قصة عن التعاون للأطفال: الحمامة المطوقة وأصدقاء الغابة

قيل قديمًا أن التعاون هو أقوى سلاح في مواجهة التحديات، وأن اليد الواحدة لا يمكنها إنجاز العمل بمفردها. لذلك، سنروي اليوم قصة عن حمامة جميلة الألوان وقعت في فخ الصياد. لكن بفضل مساعدة أصدقائها في الغابة تمكّنت من الهروب من شبكة الصياد. تابعوا معنا هذه القصة المليئة بالمغامرة، والتي ستعلم الأطفال أن العمل الجماعي هو سر النجاح في مواجهة أصعب المواقف.

قصة عن التعاون للأطفال: الحمامة المطوقة وأصدقائها

حدثت قصّتنا في غابةٍ جميلةٍ كثيفة الأشجار ذات منظر بديع. كانت الغابة موطنًا للطيور. لكن، كما هي العادة في الحياة، لا تسلم الطيور والحيوانات من خطر الصيادين الذين ينصبون شباكهم في كل أنحاء الغابة طمعًا في اصطياد الطيور الجميلة التي تعيش فيها.

كثيرًا ما يتردد الصيادون على الغابة، وخاصةً بالقرب من شجرة كبيرة، حيث اعتادت الطّيور التجمع عندها باستمرار. وذات يوم، في الصباح الباكر، خرج غراب من عشه القريب من الشجرة الكبيرة فرأى صيادًا تبدو على وجهه ملامح الدهاء والخبث، يتسلَّل بحذر داخل الغابة، ويحمل في إحدى يديه شبكة صيد كبيرة وحبوبًا، وفي اليد الأخرى عصا غليظة.

ذُعر الغراب مما رآه، وتسمّر في مكانه، وتساءل كثيرًا في نفسه: “لماذا جاء هذا الصياد إلى غابتنا؟ هل جاء لاصطيادي وقتلي؟ أم أنَّ هناك طيورًا أخرى ستكون ضحية خدعته؟” 

اختبأ الغراب وأخذ يُراقب ما يفعله الصياد من بعيد، فرأه يضع شبكته الكبيرة بحذر بين الأعشاب الطويلة، وينثر الحبوب فوقها لتكون فخًا للطيور التي تطير حول الشجرة. لم يمضِ وقت طويل حتى جاء سرب كبير من الحمام، تتقدّمهن في الطيران حمامة بيضاء آسرة الجمال تُدعى “المطوقة”، وسُميت الحمامة بهذا الاسم لشدة جمال ريشها الأبيض اللامع وعنقها الأبيض كحبات اللؤلؤ. كانت المطوقة حكيمة وفطنة، وتكنُّ لها باقي الحمامات احترامًا عظيمًا.

حلّق السرب فوق الشجرة الكبيرة، ولمحت الحمامات الحبوب المتناثرة. فرحت الحمامات بشدة ولم يستطعن مقاومة الطعام المجاني، واندفعن نحو الأرض، وقد أنساهن الجوع أخذ الحذر، فلم ينتبهن إلى الشبكة.

شعرت المطوقة بالريبة، فصاحت في أصدقائها: “احذرن! هذا غريب، قد يكون هذا فخًا”.

وعلى الرغم من إحساسها بالخطر، إلا أنها لم تتمكن من إيقاف السرب، فقد غلبتها أصوات الجوع. وعندما أقبل السرب والحمامة المطوقة نحو الحبوب لالتقطاها، وقف الغراب فوق غصن مرتفع، يحاول تحذيرهن، ولكن لم يصغ إليه أحد.

ما إن لمست أقدامهن أرض الغابة، حتى انطبقت عليهن الشبكة التي نصبها الصياد، فتشابكت أرجلهن في خيوطها. علا صراخ سرب الحمام، وبدأت كل حمامة تضرب بجناحيها بجنون في محاولة يائسة للخلاص من الشبكة، غير آبهة برفيقاتها.

فرح الصياد وهو يراقب المشهد من بعيد، وانطلق مسرعًا لجمع الحمام. وفي تلك اللحظة، حاول الحمام الطيران بعيدًا، لكن دون جدوى، إذ طارت كل حمامة في اتجاه مختلف، فتشابكت الخيوط أكثر، مما زاد الموقف سوءًا

اقترب الصياد من الشبكة وقال بسخرية: “لقد أمسكتُ بصيدٍ ثمينٍ! سأخذ هذه الطّيور إلى السوق وأبيعها وأصبح غنيًا”.

وعندما اقترب الصياد منهن، خاف الحمام كثيرًا، وقال بعضهن لبعض: “سيُقضى علينا جميعًا”.

عندها فكرت الحمامة المطوقة بحكمة وقالت: “توقفن! لن نستطيع النجاة هكذا. أرجوكن، لا تضربن بأجنحتكنّ، ولا تفكرن بإنقاذ أنفسكنّ فقط. علينا التعاون معًا لننقذ أنفسنا”.

قالت إحدى الحمامات في حيرة: “وماذا نفعل؟”

ردت المطوقة بثقة: “يجب علينا الاتحاد والتعاون معًا. يجب أن نرفرف جميعًا بأجنحتنا في نفس الوقت وبقوة واحدة”.

استجاب باقي السرب لكلام الحمامة المطوقة، واتحدن وقرّرن أن يطرن معًا إلى أعلى كي يتخلَّصن من الشبكة العالقة. وعلى الرغم من ثقلها، استطاعوا رفعها عن الأرض بفضل التعاون معًا. لاحظ الصياد ما يحدث، فاندفع مسرعًا لينقضّ عليهن، لكنه لم يستطع، فقد حلّق الحمام بالشبكة عاليًا في الهواء.

تعجّب الصياد مما رأى، وقال: “كيف حدث هذا؟ هذه أول مرة أرى طيورًا تحمل شبكة”.

غضب الصياد واندفع يطاردهن عبر الغابة. وعندما رأت المطوقة أنّ الصياد يتبعهن، صاحت بصوت مرتفع: “هيا، لنطير بين الأشجار الكثيفة حتى لا يتمكن من ملاحقتنا”.

وبالفعل، طار سرب الحمام بين الأشجار المتشابكة، فتعذّر على الصياد اللحاق بهن، وتردد في دخول أعماق الغابة خوفًا من الحيوانات المفترسة. واصل السرب الطيران حتى ابتعد تمامًا عن الصياد، ووصل إلى مكان آمن وسط الغابة. وهناك، ظهر الغراب فجأة، واقترب وهو يقول: “لا تخفن، سأذهب مسرعًا لإحضار السنجاب الحكيم ليساعدكن”.

عُرف السنجاب في الغابة بحكمته وحيلته ومساعدته لجميع الطيور والحيوانات. طار الغراب مسرعًا إلى بيت السنجاب، وقصَّ عليه ما حدث مع سرب الحمام، وقال بلهفة: “أيها السنجابُ الحكيمُ، نحتاج إلى مساعدتك، لقد وقع الحمام في شبكة الصياد”.

أسرع السنجاب مع الغراب إلى مكان السرب. وعندما رأت الحمامة السنجاب قالت: “أيها السنجاب الحكيم، لقد تعاوننا معًا للهرب من الصياد، ولكننا ما زلنا عالقين. نحتاج إلى مساعدتك كي نتخلص من هذه الشبكة وننجو”.

استنكر السنجاب المشهد، وتعجّب كيف للمطوقة أن تقع ضحية هذا الفخ وقال: ما الذي أوقعكِ في هذا الفخ، وأنتِ معروفة بالذكاء والفطنة؟”

ردت الحمامة، وهي تشير إلى الحبوب العالقة في الشبكة بحزن: “إنه الطمع، هو من أوقعني في هذه الورطة”.

ابتسم السنجاب، وقال: “حسنًا، لا تقلقي. سأعمل على تحريركنَّ بأسرع وقت”.

أسرع السنجاب في محاولة فكّ الشباك عن الحمامة المطوقة أولًا. لكنها أوقفته بلطف وقالت: “أرجوك، أنقذ أصدقائي أولًا قبل أن تفكَّ قيدي”.

تعجّب السنجاب من طلب الحمامة وقال: “ألا تريدين أن أنقذكِ أولًا؟”

ابتسمت الحمامة، وقالت: “إني أخاف إن بدأتَ بي أن تشعر بالتعب فتترك أصدقائي. ولكن إذا بدأتَ بفك شباك صديقاتي، فحتى إن أصابك التعب ستواصل العمل من أجل تحريري.”

نظر إليها السنجاب بإعجاب وقال: “كل يوم يزداد إعجابي بحكمتك وذكائك.”

وبينما انهمك السنجاب جاهدًا على قطع خيوط الشبكة بأسنانه، وصل الفأر والأرنب والسلحفاة مسرعين لمساعدته على تحرير الحمام. اجمعت الحيوانات معًا، وبدأوا يعملون كفريق واحد يسوده التعاون.

استخدمت السلحفاة فكّها لشد أطراف الشبكة وقطعها، بينما كان الأرنب والفأر يقطعان الحبال السميكة بمساعدة النحلة التي كانت تدلهما على أماكن العقد المخفية. أما الغراب، فظل يحلق في السماء، يراقب المكان ويحذرهم إذا اقترب الصياد من جديد. وعندما أحس الغراب باقتراب الصياد، طار مسرعًا ونادى الفيل ليساعدهم في مطاردته وإبعاده عنهم.

بفضل التعاون بين الجميع، استطاع الأصدقاء فكَّ الشباك وتحرير الحمام. ورفرفن بأجنحتهنَّ في الغابة فرحات بتحررهن.

شكرت المطوقة السنجاب وأصدقاءه، وقالت بامتنان: لقد نجونا بفضل تعاونكم جميعًا. شكرًا لكم”.

ابتسم السنجاب وقال: “إن التعاون بيننا هو الذي ساعدنا على تحريركن بسرعة.”

وأضافت السلحفاة: “مهما اختلفت أشكالنا وأحجامنا، فإن باتحادنا نستطيع التغلب على أي خطر. فالنجاح لا يتحقق إلا بالتعاون”.

طار سرب الحمام في السماء، وهنّ يلوّحن بأجنحتهن مودعات أصدقائهم الأوفياء. ومنذ ذلك اليوم، ظلّ سكان الغابة يروون قصة الحمامة المطوقة وأصدقائها الذين علّموا الجميع أن التعاون هو أساس النجاح.

اقرأ أيضًا: قصة عن الكذب للأطفال: الراعي والذئب

تُعد قصة الحمامة وأصدقائها واحدة من أفضل قصص الأطفال التي تغرس القيم والأخلاق في نفوسهم، حيث تحمل بين طياتها العديد من المبادئ السامية، فهي قصة عن التعاون والعمل الجماعي.

تُعلّم الأطفال أهمية مساعدة الآخرين وعدم التفكير في أنفسهم فقط، وتؤكد أن أساس النجاح والتغلب على المخاطر يكمن في التعاون. كما تُبرز القصة درسًا مهمًا، وهو ألا نستهين بقدرات الآخرين مهما كان حجمهم أو شكلهم؛ فكما رأينا في قصتنا، رغم صغر حجم الفأر والسنجاب وبطء السلحفاة، إلا أنهم كانوا السبب في تحرير الحمامات من الشبكة.

اقرأ أيضًا: قصة قصيرة عن الصدق: ياسر والجرّة

قصة الفراولة للأطفال: مغامرة ماري في المملكة السحرية

يواجه العديد من الآباء صعوبة يومية في إقناع أطفالهم بتناول الفواكه والخضراوات. فغالبًا ما يزداد عناد الأطفال حين محاولة إقناعهم بتناول الأطعمة المفيدة. لذلك، يلجأ الآباء إلى البحث عن حلول مبتكرة لتشجيع أطفالهم على تناول الفواكه. ومن بين هذه الحلول الفعّالة استخدام القصص التي تتناول الفواكه والخضروات، حيث يمكنك تقديمها على أنها أبطال مغامرات شيقة. بهذه الطريقة، يمكنك تغيير نظرة الأطفال تجاه الطعام الصحي وتشجيعهم على تناوله.

في مغامرة جديدة، ستخوض ماري تحدّيات في مملكة الفراولة السحرية، حيث ستتعرف على الفوائد العجيبة للفراولة التي لم تكن تعلمها. ماذا ستتعلم ماري؟ وهل ستغير رأيها بعد هذه المغامرة؟ لنتابع معنًا قصة ماري والمملكة السحرية.

قصة الفراولة للأطفال: مغامرة ماري في المملكة السحرية

تدور أحداث قصتنا حول ماري ذات التسعة أعوام. ماري فتاة مرحة وذات قلب طيب، لكن هناك أمرًا واحدًا يُعكّر صفو سعادة والديها هو كرها الشديد لتناول الفواكه، وخاصةً الفراولة. ومهما حاول والداها إقناعها بتناول الفراولة الحمراء بطرق شتى، كانت تهز رأسها بعناد وترفض بشدة. لم يعرف الأب ماذا يفعل لإقناع ابنته، وهو يعلم جيدًا فوائدها الصحية العديدة. وذات يوم، وبينما كان يجلس الأب في حديقة البيت، خطرت له فكرة. وقرر أن يزرع الفراولة في مكان مميز بالحديقة، أملًا في أن تتعلّق ابنته بها شيئًا فشيئًا.

في أحد الأيام، جلست ماري بجانب والدها في الحديقة، تتأمل الأزهار وتستنشق عبيرها الفواح، متجاهلةً نبتة الفراولة التي زرعها والدها. وبينما كانت تلعب بين الأزهار، لفت انتباهها فراشة بديعة، تزهو أجنحتها بألوان لم ترَ مثلها من قبل. انطلقت ماري خلف الفراشة الجميلة، تجري وتلعب معها. بينما كانت تتبع الفراشة، ظهر فجأة ضوء ذهبي غريب، يشعّ بقوة من خلف الشجرة الكبيرة.

اقتربت ماري من الشجرة بفضول لمعرفة مصدر الضوء الغريب. وما إن وصلت، حتى خرج من بين الأوراق مخلوق صغير له جناحان رقيقان يلمعان كالزجاج. قال المخلوق بابتسامة: “مرحباً يا ماري، هل ترغبين في الانضمام إليّ في مغامرة ممتعة؟”

شعرت ماري بالدهشة والخوف، فسألت بفضول: “من أنت؟ وكيف خرجت من الشجرة؟”

أجاب المخلوق: “أنا أدعى “وميض”، حارس مملكة الفراولة السحرية. ولقد تم اختياركِ لزيارة مملكتنا واكتشاف فوائد الفراولة العجيبة بنفسك. هيا، اصعدي على أجنحتي، لننطلق في مغامراتنا”.

تحمّست ماري للفكرة، ومدت يدها إلى وميض، وبمساعدته صعدت على ظهره. في تلك اللحظة، أحاط بهما ضوء ذهبي لامع، دُهشت مارى للحظة وأغمضت عينيها بخوف. وعندما فتحتهما مجددًا، وجدت نفسها في عالم مذهل لم ترَ مثله من قبل.

رأت تلالاً خضراء واسعة مغطاة بآلاف حبات الفراولة الحمراء. كما رأت أنهارًا من عصير الفراولة اللذيذ، وبيوتًا على شكل حبّات عملاقة من الفراولة، لقد كان عاملًا سحريًا مثيرًا للدهشة.

قال وميض مبتسمًا: “مرحبًا بكِ يا ماري في مملكتنا السحرية. كل شيء هنا مصنوع من الفراولة. لكننا لا نأكلها فقط بسبب طعمها اللذيذ، بل لأنها تمتلك فوائد كثيرة”.

ردّت ماري: “أنا لا أحبها، لكنني جئت معك لأرى هذا العالم السحري”.

قال وميض: “أعلم ذلك، ولهذا السبب اخترناكِ أنت تحديدًا. أعدك بأنكِ ستُغيرين رأيك في نهاية رحلتنا”.

ثم تابع حديثه قائلًا: “إنها ليست مجرد فاكهة عادية. كل حبّة تحمل قوة سحرية خاصة. عندما تأكلينها، فإنها تمنحكِ جزءًا من قوتها. وكلما أكلتِ أكثر، زادت القوة التي تكتسبينها”.

اتسعت عينا ماري بدهشة، وقالت وهي تنظر إليه بفضول: “قوة سحرية؟ لم أسمع بهذا من قبل. ما هي هذه القوة؟ أخبرني”.

ابتسم وميض وقال: “هيا بنا إلى نتجول في المملكة، وهناك ستكتشفين الأسرار السحرية للفراولة”.

انطلق وميض وماري في رحلتهما السحرية، وبينما كانا يحلقان بين التلال، مرّا على نهر يتدفق منه عصير الفراولة الطازج، ورأت حوله أطفال يلعبون بنشاط وسعادة على ضفّتيه. ملأت رائحة الفراولة المكان، فتوقفت ماري فجأة، واضعة يدها على أنفها، وقالت بتردد: “رائحة الفراولة قوية جدًا، لا أستطيع التقدم”.

شجّعها وميض على التقدّم، وقال: “لا تقلقي يا ماري، ستتعودين عليها. هذا هو نهر المناعة. تحتوي الفراولة على كميات كبيرة من فيتامين C، وهو فيتامين مهم يساعد الجسم على مقاومة الأمراض والفيروسات. يُعدّ بمثابة درع قوي لحمايتك وتقوّية جهازكِ المناعي”.

تعجّبت ماري وقالت: “حقًا؟ لم أكن أعلم أنّ هذه الفاكهة تملك هذه القدرة العجيبة على الحماية من الأمراض”.

وفي تلك اللحظة، شاهدت ماري مجموعة من سكان المملكة يحملون طفلًا يعاني من زكام، ويضعونه بالقرب من النهر، وقدموا له كأسًا من العصير. شرب الطفل العصير، وما هي إلا لحظات حتى بدأت أعراض المرض تقل تدريجيًا، وشعر بتحسّن. لم تصدق ماري ما شاهدته، وقالت: “هل هذا بسبب ذلك العصير؟”

أجابها وميض: “إنها فقط البداية يا ماري. هل ترغبين بتجربة العصير؟”

ترددت ماري قليلًا، ثم هزّت رأسها وقالت: “لا، ليس الآن”.

ابتسم وميض وقال: “حسنًا، لن أضغط عليكِ. ما زالت أمامنا مغامرات كثيرة. هيا بنا نُكمل جولتنا”.

ثم انطلقت ماري مع وميض نحو حديقة شاسعة تملؤها الألوان. وجدت مجموعة من الأطفال يجلسون في أركان الحديقة، يقرأون الكتب ويلعبون ألعاب ذهنية ممتعة.

تعجّبت ليلى من قدرة الأطفال، وسألت وميض: “كيف يستطيع هؤلاء الأطفال حلّ هذه الألغاز المعقدة”.

أجاب وميض: “هذه الفائدة الثانية للفراولة، فهي تحتوي على مضادات أكسدة تساعد على تحسين التركيز، وتدعم وظائف الدماغ والذاكرة. كما أنها تُقلل من خطر الإصابة بأمراض خطيرة، مثل: الزهايمر”.

قاطعته ماري، وقالت بثقة: “أنا لا أحتاجها، يمكنني حل اللغز بسهولة”.

أخذت ماري ورقة اللغز وبدأت تفكر في الإجابة، لكنها لم تتمكن من حلّه. بدا عليها التوتر، فابتسم وميض وأخرج قطعة صغيرة من حلوى الفراولة وقدمها لماري لتتناولها، وقال: “جرّبي هذه”. ترددت ماري قليلًا ولكنها كانت ترغب في حلّ اللغز. فأخذتها وما إن مضغتها حتى شعرت بقوة غريبة، وبدأت الأفكار تتدفق في عقلها بسرعة. وخلال لحظات، استطاعت حلّ اللغز بسهولة.

تعجّبت ماري: “لم أكن أعرف أن للفراولة مثل هذه الفائدة”.

ضحك وميض، ثم أخذها إلى بحيرة سحرية تتلألأ مياهها وتفوح منها رائحة الفراولة. نظرت ماري بدهشة، فقد رأت مجموعة من الأشخاص ذوي الوزن الزائد ينزلون إلى البحيرة، وعندما يخرجون، يكونون أكثر رشاقة ونشاطًا.

دُهشّت ماري، قالت” كيف هذا؟”  

أجابها وميض: “هذه هي الفائدة الثالثة،. تلعب الفراولة دورًا مهمًا في عملية التمثيل الغذائي وحرق الدهون. كما أنها تحتوي على الألياف التي تزيد الشعور بالشبع لفترة أطول، مما يقلل الرغبة في تناول الطعام، ويساعد على خسارة الوزن”.

واصل الاثنان السير حتى وصلا شجرة كبيرة. كانت الشجرة مغطاة بحبات فراولة الشفافة والمتلألئة وكأنها مصنوعة من الزجاج. اقتربت ليلى من الشجرة، ولاحظت أن بشرتها أصبحت أكثر إشراقًا.

لاحظ وميض دهشتها، فقال: “الفراولة غنية بفيتامين C وحمض الساليسيليك، مما يساعد على نضارة البشرة، وتقليل ظهور التجاعيد، وتحافظ على شباب الجلد. كما أنها تُقلل من ظهور حب الشباب وتمنح البشرة إشراقًا طبيعيًا”. 

فجأة، ظهرت فتاة جميلة من خلف الشجرة، اقتربت من ماري وقالت: “أنا أستخدم قناع الفراولة الطبيعي مرة في الأسبوع، ولهذا بشرتي بهذا الصفاء”.

سألت وميض عن ماري، فأخبرها أنها في زيارة إلى مملكتهم لتتعلم فوائد الفراولة. تفاجأت الفتاة عندما علمت أن ماري لا تحب الفراولة، لكنها لم تقل شيئًا. بل قطفت حبة فراولة كبيرة، وتناولتها. وما إن مضغتها، حتى شعرت بالهدوء والسكينة.

فقال وميض: “هذه فائدة أخرى يا ماري، تساعد الفراولة على تهدئة الأعصاب وتخفف التوتر والقلق. كما أنها تُنظّم ضغط الدم لاحتوائها على عنصر البوتاسيوم”.

اتسعت عينا ماري أكثر فأكثر، فقد اكتشفت عالمًا جديدًا تمامًا. فلم تتخيّل أن فاكهة صغيرة بهذا الحجم قد تُخفي في داخلها قوى عجيبة.

طار وميض نحو طبق كبير مملوء بحبات الفراولة الحمراء اللامعة، وقال: “تفضلي يا ماري، هل تريدين تجربتها الآن”.

تردّدت ماري للحظة، لكنها تغلبت على تردّدها بدافع الفضول، ورغبتها في الاستفادة من هذه القوى السحرية. تناولت حبة صغيرة، وضعتها في فمها ببطء. في البداية، شعرت بطعم حلو ممزوج بالحموضة، لكن بعد لحظات، تسللت طاقة جديدة في جسدها. وشعرت برغبة مفاجئة في الركض والقفز.

ضحك وميض وقال: “هذا هو السحر يا ماري. هل تغيّر رأيك؟”

ردّت ماري: “نعم، يبدو أنني كنت مخطئة. إنها لذيذة”.

بعد أن تعلّمت ماري عن فوائد الفراولة المختلفة، قادها وميض إلى بوابة العودة، وقال: “سُعدت بزيارتكِ يا ماري. آمل أن أراك مرة أخرى وأنت تستمتعين بالفراولة “.

شكرت ماري وميض على الرحلة الممتعة. وبحركة سحرية منه، أحاط بها الضوء الذهبي مرة أخرى، وعادت ماري إلى منزلها في لمح البصر. وقفت ماري تحدّق حولها في الحديقة. ولم تدري هل كانت تحلم؟ أم أنها فعلاً زارت مملكة الفراولة السحرية؟ لكن الشيء الوحيد الذي تأكّدت منه أنها أحبت رائحة الفراولة التي زرعها والدها في الحديقة.

اقرأ أيضًا: قصة للأطفال عن توفير المال: سامر والديناصور الأخضر

ومنذ ذلك اليوم، لم تتوقف ماري عن تناول الفراولة. فقد تعلّمت درسًا مهمًا عن أهميتها الحقيقية، وعرفت أنها ليست مجرد فاكهة لذيذة، بل هي كنز مليء بالفوائد. فهي غنية بمضادات الأكسدة التي تحافظ على نضارة بشرتها، كما تمنحها الطاقة والنشاط لتلعب وتتعلم وتستكشف العالم بكل حماس.

قصة قصيرة حول تقبل الآخرين| الثعلب واللقلق

خلقنا الله مختلفين في أشكالنا وصفاتنا، فكلٌّ منا يحمل جماله الخاص بطريقته الفريدة. وفي عالمنا الكبير، قد نصادف من لا يشبهنا، وهذا لا يعني أبدًا أن نسخر أو نتنمّر على غيرنا، بل هي فرصة رائعة لتعلّم كيفية تقبل الآخرين واحترام مشاعرهم.

وفي قصتنا اليوم، تعلّم الثعلب درسًا لا يُنسى، درسًا مهمًا عن أن الاختلاف ليس عيبًا، بل ميزة مهمّة تزهر بها حياتنا. فلنقرأ معًا قصة “الثعلب واللقلق” ونتعلّم منها الاحترام وتقبل اختلافات الآخرين.

قصة الثعلب واللقلق ودرس في تقبل الآخرين

في قديم الزمان، في غابة خضراء مليئة بالأشجار والحيوانات المختلفة، عاش ثعلب ذكي وماكر، وكان الثعلب يشتهر بدهاءه وسخريته من باقي الحيوانات. أما جاره، طائر اللقلق، فكان طيب القلب، ولا يؤذي أحدًا، ويكنّ الاحترام للآخرين ويتقبل اختلاف كل واحد منهم، ويرى أن اختلافهم هو سرّ جمال الغابة، على عكس طبيعة الثعلب المكار.

على الرغم من كونهما جارين لا يفصل بين منزليهما سوى خطوات معدودة، إلا أن الثعلب واللقلق لم تربطهما أيّة صداقة. فقد كان الثعلب يُحب مضايقة اللقلق كثيرًا، ويسخر من منقاره الطويل وشكله المختلف عن باقي الحيوانات. ولم يكتف بذلك فقط، بل ويتفنن في صنع المقالب واختيار كلمات تُضحك بقية الحيوانات على مظهره المختلف. لم يملك اللقلق المسكين سوى الصمت وتجنب السخرية الجارحة.

وفي إحدى الليالي، شعر الثعلب بالملل، فجلس يُفكّر مليًا في طريقة لكسر هذا الملل. وما لبث أن خطرت في ذهنه خطة ماكرة يتسلّى بها على حساب مشاعر اللقلق الطيب. وما إن أشرقت الشمس، حتى توجّه الثعلب مسرعًا إلى منزل جاره اللقلق وقال بإبتسامة ماكرة: “مرحبًا يا جاري، أودّ أن أدعوك لتناول العشاء في بيتي غدًا.”

فرح اللقلق كثيرًا بدعوة الثعلب على العشاء، فهو يُحب مشاركة الأصدقاء على العشاء وقضاء وقت ممتع معهم. ظنّ اللقلق أن الثعلب ربما يريد أن الاعتذار عن تصرفاته السابقة، ولم يكن يدرك نية الثعلب الحقيقية. فابتسم اللقلق وردّ قائلاً: “بالطبع سأحضر في الموعد أيها الثعلب، أتمنى أن نقضي وقتًا ممتعًا سويًا. أشكرك على هذه الدعوة اللطيفة”.

وفي صباح اليوم التالي، شرع الثعلب في تنفيذ خطته الماكرة. فقد قرر أن يُحرج اللقلق، لا أن يعتذر له كما ظنّ. بدأ بترتيب منزله وأعدّ العشاء. جهّز حساءً لذيذًا، ولكنه سكبه في طبقين مسطحين، وهو يتخيل منظر اللقلق المسكين وهو يحاول أن يأكل بمنقاره الطويل دون جدوى.

وصل اللقلق في الموعد المتفق عليه مبتسمًا، وأحضر معه هدية لطيفة ليُقّدمها للثعلب ليشكره على دعوته. دقّ اللقلق جرس الباب، وعندما فتح الثعلب الباب، قال اللقلق: “مساء الخير يا جاري، شكرًا لدعوتي إلى منزلك، وأرجو أن تقبل هذه الهدية مني”.

أجاب الثعلب بخبث: “تفضل يا صديقي، لنجلس ونتناول العشاء ونتسامر سويًا”.

ثم ذهب إلى المطبخ وأحضر الأطباق، وقال مبتسمًا: “تفضل هذا الحساء لقد أعددته خصيصًا لك”.

جلس الاثنان سويًا على طاولة العشاء، وتناول الثعلب الحساء بسرعة وراحة، بينما حاول اللقلق أن يتناول الحساء ولكنه لم يتمكّن من ذلك بسبب منقاره الطويل المدبب، سكت اللقلق ولم يرد أن يُحرج الثعلب وقال: “إنني لا أشعر بالجوع هذه الليلة”.

لم يبال الثعلب بما قاله اللقلق، ورد ساخرًا: ” لم آكل حساء بهذه اللذة منذ زمن، لقد استمتعت كثيرًا بهذه الوجبة المذهلة”.

شعر اللقلق بالاستياء من خدعة الثعلب المكّار، لكنه لم يظهر علامات للغضب أو الحزن، بل بقي هادئًا، وفهم أن الثعلب خطط لهذه المكيدة مسبقًا.

شكر اللقلق الثعلب على وجبة العشاء، وعاد إلى بيته حزينًا ومستاءً مما فعله الثعلب. فكر بهدوء وقال لنفسه: ” أحيانًا لا يفهم الآخرون أننا مختلفون عنهم. وربما يعتقدون أن السخرية على اختلافنا شيء ممتع. سأعلمك درسًا لن تنساه أيها الثعلب”.

وبعد أسبوع من تلك الليلة، تفاجأ الثعلب حين فتح الباب ووجد اللقلق واقفًا أمام منزله. استغرب الثعلب من وجود اللقلق، فهو لم يره منذ ذلك الليلة.

قال اللقلق: “مساء الخير يا صديقي العزيز، أريد دعوتك لتناول وجبة العشاء معي غدًا، هل ترغب بالقدوم؟”.

لم يشك الثعلب في سبب الدعوة، وقال في نفسه:” ربما يودّ أن يرد لي الوجبة التي أعددتها له سابقًا، يالها من طائر ساذج”.

قطع اللقلق تفكير الثعلب، وقال: “ما رأيك يا صديقي؟”.

وأجاب مبتسمًا: “حسنًا، سآتي أيها اللقلق، انتظرني غدًا”.

وفي اليوم التالي، توجّه الثعلب إلى منزل اللقلق فرحًا ومتشوقًا لتناول الوجبة. استقبله اللقلق بابتسامة رقيقة، وقال: “تفضل يا صديقي، أشكرك على تلبية دعوتي، هيا لنتناول العشاء، لقد أعددت لك أشهى الأطباق”.

عندما دخل الثعلب إلى المنزل، اندهش من طاولة الطعام الممتلئة بالأطباق اللذيذة والشهية، وجلس على كرسيه وبدأ ينظر إلى الطعام ويعلو على وجهه ابتسامة كبيرة. ثم استأذنه اللقلق ليحضر الطبق الرئيسي من المطبخ.

عاد اللقلق بعد لحظات حاملاً بين يديه طبقين، وصعق الثعلب ممّا رآه! لقد كان اللقلق يحمل جرّتين طويلتين فيهما سمك مشوي تفوح رائحته الرشهية في الأرجاء. ابتسم اللقلق وقال: “تفضل يا صديقي، لقد أعددت لك السمك الذي تحبه”.

حاول الثعلب التقاط الطعام، لكنه لم يستطع إدخال فمه داخل الجرة، لأنها كانت طويلة وضيقة جدًا على فمه القصير، بينما استمتع اللقلق بتناول السمك بسهولة.

شعر الثعلب بالحزن والإحراج، لأنه لم يتمكن من تناول الطعام الشهي اللذيذ. نظر إلى اللقلق وقال: “أعتقد أنني فهمت الآن ما تريد قوله.”

أنهى اللقلق طعامه وقال بهدوء: “لم أرد أن أؤذيك أو أغضبك في تلك الليلة، رغم أنك آذيت وجرحت مشاعري. ولكني اليوم أردتك أن تعرف ما شعرتُ به أنا في تلك الليلة. وأن تحسّ بما يحسّ به الآخرون عندما يكونون في مكان لا يقبل اختلافهم. أردتك يا صديقي أن تعرف أن اختلافنا لا يعني أن نسخر من بعضنا البعض، بل أن نحترم بعضنا.”

نظر الثعلب إليه بخجل وقال: “كنت أظن أن السخرية ممتعة، ولم أدرك أن ذلك يؤذي مشاعرك ويسبب لك الحزن”. وتابع كلامه قائلاً: “لقد تعلمت الدرس، فهمت أننا يجب أن نحترم اختلاف بعضنا ونتقبل الآخرين كما هم، ونفكر في طريقة تناسب الجميع لنحافظ على صداقتنا”.

اعتذر الثعلب، وعانق اللقلق، وقال:” أعتذر يا صديقي، أتمنى أن تسامحنى على ما فعلته بك، وأود أن تكوني صديقي على الرغم من اختلافتنا الخارجية”.

مدّ اللقلق جناحيه وضم الثعلب إليه، ثم قال مبتسمًا: “بالطبع يا صديقي، اختلافنا لا يُفرقنا، بل يجعل صداقتنا مميزة.”

وفي تلك اللحظة، نهض اللقلق، ودخل إلى المطبخ، وعاد وهو يحمل طبقًا مسطّحًا عليه السمك الذي يحبه الثعلب، وقال: “لقد أعددتُ هذا لك، لتأكله كما تحب.” ضحك الصديقان وتناولا الطعام وتحدثا معًا طوال الليل.

ومنذ ذلك اليوم، أصبح كلّ من الثعلب واللقلق صديقين مقرّبين، وأخذا يمضيان الوقت معًا، ويتحدثان ويتسامران معًا، ويلعبان الألعاب، ويُحضّران الوجبات معًا بطريقة تناسب كليهما.

اقرأ أيضًا: قصة عن الكذب للأطفال: الراعي والذئب

تعلّم الثعلب درسًا مهمًّا في تلك الليلة، وأدرك أهمية تقبل الآخرين، وأدرك أنّ اختلافهم عنه لا يُبرر السخرية منهم والتنمرّ عليهم، بل يجب عليه أن يتقبّل ويحترم اختلافهم، ويفكّر في طريقة تناسب الجميع، ليتمكن من الحفاظ على صداقته معهم. ومنذ ذلك اليوم، قرّر أن يتغير ويصاحب الجميع، مهما كان شكلهم أو صفاتهم.

وأنت يا صغيري، تذكّر دائمًا أن جميعنا مختلفون، لكل منا لونٌ وشكلٌ خاص به، هذا الاختلاف هو السر الذي يضيف جمالاً خاصًا إلى الحياة. تخيّل لو أنّنا جميعًا متشابهون! لن تكون الحياة حينها ممتعة أو مميزة، بل مملّة باهتة! لذلك، تعلّم من قصتنا أن تتقبل الآخرين كما هم، وألاّ تسخر من اختلافاتهم أو تتنمر عليهم. بدلاً من ذلك ساعدهم وكن لهم صديقًا وفيًا. فالأصدقاء الحقيقيون هم من يتقّبلون بعضهم البعض على الرغم من اختلافهم.

اقرأ المزيد من القصص الملهمة.

قصة للأطفال عن توفير المال: سامر والديناصور الأخضر

قد لا يفهم الأطفال أهمية إدارة المال وقد يكون من الصعب عليهم استيعاب مفهوم الادخار وتوفير المال، كما قد يرى بعض الآباء أن هذا الموضوع غير مناسب لصغارهم. لكن الحقيقة أن السنوات الأولى من عمر الطفل هي التي تُشكّل شخصيته وتُكوّن أفكاره، لذا فهي فرصة مثالية لغرس القيم والعادات الجيدة في نفوسهم. ومن أفضل الطرق لتحقيق ذلك هي باستخدام القصص التعليمية، إذ يمكنك تبسيط فكرة التوفير والادخار من خلال شخصيات كرتونية محببة لطفلك، مما يجعله يتفاعل معك بسهولة.

تبدأ أحداث قصتنا مع سامر عندما يلفت انتباهه ديناصور جديد في واجهة محلّ الألعاب، لينطلق في مغامرة شيقة يتعلّم خلالها كيفية جمع وتوفير المال من أجل الحصول على ما يرغب فيه.

قصة للأطفال حول توفير المال: سامر والديناصور الأخضر

في أحد الأيام، بينما كان سامر عائدًا من مدرسته، لفتت انتباهه لعبة جديدة على شكل ديناصورِ في المتجر القريب من منزله. توجَّه مسرعًا نحو المتجر ليُلقي نظرة عن قرب. بدت اللعبة جميلة بلونها الأخضر الزاهي وحجمها الكبير. خفق قلبه من السعادة فهو يُحبّ الألعاب كثيرًا، وخاصةً تلك التي تأتي على شكل ديناصورات. فهو يمتلك مجموعة كبيرة منها، ويسعى دومًا للحصول على المزيد منها بأشكال وأحجام مختلفة.

لم يكن اهتمام سامر بالديناصورات بهدف اللعب فقط، فلطالما حلم بأن يصبح عالم حفريات، ليكتشف ديناصورات أثرية جديدة. وازداد حماسه كثيرًا عندما اكتشف أن هذه اللعبة الجديدة مميزة، ولا تشبه أيًّا من الديناصورات الأخرى في مجموعته، فقرر شرائه على الفور. ولكن سرعان ما شعر بالإحباط وفقد حماسته عندما رأى بطاقة السعر الصغيرة المُثبّتة بجانب اللعبة. كان سعر اللعبة مرتفعًا للغاية. فتح سامر محفظته وعدّ النقود القليلة التي بحوزته، المبلغ لا يكفي لشرائها.

رغم سعرها المرتفع، إلا أن سامر لم يفقد الأمل وعقد العزم على شرائها بجهده الخاص، دون مساعدة من والدته أو والده. فهو يعلم أن والداه يدّخران المال لشراء أثاثٍ جديدٍ للمنزل، ولم يُرد أن يكون عبئًا إضافيًا عليهما بطلباته. مضى سامر عائدًا إلى البيت وهو يُفكّر طول الطريق، كيف يمكّنه الحصول على اللعبة الجديدة؟

فجأة تذّكر أن معلمته في المدرسة قد قرأت لهم قبل أسبوع قصة عن طفل تعلّم كيف يدّخر مصروفه ليشتري ما يحب، فقال في نفسه:” ماذا لو ادّخرتُ مصروفي أنا أيضًا؟ يمكنني أن أبدأ بتوفير المال كما فعل الطفل في القصة”.

توجّه إلى غرفته، وأخرج حصالته ذات الشكل الديناصوري أيضًا، ووضعها على مكتبه. ثم وضع فيها ما تبقي من مصروفه اليومي، وقال: “سأبدأ من اليوم في توفير المال حتى أتمكن من شراء الديناصور الجديد”.

في اليوم التالي، استيقظ سامر مبكرًا، وجهز حقيبته. وطلب من والدته إعداد شطيرتين بدلاً من واحدة ليأخذها معه إلى المدرسة. تفاجأت والدته من طلبه وسألته: “لماذا تريد شطيرة أخرى يا سامر؟”

فأجاب مبتسمًا: “لقد رأيت ديناصورًا جديدًا وأريد أن أدخّر المال لشرائه.”

تفجأت الأم من ابنها الصغير وأُعجبت بتفكيره، لكنها قالت: “يا بني، لديك الكثير من الديناصورات.”

ردّ سامر: “إنه ديناصور جديد لا أملك مثله في مجموعتي!”.

قالت الأم: “حسنًا، سأدعك تشتريه، لكن إذا كنت تريد شيئًا، عليك أن تعمل من أجل الحصول عليه” .

ثم واصلت القول: “ما رأيك أن تساعدني في بعض المهام المنزلية هذا الأسبوع؟ وسأمنحك مالاً إضافيًا مقابل مساعدتك”.

فكّر سامر في كلام والدته لبرهة وأجاب: “أنا موافق يا أمي، مالذي تريدين منّي فعله؟”

أجابته والدته: “يمكنك ترتيب غرفتك، وتنظيف الحديقة، وترتيب الأطباق وجمع الملابس. وكلّما عملت أكثر، كسبت المزيد من المال”.

قال سامر بحماس: “فكرة رائعة! سأبدأ بمساعدتك بعد عودتي من المدرسة”.

ذهب سامر إلى المدرسة وأكل الشطائر التي أعدّتها والدته وصرف نصف مصروفه فقط وادخّر الباقي ليضعه في حصالته. وعندما عاد إلى المنزل، أخرج حصالته ووضع باقي مصروفه بها. ثم بدأ بتنظيف غرفته أولًا، وقام بترتيب سريره، وجمع الألعاب المبعثرة ووضعها في أماكنها المخصصة. ثم انتقل إلى المطبخ وساعد والدته في تحضير الطعام. وفي المساء، خرج إلى حديقة المنزل وساعد والده في ريّ النباتات واقتلاع الأعشاب الضارّة.  

مع نهاية اليوم، كان سامر قد أتمّ المهام التي طلبتها منه والدته، وفرحت هي كثيرًا بإصرار ابنها والتزامه لتحقيق هدفه وقالت بفخر: “أحسنت يا بني، لقد عملت اليوم بجد. إذا واصلت على هذا النحو، فستتمكّن من جمع المال اللازم لشراء اللعبة التي تحلم بها.”

بعد مرور الأسبوع الأول، لاحظ سامر المال يتضاعف في حصالته الصغيرة. في البداية كان لديه 3 جنيهات فقط، ولكن الآن أصبح يمتلك أكثر من 50 جنيهًا. بالرغم من أن المبلغ لم يكن يكفي، إلا أنه شعر بالفخر بإنجازه الصغير وقدرته على توفير المال. وفي بعض الأيام، كان يجد صعوبة في مقاومة شراء الحلوى، وخاصةً عندما يرى أصدقاءه يشترونها بكثرة، لكنه كان يذكّر نفسه دائمًا بالديناصور، ويقول لنفسه: “أنا أستطيع فعلها”.

ومع مرور الوقت، أصبح سامر يقاوم رغبته في شراء الحلوى أو الألعاب الأخرى. وفي كل مرّة يدّخر مصروفه أو يكسب المال من مساعدته لوالديه، يهرع إلى حصالته ليضع فيها النقود ويجري العمليات الحسابية ليعرف مقدار المال الذي ادخره. أُعجب الوالدان بإصرار سامر وشجّعاه على الاستمرار.

وفي إحدى الأيام، كان الأب يغسل سيارته، فأسرع سامر إليه وعرض عليه مساعدته في غسلها مقابل النقود. وافق الأب، وبدأ الاثنان تنظيفها وغسلها معًا. قضى سامر وقتًا لطيفًا مع والده، وفي النهاية، أعطى الأب النقود لابنه مقابل عمله الشاق. فهرع إلى حصالته ووضع ما جناه فيها.

مرّت الأيام وسامر يقترب من تحقيق هدفه أكثر فأكثر. وفي أحد الأيام، وبعد أن أضاف مكافأته الأخيرة إلى الحصالة، وأجرى العمليات الحسابية، اكتشف أنه قد جمع المبلغ المطلوب. فتح حصالته بعناية، وعدّ النقود، فوجد أن المبلغ أكثر من المبلغ المكتوب في الورقة. عدّ النقود مرة أخرى، وتساءل: “هل أخطأتُ في الحساب؟ إن النقود التي بداخل حصالتي أكبر بكثير من المبلغ المدوّن في دفتري!”.

وبينما يعيد العدّ، سقطت ورقة صغيرة مطوية. فتحها وقرأ ما كُتب بداخلها: “نحن فخوران بك يا سامر. لقد قررت أنا ووالدتك إضافة القليل لمساعدتك لأنك اجتهدت وتعلّمت قيمة الادّخار وتوفير المال”.

لم يتمالك نفسه من الفرح، وركض نحو والديه ليُعانقهما، ثم قال الأب: “هيا بنا يا سامر إلى المتجر لنشتري اللعبة الجديدة”.

توجه سامر برفقة والده إلى المتجر وكان يحمل النقود في محفظته. وعندما رأى اللعبة لا تزال في مكانها، غمرته السعادة. توجّه سامر نحو الديناصور وقال للبائع: “أريد شراء هذا الديناصور”.

قال البائع: “هل لديك المال يا بني؟”

أخرج سامر النقود ودفعها للبائع وأخذ الديناصور. عندما أمسك الديناصور بين يديه، شعر بسعادة ليس لها مثيل، فقد كانت أول لعبة يحصل عليها من ماله الخاص.

قال سامر: “لقد اشتريت الديناصور أخيرًا، لقد استغرق الأمر وقتًا ولكنه كان يستحق العناء!”.

أعطى الأب لابنه بعض الحلوى وقال: “أحسنت يا سامر، أنا فخور بك حقًا، وهذه الحلوى مكافأة لك على اجتهادك وصبرك”.

وفي اليوم التالي، بينما كان يلعب بديناصوره، نظر سامر إلى حصالته وقال: “سأستمر في توفير المال لأحقق المزيد من الأحلام”. ومنذ ذلك الحين، أصبح سامر يدّخر مصروفه. وتعلّم أن توفير المال والصبر يمكنهما مساعدته على الوصول إلى هدفه. كما تعلّم أن الحياة تحتاج إلى التخطيط الجيد.

اقرأ أيضًا: قصة عن الكذب للأطفال: الراعي والذئب

قصة جميلة تعلّم الأطفال درسًا مفيدًا ومهمًا هو: أن توفير المال والعمل الجاد هما المفتاح لتحقيق الأحلام. يمكنك استخدام القصة لتعليم أطفالك أهمية الادّخار. إذا لم يكن الديناصور هو ما يحبه طفلك، يمكنه ببساطة تغيير الشخصية أو الشيء الذي يريد شرائه إلى أي شيء آخر يحبّه.

اقرأ أيضًا: 4 من أسرار النجاح لتحقيق أهدافك.

قصة عن الكذب للأطفال: الراعي والذئب

من يكذب مرّة لا يصدقه الناس حتى عندما يقول الحقيقة، تعلّمنا هذه المقولة منذ صغرنا، فهي تبيّن لنا أهمية الصدق في حياتنا، وتحذرنا من الكذب الذي قد يؤثر سلبًا على حياتنا وأصدقائنا.

قصتنا اليوم تتحدث عن عاقبة الكذب، وتحكي عن راعٍ صغير في قديم الزمان، كان يرعى غنمه بين التلال الخضراء، ولكنه في أحد الأيام قرّر أن يكذب على أهل قريته، فماذا حدث له وكيف تصرّف أهل القرية معه؟ لنكتشف معًا في هذه القصة الممتعة.

قصة عن الكذب للأطفال: الراعي والذئب

في قديم الزمان، كانت هناك قرية صغيرة تحيط بها التلال والغابات والسهول الخضراء الجميلة. كان يعيش في القرية فتى صغير يدعى آدم.

كان أهل القرية يتخذون من تربية الأغنام مهنة لهم، فيستفيدون من صوفها ولحومها، لكنهم كانوا يعانون من شرّ يقبع في أعماق الغابة. إنّه الذئب الشرير!

لقد كان ذئبًا ضخمًا مخيفًا، اعتاد على مهاجمة أغنام القرويين وافتراسها، وكان الرعاة يخشونه كثيرًا، بل إنّه هاجم بعض الأغنام في الماضي، لكن القرويين كانوا دائمًا ينجحون في إبعاده على الفور. وذات يوم، وكّل أهل القرية إلى آدم مسؤولية حراسة أغنام القرية على تلة صغيرة قريبة من الغابة.

في الصباح، أخذ آدم قطيع الأغنام وذهب إلى التلّة القريبة من القرية، والتي كانت مشهورة بالعشب الأخضر اليانع الذي تحبّه الاغنام كثيرًا. وعندما وصل إلى التلّة ترك الأغنام ترعى، وجلس هو إلى صخرة كبيرة يراقبها ويتأملها.

لقد كان عمل آدم يقتضي حراسة الأغنام وحمايتها من الذئب الشرير إن ظهر، ومنعها من التفرّق أو الابتعاد والذهاب إلى أعماق الغابة. لكنه لم يكن سعيدًا بهذا العمل، كان يشعر بالملل الشديد، فلا يوجد أحد يلعب معه، ولا شيء يُثير حماسه، ولم يكن هناك شيء يفعله سوى مراقبة الأغنام وهي تأكل.

استمرّ الحال على هذا المنوال لعدّة أيام، كان يذهب كلّ يوم صباحًا إلى العمل ويتكئ على الصخرة الكبيرة لساعات طويلة، أحيانًا ينام، وأحيانًا ينظر إلى الغيوم ويتمنى لو يجد شيئًا يُكسر هذا الملل.

وذات مساء، بينما كان عائداً إلى القرية، سمع أحد المزارعين يتحدّث عن هجوم جديد للذئب على قطيع أغنام أحد الرعاة.

وفي صباح اليوم التالي، استيقظ آدم وذهب إلى العمل كالعادة، وعندما جلس إلى الصخرة، شعر بالملل الشديد، فتذكر كلام أهل القرية عن الذئب.

وخطرت له فكرة، قال في نفسه: “ماذا لو خدعت أهل القرية لأمرح قليلاً؟ سأصرخ أنّ الذئب جاء ليأكل أغنامي، سيركض الجميع لإنقاذي، سيكون الأمر مسليًا جدًا”.

ركض الصبي من مكانه نحو حافة التل، ثم فجأة صرخ بصوت عالٍ: “النجدة! النجدة! الذئب! الذئب يأكل أغنامي، ساعدوني!”

سمع أهل القرية في الحقول المجاورة صراخه العالي، فهرعوا بسرعة حاملين العصي والحجارة لمساعدته، وركضوا بأقصى ما لديهم من قوة لحمايته هو وقطيعه.

وبينما كانوا يقتربون منه، رأوه يضحك بصوت عالٍ، لأنه لم يكن هناك ذئب أصلاً. استمتع الصبي برؤية ملامح وجوه المزارعين.

قال لهم: “لقد كنت أمزح معكم! أردت أن أرى ماذا ستفعلون! ياله من موقف مضحك وممتع.”

غضب أهل القرية من سخرية الصبي. قال له أحد المزارعين: “الكذب خلقٌ سيّء يا آدم. لقد وثقنا بك وأسرعنا لحمايتك، وإن خدعتنا اليوم، من سيصدقك غدًا؟”

لكنه لم يهتم بكلامهم، بل وجد الأمر مسليًا، وقرّر إعادة هذه المزحة مرة أخرى. عاد آدم في اليوم التالي إلى التلال، وعندما شعر بالملل.

صرخ مجددًا: “الذئب! لقد جاء الذئب! ساعدوني، إنه يأكل أغنامي، أرجوكم ساعدوني، لا تدعوه يأكل أغنامي”.

وكما كان الحال في المرّة الأولى، ركض أهل القرية بأقصى سرعة لمساعدته، إلاّ أنهم وعندما وصلوا إليه اكتشفوا أنّه لا وجود لأيّ ذئب ولا أيّ خطر، وكانت الأغنام تأكل بهدوء.

ضحك آدم، وقال لهم: “لقد خدعتكم مرة أخرى، يا إلهي هذا مسلٍّ للغاية”.

انزعج المزارعون من تصرّف آدم، لكنهم عادوا إلى أعمالهم دون أن يقولوا شيئًا. استمر الصبي بخدعه لأيام، وكان ينفجر ضاحكًا عندما يرى سرعة استجابة المزارعين لمساعدته.

فقال له أحد الفلاحين غاضبًا: “هذه المرة الأخيرة يا آدم! لن نصدقك بعد اليوم، ولن نأتي أبدًا إذا صرخت طلبًا للمساعدة”.

ضحك آدم مجددًا، وقال في نفسه: “يالهم من مملين، لا أحد هنا يعرف كيف يمرح”.

بعد بضعة أيام، وفي صباح مشمس هادئ، بينما كان آدم يجلس على صخرته كالعادة يراقب الأغنام وهي تتجول على سفح التلّة، لاحظ حركةً في الشجيرات القريبة، ثم تناهى إليه صوت غريبٌ لم يسمعه من قبل.

خفق قلب آدم وتزايدت سرعة نبضاته. تساءل في نفسه: “ما هذا الصوت؟ هل هي الرياح؟”

لكن لا، لم تكن الرياح، بل كان هناك شيء ما يتحرك بخفة. حدّق نحو مصدر الصوت. وفجأة، رأى ذئبًا! تجمّد في مكانه، واتسعت عيناه رعبًا. قال: “لا يمكن أن يكون حقيقيًا! ماذا أفعل الآن؟!”

فجأة، انطلق الذئب وقفز باتجاه الأغنام. فزع آدم وبدأ يصرخ بأعلى صوته: “ذئب! ذئب! إنه حقيقي هذه المرة! النجدة! ساعدوني! أنا لا أكذب، ساعدوني!”

صرخ مرارًا وتكرارًا، لكن لم يأتِ أحد، ولم يركض أحد لمساعدته. كان المزارعون يسمعون صراخه، لكنهم ظنّوا أنه يمازحهم مرة أخرى. ابتسموا لبعضهم، وقال أحدهم: “هل يظن أننا سنُخدَع بهذه المزحة مرة أخرى؟”

واصل المزارعون عملهم في الحقل، غير مكترثين بصراخ الصبي المتكرر. وفي لحظات، هجم الذئب على القطيع وشتت الأغنام في كل اتجاه. حاول آدم إبعاده، لكنه لم يكن قويًا بما يكفي ليواجهه. جلس على الأرض يبكي بحرقة، ليس فقط لأنه خسر أغنامه، بل لأنه عرف الآن أن الكذب قد دمّر ثقة الناس به.

قال وهو يبكي: “أنا السبب، لقد ظننتها لعبة. لم أعتقد أنّ الأمر سيكون حقيقيًا يومًا ما.”

مع غروب الشمس، جمع المزارعون أدواتهم وانتظروا عودة الراعي. كان ينزل دائمًا مع الأغنام في وقت الغروب ويعود إلى منزله مع المزارعين. لكنّه لم يأتِ اليوم، قلق المزارعون عليه؛ كانوا أناسًا طيبين للغاية، فقرروا الصعود إلى التلة لإحضاره هو وأغنامه رغم تصرفاته المشاكسة.

عندما صعدوا، فوجئوا به حزينًا، وملابسه ممزقة، ودموعه لا تتوقف.

قال أحدهم: “يا بُني، ماذا حدث؟ لماذا تبكي؟”

أجاب الصبي باكياً: “لقد هجم الذئب على الأغنام. ناديتكم جميعاً، ولم يأتِ أحد لمساعدتي”.

شعر المزارعون بالأسف عليه، فقال أحد المزارعين: “لقد خدعتنا عدة مرات، ظننا أنك تحاول خداعنا مرة أخرى، لهذا السبب لم يأتِ أحد لمساعدتك”.

اقترب منه حكيم القرية العجوز، ووضع يده على كتفه، وقال بلطف: “يا بني، لقد حذرناك من الكذب، ولكنك لم تستمع إلينا، الآن، تعلمت الدرس، حينما يعتاد الناس منك الكذب، لن يصدقوك أبدًا حتى وإن كنت تقول الحقيقة”.

منذ ذلك اليوم، تعلّم الصبي درسًا لا يُنسى، من يكذب مرة لن يصدقه الناس مرة أخرى.

أصبح الصبي أكثر صدقًا، ولم يكذب بعدها أبدًا. واستعاد ثقة أهل القرية بمرور الوقت، بعد أن رأوا تغيّره وندمه الحقيقي.

اقرأ أيضًا: قصة حورية البحر ومغامراتها في عالم البشر

ماذا نتعلم من قصة عن الكذب للاطفال

نتعلم من قصة الراعي الكذّاب درسًا مهمًا عن أهمية الصدق، وهو أن من يعتاد على الكذب لن يصدّقه الآخرون أبدًا، حتى وإن كان يقول الحقيقة. كيف يمكن لكذبة صغيرة أن تتحوّل إلى مشكلة حقيقية، وذلك من خلال مغامرة الراعي الصغير الذي ظنّ أن الكذب مجرد لعبة ممتعة، ولكن عندما احتاج إلى المساعدة، لم يصدّقه أهل قريته.

لذلك، يجب أن نتحلى بالصدق دائمًا، حتى نحافظ على محبة الآخرين ونكسب احترامهم.

اقرأ أيضًا: 4 حكايات عالمية ممتعة تغرس القيم والأخلاق في نفوس أطفالك

كانت هذه قصة عن الكذب للأطفال تشجّعهم على قول الحقيقة بطريقة ممتعة، من خلال استخدام الشخصيات الكرتونية، كما تُظهر أن الكذب حتى وإن كان بسيطًا، فقد يؤدي إلى خسائر كبيرة.

اقرأ المزيد من القصص القصيرة المفيدة.

قصص من أعماق البحار: حورية البحر الصغيرة

قصة حورية البحر (The Little Mermaid) هي واحدة من أشهر القصص الخيالية في الأدب العالمي، كتبت القصة بواسطة المؤلف العالمي هانس كريستيان أندرسن في عام 1837. يبحر بنا هانس في أعماق البحر، حيث تعيش الأسماك والكائنات البحرية وحوريات البحر ذات الجمال الحسن. ومن هنا نتعرف على قصة آريل حورية البحر التي كانت تحب عالم البشر وتحلم بأن تزور اليابسة، ولكن والدها كان يخاف عليها ويمنعها من الصعود إلى السطح.

هل ستتمكن آريل من تحقيق حلمها ورؤية عالم البشر؟ ما الذي ستقابله وستكتشفه في هذه المغامرة الشيقة. لنقرأ القصة معًا.

أحداث قصة حورية البحر

في أعماق البحر، حيث المياه الصافية الزرقاء والأسماك المتنوعة، كان هناك ملك يحكم عالم البحار. وكانت قلعته تقع في أعمق نقطة في البحر. وكانت مصنوعة من المرجان الأزرق، تعلوها أصداف تفتح وتغلق عند مرور الماء من خلالها.

كان ملك البحر يعيش هناك مع والدته وبناته الأربع، وكانت أصغر الأميرات تُدعى آريل. كانت آريل حورية بحر لطيفة وجميلة، لها شعر طويل وصوت عذب يأسر القلوب. كانت آريل مميزة عن باقي الحوريات، لم تكن تحب الغناء والسباحة فقط، بل كانت تحلم بعالم البشر. وكانت تقضي معظم وقتها تسبح قرب السفن الغارقة في قاع البحر، تجمع الكنوز التي تسقط منها وتملأ ذراعيها بالمجوهرات، ثم ترتبها في مجموعات في كهفها وهي تغني بصوتها الجميل.

كان والدها قد وضع قانونًا يمنع حوريات البحر من الصعود إلى سطح البحر قبل بلوغهن سن الخامسة عشرة. وكانت آريل تحب الاستماع إلى قصص أخواتها عن حياة البشر، عن السفن والغابات والشمس الساطعة فوق سطح البحر، وكانت تتوق لرؤية كل ذلك بنفسها.

وعندما طلبت من والدها في أحد الأيام أن يسمح لها بالذهاب إلى سطح البحر، رفض بشدة، وحذرها من الصعود إلى سطح قبل بلوغ السن المسموح به.

حزنت آريل كثيرًا من رفض والدها، وكانت جدتها تخفف عنها بأن بحكايات عن الحياة على اليابسة، والمدن، وكل ما تعرفه عن البشر.

وأخيرًا، جاء اليوم المنتظر، اليوم الذي بلغت فيه حورية البحر آريل الخامسة عشرة. الآن، بات بإمكانها الصعود إلى السطح لترى العالم الذي طالما حلمت به.

عندما صعدت للسطح، رأت سفينة ضخمة تبحر فوق المياه، وكان البحارة يرقصون ويضحكون. وأثناء سباحتها حول السفينة، رأت أميرًا وسيمًا يقف عند الحافة يضحك ويعزف الموسيقى. اقتربت منه، وأخذت تراقبه بدهشة وإعجاب.

فجأة، هبت عاصفة قوية وارتفعت الأمواج وبدأت السفينة تتأرجح. بدأ البحارة ينزلون الأشرعة، كانت آريل تراقب الموقف بخوف من بعيد، وفجأة سمعت صرخة.

صاح أحد البحارة: ” لقد سقط الأمير إريك”.

من دون تردد، غاصت آريل بسرعة وأمسكت بالأمير من قميصه، فهي تعرف أن البشر لا يستطيعون التنفس تحت الماء، وسحبته إلى السطح. بقيا يطفوان معًا فوق الأمواج. بحلول صباح اليوم التالي، كانت العاصفة قد هدأت، سبحت آريل الأمير بصعوبة إلى الشاطئ، ثم جلست بجانبه تغني له أغنية حزينة. وفجأة، بدأ الأمير يتحرك.

سألت آريل بقلق: “أوه! هل أنت بخير؟”

لكن قبل أن يراها الأمير، رأت أريل أناسًا يقتربون، فأسرعت عائدة إلى البحر، واختبأت خلف صخرة كبيرة، تراقب الأمير.

سبحت آريل إلى أعماق البحر، وكانت حزينة، لأن الأمير لن يعرف أبدًا أنها من أنقذته. لم تستطع التوقف عن التفكير فيه، وكانت تحلم أن تكون معه. لكن كيف يحدث ذلك؟ هي تعرف أنها لا تستطيع الاجتماع معه في عالم واحد.

وعندما عادت إلى منزلها، أراد إخوتها معرفة كل شيء عن رحلتها، لكنها كانت حزينة جدًا لدرجة أنها لم تكن قادرة على قول أي شيء. ومرت الأيام والأسابيع، وظلت آريل حزينة تفكر في الأمير. قلقت أخواتها، وذهبن إلى جدتهن طلبًا للمساعدة.

أسرعت الجدة إلى آريل وسألتها: “ما الأمر يا صغيرتي؟”

قصّت حورية البحر عن مغامراتِها وإنقاذِها للأمير إريك، ثم قالت: “جدتي، أُريد أن أراه مرة أخرى، أريد أن تكون لي قدمان، لأصعد إلى اليابسة وأقابله ثانية.”

قالت الجدة: “يا صغيرتي، أنتِ تعلمين أن حوريات البحر لا يمتلكن قدمين. ساحرة البحر هي الوحيدة القادرة على ذلك، لكن الذهاب إليها خطير للغاية.”

رغم تحذير جدتها، إلا ان آريل أسرعت إلى ساحرة البحر وقصّت عليها قصتها وأخبرتها بأمنيتها.

قالت الساحرة: ” هذه ليست مشكلة. كل ما عليك فعله هو شرب هذا الشراب وستحصلين على ساقين.”  

ثم تابعت الحديث: “ولكنني الأمر ليس مجانيًا، كما تعلمين”.

سألت حورية البحر الصغيرة، “حسنًا، ما هو ثمن الجرعة؟”

ردت الساحرة: “أوه، ليس كثيرًا. عليكِ التخلي عن صوتكِ من أجل الحصول على الجرعة.”

صُدمت آريل، وقالت: “صوتي؟”

قالت ساحرة البحر: “نعم، ولكن لا داعي لذلك، إذا كنت لا تريدين.” ترددت آريل، ولكنها في النهاية وافقت على شرط الساحرة.

تابعت الساحرة الحديث:” وهناك شرط أخر، يجب أن يتزوجك الأمير لتستعيدي صوتك، فإذا تزوج بأخرى حينها سيبقى صوتكِ معي للأبد. ولكن من يدري؟ قد يختارك الأمير.”

بالرغم من صعوبة الاختيار، إلا أن آريل وافقت على شرط الساحرة. وشربت حورية البحر الجرعة بسرعة. شعرت بألم شديد ودوار خفيف، ثم فقدت وعيها.

عندما استيقظت، وجدت نفسها على نفس الشاطئ الذي أنقذت فيه الأمير، وكان لها ساقان كالبشر. فرحت آريل وأدركت أنها ستتمكن من مقابلة الأمير.

في البداية، لم تستطع آريل الوقوف أو استخدام ساقيها الجديدتين، وظلّت تحاول الوقوف. عندها رآها الأمير، أسرع لمساعدتها.

سألها الأمير إريك: “هل أنتِ بخير؟”

حاولت حورية البحر آريل الإجابة، لكن دون جدوى.

سألها: “هل يمكنكِ التحدث؟”

هزّت رأسها نفيًا.

قال: “أوه! اسمحي لي أن آخذكِ إلى القلعة حتى تتمكني من تغيير ملابسكِ.”

كانت حورية البحر في غاية السعادة وهي ترى الأمير يمشي بجانبها. كانت تمشي على قدميها بصعوبة، لكنها سرعان ما تعلمت وأتقنت الأمر.

قضت أريل أيامها مع الأمير إريك، يتمشيان في الحدائق ويضحكان معًا. كان الأمير معجبًا بها، ولكنه كان يأمل بشدة في مقابلة الفتاة ذات الصوت الجميل التي أنقذته. كانت آريل تحاول أن توضح له أنها هي من أنقذته بمساعدة أصدقائها الطيور والكائنات البحرية، ولكن في كل مرة لم يتمكن الأمير من فهمها.

لم يكن يعلم أن الفتاة التي يبحث عنها هي نفسها التي بجانبه، لأنه لم يرَ وجهها بسبب العاصفة.

في أحد الأيام، استدعى الملك ابنه الأمير، وقال له: “يا بني، لقد اتفقنا أنا وأمك على تزويجك، وقد اخترنا لك عروسًا، وستأتي مع والديها الليلة، وسنتحدث عن خطط الزفاف.”

أُصيب الأمير بالذعر، لأنه يريد الزواج من الفتاة ذات الصوت الجميل. أما حورية البحر، فشعرت بالخوف، لأنها تعلم ما سيحدث لها عندما يتزوج الأمير من أخرى.

في الليل، جاءت الأميرة، وكانت مغرورة لا تفكر إلا في نفسها. وعندما تحدتث مع الامير كان صوتها يشبه صوت آريل. صُدم الأمير، ولم يصدق أنه وجد أخيرًا الفتاة التي يبحث عنها.

تعجبت آريل: كيف لهذه الأميرة أن تمتلك صوتها؟ ولم تكن تعلم أن ساحرة البحر الشريرة قد وضعت صوتها في هذه الأميرة.

في صباح اليوم التالي، ذهبت حورية البحر الصغيرة إلى الشاطئ، وأخبرت أخواتها بما حدث، وأن الأمير سيتزوج غدًا.

قلقت الأخوات، لكنهن أخبرنها ألا تقلق وأن تعود إلى القلعة. وعندما عادت الأميرات الثلاث إلى المنزل، فوجئن بوالدهن في انتظارهِن، وقد كان غاضبًا للغاية.

نظر إليهن بحدة، وسأل: “أين أختكن الصغيرة؟” تبادلن النظرات، ثم أخبرنه القصة كاملة، دون إخفاء شيء.

وأخيرًا، جاء يوم الزفاف. صعدت حورية البحر الصغيرة إلى سفينة الزفاف مع الضيوف الآخرين. أما ملك البحر، فقد هرع إلى رؤية ساحرة البحر، وسألها عن كيفية إنقاذ ابنته.

قالت: “هناك طريقة واحدة لإنقاذها من مصيرها، وهي أن تسلّمني الصولجان.”

كانت الساحرة تريد الصولجان لتتمكن من السيطرة على حكم مملكة عالم البحار. لم يكن أمام ملك البحر خيار آخر لإنقاذ ابنته، فسلمها الصولجان.

أخذت ساحرة البحر الصولجان وهرعت إلى سفينة الزفاف، وقد أصبحت وحشًا بحريًا ضخمًا. كانت مخالبها تتلوى كالأخطبوط. بدأ ضيوف السفينة يركضون خوفًا.

فكرت حورية البحر الصغيرة كيف تحمي الأمير حب حياتها، فأمسكت السكين. في تلك اللحظة، امتدت إحدى مجسات ساحرة البحر ورفعت حورية البحر الصغيرة عن السفينة.

صاحت الساحرة: “هذه نهايتك، سأقضي عليك الآن”

لكن الحورية الصغيرة، استخدمت السكين وغرستها في صدر الوحش.

ترنّحت ساحرة البحر من الألم، ثم سقطت في الماء. وبينما كانت تسقط، عاد صوت حورية البحر الصغيرة لها.

صاحت الأميرة التي كان سيتزوجها الأمير، بصوتٍ أجشّ: “يا لها من مملكةٍ بائسة! ما هذه الفوضى!”

وعندما سمع الأمير صوتها الحقيقي، أدرك أنها ليست كما ظن. ثم بدأت الحورية الصغيرة بالغناء. وعندما سمع الأمير صوتها، أدرك أنها هي من أنقذته.

قال: “كنت أبحث عنك، أنتِ منقذتي الحقيقية.”

فرحا فرحًا شديدًا، وسألها الأمير: “هل تتزوجينني؟”

شعرت الحورية الصغيرة وكأن المحيط كله يحتفل معها. وظهرت عائلتها من بين الأمواج، مبتهجين بسعادتها.

تزوج الأمير والحورية الصغيرة في حفلٍ جميل على متن السفينة. منذ ذلك اليوم، عاشت الحورية الصغيرة حياةً مليئةً بالحب. ووجدت طريقة للبقاء على اتصال بعائلتها في البحر، إذ بنت جسرًا بين الأرض والمحيط، مما سمح للعالمين بالعيش في وئام.

اقرأ أيضًا: قصص أميرات للبنات: قصة سندريلا

وفي النهاية، نتعلم من آريل الشجاعة والأمل والحب الحقيقي الذي يمنح لحياتنا معنى وقيمة تجعلنا نعيش كل يوم بأمل جديد، وأهمية التسامح والتفاهم بينا وبين الآخرين. حققت آريل حلمها وتمكنت من العيش كما تريد، لذلك لا تتردد في السعي وتحقيق حلمك في حياتك.

اقرأ الآن: قصة قصيرة ملهمة: نجمة البحر

حكايات عالمية: أشهر القصص من حول العالم

عالم الحكايات عالم واسع لا حدود له، فمنذ قديم الزمان، كان يتمّ تناقل الحكايات والقصص من جيل لآخر. وكانت تتنوّع وتتابين، فيأخذنا بعضها إلى ممالك خيالية، ويغوص بنا البعض الآخر إلى أعماق البحار، تروي بعضها حكايات أبطال شجعان، وتعلّمنا قصص أخرى دروسًا مفيدة على ألسنة حيوانات ناطقة أو مخلوقات أسطورية، وفي كلّ قصّة أو حكاية نستشعر بعضًا من ثقافة البلد الذي أتت منه.

في مقال اليوم، جمعنا لكم قائمة حكايات عالمية من مختلق بقاع الأرض، ستعلّم طفلك دروسًا مهمّة، وتسليّه وتمتّعه في الوقت ذاته. حيث يمكنك قراءة هذه القصص لطفلك قبل النوم، أو كجزء من درس تعليمي تربوي…والأجمل من ذلك أن تحاول تمثيل هذه القصص مع صغيرك لإضافة لمسة من المرح والمتعة لوقت القراءة!

حكايات عالمية من اليونان: قصة الأسد والفأر

قصة الأسد والفأر هي واحدة من أشهر الحكايات العالمية. تمّ تأليفها بواسطة إيسوب، وهو راوي قصص يوناني. حيث كتب هذا الأخير مجموعة من القصص تحت اسم “حكايات إيسوب”. تضمّ حكايات إيسوب العديد من العبر والدروس المفيدة والقيّمة للأطفال. ولعلّ هذا هو سبب انتشارها في كافة أنحاء العالم.

أحداث القصة

تحكي القصّة عن لقاء الأسد ملك الغابة القويّ والشجاع بفأر صغير. حيث كان الأسد يأخذ قيلولته اليومية عندما استيقظ فجأة على صوت فأر صغير يلعب بقربه ويُحدث ضجيجًا أزعجه وحرمه الاستمتاع بغفوته.

ولأن الأسد هو ملك الغابة ومن أقوى حيواناتها، فقد أغضبه تصرّف الفأر، الذي لم يحترم مكانته، وقرّر أن يأكله. لكن الفأر الصغير توسّل للأسد أن يعفو عنه ويغفر له خطأه، ووعده بأنه سيردّ له الجميل يومًا ما وينقذه إن وقع في مأزق.

سخر الأسد من الفأر، ومن ثقته العجيبة بنفسه، وتساءل، كيف يمكن لكائن صغير مثله أن يساعده هو؟ الأسد العظيم الذي تخشاه جميع حيوانات الغابة؟!

ومع ذلك، فقد صفح الأسد عن الفأر، وقرّر مسامحته شرط ألاّ يكرّر فعلته تلك مرّة أخرى.

وهكذا تمرّ الأيام والشهور، ويحدث أن يقع الأسد في أحد الأيام في مأزق عظيم. فهل سيتمكّن الفأر حقًا من ردّ الجميل إليه؟ والوفاء بوعده للأسد؟

يمكنكم قراءة قصّة الأسد والفأر كاملة على موقع حدّوتة!

العبرة من القصة:

لا يُقاس الشخص بحجمه، فلا تستخف أبدًا بمن هو أصغر منك. ولطفك لن يضيع وسيعود إليك بطريقة أخرى.

اقرأ أيضًا: كالدي والفاكهة العجيبة: قصة اكتشاف القهوة

حكايات عالمية من الدنمارك: فرخ البطة القبيح

قصة البطة القبيحة هي قصة من تأليف الكاتب الدنماركي الشهير هانز كريستيان أندرسن، وتُعد واحدة من القصص العالمية الشهيرة التي لا يغفل عنها أحد حيث أصبحت واحدة من أشهر الحكايات العالمية التي تُروى للأطفال في كلّ بقاع الأرض، لما تحمله من قيم سامية ودروس مفيدة.

أحداث القصة

في مزرعة صغيرة، كانت البطة الأم تنتظر أن يفقس بيضها. كانت ترقد على البيض وتدفئه حتى يخرج منه صغارها.
بدأ البيض يفقس واحدًا تلو الآخر، وكان يخرج بط صغير جميل، له ريش أصفر ذهبي. فرحت البطة الأم كثيرًا برؤية صغارها.

لكن البيضة الكبيرة لم تفقس بعد. خافت البطة الأم، ونادت زوجها لتسأله عن هذه البيضة الكبيرة.

طمأنها الأب قائلًا: “لا تقلقي، ستفقس قريبًا، علينا الانتظار قليلًا.”

اطمأنت البطة الأم، وكانت متحمسة جدًا للبيضة الكبيرة، فقد ظنت أن بداخلها أجمل بطة في المزرعة. قررت أن تواصل الجلوس عليها حتى تفقس بسرعة.

وبعد فترة، فقست البيضة أخيرًا، وخرجت منها بطة قبيحة، مغطاة بريش رمادي، وكان شكلها مختلفًا عن باقي البط.
تعجبت الأم من شكلها، وحزنت لأنها لم تكن كما توقعت.

أصبحت البطة الصغيرة موضع سخرية من إخوتها وباقي حيوانات المزرعة، وأطلقوا عليها لقب “البطة القبيحة”. كانت تبكي دائمًا بسبب سخرية الحيوانات ولعدم حصولها على صديق يلعب معها. كان الجميع يرفضها ولا يتقبل شكلها.

حزنت البطة كثيرًا بسبب ما تتعرض له من مضايقات، وقررت أن تترك المزرعة وتذهب للعيش وحدها. وأثناء سيرها، وجدت بحيرة جميلة، وقررت أن تبقي بجوارها. لكن الطيور هناك لم تتقبلها، وعاملوها بطريقة سيئة، وطردوها من المكان.

تابعت البطة الصغيرة طريقها، وبعد فترة شعرت بالتعب، فجلست بجانب شجرة. فرآها مزارع طيب، وأخذها إلى مزرعته، لكنها واجهت نفس المعاملة من حيوانات المزرعة. لذلك، قررت الرحيل من جديد.

ذهبت البطة إلى الغابة، ولكن حيوانات الغابة لم ترحّب بها أيضًا، فقررت الاختباء بعيدًا عن أنظاؤ الجميع.

مرت الأيام، وكبرت البطة الصغيرة. ومع قدوم الربيع، ذهبت إلى البحيرة لتشرب الماء، فنظرت إلى انعكاس صورتها، وتفاجأت بما رأت! لقد تحولت إلى طائر جميل، له ريش أبيض ناعم، وأجنحة كبيرة، وعينان لامعتان.

فرحت البطة كثيرًا، وأدركت أنها لم تكن بطة قبيحة، وإنما من فصيلة البجع المشهورة بأجنحتها الكبيرة وقدرتها على الطيران والتحليق في عنان السماء.

العبرة من القصة:

لكلّ شخص جماله الخاصّ ومميزاته التي تجعله متفرّدًا عن الآخرين. الجمال الحقيقي هو جمال الروح وليس الشكل. لذا من المهمّ ألا نحكم على الآخرين من شكلهم فقط.

اقرأ أيضًا: من أجمل القصص القصيرة قبل النوم للأطفال

حكايات عالمية من ألمانيا: منزل الحلوى

واحدة من أشهر وأقدم القصص العالمية التي تناقلتها الشعوب، دوّنها الأخوان غريم الألمانيان، وهي تحكي قصّة الطفلين هانسل وغريتل ومغامرتهما في الغابة.

أحداث القصة

في إحدى القرى البعيدة، كان يعيش توأمان جميلان يُدعيان هانسل وغريتل، مع والدهما الطيب. وبعد أن توفيت والدتهما، تزوج الأب من امرأة قاسية كانت دائمة الغضب من الطفلين، وترغب في التخلص منهما بأي شكل. كان الأب فقيرًا جدًا، والطعام في البيت قليل لا يكفي الجميع. وفي إحدى الليالي، همست زوجة الأب في أذنه قائلة: “اسمعنى جيدًا يجب أن نتخلص من الطفلين، وإلا سنموت جوعًا.”

ردّ الأب: “كيف تقولين هذا؟ أتريدين منّي أن أتخلصّ من طفليّ الوحيدين؟!”

ومع ذلك، فقد استمرّت الزوجة في إقناع زوجها بخطّتها للتخلّص من الطفلين وتركهما في الغابة، إلى أن اقتنع بكلامها مرغمًا. وقرّر أن يتخلّى عن ولديه.

أمّا الطفلان فقد سمعًا ما كان يدور من حديث بين الأب وزوجته، وشرعت غريتل بالبكاء، لكن أخاها قال لها:

“لا تخافي، فأنا لديّ خطّة ذكيّة”.

في الصباح، أيقظت زوجة الأب الطفلين كي يذهبا معها إلى الغابة بحجة إحضار الحطب. وأعطت زوجة الأب لكل واحد منهما رغيفا من الخبز وأخبرتهما ألا يأكله قبل موعد الغداء. وقبل أن يغادرا، جمع هانسل بعض الحصى ووضعها في جيبه خفية. وبينما كانوا يسيرون في الغابة، كان يُسقط الحجارة الصغيرة على الطريق دون أن يلاحظ أحد.

في الغابة، أوقد الأب نارًا لتدفئة صغيريه، وقال لهما: “ابقيا هنا، سنذهب لنجمع بعض الحطب، وسنعود بعد قليل.”

بقي الطفلان مكانهما، لكن الأب وزوجته لم يعودا، وكانت الطفلة تظن أن والدها يقطع الأشجار. لكن انتظارهما طال، ولم يعد الأبوان، وبدأ المكان يظلم، فقد حلّ المساء وغربت الشمس.

نام الطفلان في تلك الليلة في الغابة من شدّة التعب، وعندما استيقظا، بكت غريتل كثيرًا لأن والدهما قد تركهما وحدهما في الغابة، لكن هانسل قال:

“لقد أخبرتك بأنّ لدي خطّة، لا تخافي…سنعود إلى المنزل، فأنا أعرف طريق العودة!”

وهكذا تبع الطفلان الحجارة البيضاء حتى وصلا إلى منزلهما بعد بعض الوقت، ففرح الأبُ برجوع ولديه سالمين، أما زوجته فغضبت غضبًا شديدًا، وراحت تفكّر في طريقة جديدة للتخلّص منهما.

في صباح اليوم التالي، أيقظت زوجة الأب الشريرة الطفلين باكرًا، وأخذتها مرّة أخرى إلى الغابة دون أن تخبر والدهما بذلك، وكما في المرة السابقة، قدّمت لكلّ منهما رغيف خبز ليأكله على الغداء.

أدرك هانسل أنّ زوجة أبيه تودّ التخلّص منهما هذه المرّة أيضًا، لكنّه لم يملك الوقت الكافي لجمع الحجارة كما في المرّة السابقة، ولم يكن يملك سوى رغيف الخبز، فراح يقسمه إلى قطع صغيرة يرميها على الأرض ليتمكّن من تتبّعها في طريق العودة.

إلاّ أنّ طريقته هذه لم تنجح، فما لبثت العصافير تحطّ على الأرض وتأكل فتات الخبز الذي ألقى به هانسل، وهكذا لم يعد بإمكان الطفلان العثور على طريق العودة وتاها في الغابة. حلّ الليل، وبدأت حيوانات الغابة المفترسة تجول بين الأشجار، فخاف الصغيران، وراحا يركضان على غير هدىً، ومن شدّة خوفهما بدآ يتخيّلان الأمور على غير حقيقتها، فكانت أغصان الأشجار تبدو كالأشباح، والصخور كالوحوش، وجذور الأشجار الكبيرة البارزة من الأرض كالأفاعي.

حلّ الصباح أخيرًا، واختفت الأوهام التي كان الطفلان يريانها في الليل، فتنفّسا الصعداء، وشربا من مياه البحيرة القريبة ليرويا عطشهما. ثم واصلا المسير على غير هدىً بحثًا عن مخرج من الغابة. وبينما هما يمشيان، إذا بهما يريان بيتًا جميلاً غريبًا، فقد كان مصنوعًا كليًّا من الحلوى والكعك… الجدران والأبواب وحتى النوافذ، كانت كلّها مصنوعة من أنواع الحلوى والسكاكر.

فرح الأخوان كثيرًا بهذا البيت، ومن شدّة جوعهما، راحا يأكلان منه بنهم، وفجأة فُتح الباب وأطلّت منه امرأة عجوز، فخاف الصغيران منها وخشيا أن توبّخهما على أكلهما من بيتها، لكنّها قالت لهما:

“تعاليا يا صغيريّ، لا تخافا وادخلا إلى المنزل، فلديّ طعام كثير، ويمكنكما النوم في بيتي أيضًا!”

فرح الطفلان بذلك، ودخلا إلى البيت ظنًّا منهما أنّ العجوز امرأة طيبة تريد لهما الخير. لكن الأمر لم يكن كذلك إطلاقًا، فتلك العجوز كانت ساحرة شريرة، تحبس الأطفال الصغار، وتجبرهم على الأكل والنوم حتى يسمنوا ثم تأكلهم.

وفي الليل بينما كان الطفلان نائمين، أخذت العجوز هانسل وحبسته في قفص داخل المنزل، ثمّ أجبرت غريتل على الطبخ وتنظيف المنزل والقيام بكافة الأعمال المنزلية. وكانت في كلّ يوم تعدّ لهانسل وجبات دسمة وتحرص على أن يأكلها كلّها حتى يزداد وزنه ويكتنز باللحم ويصبح وجبة ملائمة.

مرّت الأيام، وبدأت العجوز تفقد صبرها، وقررت أن تأكل الطفل في صباح اليوم التالى. ارتعبت غريتل، لكنها تظاهرت بالهدوء، وبدأت تفكر في طريقة تنقذ بها أخاها المسكين.

وفي الصباح، طلبت الساحرة العجوز من غريتل أن تُشعل الفرن وتجهزّه لإعداد عشاء الليلة، فاقتربت غريتل من الفرن وتظاهرت بمحاولتها لإشعاله، ثمّ قالت بعد لحظات:

“يبدو أنّ هنالك مشكلة في الفرن، لا أستطيع إشعاله اليوم”.

غضبت العجوز من تقاعس غريتل، واتجهت إلى الفرن ثمّ انحنت إليه لتتفقّده، فانتهزت غريتل الفرصة ودفع بالعجوز إلى داخل الفرن ثمّ أغلقته على الفور.

وركضت بعدها بسرعة إلى حيث كان هانسل محبوسًا، فحرّرته من أسره على الفور. فرح هانسل بشجاعة أخته، وقبل أن يرحلا قررا أخذ مجوهرات الساحرة، فبحثا في أرجاء المنزل حتى وجدا صندوقًا مليئًا بالحُلي والذهب والفضّة، فملآ كيسًا كبيرًا بهذه المجوهرات وهربا بعدها من بيت الحلوى.

سار الأخوان لعدّة أيام، حتى عثرا على نهر صغير فاجتازاه إلى الضفّة الأخرى، وهناك لاح لهما بيتهما من بعيد. فرحا كثيرًا، وركضا إلى منزلهما بسعادة.

في ذلك الوقت، كان الأب يشعر بحزن شديد لفراق ولديه، والندم لأنه سمح لزوجته أن تتخلّص منهما. لكنه فجأة سمع صوتهما يناديانه من بعيد، فركض نحوهما واحتضنهما بكلّ حب وقد امتلأت عيناه بالدموع. أمّا زوجته فلم تكن في المنزل، لأن الأب طردها بعد أن اكتشف اختفاء ولديه.

وهكذا عاد الولدان إلى منزلهما وهما محمّلان بالكثير من الذهب والفضّة والجواهر التي قام الأب ببيعها وشراء طعام له ولطفليه، وعاشوا جميعًا بسعادة وهناء.

العبرة من القصة

إحدى القصص الجميلة التي تعلم الأطفال الشجاعة والذكاء وأهميتهما في مواجهة المخاطر. كما تبرز عدم الاعتماد على المظاهر في الحكم على الأشخاص.

قام الأخوان غريم بتوثيق مجموعة حكايات عالمية وقصص شعبية التي كانت تروى شفهيًا في ألمانيا في كتاب يدعى “حكايات الأخوان غريم”. وأضافا بعض التعديلات لتناسب الأطفال، فبعض هذه القصص كانت في الأصل تتضمّن مواضيع عنيفة ومخيفة لا تناسب الأطفال.

اقرأ أيضًا: قصص أميرات للبنات: قصة سندريلا

حكايات عالمية من كوريا: قصة الأرنب الذي هزم النمر

هي قصة شعبية مشهورة في الثقافات الآسيوية، وتحديدًا في كوريا الجنوبية، وقد أصبحت واحدة من أشهر الحكايات العالمية التي يتناقلها الأشخاص شفهيًا عبر الأجيال. تمّ توثيق هذه القصة ضمن كتب حكايات عالمية شعبية كورية.

أحداث القصة

يُحكى أنّه عاش في قديم الزمان أرنب ذكي في الغابة، وكان هناك نمرٌ قوي ومخيف يعيش في نفس الغابة. كان النمر يتجوّل بين الأشجار، يفتخر بقوته، ويأمر جميع الحيوانات بطاعته وإلاّ فقد كان يأكلها بلا رحمة.

ليس هذا وحسب، لقد كان النمر يقتل الحيوانات الصغيرة لمجرد التسلية. وفي أحد الأيام، بينما كان يتجوّل، رأى الأرنب، لكن الأرنب لم يُعره أيّ اهتمام لأنه كان يعلم شدّة غروره. قال الأرنب في نفسه: “هذا النمر مغرور جدًا! يحسب أنّ قوّته هي كلّ شيء. لقد حان الوقت لأعلمه درسًا لن ينساه.”

غضب النمر من تجاهل الأرنب له، وقال في نفسه أيضًا: “سأجعل هذا الأرنب الساذج يعرف من هو النمر”.

وقفز عليه ليأكله، لكن الأرنب قال بسرعة: “انتظر يا سيدي النمر المغوار، بدلاّ من أن تأكلني، ما رأيك أن أقدّم لك كعكة أرز لذيذة وشهية، فهي أفضل منّي حتمًا”.

كانت كعكة الأرز هي الوجبة المفضّلة للنمر. والذي أجاب على الفور: “أريد 10 كعكات وليس واحدة فقط، أحضرها لي، وإلاّ أكتلك!”.

أجاب الأرنب: “حسنًا، انتظر هنا وسأحضرها لك فورًا”.

أسرع الأرنب وأحضر الكعكات، لكنه خبّأ بداخلها حجارة صغيرة دون أن يراه النمر، ثم وضعها على النار. وعندما هم النمر بالأكل، قال له الأرنب: “عليك أن تنتظر قليلاً، عد حتى العشرة ثم كلها.”

كان النمر ضعيفًا في الحساب، فبقي يعد إلى العشرة عدة مرات. وكان الأرنب يراقبه خفية. أخيرًا، بعدما انتهى من العدّ، أكل النمر الكعكات، وفجأة شعر بحرارة شديدة في فمه، وتكسّرت أسنانه بسبب الحجارة. ولم يستطع أكل شيء طوال اليوم، tاطمأنت الحيوانات قليلاً، وارتاحت من شرّ النمر لبعض الوقت.

في صباح اليوم التالي، شُفي النمر، لكنه بقي بلا أسنان، وخرج غاضبًا يبحث عن الأرنب لينتقم منه. وعندما وجده قرب البحيرة، صرخ بأعلى صوته: “لقد خدعتني! واليوم سأنتقم منك وألقّنك درسًا لن تنساه!”.

ابتسم الأرنب، وقال متظاهرًا بالخوف والحزن: “أنا مستعد لملاقاة مصيري، ولكن أستميحك عذرًا، وأرجوك أن تسامحني على خطئي بالأمس، أنا لستُ سوى حيوانٍ صغير لا يسمن ولا يغني من جوع؟ ما رأيك أن تحصل على 1000 سمكة بدلاً منّي؟”

فكّر النمر قليلًا وقال في نفسه: “إذا ربطت الأرنب بالشجرة فلن يهرب، وإذا حصلت على 1000 سمكة فلن أجوع أبدًا”، ثمّ أجاب قائلا:

“حسنًا، علّمني إذن كيف أمسك ألف سمكة من البحيرة؟”

قال الأرنب: “ضع ذيلك في البحيرة وابقَ على هذه الحال حتى تلتصق به 1000 سمكة!”

ربط النمرُ الأرنبَ بالشجرة، ووضع ذيله في البحيرة كما طُلب منه، وظلّ ينتظر. كان ذلك اليوم من أبرد أيام السنة، وبدأت البحيرة تتجمّد شيئًا فشيئًا، والنمر لا يشعر بذلك. ظن النمر أن الأسماك تعلقت بذيله بسبب ثقله. وبقي جالسًا حتى الصباح، وغطى الثلج البحيرة بالكامل. أما ذيله، فقد تجمّد بالكامل داخل البحيرة.

قال الأرنب ساخرًا: “هيا اسحب ذيلك بقوة، ستحصل على 1000 سمكة”.

لكن النمر لم يستطع إخراج ذيله، وكلما حاول، ازداد ألمه. ضحك الأرنب وقال: “الآن حصلت على الأسماك، ابقَ في مكانك حتى يذوب الثلج أيها الذكي.”

ورحل الأرنب، وسادت الطمأنينة في الغابة.أمّا النمر، فمرّ به صياد، وصاده بعدما خارت قواه، وباعه إلى السيرك. وكان هذا مصير النمر المغرور والطمّاع.

العبرة من القصة

لا يجب أن نستهين بأحد بسبب حجمه أو شكله. والقوة الجسدية لا تساوي شيئًا من دون ذكاء واستخدام صحيح للعقل.

اقرأ أيضًا: قصة تعليمية عن المثابرة: نطّاط يمسك نجمة

تُعدّ القصص واحدة من أفضل الطرق التعليمية للأطفال، فهي تساعد على تنمية خيالهم وتمكنهم من استيعاب القيم بطريقة سهلة وممتعة من خلال شخصياتهم المفضلة. وفي النهاية، قدمنا لك أفضل 4 حكايات عالمية تناسب أطفالك. تأكد من قراءة هذه القصص معهم، ومع نهاية كل قصة، يمكنك طرح بعض الأسئلة على أطفالك لمعرفة ما تعلموه من القصة.

المصدر

The Aesop for Children

قصة قصيرة عن الصدق: ياسر والجرّة

في بيت صغير تحيط به حديقة مليئة بالأزهار الملونة، كان يعيش فتى يُدعى ياسر مع والديه. كان ياسر ولدًا نشيطًا ومحبًا للمغامرات، لكنه كان يجد صعوبة في الاعتراف بأخطائه، خوفًا من العواقب.

ذات يوم، بينما كانت أمه تُحضّر الغداء، نادته قائلة: “ياسر، هل يمكنك إحضار جرّة الماء من المطبخ؟”

أجاب ياسر بحماس: “طبعًا يا أمي!” وانطلق بسرعة نحو المطبخ، ولكن في حماسه، لم ينتبه إلى السجادة الصغيرة التي انزلقت تحت قدميه. تعثر وسقطت الجرّة من يده، فتحطمت إلى قطع متناثرة على الأرض!

وقف ياسر متجمّدًا، وهو يراقب شظايا الجرة التي كانت قبل لحظات ممتلئة بالماء البارد المنعش. تسارعت نبضات قلبه، وأخذ يفكر في ما سيقوله لأمه. وفجأة، لمح قطّتهم الصغيرة “لوزة” تجلس بالقرب من الحطام وهي تحدق فيه بعينيها الواسعتين.

فكر بسرعة وقال لنفسه: “ماذا لو ظنّت أمي أن القطة هي من كسرت الجرّة؟ هكذا لن تغضب مني!”

عندما دخلت أمه لترى ما حدث، نظر إليها ياسر وقال بسرعة: “أمي! القطة كسرت الجرّة! لقد قفزت عليها وأسقطتها!”

نظرت الأم إلى الجرّة المكسورة، ثم إلى القطة التي كانت تلعق مخلبها بهدوء، وكأنها لم تفهم ما يجري. رفعت حاجبها قليلاً، ثم ابتسمت بلطف وقالت: “يا ياسر، هل أنت متأكد؟”

تلعثم ياسر وقال: “أجل… أظن ذلك. ربما قفزت دون أن أنتبه.”

جلست الأم بجانبه وربتت على كتفه بحنان قائلة: “ياسر، هل تعلم أن النبي محمد ﷺ حثّنا على الصدق؟ فالإنسان الصادق يحبه الله والناس، والكذب قد يبعدنا عنهم. فكر جيدًا قبل أن تجيبني مرة أخرى.”

لكن هذه المرة، قررت الأم أن تعلّم ياسر درسًا عمليًا عن عواقب الكذب. عندما عاد الأب إلى المنزل، أخبرته الأم قائلة: “لقد كسرت لوزة الجرة اليوم، ويبدو أنها أصبحت مشاغبة أكثر من اللازم. ربما يجب أن تبقى خارج المنزل من الآن فصاعدًا.”

نظر الأب إلى القطة، ثم هز رأسه قائلاً: “إذا كانت تسبب الفوضى، فقد يكون من الأفضل أن تعيش في الحديقة بدلاً من الداخل.”

شعر ياسر وكأن قلبه سقط من مكانه! هل سيخسر قطته المحبوبة بسبب كذبته؟ نظر إلى “لوزة”، التي كانت تتمسح بقدميه، وكأنها ترجوه أن ينقذها.

تردد للحظة، لكنه لم يستطع تحمّل شعور الذنب أكثر. تنفس بعمق وقال بصوت مرتجف: “أبي، أمي… لوزة لم تكسر الجرة، أنا من فعل ذلك. كنت خائفًا من أن أعترف، فاختلقت هذه القصة.”

نظر إليه أبوه بهدوء، ثم ابتسم وقال: “أحسنت يا ياسر، الاعتراف بالحقيقة يتطلب شجاعة كبيرة. لكن تذكر أن الكذب يمكن أن يؤذي الآخرين، حتى لو لم تقصد ذلك.”

عانقته أمه وقالت: “أنا فخورة بك لأنك قلت الحقيقة، يا بني. كلنا نخطئ، لكن الشجاعة الحقيقية هي أن نعترف بأخطائنا ونتعلم منها.”

أحس ياسر براحة عجيبة، كأن حجراً ثقيلاً قد أُزيح عن قلبه. نظر إلى القطة “لوزة” وضحك قائلاً: “أظن أنها غاضبة مني لأنها كادت تُتَّهم بجريمة لم ترتكبها!”

ضحكت أمه وقالت: “يبدو ذلك! والآن، لننظف هذا المكان معًا، وسأعلمك كيف تحمل الجرّة بطريقة أكثر أمانًا في المرة القادمة.”

ومنذ ذلك اليوم، قرر ياسر أن يكون صادقًا دائمًا، لأنه أدرك أن الصدق يجعل القلب مطمئنًا، ويقرب الإنسان من الله ومن قلوب الناس.العبرة: الصدق فضيلة عظيمة، وهو طريق إلى الخير والجنة. علينا أن نتحلى به في كل المواقف، حتى عندما نرتكب الأخطاء.

مغامرة دودي الكبيرة

مرحبًا يا أصدقاء! اسمي ناشا، أنا بومة ظريفة وحكيمة كما ترون. أجلس عاليًا على قمم الأشجار الباسقة حيث لا يراني أحد، وحيث أستطيع أن أرى الجميع.

مرحبًا بكم معي، وأهلاً بكم…أنا سعيدة لأنكم هنا قد أتيتم لسماع القصّة التي سأرويها لكم اليوم… وهي قصّة أحد أصدقائي…فلنقرأها معًا.

مغامرة دودي الكبيرة

كان صباحًا باردًا من صباحات بدايات الربيع في الحقل، وبينما أنا جالسة أعلى قمّة الشجرة، رأيتُ الدودة دودي… 

كان دودي دودة عادية، يعيش حياة عادية، ويقوم بامور عاديّة كلّ يوم..

لكنّه اليوم، كان يتحرّك ويسير بطريقة لا تبدو عادية!

يبدو وكأنّه ضائع…

في الواقع، كان دودي يبحث عن أحد يتحدّث إليه ويلعب معه. لكنّه لم يجد أحدًا من حيوانات الحقل الأخرى ليتحدّث معها أو يلعب برفقتها….

لم يجد دودة أخرى، ولا خنافس ولا دعسوقة ولا حتّى قطّ!!

وهنا قرّر دودي القيام بأمر غير عادّي على الإطلاق! لقد قرّر الذهاب إلى الحقل المجاور ليعثر على صديق هناك ويتحدّث إليه ويلعب معه!

كان يبدو متأكدًّا أنّه سيعثر على رفيق في الحقل المجاور، وهكذا… انطلق في مغامرته الكبيرة.

كما تعلمون، دودي كان مجرّد دودة صغيرة عادية، ولم يكن سريعًا جدًا في الزحف…لكن…بالنسبة لدودة، لم يكن بطيئًا أيضًا. وهكذا، زحف وزحف باتجاه الحقل المجاور.

ومع مسيره، بدأت الشمس تطلع، وتغمر الأرجاء بنورها ودفئها. وهنا قرّر دودي اخذ قسط من الراحة تحت إحدى أوراق الشجر الكبيرة.

فجأة سمع صوتًا يقول:

“أين تذهب يا دودي؟!”

نظر دودي إلى الأعلى ورأى يرقة جميلة على ورقة الشجر، فابتسم وأجاب:

“أنا ذاهب إلى الحقل المجاور لأعثر على صديق جديد أتحدّث إليه وألعب معه!”

وقالت اليرقة:

” هذا أمر جميل، أتمنى أن تعثر على الكثير من الأصدقاء هناك…كن حذرًا!”

ابتسم دودي لليرقة، وواصل المسير.

كما سبق أن قلت، لم يكن دودي سريعًا جدًا، لكنه كان يحرز تقدّمًا لا بأس به، وكان مركّزًا جدًا لدرجة أنّه ومن شدّة تركيزه على السير نحو الحقل، فقد اصطدم فجأة بالنملة لولي.

“آآآخ” قالت لولي: “انتبه إلى أين تمشي!”

قال دودي:

“أووه انا آسف، لقد كنتُ في طريقي للبحث عن أصدقاء في الحقل المجاور.”

وأجابت لولي:

“حسنًا يا صديقي، ان استمررت في المسير في هذا الاتجاه، فستعثر على الكثير منهم!”

ابتسم دودي، وواصل المسير.

بدأت السماء تتلبّد بالغيوم، وتحوّل لونها الأزرق الجميل إلى الرمادي الغامق…. وبدأت الرياح تشتدّ شيئًا فشيئًا، فقرّر دودي أنّه من الأفضل أن يختبئ تحت إحدى الأشجار ويحتمي بأوراقها من المطر. وكذلك فعل!

فجأة سمع صوتًا يقول:

 “المعذرة!”

نظر دودي من حوله ولم يرَ أحدًا، فقال الصوت من جديد:

“المعذرة يا صديقي!”

وهنا رأى دودي تحته عينان برّاقتان! لقد اختبأ من غير قصد فوق جناح فراشة معتقدًا أنّها ورقة شجر.

“أووبس…أنا آسف!”

كانت الفراشة رفيف طيبة القلب، فلم توبّخ دودي، وابتسمت له قائلة:

“لا عليك يا عزيزي!”

قال دودي:

“أنا في طريقي لأعثر على أصدقاء أتحدّث إليهم في الحقل المجاور!”

ضحكت رفيف وأجابت:

“أمر رائع!” وتحدّثت مع دودي اكثر عن الجوّ والمطر.

بعد بعض الوقت، توقّف المطر، وأشرقت الشمس من جديد. وقرّر دودي أنّه قد حان الوقت للرحيل، فودّع رفيف الفراشة، وانطلق من جديد نحو الحقل.

بينما هو يسير في طريقه، ظهرت أمامه فجأة كرة غريبة. ابتعد عنها يمينًا  فتدحرجت الكرة يمينًا، فابتعد عنها إلى اليسار فتدحرجت إلى اليسار أيضًا!

تنهّد دودي، وعندها انفتحت الكرة وتحوّلت إلى بيلو، قملة الغابة.

سأل بيلو:

“إلى أين تذهب؟”

أجاب دودي:

“لأعثر على أصدقاء أتحدّث إليهم في الحقل المجاور!”

قال بيلو بصوت خشن ولكن طيّب:

“جميل، جميل… حظّا موفقًا!… لا تسبّب المتاعب!”

ابتسم دودي وردّ قائلاً:

“حسنًا!…إلى اللقاء!”

وانطلق مجدّدًا في طريقه إلى الحقل.

شعر دودي بالسعادة وهو في طريقه إلى الحقل، ووصل أخيرًا إلى طريق ترابي مليء بالحفر السوداء العميقة والضحلة التي تسبّبت بها الشاحنات الكبيرة التي تعبر من الطريق. 

فجأة سمع صوتًا يقول:

“مكانك! لا تتحرّك!”

قال القنفذ شوكي فجأة.

لحسن الحظ أنّ دودي أنصت إلى شوكي، ولم يتحرّك خطوة إضافية، فقد نظر أمامه ورأى حفرة كبيرة مليئة بالماء والزيت. كانت لامعة وتبدو كما لو أنّها بقعة من العشب.

قال دودي:

“شكرًا جزيلاً!”

سأل شوكي:

“إلى أين تذهب؟”

وأجاب دودي:

“إلى الحقل المجاور كي أبحث عن أصدقاء أتحدّث إليهم.”

قال شوكي مجدّدًا:

“يمكننا أن نصبح أصدقاء إن شئت!”

وقبل أن يجيب دودي، ظهر فجأة من خلف الأشجار كلب ضخم أبيض اللون، ونظر إلى دودي وشوكي.

خاف الإثنان كثيرًا، وتجمّدا في مكانهما، لكن الكلب قال:

“مرحبًا! كيف حالكما؟ هل تريدان أن نصبح أصدقاء؟!”

كان صوت الكلب لطيفًا هادئًا، فعرف دودي وشوكي أنّه طيّب القلب ولا ينوي إيذاءهما. 

“نعم! بالطبع!”

أجاب الإثنان، وأضاف دودي:

“يمكنك أن تأتي معنا إلى الحقل إن شئت؟!”

الآن أصبح هناك دودي، وشوكي والكلب بوبي، يسيرون معًا نحو الحقل المجاور!

حطّ عصفور ملوّن صغير على سياج الحقل، وقال للأصدقاء الثلاثة الذين كانوا يقفون هناك:

“إلى أين تذهبون؟”

أجاب دودي:

“نحن ذاهبون إلى الحقل لنعثر على أصدقاء نلعب معهم.

أجاب زقزوق العصفور:

“هذا جميل، هل يمكنني القدوم أنا أيضًا؟”

وأجاب الجميع بـ “نعم!”

وصل الأصدقاء أخيرًا إلى الحقل.

“لقد وصلنا!!”

صاح دودي سعيدًا.

قفز الكلب بوب سعيدًا، وتدحرج شوكي متحمّسًا، ورفرف زقزوق فوقهم منشدًا، أمّا دودي فقد راح ينظر إليهم متفاجئًا!

“والآن ماذا؟” قال شوكي متسائلاً بعد لحظات.

شعر دودي بالحيرة للحظة، فلم يعرف الجواب على شوكي، لكنّه وحينما فكّر قليلاً وجد أنّه قد عثر على أصدقاء بالفعل، وهاهم جميعًا في الحقل يلعبون ويتحدّثون معًا… وقد عثر عليهم في طريقه إلى الحقل!

“الآن…سنلعب!”

قال دودي.

أعجبتك هذه القصّة؟ اقرأ قصّة الضفدع نطّاط الذي حاول أن يمسك النجوم.

قصّة عن التواضع: الأرنب والسلحفاة

يُحكى أنّه عاش في إحدى الغابات البعيدة الجميلة أرنبٌ مغرور يُدعى “برق”. كان برق سريعًا جدًّا ودائما يفتخر بسرعته الفائقة ويسخر من الحيوانات الأخرى التي لا يمكنها أن تجاري سرعته. 

وفي أحد الأيام بينما كان برق ينطّ هنا وهناك في أرجاء الغابة، لمح سلحفاة صغيرة تمشي ببطء شديد نحو إحدى أوراق الأشجار لتأكل منها. فراح يضحك ساخرًا منها وهو يقول:

– يا لك من سلحفاة بطيئة جدًّا، سيحلّ الليل قبل أن تتمكّني من الوصول إلى طعامك…هههههه.

كانت السلحفاة صبورة ومثابرة، وعلى الرغم من مضايقات برق لها، فهي لم تستلم وواصلت المسير بثبات وجدّ، لكنّ برق استمرّ في السخرية منها والاستهزاء بخطواتها البطيئة.

أخيرًا قالت السلحفاة:

– قد تكون سريعًا يا برق، لكنّ السرعة والعجلة الدائمة ليست كلّ شيء. المثابرة أهمّ من كلّ شيء، وكذلك التواضع.

فأجابها الأرنب المغرور:

– تقولين هذا لأنك بطيئة ولا يمكنك تحقيق شيء بخطواتك الثقيلة هذه… لو أننّا تسابقنا، فسوف أفوز عليك، وأحقق النصر، وسنرى عندها ما أهمية السرعة.

استاءت السلحفاة من كلام الأرنب المغرور وقرّرت أن تعلمه درسًا، فقالت:

– حسنًا، انا أقبل التحدّي، فلنتسابق ولِنرى من سيفوز.

استغرب الأرنب من ثقتها، وفكّر مع نفسه أنّها بلا شكّ سلحفاة بلهاء، ولا تعرف ما تقول، لكنّه وافق على التحدّي وقال:

– حسنًا، وأنا قبلت التحدّي أيضًا، لنتسابق يوم الغد، وليكن خطّ النهاية هو شجرة السنديان الكبيرة عند البحيرة.

انتشر خبر السباق بين برق السريع والسلحفاة في الغابة، واجتمعت الحيوانات في اليوم التالي لتشاهد هذا التحدّي المثير للاهتمام. كان الجميع متأكدًا أنّ برق سيفوز، فهو سريع جدًّا ولا يمكن للسلحفاة أن تلحق به أبدًا.

وقف الأرنب والسلحفاة عند خطّ البداية، وقال برق ساخرًا:

– سأراكِ بعد أيّام عند خطّ النهاية، فأنا متأكد أنّك لن تصلي إلى هناك قبل عدّة أيام أو ربّما أسابيع…هههه.

لم تردّ السلحفاة على سخرية الأرنب، وبقيت صامتة، وتمّ الإعلان عن بداية السباق، فانطلقت بجدّ واجتهاد بخطوات بطيئة ولكن ثابتة باتجاه شجرة السنديان.

أمّا برق، فلم ينطلق، وجلس إلى ظلّ شجرة قريبة يأكل حبّة من الجزر. 

استغرب الحيوانات ذلك، لكنّه قال لها:

– ما زال الوقت مبكرًّا، سآكل وجبة خفيفة وآخذ قيلولة صغيرة قبل أن أنطلق… فأنا برق السريع وسألحق بالسلحفاة البطيئة في وقت قليل.

وكذلك كان الحال. أكل الأرنب جزرته، وغطّ في النوم. أمّا السلحفاة فلم تتوقّف أبدًا، واستمرّت في السير نحو خطّ النهاية بثبات وإصرار.

مرّت عدّة ساعات، وغرق برق في نوم عميق، لكنه عندما استيقظ، أدرك أنّه قد نام لوقت طويل، وأنّه تأخر كثيرًا…أكثر ممّا كان يعتقد.

انطلق بأقصى سرعته نحو خطّ النهاية ليلحق بالسلحفاة، لكنه مع ذلك لم يكن سريعًا بما فيه الكفاية، وعبثًا حاول اللحاق بالسلحفاة والفوز عليها، لكنّها كانت قد اقتربت كثيرًا من خطّ النهاية، وكان هو لا يزال بعيدًا بسبب تهاونه واستخفافه بالسباق.

وهكذا وصلت السلحفاة إلى خطّ النهاية، وفازت بالسباق قبل أن يتمكّن برق من اللحاق بها.

هتفت جميع الحيوانات وصفّقت للسلحفاة الفائزة، التي علّمتهم وعلّمت الأرنب المغرور درسًا لا يُنسى، ألا وهو أن الغرور خلق سيء وقبيح يكلّف صاحبه كثيرًا، والسخرية من الآخرين تصرّف مُشين لا يجب أن يتحلّى به الطيبّون.

شعر برق بالخجل من نفسه، واعتذر للسلحفاة على سوء تصرّفه، ومنذ ذلك اليوم أصبح أكثر تواضعًا وتهذيبًا، وأصبح يستخدم سرعته الكبيرة في مساعدة غيره من الحيوانات الأبطأ، فصار محبوبًا بين جميع حيوانات الغابة، وعاش الجميع بسعادة وهناء.

قصة تعليمية عن المثابرة: نطّاط يمسك نجمة

لطالما أحبّ الضفدع الصغير “نطّاط” النظر إلى النجوم ليلاً. وكان في كلّ ليلة يجلس على ورقة زنبق كبيرة، ويتأمل النجوم المتلألئة.

– كم أتمنى لو ألمس هذه النجوم!
كان نطّاط يقول لنفسه في كلّ مرّة يرى فيها نجوم السماء اللامعة.
هذه الليلة، كانت السماء صافية، والجوّ صيفيًا جميلاً. النجوم اللامعة كانت تملأ السماء وتتراقص مثل الجواهر الصغيرة.

قرّر نطّاط تسلّق صخرة كبيرة ليتمكّن من لمس النجوم. ثابر وثابر حتى وصل إلى قمّة الصخرة، ثمّ مدّ يده ليمسك نجمة…ولكن…
يالا الأسف، النجوم لا تزال بعيدة جدًا، ولا يستطيع نطّاط الوصول إليها!

فجأة رأى نطّاط تلّة بالقرب منه، فقال فرحًا:
– أوه سأتسلّق التلّة وساتمكّن من الإمساك بنجمة!

و…ويييييي…تزحلق نطّاط من أعلى الصخرة، وبدأ القفز صاعدًا التلّة.
هيب…هوب…هيب…هوب

وصل أخيرًا إلى أعلى التلّة! ومدّ يده ليمسك نجمة…ولكن..
وأسفاه، لا تزال النجوم بعيدة جدًا، ولا يمكن لنطّاط الوصول إليها!

من أعلى التلّة، رأى نطّاط شجرة جوز هند قريبة منه. كانت طويلة جدًا، وفرح نطّاط:
– إن تسلّقت الشجرة، فسوف أمسك نجمة حتمًا!

وهكذا، نزل نطّاط من التلّة…
هيب…هوب…هيب…هوب…

حتى وصل أخيرًا إلى شجرة جوز الهند، وبدأ يتسلّقها بصعوبة كبيرة!
واحد…اثنان….واحد….اثنان….

وصل نطّاط بعد كثير من الجهد إلى قمّة الشجرة، ومدّ يده ليمسك نجمة….ولكن….
أوه…لا… لا تزال بعيدة جدًا، ولا أستطيع الإمساك بها.

شعر نطّاط بخيبة الأمل، وطأطأ رأسه حزينًا، فرأى كم كان مرتفعًا عن سطح الأرض، وخفق قلبه بقوّة من الخوف…بوم..بوم…بوم…

وضع نطّاط يده على قلبه الصغير، وهمس لنفسه:
– لن أخاف…أستطيع أن أفعلها!

ثمّ نظر مجدّدًا إلى الأسفل نحو الأرض، فرأى منظرًا رائعًا جدًا!
كان هنالك بركة صغيرة في الأسفل، وعلى سطحها تلألأت النجوم بقوّة!

نظر نطّاط إلى النجوم في الماء بإعجاب شديد….استجمع شجاعته، وقفز أخيرًا نحو البركة…
كلّما اقترب نطّاط من البركة، زاد اقترابه أكثر من النجوم المتلألئة على سطحها.

سبلااااش

أخيرًا وصل نطّاط إلى سطح الماء، وغطس في مياه البركة.

خرج نطّاط من البركة، وجلس على ضفّتها، ثمّ راح يتأمل النجوم الصغيرة وهي تتلألأ على السطح في منظر ساحر بديع.

ابتسم الضفدع نطّاط أخيرًا، وقال:
– أخيرًا لقد أمسكت بالنجوم ولمستها!

أسئلة تفاعلية لصغيرك

لقد كان نطّاط يريد الإمساك بنجمة، ماذا فعل كي يحقّق هدفه هذا؟

هل تمكّن نطّاط من الإمساك بالنجوم من المحاولة الأولى؟

ما الذي تعلّمنا إياه هذه القصّة؟

من أجمل القصص القصيرة قبل النوم للأطفال

مع حلول الليل وانتشار الهدوء في جميع أرجاء المنزل، يأتي وقت النوم الذي يُعد وقتًا سحريًا للأطفال والآباء على حدٍ سواء، حيث تتلاشى ضغوط اليوم ويدعو دفء السرير الأطفال الصغار إلى عالمٍ من الخيال. إنَّه وقت البطانيَّات المريحة، والاحتضان الدافئ، وبالطبع وقت رواية قصص قبل النوم للاطفال.

ولكن بعيدًا عن المُغامرات الغريبة والشخصيَّات الساحرة، تحمل حكايات قبل النوم للأطفال أهميَّة أكبر بكثير. إنَّها أداة قويَّة لنقل أهم دروس الحياة إليهم، مُغلفّةً بالمظهر الساحر للحكاية الخياليَّة المُشوّقة.

نُقدّم لك في هذا المقال أكثر من قصة للاطفال قبل النوم والتي ستُساعدك على خلق لحظات من التواصُل مع طفلك، مما يضمن لك أنَّ كل ليلة لن تكون فقط نهاية لليوم، ولكن أيضًا نقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر حكمةً لأطفالك الصغار.

أجمل قصص قصيرة للاطفال

وفيما يلي 4 قصص قصيرة للاطفال يُمكنك الاعتماد عليها لتسلية طفلك مع غرز قيمة إنسانيّة رائعة فيه بعد كل قصّة:

1. الفيل وشبكة العنكبوت

في قلب الغابة الخضراء – حيث الزهور الجميلة ذات العبير الرائع وأوراق الشجر التي تُصدر حفيفًا مع النسيم اللطيف – كان يعيش فيل لطيف يُدعى إيلي.

كان إيلي أكبر حيوان في الغابة، ولديه أذنان كبيرتان وخرطوم طويل وكان يُساعد الجميع، مما جعله شخصيَّة محبوبة بين الحيوانات في الغابة. ولكن على الرغم من حجمه، كان لدى إيلي خوفًا سريًا لا يعلمه أحدٌ غيره … لقد كان يرتعب من العناكب!

وفي صباح أحد الأيَّام المُشمسة، بينما كان إيلي يتَّجه نحو بحيرة المياه، وصل الصوت الناعم اليائس لصديقه تيمي السلحفاة إلى أذنيه. “إيلي، هل يُمكنك مساعدتي، من فضلك؟ أنا عالق في شجيرة شائكة، ولا أستطيع الخروج،” توسَّل تيمي.

بدون تردد، استخدم إيلي خرطومه القوي لسحب تيمي بلطف. “شكرًا لك إيلي! أنت شجاع جدًا!” قال تيمي وقد اتَّسعت عيناه بالامتنان. وفي وقتٍ لاحق من ذلك اليوم، بينما كان إيلي يتذوَّق بعض أوراق الأشجار اللذيذة، اخترقت الهواء صرخة صغيرة. لقد كانت صوفي السنجاب – جالسةً على فرع الشجرة – وعيناها واسعتان من القلق.

“إيلي، أنا بحاجة لمساعدتك! أخي الصغير محاصر في شبكة عنكبوت!” صرخت صوفي وهي تشير إلى شجيرة قريبة.

وما إن سمع إيلي كلمة “شبكة العنكبوت” حتى تسارع قلبه ونبضه وسيطر عليه الخوف. لم يكن يريد الاقتراب من شبكة العنكبوت، لكنَّه لم يستطع ترك شقيق صوفي في ورطةٍ بمفرده. وبنفسٍ عميق، استجمع إيلي كل شجاعته ومشى ببطء إلى الأدغال. وهناك رأى عنكبوتًا صغيرًا يغزل شبكته بعناية حول السنجاب الصغير.

“عفوا يا سيد عنكبوت، هل يُمكنك أن تترك السنجاب الصغير يذهب؟” ارتعد صوت إيلي قليلاً عندما تحدَّث.

توقَّف العنكبوت عن غزل شبكته ونظر بأعينه الثماني الصغيرة المتلألئة بالدهشة إلى إيلي وقال بصوت ناعم كخيوط الحرير: “يا عزيزي، لم أكن ألاحظ ذلك! أنا آسف جدًا على هذا الذعر الذي سببته!”

وبنقرةٍ من ساقيه، أطلق العنكبوت سراح السنجاب الصغير الذي رفعه إيلي بلطف وأعاده إلى صوفي، التي لفّت ذراعيها الصغيرتين حول ساق إيلي في عناقٍ مُمتن. “شكرًا لك إيلي! لقد واجهت مخاوفك وأنقذت أخي!” صرخت صوفي وقد لمعت عيناها بالإعجاب والامتنان.

في هذه اللحظة، أدرك إيلي أنَّه على الرغم من خوفه، إلا أنَّه لا يزال بإمكانه التحلي بالشجاعة ومساعدة أصدقائه. منذ ذلك اليوم فصاعدًا، لم يعد إيلي خائفًا من العناكب، حتى أنَّه أصبح صديقًا للسيد عنكبوت الذي علَّمه كل شيء عن الأشياء الرائعة التي تفعلها العناكب في الغابة.

لقد تعلَّم إيلي أنَّ الشجاعة لا تعني  انعدام الخوف، بل تعني القيام بالأمر الصائب ومساعدة الآخرين حتى عندما تكون خائفًا. وهكذا، استمر الفيل إيلي – أشجع حيوان في الغابة – في مساعدة الجميع أينما ذهب!

اقرأ أيضًا: قصص حيوانات مسلية للأطفال

2. قصة الأم فروست

في قريةٍ صغيرة وجميلة تقع بين التلال الخضراء والأنهار الصافية، كان هناك شقيقتان تعيشان مع والدتهما. كانت الأخت الكبرى – التي تُدعى آنا – لطيفة ومُجتهدة بقدر ما كانت جميلة، وكان شعرها ذهبيًا كالشمس. أما الأخت الصغرى – إلسي – فكانت على العكس تمامًا، مُدلَّلة وكسولة، لكنَّها كانت المُفضَّلة لدى والدتها.

كل يوم، كانت آنا تعمل بلا كلل في غزل الصوف بجوار البئر، بينما كانت إلسي تُضيِّع وقتها. وفي أحد الأيام المشؤومة، بينما كانت آنا جالسة بجوار البئر تقوم بغزل الثياب، انزلق مغزلها من أصابعها وسقط في البئر. خوفًا من غضب والدتها، انحنت آنا على الحافَّة لاستعادة المغزل لكنَّها فقدت توازنها وسقطت في البئر.

وبدلاً من أن تجد الظلام المخيف، هبطت آنا في مكانٍ رائع يملؤه ضوء الشمس وتنتشر فيه الزهور من كل لون. وبينما كانت تتجوَّل في المكان، وجدت فرنًا رائعًا مليئًا بالخبز. فقال الخبز: “أخرجينا! أخرجينا! لقد خُبزنا بما فيه الكفاية وسوف نحترق قريبًا! بقلبٍ دافئ مثل الموقد، ارتدت آنا قفازات الفرن الموجودة بالقرب منها وأخرجت الخبز بعناية.

تنهّدت أرغفة الخبز بارتياح وقالت لآنا “شكرًا لكِ أيتها الفتاة الطيبة، لن ننسى لطفك.”

وبعد ذلك، التقت آنا بشجرة تفاح كبيرة تئن تحت ثقل ثمارها. توسّلت الثمار لآنا “هزّينا! هزّينا! لقد نضجنا جميعًا!” وعلى الفور قامت آنا بجمع التفاح في مئزرها، ولم تترك أي ثمرةٍ على الشجرة. “كما اعتنيت بي، سيتم الاعتناء بك أيضًا”، همست الشجرة بحفيف أغصانها الهادئ كما لو كانت ممتنة.

أخيرًا، وصلت آنا إلى كوخٍ صغير غريب، لا يعيش فيه سوى امرأة عجوز تُدعى الأم فروست. استقبلتها المرأة العجوز، بشعرها الأبيض كالثلج وعينيها المتلألئة مثل النجوم، وقالت لها: “إذا خدمتني جيدًا وحافظت على نظام منزلي، فستكون لك ثروة كبيرة. لكن حذار، يجب أن تهزّي سريري بقوة، لأنَّه يجلب الثلج على العالم.

“أفهم ذلك، وسأبذل قصارى جهدي لخدمتك بشكلٍ جيد”، وعدت آنا العجوز بصوتها الثابت والصادق. وبالفعل، وافقت آنا وخدمت الأم فروست العجوز بتفانٍ، ولم تُقصّر أبدًا في مهامها. 

نتيجةً لذلك، أوفت العجوز بوعدها مع آنا وقررت منحها مكافأة لا مثيل لها. وفي صباح أحد الأيام، بينما كانت آنا تهز السرير المصنوع من الريش، سقط عليها وابل من العملات الذهبيَّة التي التصقت بملابسها وملأت جيوبها. “لقد خدمتني جيدًا، والآن حان الوقت لتعودي إلى عالمك”، قالت الأم فروست العجوز، وهي تفتح لآنا بوابة العودة إلى منزلها.

عندما دخلت آنا، استقبلتها ليس فقط المناظر المألوفة لقريتها، ولكن أيضًا وابل من العملات الذهبية التي تبعتها، والتي حدَّدت طريقها إلى البيت. اندهشت والدتها وشقيقتها عندما روت آنا رحلتها المذهلة.

“هل هذا حقًا مكافأة لخدمتك؟” سألت والدتها وقد اتسعت عيناها بدهشة. أجابت آنا، وابتسامتها مشرقة مثل الكنوز التي أحضرتها إلى المنزل: “نعم، لأن اللطف والعمل الجاد لهما قيمة أكبر من أي شيء آخر”.

عندئذٍ، قرَّرت إلسي الكسولة التي أعماها الجشع أن تبحث عن الأم فروست العجوز لتحصل هي أيضًا على بعض العملات الذهبيّة. وعلى عكس آنا، اتسمت رحلة إلسي بالأنانيَّة، حيث تجاهلت توسلات الخبز والتفاح، وخدمت الأم فروست العجوز بشكل سيئ، وأهملت مهامها وواجباتها.

كعقاب لها، عندما هزت إلسي السرير المصنوع من الريش، انسكب عليها – بدلًا من الذهب – شلال من القطران الأسود الداكن، ملتصقًا بجلدها وملابسها عقابًا لها على كسلها وجشعها. “لم تتعلمي شيئًا من اللطف أو الاجتهاد لدى أختك؟!” تردَّد صوت الأم العجوز فروست حول إلسي وهي واقفة، مبللة بالقطران ومذعورة. ثم فتحت العجوز لإلسي بابًا للعودة إلى منزلها، فعادت وهى غارقة في القطران.

وهكذا، تعلمنا حكاية الأم فروست العجوز أنَّ اللطف والاجتهاد والقلب الدافئ يؤدون جميعًا إلى أفضل النهايات، على عكس الجشع والكسل اللذين يكون وبالهما سيئًا على صاحبهما!

تصفّح أجمل قصص الأميرات للبنات على حدّوتة.

3. مزمار هاملين

في إحدى القرى الجذّابة ذات الأراضي الخصبة والأنهار والتي تُعرف باسم “هاملين”، حلَّ مأزق غير عادي بالسُكّان، وهو وباء الفئران. لم تكن هذه القوارض عاديَّة، لقد نزلت بأعدادٍ كبيرة، وأفسدت المؤن والمحاصيل وتسبَّبت في خرابٍ كبير للقرية.

وسط اليأس المُتزايد لسكان القرية، وصل شخص غريب يرتدي معطفًا مُتعدِّد الألوان يلمع في ضوء الشمس. ذهب هذا الشخص إلى عمدة القرية وعرض عليه حلاً لمأزق القوارض، حيث قال: “أنا معروف باسم صاحب المزمار، وسأطهِّر مدينتك من هذا الوباء مُقابل ألف قطعة ذهبيَّة”.

بدافعٍ من اليأس، وافق العمدة على عجلٍ وأبرم الاتفاق. مع وجود المزمار في يده، عزف صاحب المزمار لحنًا ساحرًا لدرجة أنَّ الفئران خرجت من مخابئها لتتبعه، وشكلت موكبًا خلفه خارج قرية هاملين حيث انتشروا في الغابة الواسعة خارج القرية ول يعودوا مرةً أخرى.

وكان ارتياح سُكَّان القرية من هذا الوباء واضحًا، حيث ارتسمت السعادة على وجوههم جميعًا بعد أن تحرَّرت قريتهم أخيرًا من هذه الآفة. ومع ذلك، عندما طلب صاحب المزمار مستحقاته، رفض العمدة الوفاء بوعده حيث قال “ألف قطعة ذهبية مقابل مُجرَّد نغمة؟ هذا سخيف! أعتقد أنّ خمسين عملة ستفي بالغرض”

لم يقبل صاحب المزمار هذا المبلغ من العمدة، وبدا على وجهه ملامح الغضب حيث حذّر العمدة قائلًا: “الوعد الذي قطعته هو وعد يجب الوفاء به وإلا ستكون العواقب وخيمة”. لكنَّ تحذيره قوبل بالسخرية والضحك من العمدة!

في فجر اليوم التالي، استيقظ أهل القرية على نغمةٍ مُختلفة. ليس للفئران هذه المرّة، بل كان لحنًا استدعى عددًا ضخمًا من الثعابين الخاطفة وأسراب الجراد على القرية. تسبَّبت هذه الآفات الجديدة في فوضى أسوأ بكثير من التي سببتها الفئران، مما جلب الخوف والذعر مرةً أخرى إلى القرية التي لم تلبث أن تنعم بالسلام.

صرخ العمدة مذعورًا: “أزل هذه الحيوانات يا صاحب المزمار! أيًا كان الثمن الذي تطلبه، فسوف ندفعه!” لكنَّ الصمت كان رده الوحيد. لقد اختفى صاحب الزمار، واختفى معه أي أمل في الإغاثة.

مضت أيّام وأسابيع وقرية هاملين تكافح لمقاومة هذه القطعان من الثعابين والجراد الضار. وفي خضم معاناتهم، عاد صاحب المزمار إلى القرية، حيث قال بصوتٍ هادئ ولكنَّه مليء بالنديّة والشماتة: “أرى أنَّكم قد تعلمتم الدرس جيدًا. الوعد الذي قطعه عمدتكم هو وعد يجب الوفاء به.”

وعلى الفور، تقدَّم العمدة إلى الأمام متواضعًا ونادمًا، حيث قال “يا صاحب المزمار، نحن نتوسَّل إليك، ساعدنا مرة أخرى. سوف ندفع المبلغ المتفق عليه وأكثر إذا كنت ترغب في ذلك. أومأ صاحب المزمار برأسه وقبل الاعتذار قائلًا “المبلغ الأصلي سيكون كافيا، ولكن تذكَّر أن الثقة والصدق لا يُقدّران بثمن.” وبعد أن أخذ صاحب المزمار المبلغ المُتفق عليه، عزف على المزمار لحنًا ساحرًا آخر جذب جميع الثعابين والجراد حيث تبعوه خارج قرية هاملين إلى أعماق الغابة، وكما الحال مع الفئران لم يعودوا أبدًا.

وبذلك، غادر المزمار مدينة هاملين، تاركًا وراءه بلدة تعلمت القيمة الحقيقيَّة للوفاء بالكلمة. عقابًا على كذبه وخيانته للعهد، استقال عمدة القرية، وأقام سكان القرية نصبًا تذكاريًا لصاحب المزمار على ضفاف النهر لتذكير الأجيال القادمة بأهمية الثقة والنزاهة.

اقرأ المزيد من قصص المغامرات الممتعة للأطفال.

4. جيلي الزرافة والطريق إلى قبول الذات

في منطقة حشائش السافانا المُشمسة في سيرينجيتي، عاشت زرافة صغيرة تُدعى جيلي. على عكس الزرافات الأخرى التي كان فراءها مزيجًا لطيفًا من اللون البني والأصفر أو البني المحمر، كان لدى جيلي مزيجًا مُذهلاً من اللون الأصفر الذهبي واللون الباروني الداكن الذي يلمع تحت أشعة الشمس. علاوةً على ذلك، كانت رقبتها أطول بكثير من رقاب جميع الزرافات البالغة في قطيعها.

غالبًا ما كانت جيلي تشعر وكأنَّها شجرة نخيل بين الشجيرات، تعلو فوق أصدقائها الصغار والكبار على حدٍ سواء. وكان أصدقاؤها كُلَّما لعبوا لعبة الغميضة يعثرون على مكان جيلي من بعيد بكل سهولة، حيث كان رأسها يطل من فوق أشجار السنط. هذا الارتفاع جعلها تشعر بالخجل، وكانت تتمنى في كثير من الأحيان أن تتقلص قليلاً لتندمج مع زملائها في اللعب.

بعد ظهر أحد الأيام الدافئة، وبينما كانت الشمس ترسم الأفق بظلال من اللونين البرتقالي والوردي، ضاع صغير حمار وحشي بالقرب من النهر. كان القطيع قلقًا، وانضمت كل الحيوانات للبحث عن صغير الحمار الوحشي المفقود. نظروا خلف الشجيرات، وحول فتحات الري، وفي البقع الموحلة، لكن صغير الحمار الوحشي لم يكن موجودًا في أي مكان.

راقبت جيلي جهود البحث وهي واقفة في الخلف، حيث شعرت بأنَّها منفصلة إلى حدٍ ما عمّا يحدث بسبب طولها. شعرت والدتها بعدم الراحة لدى ابنتها، فدفعتها بلطف. “لماذا لا تلقي نظرة من الأعلى يا جيلي؟ “قد يكون طولك هو ما نحتاجه الآن،” اقترحت والدتها بابتسامة.

متشجعةً ولكن لا تزال مترددة بعض الشيء، قامت جيلي بتمديد رقبتها الطويلة إلى أعلى، وقلبها ينبض في صدرها. شعرت بموجة من الخوف، ماذا لو أنَّها لا تزال غير قادرة على رؤية الحمار الوحشي، أو ما هو أسوأ من ذلك، إذا لاحظت الخطر بعد فوات الأوان؟ متجاوزةً شكوكها، قامت بإلقاء نظرة على الأشجار الطويلة.

ثم رأته – جسمًا مخططًا صغيرًا بالقرب من النهر، بعيدًا عن المكان الذي كان الآخرون يبحثون فيه. وبثقةٍ جديدة عليها، نادت جيلي بصوت عالٍ وقادت القطيع إلى صغير الحمار الوحشي. طولها الفريد، الذي كانت تعتبره دائمًا عيبًا، أصبح بطل القصّة في هذا اليوم!

في ذلك المساء، وبينما كان القطيع يحتفل بعودة الطفل سالمًا، شعرت جيلي بالدفء في صدرها ينتشر في كل مكان. وبمرور الوقت، أصبحت جيلي تُقدِّر طولها بشكلٍ كبير. لقد ساعدت أصدقاءها في قطف الأوراق الطازجة من أطول الأشجار وراقبت المخاطر البعيدة، حيث كانت بمثابة حارس عملاق لطيف يُنبّه الجميع إلى الخطر قبل قدومه. 

إنَّ الشيء الذي جعلها تشعر بأنها في غير مكانها جعلها الآن جزءًا لا يتجزأ من مُجتمعها. وبينما كانت تمشي مع صديقها ذات مرّة، قالت لها: “جيلي، سنضيع دون مراقبتك. تستطيعين رؤية أشياء لا يمكننا حتى أن نحلم بها من هنا! سنضيع حتمًا بدونك.” وقد ترك هذا الكلام تأثيرًا رائعًا على جيلي.

وبذلك تعلَّمت جيلي أنَّ ما يجعلنا مُختلفين يُمكن أن يجعلنا مُميَّزين. لم تكُن صفاتها الفريدة مُجرَّد سمات يُمكن التعايش معها، بل كانت نقاط قوة يُمكن أن تساعد الآخرين بطرق لا يستطيع أي شخص آخر القيام بها. منذ ذلك اليوم فصاعدًا، لم ترغب جيلي أبدًا في الانعزال أو الشعور بالخجل مرةً أخرى. وبدلاً من ذلك، كانت تقف فخورةً ببقعها الصفراء الذهبيَّة والمارونيََّة، وممتنةً لرقبتها الطويلة.

ختامًا، عندما تنتهي من السطور الأخيرة من قصَّة ما قبل النوم وتسقط الغرفة في سكونٍ تام، فإن تأثير تلك اللحظات الثمينة يبقى لفترة طويلة بعد أن تخفت الأضواء. هذه القصص تفعل أكثر من مُجرَّد الترفيه، إنّها تغرس القيم وتثير الخيال وتضفي العديد من الدروس إلى عقل الطفل.

عند الاختيار بين مجموعة من قصص للاطفال قبل النوم، يجب أن تعلم أنّ كل قصَّة تُمثّل فرصة ثمينة لنقل الحكمة لدى طفلك. وبينما ينجرفون إلى عالم الأحلام، تترسخ الدروس المستفادة من هذه القصص في أرواحهم وقلوبهم وعقولهم، مما يعزز نموهم الأخلاقي وفهمهم للعالم من حولهم.

لذا، إن كنت تبحث عن قصص قصيرة للاطفال فإنّ هذا المقال هو لك! وأخيرًا، لا تنسَ الاشتراك في مُدونتنا التي ستكون دليلك الشامل لمعرفة كل ما يتعلّق بتربية وتعليم طفلك، وتعزيز رفاهيّته بشكلٍ عام!

المصدر: dreamlittlestar

Exit mobile version