاب تنمية الإبداع عند الطفل ونُسلِّط الضوء على فوائدها.

إذا كنت قلقًا بشأن الوقت الذي يقضيه طفلك أمام الشاشات، ستُوفّر هذه الألعاب له مجموعة كبيرة من الفرص للتعلُّم والاستكشاف والأهم من ذلك، الاستمتاع!

تعرّف على أهمية اللعب في تنمية قدرات الأطفال ومهاراتهم.

أولًا: الألعاب البدنيّة

1. البولينج المنزلي

تُعد هذه اللعبة طريقة رائعة لإعادة استخدام زجاجات المياه الفارغة – أو يُمكنك أيضًا شراء مجموعة البولينج الداخليَّة من محل الألعاب. ضع من 6 إلى 10 زجاجات مياه (أو زجاجات البولينج) في نهاية غرفة المعيشة أو أي مكان يتسّع لذلك في المنزل. إذا كُنت بحاجة إلى تثبيت زجاجات المياه أو جعل اللعبة أكثر صعوبة، فاملأها ببعض الماء.

ضع خطًا من الشريط اللاصق عند خط البداية، واستخدم بعض الصناديق الكرتونيَّة كمصدات. بعد ذلك، كل ما عليك فعله هو أن تحصل على كرة بلاستيكيّة مُتوسطة الحجم وليبدأ لعب البولينج!
تضمن هذه اللعبة توافر عامل الحركة في روتين اللعب الخاص بطفلك، وهو أمر مُهم لتقويّة اللياقة البدنيّة للطفل كما وضّحنا في مقال أهميّة اللعب للأطفال. مرةً أخرى، إذا أردت أن تكون تجربة اللعب أكثر واقعيّة، يُمكنك شراء مجموعة بولينج كاملة رخيصة الثمن من أحد محلات لعب الأطفال.

2. كرة السلة الداخليًّة

لعبة جديدة تُضاف إلى قائمتنا من الألعاب التي تقوم على الحركة المطلوبة لنمو الطفل بشكلٍ سليم هي لعبة كرة السلة الداخليَّة/المنزليّة. تُعتبر هذه اللعبة وسيلة مُمتعة ورياضيّة للأطفال للاستمتاع برياضة كرة السلة أثناء التواجد في المنزل، وهي خيار رائع للأيَّام التي لا يكون فيها اللعب في الهواء الطلق مُمكنًا.

كل ما تحتاجه هو دلو وكرة بلاستيكيّة خفيفة، حيث يأخذ كل طفل دوره في رمي الكرة في الدلو. يُمكنك إما وضع الدلو على الأرض أو تعليقه عاليًا على الحائط. عندما يسجل أحد الأطفال هدفًا، فإنَّه يأخذ خطوة إلى الوراء ويرمي مرةً أخرى حتى يُضيِّع. وفي النهاية، اللاعب الذي يطلق الكرة في الدلو من أبعد مسافة هو الفائز.

وبالطبع إذا أردت ذلك، يُمكنك شراء مجموعة كرة السلّة الكاملة من أحد محلّات الألعاب والتي تضم الكرة والسلّة والحامل الذي يُثبتها في الحائط.

اقرأ أيضًا: 5 نصائح لتنظيم استخدام الأجهزة الذكية للأطفال

3. الكرة الطائرة بالبالون

ستكون لعبة الكرة الطائرة بالبالون اللعبة المثالية لطفلك إذا كان يحب اللعب بالبالونات. كل ما تحتاجه هو بالون، وترك الأطفال يستمرون في ضربه بهدوء حتى يبقى في الهواء لأطول فترة. يتناوب اللاعبون لضرب البالون، وإذا لم يتمكَّن أحدهم من إبقاء البالون في الهواء وسقط على الأرض، يخسر اللعبة. 

ستعمل هذه اللعبة على تحسين المهارات الحركيَّة لدى الأطفال حيث يقومون بحركات كثيرة أثناء الركض حول البالون، كما أنّها تعمل على تحسين التنسيق بين اليد والعين حيث يتعيَّن على الأطفال مُشاهدة البالون وهو ينزل ثم رميه مرةً أخرى في الهواء. 

تُعتبر لعبة كرة الطائرة بالبالون من أفضل وأسهل الألعاب المنزليّة لزيادة النشاط البدني للأطفال، حيث يُمكن لعبها بسهولة في غرفة المعيشة.

4. الحجلة

الحجلة هي لعبة تقليديَّة ومُمتعة وهي من الألعاب المُعتمدة على الحركة والنشاط الجسدي. يبدأ الأطفال بصُنع مستطيلات على الأرض ورسم أرقام داخلها من 1 إلى 8، ثم يأخذ كل طفل دورًا لرمي حجر صغير داخل صندوق ثم يسترجعه. يُساعد القفز والتوازن على قدم واحدة – أثناء التنقُّل في شبكة الحجلة – الأطفال على تطوير المهارات الحركيَّة واكتساب المزيد من التوازن والقوّة الجسديّة.

عادةً، يتم لعب الحجلة في الخارج. ومع ذلك، يُمكنك أن تجعل أطفالك يلعبون الحجلة في المنزل أيضًا. يمكنك لصق شريط مُلوَّن على الأرض لصنع الحجلة أو قطع الورق المقوى إلى قطع كبيرة مربعة أو مستطيلة، وكتابة الأرقام عليها من واحد إلى ثمانية، ولصقها على الأرض بشريط لاصق. الآن، أعط الأطفال شيئًا صغيرًا لرمي الأرقام ودعهم يستمتعون باللعبة.

ثانيًا: ألعاب تحفيز العقل

5. الألغاز

تُعد ألعاب الألغاز من الكلاسيكيَّات الخالدة في عالم ألعاب الأطفال، حيث تُوفِّر ساعات من الترفيه المرتبط بتنمية المهارات المعرفيَّة المُهمَّة للطفل. يُمكنك تمرين العضلات الإبداعيَّة والمعرفيَّة ومهارات حل المُشكلات لطفلك باستخدام أي من الأحاجي التي تختلف في مستوى صعوبتها باختلاف الفئة العمريّة. 

يُمكن أن تكون الألغاز أيضًا نشاطًا مُشتركًا بين الأخوة، لتعليم الأطفال التعاون أثناء عملهم معًا لتحقيق هدف مشترك. إنَّها لعبة تنمو مع الطفل، وتقدم تحديات أكثر تعقيدًا مع تقدم مهاراته.

لذلك، يُمكن أن يؤدي دمج ألعاب الألغاز في روتين اللعب اليومي لطفلك إلى تطوُّر ذهني شامل، مما يجعلها واحدة من أفضل الألعاب المنزلية للأطفال.

6. مكعب روبيك

يتكوَّن مُكعَّب روبيك من مكعبات صغيرة مُلوَّنة بشكلٍ مُختلف، ويكمن الهدف من هذه اللعبة في خلط المُكعبات الصغيرة مُختلفة الألوان عن طريق تدوير الطبقات الفرديَّة للمكعب ثم إعادته إلى حالته الأصلية حيث يعرض كل وجه من وجوه المكعب لونًا واحدًا.

الأمر المُميّز في مُكعَّب روبيك هو أنّه ليس مُجرَّد لغز لتجميع الألوان، بل أداة لتعزيز قوّة الدماغ والتي يُمكن أن تفيد نمو طفلك بشكلٍ كبير. عندما يقوم الطفل بلف المكعب وتحويله لمحاذاة الألوان، فإنّه يتحدى عقله من خلال تطوير استراتيجيات فعَّالة لحل اللغز وبالتالي يُعزِّز مهاراته في حل المشكلات.

بالإضافة إلى ذلك، يعمل المكعب على تحسين الذاكرة والتركيز، حيث يتعلم الأطفال توقع وتذكر تسلسل الحركات. ولذلك، فإنَّ إدخال مكعب روبيك بين ألعاب طفلك يُمكن أن يؤدي إلى تحسين المهارات المعرفيَّة لديه بشكلٍ كبير.

7. ألعاب الورق

بجانب التسلية التي تُقدمها ألعاب الورق، فهي يُمكن أن تُقدِّم فوائد عديدة لعقل طفلك. تتضمَّن العديد من ألعاب الورق القيام بعمليّات العد والجمع والطرح والتفكير، مما يُمكن أن يساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم في الرياضيَّات بطريقة مُمتعة وجذَّابة. على سبيل المثال، تتضمَّن ألعاب مثل “War” و”Go Fish” و”Uno” التعرُّف على العمليات الحسابية والرقميّة الأساسية.

بالإضافة إلى ذلك، فألعاب الورق القائمة على الذاكرة تتحدى الأطفال لتذكر موقع البطاقات ومُطابقة الأزواج، مما يُحسِّن ذاكرتهم وقدراتهم على التركيز. يُمكنك ببساطة ترتيب مجموعة من الأوراق بشكلٍ عشوائي وإعطاء مُهلة للطفل لتذكُّر مكان كل ورقة، ثم قلب جميع الأوراق وجعله يُحدد مكان كل رقم اعتمادًا على ذاكرته.

8. ماذا يوجد بداخل الصندوق؟

تتضمّن هذه اللعبة وضع أشياء مُختلفة داخل صندوق أو حاوية، بحيث يتمكّن الأطفال من لمسها دون رؤيتها، ويُحاولون تخمين ما هو الشيء الموجود داخل الصندوق من خلال نسيجه وتركيبه الخارجي.

ابحث عن أي صندوق به غطاء في منزلك، وقم بعمل فتحة في أحد جوانب الصندوق بحيث تكون كبيرة بما يكفي ليضع طفلك يده فيها. بعد ذلك، اجمع مجموعة مُتنوِّعة من الأشياء ذات الملمس المُختلف. على سبيل المثال، يُمكنك وضع أشياء مثل حجارة ملساء، أو قطعة من القماش الناعم، أو كرة مطاطيَّة، أو قطعة من ورق الصنفرة، أو إسفنجة، أو أي شيء آخر في متناول يدك.

عندما تكون مستعدًا للعب، ضع شيئًا داخل الصندوق واطلب من أطفالك تخمينه. يُمكنهم طرح أسئلة حول هذا الشيء إذا احتاجوا لذلك، أو يُمكنك تقديم أدلَّة.

عندما يستكشف طفلك محتويات الصندوق، فإنَّه سيزيد من إدراكه الحسي علاوةً على تحفيز قوَّة التخيُّل لديه حيث يستخدم الأطفال خيالهم بجانب حاسّة اللمس أثناء محاولة استشكاف ماهيَّة الشيء الموجود في الصندوق.

9. البحث عن الكنز 

يحب الأطفال العثور على الأشياء المخفيَّة، خاصةً عندما تكون هناك جائزة قيِّمة في النهاية. ما عليك سوى كتابة بعض الأدلَّة على قصاصات من الورق لتوجيه الطفل إلى مكان الكنز، وكُن مبدعًا. ضع الدليل الأوَّل في مكان يسهُل العثور عليه، مثل داخل وعاء الوجبات الخفيفة أو وعاء الحبوب الخاص بطفلك. ثم اترك العديد من الأدلَّة التي تُريدها في جميع أنحاء المنزل، والتي تؤدي جميعها إلى الدليل النهائي.

بدلًا من وضع جائزة واحدة في النهاية، يُمكن أن يؤدي البحث عن الكنز إلى عملات معدنيَّة مُتفرقة في جميع أنحاء المنزل. بهذه الطريقة يتمكَّن الأطفال من جمع كل القطع النقدية ووضعها في حصَّالاتهم في النهاية.

10. تطبيقات تمرين العقل

في قائمتنا لأفضل ألعاب الأطفال في المنزل، قررنا أنّه يجب أن يكون للتكنولوجيا نصيب! ولأنّ الكثير من الألعاب الإلكترونيّة قد تكون مُشتِّتة أو بلا فائدة، فإنّ تطبيقات تدريب العقل للأطفال قد تم تصميمها لتجمع بين المرح من ناحية، وتنمية المهارات العقليّة للطفل من ناحيةٍ أخرى.

تُقدِّم هذه التطبيقات مجموعة مُتنوِّعة من الأنشطة الجذَّابة المُصمَّمة لتحسين الذاكرة والتركيز ومهارات حل المشكلات والتفكير المنطقي عند الأطفال وغيرها. وبالتالي فإنَّ هذه التطبيقات ليست مُجرَّد مصدر للترفيه، ولكنّها أيضًا وسيلة لبناء المهارات الأساسية التي يمكن أن تفيد الأداء الدراسي للأطفال. إنَّها طريقة ذكية لدمج التكنولوجيا مع التعليم، مما يضمن أن يكون وقت اللعب مُثمرًا وممتعًا.

اقرأ أيضًا: 7 نصائح فعّالة لتنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال

ومن بين هذه التطبيقات، اخترنا لك أشهر وأفضل ثلاثة منها:

  • MentalUP
  • Mensa Brain Training
  • BrainHQ

ثالثًا: ألعاب تنمية الإبداع

11. الأوريجامي

الأوريجامي هو الفن الياباني لطي الورق بهدف تحويل ورقة مُربَّعة مسطحة إلى شكل مُجسّم مثل الحيوانات أو الزهور أو الأشكال الهندسيَّة دون استخدام المقص أو الغراء. يُشجِّع الأوريجامي الإبداع عند الأطفال بشكلٍ كبير حيث يقومون بتجربة أساليب الطي المختلفة لتكوين أشكال عديدة.

ونظرًا لأنّ فن الأوريجامي يتضمّن الطي المُعقَّد والتلاعب الدقيق بالورق، فإنّه يُساعد الأطفال على تطوير المهارات الحركيَّة الدقيقة والتنسيق بين اليد والعين علاوةً على مهارة التفكير المُتسلسل. بالإضافة إلى ذلك، يتطلَّب الانخراط في فن الأوريجامي التركيز والاهتمام بالتفاصيل، مما يساعد الأطفال على تحسين تركيزهم ووعيهم الذهني.

12. الصلصال (عجينة اللعب)

مهما تطوّرت الألعاب مع الوقت، يظل الصلصال محتفظًا بمكانته الدائمة كأحد أكثر الألعاب إمتاعًا لدى الأطفال والكبار على حدٍ سواء. تكمن جاذبية الصلصال في تنوُّعه ولا محدوديّته، فعلى عكس الألعاب المصنوعة مُسبقًا والتي توفر خيارات لعب محدودة، يعمل الصلصال على تمكين الأطفال من تجسيد خيالهم في عدد لا يُحصى من الأشكال.

من الأشكال البسيطة إلى المنحوتات المُعقَّدة، يُعزِّز الصلصال من قوّة الإبداع لدى الأطفال بشكلٍ كبير. ولا تقتصر ألعاب الصلصال على مُجرّد تكوين الأشكال فحسب، فعندما يقوم الأطفال بالضغط والنحت على قطعة الصلصال لتكوين الشكل، فإنَّهم يعززون التنسيق بين اليد والعين ويُعززون من المهارات الحركيَّة لديهم.

13. المُكعبات

من منّا لم يلعب لعبة المُكعَّبات في طفولته؟! تلك اللعبة الرائعة التي تقوم على استخدام المُكعبات الصغيرة أو أي أشكال هندسية أخرى، لبناء الهياكل أو إنشاء التصميمات. إنَّها بلا شك أحد أشكال اللعب الذي يُحفِّز الإبداع لدى الأطفال.

يُمكن أن يتضمَّن اللعب بمُكعبات البناء أنواعًا مختلفة، بما في ذلك المكعبات الخشبيَّة أو المكعبات البلاستيكيَّة المُتشابكة (مثل LEGO) أو المكعبات الإسفنجيَّة أو المكعبات المغناطيسيَّة، وتتراوح اللعبة من الأشكال البسيطة إلى الأشكال الأكثر تعقيدًا مثل المباني أو الجسور أو بعض الهياكل الخياليَّة من إبداع الطفل.

تُوفِّر هذه اللعبة للأطفال الحريَّة في استكشاف وتفكيك وإعادة تجميع أي بناء يُمكنهم التفكير فيه، وهو الأمر الذي سيأخذ مهارات حل المُشكلات والإبداع والتخيُّل عندهم إلى المستوى التالي.

14. الرسم والتلوين

يُعد الرسم والتلوين أحد أفضل الأنشطة الترفيهيّة لزيادة إبداع الطفل وتمكينه من التعبير عن نفسه واستكشاف مواهبه الفنيّة.  كل ما عليك فعله هو تزويد الطفل بمواد الرسم مثل الورق وأقلام التلوين وأقلام التحديد وأقلام الرصاص المُلوَّنة، وتشجيعه على رسم أي أشكال يرغب في رسمها بناءً على خياله. يُمكنك كذلك شراء كُتيّب يضم عدد من الرسومات التي يُمكن للطفل تلوينها مباشرةً.

وبالطبع لا يوجد أفضل من الإمساك بأدوات الرسم واللعب بها لتطوير مهارات الأطفال الحركيّة والتنسيق بين اليد والعين. أضف إلى ذلك أنّ ألعاب الرسم والتلوين تُشجِّع الأطفال على استخدام خيالهم لإنشاء قصص حيث يُمكنهم اختراع الشخصيات والأماكن.

15. ألعاب النرد

وفي آخر قائمتنا لأفضل ألعاب الأطفال في المنزل، تأتي ألعاب النرد – مثل السلّم والثعبان والليدو – والتي تُعد من أقدم الألعاب وأكثرها شهرةً عند مُختلف الأجيال. تضمّن المقال حتى الآن ألعابًا لتنشيط الجسم وتحفيز العقل وتنمية الإبداع، ولكن لم يتطرّق أي منها بشكلٍ مُباشر لواحدة من أهم الصفات التي يجب أن يكتسبها الأطفال وهي صفة الصبر.

فهذه الألعاب تتطلّب بطبيعتها من اللاعبين انتظار دورهم، ومن خلال هذا الانتظار، يتعلَّم الأطفال كيفيَّة إدارة عواطفهم، وفهم أن دورهم سيأتي وأنَّ التسرع أو مقاطعة الآخرين ليس مناسبًا.

تصفّح مكتبة حدوتة من القصص الخيالية لتنمية إبداع طفلك ومخيّلته!

وفي النهاية، بينما نختتم قائمتنا لأفضل الألعاب المنزليّة للأطفال، يصبح من الواضح أنّ هذه الألعاب تُوفِّر كنزًا من الفرص لطفلك للاستمتاع والتعلُّم والنمو أثناء البقاء في المنزل. ومن خلال دمج مجموعة متنوعة من الألعاب، ستضمن تحقيق مجموعة مُتنوعة كذلك من الفوائد بدءًا من تنمية الإبداع ومهارات التفكير إلى توفير الحركة المطلوبة لتعزيز صحّة ونشاط طفلك.

والآن بعد أن قدّمنا لك مجموعة من أفضل ألعاب الأطفال في المنزل، يأتي دورك لتشجيع طفلك على ممارسة هذه الألعاب من خلال جعلها مُمتعة ومليئة بالمرح. ابدأ اليوم بهذه الألعاب الرائعة، وشاهد بنفسك تأثيرها الإيجابي على تطوُّر طفلك العقلي والنفسي والجسدي!

وأخيرًا، شاركنا في التعليقات بأحد الألعاب المُسليّة والمفيدة التي تمارسها مع طفلك. ولا تنسَ كذلك الاشتراك في مدونتنا ليصلك كل جديد من مقالاتنا التي ستضعك على الطريق الصحيح لتربية طفلك، كما ستُزودك بأحدث المعلومات فيما يتعلّق بعلم التربية الحديثة! 

المصادر: todaysparent، ourlittlejoys

أفضل 20 فكرة لهدايا تعليمية للأطفال

تخيَّل أنّك مع كل هديّة تُقدمها لطفلك، فإنّك تُساهم في تطوير جانب مُعيّن من شخصيّته ومهاراته وأفكاره. فهذه الهدايا ليست مُجرّد وسيلة لإسعاد الطفل فحسب، بل قد تساهم في إثارة فضوله، وإشعال شغفه للتعلُّم، وتغذية خياله، بشرط أن يتم اختيارها بالشكل الصحيح. 

تصوَّر عالِمًا صغيرًا وهو ينظر إلى المجهر لأول مرة، وتتسع أعينه عندما يكتشف التفاصيل المعقدة لورقة الشجر أو فنانًا طموحًا يستخدم مجموعته من الألوان والفرش، ويطلق العنان لخياله على لوحة قماشيَّة فارغة أو مستكشفًا صغيرًا يضيع في أحجية مُفصَّلة لخريطة العالم. هذه اللحظات هي أكثر من مُجرَّد لعب، إنّها بمثابة نقطة انطلاق لحالة من الفضول والرغبة في التعلُّم مدى الحياة.

وفي مُجتمع اليوم المُعتمد على التكنولوجيا، قد يكون العثور على هدايا تعليمية للأطفال توازن بين المرح والتعليم وتلفت انتباه الطفل أمرًا صعبًا، ولهذا أعددنا لك هذا المقال! من مجموعات العلوم التفاعليَّة والكتب الجذَّابة إلى مجموعات الفنون والحرف الإبداعيَّة وألعاب المنطق والألغاز، هناك دومًا شيء يلهم الاهتمامات والمواهب الفريدة لكل طفل. هل أنت مستعد لاكتشاف الهدايا المثالية التي من شأنها أن تساعد في تعليم وترفيه طفلك؟ إذًا، لنبدأ!

اقرأ أيضًا: الأجهزة الذكية والأطفال: الموازنة بين الفوائد والمخاطر

أولًا: هدايا تعليمية للأطفال لتطوير الوظائف المعرفيّة

1. الكتب 

لا شكّ أنّ الكتب تُقدِّم مجموعة واسعة من الفوائد المعرفيّة للأطفال من خلال تعريضهم لعوالم وأفكار جديدة، حيث تُساعد في تعزيز القدرات المعرفية مثل التفكير النقدي وحل المشكلات. وبالرغم من أهميّتها، فإنّ غياب عنصر الإمتاع منها قد يُشكّل عائقًا أمام رغبة الطفل في قراءتها. 

لذلك، من المهم أن تقوم باختيار الكتب المناسبة لعمر الطفل والتي تلبي اهتماماته وتجمع بين الإفادة والإمتاع سواءً كانت كتب خياليَّة أو واقعيَّة.

اطلب قصّة طفلك المصممة خصيصًا له من حدّوتة.

2. القلم القارئ

يُمكّن القلم القارئ طفلك من الاستماع إلى الكلمات والنصوص من القصص وغيرها، وبالتالي يجعل تجربة القراءة أكثر تفاعليَّة وجاذبيَّة للأطفال. من خلال السماح لهم بالاستماع إلى النص الذي تتم قراءته بصوت عالٍ أثناء متابعة الكتاب، يُمكن أن يحسن القلم القارئ الفهم والاحتفاظ بالمعلومات لدى الأطفال.

بالإضافة إلى ذلك، سيُساعد القلم القارئ في تمكين الأطفال من استكشاف الكتب بأنفسهم دون الحاجة إلى مساعدة الآباء، مما يعزز مهارات القراءة المستقلة لديهم.

3. مجموعات الألغاز

تُساعد مجموعات الألغاز على تطوير مهارات حل المشكلات والتفكير المنطقي والنقدي لدى الأطفال. ولا يوجد تفضيل للعبة مُعيّنة، حيث إنّ أي نوع منها سيؤدي الغرض. كل ما عليك هو أن تبحث عن الألغاز المُناسبة لعمر الطفل والتي تتناسب مع قدراته المعرفيَّة واهتماماته.

4. مجموعات تعليم البرمجة

تعتبر البرمجة مهارة قيمة ولا غنى عنها للمستقبل. لذلك، يُمكنك تقديم بعض هدايا تعليم البرمجة المُصمَّمة للأطفال، مثل LEGO Boost أو littleBits، والتي تُقدّم مفاهيم البرمجة بطريقة عمليَّة وجذابة، مما يُعزِّز بدوره مهارات التفكير المنطقي وحل المشكلات عند الأطفال.

5. ألعاب الذاكرة

تعمل الألعاب التي تعتمد على الذاكرة مثل البطاقات المُطابقة على تحسين مهارات الذاكرة والتركيز وزيادة الانتباه. ولا شكّ أنّ هذه الهدايا ستكون مُمتعة ومليئة بالتحديات للأطفال من مختلف الأعمار!

6. مجموعات العلوم التفاعليّة

تسمح مجموعات العلوم للأطفال بإجراء التجارب واستكشاف المفاهيم العلميَّة، كما تُشجِّع على الفضول والملاحظة والتفكير النقدي. ابحث عن مجموعات ذات صلة بموضوعات مثل الكيمياء أو الفيزياء أو علم الأحياء وغيرها. على سبيل المثال، يُمكنك شراء مجموعة المجهر للأطفال من ناشيونال جيوغرافيك والتي تُمكنهم من مراقبة ودراسة الكائنات المجهرية، مما يعزز الفضول والتفكير العلمي لديهم.

7. ألعاب الطاولة

تتطلَّب العديد من ألعاب الطاولة مثل الشطرنج التفكير الاستراتيجي واتخاذ القرار وحل المشكلات. وبالتالي، يُمكن لهذه الألعاب أن تُعزِّز الوظائف المعرفيَّة للطفل بجانب توفير الترفيه.

8. الألعاب المُحفِّزة للدماغ

تتحدى الألعاب المُحفِّزة للدماغ – مثل مكعب روبيك أو الألغاز المنطقيَّة – قدرات الأطفال على حل المشكلات والتفكير النقدي، وبالتالي تُعد ذات أهميّة كبيرة في تطوير المهارات المعرفيّة لديهم.

ثانيًا: هدايا تعليمية للأطفال لتنمية الإبداع والخيال

9. أدوات الرسم والتلوين

تلعب أدوات الرسم والتلوين دورًا حيويًا في تعزيز الإبداع والخيال لدى الأطفال، حيث تُوفِّر لهم وسيلةً للتعبير عن أنفسهم، واستكشاف أفكارهم، وإطلاق العنان لخيالهم. من خلال الرسم والتلوين، يُمكن للأطفال توصيل أفكارهم وعواطفهم وتجاربهم بطريقة مرئية وشخصية. 

كما تمنح هذه الأدوات الأطفال الحرية في استكشاف خيالهم وإنشاء عوالمهم الخاصة. سواءً كان ذلك رسم مخلوقات خياليَّة، أو مناظر طبيعية خلّابة، فإنَّ الفن في جميع الحالات يسمح للأطفال بالاستفادة من خيالهم، وإضفاء الحيوية على أفكارهم

10. القصص المُصوَّرة والتفاعليَّة

تلعب القصص المصورة والتفاعلية دوراً حاسماً في تعزيز الإبداع والخيال لدى الأطفال، حيث تجمع هذه القصص بين العناصر البصريَّة والسرد الممتع، مما يجذب انتباه الأطفال ويُحفِّز خيالهم.

كما تتيح الرسوم التوضيحيَّة الملونة والميزات التفاعلية – مثل ميزات رفع الغطاء واللمس والإحساس للأطفال – تصوُّر القصة والشخصيات، مما يعزز الإبداع ويشجعهم على تخيل سيناريوهات وإمكانيات جديدة تتجاوز النص. 

تصفّح مكتبة حدّوتة المميزة من القصص القصيرة المسلية لجميع الأعمار.

11. مكعبات البناء

تعتبر مكعبات البناء – مثل LEGO أو غيرها من ألعاب البناء – أدوات ممتازة لتنمية الإبداع والخيال لدى الأطفال، حيث تُوفِّر هذه المكعبات إمكانيات لا حصر لها لبناء الهياكل الواقعيّة أو حتى المباني الخياليَّة. وتُشجِّع مكعبات البناء أيضًا اللعب الخيالي، حيث يقوم الأطفال بإنشاء قصص وسيناريوهات حول مبانيهم لإضفاء الحيويَّة إليها

12. الآلات الموسيقيَّة

تُوفِّر الآلات الموسيقية منفذًا فريدًا للإبداع والخيال لدى الأطفال. عندما يعزف الأطفال على الآلات الموسيقية، تتاح لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم وإنشاء الألحان واستكشاف الأصوات والإيقاعات المُختلفة. وبالتالي، تُعزِّز هذه العملية التفكير الإبداعي وتساعد الأطفال على تطوير أفكارهم الموسيقية الخاصَّة. ومن خلال الارتجال والتأليف، يُمكن للأطفال إطلاق العنان لقدراتهم الإبداعيَّة!

13. مجموعات الحرف اليدويَّة

تم تصميم مجموعات الحرف اليدويَّة لإشراك الأطفال في الأنشطة العمليّة والإبداعيّة وتعزيز الخيال. وغالبًا ما تتضمن هذه المجموعات مواد وتعليمات وأفكارًا لمختلف الحرف اليدوية، مثل صناعة المجوهرات أو الحرف الورقيَّة كالأورجامي أو بناء النماذج. 

تسمح مجموعات الحرف اليدوية للأطفال باستكشاف الأنسجة والأشكال والألوان المختلفة أثناء اتباع التعليمات أو تكييفها مع أفكارهم الخاصة. وبالتالي، تُحفِّز هذه المجموعات الإبداع عند الأطفال من خلال تشجيعهم على تحويل المواد إلى إبداعات فريدة.

14. الصلصال

يُعد الصلصال أحد أفضل الألعاب لتحفيز الإبداع والخيال لدى الأطفال من خلال تحويل كتلة بسيطة إلى أشياء أو شخصيات أو عوالم بأكملها، مما يعزز التعبير عن الذات ويسمح لهم بتحويل أفكارهم إلى حقيقة . علاوةً على تنمية الإبداع، عندما يقوم الأطفال باللعب بالصلصال، فإنَّهم يطورون المهارات الحركية الدقيقة ومهارات التنسيق بين اليد والعين. 

ثالثًا: هدايا تعليميّة للأطفال لتطوير اللغة

15. القصص القصيرة 

من خلال التعرُّض لمجموعة من الكلمات في سياقات مُختلفة أثناء قراءة القصص، يتعلّم الأطفال مفردات جديدة ويفهمون كيفية استخدام الكلمات بفعاليَّة. بالإضافة إلى ذلك، تُقدِّم القصص القصيرة أمثلة على القواعد النحوية وتركيبات الجملة الصحيحة، مما يساعد الأطفال على تحسين مهاراتهم في الكتابة والتواصل. لكن من المهم أن تختار القصص القصيرة المُناسبة لعمر الطفل والمليئة بالصور لجعل القراءة أكثر إمتاعًا.

قصص تعليمية للأطفال من مختلف الأعمار…اقرأها الآن!

16. ألعاب الكلمات

يُمكن أن تكون ألعاب الكلمات وسيلةً رائعة لتقوية المفردات اللغويّة للطفل مع الحفاظ على تجربة التعلُّم مُسلية ومُمتعة. وبجانب توسيع المفردات وتقوية الحصيلة اللغويّة، يُمكن أن تُعزز هذه الألعاب التفاعل الاجتماعي وتبادل الأدوار إذا تم لعبها في مجموعة.

17. الحروف الأبجدية المغناطيسية

تُوفِّر مجموعات الحروف الأبجديَّة المغناطيسيَّة تجربة عمليَّة للأطفال لاستكشاف الحروف وتهجئة الكلمات وإنشاء الجمل. يمكن استخدامها على الثلاجة أو اللوحة المغناطيسية، مما يسمح للأطفال بتجربة كلمات وعبارات مختلفة، وتعزيز التعرف على الحروف وتحسين مهارات القراءة لديهم.

18. الكتب الصوتيَّة

تُوفِّر الكتب الصوتيَّة طريقة فريدة للأطفال للتفاعل مع النصوص، وهي تُعد بديلًا مناسبًا للأطفال الذين لا يُفضلون القراءة. يساعد سماع القصص المقروءة بصوت عالٍ على تحسين مهارات الاستماع علاوةً على توسيع المفردات وتعريف الأطفال بأساليب وأصوات سرديَّة مُختلفة. ولذلك، فإنّ أسطوانة تحتوي على مجموعة من الكتب الصوتيّة سيكون بمثابة هديّة تعليميّة رائعة لجعل الكتب صديقًا أكثر متعةً لطفلك.

19. قواميس الصور

تُوفِّر قواميس الصور تمثيلًا بصريًا للكلمات، مما يُسهِّل على الأطفال ربط المفردات بالصور. وبالتالي، تُساعد هذه القواميس على توسيع المفردات وتحسين التعرُّف على الكلمات وتسهيل حفظها. ابحث عن القواميس المُصمَّمة خصيصًا للأطفال والتي تحتوي على رسوم توضيحيَّة مُلوَّنة وتعريفات بسيطة.

20. دفاتر اليوميَّات

تُشجِّع دفاتر اليوميّات أو المُذكرات اليوميّة الأطفال على الكتابة بانتظام، مما يُساعدهم على تحسين مهاراتهم اللغويّة في الكتابة والتهجئة ويُعزز من أساسيّات اللغة لديهم. أضف إلى ذلك أنّه من خلال تسجيل أفكارهم وتجاربهم اليوميَّة، تُتاح للأطفال الفرصة لتوسيع مفرداتهم والتعبير عن أنفسهم بشكلٍ أكثر وضوحًا.

اقرأ أيضًا: أفضل 6 طرق لتعليم اللغة الإنجليزية للأطفال

ختامًا، في عالمٍ مليء بالمُشتِّتات، أصبح تقديم هديَّة تعليميّة مُمتعة للطفل أكثر قيمةً من أي وقت مضى. تُقدِّم هذه الهدايا التعليمية أكثر من مجرد تسلية مؤقتة، إنّها توفر فرصة لزيادة القدرات المعرفيّة وتنمية الإبداع والخيال. ومن خلال اختيار الهدايا التي تجذب اهتمام الطفل، فإنَّك لا تغذي اهتماماته الحالية فحسب، بل تزرع فيه أيضًا بذور الإنجازات المستقبلية.

سواءً كان ذلك من خلال الاستكشاف الملموس لمجموعة العلوم أو تقوية الخيال من خلال قراءة القصص الخياليَّة  أو التعبير الإبداعي من خلال الرسم والتلوين أو التفكير الاستراتيجي عبر ألعاب المنطق والألغاز، فإنَّ هذه الهدايا تخلق فرصًا للأطفال للتعلُّم والنمو.

وعندما تشرع في رحلة اختيار الهديَّة التعليميَّة المثاليَّة، تذكَّر أن أفضل الهدايا هي تلك التي تلهم الأطفال وتُمكِّنهم من استكشاف العالم من حولهم. وتذكّر دومًا أنّه مع كل هديَّة، فإنَّك تساعد في تشكيل مستقبل يكون فيه التعلُّم مغامرة رائعة والفضول لا حدود له!

المصادر: explorelearning

أفضل 6 طرق لتعليم اللغة الإنجليزية للأطفال

لا شكّ أنّ تعلُّم اللغة الإنجليزيّة أصبح أحد أهم مُتطلبات عصرنا الحالي. في الواقع، لن نبالغ إذا قلنا أنّ عشرات الفرص الوظيفيّة من المُمكن أن تضيع على أي شخصٍ لمُجرّد أنّه لا يُتقن اللغة الإنجليزيّة. وبالتالي، أصبح تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال أوّل خطوة لضمان أن يكون مستقبلهم مُشرقًا ومليئًا بالفرص.

لكن قبل البدء في رحلة تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال، من المهم البحث عن طرق فعَّالة وسهلة بحيث تجعل عملية التعلُّم مزيجًا بين التعليم والمتعة.

في هذا المقال، نُقدّم مجموعة من أفضل الطرق لتعليم اللغة الإنجليزية للأطفال، مع التركيز على الجوانب التفاعليّة التي تجعل تعلُّم اللغة أبسط بكثير. ومن خلال اتّباع هذه الطرق، نضمن لك أن تكون تجربة تعلُّم اللغة الإنجليزيّة بمثابة رحلة ترفيهيّة مُمتعة لطفلك أيًا كان عمره.

أسهل طرق تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال

لضمان تجربة تعلُّم مُفيدة ومُمتعة، قدّمنا لك 6 من أسهل طرق تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال، وهي: 

1. استخدام الألعاب في تعليم اللغة الإنجليزية

يُعد استخدام الألعاب في تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال نهجًا فعّالاً للغاية، ويرجع ذلك إلى ميل الأطفال الطبيعي للعب، مما يُحوِّل عمليّة التعلُّم إلى تجربة مُمتعة وجذَّابة. تخلق الألعاب بطبيعتها بيئة تعليمية ممتعة وتفاعلية تشرك الأطفال وتحفزهم على المشاركة. فعندما يكون التعلم ممتعًا، فمن المرجح أن يشارك الأطفال بنشاط أثناء عمليَّة تعلُّم اللغة.

بالإضافة إلى ذلك، تقوم الألعاب على ما يُعرف بأسلوب التعلم النشط، حيث تُشجِّع الأطفال على استخدام اللغة الإنجليزية بشكل فعال في سياقٍ مفيد بدلًا من الاكتفاء بحفظها كما هي. بمعنى آخر، تُوفِّر الألعاب فرصًا لممارسة مهارات اللغة الأساسيّة، مثل التحدُّث والاستماع والقراءة والكتابة، مما بدوره يُحسّن من استيعابهم للغة بشكلٍ كبير. وفيما يلي بعض الأمثلة على بعض الألعاب التعليميّة للغة الإنجليزيّة:

  • القلم القارئ: وهو يُمكّن الطفل من الاستماع إلى الكلمات والنصوص باللغة الإنجليزية مما يقوي من مهارات الاستماع لديه ويُعلمه النطق الصحيح للكلمات.
  • ألعاب البطاقات التعليمية: وفيها يتم استخدام البطاقات التعليميَّة لمطابقة الكلمات بالصور أو لعب ألعاب الذاكرة لتعزيز المُفردات.
  • بينجو: وفيها تقوم بإنشاء بطاقات تحتوي على مفردات أو صور، ثم تنطق الكلمات أو تعرض الصور، ويقوم الأطفال بوضع علامة على المربعات المقابلة على بطاقاتهم. أول طفل يحصل على صف كامل يُصبح هو الفائز.
  • ألعاب بناء الجملة: وفيها يتم تزويد الأطفال ببطاقات تحتوي على كلمات ثم يقومون بتكوين جمل صحيحة من هذه البطاقات.
  • لعبة سيمون يقول: وهي لعبة كلاسيكيَّة حيث تطلب من الأطفال القيام بفعلٍ ما من خلال قول “سيمون يقول”، متبوعًا بالفعل الذي تريدهم أن يقوموا به. على سبيل المثال، “يقول سيمون انهض”. إذا لم تقل “يقول سيمون” وقام الطفل بالنهوض، فسيخرُج من اللعبة. في هذه اللعبة، يجب أن تستخدم كلمات يعرفها الطفل بالفعل، فأنت هنا تقوم بالتأكيد على حفظه وليس تعليمه مفردات جديدة.
  • لعبة عشرين سؤالًا: وفيها يُفكِّر أحد الأطفال في أي شيء، ثم يقوم باقي الأطفال بطرح الأسئلة والتي تصل إلى 20 سؤالًا حتى يتمكنوا من استنتاج ما هو هذا الشيء. تُشجِّع هذه اللعبة الأطفال على طرح الأسئلة باللغة الإنجليزية علاوةً على التفكير بها.

اقرأ أيضًا: أفضل 15 لعبة في المنزل للأطفال لزيادة نشاطهم وإبداعهم

2. استخدام الصور لشرح المفردات الجديدة

يُعد دمج الرسومات التوضيحيّة في دروس اللغة الإنجليزية وسيلة مُمتازة لمُساعدة الأطفال على التعلُّم بشكلٍ أسرع، حيث يُمكن لهذه المُساعدات البصريَّة أن تُعزِّز بشكلٍ كبير من الفهم والاحتفاظ بالمفردات الجديدة. على سبيل المثال، إنّ الإشارة إلى أعضاء الجسم كالرأس والكتفين والركبتين على صورةٍ لرجلٍ مُبتسم أسهل بكثير من كتابتها في قائمة مفردات نظريّة.

تمامًا مثلما يستخدم البالغون بعض الحيل البصرية الشائعة لتذكُّر المعلومات مثل استخدام قلم التحديد أو الدوائر أو إنشاء المخططات الانسيابيَّة (Flowcharts)، فنفس الأمر ينطبق على المُتعلمين الصغار. من خلال عرض المُفردات عليهم في صورة رسومات، سيتمكّنون من البدء في تصوُّر كيف تبدو هذه الكلمات الإنجليزيَّة في الحقيقة. 

يُمكنك استخدام الخرائط الذهنيَّة لربط المفردات الجديدة بالكلمات والمفاهيم ذات الصلة. ابدأ بكلمة مركزيَّة وتفرَّع إلى المصطلحات ذات الصلة. على سبيل المثال، يُمكن أن تتضمَّن الخريطة الذهنية لكلمة “الطقس” فروعًا لكلمات “مطر” و”شمس” و”غيوم” و”ثلج” و”عواصف”.

قم كذلك باستخدام قواميس الصور حيث تكون كل كلمة جديدة مصحوبة بصورة لها. على سبيل المثال، صورة تفاحة بجوار كلمة “Apple” تساعد الأطفال على الربط بين الكلمة والشيء أفضل بكثير من مُجرّد وضع الكلمة بالإنجليزيّة وإضافة ترجمة لها بالعربيّة.

كما يُمكنك أيضًا استخدام البطاقات التعليميَّة التي تحتوي على صور على جانبٍ واحد والكلمة المقابلة لها على الجانب الآخر، مما سيسمح بالممارسة السريعة والتفاعليَّة. بالإضافة إلى ذلك، قم باستخدام القصص المُصوَّرة التي توضح المفردات الجديدة ضمن سياق قصّة مُعيّنة. لا يساعد هذا الأمر الأطفال على معرفة المُفردات فحسب، بل يُساعدهم أيضًا على معرفة كيفيّة استخدام الكلمات في الجمل وسردها بشكلٍ صحيح.

3. استخدم الأغاني في حفظ الكلمات

يُعد استخدام الأغاني في تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال طريقة فعالة ومُمتعة للغاية، حيث تجذب الأغاني انتباه الأطفال بشكل طبيعي وتجعل عملية التعلُّم أكثر جاذبية. يخلق اللحن والإيقاع في الأغاني رابطًا قويًا للكلمات في الذاكرة، مما يُسهِّل على الأطفال تذكرها. وبالتالي، تُساعد الطبيعة المُتكرِّرة للأغاني على تعزيز المُفردات وتحسين النطق، مما يمكّن الأطفال من اكتساب كلمات جديدة ونطقها بشكلٍ صحيح دون أي عناء.

كما تعمل هذه الطريقة أيضًا على تحسين مهارات الاستماع، حيث يجب على الأطفال الانتباه جيدًا إلى كلمات الأغاني للغناء معها. ومن خلال الاستماع إلى الأغاني وترديدها بشكلٍ مُتكرِّر، يُمكن للأطفال استيعاب أنماط اللغة والنطق.

يُمكنك البحث عبر يوتيوب واختيار الأغاني المُناسبة لعمر طفلك ومستوى لغته، وضع في اعتبارك أنّ الأغاني البسيطة وذات الكلمات المتكررة هي الاختيار المثالي للأطفال الصغار. بالإضافة إلى ذلك، اختر الأغاني التي تتوافق مع المواضيع التي يتعلَّمها طفلك، مثل الحيوانات أو الأرقام أو الألوان أو الأنشطة اليومية.

ومن المُهم كذلك اختيار الأغاني التي تُعرض مع الصور، حيث يُعد الجمع بينهما أمرًا أساسيًا لتسهيل فهم معاني الكلمات على الطفل. فعندما يرى الطفل الصور التي تتماشى مع كلمات الأغنيّة، فإنّه يُصبح أكثر قدرةً على فهم هذه المفردات الجديدة والاحتفاظ بها في ذاكرته.

4. اربط الأشياء المُحيطة باللغة الإنجليزيّة

لديك عالمًا كاملًا غنيًا بالأشياء التي يُمكن استخدامها لتعليم طفلك اللغة الإنجليزيَّة. من خلال وضع علامات على الأشياء الموجودة في المنزل بأسمائها الإنجليزية، يُمكنك إنشاء بيئة تعليميَّة حيث يتعلّم طفلك المفردات الجديدة بكل سهولة. تسمح هذه الاستراتيجيّة للأطفال بربط الكلمات الإنجليزية بأشياء ملموسة، مما يُعزِّز فهمهم وذاكرتهم. 

على سبيل المثال، يساعد تصنيف الأدوات المنزلية الشائعة مثل “الكرسي” و”الطاولة” و”الثلاجة” الأطفال على رؤية هذه الكلمات واستخدامها بانتظام، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من مفرداتهم اليوميَّة.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الاستفادة من التجارب اليوميَّة خارج المنزل يُمكن أن يُعزِّز من تعلُّم اللغة أيضًا. على سبيل المثال، يُوفِّر الذهاب إلى السوبر ماركت أو الحديقة فرصة مُمتازة لتعليم مفردات جديدة. إنَّ الإشارة إلى أشياء مختلفة وتسميتها – مثل الفواكه أو الخضروات أو الحيوانات – باللغة الإنجليزيَّة يساعد الأطفال على توسيع مفرداتهم. 

ولا تعمل هذه الطريقة على تعزيز المفردات فحسب، بل تساعد الأطفال أيضًا على التدرب على بناء الجمل والتعبير عن ملاحظاتهم باللغة الإنجليزية. ولا شكّ أنّ هذا النوع من التعلُّم التفاعلي سيكون مفيدًا تمامًا للأطفال، حيث من الأسهل لهم التعامل مع الأشياء اليوميّة التي يرونها باستمرار مقارنةً بأسلوب التلقين غير المُعتمد على السياق.

اقرأ أيضًا: 5 فوائد لتعليم القرآن للأطفال

5. استخدم تطبيقات تعليم اللغة الإنجليزية

تتميَّز تطبيقات تعليم اللغة المُصمَّمة خصيصًا للأطفال بمجموعة من خوارزميّات الذكاء الاصطناعي لجعل تجربة التعلُّم فريدة لكل طفل، حيث تتواكب درجة صعوبة هذه التطبيقات مع المستوى الحالي للطفل. تًقدِّم هذه التطبيقات مجموعة كبيرة من الألعاب والأنشطة، كما تضم دروسًا وتمارين تُقدّم تفسيرات للقواعد اللغويّة بطريقة مُوجزة وبسيطة. علاوةً على ذلك، تُعزّز هذه التطبيقات من مهارات الاستماع والتحدُّث لدى الأطفال بشكلٍ كبير. 

ولأنّ المُمارسة المُنتظمة هي الأساس لتعلُّم اللغة، ضع جدولًا منتظمًا لطفلك لاستخدام هذه التطبيقات، وقم بدمج الدروس اليوميّة التي يتعلمها الطفل من التطبيق في الأنشطة اليوميَّة لتثبيتها في ذاكرته. على سبيل المثال، إذا كان التطبيق يُعلم أسماء الأطعمة، فاستخدم هذه الأسماء عند تناول الطعام.

تتميّز هذه التطبيقات أيضًا بميزات تتبُّع المستوى مما يتيح لك مراقبة تقدُّم طفلك مع الوقت، ورؤية الإنجازات أو المجالات التي تحتاج إلى مزيد من التدريب. 

6. ادخل في محادثات مع طفلك بالإنجليزيّة

يُعد دمج المفردات والعبارات الإنجليزيَّة في المحادثات اليوميَّة وسيلة فعّالة لتعزيز مهارات الطفل اللغويَّة بشكلٍ كبير، حيث يساعد هذا التعرُّض المستمر للعبارات الإنجليزيَّة في سياق المعاملات اليوميّة على حفظها بسهولة. عند إعطاء بعض التوجيهات للطفل، يُمكنك إدخال بعض الكلمات الإنجليزيّة في الجملة. وبمرور الوقت، لن يتعلّم الطفل المفردات فحسب، بل سيتعلّم أيضًا كيفيَّة استخدامها في المواقف اليوميَّة.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذا الأمر يُحسّن من مهارات الاستماع والتحدُّث لدى الأطفال بشكلٍ كبير، وبذلك يتعلّمون كيفيّة فهم الكلمات عند سماعها علاوةً على تكوين العبارات الخاصّة بهم.

للقيام بذلك، لن تحتاج إلى أكثر من إضافة بعض الكلمات الإنجليزيّة إلى كلامك، فلا داعي لجعل الجمل كاملةً باللغة الإنجليزيّة. كما يُمكنك أيضًا الإضافة على ما يقوله الطفل. على سبيل المثال، إذا قال طفلك: “ball”، يُمكنك الإضافة على ذلك بقول: “Yes, it’s a wonderful blue ball؟” وبذلك تكون قد ذكّرته بكلمتَي “Wonderful” و “Blue”

وبذلك تكون قد تعرّفت على 6 من أسهل طرق تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال، وعرفت ميزة كلٍ منها وكيفيّة تطبيقها مع طفلك. فتعلُّم اللغة الإنجليزيّة لم يعد مهمةً صعبة ومُرهقة على الأطفال كما كان من قبل. كل ما عليك الآن هو البدء في تنفيذ هذه الطرق الفعّالة مع طفلك، وسترى بنفسك كيف يتطوّر مستواه في اللغة الإنجليزيّة بسرعةٍ كبيرة.

ومن المُهم كذلك أن تضع في اعتبارك أنَّ لكل طفل مهاراته الخاصّة، ولذلك ينبغي أن تقوم بتخصيص تجربة التعلُّم للطفل لتتناسب مع قدراته. فالتكيُّف مع قدرات الطفل هو المفتاح لتجربة تعليميّة مفيدة ومُثمرة!

وللمزيد من المقالات حول تعليم الأطفال، قم بالتسجيل في مدونتنا، ولا تتردَّد في الاطّلاع على باقي المقالات المُتاحة ومشاركتها لتعم الفائدة!

المصادر: goabroad، ،britishcouncil

أهمية اللعب في تنمية مهارات أطفالنا وذكائهم

في عالم اليوم الذي أصبح تنافسيًا للغاية، غالبًا ما يُهيمن التعليم والأنشطة التربويّة على أولويّات الآباء تجاه حياة أطفالهم. ما بين تعليم اللغات الأجنبيّة أو البرمجة أو غيرهما، يحرص الآباء على تزويد أطفالهم بكل مُتطلبات العصر العلميّة في مرحلة مُبكرة من حياتهم. 

وفي ظل هذا الحرص على تزويد الطفل بالمعارف الضروريّة، قد يبدو اللعب مُجرّد شيئًا ثانويًا لا أهميّة له، ولكن الحقيقة غير ذلك تمامًا. فاللعب ليس مُجرَّد استراحة من التعلُّم، إنَّه في الواقع جوهر التعلُّم نفسه. فمن خلال اللعب، يستكشف الأطفال العالم من حولهم، ويطورون المهارات الأساسيَّة، ويشكلون الروابط التي ستشكل فهمهم لأنفسهم وللآخرين.

في هذا المقال، نتطرّق إلى الدور المحوري الذي يُساهم به اللعب في التنمية المعرفيَّة والجسديَّة والعاطفيَّة والاجتماعيَّة للأطفال، ونستكشف كيف أنّ اللعب هو جزء لا يتجزّأ من نموهم. وفيما يلي أهم فوائد اللعب بالنسبة للأطفال:

1. تنمية الإبداع والخيال

يُعد اللعب جانبًا أساسيًا وهامًا لنمو الجانب الإبداعي لعقل الطفل، حيث يلعب دورًا حاسمًا في بناء الخيال. سواءً كانوا يلعبون في المنزل، أو يتظاهرون بأنَّهم أبطال خارقون، أو ينخرطون في مُغامرات خياليَّة، يستخدم الأطفال خيالهم لإضفاء طابع من الحيويَّة على هذه السيناريوهات. وعندما يخترع الأطفال القصص والشخصيات والأماكن، فإنّ هذا بدوره يُعزِّز من قدرتهم على التخيُّل ويُوسِّع قدراتهم الإبداعيَّة بشكلٍ كبير.

وبجانب التخيُّل، غالبًا ما يتضمَّن اللعب التغلُّب على التحديات وحل المشكلات. سواءً كانوا يقومون بالبناء باستخدام المكعبات، أو يحلون بعض الألغاز – أو غير ذلك – فإنَّ الأطفال ينخرطون في عملية مُبسّطة من التفكير التحليلي وحل المشكلات. ومع استمرار هذا النوع من التفكير بمرور الوقت، فإنّ الطفل يكتسب قدر كبير من الإبداع أثناء استكشافه لأساليب مُختلفة وتجربة أفكار جديدة وإيجاد حلول مبتكرة. 

بالإضافة إلى ذلك، تُوفّر بعض الألعاب للأطفال – مثل الرسم والتلوين – فرصةً كبيرة لتنمية الحس الفني لديهم. يُحفِّز هذا النوع من الألعاب الإبداع ويُنمِّي الموهبة الفنيّة من خلال السماح للأطفال باستكشاف مُختلف المواد والألوان واستخدامها لتحويل ما يدور في خيالهم إلى حقيقة وهو الأمر الذي يُحفّز الخيال بدرجةٍ كبيرة.

وبالطبع لا يُمكن إنكار دور ما يُعرف باللعب الرمزي، وهو قدرة الطفل على تخيُّل شيء ما على أنه شيء آخر. على سبيل المثال، يُمكن للطفل استخدام أحد أوعية المنزل وتخيّله كعجلة قيادة لسيارة ثم تخيُّل نفسه وهو ينطلق مسرعًا بهذه السيارة متفاديًا الحواجز التي أمامه. يُعد هذا النوع من اللعب جزءًا هامًا من التطوُّر العقلي للطفل، فهو يبني المهارات ويُحسّن الإبداع الذي يحتاجه الأطفال للتعلُّم في المستقبل.

اقرأ أيضًا: أفضل 15 لعبة في المنزل للأطفال لزيادة نشاطهم وإبداعهم

2. تعزيز النمو المعرفي

تعتمد العديد من أنواع اللعب – مثل ألعاب الذاكرة والألغاز وسرد القصص – على الذاكرة والتركيز، حيث يجب على الأطفال أن يتذكَّروا الأشكال والقواعد والأنماط ويُركزوا في التفاصيل للمُشاركة في هذه الأنشطة. طبقًا لإحدى الدراسات، من خلال ممارسة هذا النوع من الألعاب بشكلٍ مُتكرِّر أو المشاركة في الأنشطة التي تتطلب عصفًا ذهنيًا للوصول إلى الحلول، يتم تقوية قشرة الفص الجبهي للدماغ فيكتسب الأطفال ذاكرة قويّة وقدرة كبيرة على التركيز لفترات أطول.

علاوةً على ذلك، تتضمَّن بعض الألعاب الأخرى تفكيرًا رياضيًا ومنطقيًا حتى يتمكّن الطفل من إكمال اللعبة بنجاح. على سبيل المثال، تشمل بعض الألعاب فرز الأشياء حسب الحجم أو الشكل أو اللون والعد والتصنيف والقيام ببعض العمليات الحسابيَّة البسيطة أو رسم بعض الخطط الاستراتيجيّة أثناء اللعب. يُساهم هذا النوع من الألعاب في تعزيز التفكير المنطقي، حيث يتعلَّم الأطفال تحليل السبب والنتيجة، وتوقُّع النتائج.

ونظرًا لأنّ اللعب يتضمَّن نشاطًا بدنيًا بجانب النشاط العقلي، فهو يُساعد على تطوير المهارات الحسيَّة الحركيَّة لدى الأطفال، والتي تعني وجود ترابط وتواصل قوي بين المخ والجسم. ولأنّ الألعاب التي تقوم على الحركة تتطلَّب وجود تنسيق بين التفكير والحركة، فإنّ الأطفال يكتسبون مع الوقت مهارة التحكُّم الحركي، علاوةً على تعزيز الوعي المكاني لديهم.

3. فوائد سلوكيَّة وعاطفيَّة

يُعد اللعب مُعلمًا مُمتازًا للأطفال، حيث يُساهم بشكلٍ كبير في تشكيل سلوكهم وشخصيّاتهم ومشاعرهم. اعتمادًا على مستوى الصعوبة، يُوفِّر اللعب فرصة كبيرة للأطفال لمواجهة التحديَّات والنكسات والخسارة، مما يُساهم في تطوير المرونة العاطفيَّة ومهارات التأقلم لديهم. من خلال اللعب والتأرجح بين الخسارة والمكسب، يتعلَّم الأطفال التكيُّف والمُثابرة ويُطورون قدرة طبيعيّة على تنظيم مشاعرهم، والتعافي من الخسارة، وهو الأمر الذي ينعكس بشكلٍ كبير على عواطفهم فيما بعد.

وفي حالة الألعاب الجماعيّة، فإنّ التفاعُل مع الأطفال الآخرين يُعزِّز المهارات الاجتماعيَّة والشخصيَّة لدى الطفل. نتيجةً لذلك، يتعلَّم الأطفال المُشاركة والتفاوض وحل النزاعات والتعاون أثناء اللعب واحترام وجهات نظر الآخرين، مما يُعزِّز قدرتهم على التعامُل في المواقف الاجتماعيَّة المُختلفة. ولذلك، فإنّ الأطفال الذين يُحيطهم الأهل بدرجةٍ كبيرة من الرعاية تصل إلى حد الانعزال عن الآخرين، غالبًا ما يكونون مُفتقدين للمهارات الاجتماعيّة بشكلٍ كبير ويواجهون صعوبة في التعامل مع الآخرين.

أضف إلى ذلك أنّ اللعب يُعزِّز الثقة بالنفس واحترام الذات لدى الأطفال. فأثناء انخراطهم في اللعب، يقوم الأطفال بتجربة أفكار مُختلفة للوصول إلى الحلول، ثم يشعرون بالإنجاز إذا نجحت أفكارهم في اجتياز اللعبة. تُساعد هذه النجاحات والإنجازات الصغيرة الأطفال في تكوين صورة ذاتية إيجابيَّة عن أنفسهم، والتي ستنتقل معهم بعد ذلك إلى باقي مراحل حياتهم.

4. تحسين المهارات اللغويّة والقراءة والكتابة

من خلال تصميم الألعاب لتشمل الأنشطة المُتعلِّقة بتقوية اللغة – مثل قراءة وكتابة القصص، أو المشاركة في ألعاب الحروف والكلمات – يُمكن تعزيز المهارات اللغويّة بشكلٍ كبير لدى الأطفال، بما في ذلك التعرُّف على الحروف وتوسيع مفرداتهم اللغويّة وفهم العلاقة بين الأصوات والكلمات المكتوبة. ومن خلال دمج القراءة والكتابة باللعب، يطور الأطفال ارتباطًا إيجابيًا بالقراءة والكتابة، مما يُشجعهم على الحفاظ عليها كعادة دائمة طوال الحياة.

بالإضافة إلى ذلك، يتضمَّن اللعب فهم القواعد واتِّباع التعليمات حتى يتمكّن الطفل من المُشاركة في اللعبة سواءً كانت لعبة ماديّة أو تطبيقًا على الهاتف المحمول. من خلال هذه الأنشطة، يقوم الأطفال بتطوير مهارات فهم اللغة لديهم، وفهم الإشارات اللفظيَّة والاستجابة لها، واتَِّباع التوجيهات، وكلها بالطبع أمور ضروريَّة للتواصل الفعال وفهم معنى اللغة المنطوقة.

نتيجةً لذلك، تقوم العديد من تطبيقات تعلُّم اللغات الأجنبيّة على فكرة مزج التعلُّم باللعب، وهو الأمر الذي يُساعد الطفل على تعلُّم اللغة بشكلٍ أسرع وأكثر كفاءة.

اقرأ المزيد: أفضل 6 طرق لتعليم اللغة الإنجليزية للأطفال

5. تنمية الشعور بالاستقلاليَّة

غالبًا ما يكون لدى الأطفال القليل من السُلطة أو القدرة على التعبير عن أنفسهم خلال أنشطتهم اليوميَّة، حيث يقضون معظم أيَّامهم في الاستماع إلى ما يجب عليهم فعله، ومتى يفعلون ذلك، وأين يجب عليهم الذهاب. أما في عالم اللعب، يُصبح لديهم الفرصة لممارسة سلطتهم ووضع قواعدهم الخاصّة.

أثناء اللعب، يتمتَّع الأطفال بالحريَّة في اتخاذ الخيارات والقرارات بشأن أنشطتهم وأدوارهم وتفضيلاتهم. تتيح لهم هذه الاستقلالية تطوير مهارات اتخاذ القرار وتعلُّم تحمُّل المسؤولية عن اختياراتهم. بمعنى أخر، يتعلَّم الأطفال من خلال اللعب تقييم الخيارات، والنظر في العواقب، واتخاذ القرارات بشكلٍ مُستقل، مما يعزز شعورهم بالاستقلاليّة.

علاوةً على ذلك، يُوفِّر اللعب الفرصة للأطفال لمواجهة التحديات وحل المشكلات بأنفسهم. سواءً كان الأمر يتعلق بمعرفة كيفية بناء برج، أو حل لغز، فإنَّ الأطفال يطورون مهارات حل المشكلات بأنفسهم من خلال اللعب وإيجاد الحلول بشكلٍ مستقل، مما يُعزِّز شعورهم بالاستقلاليَّة والاعتماد على الذات.

لذلك، لا يقل اللعب الانفرادي (المُستقل) أهميةً عن اللعب الجماعي مع الآخرين، حيث يُساعد الأطفال على الشعور بأنَّهم أكثر قدرةً على التعامل مع المهام الأخرى والوصول إلى الحلول بمفردهم ومعرفة مدى ملاءمتها لهم.  وكما قال ألبرت أينشتاين: “إنَّ العزلة في الحياة الهادئة تُحفِّز العقل الإبداعي”.

6. تعزيز اللياقة البدنيَّة

سواءً أدرك الأطفال ذلك أم لا، فإنَّ أجسامهم مُبرمجة تلقائيًا على الحركة والنشاط. فالألعاب البدنيَّة – وخاصةً الأنشطة التي تنطوي على تمارين تحمُّل الوزن مثل الجري أو القفز – تدعم نمو العظام والعضلات لدى الأطفال. وبدون الحركة في مرحلة الطفولة، قد يُعاني الأطفال من مشاكل جسديّة في مراحل مُتقدمة من حياتهم. 

تُساعد الألعاب التي تتطلّب نشاطًا جسديًا الأطفال على تطوير مهاراتهم الحركيَّة وصقلها، بما في ذلك المهارات الحركية الإجماليَّة مثل المشي والجري والمهارات الحركيَّة الدقيقة مثل التعامل مع الأشياء أو الرسم أو البناء بالمكعبات. ومن خلال الانغماس في أنشطة اللعب التي تتضمَّن الحركة، يكتسب الأطفال خفة حركة وترابطًا بين اليد والعين ولياقة بدنيّة عالية.

تصفّح أجدد القصص حول الرياضة والتغذية الصحية للأطفال على حدّوتة.

واللعب المنتظم والنشط له آثار صحيَّة إيجابية وطويلة المدى طوال حياة الطفل. وبغض النظر عن قدرات الطفل واهتماماته، فإنَّ اللعب الذي يضم أنشطة بدنيّة يُساعد الطفل على

  • تحسين ردود الفعل وزيادة سرعتها.
  • التحكُّم بسهولة في الحركة.
  • تحسين المهارات الحركيَّة الإجمالية.
  • تحقيق توازن أكبر للجسم.
  • بناء عضلات قويَّة.
  • تحسين كثافة العظام.
  • زيادة وظيفة القلب والأوعية الدمويَّة.

والرائع في الأمر أنّ كل هذه الفوائد تحدُث أثناء الاستمتاع باللعب!

ختامًا، يُعد اللعب أكثر بكثير من مُجرَّد مُتعة للطفل، فهو حجر الزاوية الذي تُبنى عليه شخصيّته بعد ذلك. وكما اكتشفنا في هذا المقال، لا يقتصر اللعب فقط على الترفيه أو قضاء بعض الوقت المُمتع، بل هو عنصر حاسم في تشكيل رؤية الطفل للعالم، وتعزيز نموه المعرفي، وصقل مهاراته في حل المشكلات، وتنمية إبداعه وشعوره بالاستقلاليّة وقدراته الاجتماعيَّة

ومن خلال انتقاء أنواع اللعب التي يقضي فيها الأطفال أوقاتهم، فإنّنا نُوفِّر لهم تربة خصبة تتجذَّر فيها بذور ذواتهم وشخصيّاتهم المستقبليَّة. لذلك، يقع على عاتق أولياء الأمور إدراك أهمية اللعب والتأكُّد من حصول كل طفل على فرصة المشاركة في هذه التجربة الأساسيَّة والتكوينيَّة الهامّة في حياتهم

وأخيرًا، لا تنسوا الاشتراك في المدوّنة ومُشاركة هذا المقال مع الأهل والأصدقاء لتعُمَّ الفائدةالمصدر: epl

Exit mobile version